tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

413
http://portaldakwah.blogspot.com ( م ه كل ى رووا حت عه ، صاب ا6 .) م ه عطا م ا سل ه و ي عل له ى ال صل له ال ول س ر) ن ، وا ه ي+ ب- ي حد ل وم ا ي م ه5 ش عط صه ق ر ك< ذ) ن حي ر< خC ا اق ي س) ن م ر ص ت< خ م ا< وهد ا< ف ل ا ا< ي ك ال : ؟ قT د ي م و ي م ت< كب م كر : ب ا ح ل ل ي ق< ف م ، ه ت< ق ك ى حت ماء ، ل ا ب ت5 س ا ح< ف، ه ي+ ب- ي حد ل ر ا ئ ب ى< ف وه ع< ض و< ف ه ، يT ن ا< ي ك) ن م ما ه س( ا< اب< ف ك ل< ف ل ا ه ماب ا< ي ك و ل ، و ه ماب ع ب ر وا7 ( ] ى< ف[ ه رواب ى< ف. و) 8 ( ه ماب ره5 ش ع س م< خ وا< ي م كا ه< ن ر : ا ب ا ح) ن ع) ن حي ي خ ص ل ا) 9 .) __________ ( 1 . وروى: ت ى< ف) " " ( 2 . < ف ع< ض ل ا ب ى ط و ي س ل له ا< ر م ، ور ر ئ< ع ض ل ع ا م ا ح ل ا ى< ف ما ك ه رذوب م) ن ب ورواه ا) ( 3 ( م قر ب) ن< سن ل ا ى< ف ى< رمد لئ ورواه ا) 961 مه ل ي س ا) ن م ى عل هد5 ش ي وله : ف ى ل ذه ا ا< ي س ا+ ر ب ب ر خ) ن ع ه ي- ب ت ق ق ي ر ط) ن م) " . ) ن س ح5 ث ي ا حد< هد: ى< رمد لئل ا ا ، وق ه بC ر الآ ك< د م ب ل و ق ح ل ا ب" " " ( 4 ول . والآ: ت ى< ف) " " ( 5 ( م قر ب ارى< ح ي ل ح ا ي خ ص) 4840 ( م قر ب م سل م ح ي خ ص و) 1856 .) ( 6 ( م قر ب ارى< ح ي ل ح ا ي خ ص) 4154 ( م قر ب م سل م ح ي خ ص و) 1856 .) ( 7 ( م قر ب حه ي خ ص ى< ف ارى< ح ي ل رواه ا) 5639 .) ( 8 . م ، ا) ن م اذه ب< ر) ( 9 ( م قر ب ارى< ح ي ل ح ا ي خ ص) 4152 ( م قر ب م سل م ح ي خ ص و) 1856 .) ( 7/330 ) 200

Upload: srujacxtup

Post on 30-Jun-2015

462 views

Category:

Documents


20 download

TRANSCRIPT

Page 1: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

(.6أصابعه ، حتى رووا كلهم ) وهذا مختصر من سياق آخر حين ذكر قصة عطشهم يوم الحديبية ، وأن رسول الله

صلى الله عليه وسلم أعطاهم سهما من كنانته ، فوضعوه في بئر الحديبية ، فجاشت بالماء ، حتى كفتهم ، فقيل لجابر : كم كنتم يومئذ ؟ قال : كنا ألفا وأربعمائة ، ولو كنا

( الصحيحين عن جابر : أنهم كانوا خمس8(. وفي رواية ]في[ )7مائة ألف لكفانا )(.9عشرة مائة )__________

( في ت : "وروى".1)( ورواه ابن مردويه كما في الجامع الصغير ، ورمز له السيوطي بالضعف.2) ( من طريق قتيبة عن جرير بإسناده إلى961( ورواه الترمذي في السنن برقم )3)

قوله : "يشهد على من استلمه بالحق" ولم يذكر اآلية ، وقال الترمذي : "هذا حديثحسن".

( في ت : "واألول".4)(.1856( وصحيح مسلم برقم )4840( صحيح البخاري برقم )5)(.1856( وصحيح مسلم برقم )4154( صحيح البخاري برقم )6)(.5639( رواه البخاري في صحيحه برقم )7)( زيادة من م ، أ.8)(.1856( وصحيح مسلم برقم )4152( صحيح البخاري برقم )9)

(7/330)

وروى البخاري من حديث قتادة ، قلت لسعيد بن المسيب : كم كان الذين شهدوا بيعةالرضوان ؟ قال : خمس عشرة مائة.

قلت : فإن جابر بن عبد الله ، رضي الله عنهما ، قال : كانوا أربع عشرة مائة. قال(.1رحمه الله : وهم ، هو حدثني أنهم كانوا خمس عشرة مائة )

قال البيهقي : هذه الرواية تدل على أنه كان في القديم يقول : خمس عشرة مائة ، ثم(.2ذكر الوهم فقال : أربع عشرة مائة )

وروى العوفي عن ابن عباس : أنهم كانوا ألفا وخمسمائة وخمسة وعشرين. والمشهور الذي رواه غير واحد عنه : أربع عشرة مائة ، وهذا هو الذي رواه البيهقي ، عن

الحاكم ، عن األصم ، عن العباس الدوري ، عن يحيى بن معين ، عن شبابة بن سوار ، عن شعبة ، عن قتادة ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبيه قال : كنا مع رسول الله صلى

(. وكذلك هو في رواية سلمة بن3الله عليه وسلم تحت الشجرة ألفا وأربعمائة ) األكوع ، ومعقل بن يسار ، والبراء بن عازب. وبه يقول غير واحد من أصحاب المغازي والسير. وقد أخرج صاحبا الصحيح من حديث شعبة ، عن عمرو بن مرة قال : سمعت

عبد الله بن أبي أوفى يقول : كان أصحاب الشجرة ألفا وأربعمائة ، وكانت أسلم يومئذ(.4ثمن المهاجرين )

وروى محمد بن إسحاق في السيرة ، عن الزهري ، عن عروة بن الزبير ، عن المسور بن مخرمة ، ومروان بن الحكم ، أنهما حدثاه قاال خرج رسول الله صلى الله عليه

وسلم عام الحديبية يريد زيارة البيت ، ال يريد قتاال وساق معه الهدي سبعين بدنة ،

200

Page 2: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

وكان الناس سبعمائة رجل ، كل بدنة عن عشرة نفر ، وكان جابر بن عبد الله فيما(.5بلغني عنه يقول : كنا أصحاب الحديبية أربع عشرة مائة )

كذا قال ابن إسحاق وهو معدود من أوهامه ، فإن المحفوظ في الصحيحين أنهم كانوابضع عشرة مائة.

ذكر سبب هذه البيعة العظيمة : قال محمد بن إسحاق بن يسار في السيرة : ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب ليبعثه إلى مكة ليبلغ عنه أشراف قريش ما جاء له ، فقال : يا رسول الله ، إني أخاف قريشا على نفسي ، وليس بمكة من بني عدي بن كعب من يمنعني ،

( عليها ، ولكني أدلك على رجل أعز بها6وقد عرفت قريش عداوتي إياها ، وغلظي ) مني ، عثمان بن عفان ، فبعثه إلى أبي سفيان وأشراف قريش ، يخبرهم أنه لم يأت

لحرب ، وأنه جاء زائرا لهذا البيت ومعظما لحرمته.__________

(.4153( صحيح البخاري برقم )1)(.4/97( دالئل النبوة للبيهقي )2)(.4/98( دالئل النبوة للبيهقي )3)(.1857( وصحيح مسلم برقم )4155( صحيح البخاري برقم )4)(.2/308( انظر : السيرة النبوية البن هشام )5)( في ت ، م : "غلظتي".6)

(7/331)

فخرج عثمان إلى مكة ، فلقيه أبان بن سعيد بن العاص حين دخل مكة ، أو قبل أن يدخلها ، فحمله بين يديه ، ثم أجاره حتى بلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيان وعظماء قريش فبلغهم عن رسول الله ]صلى الله

( ما أرسله به ، فقالوا لعثمان حين فرغ من رسالة رسول الله صلى1عليه وسلم[ ) الله عليه وسلم إليهم : إن شئت أن تطوف بالبيت فطف. فقال : ما كنت ألفعل حتى

يطوف به رسول صلى الله عليه وسلم. واحتبسته قريش عندها ، فبلغ رسول اللهصلى الله عليه وسلم والمسلمين أن عثمان قد قتل.

قال ابن إسحاق : فحدثني عبد الله بن أبي بكر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين بلغه أن عثمان قد قتل : "ال نبرح حتى نناجز القوم". ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى البيعة. فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة ، فكان الناس

يقولون : بايعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت. وكان جابر بن عبد الله يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبايعهم على الموت ، ولكن بايعنا على

أال نفر. فبايع الناس ، ولم يتخلف أحد من المسلمين حضرها إال الجد بن قيس أخو بني سلمة ، فكان جابر يقول : والله لكأني أنظر إليه الصقا بإبط ناقته ، قد ضبأ إليها يستتر بها منالناس ، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الذي كان من أمر عثمان باطل. )

2) (. عن عروة بن الزبير قريبا من هذا السياق ، وزاد في3وذكر ابن لهيعة عن األسود )

201

Page 3: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( سهيل بن عمرو ، وحويطب بن4سياقه : أن قريشا بعثوا وعندهم عثمان ]بن عفان[ ) عبد العزى ، ومكرز بن حفص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبينما هم عندهم

( بعض المسلمين وبعض المشركين ، وتراموا بالنبل والحجارة ،5إذ وقع كالم بين ) وصاح الفريقان كالهما ، وارتهن كل من الفريقين من عنده من الرسل ، ونادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم : أال إن روح القدس قد نزل على رسول الله صلى

الله عليه وسلم ، وأمر بالبيعة ، فاخرجوا على اسم الله فبايعوا ، فسار المسلمون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو تحت الشجرة فبايعوه على أال يفروا أبدا ،

( ، وأرسلوا من كان عندهم من المسلمين ، ودعوا إلى6فأرعب ذلك المشركين )الموادعة والصلح.

وقال الحافظ أبو بكر البيهقي : أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أخبرنا أحمد بن عبيد ( ، حدثنا الحكم بن عبد الملك ،8( ، حدثنا الحسن بن بشر )7الصفار ، حدثنا تمتام ) ( بن مالك قال : لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم9عن قتادة ، عن أنس )

( رسول رسول الله صلى10ببيعة الرضوان كان عثمان بن عفان ]رضي الله عنه[ ) الله عليه وسلم إلى أهل مكة ، فبايع الناس ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

"اللهم إن عثمان في حاجة الله وحاجة رسوله". فضرب بإحدى يديه على األخرى ،(.11فكانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان خيرا من أيديهم ألنفسهم )

__________( زيادة من ت ، م.1)(.2/315( السيرة النبوية البن هشام )2)( في ت : "أبي األسود".3)( زيادة من أ.4)( في م : "من".5)( في ت : "المشركون" وهو خطأ.6)( في أ ، م : "هشام".7)( في أ : "بشير".8)( في ت : "وروى البيهقي بسنده".9)( زيادة من ت.10)( لم أجده في دالئل النبوة ولعله في غيره.11)

(7/332)

( ، عن2( : حدثني من أثق به عمن حدثه بإسناد له ، عن أبي مليكة )1قال ابن هشام ) ابن عمر قال : بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان ، فضرب بإحدى يديه

على األخرى. وقال عبد الملك بن هشام النحوي : فذكر وكيع ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن

الشعبي : أن أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان أبو سنان(.3األسدي )

وقال أبو بكر عبد الله بن الزبير الحميدي : حدثنا سفيان ، حدثنا ابن أبي خالد ، عن الشعبي ، قال : لما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى البيعة ، كان أول

202

Page 4: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( ، فقال : ابسط يدك أبايعك.4من انتهى إليه أبو سنان ]األسدي رضي الله عنه[ ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "عالم تبايعني ؟". فقال أبو سنان : على ما في

(.7( )6( وهب األسدي ]رضي الله عنه[ )5نفسك. هذا أبو سنان ]بن[ ) وقال البخاري : حدثنا شجاع بن الوليد ، سمع النضر بن محمد : حدثنا صخر ]بن الربيع[

( ، عن نافع ، قال : إن الناس يتحدثون أن ابن عمر أسلم قبل عمر ، وليس كذلك ،8) ولكن عمر يوم الحديبية أرسل عبد الله إلى الفرس له عند رجل من األنصار أن يأتي

به ليقاتل عليه ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع عند الشجرة ، وعمر ال يدري بذلك ، فبايعه عبد الله ، ثم ذهب إلى الفرس فجاء به إلى عمر ، وعمر يستلئم

للقتال ، فأخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يبايع تحت الشجرة ، فانطلق ، فذهب معه حتى بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهي التي يتحدث الناس أن

( أسلم قبل عمر.9ابن عمر ) ثم قال البخاري : وقال هشام بن عمار : حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا عمر بن محمد العمري ، أخبرني نافع ، عن ابن عمر ، أن الناس كانوا مع رسول الله صلى الله عليه

وسلم يوم الحديبية قد تفرقوا في ظالل الشجر ، فإذا الناس محدقون بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال - يعني عمر - : يا عبد الله ، انظر ما شأن الناس قد أحدقوا برسول

الله صلى الله عليه وسلم. فوجدهم يبايعون ، فبايع ثم رجع إلى عمر فخرج فبايع. ( عمرو األديب ، عن أبي بكر اإلسماعيلي ، عن10وقد أسنده البيهقي عن أبي )

(.11الحسن بن سفيان ، عن دحيم : حدثني الوليد بن مسلم فذكره ) وقال الليث ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال : كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة

فبايعناه ، وعمر آخذ بيده تحت الشجرة وهي سمرة ، وقال : بايعناه على أال نفر ، ولم(.12نبايعه على الموت. رواه مسلم عن قتيبة عنه )

وروى مسلم عن يحيى بن يحيى ، عن يزيد بن زريع ، عن خالد ، عن الحكم بن عبد الله بن األعرج ، عن معقل بن يسار ، قال : لقد رأيتني يوم الشجرة والنبي صلى الله

( ، وأنا رافع13عليه وسلم يبايع الناس )__________

( في أ : "شهاب".1)( في أ : "عن أبي بكر بن أبي مليكة".2)(.2/316( السيرة النبوية )3)( زيادة من أ.4)( زيادة من م ، أ.5)( زيادة من م ، أ.6)( من طريق الحميدي به.4/137( ورواه البيهقي في دالئل النبوة )7)( زيادة من ت ، أ.8)( في أ : "عبد الله بن عمر".9)( في أ : "ابن".10)(.4187( صحيح البخاري برقم )11)(.1856( صحيح مسلم برقم )12)( في م : "والناس يبايعون النبي".13)

(7/333)

203

Page 5: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

غصنا من أغصانها عن رأسه ، ونحن أربع عشرة مائة ، قال : ولم نبايعه على الموت ،(.1ولكن بايعناه على أال نفر )

وقال البخاري : حدثنا المكي بن إبراهيم ، عن يزيد بن أبي عبيد ، عن سلمة بن األكوع ، قال : بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة. قال يزيد :

(.3( ، على أي شيء كنتم تبايعون يومئذ ؟ قال : على الموت )2قلت : يا أبا مسلم ) وقال البخاري أيضا : حدثنا أبو عاصم ، حدثنا يزيد بن أبي عبيد عن سلمة ، قال :

بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ثم تنحيت ، فقال : "يا سلمة أال تبايع ؟" قلت : بايعت ، قال : "أقبل فبايع". فدنوت فبايعته. قلت : عالم بايعته يا سلمة

(. وكذا4؟ قال : على الموت. وأخرجه مسلم من وجه آخر عن يزيد بن أبي عبيد )(.5روى البخاري عن عباد بن تميم ، أنهم بايعوه على الموت )

وقال البيهقي : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو الفضل بن إبراهم ، حدثنا أحمد بن سلمة ، حدثنا إسحاق بن إبراهم ، حدثنا أبو عامر العقدي عبد الملك بن عمرو ،

( بن األكوع6حدثنا عكرمة بن عمار اليمامي ، عن إياس بن سلمة ، عن أبيه سلمة ) قال : قدمنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن أربع عشرة مائة ،

وعليها خمسون شاة ال ترويها ، فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على جباها - يعني الركي - فإما دعا وإما بصق فيها ، فجاشت ، فسقينا واستقينا. قال : ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا إلى البيعة في أصل الشجرة. فبايعته أول

الناس ، ثم بايع وبايع ، حتى إذا كان في وسط الناس قال صلى الله عليه وسلم : "بايعني يا سلمة". قال : قلت : يا رسول الله ، قد بايعتك في أول الناس. قال :

"وأيضا". قال : ورآني رسول الله صلى الله عليه وسلم عزال فأعطاني حجفة - أو درقة - ثم بايع حتى إذا كان في آخر الناس قال صلى الله عليه وسلم : "أال تبايع يا

( في أول الناس وأوسطهم. قال :7سلمة ؟" قال : قلت : يا رسول الله ، قد بايعتك ) "وأيضا". فبايعته الثالثة ، فقال : "يا سلمة ، أين حجفتك أو درقتك التي أعطيتك ؟".

قال : قلت : يا رسول الله ، لقيني عامر عزال فأعطيتها إياه : فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : "إنك كالذي قال األول : اللهم أبغني حبيبا هو أحب إلي من

نفسي" قال : ثم إن المشركين من أهل مكة راسلونا في الصلح حتى مشى بعضنا في بعض فاصطلحنا. قال : وكنت خادما لطلحة بن عبيد الله ، رضي الله عنه ، أسقي

( وآكل من طعامه ، وتركت أهلي ومالي مهاجرا إلى الله ورسوله.8فرسه وأحسه ) فلما اصطلحنا نحن وأهل مكة ، واختلط بعضنا ببعض ، أتيت شجرة فكسحت شوكها ،

( في أصلها في ظلها ، فأتاني أربعة من مشركي أهل مكة ، فجعلوا9ثم اضطجعت ) يقعون في رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبغضتهم ، وتحولت إلى شجرة أخرى

فعلقوا سالحهم واضطجعوا ، فبينما هم كذلك إذ نادى مناد من أسفل الوادي : ياللمهاجرين ، قتل ابن زنيم. فاخترطت سيفي ، فشددت على أولئك األربعة وهم

__________(.1858( صحيح مسلم برقم )1)( في م : "مسلمة".2)(.2960( صحيح البخاري برقم )3)(.1860( صحيح مسلم برقم )4)(.2959( صحيح البخاري برقم )5)

204

Page 6: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ت : "وقال البيهقي بسنده عن سلمة".6)( في ت : "بايعت".7)( في ت ، م : "وأجنبه".8)( في تن م ، أ : "واضطجعت".9)

(7/334)

( : والذي كرم وجه محمد1رقود ، فأخذت سالحهم وجعلته ضغثا في يدي ، ثم قلت ) صلى الله عليه وسلم ، ال يرفع أحد منكم رأسه إال ضربت الذي فيه عيناه ، قال : ثم

جئت بهم أسوقهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : وجاء عمي عامر�الت يقال له : "مكرز" من المشركين يقوده ، حتى وقفنا بهم على برجل من الع�ب

رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبعين من المشركين ، فنظر إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : "دعوهم يكن لهم بدء الفجور وثناه" ، فعفا عنهم رسول

�م�2الله صلى الله عليه وسلم ، وأنزل الله ]عز وجل[ ) �ك �ه�م� ع�ن �د�ي ي� �ف� أ �ذ�ي ك ( : } و�ه�و� ال

�ه�م� { اآلية ]الفتح : �ي �م� ع�ل ك �ظ�ف�ر� �ن� أ �ع�د� أ �ة� م�ن� ب �ط�ن� م�ك �ب �ه�م� ب �م� ع�ن �ك �د�ي �ي [.24و�أ(.3وهكذا رواه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم بن راهويه بسنده نحوه ، أو قريبا منه )

وثبت في الصحيحين من حديث أبي عوانة ، عن طارق ، عن سعيد بن المسيب ، قال : كان أبي ممن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة. قال : فانطلقنا من

(.4قابل حاجين ، فخفي علينا مكانها ، فإن كان تبينت لكم ، فأنتم أعلم ) ( جابر ، قال : لما5وقال أبو بكر الحميدي : حدثنا سفيان ، حدثنا أبو الزبير ، حدثنا )

دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى البيعة ، وجدنا رجال منا يقال له "الجدبن قيس" مختبئا تحت إبط بعيره".

(.6رواه مسلم من حديث ابن جريج ، عن ابن الزبير ، به ) ( ، عن عمرو ، سمع جابرا ، قال : كنا يوم7وقال الحميدي أيضا : حدثنا سفيان )

الحديبية ألفا وأربعمائة ، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنتم خير أهل ( ألريتكم موضع الشجرة. قال سفيان :8األرض اليوم". قال جابر : لو كنت أبصر )

(.9إنهم اختلفوا في موضعها. أخرجاه من حديث سفيان ) وقال اإلمام أحمد : حدثنا يونس ، حدثنا الليث. عن أبي الزبير ، عن جابر ، عن رسول

(.10الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "ال يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة" ) ( ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن هارون الفالس المخرمي ، حدثنا سعد بن11وقال )

عمرو األشعثي ، حدثنا محمد بن ثابت العبدي ، عن خداش بن عياش ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يدخل من بايع تحت الشجرة كلهم الجنة إال صاحب الجمل األحمر". قال : فانطلقنا نبتدره فإذا رجل قد أضل بعيره ،

(.12فقلنا : تعال فبايع. فقال : أصيب بعيري أحب إلي من أن أبايع )__________

( في تن م : "وقلت".1)( زيادة من ت ، م.2)(.1807( ، وصحيح مسلم برقم )4/138( دالئل النبوة للبيهقي )3)( واللفظ لمسلم.1859( وصحيح مسلم برقم )4164( صحيح البخاري برقم )4)

205

Page 7: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( في م : "عن".5)(.1856( وصحيح مسلم برقم )2/537( مسند الحميدي )6)( في ت : "وفي الصحيحين من حديث سفيان".7)( في ت ، م : "انظر".8)( وصحيح مسلم برقم )4154( وصحيح البخاري برقم )2/514( مسند الحميدي )9)

1856.)(.3/350( المسند )10)( في ت : "وروى".11) ( وفي إسناده محمد بن ثابت العبدي ، ضعفه ابن معين وشيخه خداش بن عياش12)

وثقه ابن حبان ، وقال الترمذي : "ال نعرف خداشا هذا من هو".

(7/335)

�ه�م� �ت ن �ل�س� �أ �ون� ب �ق�ول �ا ي �ن �غ�ف�ر� ل ت �ا ف�اس� �ون �ه�ل �ا و�أ �ن م�و�ال� �ا أ �ن �ت غ�ل اب� ش� �ع�ر� �ف�ون� م�ن� األ� ل �م�خ� �ق�ول� ل�ك� ال ي س�

�ف�ع�ا �م� ن �ك اد� ب ر�� و� أ

� ا أ �م� ض�ر� �ك اد� ب ر�� �ن� أ �ا إ �ئ ي �ه� ش� �م� م�ن� الل �ك �م�ل�ك� ل �ه�م� ق�ل� ف�م�ن� ي �وب �س� ف�ي ق�ل �ي م�ا ل

ا ) �ير� ب �ع�م�ل�ون� خ� �م�ا ت �ه� ب �ان� الل �ل� ك �ل�ى11ب �ون� إ �م�ؤ�م�ن س�ول� و�ال �ق�ل�ب� الر� �ن �ن� ي �ن� ل �م� أ �ت �ن �ل� ظ�ن ( با ) �ور� �م� ق�و�م�ا ب �ت �ن و�ء� و�ك �م� ظ�ن� الس� �ت �ن �م� و�ظ�ن �ك �وب �ن� ذ�ل�ك� ف�ي ق�ل ي �د�ا و�ز� �ب �يه�م� أ ه�ل

� �م�12أ ( و�م�ن� لا ) ع�ير� �اف�ر�ين� س� �ك �ل �ا ل �د�ن �ع�ت �ا أ �ن �ه� ف�إ ول س� �ه� و�ر� �الل �ؤ�م�ن� ب ر�ض�13ي

� م�او�ات� و�األ� �ه� م�ل�ك� الس� �ل ( و�ليم�ا ) ح� ا ر� �ه� غ�ف�ور� �ان� الل اء� و�ك �ش� �ع�ذ�ب� م�ن� ي اء� و�ي �ش� �م�ن� ي �غ�ف�ر� ل ( 14ي

وقال عبد الله بن أحمد : حدثنا عبيد الله بن معاذ ، حدثنا أبي حدثنا قرة ، عن أبي ( ، عن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "من يصعد الثنية ،1الزبير )

ثنية المرار ، فإنه يحط عنه ما حط عن بني إسرائيل". فكان أول من صعد خيل بني ) ( الخزرج ، ثم تبادر الناس بعد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "كلكم2

مغفور له إال صاحب الجمل األحمر". فقلنا : تعال يستغفر لك رسول الله ]صلى الله (. فقال : والله ألن أجد ضالتي أحب إلي من أن يستغفر لي صاحبكم.3عليه وسلم[ )

(.5(. رواه مسلم عن عبيد الله ، به )4فإذا هو رجل ينشد ضالة ) وقال ابن جريج : أخبرني أبو الزبير ، أنه سمع جابرا يقول : أخبرتني أم مبشر أنها

سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة : "ال يدخل النار - إن شاء الله - من أصحاب الشجرة الذين بايعوا تحتها أحد". قالت : بلى يا رسول الله. فانتهرها

�ال و�ار�د�ه�ا { ]مريم : �م� إ �ك �ن� م�ن [ ، فقال النبي صلى الله عليه71، فقالت لحفصة : } و�إ�ا { ]مريم : �ي ث �م�ين� ف�يه�ا ج� �ذ�ر� الظ�ال �ق�و�ا و�ن �ذ�ين� ات �ج�ي ال �ن �م� ن وسلم : "قد قال الله : } ث

(.6[ ، رواه مسلم )72 وفيه أيضا عن قتيبة ، عن الليث ، عن أبي الزبير ، عن جابر ؛ أن عبد�ا لحاطب بن أبي

بلتعة جاء يشكو حاطبا ، فقال : يا رسول الله ، ليدخلن حاطب النار ، فقال رسول الله(.7صلى الله عليه وسلم : "كذبت ، ال يدخلها ؛ فإنه قد شهد بدرا والحديبية" )

�ه� ف�و�ق� �د� الل �ه� ي �ع�ون� الل �اي �ب �م�ا ي �ن �ك� إ �ع�ون �اي �ب �ذ�ين� ي �ن� ال ولهذا قال تعالى في الثناء عليهم : } إا �ج�ر� �يه� أ �ؤ�ت ي �ه� ف�س� �ه� الل �ي �م�ا ع�اه�د� ع�ل و�ف�ى ب

� ه� و�م�ن� أ �ف�س� �ك�ث� ع�ل�ى ن �ن �م�ا ي �ن �ث� ف�إ �ك �د�يه�م� ف�م�ن� ن ي� أ

�ه� ع�ن�10ع�ظ�يم�ا { ]الفتح : ض�ي� الل �ق�د� ر� [ ، كما قال تعالى في اآلية األخرى : } ل

206

Page 8: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ه�م� �اب ث� �ه�م� و�أ �ي �ة� ع�ل �ين ك �نزل� الس� �ه�م� ف�أ �وب �م� م�ا ف�ي ق�ل ة� ف�ع�ل ج�ر� �ح�ت� الش� �ك� ت �ع�ون �اي �ب �ذ� ي �ين� إ �م�ؤ�م�ن ال

�ا { ]الفتح : �ح�ا ق�ر�يب [.18ف�ت�ق�ول�ون� �ا ي �ن �غ�ف�ر� ل ت �ا ف�اس� �ون �ه�ل �ا و�أ �ن م�و�ال

� �ا أ �ن �ت غ�ل اب� ش� �ف�ون� م�ن� األع�ر� ل �م�خ� �ق�ول� ل�ك� ال ي } س�و�� ا أ �م� ض�ر� �ك اد� ب ر�

� �ن� أ �ا إ �ئ ي �ه� ش� �م� م�ن� الل �ك �م�ل�ك� ل �ه�م� ق�ل� ف�م�ن� ي �وب �س� ف�ي ق�ل �ي �ه�م� م�ا ل �ت ن �ل�س� �أ با ) �ير� ب �ع�م�ل�ون� خ� �م�ا ت �ه� ب �ان� الل �ل� ك �ف�ع�ا ب �م� ن �ك اد� ب ر�

� س�ول�11أ �ق�ل�ب� الر� �ن �ن� ي �ن� ل �م� أ �ت �ن �ل� ظ�ن ( با ) �ور� �م� ق�و�م�ا ب �ت �ن و�ء� و�ك �م� ظ�ن� الس� �ت �ن �م� و�ظ�ن �ك �وب �ن� ذ�ل�ك� ف�ي ق�ل ي �د�ا و�ز� �ب �يه�م� أ ه�ل

� �ل�ى أ �ون� إ �م�ؤ�م�ن و�الا )12 ع�ير� �اف�ر�ين� س� �ك �ل �ا ل �د�ن �ع�ت �ا أ �ن �ه� ف�إ ول س� �ه� و�ر� �الل �ؤ�م�ن� ب �م� ي م�و�ات�13( و�م�ن� ل �ه� م�ل�ك� الس� �ل ( و�ل

يم�ا ) ح� ا ر� �ه� غ�ف�ور� �ان� الل اء� و�ك �ش� �ع�ذ�ب� م�ن� ي اء� و�ي �ش� �م�ن� ي �غ�ف�ر� ل ( {14و�األر�ض� ي__________

( في ت : "وقال عبد الله بن أحمد بسنده".1)( في أ : "من".2)( زيادة من ت.3)( في أ : "ضالته".4)(.2780( صحيح مسلم برقم )5)(.2496( صحيح مسلم برقم )6)(.2494( صحيح مسلم برقم )7)

(7/336)

م� �ال� �وا ك �د�ل �ب �ن� ي �ر�يد�ون� أ �م� ي �ع�ك �ب �ت �ا ن ون �خ�ذ�وه�ا ذ�ر� �أ �ت �م� ل �ل�ى م�غ�ان �م� إ �ق�ت �ط�ل �ذ�ا ان �ف�ون� إ ل �م�خ� �ق�ول� ال ي س��وا ال� �ان �ل� ك �ا ب �ن د�ون �ح�س� �ل� ت �ون� ب �ق�ول ي �ل� ف�س� �ه� م�ن� ق�ب �م� ق�ال� الل �ك �ذ�ل �ا ك �ع�ون �ب �ت �ن� ت �ه� ق�ل� ل الل

�يال� ) �ال� ق�ل �ف�ق�ه�ون� إ ( 15ي

( - بما يعتذر به المخلفون2( - صلوات الله وسالمه عليه )1يقول تعالى مخبرا رسوله ) ( ، وتركوا المسير مع رسول3من األعراب الذين اختاروا المقام في أهليهم وشغلهم )

الله صلى الله عليه وسلم ، فاعتذروا بشغلهم بذلك ، وسألوا أن يستغفر لهم الرسول ( صلى الله عليه وسلم ، وذلك قول منهم ال على سبيل االعتقاد ، بل على وجه4)

�ه�م� ق�ل� ف�م�ن� �وب �س� ف�ي ق�ل �ي �ه�م� م�ا ل �ت ن �ل�س� �أ �ون� ب �ق�ول التقية والمصانعة ؛ ولهذا قال تعالى : } ي�ف�ع�ا { أي : ال يقدر أحد أن يرد ما �م� ن �ك اد� ب ر�

� و� أ� ا أ �م� ض�ر� �ك اد� ب ر�

� �ن� أ �ا إ �ئ ي �ه� ش� �م� م�ن� الل �ك �م�ل�ك� ل ي أراده فيكم تعالى وتقدس ، وهو العليم بسرائركم وضمائركم ، وإن صانعتمونا

ا {.5وتابعتمونا ) �ير� ب �ع�م�ل�ون� خ� �م�ا ت �ه� ب �ان� الل �ل� ك ( ؛ ولهذا قال : } ب�د�ا { أي : لم يكن �ب �يه�م� أ ه�ل

� �ل�ى أ �ون� إ �م�ؤ�م�ن س�ول� و�ال �ق�ل�ب� الر� �ن �ن� ي �ن� ل �م� أ �ت �ن �ل� ظ�ن ثم قال : } بس�ول� �ق�ل�ب� الر� �ن �ن� ي �ن� ل �م� أ �ت �ن �ل� ظ�ن تخلفكم تخلف معذور وال عاص ، بل تخلف نفاق ، } ب

�د�ا { أي : اعتقدتم أنهم يقتلون وتستأصل شأفتهم وتستباد �ب �يه�م� أ ه�ل� �ل�ى أ �ون� إ �م�ؤ�م�ن و�ال

ا { أي : �ور� �م� ق�و�م�ا ب �ت �ن و�ء� و�ك �م� ظ�ن� الس� �ت �ن خضراؤهم ، وال يرجع منهم مخبر ، } و�ظ�ن هلكى. قاله ابن عباس ، ومجاهد ، وغير واحد. وقال قتادة : فاسدين. وقيل : هي بلغة

عمان.�ه� { أي : من لم يخلص العمل في الظاهر ول س� �ه� و�ر� �الل �ؤ�م�ن� ب �م� ي ثم قال : } و�م�ن� ل

والباطن لله ، فإن الله تعالى سيعذبه في السعير ، وإن أظهر للناس ما يعتقدون خالف

207

Page 9: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

ما هو عليه في نفس األمر.�م�ن� �غ�ف�ر� ل ثم بين تعالى أنه الحاكم المالك المتصرف في أهل السموات واألرض : } يح�يم�ا { أي : لمن تاب إليه وأناب ، وخضع ا ر� �ه� غ�ف�ور� �ان� الل اء� و�ك �ش� �ع�ذ�ب� م�ن� ي اء� و�ي �ش� ي

لديه.�وا �د�ل �ب �ن� ي �ر�يد�ون� أ �م� ي �ع�ك �ب �ت �ا ن ون �خ�ذ�وه�ا ذ�ر� �أ �ت �م� ل �ل�ى م�غ�ان �م� إ �ق�ت �ط�ل �ذ�ا ان �ف�ون� إ ل �م�خ� �ق�ول� ال ي } س�

�وا ال �ان �ل� ك �ا ب �ن د�ون �ح�س� �ل� ت �ون� ب �ق�ول ي �ل� ف�س� �ه� م�ن� ق�ب �م� ق�ال� الل �ك �ذ�ل �ا ك �ع�ون �ب �ت �ن� ت �ه� ق�ل� ل �الم� الل ك�يال ) �ال ق�ل �ف�ق�ه�ون� إ ( {15ي

ا عن األعراب الذين تخلفوا عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة يقول تعالى مخبر� ( الحديبية ، إذ ذهب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى خيبر يفتتحونها : أنهم6)

يسألون أن يخرجوا معهم إلى المغنم ، وقد تخلفوا عن وقت محاربة األعداء ومجالدتهم ومصابرتهم ، فأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أال يأذن لهم في ذلك ، معاقبة

لهم من جنس ذنبهم. فإن الله تعالى قد وعد أهل الحديبية بمغانم خيبر وحدهم ال ( يقع غير ذلك شرعا وقدرا ؛7يشركهم فيها غيرهم من األعراب المتخلفين ، فال )

�ه� { �الم� الل �وا ك �د�ل �ب �ن� ي �ر�يد�ون� أ ولهذا قال : } ي قال مجاهد ، وقتادة ، وجويبر : وهو الوعد الذي وعد به أهل الحديبية. واختاره ابن

(.8جرير )__________

( في ت ، م : "لرسوله".1)( في ت : "صلى الله عليه وسلم".2)( في ت ، أ : "والشغل بهم".3)( في م : "رسول الله".4)( في ت : "أو نافقتمونا".5)( في ت ، م ، أ : "عمرة".6)( في ت : "وال".7)(.26/50( تفسير الطبري )8)

(7/337)

وج� ف�ق�ل� �خ�ر� �ل �وك� ل �ذ�ن �أ ت �ه�م� ف�اس� �ف�ة� م�ن �ل�ى ط�ائ �ه� إ ج�ع�ك� الل �ن� ر� وقال ابن زيد : هو قوله : } ف�إة� ف�اق�ع�د�وا م�ع� و�ل� م�ر�

� �ق�ع�ود� أ �ال �م� ب ض�يت �م� ر� �ك �ن �وا م�ع�ي� ع�د�و�ا إ �ل �ق�ات �ن� ت �د�ا و�ل �ب ج�وا م�ع�ي� أ �خ�ر� �ن� ت ل�ف�ين� { ]التوبة : ال �خ� [.83ال

وهذا الذي قاله ابن زيد فيه نظر ؛ ألن هذه اآلية التي في "براءة" نزلت في غزوة تبوك( الحديبية.1، وهي متأخرة عن غزوة )

�ه� { يعني : بتثبيطهم المسلمين عن �الم� الل �وا ك �د�ل �ب �ن� ي �ر�يد�ون� أ وقال ابن جريج : } يالجهاد.

�ل� { أي : وعد الله أهل الحديبية قبل سؤالكم ) �ه� م�ن� ق�ب �م� ق�ال� الل �ك �ذ�ل �ا ك �ع�ون �ب �ت �ن� ت } ق�ل� ل�ل�2 �ا { أي : أن نشرككم في المغانم ، } ب �ن د�ون �ح�س� �ل� ت �ون� ب �ق�ول ي ( الخروج معهم ، } ف�س�

�يال { أي : ليس األمر كما زعموا ، ولكن ال فهم لهم ) �ال ق�ل �ف�ق�ه�ون� إ �وا ال ي �ان (.3ك__________

208

Page 10: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ت ، م ، أ : "عمرة".1)( في ت ، م : "قبل أن يسألوكم".2)( في ت ، أ : "ألنهم عدو لهم".3)

(7/338)

�م�ون� ل �س� و� ي� �ه�م� أ �ون �ل �ق�ات د�يد� ت س� ش�

� �أ �ول�ي ب � أ �ل�ى ق�و�م �د�ع�و�ن� إ ت اب� س� �ع�ر� �ف�ين� م�ن� األ� ل �م�خ� �ل ق�ل� ل�يم�ا ) �ل �ا أ �م� ع�ذ�اب �ك �ع�ذ�ب �ل� ي �م� م�ن� ق�ب �ت �ي �و�ل �م�ا ت �و�ا ك �و�ل �ت �ن� ت �ا و�إ ن ا ح�س� �ج�ر� �ه� أ �م� الل �ك �ؤ�ت �ط�يع�وا ي �ن� ت ف�إ

�ط�ع�16 ج� و�م�ن� ي �م�ر�يض� ح�ر� ج� و�ال� ع�ل�ى ال ج� ح�ر� �ع�ر� ج� و�ال� ع�ل�ى األ� �ع�م�ى ح�ر� �س� ع�ل�ى األ� �ي ( ل�يم�ا ) �ل �ا أ �ه� ع�ذ�اب �ع�ذ�ب �و�ل� ي �ت �ه�ار� و�م�ن� ي ن

� �ه�ا األ� ت �ح� �ج�ر�ي م�ن� ت �ات� ت ن �ه� ج� ل �د�خ� �ه� ي ول س� �ه� و�ر� ( 17الل

�م�ون� ل �س� و� ي� �ه�م� أ �ون �ل �ق�ات د�يد� ت س� ش�

� �أ �ول�ي ب � أ �ل�ى ق�و�م �د�ع�و�ن� إ ت اب� س� �ف�ين� م�ن� األع�ر� ل �م�خ� �ل } ق�ل� ل�يم�ا ) �ل �ا أ �م� ع�ذ�اب �ك �ع�ذ�ب �ل� ي �م� م�ن� ق�ب �ت �ي �و�ل �م�ا ت �و�ا ك �و�ل �ت �ن� ت �ا و�إ ن ا ح�س� �ج�ر� �ه� أ �م� الل �ك �ؤ�ت �ط�يع�وا ي �ن� ت ف�إ

�ط�ع�16 ج� و�م�ن� ي �م�ر�يض� ح�ر� ج� و�ال ع�ل�ى ال ج� ح�ر� ج� و�ال ع�ل�ى األع�ر� �س� ع�ل�ى األع�م�ى ح�ر� �ي ( ل�يم�ا ) �ل �ا أ �ه� ع�ذ�اب �ع�ذ�ب �و�ل� ي �ت �ه�ار� و�م�ن� ي �ه�ا األن ت �ح� �ج�ر�ي م�ن� ت �ات� ت ن �ه� ج� ل �د�خ� �ه� ي ول س� �ه� و�ر� ( {17الل

اختلف المفسرون في هؤالء القوم الذين يدعون إليهم ، الذين هم أولو بأس شديد ،على أقوال :

ر ، عن سعيد بن جبير - أو عكرمة ) �ش� ( ، أو1أحدها : أنهم هوازن. رواه شعبة عن أبي بجميعا - ورواه ه�شيم عن أبي بشر ، عنهما. وبه يقول قتادة في رواية عنه.

الثاني : ثقف ، قاله الضحاك. الثالث : بنو حنيفة ، قاله جويبر. ورواه محمد بن إسحاق ، عن الزهري. وروي مثله عن

سعيد وعكرمة. الرابع : هم أهل فارس. رواه علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، وبه يقول عطاء ،

ومجاهد ، وعكرمة - في إحدى الروايات عنه. وقال كعب األحبار : هم الروم. وعن ابن أبي ليلى ، وعطاء ، والحسن ، وقتادة : هم

فارس والروم. وعن مجاهد : هم أهل األوثان. وعنه أيضا : هم رجال أولو بأس شديد ،ولم يعين فرقة. وبه يقول ابن جريج ، وهو اختيار ابن جرير.

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا األشج ، حدثنا عبد الرحمن بن الحسن القواريري ، عن( ، عن2م�ع�م�ر )

__________( في ت : "هوازن قاله عكرمة".1)( في ت : "وروى ابن أبي حاتم بسنده".2)

(7/338)

ل� �ز� ن� �ه�م� ف�أ �وب �م� م�ا ف�ي ق�ل ة� ف�ع�ل ج�ر� �ح�ت� الش� �ك� ت �ع�ون �اي �ب �ذ� ي �ين� إ �م�ؤ�م�ن �ه� ع�ن� ال ض�ي� الل �ق�د� ر� ل

�ا ) �ح�ا ق�ر�يب �ه�م� ف�ت �اب ث� �ه�م� و�أ �ي �ة� ع�ل �ين ك ا ح�ك�يم�ا18الس� �ه� ع�ز�يز� �ان� الل �ه�ا و�ك �خ�ذ�ون �أ ة� ي �ير� �ث �م� ك ( و�م�غ�ان

(19 )

209

Page 11: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

د�يد� { قال : لم يأت أولئك بعد. س� ش�� �أ �ول�ي ب � أ �ل�ى ق�و�م �د�ع�و�ن� إ ت الزهري ، في قوله : } س�

وحدثنا أبي ، حدثنا ابن أبي عمر ، حدثنا سفيان ، عن ابن أبي خالد ، عن أبيه ، عن أبيد�يد� { قال : هم البارزون. س� ش�

� �أ �ول�ي ب � أ �ل�ى ق�و�م �د�ع�و�ن� إ ت هريرة في قوله : } س� قال : وحدثنا سفيان ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، عن

النبي صلى الله عليه وسلم قال : "ال تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما صغار األعين ،(.1ذلف اآلنف ، كأن وجوههم المجان� المطرقة". قال سفيان : هم الترك )

( آخر : ابن أبي خالد عن أبيه قال : نزل علينا2قال ابن أبي عمر : وجدت في مكان ) أبو هريرة ففسر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "تقاتلون قوم�ا نعالهم

ع�ر" قال : هم البارزون ، يعني األكراد ) (.3الش��م�ون� { يعني : يشرع لكم جهادهم وقتالهم ، فال يزال ذلك ل �س� و� ي

� �ه�م� أ �ون �ل �ق�ات وقوله : } ت مستمرا عليهم ، ولكم النصرة عليهم ، أو يسلمون فيدخلون في دينكم بال قتال بل

باختيار.�ط�يع�وا { أي : تستجيبوا وتنفروا في الجهاد وتؤدوا الذي عليكم فيه ، } �ن� ت ثم قال : } ف�إ

�ل� { يعني : زمن الحديبية ، حيث �م� م�ن� ق�ب �ت �ي �و�ل �م�ا ت �و�ا ك �و�ل �ت �ن� ت �ا و�إ ن ا ح�س� �ج�ر� �ه� أ �م� الل �ك �ؤ�ت ي�يم�ا {4دعيتم ) �ل �ا أ �م� ع�ذ�اب �ك �ع�ذ�ب ( فتخلفتم ، } ي

ثم ذكر األعذار في ترك الجهاد ، فمنها الزم كالعمى والعرج المستمر ، وعارض كالمرض الذي يطرأ أياما ثم يزول ، فهو في حال مرضه ملحق بذوي األعذار الالزمة

حتى يبرأ.�ه� ل �د�خ� �ه� ي ول س� �ه� و�ر� �ط�ع� الل ثم قال تعالى مرغبا في الجهاد وطاعة الله ورسوله : } و�م�ن� ي�و�ل� { أي : ينكل عن الجهاد ، ويقبل على المعاش �ت �ه�ار� و�م�ن� ي �ه�ا األن ت �ح� �ج�ر�ي م�ن� ت �ات� ت ن ج�

�يم�ا { في الدنيا بالمذلة ، وفي اآلخرة بالنار. �ل �ا أ �ه� ع�ذ�اب �ع�ذ�ب } ي�نزل� �ه�م� ف�أ �وب �م� م�ا ف�ي ق�ل ة� ف�ع�ل ج�ر� �ح�ت� الش� �ك� ت �ع�ون �اي �ب �ذ� ي �ين� إ �م�ؤ�م�ن �ه� ع�ن� ال ض�ي� الل �ق�د� ر� } ل

�ا ) �ح�ا ق�ر�يب �ه�م� ف�ت �اب ث� �ه�م� و�أ �ي �ة� ع�ل �ين ك ا ح�ك�يم�ا18الس� �ه� ع�ز�يز� �ان� الل �ه�ا و�ك �خ�ذ�ون �أ ة� ي �ير� �ث �م� ك ( و�م�غ�ان

(19} ) يخبر تعالى عن رضاه عن المؤمنين الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت

الشجرة ، وقد تقدم ذكر عدتهم ، وأنهم كانوا ألفا وأربعمائة ، وأن الشجرة كانتسمرة بأرض الحديبية.

__________( والبخاري في صحيحه برقم )19199( ورواه ابن أبي شيبة في المصنف برقم )1)

( من طريق سفيان عن الزهري بإسناده : "ال تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما2929 ( من طريق2928كأن وجوههم المجان المطرقة" ورواه البخاري في صحيحه برقم )

صالح ، عن األعرج عن أبي هريرة بنحوه.( في ت : "وقال ابن أبي عمرو حديث في موضع".2) ( وقد ذكر بعض المؤرخين أن أصحاب بابك المخرمي كانوا ينتعلون الشعر ، فهم3)

المقصودون بهذا الحديث.( في ت : "ذهبتم".4)

(7/339)

210

Page 12: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ة� �ي �ون� آ �ك �ت �م� و�ل �ك �اس� ع�ن �د�ي� الن �ي �ف� أ �م� ه�ذ�ه� و�ك �ك �ه�ا ف�ع�ج�ل� ل �خ�ذ�ون �أ ة� ت �ير� �ث �م� ك �ه� م�غ�ان �م� الل و�ع�د�ك�ق�يم�ا ) ت اط�ا م�س� �م� ص�ر� �ك �ه�د�ي �ين� و�ي �م�ؤ�م�ن �ل �ه�ا20ل �ه� ب �ح�اط� الل �ه�ا ق�د� أ �ي وا ع�ل �ق�د�ر� �م� ت ى ل �خ�ر� ( و�أ

ا ) ي�ء� ق�د�ير� �ل� ش� �ه� ع�ل�ى ك �ان� الل �ج�د�ون�21و�ك �م� ال� ي �ار� ث �د�ب �و�ا األ� �و�ل وا ل �ف�ر� �ذ�ين� ك �م� ال �ك �ل �و� ق�ات ( و�لا ) �ص�ير� �ا و�ال� ن �ي �د�يال� )22و�ل �ب �ه� ت �ة� الل ن �ج�د� ل�س� �ن� ت �ل� و�ل ل�ت� م�ن� ق�ب �ي ق�د� خ� �ت �ه� ال �ة� الل ن ( 23( س�

قال البخاري : حدثنا محمود ، حدثنا عبيد الله ، عن إسرائيل ، عن طارق بن عبدا فمررت بقوم يصلون ، فقلت ) ( ما هذا المسجد ؟1الرحمن قال : انطلقت حاج�

قالوا : هذه الشجرة ، حيث بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان ، فأتيت سعيد بن المسيب فأخبرته ، فقال سعيد : حدثني أبي أنه كان فيمن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة. قال : فلما خرجنا من العام المقبل نسيناها

فلم نقدر عليها ، فقال سعيد : إن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لم يعلموها(.2وعلمتموها أنتم ، فأنتم أعلم )

�ه�م� { أي : من الصدق والوفاء ، والسمع والطاعة ، �وب �م� م�ا ف�ي ق�ل وقوله : } ف�ع�ل�ا { : وهو ما أجرى �ح�ا ق�ر�يب �ه�م� ف�ت �اب ث

� �ه�م� و�أ �ي �ة� { : وهي الطمأنينة ، } ع�ل �ين ك �نزل� الس� } ف�أ الله على أيديهم من الصلح بينهم وبين أعدائهم ، وما حصل بذلك من الخير العام

المستمر المتصل بفتح خيبر وفتح مكة ، ثم فتح سائر البالد واألقاليم عليهم ، وما حصل�ه�ا �خ�ذ�ون �أ ة� ي �ير� �ث �م� ك لهم من العز والنصر والرفعة في الدنيا واآلخرة ؛ ولهذا قال : } و�م�غ�ان

ا ح�ك�يم�ا {3) �ه� ع�ز�يز� �ان� الل ( و�ك ( ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان ، حدثنا عبيد4قال )

( بن5الله بن موسى ، أخبرنا موسى ، أخبرنا موسى - يعني ابن عبيدة - حدثني إياس ) سلمة ، عن أبيه ، قال : بينما نحن قائلون. إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه

�رنا إلى رسول الله صلى وسلم : أيها الناس ، البيعة البيعة ، نزل روح القدس. قال : ف�ث�ق�د�6الله عليه وسلم وهو تحت شجرة سمرة فبايعناه ، فذلك قول الله تعالى ) ( : } ل

ة� { ]قال[ ) ج�ر� �ح�ت� الش� �ك� ت �ع�ون �اي �ب �ذ� ي �ين� إ �م�ؤ�م�ن �ه� ع�ن� ال ض�ي� الل ( : فبايع لعثمان بإحد7ر� ( هاهنا.8يديه على األخرى ، فقال الناس : هنيئا البن عفان ، طوف بالبيت ونحن )

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لو مكث كذا كذا سنة ما طاف حتى أطوف"(9.)

�ون� �ك �ت �م� و�ل �ك �اس� ع�ن �د�ي� الن �ي �ف� أ �م� ه�ذ�ه� و�ك �ك �ه�ا ف�ع�ج�ل� ل �خ�ذ�ون �أ ة� ت �ير� �ث �م� ك �ه� م�غ�ان �م� الل } و�ع�د�ك�ق�يم�ا ) ت اط�ا م�س� �م� ص�ر� �ك �ه�د�ي �ين� و�ي �م�ؤ�م�ن �ل �ة� ل �ه�ا20آي �ه� ب �ح�اط� الل �ه�ا ق�د� أ �ي وا ع�ل �ق�د�ر� �م� ت ى ل �خ�ر� ( و�أ

ا ) ي�ء� ق�د�ير� �ل� ش� �ه� ع�ل�ى ك �ان� الل �ج�د�ون�21و�ك �م� ال ي �ار� ث �و�ا األد�ب �و�ل وا ل �ف�ر� �ذ�ين� ك �م� ال �ك �ل �و� ق�ات ( و�لا ) �ص�ير� �ا و�ال ن �ي �د�يال )22و�ل �ب �ه� ت �ة� الل ن �ج�د� ل�س� �ن� ت �ل� و�ل ل�ت� م�ن� ق�ب �ي ق�د� خ� �ت �ه� ال �ة� الل ن ( {23( س�

__________( في م : "وقلت".1)(.4163( صحيح البخاري برقم )2)( في ت : "تأخذونها".3)( في ت : "وروى".4)( في ت : "عن أبان".5)( في ت ، م : "فذلك قوله تعالى".6)( زيادم من ت ، م.7)( في ت ، م : "وذكر".8)

211

Page 13: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( من طريق عبيد الله بن موسى به ،1/90( ورواه الطبراني في المعجم الكبير )9)( : "فيه موسى بن عبيدة وهو ضعيف".9/84قال الهيثمي في المجمع )

(7/340)

�ان� �ه�م� و�ك �ي �م� ع�ل ك �ظ�ف�ر� �ن� أ �ع�د� أ �ة� م�ن� ب �ط�ن� م�ك �ب �ه�م� ب �م� ع�ن �ك �د�ي �ي �م� و�أ �ك �ه�م� ع�ن �د�ي ي� �ف� أ �ذ�ي ك و�ه�و� ال

ا ) �ص�ير� �ع�م�ل�ون� ب �م�ا ت �ه� ب ( 24الل

�ه�م� �ي �م� ع�ل ك �ظ�ف�ر� �ن� أ �ع�د� أ �ة� م�ن� ب �ط�ن� م�ك �ب �ه�م� ب �م� ع�ن �ك �د�ي �ي �م� و�أ �ك �ه�م� ع�ن �د�ي ي� �ف� أ �ذ�ي ك } و�ه�و� ال

ا ) �ص�ير� �ع�م�ل�ون� ب �م�ا ت �ه� ب �ان� الل ( {24و�ك

(7/340)

�ه�ا { : هي جميع المغانم إلى �خ�ذ�ون �أ ة� ت �ير� �ث �م� ك �ه� م�غ�ان �م� الل قال مجاهد في قوله : } و�ع�د�ك�م� ه�ذ�ه� { يعني : فتح خيبر. �ك اليوم ، } ف�ع�ج�ل� ل

�م� ه�ذ�ه� { يعني : صلح الحديبية. �ك وروى العوفي عن ابن عباس : } ف�ع�ج�ل� ل�م� { أي : لم ينلكم سوء مما كان أعداؤكم أضمروه لكم من �ك �اس� ع�ن �د�ي� الن �ي �ف� أ } و�ك

( الذين خلفتموهم وراء أظهركم1المحاربة والقتال. وكذلك كف أيدي الناس ]عنكم[ )�ين� { أي : يعتبرون بذلك ، فإن الله �م�ؤ�م�ن �ل �ة� ل �ون� آي �ك �ت عن عيالكم وحريمكم ، } و�ل

حافظهم وناصرهم على سائر األعداء ، مع قلة عددهم ، وليعلموا بصنيع الله هذا بهم أنه العليم بعواقب األمور ، وأن الخيرة فيما يختاره لعباده المؤمنين وإن كرهوه في

�م� { ]البقرة : �ك �ر� ل ي �ا و�ه�و� خ� �ئ ي ه�وا ش� �ر� �ك ن� ت� [.216الظاهر ، كما قال : } و�ع�س�ى أ

�ق�يم�ا { أي : بسبب انقيادكم ألمره واتباعكم طاعته ، ت اط�ا م�س� �م� ص�ر� �ك �ه�د�ي } و�ي(.2وموافقتكم رسوله )

ا { ي�ء� ق�د�ير� �ل� ش� �ه� ع�ل�ى ك �ان� الل �ه�ا و�ك �ه� ب �ح�اط� الل �ه�ا ق�د� أ �ي وا ع�ل �ق�د�ر� �م� ت ى ل �خ�ر� وقوله : } و�أرها الله عليكم ، �س� أي : وغنيمة أخرى وفتحا آخر معينا لم تكونوا تقدرون عليها ، قد ي

وأحاط بها لكم ، فإنه تعالى يرزق عباده المتقين له من حيث ال يحتسبون. وقد اختلف المفسرون في هذه الغنيمة ، ما المراد بها ؟ فقال الع�و�في عن ابن عباس :

�م� ه�ذ�ه� { إنها صلح الحديبية. �ك هي خيبر. وهذا على قوله في قوله تعالى : } ف�ع�ج�ل� لوقاله الضحاك ، وابن إسحاق ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم.

وقال قتادة : هي مكة. واختاره ابن جرير.وقال ابن أبي ليلى ، والحسن البصري : هي فارس والروم.

وقال مجاهد : هي كل فتح وغنيمة إلى يوم القيامة. وقال أبو داود الطيالسي : حدثنا شعبة ، عن سماك الحنفي ، عن ابن عباس :

�ه�ا { قال : هذه الفتوح التي تفتح إلى اليوم ) �ه� ب �ح�اط� الل �ه�ا ق�د� أ �ي وا ع�ل �ق�د�ر� �م� ت ى ل �خ�ر� } و�أ3.)

ا { يقول �ص�ير� �ا و�ال ن �ي �ج�د�ون� و�ل �م� ال ي �ار� ث �و�ا األد�ب �و�ل وا ل �ف�ر� �ذ�ين� ك �م� ال �ك �ل �و� ق�ات وقوله : } و�ل تعالى مبشرا لعباده المؤمنين : بأنه لو ناجزهم المشركون لنصر الله رسوله وعباده

212

Page 14: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( فارا مدبرا ال يجدون وليا وال نصيرا ؛ ألنهم4المؤمنين عليهم ، والنهزم جيش الكفار )( المؤمنين.5محاربون لله ولرسوله ولحزبه )

�د�يال { أي : هذه سنة �ب �ه� ت �ة� الل ن �ج�د� ل�س� �ن� ت �ل� و�ل ل�ت� م�ن� ق�ب �ي ق�د� خ� �ت �ه� ال �ة� الل ن ثم قال : } س� الله وعادته في خلقه ، ما تقابل الكفر واإليمان في موطن فيصل إلى نصر الله اإليمان

على الكفر ، فرفع الحق ووضع الباطل ، كما فعل تعالى يوم بدر بأوليائه المؤمنين نصرهم على أعدائه من المشركين ، مع قلة عدد المسلمين وع�د�دهم ، وكثرة

(.6المشركين وعددهم )__________

( زيادة من ت.1)( في ت ، م : "لرسوله".2)( في ت : "إلى يوم القيامة".3)( في م : "الكفر".4)( في ت ، أ : "ولعباده".5)( في ت ، م : "ومددهم".6)

(7/341)

�م� ك �ظ�ف�ر� �ن� أ �ع�د� أ �ة� م�ن� ب �ط�ن� م�ك �ب �ه�م� ب �م� ع�ن �ك �د�ي �ي �م� و�أ �ك �ه�م� ع�ن �د�ي ي� �ف� أ �ذ�ي ك وقوله : } و�ه�و� ال

ا { : هذا امتنان من الله على عباده المؤمنين حين �ص�ير� �ع�م�ل�ون� ب �م�ا ت �ه� ب �ان� الل �ه�م� و�ك �ي ع�ل ( إليهم منهم سوء ، وكف� أيدي المؤمنين من1كف أيدي المشركين عنهم ، فلم يصل )

المشركين فلم يقاتلوهم عند المسجد الحرام ، بل صان كال من الفريقين ، وأوجد بينهمة� للمؤمنين ، وعاقبة لهم في الدنيا واآلخرة. وقد تقدم في حديث سلمة �ر� صلحا فيه خي

بن األكوع حين جاءوا بأولئك السبعين األسارى فأوثقوهم بين يدي رسول الله صلى�اه". قال : وفي الله عليه وسلم فنظر إليهم وقال : "أرسلوهم يكن لهم بدء الفجور وثن

�ه�م� { اآلية. �م� ع�ن �ك �د�ي �ي �م� و�أ �ك �ه�م� ع�ن �د�ي ي� �ف� أ �ذ�ي ك ذلك أنزل الله : } و�ه�و� ال

وقال اإلمام أحمد : حدثنا يزيد بن هارون ، حدثنا حماد ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك قال : لما كان يوم الحديبية هبط على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه

ثمانون رجال من أهل مكة في السالح ، من قبل جبل التنعيم ، يريدون غرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدعا عليهم فأخذوا - قال عفان : فعفا عنهم - ونزلت هذه اآلية�ه�م� { �ي �م� ع�ل ك �ظ�ف�ر� �ن� أ �ع�د� أ �ة� م�ن� ب �ط�ن� م�ك �ب �ه�م� ب �م� ع�ن �ك �د�ي �ي �م� و�أ �ك �ه�م� ع�ن �د�ي ي

� �ف� أ �ذ�ي ك : } و�ه�و� ال ورواه مسلم وأبو داود في سننه ، والترمذي والنسائي في التفسير من سننيهما ، من

(.2طرق ، عن حماد بن سلمة ، به ) وقال أحمد - أيضا - : حدثنا زيد بن الحباب ، حدثنا الحسين بن واقد ، حدثنا ثابت

�اني ، عن ) �ن �ي قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه3الب ن ( عبد الله بن م�غ�ف�ل الم�ز� وسلم في أصل الشجرة التي قال الله تعالى في القرآن ، وكان يقع من أغصان تلك

الشجرة على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلي بن أبي طالب. وسهل� بن عمرو بين يديه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي : "اكتب : بسم الله

الرحمن الرحيم" ، فأخذ سهل بيده وقال : ما نعرف الرحمن الرحيم. اكتب في قضيتنا ما نعرف. قال : "اكتب باسمك اللهم" ، وكتب : "هذا ما صالح عليه محمد رسول الله

213

Page 15: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

أهل مكة". فأمسك سهل بن عمرو بيده وقال : لقد ظلمناك إن كنت رسوله ، اكتب في قضيتنا ما نعرف. فقال : "اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله". فبينا نحن

( وجوهنا ، فدعا عليهم4كذلك إذ خرج علينا ثالثون شابا عليهم السالح ، فثاروا في ) رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخذ الله بأسماعهم ، فقمنا إليهم فأخذناهم ، فقال

( جعل لكم5رسول الله صلى الله عليه وسلم : "هل جئتم في عهد أحد ؟ أو : هل )�م� �ك �ه�م� ع�ن �د�ي ي

� �ف� أ �ذ�ي ك أحد أمانا ؟" فقالوا : ال. فخلى سبيلهم ، فأنزل الله : } و�ه�و� الا {. �ص�ير� �ع�م�ل�ون� ب �م�ا ت �ه� ب �ان� الل �ه�م� و�ك �ي �م� ع�ل ك �ظ�ف�ر� �ن� أ �ع�د� أ �ة� م�ن� ب �ط�ن� م�ك �ب �ه�م� ب �م� ع�ن �ك �د�ي �ي و�أ

(.6رواه النسائي من حديث حسين بن واقد ، به )ى �ز� �د ، حدثنا يعقوب الق�م�ي ، حدثنا جعفر ، عن ابن أب وقال ابن جرير : حدثنا ابن ح�م�ي

قال : لما__________

( في ت : "تصل".1) (2688( وسنن أبي داود برقم )1808( وصحيح مسلم برقم )3/122( المسند )2)

(.11510( والنسائي في السنن الكبرى برقم )3264وسنن الترمذي برقم )( في ت : "بن".3)( في ت ، م : "إلى".4)( في ت : "وهل".5)(.11511( والنسائي في السنن الكبرى برقم )4/86( المسند )6)

(7/342)

خرج النبي صلى الله عليه وسلم بالهدي وانتهى إلى ذي الحليفة ، قال له عمر : يا نبياع ؟ قال : فبعث إلى المدينة ، فلم �ر� ب بغير سالح وال ك الله ، تدخل على قوم لك ح�ر�

يدع فيها كراعا وال سالحا إال حمله ، فلما دنا من مكة منعوه أن يدخل ، فسار حتى أتى منى ، فنزل بمنى ، فأتاه عينه أن عكرمة بن أبي جهل قد خرج عليك في خمسمائة ،

( ، فقال خالد : أنا1فقال لخالد بن الوليد : "يا خالد ، هذا ابن عمك أتاك في الخيل ) سيف الله ، وسيف رسوله - فيومئذ سمي سيف الله - يا رسول الله ، ارم بي أين

شئت. فبعثه على خيل ، فلقي عكرمة في الشعب فهزمه حتى أدخله حيطان مكة ، ثم عاد في الثانية فهزمه حتى أدخله حيطان مكة ، ثم عاد في الثالثة فهزمه حتى أدخله

�ة� ]م�ن� �ط�ن� م�ك �ب �ه�م� ب �م� ع�ن �ك �د�ي �ي �م� و�أ �ك �ه�م� ع�ن �د�ي ي� �ف� أ �ذ�ي ك حيطان مكة ، فأنزل الله : } و�ه�و� ال

�ه�م� [ { ) �ي �م� ع�ل ك �ظ�ف�ر� �ن� أ �ع�د� أ �يم�ا {. قال : فكف الله النبي عنهم من2ب �ل �ا أ ( إلى : } ع�ذ�اب ( عليهم لبقايا من المسلمين كانوا بقوا فيها كراهية أن تطأهم الخيل3بعد أن أظفره )

(4.) ورواه ابن أبي حاتم عن ابن أبزى بنحوه. وهذا السياق فيه نظر ؛ فإنه ال يجوز أن يكون

( يومئذ ، كما5عام الحديبية ؛ ألن خالدا لم يكن أسلم ؛ بل قد كان طليعة المشركين ) ثبت في الصحيح. وال يجوز أن يكون في عمرة القضاء ، ألنهم قاضوه على أن يأتي من

( فيعتمر ويقيم بمكة ثالثة أيام ، فلما قدم لم يمانعوه ، وال حاربوه وال6العام المقبل ) قاتلوه. فإن قيل : فيكون يوم الفتح ؟ فالجواب : وال يجوز أن يكون يوم الفتح ؛ ألنه لم

م ، فهذا السياق فيه م�ر� �ا ، وإنما جاء محاربا مقاتال في جيش ع�ر� يسق عام الفتح ه�دي

214

Page 16: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

خلل ، قد وقع فيه شيء فليتأمل ، والله أعلم. وقال ابن إسحاق : حدثني من ال أتهم ، عن عكرمة مولى ابن عباس : أن قريشا بعثوا أربعين رجال منهم أو خمسين ، وأمروهم أن يطيفوا بعسكر رسول الله صلى الله عليه

�تي بهم رسول الله صلى الله عليه �خذ�وا أخذ�ا ، فأ وسلم ليصيبوا من أصحابه أحد�ا ، فأ ( عسكر رسول الله صلى7وسلم ، فعفا عنهم وخلى سبيلهم ، وقد كانوا رموا إلى )

( بالحجارة والنبل. قال ابن إسحاق : وفي ذلك أنزل الله : } و�ه�و�8الله عليه وسلم )�ه�م� { اآلية ) �م� ع�ن �ك �د�ي �ي �م� و�أ �ك �ه�م� ع�ن �د�ي ي

� �ف� أ �ذ�ي ك (.9ال�م" اطلع على الثنية من الحديبية ، �ي ن وقال قتادة : ذكر لنا أن رجال يقال له : "ابن ز�

فرماه المشركون بسهم فقتلوه ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيال فأتوها من الكفار ، فقال لهم : "هل لكم علي عهد ؟ هل لكم علي ذمة ؟". باثني عشر فارس��ه�م� �م� ع�ن �ك �د�ي �ي �م� و�أ �ك �ه�م� ع�ن �د�ي ي

� �ف� أ �ذ�ي ك قالوا : ال. فأرسلهم ، وأنزل الله في ذلك : } و�ه�و� ال{ اآلية.

__________( في أ : "الجبل".1)( زيادة من ت.2)( في أ : "أظفركم".3)(.26/59( تفسير الطبري )4)( في أ : "للمشركين".5)( في ت : "قابل".6)( في أ : "في".7)( في ت ، م : "عسكر المسلمين".8)(.26/59( رواه الطبري في تفسيره )9)

(7/343)

�و�ال� �ه� و�ل ل �غ� م�ح� �ل �ب �ن� ي �وف�ا أ �ه�د�ي� م�ع�ك � و�ال ام �ح�ر� ج�د� ال �م�س� �م� ع�ن� ال وا و�ص�د�وك �ف�ر� �ذ�ين� ك ه�م� ال

� �م ل �ر� ع� �غ�ي ة� ب �ه�م� م�ع�ر� �م� م�ن �ك �ص�يب �وه�م� ف�ت �ط�ئ �ن� ت �م�وه�م� أ �ع�ل �م� ت �ات� ل اء� م�ؤ�م�ن �س� �ون� و�ن ر�ج�ال� م�ؤ�م�ن�يم�ا ) �ل �ا أ �ه�م� ع�ذ�اب وا م�ن �ف�ر� �ذ�ين� ك �ا ال �ن �ع�ذ�ب �وا ل �ل ي �ز� �و� ت اء� ل �ش� �ه� م�ن� ي ح�م�ت �ه� ف�ي ر� �د�خ�ل� الل �ي �ذ�25ل ( إ

�ه� ول س� �ه� ع�ل�ى ر� �ت �ين ك �ه� س� ل� الل �ز� ن� �ة� ف�أ �ي �ج�اه�ل �ة� ال �ة� ح�م�ي �ح�م�ي �ه�م� ال �وب وا ف�ي ق�ل �ف�ر� �ذ�ين� ك ج�ع�ل� ال

�يم�ا ي�ء� ع�ل �ل� ش� �ك �ه� ب �ان� الل �ه�ا و�ك ه�ل� �ه�ا و�أ �ح�ق� ب �وا أ �ان �ق�و�ى و�ك �م�ة� الت �ل م�ه�م� ك �ز� �ل �ين� و�أ �م�ؤ�م�ن و�ع�ل�ى ال

(26 )

�و�ال �ه� و�ل ل �غ� م�ح� �ل �ب �ن� ي �وف�ا أ �ه�د�ي� م�ع�ك � و�ال ام �ح�ر� ج�د� ال �م�س� �م� ع�ن� ال وا و�ص�د�وك �ف�ر� �ذ�ين� ك } ه�م� ال

� ل�م �ر� ع� �غ�ي ة� ب �ه�م� م�ع�ر� �م� م�ن �ك �ص�يب �وه�م� ف�ت �ط�ئ �ن� ت �م�وه�م� أ �ع�ل �م� ت �ات� ل اء� م�ؤ�م�ن �س� �ون� و�ن ر�ج�ال� م�ؤ�م�ن�يم�ا ) �ل �ا أ �ه�م� ع�ذ�اب وا م�ن �ف�ر� �ذ�ين� ك �ا ال �ن �ع�ذ�ب �وا ل �ل ي �ز� �و� ت اء� ل �ش� �ه� م�ن� ي ح�م�ت �ه� ف�ي ر� �د�خ�ل� الل �ي �ذ�25ل ( إ

�ه� ول س� �ه� ع�ل�ى ر� �ت �ين ك �ه� س� �نزل� الل �ة� ف�أ �ي �ج�اه�ل �ة� ال �ة� ح�م�ي �ح�م�ي �ه�م� ال �وب وا ف�ي ق�ل �ف�ر� �ذ�ين� ك ج�ع�ل� ال�يم�ا ي�ء� ع�ل �ل� ش� �ك �ه� ب �ان� الل �ه�ا و�ك ه�ل

� �ه�ا و�أ �ح�ق� ب �وا أ �ان �ق�و�ى و�ك �م�ة� الت �ل م�ه�م� ك �ز� �ل �ين� و�أ �م�ؤ�م�ن و�ع�ل�ى ال(26} )

( على1يقول تعالى مخبرا عن الكفار من مشركي العرب من قريش ومن ماألهم )

215

Page 17: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

وا { أي : هم الكفار �ف�ر� �ذ�ين� ك نصرتهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم : } ه�م� ال� { أي : وأنتم أحق به ، وأنتم أهله في ام �ح�ر� ج�د� ال �م�س� �م� ع�ن� ال دون غيرهم ، } و�ص�د�وك

�ه� { أي : وصدوا الهدي أن يصل ) ل �غ� م�ح� �ل �ب �ن� ي �وف�ا أ �ه�د�ي� م�ع�ك ( إلى2نفس األمر ، } و�المحله ، وهذا من بغيهم وعنادهم ، وكان الهدي� سبعين بدنة ، كما سيأتي بيانه.

�ات� { أي : بين أظهرهم ممن يكتم إيمانه اء� م�ؤ�م�ن �س� �ون� و�ن �و�ال ر�ج�ال� م�ؤ�م�ن وقوله : } و�لل�طناكم عليهم فقتلتموهم وأبدتم ويخفيه منهم خيفة على أنفسهم من قومهم ، لكنا س�

(3خضراءهم ، ولكن بين أفنائهم من المؤمنين والمؤمنات أقوام ال تعرفونهم حالة )ة� { أي : إثم وغرامة �ه�م� م�ع�ر� �م� م�ن �ك �ص�يب �وه�م� ف�ت �ط�ئ �ن� ت �م�وه�م� أ �ع�ل �م� ت القتل ؛ ولهذا قال : } ل

اء� { أي : يؤخر عقوبتهم ليخلص من بين �ش� �ه� م�ن� ي ح�م�ت �ه� ف�ي ر� �د�خ�ل� الل �ي � ل �م ل �ر� ع� �غ�ي } بأظهرهم المؤمنين ، وليرجع كثير منهم إلى اإلسالم.

�ا �ن �ع�ذ�ب �ل�وا { أي : لو تميز الكفار من المؤمنين الذين بين أظهرهم } ل ي �ز� �و� ت ثم قال : } ل�يم�ا { أي : لسلطناكم عليهم فلقتلتموهم قتال ذريعا. �ل �ا أ �ه�م� ع�ذ�اب وا م�ن �ف�ر� �ذ�ين� ك ال

�باع - روح بن الفرج - حدثنا عبد ن قال الحافظ أبو القاسم الطبراني : حدثنا أبو الز� ( أبو سعيد - مولى بني4الرحمن بن أبي عباد المكي ، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله )

(7( : سمعت )6( يقول )5هاشم - حدثنا ح�ج�ر بن خلف : سمعت عبد الله بن عوف ) ( : قاتلت رسول الله صلى الله عليه وسلم أول النهار كافرا ،8جنيد بن سبع يقول )

�ات� { اء� م�ؤ�م�ن �س� �ون� و�ن �و�ال ر�ج�ال� م�ؤ�م�ن وقاتلت معه آخر النهار مسلما ، وفينا نزلت : } و�ل(.9قال : كنا تسعة نفر : سبعة رجال وامرأتين )

ثم رواه من طريق أخرى عن محمد بن عباد المكي به ، وقال فيه : عن أبي جمعة ( والصواب أبو جعفر : حبيب بن سباع. ورواه ابن أبي حاتم10جنيد بن سبيع ، فذكره )

( ، 11من حديث حجر بن خلف )__________

( في ت ، أ : "وال هم".1)( في ت : "يبلغ".2)( في أ : "حال".3)( في م ، أ : "عبيد الله".4)( في أ : "عمرو".5)( في ت : "روى الحافظ الطبراني بسنده".6)( في ت : "عن".7)( في ت : "قال".8)(.2/290( المعجم الكبير )9)(.4/24( المعجم الكبير )10)( في أ : "حنيف".11)

(7/344)

اء�1به. وقال : كنا ثالثة ) �س� �ون� و�ن �و�ال ر�ج�ال� م�ؤ�م�ن ( رجال وتسع نسوة ، وفينا نزلت : } و�ل�ات� {. م�ؤ�م�ن

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري ،

216

Page 18: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( ، عن عطاء عن سعيد بن جبير )2حدثنا عبد الله بن عثمان بن جبلة ، عن أبي حمزة )�يم�ا { يقول : لو تزيل3 �ل �ا أ �ه�م� ع�ذ�اب وا م�ن �ف�ر� �ذ�ين� ك �ا ال �ن �ع�ذ�ب �وا ل �ل ي �ز� �و� ت ( ، عن ابن عباس : } ل

الكفار من المؤمنين ، لعذبهم الله عذابا أليما بقتلهم إياهم.�ة� { ، وذلك حين أبوا �ي �ج�اه�ل �ة� ال �ة� ح�م�ي �ح�م�ي �ه�م� ال �وب وا ف�ي ق�ل �ف�ر� �ذ�ين� ك �ذ� ج�ع�ل� ال وقوله : } إ أن يكتبوا "بسم الله الرحمن الرحيم" ، وأبوا أن يكتبوا : "هذا ما قاضى عليه محمد

�م�ة� �ل م�ه�م� ك �ز� �ل �ين� و�أ �م�ؤ�م�ن �ه� و�ع�ل�ى ال ول س� �ه� ع�ل�ى ر� �ت �ين ك �ه� س� �نزل� الل رسول الله" ، } ف�أ�ق�و�ى { ، وهي قول : "ال إله إال الله" ، كما قال ابن جرير ، وعبد الله ابن اإلمام أحمد الت : حدثنا الحسن بن قزعة أبو علي البصري ، حدثنا سفيان بن حبيب ، حدثنا شعبة ، عن

( -6( ]رضي الله عنه[ )5( ، عن أبيه عن الطفيل - يعني : ابن أبي بن كعب )4ثوير )�م�ة�7عن أبيه ]أنه[ ) �ل م�ه�م� ك �ز� �ل ( سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : } و�أ

�ق�و�ى { قال : "ال إله إال الله". الت وكذا رواه الترمذي عن الحسن بن قزعة ، وقال : غريب ال نعرفه إال من حديثه ،

ع�ة عنه فلم يعرفه إال من هذا الوجه ) ر� (.8وسألت أبا ز� وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن منصور الرمادي ، حدثنا عبد الله بن صالح ، حدثني

( ، عن سعيد بن المسيب ، أن9الليث ، حدثني عبد الرحمن بن خالد ، عن ابن شهاب ) أبا هريرة أخبره ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا : ال إله إال الله ، فمن قال : ال إله إال الله ، فقد عصم مني ماله ونفسه إال�ذ�ا �وا إ �ان �ه�م� ك �ن بحقه ، وحسابه على الله" ، وأنزل الله في كتابه ، وذكر قوما فقال : } إ

ون� { ]الصافات : �ر� �ب �ك ت �س� �ه� ي �ال الل �ه� إ �ل �ه�م� ال إ م�ه�م�35ق�يل� ل �ز� �ل [ ، وقال الله جل ثناؤه : } و�أ�ه�ا { وهي : "ال إله إال الله ، محمد رسول الله" ، ه�ل

� �ه�ا و�أ �ح�ق� ب �وا أ �ان �ق�و�ى و�ك �م�ة� الت �ل ك ( يوم الحديبية ، وكاتبهم رسول الله10فاستكبروا عنها واستكبر عنها المشركون )

صلى الله عليه وسلم على قضية المدة.. ( ، والظاهر أنها مدرجة من11وكذا رواه بهذه الزيادات ابن جرير من حديث الزهري )

كالم الزهري ، والله أعلم.�ق�و�ى { : اإلخالص. وقال عطاء بن أبي رباح : هي ال إله إال �م�ة� الت �ل وقال مجاهد : } ك

الله وحده ال شريك ، له له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير.__________

( في م : "ثالث".1)( في أ : "عن أبي هريرة".2)( في ت : "روى ابن أبي حاتم بسنده".3)( في أ : "ثور".4)( في ت : "كما روى ابن جرير بسنده عن أبي بن كعب".5)( زيادة من ت.6)( زيادة من ت ، م.7) ( وسنن الترمذي5/138( وزوائد عبد الله على المسند )26/66( تفسير الطبري )8)

(.3265برقم )( في ت : "وروى بن أبي حاتم بسنده".9)( في أ : "قريش".10)(.26/66( تفسير الطبري )11)

(7/345)

217

Page 19: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

وقال يونس بن بكير ، عن ابن إسحاق ، عن الزهري ، عن عروة ، عن المسور :�ق�و�ى { قال : ال إله إال الله ، وحده ال شريك له. �م�ة� الت �ل م�ه�م� ك �ز� �ل } و�أ

�م�ة� �ل م�ه�م� ك �ز� �ل �ع�ي ، عن علي : } و�أ �اية بن ر�ب وقال الثوري ، عن سلمة بن كهيل ، عن ع�ب�ق�و�ى { قال : ال إله إال الله ، والله أكبر. وكذا قال ابن عمر ، رضي الله عنهما. الت

�ق�و�ى { قال : �م�ة� الت �ل م�ه�م� ك �ز� �ل وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : } و�أيقول : شهادة أن ال إله إال الله ، وهي رأس كل تقوى.

�ق�و�ى { قال : ال إله إال الله والجهاد في �م�ة� الت �ل م�ه�م� ك �ز� �ل وقال سعيد بن جبير : } و�أسبيله.

وقال عطاء الخراساني : هي : ال إله إال الله ، محمد رسول الله.�ق�و�ى { قال : �م�ة� الت �ل م�ه�م� ك �ز� �ل وقال عبد الله بن المبارك ، عن م�ع�م�ر عن الزهري : } و�أ

بسم الله الرحمن الرحيم.�ق�و�ى { قال : ال إله إال الله. �م�ة� الت �ل م�ه�م� ك �ز� �ل وقال قتادة : } و�أ

�ه�ا { : كان المسلمون أحق بها ، وكانوا أهلها. ه�ل� �ه�ا و�أ �ح�ق� ب �وا أ �ان } و�ك

�يم�ا { أي : هو عليم بمن يستحق الخير من يستحق الشر. ي�ء� ع�ل �ل� ش� �ك �ه� ب �ان� الل } و�ك وقد قال النسائي : حدثنا إبراهيم بن سعيد ، حدثنا شبابة بن سوار ، عن أبي رزين ،

عن عبد الله بن العالء بن زبر ، عن بسر بن عبيد الله ، عن أبي إدريس ، عن أبي بن�ة� { �ي اه�ل �ج� �ة� ال �ة� ح�م�ي �ح�م�ي �ه�م� ال �وب وا ف�ي ق�ل �ف�ر� �ذ�ين� ك �ذ� ج�ع�ل� ال كعب أنه كان يقرأ : } إ

[ ، ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام. فبلغ ذلك عمر فأغلظ له ،26]الفتح : فقال : إنك لتعلم أني كنت أدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيعلمني مما علمه الله. فقال عمر : بل أنت رجل عندك علم وقرآن ، فاقرأ وعلم مما علمك الله

(.1ورسوله )وهذا ذكر األحاديث الواردة في قصة الحديبية وقصة الصلح :

ار ، عن �س� قال اإلمام أحمد : حدثنا يزيد بن هارون ، أخبرنا محمد بن إسحاق بن يو�ة بن الزبير ، عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قاال خرج الزهري ، عن ع�ر� رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية يريد زيارة البيت ، ال يريد قتاال وساق معه الهدي سبعين بدنة ، وكان الناس سبعمائة رجل ، فكانت كل بدنة عن عشرة ، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بعسفان لقيه بشر بن سفيان

( ، فقال : يا رسول الله ، هذه قريش قد سمعت بمسيرك فخرجت معها2الكعبي ) الع�وذ المطافيل ، قد لبست جلود النمور ، يعاهدون الله أال تدخلها عليهم عنوة أبد�ا ، وهذا خالد بن الوليد في خيلهم قد قدموه إلى كراع الغميم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا ويح قريش! قد أكلتهم الحرب ، ماذا عليهم لو خلوا بيني وبين

سائر__________

(.11505( النسائي في السنن الكبرى برقم )1)( في ت : "بشر بن كعب الكلبي".2)

(7/346)

218

Page 20: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( دخلوا في1الناس ؟ فإن أصابوني كان الذي أرادوا ، وإن أظهرني الله ]عليهم[ ) اإلسالم وهم وافرون ، وإن لم يفعلوا قاتلوا وبهم قوة ، فماذا تظن قريش ؟ فوالله ال أزال أجاهدهم على الذي بعثني الله به حتى يظهرني الله أو تنفرد هذه السالفة". ثم

( على ثنية2أمر الناس فسلكوا ذات اليمين بين ظهري الحمض على طريق تخرجه ) المرار والحديبية من أسفل مكة. قال : فسلك بالجيش تلك الطريق ، فلما رأت خيل

قريش قترة الجيش قد خالفوا عن طريقهم ، ركضوا راجعين إلى قريش ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى إذا سلك ثنية المرار ، بركت ناقته ، فقال

( لها3الناس : خألت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما خألت ، وما ذلك ) بخلق ، ولكن حبسها حابس الفيل عن مكة ، والله ال تدعوني قريش اليوم إلى خطة

( قال للناس : "انزلوا". قالوا : يا4يسألوني فيها صلة الرحم ، إال أعطيتهم إياها" ]ثم[ ) رسول الله ، ما بالوادي من ماء ينزل عليه الناس. فأخرج رسول الله صلى الله عليه

وسلم سهم�ا من كنانته فأعطاه رجال من أصحابه ، فنزل في قليب من تلك القلب ، فغرزه فيه فجاش بالماء حتى ضرب الناس عنه بعطن. فلما اطمأن رسول الله صلى�د�يل بن ورقاء في رجال من خزاعة ، فقال لهم كقوله لبشر بن الله عليه وسلم ، إذا ب

سفيان ، فرجعوا إلى قريش فقالوا : يا معشر قريش ، إنكم تعجلون على محمد ، وإنا لهذا البيت معظم�ا لحقه ، فاتهموهم. محمد�ا لم يأت لقتال ، إنما جاء زائر�

�ة رسول الله صلى5قال محمد بن إسحاق : قال الزهري : ]و[ ) �ب ( كانت خزاعة في ع�ي الله عليه وسلم مشركها ومسلمها ، ال يخفون على رسول الله صلى الله عليه وسلم�وة ، وال �ا كان بمكة ، فقالوا : وإن كان إنما جاء لذلك فوالله ال يدخلها أبد�ا علينا ع�ن شيئز بن حفص ، أحد بني عامر بن لؤي ، فلما رآه �ر� يتحدث بذلك العرب. ثم بعثوا إليه م�ك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "هذا رجل غادر". فلما انتهى إلى رسول الله

�ل�م به أصحابه ، صلى الله عليه وسلم كلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو ما ك ( ؛6ثم رجع إلى قريش فأخبرهم بما قال له رسول الله ]صلى الله عليه وسلم[ )

فبعثوا إليه الحليس بن علقمة الكناني ، وهو يومئذ سيد األحابيش ، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "هذا من قوم يتألهون ، فابعثوا اله�د�ي" في وجهه ،

فبعثوا الهدي ، فلما رأى الهدي يسيل عليه من ع�ر�ض الوادي في قالئده قد أكل أوتاره من طول الحبس عن محله ، رجع ولم يصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

( ، فقال : يا معشر قريش ، قد رأيت ما ال يحل ص�ده ، الهدي في7إعظام�ا لما رأى ) قالئده قد أكل أوتاره من طول الحبس عن محله. قالوا : اجلس ، إنما أنت أعرابي ال علم لك. فبعثوا إليه عروة بن مسعود الثقفي ، فقال : يا معشر قريش ، إن قد رأيت

ما يلقى منكم من تبعثون إلى محمد إذا جاءكم ، من التعنيف وسوء اللفظ ، وقد عرفتم أنكم والد وأنا ولد ، وقد سمعت بالذي نابكم ، فجمعت من أطاعني من قومي ،

( حتى أتى8ثم جئت حتى آسيتكم بنفسي. قالوا : صدقت ما أنت عندنا بمتهم. فخرج ) رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس بين يديه ، فقال : يا محمد جمعت أوباش

الناس ، ثم جئت بهم لبيضتك لتفضها ، إنها قريش قد خرجت معها العوذ المطافيل ،قد لبسوا جلود النمور ، يعاهدون الله

__________( زيادة من أ.1)( في أ : "يحرصه".2)( في ت : "وما ذاك".3)( زيادة من ت ، م ، أ.4)

219

Page 21: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( زيادة من ت ، م.5)( زيادة من ت ، م.6)( في ت : "فلما رجع إلى أصحابه".7)( في أ : "ثم خرج".8)

(7/347)

أال تدخلها عليهم عنوة أبدا ، وايم الله لكأني بهؤالء قد انكشفوا عنك غدا. قال : وأبو بكر قاعد خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : امصص بظر الالت! أنحن

ننكشف عنه ؟! قال : من هذا يا محمد ؟ قال : "هذا ابن أبي قحافة". قال : أما والله لوال يد كانت لك عندي لكافأتك بها ، ولكن هذه بها. ثم تناول لحية رسول الله صلى

الله عليه وسلم ، والمغيرة بن شعبة واقف على رأس رسول الله صلى الله عليه ( ، قال : فقرع يده. ثم قال : أمسك يدك عن لحية رسول الله1وسلم في الحديد )

صلى الله عليه وسلم قبل - والله - ال تصل إليك. قال : ويحك! ما أفظعك وأغلظك! فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال : من هذا يا محمد ؟ قال صلى الله عليه

وسلم : "هذا ابن أخيك المغيرة بن شعبة". قال : أغدر ، وهل غسلت سوأتك إال باألمس ؟! قال فكلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل ما كلم به أصحابه ،

وأخبره أنه لم يأت يريد حربا. قال : فقام من عند رسول الله ]صلى الله عليه وسلم[ ) ( وقد رأى ما يصنع به أصحابه ، ال يتوضأ وضوءا إال ابتدروه ، وال يبصق بصاقا إال2

ابتدروه ، وال يسقط من شعره شيء إال أخذوه. فرجع إلى قريش فقال : يا معشر قريش ، إنى جئت كسرى في ملكه ، وجئت قيصر والنجاشي في ملكهما ، والله ما

لكا قط مثل محمد في أصحابه ، ولقد رأيت قوما ال يسلمونه لشيء أبدا ، فروا رأيت م� رأيكم. قال : وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك قد بعث خراش بن

أمية الخزاعي إلى مكة ، وحمله على جمل له يقال له : "الثعلب" فلما دخل مكة ( به قريش ، وأرادوا قتل خراش ، فمنعتهم األحابيش ، حتى أتى رسول الله3عقرت )

صلى الله عليه وسلم ، فدعا عمر ليبعثه إلى مكة ، فقال : يا رسول الله ، إنى أخاف قريشا على نفسي ، وليس بها من بني عدي أحد يمنعني ، وقد عرفت قريش عداوتي

إياها وغلظتي عليها ، ولكن أدلك على رجل هو أعز مني : عثمان بن عفان. قال : فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبعثه إلى قريش يخبرهم أنه لم يأت لحرب أحد ، وإنما جاء زائرا لهذا البيت ، معظما لحرمته. فخرج عثمان حتى أتى مكة ، فلقيه أبان بن سعيد بن العاص ، فنزل عن دابته وحمله بين يديه وردف خلفه ، وأجاره حتى

بلغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانطلق عثمان حتى أتى أبا سفيان وعظماء قريش ، فبلغهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أرسله به ، فقالوا لعثمان : إن شئت أن تطوف بالبيت فطف به ، فقال : ما كنت ألفعل حتى يطوف به

( قال : واحتبسته قريش عندها ، قال : وبلغ4رسول الله ]صلى الله عليه وسلم[ )رسول الله أن عثمان قد قتل.

ا بعثوا سهل بن عمرو ، وقالوا : ائت محمد�ا قال محمد : فحدثني الزهري : أن قريش� فصالحه وال يكون في صلحه إال أن يرجع عنا عامه هذا ، فوالله ال تحدث العرب أنه

دخلها علينا عنوة أبد�ا. فأتاه سهل بن عمرو فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم

220

Page 22: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

قال : "قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل". فلما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلما وأطاال الكالم ، وتراجعا حتى جرى بينهما الصلح ، فلما التأم األمر

ولم يبق إال الكتاب ، وثب عمر بن الخطاب فأت أبا بكر فقال : يا أبا بكر ، أو ليس برسول الله ؟ أو لسنا بالمسلمين ؟ أو ليسوا بالمشركين ؟ قال : بلى. قال : فعالم

نعطي الذلة في ديننا ؟ فقال أبو بكر : يا عمر ، __________

( في ت : "بالحدد".1)( زيادة من ت ، أ.2)( في ت : "عثرت".3)( زيادة من ت ، أ.4)

(7/348)

( قال عمر : وأنا أشهد. ثم1الزم غرزه حيث كان ، فإني أشهد أنه رسول الله. ]ثم[ ) أتى رسول الله فقال : يا رسول الله ، أو لسنا بالمسلمين أو ليسوا بالمشركين ؟

قال : "بلى" قال : فعالم نعطي الذلة في ديننا ؟ فقال : "أنا عبد الله ورسوله ، لنأخالف أمره ولن يضيعني". ثم قال عمر : ما زلت أصوم وأصلي وأتصدق وأعتق من )

( الذي صنعت مخافة كالمي الذي تكلمت به يومئذ حتى رجوت أن يكون خيرا. قال :2 (3ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب ]رضي الله عنه[ )

فقال : اكتب : "بسم الله الرحمن الرحيم". فقال سهل بن عمرو : وال أعرف هذا ،ولكن اكتب : "باسمك اللهم ، فقال رسول الله : "اكتب باسمك اللهم. هذا ما صلح )

( عليه محمد رسول الله ، سهل بن عمرو" ، فقال سهل بن عمرو : ولو شهدت أنك4 رسول الله لم أقاتلك ، ولكن اكتب هذا ما اصطلح عليه محمد بن عبد الله ، وسهل بن

عمرو ، على وضع الحرب عشر سنين ، يأمن فيها الناس ، ويكف بعضهم عن بعض ، ( من أصحابه بغير إذن وليه ، رده عليهم ، ومن أتى5على أنه من أتى رسول الله )

( لم يردوه عليه وأن بيننا عيبة6قريشا ممن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ) مكفوفة ، وأنه ال أسالل وال أغالل ، وكان في شرطهم حين كتبوا الكتاب : أنه من أحب

أن يدخل في عقد محمد وعهده ، دخل فيه ، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه ، فتواثبت خزاعة فقالوا : نحن في عقد رسول الله وعهده ، وتواثبت

بنو بكر فقالوا : نحن في عقد قريش وعهدهم ، وأنك ترجع عنا عامنا هذا فال تدخل�ا معك علينا مكة ، وأنه إذا كان عام قابل خرجنا عنك فتدخلها بأصحابك ، وأقمت بها ثالث

سالح الراكب ال تدخلها بغير السيوف في القرب ، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يكتب الكتاب ، إذا جاءه أبو جندل بن سهل بن عمرو في الحديد قد انفلت إلى

( قال : وقد كان أصحاب رسول الله خرجوا وهم7رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ال يشكون في الفتح ، لرؤيا رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأوا ما رأوا من

( على نفسه ، دخل8الصلح والرجوع ، وما تحمل رسول الله ]صلى الله عليه وسلم[ ) الناس من ذلك أمر عظيم ، حتى كادوا أن يهلكوا. فلما رأى سهل أبا جندل قام إليه

( القضية بيني وبينك قبل أن يأتيك هذا. قال9فضرب وجهه وقال : يا محمد ، قد لج�ت ) : "صدقت". فقام إليه فأخذ بتالبيبه. قال : وصرخ أبو جندل بأعلى صوته : يا معشر

221

Page 23: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

المسلمين ، أتردونني إلى أهل الشرك فيفتنوني في ديني ؟ قال : فزاد الناس شرا إلى ما بهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا أبا جندل ، اصبر واحتسب ،

ا ، إنا قد عقدنا بيننا وبين فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرج�ا ومخرج� ( ، وإنا لن نغدر بهم". قال :10القوم صلحا فأعطيناهم على ذلك وأعطونا عليه عهدا )

( جندل إلى جنبه وهو يقول :11فوثب إليه عمر بن الخطاب فجعل يمشي مع ]أبي[ ) اصبر أبا جندل ، فإنما هم المشركون ، وإنما دم أحدهم دم كلب ، قال : ويدني قائم

السيف منه ، قال : يقول : رجوت أن يأخذ السيف فيضرب به أباه قال : فضن الرجل بأبيه. قال : ونفذت القضية ، فلما فرغا من الكتاب ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في الحرم ، وهو مضطرب في الحل ، قال : فقام رسول الله صلى الله

( واحلقوا". قال : فما قام أحد. قال :12عليه وسلم فقال : "يا أيها الناس ، انحروا )ثم عاد بمثلها ، فما قام رجل حتى عاد صلى الله عليه وسلم بمثلها ، فما قام رجل.

فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل على أم سلمة فقال : "يا أم سلمة ما�ل�من ) �ك ( منهم13شأن الناس ؟" قالت : يا رسول الله ، قد دخلهم ما رأيت ، فال ت

�ا ، واعمد إلى هديك حيث كان فانحره واحلق ، فلو قد فعلت ذلك فعل الناس إنسان ذلك. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ال يكلم أحد�ا حتى أتى هديه فنحره ، ثم

جلس فحلق ، قال : فقام الناس ينحرون ويحلقون. قال : حتى إذا كان بين مكةوالمدينة في وسط الطريق نزلت سورة الفتح.

�ر وزياد البكائي ، عن ابن �ي �ك هكذا ساقه أحمد من هذا الوجه ، وهكذا رواه يونس بن ب ( ، وفيه إغراب ، وقد رواه أيضا عن عبد الرزاق ، عن م�ع�م�ر ، عن14إسحاق ، بنحوه )

( وخالفه في أشياء وقد رواه البخاري ، رحمه الله ، في صحيحه15الزهري ، به نحوه ) ( من17( حسنة مطولة بزيادات جيدة ، فقال في كتاب الشروط )16، فساقه سياقة )

صحيحه : حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا م�ع�م�ر : أخبرني الزهري : أخبرنيوة بن الزبير ، عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم ، يصدق كل واحد منهما ع�ر�

حديث صاحبه ، قاال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية في بضع عشرة مائة من أصحابه ، فلما أتى ذا الحليفة قلد الهدي وأشعره ، وأحرم منها بعمرة

�ا له من خزاعة ، وسار حتى إذا كان بغير األشطاط أتاه عينه ، فقال : إن وبعث عينا قد جمعوا لك جموع�ا ، وقد جمعوا لك األحابيش وهم مقاتلوك وصادوك قريش�

ومانعوك. فقال : "أشيروا أيها الناس علي� ، أترون أن نميل عل عيالهم ، وذراري هؤالء الذين يريدون أن صدونا عن البيت ؟" وفي لفظ : "أترون أن نميل على ذراري هؤالء

�قا من المشركين وإال تركناهم محزونين" الذين أعانوهم. فإن يأتونا كان الله قد قطع ع�نوبين وإن نجوا يكن عنقا ، وفي لفظ : "فإن قعدوا قعدوا موتورين مجهودين محر�

قطعها الله ، أم ترون أن نؤم البيت فمن صدنا عنه قاتلناه ؟". فقال أبو بكر ]رضي�ا ،18الله عنه[ ) ( : يا رسول الله خرجت عامد�ا لهذا البيت ، ال نريد قتل أحد وال حرب

فتوجه له ، فمن صدنا عنه قاتلناه. وفي لفظ : فقال أبو بكر ، رضي الله عنه : الله ورسوله علم إنما جئنا معتمرين ، ولم نجئ لقتال أحد ، ولكن من حال بيننا وبين البيت قاتلناه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "فروحوا إذن" ، وفي لفظ : "فامضوا على

اسم الله". حتى إذا كانوا ببعض الطريق ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : "إن خالد بن الوليد

في خيل لقريش طليعة ، __________

222

Page 24: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( زيادة من م ، أ.1)( في ت : "عن".2)( زيادة من ت.3)( في أ : "ما صالح".4)( في أ : "محمدا".5)( زيادة من ت.6)( زيادة من ت.7)( زيادة من ت ، أ.8)( في ت ، أ : "تمت".9)( في ت ، م ، أ : "عهدنا".10)( زيادة من ت ، م ، أ.11)( في ت ، أ : "انحروا في الحرم".12)( في ت ، أ : "فال تكلمن".13)(.2/316( والسيرة النبوية البن هشام )4/323( المسند )14)( من طريق عبد الرزاق به.4/328( رواه أحمد في مسنده )15)( في م : "بسياقات".16)( في ت ، م : "الشرط".17)( زيادة من أ.18)

(7/349)

�رة الجيش ، فانطلق فخذوا ذات اليمين". فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هم بق�تا لقريش ، وسار النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بالثنية التي يهبط يركض نذير� عليهم منها ، بركت به راحلته. فقال الناس : حل حل فألحت ، فقالوا : خألت القصواء ،

خألت القصواء ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "ما خألت القصواء ، وما ذاك لها بخلق ، ولكن حبسها حابس الفيل". ثم قال : "والذي نفسي بيده ، ال يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله ، إال أعطيتهم إياها". ثم زجرها فوثبت ، فعدل عنهم حتى

( الناس1نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء ، يتبرضه الناس تبرض�ا ، فلم يلبث ) ( إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العطش ، فانتزع من2حتى نزحوه ، وشكي )

ا ثم أمرهم أن يجعلوه فيه ، فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا كنانته سهم� عنه ، فبينما هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من قومه من خزاعة ،

( من أهل تهامة ، فقال : إني3وكانوا عيبة نصح رسول الله ]صلى الله عليه وسلم[ ) تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي ، نزلوا أعداد مياه الحديبية معهم العوذ المطافيل ،

وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "إنا لم نجئ لقتال أحد ، ولكن جئنا معتمرين ، وإن قريشا قد نهكتهم الحرب فأضرت بهم ، فإن شاؤوا ماددنهم مدة ويخلوا بيني وبين الناس ، فإن أظهر فإن شاءوا أن يدخلوا فيما

دخل فيه الناس فعلوا ، وإال فقد جموا ، وإن هم أبوا فوالذي نفسي بيده ألقاتلنهم على ( الله أمره" قال بديل : سأبلغهم ما تقول ،4أمري هذا حتى تنفرد سالفتي ، ولينفذن )

فانطلق حتى أتى قريشا فقال : إنا قد جئنا من عند هذا الرجل ، وسمعناه يقول قوال

223

Page 25: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

فإن شئتم أن نعرضه عليكم فعلنا ، فقال سفهاؤهم : ال حاجة لنا أن تخبرنا عنه بشيء. وقال : ذوو الرأي منهم : هات ما سمعته يقول : قال : سمعته يقول كذا وكذا ،

فحدثهم بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقام عروة بن مسعود فقال : أي قوم ، ألستم بالوالد ؟ قالوا : بلى. قال : أولست بالولد ؟ قالوا : بلى. قال : فهل

تتهموني ؟ قالوا : ال. قال : ألستم تعلمون أني أستنفرت أهل عكاظ ، فلما بلحوا علي جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني ؟ قالوا : بلى. قال : فإن هذا قد عرض عليكم خطة

رشد فاقبلوها ودعوني آته. قالوا : ائته. فأتاه فجعل يكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم له نحوا من قوله لبديل بن ورقاء. فقال عروة عند ذلك : أي محمد ، أرأيت إن استأصلت أمر قومك ، هل سمعت بأحد من

العرب اجتاح أصله قبلك ؟ وإن تك األخرى فإني والله ألرى وجوها ، وإني ألرى أشوابا�ظ�ر5) ( من الناس خليقا أن يفروا ويدعوك ، فقال أبو بكر ، رضي الله عنه : امصص ب

الالت! أنحن نفر وندعه ؟! قال : من ذا ؟ قالوا : أبو بكر. قال : أما والذي نفسي بيده لوال يد كانت لك عندي لم أجزك بها ، ألجبتك. قال : وجعل يكلم النبي صلى الله عليه

وسلم فكلما كلمه أخذ بلحيته ، والمغيرة بن شعبة ، رضي الله عنه قائم على رأس النبي صلى الله عليه وسلم ومعه السيف وعليه المغفر ، فكلما أهوى عروة بيده إلى

لحية النبي صلى الله عليه وسلم ضرب يده بنعل السيف ، وقال له : أخر يدك من لحية النبي صلى الله عليه وسلم. فرفع عروة رأسه وقال : من هذا ؟ قال : المغيرة

بن شعبة. فقال : أي غدر ، ألست أسعى في غدرتك ؟! وكان المغيرة بن شعبة صحب قوما في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ، ثم جاء فأسلم ، فقال النبي صلى الله عليه

وسلم : "أما اإلسالم فأقبل ، وأما المال فلست منه في شي". ( ، قال : فوالله6ثم إن عروة جعل يرمق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعينيه )

( نخامة إال وقعت في كف رجل منهم ،7ما تنخم رسول الله ]صلى الله عليه وسلم[ ) فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذ توضأ كادوا يقتتلون على

وضوئه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ، وما يحدون النظر إليه ، تعظيما له صلى الله عليه وسلم ، فرجع عروة إلى أصحابه فقال : أي قوم ، والله لقد وفدت على الملوك ، ووفدت على كسرى وقيصر والنجاشي ، والله إن رأيت ملكا قط يعظمه

أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمد�ا ، والله إن تنخم نخامة إال وقعت في كف رجل منهم ، فدلك بها وجهه وجلده ، وإذا أمرهم ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على�حدون النظر إليه تعظيما له ، وإنه قد وضوئه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده ، وما ي

د فاقبلوها. فقال رجل منهم من بني كنانة : دعوني آته. فقالوا : عرض عليكم خطة رش� ائته فلما أشرف على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، قال النبي صلى الله عليه�ت� له ، واستقبله �ع�ث �د�ن ، فابعثوها له" فب وسلم : "هذا فالن ، وهو من قوم يعظمون الب�ون ، فلما رأى ذلك قال : سبحان الله! ما ينبغي لهؤالء أن يصدوا عن البيت. �ب �ل الناس ي�ص�د�وا عن �د�ن قد ق�ل�دت وأشعرت ، فما أرى أن ي فلما رجع إلى أصحابه قال : رأيت الب

ز بن حفص" ، فقال : دعوني آته. فقالوا :8البيت. فقال ) �ر� ( رجل منهم يقال له : "م�ك (9ائته. فلما أشرف عليهم قال النبي صلى الله عليه وسلم : "هذا مكرز ]بن حفص[ ) وهو رجل فاجر" ، فجعل يكلم النبي صلى الله عليه وسلم ، فبينما هو يكلمه إذ جاء

سهل بن عمرو.�ر�م�ة� أنه قال : لما جاء سهل بن عمرو قال النبي وقال معمر : أخبرني أيوب ، عن ع�ك

ه�ل لكم من أمركم". صلى الله عليه وسلم : "قد س� قال معمر : قال الزهري في حديثه : فجاء سهل بن عمرو فقال : هات أكتب بيننا

224

Page 26: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( كتابا فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الكاتب ، فقال النبي صلى الله عليه10وبينك ) ( :12( : بسم الله الرحمن الرحيم" ، فقال سهل ]بن عمرو[ )11وسلم : "]اكتب[ )

أما "الرحمن" فوالله ما أدري ما هو ، ولكن اكتب : "باسمك اللهم" ، كما كنت تكتب. فقال المسلمون : والله ال نكتبها إال "بسم الله الرحمن الرحيم". فقال النبي صلى الله

عليه وسلم : "اكتب : باسمك اللهم". ثم قال : "هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله". فقال سهل : والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت وال

قاتلناك ، ولكن اكتب : "محمد بن عبد الله" ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "والله إني لرسول الله وإن كذبتموني. اكتب محمد بن عبد الله" قال الزهري : وذلك

لقوله : "والله ال يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إال أعطيتهم إياها". فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : "على أن تخلوا بيننا وبين البيت فنطوف به". فقال

سهل : والله ال تتحدث العرب أنا أخذنا ض�غ�ط�ة� ، ولكن ذلك من العام المقبل ، فكتب ، فقال سهل : "وعلى أن ال يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إال رددته إلينا". فقال

د� إلى المشركين وقد جاء مسلما ؟! فبينما هم كذلك �ر� المسلمون : سبحان الله! كيف يإذ جاء أبو جندل بن سهل

__________( في ت ، م : "يلبثه".1)( في أ : "شكوا".2)( زيادة من م.3)( في ت ، م : "أو لينفذن".4)( في أ : "أوشابا".5)( في ت : "بعينه".6)( زيادة من ت.7)( في أ : "فقام".8)( زيادة من أ.9)( في ت : "بينكم".10)( زيادة من أ.11)( زيادة من ت ، م.12)

(7/351)

( خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين أظهر1بن عمرو يرس�ف� في قيوده قد )د�ه إلي ، فقال النبي �ر� المسلمين ، فقال سهل : هذا يا محمد أول من أقاضيك عليه أن ت

�ق�ض� الكتاب بعد". قال : فوالله إذ�ا ال أصالحك على صلى الله عليه وسلم : "إنا لم ن شيء أبدا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "فأجزه لي" فقال : ما أنا بمجيز ذلك

لك ، قال : "بلى فافعل". قال : ما أنا بفاعل. قال مكرز : بلى قد أجزناه لك. قال أبود� إلى المشركين وقد جئت مسلما ؟ أال ترون ما قد جندل : أي معشر المسلمين ، أر�

(2لقيت ؟! وكان قد ع�ذ�ب� عذابا شديدا في الله عز وجل. قال عمر ]بن الخطاب[ ) رضي الله عنه : فأتيت نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : ألست نبي الله حقا ؟ قال صلى الله عليه وسلم : "بلى". قلت : ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال

225

Page 27: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

: "بلى". قلت : فلم نعطي الدنية في ديننا إذا ؟ قال : "إني رسول الله ، ولست� أعصيه ، وهو ناصري" ، قلت : أو لست كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟

( العام ؟" قلت : ال قال : "فإنك آتيه وم�طو�ف به".3قال : "بلى ، أفأخبرتك أنا نأتيه ) قال : فأتيت أبا بكر فقلت : يا أبا بكر أليس هذا نبي الله حقا ؟ قال : بلى. قلت :

ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال : بلى. قلت : فلم نعطي الدنية في ديننا إذا ؟ قال : أيها الرجل ، إنه رسول الله ، وليس يعصي ربه ، وهو ناصره ، فاستمسك

زه ، فوالله إنه على الحق. قلت : أو ليس كان يحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟ بغ�ر�قال : بلى قال : أفأخبرك أنك تأتيه العام ؟ قلت : ال. قال : فإنك تأتيه وتطوف به.

قال الزهري : قال عمر : فعملت لذلك أعماال. قال : فلما فرغ من قضية الكتاب قال ( الله صلى الله عليه وسلم ألصحابه : "قوموا فانحروا ثم احلقوا". قال :4رسول )

فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثالث مرات!! فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة ، فذكر لها ما لقي من الناس ، قالت له أم سلمة : يا نبي الله ، أتحب ذلك ؟

اخرج ثم ال تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك ، فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك ، نحر بدنه ، ودعا حالقه فحلقه ، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا ، حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما ، ثم جاءه نسوة

ات� { �ات� م�ه�اج�ر� �م�ؤ�م�ن �م� ال اء�ك �ذ�ا ج� �وا إ �ذ�ين� آم�ن �ه�ا ال ي� �ا أ مؤمنات ، فأنزل الله ، عز وجل : } ي

�و�اف�ر� { ]الممتحنة : �ك � ال �ع�ص�م [. فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في10حتى بلغ : } ب الشرك ، فتزوج إحداهما معاوية بن أبي سفيان ، واألخرى صفوان بن أمية. ثم رجع

النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فجاءه أبو بصير - رجل من قريش - وهو مسلم ، فأرسلوا في طلبه رجلين ، فقالوا : العهد الذي جعلت لنا ، فدفعه إلى الرجلين

فخرجا به حتى بلغا ذا الحليفة ، فنزلوا يأكلون من تمر لهم ، فقال أبو بصير ألحد الرجلين : والله إني ألرى سيفك هذا يا فالن جيد�ا ، فاستله اآلخر ، فقال : أجل! والله

إنه لجيد ، لقد جربت منه ثم جربت ، فقال أبو بصير : أرني أنظر إليه ، فأمكنه منهد ، وف�ر� اآلخر حتى أتى المدينة ، فدخل المسجد يعدو ، فقال رسول �ر� فضربه حتى ب

ا" ، فلما انتهى إلى النبي5الله ) ( صلى الله عليه وسلم حين رآه : "لقد رأى هذا ذ�عر�صلى الله عليه وسلم قال :

__________( في ت : "حتى".1)( زيادة من ت.2)( في ت : "أنك تأتيه".3)( في ت : "النبي".4)( في م : "االنبي".5)

(7/353)

قتل والله صاحبي ، وإني لمقتول. فجاء أبو بصير فقال : يا رسول الله ، قد - والله - أوفى الله ذمتك ، قد رددتني إليهم ثم نجاني الله منهم ، فقال النبي صلى الله عليه

ع�ر� حرب! لو كان له أحد". فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم وسلم : "ويل أم�ه م�س� ، فخرج حتى أتى سيف البحر ، قال : وتفلت منهم أبو جندل بن سهل ، فلحق بأبي

226

Page 28: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

بصير ، فجعل ال يخرج من قريش رجل قد أسلم إال لحق بأبي بصير ، حتى اجتمعت منهم عصابة ، فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى الشام إال اعترضوا لها

فقتلوهم ، وأخذوا أموالهم. فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، تناشده الله والرحم لما أرسل إليهم : "فمن أتاه منهم فهو آمن". فأرسل النبي صلى الله عليه

�ط�ن� �ب �ه�م� ب �م� ع�ن �ك �د�ي �ي �م� و�أ �ك �ه�م� ع�ن �د�ي ي� �ف� أ �ذ�ي ك وسلم إليهم ، وأنزل الله عز وجل : } و�ه�و� ال

�ة� { ، وكانت حميتهم أنهم لم يقروا أنه رسول الله �ي اه�ل �ج� �ة� ال �ة� { حتى بلغ : } ح�م�ي م�كولم يقروا ببسم الله الرحمن الرحيم ، وحالوا بينهم وبين البيت.

( ، وقد أخرجه في التفسير ، وفي عمرة الحديبية ، وفي1هكذا ساقه البخاري هاهنا ) (2الحج ، وغير ذلك من حديث معمر وسفيان بن عيينة ، كالهما عن الزهري ، به )

مة[ ) و�ر بن ]م�خ�ر� ووقع في بعض األماكن عن الزهري ، عن عروة ، عن مروان والم�س� (. وهذا أشبه والله4( ، عن رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بذلك )3

أعلم ، ولم يسقه أبسط من هاهنا ، وبينه وبين سياق ابن إسحاق تباين في مواضع ، وهناك فوائد ينبغي إضافتها إلى ما هاهنا ، ولذلك سقنا تلك الرواية وهذه ، والله

المستعان وعليه التكالن ، وال حول وال قوة إال بالله العزيز الحكيم.ل�م�ي ، حدثنا يعلى ، حدثنا عبد وقال البخاري في التفسير : حدثنا أحمد بن إسحاق الس�

العزيز بن سياه ، عن حبيب بن أبي ثابت ، قال : أتيت أبا وائل أسأله فقال : كنا بصفين فقال رجل : ألم تر إلى الذين يدعون إلى كتاب الله ؟ فقال علي بن أبي طالب�ف : اتهم�وا أنفسكم ، فلقد رأيتنا يوم الحديبية - يعني : الصلح �ي ن : نعم. فقال سهل بن ح�

الذي كان بين النبي صلى الله عليه وسلم والمشركين - ولو نرى قتاال لقاتلنا ، فجاء عمر فقال : ألسنا على الحق وهم على الباطل ؟ أليس قتالنا في الجنة وقتالهم في

النار ؟ فقال : "بلى" قال : ففيم نعطي الدنية في ديننا ، ونرجع ولما يحكم الله بيننا ؟ فقال : "يا ابن الخطاب ، إني رسول الله ، ولن يضيعني الله أبدا" ، فرجع متغيظا ، فلم يصبر حتى جاء أبا بكر فقال : يا أبا بكر ، ألسنا على الحق وهم على الباطل ،

فقال : يا ابن الخطاب ، إنه رسول الله ، ولن يضيعه الله أبدا ، فنزلت سورة الفتح )5.)

وقد رواه البخاري أيضا في مواضع أخر ومسلم والنسائي من طرق أخر عن أبي وائل(6سفيان )

__________(.2732 ، 2731( صحيح البخاري برقم )1)(.4180( صحيح البخاري برقم )2)( زيادة من م.3)(.2711( رواه البخاري في صحيحه في أول الشروط برقم )4)(.4844( صحيح البخاري برقم )5)( في هـ : "شقيق".6)

(7/354)

�ق�ين� ل �ين� م�ح� �م�ن �ه� آ اء� الل �ن� ش� ام� إ �ح�ر� ج�د� ال �م�س� ل�ن� ال �د�خ� �ت �ح�ق� ل �ال �ا ب ؤ�ي �ه� الر� ول س� �ه� ر� �ق�د� ص�د�ق� الل ل�ا ) ا ق�ر�يب �ح� �م�وا ف�ج�ع�ل� م�ن� د�ون� ذ�ل�ك� ف�ت �ع�ل �م� ت �م� م�ا ل �خ�اف�ون� ف�ع�ل �م� و�م�ق�ص�ر�ين� ال� ت ك ء�وس� (27ر�

227

Page 29: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

ه�يد�ا ) �ه� ش� �الل �ف�ى ب �ه� و�ك �ل ه� ع�ل�ى الد�ين� ك �ظ�ه�ر� �ي �ح�ق� ل �ه�د�ى و�د�ين� ال �ال �ه� ب ول س� س�ل� ر� ر�� �ذ�ي أ ه�و� ال

28 )

( ، وفي بعض ألفاظه : "يا أيها الناس ،2( بن حنيف به )1ابن سلمة ، عن سهل ) اتهموا الرأي ، فلقد رأيتني يوم أبي جندل ولو أقدر على أن أرد على رسول الله صلى

الله عليه وسلم أمره لرددته" وفي رواية : فنزلت سورة الفتح ، فدعا رسول اللهصلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب فقرأها عليه.

قال اإلمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا حماد ، عن ثابت ، عن أنس ، أن قريشا صالحوا النبي صلى الله عليه وسلم ، فيهم سهل بن عمرو ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم

لعلي : "اكتب : بسم الله الرحمن الرحيم" ، فقال سهل : ال ندري ما بسم الله الرحمن الرحيم ، ولكن اكتب ما نعرف : "باسمك اللهم". فقال : "اكتب من محمد

( أنك رسول الله التبعناك ، ولكن اكتب : اسمك واسم3رسول الله". قال : لو نعلم ) أبيك. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "اكتب : من محمد بن عبد الله". واشترطوا

( من جاء منكم لم نرده عليكم ، ومن جاءكم4على النبي صلى الله عليه وسلم أن ) منا رددتموه علينا ، فقال : يا رسول الله أتكتب هذا ؟ قال : "نعم ، إنه من ذهب منا

(.5إليهم فأبعده الله". رواه مسلم من حديث حماد بن سلمة ، به ) وقال أحمد أيضا : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا عكرمة بن عمار قال : حدثني سماك ، عن عبد الله بن عباس قال : لما خرجت الحرورية اعتزلوا ، فقلت لهم : إن

رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية صالح المشركين ، فقال لعلي : "اكتب يا علي : هذا ما صالح عليه محمد رسول الله" قالوا : لو نعلم أنك رسول الله ما

قاتلناك ، فقال رسول الله : "امح يا علي ، اللهم إنك تعلم أني رسولك ، امح يا علي ، واكتب : هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله". والله لرسول الله خير من علي ، وقد

محا نفسه ، ولم يكن محوه ذلك يمحاه من النبوة ، أخرجت من هذه ؟ قالوا : نعم.(.6ورواه أبو داود من حديث عكرمة بن عمار اليمامي ، بنحوه )

وروى اإلمام أحمد ، عن يحيى بن آدم : حدثنا زهير ، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبيم ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما ، قال : نحر رسول ليلى ، عن الحكم ، عن م�ق�س� الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية سبعين بدنة فيها جمل ألبي جهل ، فلما ص�د�ت

�ح�ن� إلى أوالدها ) �ت� كما ت ن (.7عن البيت ح��ين� �ه� آم�ن اء� الل �ن� ش� ام� إ �ح�ر� ج�د� ال �م�س� ل�ن� ال �د�خ� �ت �ح�ق� ل �ال �ا ب ؤ�ي �ه� الر� ول س� �ه� ر� �ق�د� ص�د�ق� الل } ل

�ح�ا �م�وا ف�ج�ع�ل� م�ن� د�ون� ذ�ل�ك� ف�ت �ع�ل �م� ت �م� م�ا ل �خ�اف�ون� ف�ع�ل �م� و�م�ق�ص�ر�ين� ال ت ك ء�وس� �ق�ين� ر� ل م�ح��ا ) �ف�ى27ق�ر�يب �ه� و�ك �ل ه� ع�ل�ى الد�ين� ك �ظ�ه�ر� �ي �ح�ق� ل �ه�د�ى و�د�ين� ال �ال �ه� ب ول س� س�ل� ر� ر�

� �ذ�ي أ ( ه�و� اله�يد�ا ) �ه� ش� �الل ( {.28ب__________

( في م : "سهل".1)( وصحيح مسلم برقم )3182 ، 4189 ، 7308 ، 3181( صحيح البخاري برقم ) 2)

(.11504( والنسائي في السنن الكبرى برقم )1785( في م : "علمنا".3)( في م : "أنه".4)(.1784( وصحيح مسلم برقم )3/268( المسند )5)(.4037( وسنن أبي داود برقم )1/342( المسند )6)(.1/314( المسند )7)

228

Page 30: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

(7/355)

ر�ى� في المنام أنه دخل مكة وطاف بالبيت� كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أ

فأخبر أصحابه بذلك وهو بالمدينة ، فلما ساروا عام الحديبية لم يشك جماعة منهم أن ( هذا العام ، فلما وقع ما وقع من قضية الصلح ورجعوا عامهم1هذه الرؤيا تتفسر )

ذلك على أن يعودوا من قابل ، وقع في نفوس بعض الصحابة من ذلك شيء ، حتى سأل عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، في ذلك ، فقال له فيما قال : أفلم تكن

( عامك هذا"2تخبرنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟ قال : "بلى ، أفأخبرتك أنك تأتيه ) قال : ال قال : "فإنك آتيه ومطوف به". وبهذا أجاب الصديق ، رضي الله عنه ، أيضال�ن� �د�خ� �ت �ح�ق� ل �ال �ا ب ؤ�ي �ه� الر� ول س� �ه� ر� �ق�د� ص�د�ق� الل ح�ذ�و الق�ذ�ة بالق�ذ�ة ؛ ولهذا قال تعالى : } ل

�ه� { : ]و[ ) اء� الل �ن� ش� ام� إ �ح�ر� ج�د� ال �م�س� ( هذا لتحقيق الخبر وتوكيده ، وليس هذا من3ال�ين� { أي : في حال دخولكم. وقوله :4االستثناء في شيء ، ]وقوله[ ) ( : } آم�ن

�م� و�م�ق�ص�ر�ين� { ، حال مقدرة ؛ ألنهم في حال حرمهم ) ك ء�وس� �ق�ين� ر� ل ( لم يكونوا5} م�ح� محلقين ومقصرين ، وإنما كان هذا في ثاني الحال ، كان منهم من حلق رأسه ومنهم

من قصره ، وثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "رحم الله المحلقين" ، قالوا : والمقصرين يا رسول الله ؟ قال : "رحم الله المحلقين". قالوا

: والمقصرين يا رسول الله ؟ قال : "رحم الله المحلقين". قالوا : والمقصرين يا(.6رسول الله ؟ قال : "والمقصرين" في الثالثة أو الرابعة )

�خ�اف�ون� { : حال مؤكدة في المعنى ، فأثبت لهم األمن حال الدخول ، وقوله : } ال ت ونفى عنهم الخوف حال استقرارهم في البلد ال يخافون من أحد. وهذا كان في عمرة

القضاء في ذي القعدة سنة سبع ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من الحديبية في ذي القعدة رجع إلى المدينة فأقام بها ذا الحجة والمحرم ، وخرج في صفرإلى خيبر ففتحها الله عليه بعضها عنوة وبعضها صلحا ، وهي إقليم عظيم كثير النخل )

( من فيها من اليهود عليها على الشطر ، وقسمها بين أهل8( والزروع ، فاستخدم )7 الحديبية وحدهم ، ولم يشهدها أحد غيرهم إال الذين قدموا من الحبشة ، جعفر بن أبي طالب وأصحابه ، وأبو موسى األشعري وأصحابه ، ولم يغب منهم أحد ، قال ابن زيد :

ة ، كما هو مقرر في موضعه ثم رجع إلى المدينة ، فلما ش� م�اك بن خ�ر� إال أبا دجانة س� ( سنة سبع خرج إلى مكة معتمرا هو وأهل الحديبية ،9كان في ذي القعدة ]في[ )

فأحرم من ذي الحليفة ، وساق معه الهدي ، قيل : كان ستين بدنة ، فلبى وسار أصحابه يلبون. فلما كان قريبا من مر الظهران بعث محمد بن مسلمة بالخيل والسالح أمامه ، فلما رآه المشركون رعبوا رعبا شديدا ، وظنوا أن رسول الله صلى الله عليه

وسلم يغزوهم ، وأنه قد نكث العهد الذي بينه بينهم من وضع القتال عشر سنين ، وذهبوا فأخبروا أهل مكة ، فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزل بمر

الظهران حيث ينظر إلى أنصاب الحرم ، بعث السالح من القسي والنبل والرماح إلى بطن يأجج ، وسار إلى مكة بالسيف مغمدة في قربها ، كما شارطهم عليه. فلما كان

ز �ر� في أثناء الطريق بعثت قريش م�ك__________

( في أ : "تتعين".1)( في ت ، م : "آتيه".2)

229

Page 31: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( زيادة من ت.3)( زيادة من ت ، أ.4)( في م ، أ : "دخولهم".5) ( من حديث عبد الله بن1301( وصحيح مسلم برقم )1727( صحيح البخاري برقم )6)

عمر رضي الله عنهما.( في أ : "النخيل".7)( في ت : "واستخدم".8)( زيادة من ت.9)

(7/356)

( :1بن حفص فقال : يا محمد ، ما عرفناك تنقض العهد. قال : "وما ذاك ؟" قال ) دخلت : علينا بالسالح والقسي والرماح. فقال : "لم يكن ذلك ، وقد بعثنا به إلى يأجج" ، فقال : بهذا عرفناك ، بالبر والوفاء. وخرجت رؤوس الكفار من مكة لئال ينظروا إلى

( إلى أصحابه غيظا وحنقا ، وأما بقية أهل2رسول الله صلى الله عليه وسلم و ]ال[ ) مكة من الرجال والنساء والولدان فجلسوا في الطرق وعلى البيوت ينظرون إلى

رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فدخلها عليه الصالة والسالم ، وبين يديه أصحابه يلبون ، والهدي قد بعثه إلى ذي طوى ، وهو راكب ناقته القصواء التي كان

راكبها يوم الحديبية ، وعبد الله بن رواحة األنصاري آخذ بزمام ناقة رسول الله صلىالله عليه وسلم يقودها ، وهو يقول :

�ه... باسم الذي محمد� رسوله... باسم الذي ال دين إال دين�ويله... �أ �يله... اليوم نضربكم على ت ب �ف�ار ع�ن� س� �وا بني الك ل خ��ا يزيل� الهام ع�ن م�ق�يله... كما ضربناكم على تنزيله... ضرب�ذ�ه�ل الخليل عن خليله... قد أنزل الرحمن في تنزيله... وي

�ل في سبيله... وله... بأن خير الق�ت في ص�حف تتلى على رس�يا رب إني مؤمن بقيله

فهذا مجموع من روايات متفرقة. ( بن حزم3قال يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق : حدثني عبد الله بن أبي بكر )

قال : لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة في عمرة القضاء ، دخلها وعبد( ، وهو يقول : 4الله بن رواحة آخذ بخطام ناقته صلى الله عليه وسلم )

�ه�... ول س� هيد� أنه ر� �وا بني الكفار عن سبيله... إني ش� خل( الخير في رسوله... يا رب إني مؤمن بقيله...5خلوا فكل )

نحن قتلناكم على تأويله... كما قتلناكم على تنزيله...�زيل الهام عن مقيله... ويذهل الخليل عن خليله... �ا ي ضرب

وقال عبد الرزاق : أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك قال : لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة في عمرة القضاء ، مشى عبد الله بن رواحة

بين يديه ، وفي رواية وابن رواحة آخذ بغرزه ، وهو يقول : __________

( في ت ، م : "فقال".1)

230

Page 32: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( زيادة من ت ، م ، أ.2)( في ت : "محمد".3)( في ت : "مشى عبد الله بن رواحة بين يديه".4)( في ت : "وكل".5)

(7/357)

خلوا بني الكفار عن سبيله... قد نزل الرحمن في تنزيله...بأن خير القتل في سبيله... يا رب إني مؤمن بقيله...نحن قتلناكم على تأويله... كما قتلناكم على تنزيله...

�ا يزيل الهام عن مقيله... ويذهل الخليل عن خليله... ضرب وقال اإلمام أحمد : حدثنا محمد بن الصباح ، حدثنا إسماعيل - يعني : ابن زكريا - عن

�ل ) ( ، عن ابن عباس ؛ أن رسول الله1عبد الله - يعني : ابن عثمان - عن أبي الط�ف�ي صلى الله عليه وسلم لما نزل مر� الظهران في عمرته ، بلغ أصحاب رسول الله صلى

( : ما يتباعثون من الع�ج�ف. فقال أصحابه : لو2الله عليه وسلم أن قريشا ]تقول[ )قه ، أصبحنا غدا حين ندخل على ونا من م�ر� انتحرنا من ظهرنا ، فأكلنا من لحمه ، وح�س�

( من أزوادكم". فجمعوا له3القوم وبنا ج�م�ام�ة. قال : "ال تفعلوا ، ولكن اجمعوا لي ) وبسطوا األنطاع ، فأكلوا حتى تركوا وحثا كل واحد منهم في جرابه ، ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل المسجد ، وقعدت قريش نحو الحجر ، فاضطبع

م�ل ، حتى إذا4بردائه ، ثم قال : "ال يرى ) ( القوم فيكم غميرة" فاستلم الركن ثم ر� تغيب بالركن اليماني مشى إلى الركن األسود ، فقالت قريش : ما ترضون بالمشي أما

�ة. قال أبو الطفيل : ن �ق�ز� الظباء ، ففعل ذلك ثالثة أشواط ، فكانت س� ون ن إنكم لتنق�ز�فأخبرني ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك في حجة الوداع )

5.) ( أحمد أيضا : حدثنا يونس ؛ حدثنا حماد بن زيد ، حدثنا أيوب ، عن سعيد بن6وقال )

جبير ، عن ابن عباس قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مكة ، وقد وهنتهم ح�م�ى يثرب ، ولقوا منها سوءا ، فقال المشركون : إنه يقدم عليكم قوم قد

وهنتهم حمى يثرب ، ولقوا منها شرا ، وجلس المشركون من الناحية التي تلي الحجر ، فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ما قالوا ، فأمر رسول الله صلى الله عليه

( أن يرملوا األشواط الثالثة ؛ ليرى المشركون جلدهم ، قال :7وسلم ]أصحابه[ ) فرملوا ثالثة أشواط ، وأمرهم أن يمشوا بين الركنين حيث ال يراهم المشركون ، ولم

يمنع النبي صلى الله عليه وسلم أن يرملوا األشواط كلها إال إبقاء عليهم ، فقالالمشركون : أهؤالء الذين زعمتم أن الحمى قد وهنتهم ؟ هؤالء أجلد من كذا وكذا.

( وفي لفظ : قدم النبي صلى8أخرجاه في الصحيحين من حديث حماد بن زيد ، به ) الله عليه وسلم وأصحابه صبيحة رابعة ، أي من ذي القعدة ، فقال المشركون : إنه

يقدم عليكم وفد قد وهنتهم حمى يثرب ، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أنيرملوا األشواط الثالثة ، ولم يمنعهم أن يرملوا األشواط كلها إال اإلبقاء عليهم.

__________( في ت : "وروى اإلمام أحمد بسنده".1)

231

Page 33: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( زيادة من تن أ.2)( في ت ، أ : "إلي".3)( في ت : "أال ترى".4)(.1/305( المسند )5)( في ت : "وروى".6)( زيادة من ت.7)(.2266( وصحيح مسلم برقم )4256( وصحيح البخاري برقم )1/295( المسند )8)

(7/358)

قال البخاري : وزاد ابن سلمة - يعني حماد بن سلمة - عن أيوب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم لعامه الذي استأمن قال :

"ارملوا". ليري المشركون قوتهم ، والمشركون من قبل قعيقعان. وحدثنا محمد ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن عطاء ، عن ابن

عباس قال : إنما سعى النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت وبالصفا والمروة ، ليرى(.1المشركون قوته )

(.2ورواه في مواضع أخر ، ومسلم والنسائي ، من طرق ، عن سفيان بن عيينة ، به ) وقال أيضا : حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا سفيان ، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد ، سمع ابن أبي أوفى يقول : لما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم سترناه من

غلمان المشركين ومنهم ؛ أن يؤذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم. انفرد به(.3البخاري دون مسلم )

( البخاري أيضا : حدثنا محمد بن رافع ، حدثنا سريج بن النعمان ، حدثنا فليح ،4وقال ) وحدثني محمد بن الحسين بن إبراهيم ، حدثنا أبي حدثنا فليح بن سليمان ، عن نافع ، عن ابن عمر ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج معتمرا ، فحال كفار قريش

بينه وبين البيت ، فنحر هديه وحلق رأسه بالحديبية ، وقاضاهم على أن يعتمر العام المقبل ، وال يحمل سالحا عليهم إال سيوفا ، وال يقيم بها إال ما أحبوا. فاعتمر من العام

المقبل ، فدخلها كما كان صالحهم ، فلما أن قام بها ثالثا ، أمروه أن يخرج فخرج.(.5وهو في صحيح مسلم أيضا )

وقال البخاري أيضا : حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن البراء ، قال : اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة ، فأبى أهل مكة أن

�د�عوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثالثة أيام ، فلما كتبوا الكتاب كتبوا : ي "هذا ما قاضانا عليه محمد رسول الله". قالوا : ال نقر بهذا ، ولو نعلم أنك رسول الله�ا ، ولكن أنت محمد بن عبد الله. قال : "أنا رسول الله ، وأنا محمد بن ما منعناك شيئ

عبد الله". ثم قال لعلي بن أبي طالب : "امح رسول الله". قال : ال والله ال أمحوك أبدا. فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب ، وليس يحسن يكتب ، فكتب :

"هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله : ال يدخل مكة السالح إال السيف في القراب ، وأال يخرج من أهلها بأحد أراد أن يتبعه ، وأال يمنع من أصحابه أحدا إن أراد أن يقيم بها" فلما دخلها ومضى األجل ، أتوا عليا فقالوا : قل لصاحبك : اخرج عنا فقد مضى األجل ،

فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فتبعته ابنة حمزة تنادي : يا عم ، يا عم. فتناولها

232

Page 34: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

علي فأخذ بيدها ، وقال لفاطمة : دونك ابنة عمك فحملتها ، فاختصم فيها علي وزيد__________

.42579( صحيح البخاري برقم )1) ( والنسائي في السنن1266( وصحيح مسلم برقم )1649( صحيح البخاري برقم )2)

.39739الكبرى برقم )(.4255( صحيح البخاري برقم )3)( في ت : "روى".4)(.4252( صحيح البخاري برقم )5)

(7/359)

وجعفر ، فقال علي� : أنا أخذتها وهي ابنة عمي ، وقال جعفر : ابنة عمي وخالتها تحتي ، وقال زيد : ابنة أخي ، فقضى بها النبي صلى الله عليه وسلم لخالتها ، وقال :

"الخالة بمنزلة األم" ، وقال لعلي : "أنت مني وأنا منك" وقال لجعفر : "أشبهت خلقي وخلقي" وقال لزيد : "أنت أخونا وموالنا" قال علي : أال تتزوج ابنة حمزة ؟ قال : "إنها

(.1ابنة أخي من الرضاعة" انفرد به من هذا الوجه )�ا { أي : فعلم الله تعالى �ح�ا ق�ر�يب �م�وا ف�ج�ع�ل� م�ن� د�ون� ذ�ل�ك� ف�ت �ع�ل �م� ت �م� م�ا ل وقوله : } ف�ع�ل من الخيرة والمصلحة في صرفكم عن مكة ودخولكم إليها عامكم ذلك ما لم تعلموا

أنتم ، } ف�ج�ع�ل� م�ن� د�ون� ذ�ل�ك� { أي : قبل دخولكم الذي وعدتم به في رؤيا النبي صلى�ا { : وهو الصلح الذي كان بينكم وبين أعدائكم من ا ق�ر�يب �ح� الله عليه وسلم ، } ف�ت

المشركين. ( عليه على2ثم قال تعالى ، مبشرا للمؤمنين بنصرة الرسول صلوات الله ]وسالمه[ )

�ح�ق� { أي : �ه�د�ى و�د�ين� ال �ال �ه� ب ول س� س�ل� ر� ر�� �ذ�ي أ عدوه وعلى سائر أهل األرض : } ه�و� ال

بالعلم النافع والعمل الصالح ؛ فإن الشريعة تشتمل على شيئين : علم وعمل ، فالعلم الشرعي صحيح ، والعمل الشرعي مقبول ، فإخباراتها حق وإنشاءاتها عدل ،

�ه� { أي : على أهل جميع األديان من سائر أهل األرض ، من �ل ه� ع�ل�ى الد�ين� ك �ظ�ه�ر� �ي } له�يد�ا { أي : أنه رسوله ، وهو3عرب وعجم ومليين ) �ه� ش� �الل �ف�ى ب ( ومشركين ، } و�ك

ناصره.__________

(.4251( صحيح البخاري برقم )1)( زيادة من ت.2)( في أ : "مسلمين".3)

(7/360)

�غ�ون� �ت �ب د�ا ي ج� �ع�ا س� ك اه�م� ر� �ر� �ه�م� ت �ن �ي ح�م�اء� ب �ف�ار� ر� �ك د�اء� ع�ل�ى ال �ش� �ذ�ين� م�ع�ه� أ �ه� و�ال س�ول� الل م�ح�م�د� ر�اة� �و�ر� �ه�م� ف�ي الت �ل ج�ود� ذ�ل�ك� م�ث �ر� الس� ث

� يم�اه�م� ف�ي و�ج�وه�ه�م� م�ن� أ �ا س� �ه� و�ر�ض�و�ان ف�ض�ال� م�ن� الل�ع�ج�ب� وق�ه� ي �و�ى ع�ل�ى س� ت �غ�ل�ظ� ف�اس� ت ه� ف�اس� ر� �ز� ه� ف�آ

� ط�أ ج� ش� �خ�ر� ع� أ ر� �ز� �ج�يل� ك �ن �ه�م� ف�ي اإل� �ل و�م�ث

233

Page 35: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

ا �ج�ر� ة� و�أ �ه�م� م�غ�ف�ر� �ح�ات� م�ن �وا الص�ال �وا و�ع�م�ل �م�ن �ذ�ين� آ �ه� ال �ف�ار� و�ع�د� الل �ك �ه�م� ال �غ�يظ� ب �ي اع� ل ر� الز�( 29ع�ظ�يم�ا )

ج�د�ا �ع�ا س� ك اه�م� ر� �ر� �ه�م� ت �ن �ي ح�م�اء� ب �ف�ار� ر� �ك د�اء� ع�ل�ى ال �ش� �ذ�ين� م�ع�ه� أ �ه� و�ال س�ول� الل } م�ح�م�د� ر��ه�م� ف�ي �ل ج�ود� ذ�ل�ك� م�ث �ر� الس� ث

� يم�اه�م� ف�ي و�ج�وه�ه�م� م�ن� أ �ا س� �ه� و�ر�ض�و�ان �غ�ون� ف�ض�ال م�ن� الل �ت �ب يوق�ه� �و�ى ع�ل�ى س� ت �غ�ل�ظ� ف�اس� ت ه� ف�اس� ر� ه� ف�آز�

� ط�أ ج� ش� �خ�ر� ع� أ ر� �ز� �ج�يل� ك �ه�م� ف�ي اإلن �ل اة� و�م�ث �و�ر� التة� �ه�م� م�غ�ف�ر� �ح�ات� م�ن �وا الص�ال �وا و�ع�م�ل �ذ�ين� آم�ن �ه� ال �ف�ار� و�ع�د� الل �ك �ه�م� ال �غ�يظ� ب �ي اع� ل ر� �ع�ج�ب� الز� ي

ا ع�ظ�يم�ا ) �ج�ر� ( {29و�أ ( ، أنه رسوله حقا بال شك وال ريب ، فقال :1يخبر تعالى عن محمد صلوات الله عليه )

�ه� { ، وهذا مبتدأ وخبر ، وهو مشتمل على كل وصف جميل ، ثم ثنى س�ول� الل } م�ح�م�د� ر��ه�م� { ، كما قال �ن �ي ح�م�اء� ب �ف�ار� ر� �ك د�اء� ع�ل�ى ال �ش� �ذ�ين� م�ع�ه� أ بالثناء على أصحابه فقال : } و�ال

ة� ع�ل�ى �ع�ز� �ين� أ �م�ؤ�م�ن �ة� ع�ل�ى ال �ذ�ل �ه� أ �ون ب �ح� �ه�م� و�ي ب �ح� � ي �ق�و�م �ه� ب �ي الل �ت �أ و�ف� ي تعالى : } ف�س��اف�ر�ين� { ]المائدة : �ك [ وهذه صفة المؤمنين أن يكون أحدهم شديدا عنيف�ا على54ال

ا في وجه ا في وجه الكافر ، ضحوكا بشوش� �ا عبوس� ا باألخيار ، غضوب الكفار ، رحيما بر��ف�ار� �ك �م� م�ن� ال �ك �ون �ل �ذ�ين� ي �وا ال �ل �وا ق�ات �ذ�ين� آم�ن �ه�ا ال ي

� �ا أ أخيه المؤمن ، كما قال تعالى : } يل�ظ�ة� { ]التوبة : �م� غ� �ج�د�وا ف�يك �ي [ ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "مثل123و�ل

المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد ، إذا اشتكى__________

( في ت : "صلى الله عليه وسلم" وفي م : "صلوات الله وسالمه عليه".1)

(7/360)

هر" ) ( ، وقال : "المؤمن للمؤمن1منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحم�ى والس�( كال الحديثين في الصحيح.2كالبنيان يشد بعضه بعضا" وشبك بين أصابعه )

�ا { : وصفهم بكثرة العمل �ه� و�ر�ض�و�ان �غ�ون� ف�ض�ال م�ن� الل �ت �ب ج�د�ا ي �ع�ا س� ك اه�م� ر� �ر� وقوله : } ت ( الصالة ، وهي خير األعمال ، ووصفهم باإلخالص فيها لله ، عز وجل ،3وكثرة )

( المشتملة على فضل الله ، وهو4واالحتساب عند الله جزيل الثواب ، وهو الجنة ) سعة الرزق عليهم ، ورضاه ، تعالى ، عنهم وهو أكبر من األول ، كما قال : } و�ر�ض�و�ان�

�ر� { ]التوبة : �ب ك� �ه� أ [.72م�ن� الل

ج�ود� { : قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن �ر� الس� ث� يم�اه�م� ف�ي و�ج�وه�ه�م� م�ن� أ وقوله : } س�

يم�اه�م� ف�ي و�ج�وه�ه�م� { يعني : السمت الحسن. عباس : } س�وقال مجاهد وغير واحد : يعني : الخشوع والتواضع.

�افسي ، حدثنا حسين وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا علي بن محمد الط�ن�ر�5الج�ع�في ، عن زائدة ) ث

� يم�اه�م� ف�ي و�ج�وه�ه�م� م�ن� أ ( ، عن منصور عن مجاهد : } س�ج�ود� { قال : الخشوع قلت : ما كنت أراه إال هذا األثر في الوجه ، فقال : ربما كان الس�

بين عيني من هو أقسى قلبا من فرعون.وقال السدي : الصالة تحسن وجوههم.

وقال بعض السلف : من كثرت صالته بالليل حسن وجهه بالنهار. وقد أسنده ابن ماجه في سننه ، عن إسماعيل بن محمد الط�ل�حي ، عن ثابت بن

234

Page 36: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

موسى ، عن شريك ، عن األعمش ، عن أبي سفيان ، عن جابر قال : قال رسول اللهت� صالته بالليل حسن وجهه بالنهار" والصحيح أنه6) �ر� �ث ( صلى الله عليه وسلم : "من ك

(.7موقوف ) وقال بعضهم : إن للحسنة نورا في القلب ، وضياء في الوجه ، وسعة في الرزق ،

ومحبة في قلوب الناس. وقال أمير المؤمنين عثمان : ما أسر أحد سريرة إال أبداها الله على ص�ف�ح�ات وجهه ،

�ات لسانه. وف�لت والغرض أن الشيء الكامن في النفس يظهر على صفحات الوجه ، فالمؤمن إذا كانت

سريرته صحيحة مع الله أصلح الله ظاهره للناس ، كما روي عن عمر بن الخطاب ،رضي الله عنه ، أنه قال : من أصلح سريرته أصلح الله عالنيته.

وقال أبو القاسم الطبراني : حدثنا محمود بن محمد المروزي ، حدثنا حامد بن آدمالمروزي ،

__________ ( من2586( ومسلم فس صحيحه برقم )3011( رواه البخاري في صحيحه برقم )1)

حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه. ( من2585( ومسلم في صحيحه برقم )481( رواه البخاري في صحيحه برقم )2)

حديث أبي موسى األشعري رضي الله عنه.( في ت ، م : "وذكر".3)( في م : "المحبة".4)( في م : "المحبة".5)( في ت : "عن النبي".6)(.1333( سنن ابن ماجة برقم )7)

(7/361)

�ل ) �ه�ي مي ، عن سلمة بن ك ز� ( ،1حدثنا الفضل بن موسى ، عن محمد بن عبيد الله الع�ر�لي قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "ما أسر أحد �ج� �د�ب بن سفيان الب ن عن ج�(.2سريرة إال ألبسه الله رداءها ، إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر" ، العرزمي متروك )

( موسى ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا دراج ،4( اإلمام أحمد : حدثنا حسن بن )3وقال ) عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : "لوأن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس لها باب وال كوة ، لخرج عمله للناس كائنا ما )

(.6( كان" )5�ر ، حدثنا قابوس بن أبي8( اإلمام أحمد ]أيضا[ )7وقال ) ه�ي ( : حدثنا حسن ، حدثنا ز�

�ان : أن أباه حدثه عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : "إن �ي ظ�ب الهدي الصالح ، والسمت الصالح ، واالقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءا من

(.9النبوة" ورواه أبو داود عن عبد الله بن محمد النفيلي ، عن زهير ، به ) ( خلصت نياتهم وحسنت أعمالهم ، فكل من نظر10فالصحابة ]رضي الله عنهم[ )

إليهم أعجبوه في سمتهم وهديهم. وقال مالك ، رحمه الله : بلغني أن النصارى كانوا إذا رأوا الصحابة الذين فتحوا الشام

235

Page 37: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

يقولون : "والله لهؤالء خير من الحواريين فيما بلغنا". وصدقوا في ذلك ، فإن هذه األمة معظمة في الكتب المتقدمة ، وأعظمها وأفضلها أصحاب رسول الله صلى الله

( ؛ ولهذا11عليه وسلم ، وقد نوه الله بذكرهم في الكتب المنزلة واألخبار المتداولة )ج� �خ�ر� ع� أ ر� �ز� �ج�يل� ك �ه�م� ف�ي اإلن �ل �م� ق�ال� : } و�م�ث اة� { ، ث �و�ر� �ه�م� ف�ي الت �ل قال هاهنا : } ذ�ل�ك� م�ث

ه� [ { )� ط�أ ج� ش� �خ�ر� وق�ه� { : } أ �و�ى ع�ل�ى س� ت �غ�ل�ظ� ف�اس� ت ه� ف�اس� ر� ه� ]ف�آز�

� ط�أ ( أي : فراخه12ش��ع�ج�ب� وق�ه� ي �و�ى ع�ل�ى س� ت �غ�ل�ظ� { أي : شب وطال ، } ف�اس� ت ه� { أي : شده } ف�اس� ر� ، } ف�آز�اع� { أي : فكذلك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم آزروه وأيدوه ونصروه فهم ر� الز�

�ف�ار� {. �ك �ه�م� ال �غ�يظ� ب �ي معه كالشطء مع الزرع ، } ل ومن هذه اآلية انتزع اإلمام مالك - رحمه الله ، في رواية عنه - بتكفير الروافض الذين

يبغضون الصحابة ، قال : ألنهم يغيظونهم ، ومن غاظ الصحابة فهو كافر لهذه اآلية. ووافقه طائفة من العلماء على ذلك. واألحاديث في فضائل الصحابة والنهي عن

( ، ويكفيهم ثناء الله عليهم ، ورضاه عنهم.13التعرض لهم بمساءة كثيرة )__________

( في ت : "وروى أبو القاسم الطبراني بإسناده".1)( وحامد بن آدم كذاب.2/171( المعجم الكبير )2)( في ت : "وروى".3)( في أ : "عن".4)( في ت : "من".5)(.3/28( المسند )6)( في ت : "وروى".7)( زيادة من ت.8)(.4776( وسنن أبي داود برقم )1/296( المسند )9)( زيادة من ت ، م ، أ.10)( في م : "المقدسة".11)( زيادة من م.12)( في م : "كبيرة".13)

(7/362)

�ه�م� { من" هذه لبيان الجنس ، �ح�ات� م�ن �وا الص�ال �وا و�ع�م�ل �ذ�ين� آم�ن �ه� ال ثم قال : } و�ع�د� اللا ع�ظ�يم�ا { أي : ثوابا جزيال ورزقا كريما ، ووعد الله �ج�ر� ة� { أي : لذنوبهم. } و�أ } م�غ�ف�ر� حق وصدق ، ال يخلف وال يبدل ، وكل من اقتفى أثر الصحابة فهو في حكمهم ، ولهم

الفضل والسبق والكمال الذي ال يلحقهم فيه أحد من هذه األمة ، رضي الله عنهم( ، وقد فعل.1وأرضاهم ، وجعل جنات الفردوس مأواهم )

قال مسلم في صحيحه : حدثنا يحيى بن يحيى ، حدثنا أبو معاوية ، عن األعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ال تسبوا

أصحابي ، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد� ذهبا ما أدرك مد أحدهم وال(.2نصيفه" )

آخر تفسير سورة الفتح ، ولله الحمد والمنة.

236

Page 38: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

__________( في ت ، م ، أ : "مثواهم".1)(.2540( صحيح مسلم برقم )2)

(7/363)

�يم� ) م�يع� ع�ل �ه� س� �ن� الل �ه� إ �ق�وا الل �ه� و�ات ول س� �ه� و�ر� �د�ي� الل �ن� ي �ي �ق�د�م�وا ب �وا ال� ت �م�ن �ذ�ين� آ �ه�ا ال ي� �ا أ �ا1ي ( ي

�ج�ه�ر� �ق�و�ل� ك �ال �ه� ب وا ل �ج�ه�ر� �ي� و�ال� ت �ب �م� ف�و�ق� ص�و�ت� الن �ك ص�و�ات� ف�ع�وا أ �ر� �وا ال� ت �م�ن �ذ�ين� آ �ه�ا ال ي

� أون� ) ع�ر� �ش� �م� ال� ت �ت �ن �م� و�أ �ك �ع�م�ال �ط� أ ب �ح� �ن� ت �ع�ض� أ �ب �م� ل �ع�ض�ك �د�2ب ن �ه�م� ع� ص�و�ات

� �غ�ض�ون� أ �ذ�ين� ي �ن� ال ( إ�ج�ر� ع�ظ�يم� ) ة� و�أ �ه�م� م�غ�ف�ر� �ق�و�ى ل �لت �ه�م� ل �وب �ه� ق�ل �ح�ن� الل �ذ�ين� ام�ت �ك� ال �ئ �ول �ه� أ ول� الل س� ( 3ر�

تفسير سورة الحجرات(.1وهي مدنية )

بسم الله الرحمن الرحيم�يم� ) م�يع� ع�ل �ه� س� �ن� الل �ه� إ �ق�وا الل �ه� و�ات ول س� �ه� و�ر� �د�ي� الل �ن� ي �ي �ق�د�م�وا ب �وا ال ت �ذ�ين� آم�ن �ه�ا ال ي

� �ا أ (1} ي�ج�ه�ر� �ق�و�ل� ك �ال �ه� ب وا ل �ج�ه�ر� �ي� و�ال ت �ب �م� ف�و�ق� ص�و�ت� الن �ك ص�و�ات

� ف�ع�وا أ �ر� �وا ال ت �ذ�ين� آم�ن �ه�ا ال ي� �ا أ ي

ون� ) ع�ر� �ش� �م� ال ت �ت �ن �م� و�أ �ك �ع�م�ال �ط� أ ب �ح� �ن� ت �ع�ض� أ �ب �م� ل �ع�ض�ك �د�2ب ن �ه�م� ع� ص�و�ات� �غ�ض�ون� أ �ذ�ين� ي �ن� ال ( إ

�ج�ر� ع�ظ�يم� ) ة� و�أ �ه�م� م�غ�ف�ر� �ق�و�ى ل �لت �ه�م� ل �وب �ه� ق�ل �ح�ن� الل �ذ�ين� ام�ت �ك� ال �ئ �ول �ه� أ ول� الل س� ( {3ر� ( ، أدب الله بها عباده المؤمنين فيما يعاملون به الرسول صلى الله عليه2هذه آداب )

�ق�د�م�وا �وا ال ت �ذ�ين� آم�ن �ه�ا ال ي� �ا أ وسلم من التوقير واالحترام والتبجيل واإلعظام ، فقال : } ي

�ه� [ { ) �ق�وا الل �ه� ]و�ات ول س� �ه� و�ر� �د�ي� الل �ن� ي �ي ( ، أي : ال تسرعوا في األشياء بين يديه ،3ب أي : قبله ، بل كونوا تبعا له في جميع األمور ، حتى يدخل في عموم هذا األدب

( قال له النبي صلى الله عليه وسلم حين بعثه إلى4الشرعي حديث معاذ ، ]إذ[ ) اليمن : "بم تحكم ؟" قال : بكتاب الله. قال : "فإن لم تجد ؟" قال : بسنة رسول الله.

قال : "فإن لم تجد ؟" قال : أجتهد رأيي ، فضرب في صدره وقال : "الحمد لله الذيوفق رسول� رسول� الله ، لما يرضي رسول الله".

(. فالغرض منه أنه أخر رأيه5وقد رواه أحمد ، وأبو داود ، والترمذي ، وابن ماجه ) ونظره واجتهاده إلى ما بعد الكتاب والسنة ، ولو قدمه قبل البحث عنهما لكان من باب

التقديم بين يدي الله ورسوله.�ه� { : ال ول س� �ه� و�ر� �د�ي� الل �ن� ي �ي �ق�د�م�وا ب قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : } ال ت

تقولوا خالف الكتاب والسنة.( أن يتكلموا بين يدي كالمه.6وقال الع�و�في عنه : نهى )

وقال مجاهد : ال تفتاتوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء ، حتى يقضيالله على لسانه.

وقال الضحاك : ال تقضوا أمرا دون الله ورسوله من شرائع دينكم.�ه� { بقول وال فعل. ول س� �ه� و�ر� �د�ي� الل �ن� ي �ي �ق�د�م�وا ب وقال سفيان الثوري : } ال ت

__________( في أ : "وهي مدنية ثمان عشرة آية".1)( في م : "آيات".2)

237

Page 39: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( زيادة من م.3)( زيادة من ت ، وفي أ : "حيث".4)( سبق الكالم عليه في مقدمة الكتاب.5)( في ت ، م ، أ : "نهوا".6)

(7/364)

�ه� { قال : ال تدعوا قبل اإلمام. ول س� �ه� و�ر� �د�ي� الل �ن� ي �ي �ق�د�م�وا ب وقال الحسن البصري : } ال ت وقال قتادة : ذكر لنا أن ناسا كانوا يقولون : لو أنزل في كذا كذا ، وكذا لو صنع كذا ،

فكره الله ذلك ، وتقدم فيه.�يم� { م�يع� { أي : ألقوالكم } ع�ل �ه� س� �ن� الل �ه� { أي : فيما أمركم به ، } إ �ق�وا الل } و�ات

بنياتكم.�ي� { : هذا أدب ثان أدب �ب �م� ف�و�ق� ص�و�ت� الن �ك ص�و�ات

� ف�ع�وا أ �ر� �وا ال ت �ذ�ين� آم�ن �ه�ا ال ي� �ا أ وقوله : } ي

الله به المؤمنين أال يرفعوا أصواتهم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ]فوق صوته[(. وقد روي أنها نزلت في الشيخين أبي بكر وعمر ، رضي الله عنهما.1)

وقال البخاري : حدثنا بسرة بن صفوان اللخمي ، حدثنا نافع بن عمر ، عن ابن أبي�ران أن يهلكا ، أبو بكر وعمر ، رضي الله عنهما ، رفعا أصواتهما �ة قال : كاد الخي �ك �ي م�ل

عند النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم عليه ركب بني تميم ، فأشار أحدهما باألقرع بن حابس أخي بني مجاشع ، وأشار اآلخر برجل آخر - قال نافع : ال أحفظ اسمه -

فقال أبو بكر لعمر : ما أردت إال خالفي. قال : ما أردت خالفك. فارتفعت أصواتهما فيوا �ج�ه�ر� �ي� و�ال ت �ب �م� ف�و�ق� ص�و�ت� الن �ك ص�و�ات

� ف�ع�وا أ �ر� �وا ال ت �ذ�ين� آم�ن �ه�ا ال ي� �ا أ ذلك ، فأنزل الله : } ي

�ع�ض� { اآلية ، قال ابن الزبير : فما كان عمر يسمع� رسول �ب �م� ل �ع�ض�ك ه�ر� ب �ج� �ق�و�ل� ك �ال �ه� ب ل الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه اآلية حتى يستفهمه ، ولم يذكر ذلك عن أبيه : يعني

(.2أبا بكر رضي الله عنه. انفرد به دون مسلم )�ج ، حدثني ابن أبي ي ثم قال البخاري : حدثنا حسن بن محمد ، حدثنا ح�ج�اج ، عن ابن ج�ر� مليكة : أن عبد الله بن الزبير أخبره : أنه ق�دم ركب من بني تميم على النبي صلى الله

عليه وسلم ، فقال أبو بكر : أمر� القعقاع� بن م�ع�بد. وقال عمر : بل أمر� األقرع بن حابس ، فقال أبو بكر : ما أردت إلى - أو : إال - خالفي. فقال عمر : ما أردت� خالف�ك ،

�ن� �ي �ق�د�م�وا ب �وا ال ت �ذ�ين� آم�ن �ه�ا ال ي� �ا أ فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما ، فنزلت في ذلك : } ي

�ه�م� { اآلية �ي �ل ج� إ �خ�ر� �ى ت ت وا ح� �ر� �ه�م� ص�ب ن� �و� أ �ه� { ، حتى انقضت اآلية ، } و�ل ول س� �ه� و�ر� �د�ي� الل ي

[.5]الحجرات : (.3وهكذا رواه هاهنا منفردا به أيضا )

( الحافظ أبو بكر البزار في مسنده : حدثنا الفضل بن سهل ، حدثنا إسحاق بن4وقال ) منصور ، حدثنا حصين بن ع�م�ر ، عن م�خ�ارق ، عن طارق بن شهاب ، عن أبى بكر

�م� ف�و�ق� ص�و�ت� �ك ص�و�ات� ف�ع�وا أ �ر� �وا ال ت �ذ�ين� آم�ن �ه�ا ال ي

� �ا أ الصديق قال : لما نزلت هذه اآلية : } يرار ) �ي� { ، قلت : يا رسول الله ، والله ال أكلمك إال كأخي الس� �ب (.5الن

__________( زيادة من ت ، م ، أ.1)(.4845( صحيح البخاري برقم )2)

238

Page 40: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

(.4847( صحيح البخاري برقم )3)( في ت : "وروى".4) ( "كشف األستار" وقال : "ال نعلمه يروى متصال إال عن2257( مسند البزار برقم )5)

أبي بكر ، وحصين حدث بأحاديث لم يتابع عليها ، ومخارق مشهور ، ومن عداه أجالء".

(7/365)

حصين بن عمر هذا - وإن كان ضعيف�ا - لكن قد رويناه من حديث عبد الرحمن بن عوف(.2( بنحو ذلك ، والله أعلم )1، وأبي هريرة ]رضي الله عنه[ )

وقال البخاري : حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا أزهر بن سعد ، أخبرنا ابن عون ، أنبأني ( ، عن أنس بن مالك ، رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه3موسى بن أنس )

وسلم افتقد ثابت بن قيس ، فقال رجل : يا رسول الله ، أنا أعلم لك علمه. فأتاهف�ع� صوته �ر� ا رأسه ، فقال له : ما شأنك ؟ فقال : شر ، كان ي �س� �ك فوجده في بيته م�ن

فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد حبط عمله ، فهو من أهل النار. فأتى الرجل النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أنه قال كذا وكذا ، قال موسى : فرجع إليه

المرة اآلخرة ببشارة عظيمة فقال : "اذهب إليه فقل له : إنك لست من أهل النار ،(.4ولكنك من أهل الجنة" تفرد به البخاري من هذا الوجه )

( سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس5وقال اإلمام أحمد : حدثنا هاشم ، حدثنا )�ي� { �ب �م� ف�و�ق� ص�و�ت� الن �ك ص�و�ات

� ف�ع�وا أ �ر� �وا ال ت �ذ�ين� آم�ن �ه�ا ال ي� �ا أ قال : لما نزلت هذه اآلية : } ي

ون� { ، وكان ثابت بن قيس بن الشماس رفيع الصوت فقال : أنا ع�ر� �ش� �م� ال ت �ت �ن إلى : } و�أ الذي كنت أرفع صوتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم حبط عملي ، أنا من أهل النار ، وجلس في أهله حزينا ، ففقده رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانطلق بعض

القوم إليه فقالوا له : تفقدك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ما لك ؟ قال : أنا الذي أرفع صوتي فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم ، وأجهر له بالقول حبط

عملي ، أنا من أهل النار. فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه بما قال ، فقال : "ال بل هو من أهل الجنة". قال أنس : فكنا نراه يمشي بين أظهرنا ، ونحن نعلم أنه

من أهل الجنة. فلما كان يوم اليمامة كان فينا بعض االنكشاف ، فجاء ثابت بن قيس�عو�دون أقرانكم. فقاتلهم حتى ق�تل بن شماس ، وقد تحنط ولبس كفنه ، فقال : بئسما ت

(6( )7.) وقال مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا الحسن بن موسى ، حدثنا حماد بن

�ه�ا ي� �ا أ �ناني ، عن أنس بن مالك قال : لما نزلت هذه اآلية : } ي سلمة ، عن ثابت الب

�ي� { إلى آخر اآلية ، جلس ثابت في �ب �م� ف�و�ق� ص�و�ت� الن �ك ص�و�ات� ف�ع�وا أ �ر� �وا ال ت �ذ�ين� آم�ن ال

(8بيته ، قال : أنا من أهل النار. واحتبس عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال ) النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن معاذ : "يا أبا عمرو ، ما شأن ثابت ؟ أشتكى ؟" فقال سعد : إنه لجاري ، وما علمت له بشكوى. قال : فأتاه سعد فذكر له قول رسول

�نزل�ت هذه اآلية ، ولقد علمتم أني من9الله ) ( صلى الله عليه وسلم ، فقال ثابت : أ أرفعكم صوتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنا من أهل النار. فذكر ذلك

سعد للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "بل ، هومن أهل الجنة".

239

Page 41: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

__________( زيادة من أ.1) ( من طريق محمد بن2/462( أما حديث أبي هريرة فرواه الحاكم في المستدرك )2)

عمرو عن أبي سلمة عنه ، وقال : "صحيح اإلسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه"ووافقه الذهبي.

( في ت : "وروى البخاري بسنده".3)(.4846( صحيح البخاري برقم )4)( في ت : "ابن".5)( في ت : "حتى قتل رحمه الله".6)(.3/137( المسند )7)( في م : "فسأل".8)( في م : "النبي".9)

(7/366)

�ان بن هالل ، عن سليمان بن1ثم رواه مسلم عن أحمد بن سعيد ) ي ( الدارمي ، عن ح�ير عن جعفر بن �س� المغيرة ، به ، قال : ولم يذكر سعد بن معاذ. وعن قطن بن ن

( ، عن ثابت ، عن أنس بنحوه. وقال : ليس فيه ذكر سعد بن معاذ.2سليمان )يم ) ( بن عبد األعلى األسدي ، حدثنا المعتمر بن سليمان ، سمعت أبي3حدثنا ه�ر�

يذكر ، عن ثابت ، عن أنس قال : لما نزلت هذه اآلية ، واقتص الحديث ، ولم يذكرجل� من أهل الجنة. ) (.4سعد بن معاذ ، وزاد : فكنا نراه يمشي بين أظهرنا ر�

�لة لرواية حماد بن سلمة ، فيما تفرد به من ذكر سعد بن معاذ. فهذه الطرق الثالث م�ع�ل والصحيح : أن حال نزول هذه اآلية لم يكن سعد بن معاذ موجود�ا ؛ ألنه كان قد مات

بعد بني قريظة بأيام قالئل سنة خمس ، وهذه اآلية نزلت في وفد بني تميم ، والوفودإنما تواتروا في سنة تسع من الهجرة ، والله أعلم.

�اب ، حدثنا أبو ثابت بن ثابت بن ب �ب ، حدثنا زيد بن الح� ي �ر� وقال ابن جرير : حدثنا أبو ك قيس بن شم�اس ، حدثني عمي إسماعيل بن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس ، عن

�ه� وا ل �ج�ه�ر� �ي� و�ال ت �ب �م� ف�و�ق� ص�و�ت� الن �ك ص�و�ات� ف�ع�وا أ �ر� أبيه قال : لما نزلت هذه اآلية : } ال ت

�ق�و�ل� { قال : قعد ثابت بن قيس ) �ال ( في الطريق يبكي ، قال : فمر به عاصم بن5ب عدي من بني الع�جالن ، فقال : ما يبكيك يا ثابت ؟ قال : هذه اآلية ، أتخوف أن تكون

نزلت في� وأنا صيت ، رفيع الصوت. قال : فمضى عاصم بن عدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : وغلبه البكاء ، فأتى امرأته جميلة ابنة عبد الله بن أبي بن�ة بمسمار فضربته بمسمار سلول فقال لها : إذا دخلت� بيت ف�ر�سي فشد�ي ع�ل�ي� الضب

حتى إذا خرج عطفه ، وقال : ال أخرج حتى يتوفاني الله ، عز وجل ، أو يرضى عني رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال : وأتى عاصم رسول� الله صلى الله عليه وسلم

فأخبره خبره ، فقال : "اذهب فادعه لي". فجاء عاصم إلى المكان فلم يجده ، فجاءس ، فقال له : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله فوجده في بيت الف�ر�

( النبي صلى الله عليه وسلم فقال6يدعوك. فقال : اكسر الضبة. قال : فخرجا فأتيا ) له رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما يبكيك يا ثابت ؟". فقال : أنا صيت وأتخوف

240

Page 42: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ه� وا ل �ج�ه�ر� �ي� و�ال ت �ب �م� ف�و�ق� ص�و�ت� الن �ك ص�و�ات� ف�ع�وا أ �ر� أن تكون هذه اآلية نزلت في : } ال ت

�ع�يش ح�ميد�ا ، �ق�و�ل� {. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أما ترضى أن ت �ال ب وتقتل شهيدا ، وتدخل الجنة ؟". فقال : رضيت ببشرى الله ورسوله صلى الله عليه

وسلم ، وال أرفع صوتي أبدا على صوت النبي صلى الله عليه وسلم. قال : وأنزل الله :�ق�و�ى { �لت �ه�م� ل �وب �ه� ق�ل �ح�ن� الل �ذ�ين� ام�ت �ك� ال �ئ �ول �ه� أ س�ول� الل �د� ر� ن �ه�م� ع� ص�و�ات

� �غ�ض�ون� أ �ذ�ين� ي �ن� ال } إ(7( .)8)

وقد ذكر هذه القصة غير واحد من التابعين كذلك ، فقد نهى الله عز وجل ، عن رفعاألصوات

__________( في أ : "سعد".1)( في م : "مسلم".2)( في م : "هدبة".3)(.119( صحيح مسلم برقم )4)( في أ : "ثابت بن قيس بن شماس".5)( في أ : "حتى أتيا".6)( في أ : بعدها : " لهم مغفرة وأجر عظيم " بدل "اآلية".7)(.26/75( تفسير الطبري )8)

(7/367)

�ع�ق�ل�ون� ) ه�م� ال� ي �ر� �ث ك� ات� أ �ح�ج�ر� اء� ال �ك� م�ن� و�ر� �اد�ون �ن �ذ�ين� ي �ن� ال ( 4إ

بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد روينا عن أمير المؤمنين عمر بن ( صلى2( أنه سمع ص�وت رجلين في مسجد رسول الله )1الخطاب ]رضي الله عنه[ )

الله عليه وسلم قد ارتفعت أصواتهما ، فجاء ، فقال : أتدريان أين أنتما ؟ ثم قال : م�ن(.3أين أنتما ؟ قاال من أهل الطائف. فقال : لو كنتما من أهل المدينة ألوجعتكما ضربا )

وقال العلماء : يكره رفع الصوت عند قبره ، كما كان يكره في حياته ؛ ألنه محترم حيا ( ، دائما. ثم نهى عن الجهر له بالقول كما4وفي قبره ، صلوات الله وسالمه عليه )

يجهر الرجل لمخاطبه ممن عداه ، بل يخاطب بسكينة ووقار وتعظيم ؛ ولهذا قال :س�ول� �وا د�ع�اء� الر� �ج�ع�ل �ع�ض� { ، كما قال : } ال ت �ب �م� ل �ع�ض�ك ه�ر� ب �ج� �ق�و�ل� ك �ال �ه� ب وا ل �ج�ه�ر� } و�ال ت

�ع�ض�ا { ]النور : �م� ب �ع�ض�ك �د�ع�اء� ب �م� ك �ك �ن �ي [.63بون� { أي : إنما نهيناكم عن رفع الصوت ع�ر� �ش� �م� ال ت �ت �ن �م� و�أ �ك �ع�م�ال �ط� أ ب �ح� �ن� ت وقوله : } أ عنده خشية أن يغضب من ذلك ، فيغضب الله لغضبه ، فيحبط الله عمل من أغضبه وهو ال يدري ، كما جاء في الصحيح : "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ال

�لقي لها �اال يكتب له بها الجنة. وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من س�خ�ط الله ال ي �لقي لها ب ي�ه�و�ي بها في النار أبعد ما بين السموات واألرض" ) (.5باال ي

( ، إلى خفض الصوت عنده ، وح�ث� على ذلك ، وأرشد إليه ،6ثم ندب الله عز وجل )�ح�ن� �ذ�ين� ام�ت �ك� ال �ئ �ول �ه� أ س�ول� الل �د� ر� ن �ه�م� ع� ص�و�ات

� �غ�ض�ون� أ �ذ�ين� ي �ن� ال ورغ�ب فيه ، فقال : } إ�ج�ر� ع�ظ�يم� {. ة� و�أ �ه�م� م�غ�ف�ر� �ق�و�ى { أي : أخلصها لها وجعلها أهال ومحال } ل �لت �ه�م� ل �وب �ه� ق�ل الل

241

Page 43: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( اإلمام أحمد في كتاب الزهد : حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا سفيان ، عن7وقد قال )�تب إلى عمر ) ( يا أمير المؤمنين ، رجل ال يشتهي8منصور ، عن مجاهد ، قال : ك

المعصية وال يعمل بها ، أفضل ، أم رجل يشتهي المعصية وال يعمل بها ؟ فكتب عمر ،�ه� �ح�ن� الل �ذ�ين� ام�ت �ك� ال �ئ �ول رضي الله عنه : إن الذين يشتهون المعصية وال يعملون بها } أ

�ج�ر� ع�ظ�يم� { ) ة� و�أ �ه�م� م�غ�ف�ر� �ق�و�ى ل �لت �ه�م� ل �وب (.9ق�ل�ع�ق�ل�ون� ) ه�م� ال ي �ر� �ث ك

� ات� أ �ح�ج�ر� اء� ال �ك� م�ن� و�ر� �اد�ون �ن �ذ�ين� ي �ن� ال ( {4} إ__________

( زيادة من ت.1)( في ت ، م : "النبي".2)( من طريق السائب بن يزيد فذكره.470( رواه البخاري في صحيحه برقم )3)( في ت : "صلى الله عليه وسلم".4)( من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.6478( صحيح البخاري برقم )5)( في ت : "سبحانه وتعالى".6)( في ت : "وقد روى".7)( في ت : "عمر بن الخطاب رضي الله عنه".8)( وعزاه ألحمد في الزهد.7/552( ذكره السيوطي في الدر المنثور )9)

(7/368)

ح�يم� ) �ه� غ�ف�ور� ر� �ه�م� و�الل ا ل �ر� ي �ان� خ� �ك �ه�م� ل �ي �ل ج� إ �خ�ر� �ى ت ت وا ح� �ر� �ه�م� ص�ب ن� �و� أ ( 5و�ل

ح�يم� ) �ه� غ�ف�ور� ر� �ه�م� و�الل ا ل �ر� ي �ان� خ� �ك �ه�م� ل �ي �ل ج� إ �خ�ر� �ى ت ت وا ح� �ر� �ه�م� ص�ب ن� �و� أ ( {5} و�ل

ثم إنه تعالى ذ�م� الذين ينادونه من وراء الحجرات ، وهي بيوت نسائه ، كما يصنع أجالف�ع�ق�ل�ون� { ه�م� ال ي �ر� �ث ك

� األعراب ، فقال : } أ�ه�م� ا ل �ر� ي �ان� خ� �ك �ه�م� ل �ي �ل ج� إ �خ�ر� �ى ت ت وا ح� �ر� �ه�م� ص�ب ن

� �و� أ ثم أرشد إلى األدب في ذلك فقال : } و�ل{ أي :

(7/368)

لكان لهم في ذلك الخيرة والمصلحة في الدنيا واآلخرة.ح�يم� { �ه� غ�ف�ور� ر� ثم قال داعيا لهم إلى التوبة واإلنابة : } و�الل

وقد ذ�كر أنها نزلت في األقرع بن حابس التميمي ، فيما أورده غير واحد ، قال اإلمام�ب ، حدثنا موسى بن عقبة ، عن أبي سلمة بن عبد أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا و�ه�ي

الرحمن ، عن األقرع بن حابس ؛ أنه نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم من وراء الحجرات ، فقال : يا محمد ، يا محمد - وفي رواية : يا رسول الله - فلم يجبه. فقال :

(.1يا رسول الله ، إن حمدي لزين ، وإن ذمي لشين ، فقال : " ذاك الله ، عز وجل" )�ث المروزي ، حدثنا الفضل بن موسى ي وقال ابن جرير : حدثنا أبو عمار الحسين بن ح�ر�

�ذ�ين�2، عن الحسين بن واقد ، عن أبي إسحاق ) �ن� ال ( ، عن البراء في قوله : } إ

242

Page 44: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

ات� { قال : جاء رجل رسول الله ) �ح�ج�ر� اء� ال �ك� م�ن� و�ر� �اد�ون �ن ( فقال : يا محمد ، إن3ي(.4حمدي زين ، وذمي شين. فقال : "ذاك الله ، عز وجل" )

وهكذا ذكره الحسن البصري ، وقتادة مرسال.�يد بن �ب ر بن غالب ول �ش� ة قال : كان ب وقال سفيان الثوري ، عن حبيب بن أبي ع�م�ر�

ع�ط�ار�د - أو بشر بن عطارد ولبيد بن غالب - وهما عند الحجاج جالسان - فقال بشر بناء� �ك� م�ن� و�ر� �اد�ون �ن �ذ�ين� ي �ن� ال غالب للبيد بن عطارد : نزلت في قومك بني تميم : } إ

ات� { قال : فذكرت ذلك لسعيد بن جبير فقال : أما إنه لو علم بآخر اآلية أجابه : �ح�ج�ر� ال�م�وا { ]الحجرات : ل س�

� �ن� أ �ك� أ �ي �ون� ع�ل �م�ن [ ، قالوا : أسلمنا ، ولم يقاتلك بنو أسد )17} ي5.)

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا ع�مرو بن علي الباهلي ، حدثنا المعتمر بن ( ، عن زيد بن7( البجلي )6سليمان : سمعت داود الطفاوي يحدث عن أبي مسلم )

أرقم قال : اجتمع أناس من العرب فقالوا : انطلقوا بنا إلى هذا الرجل ، فإن يك نبيا فنحن أسعد الناس به ، وإن يك ملكا نعش بجناحه. قال : فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما قالوا ، فجاءوا إلى حجرته فجعلوا ينادونه وهو في حجرته : يا

ات�8محمد ، يا محمد. فأنزل الله ]عز وجل[ ) �ح�ج�ر� اء� ال �ك� م�ن� و�ر� �اد�ون �ن �ذ�ين� ي �ن� ال ( : } إ�ع�ق�ل�ون� { قال : فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأذني فمدها ، فجعل ه�م� ال ي �ر� �ث ك

� أيقول : "لقد صدق الله قولك يا زيد ، لقد صدق الله قولك يا زيد".

__________ ( : "إسناد أحمد رجاله7/108( ، وقال الهيثمي في المجمع )3/488( المسند )1)

رجال الصحيح إن كان أبو سلمة سمع من األقرع بن حابس ، وإال فهو مرسل".( في ت : "وروى ابن جرير بسنده".2)( في ت ، أ : "رسول الله صلى الله عليه وسلم".3)(.26/77( تفسير الطبري )4)(.26/77( تفسير الطبري )5)( في م ، أ : "سلمة".6)( في ت : "وروى ابن جرير بسنده".7)( زيادة من أ.8)

(7/369)

�ح�وا ع�ل�ى م�ا �ص�ب �ة� ف�ت �ج�ه�ال �وا ق�و�م�ا ب �ص�يب �ن� ت �وا أ �ن �ي �ب � ف�ت �إ �ب �ن ق� ب �م� ف�اس� اء�ك �ن� ج� �وا إ م�ن� �ذ�ين� آ �ه�ا ال ي

� �ا أ ي�اد�م�ين� ) �م� ن �ت �م�6ف�ع�ل �ت �ع�ن �م�ر� ل �ير� م�ن� األ� �ث �م� ف�ي ك �ط�يع�ك �و� ي �ه� ل س�ول� الل �م� ر� �ن� ف�يك �م�وا أ ( و�اع�ل

�ان� �ع�ص�ي �ف�س�وق� و�ال �ف�ر� و�ال �ك �م� ال �ك �ي �ل ه� إ �ر� �م� و�ك �ك �وب �ه� ف�ي ق�ل �ن ي �يم�ان� و�ز� �م� اإل� �ك �ي �ل �ب� إ ب �ه� ح� �ك�ن� الل و�لد�ون� ) اش� �ك� ه�م� الر� �ئ �ول �يم� ح�ك�يم� )7أ �ه� ع�ل �ع�م�ة� و�الل �ه� و�ن ( 8( ف�ض�ال� م�ن� الل

(.1ورواه ابن جرير ، عن الحسن بن عرفة ، عن المعتمر بن سليمان ، به )�ح�وا ع�ل�ى �ص�ب �ة� ف�ت �ج�ه�ال �وا ق�و�م�ا ب �ص�يب �ن� ت �وا أ �ن �ي �ب � ف�ت �إ �ب �ن ق� ب �م� ف�اس� اء�ك �ن� ج� �وا إ �ذ�ين� آم�ن �ه�ا ال ي

� �ا أ } ي�اد�م�ين� ) �م� ن �ت �م�6م�ا ف�ع�ل �ت �ع�ن �ير� م�ن� األم�ر� ل �ث �م� ف�ي ك �ط�يع�ك �و� ي �ه� ل س�ول� الل �م� ر� �ن� ف�يك �م�وا أ ( و�اع�ل

�ان� �ع�ص�ي �ف�س�وق� و�ال �ف�ر� و�ال �ك �م� ال �ك �ي �ل ه� إ �ر� �م� و�ك �ك �وب �ه� ف�ي ق�ل �ن ي �م� اإليم�ان� و�ز� �ك �ي �ل �ب� إ ب �ه� ح� �ك�ن� الل و�ل

243

Page 45: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

د�ون� ) اش� �ك� ه�م� الر� �ئ �ول �يم� ح�ك�يم� )7أ �ه� ع�ل �ع�م�ة� و�الل �ه� و�ن ( {.8( ف�ض�ال م�ن� الل�اط� له ، لئال يحكم بقوله فيكون - في نفس �حت يأمر تعالى بالتثبت في خبر الفاسق لي

�ا ، فيكون الحاكم بقوله قد اقتفى وراءه ، وقد نهى الله عن اتباع �ا أو مخطئ األمر - كاذب سبيل المفسدين ، ومن هاهنا امتنع طوائف من العلماء من قبول رواية مجهول الحال

الحتمال فسقه في نفس األمر ، وقبلها آخرون ألنا إنما أمرنا بالتثبت عند خبر الفاسق ، ( هذه المسألة في كتاب2وهذا ليس بمحقق الفسق ألنه مجهول الحال. وقد قررنا )

العلم من شرح البخاري ، ولله الحمد والمنة. وقد ذكر كثير من المفسرين أن هذه اآلية نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط ، حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقات بني المصطلق. وقد روي ذلك من طرق ، ومن أحسنها ما رواه اإلمام أحمد في مسنده من رواية ملك بني

ار ، والد ج�ويرية ) ( بنت الحارث أم المؤمنين ، رضي3المصطلق ، وهو الحارث بن ض�ر�الله عنها ، قال اإلمام أحمد :

حدثنا محمد بن سابق ، حدثنا عيسى بن دينار ، حدثني أبي أنه سمع الحارث بن ضرار الخزاعي يقول : قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فدعاني إلى اإلسالم ،

فدخلت فيه وأقررت به ، ودعاني إلى الزكاة فأقررت بها ، وقلت : يا رسول الله ، أرجع إليهم فأدعوهم إلى اإلسالم وأداء الزكاة ، فمن استجاب لي جمعت زكاته ،

�ان كذا وكذا ليأتيك بما جم�عت� من الزكاة. فلما جمع �رسل إلي� رسول الله رسوال إلب وي الحارث الزكاة ممن استجاب له ، وبلغ اإلبان الذي أراد رسول الله صلى الله عليه

وسلم أن يبعث إليه ، احتبس عليه الرسول فلم يأته ، فظن الحارث أنه قد حدث فيهوات قومه ، فقال لهم : إن رسول الله صلى الله ر� س�خ�طة من الله ورسوله ، فدعا بس�

عليه وسلم كان و�ق�ت لي وقتا يرسل إلي رسوله ليقبض ما كان عندي من الزكاة ، وليس من رسول الله صلى الله عليه وسلم الخ�ل�ف ، وال أرى حبس رسوله إال من

سخطة كانت ، فانطلقوا فنأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الوليد بن عقبة إلى الحارث ليقبض ما كان عنده مما جمع من

ق - أي : خاف - فرجع فأتى الزكاة ، فلما أن سار الوليد حتى بلغ بعض الطريق ف�ر� رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، إن الحارث منعني الزكاة

وأراد قتلي. فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم البعث إلى الحارث. وأقبل الحارث بأصحابه حتى إذا استقبل البعث وف�ص�ل عن المدينة لقيهم الحارث ، فقالوا :

هذا الحارث ، فلما__________

( من طريق5/210( ورواه الطبراني في المعجم الكبير )26/77( تفسير الطبري )1) ( :7/108إسحاق بن راهويه عن معتمر بن سليمان به ، قال الهيثمي في المجمع )

"فيه داود الطفاوي وثقه ابن حبان ، وضعفه ابن معين ، وبقية رجاله ثقات".( في ت : "قررت".2)( في أ : "ميمونة".3)

(7/370)

244

Page 46: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�عثتم ؟ قالوا : إليك. قال : ولم ؟ قالوا : إن رسول الله غشيهم قال لهم : إلى من ب صلى الله عليه وسلم كان بعث إليك الوليد بن عقبة ، فزعم أنك منعته الزكاة وأردت�ة� وال أتاني. فلما دخل الحارث على �ت قتله. قال : ال والذي بعث محمدا بالحق ما رأيته ب

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "منعت الزكاة وأردت قتل رسولي ؟". قال : ال والذي بعثك بالحق ما رأيته وال أتاني ، وما أقبلت إال حين احتبس علي رسول رسول

( صلى الله عليه وسلم ، خشيت أن يكون كانت سخطة من الله ورسوله. قال :1الله )� { إلى قوله : } حكيم { �إ �ب �ن �م� ف�اس�ق� ب اء�ك �ن� ج� �وا إ �ذ�ين� آم�ن �ه�ا ال ي

� �ا أ فنزلت الحجرات : } ي ورواه ابن أبي حاتم عن المنذر بن شاذان التمار ، عن محمد بن سابق به. ورواه

( ، غير أنه سماه الحارث بن سرار ،2الطبراني من حديث محمد بن سابق ، به )والصواب : الحارث بن ضرار ، كما تقدم.

�ب ، حدثنا جعفر بن ع�و�ن ، عن موسى بن عبيدة ،3وقال ) ي �ر� ( ابن جرير : حدثنا أبو ك عن ثابت مولى أم سلمة ، عن أم سلمة قالت : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم

( ، فسمع بذلك القوم ، فتلقوه4رجال في صدقات بني المصطلق بعد الوقيعة ) يعظمون أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قالت : فحدثه الشيطان أنهم يريدون

(6( فقال : إن بني المصطلق قد منعوني )5قتله ، قالت : فرجع إلى رسول الله ) صدقاتهم. فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون. قالت : فبلغ القوم

رجوعه فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصفوا له حين صلى الظهر ، فقالوا : نعوذ بالله من سخط الله وسخط رسوله ، بعثت إلينا رجال مصدق�ا ، فسررنا بذلك ،

وقرت به أعيننا ، ثم إنه رجع من بعض الطريق ، فخشينا أن يكون ذلك غضبا من الله ومن رسوله ، فلم يزالوا يكلمونه حتى جاء بالل فأذن بصالة العصر ، قالت : ونزلت :

�ح�وا ع�ل�ى �ص�ب �ة� ف�ت �ج�ه�ال �وا ق�و�م�ا ب �ص�يب �ن� ت �وا أ �ن �ي �ب � ف�ت �إ �ب �ن ق� ب �م� ف�اس� اء�ك �ن� ج� �وا إ �ذ�ين� آم�ن �ه�ا ال ي� �ا أ } ي

�اد�م�ين� { ) �م� ن �ت (.7م�ا ف�ع�ل وروى ابن جرير أيضا من طريق الع�و�في ، عن ابن عباس في هذه اآلية قال : كان

�ط إلى بني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الوليد بن عقبة بن أبي م�ع�ي المصطلق ليأخذ منهم الصدقات ، وإنهم لما أتاهم الخبر فرحوا وخرجوا يتلقون رسول

رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنه لما ح�د�ث� الوليد أنهم خرجوا يتلقونه ، رجع الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إن بني المصطلق

قد منعوا الصدقة. فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك غضبا شديدا ، فبينا هو يحدث نفسه أن يغزوهم إذ أتاه الوفد فقالوا : يا رسول الله ، إنا حدثنا أن

رسولك رجع من نصف الطريق ، وإنا خشينا أن ما رده كتاب جاء منك لغضب غضبته علينا ، وإنا نعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله. وإن النبي صلى الله عليه وسلم

�وا8استغشهم وهم� بهم ، فأنزل الله ) �ذ�ين� آم�ن �ه�ا ال ي� �ا أ ( عذرهم في الكتاب ، فقال : } ي

�وا { إلى آخر اآلية ) �ن �ي �ب � ف�ت �إ �ب �ن ق� ب �م� ف�اس� اء�ك �ن� ج� (.9إ__________

( في ت : "احتبس علي يا رسول الله".1) ( :7/109( قال الهيثمي في المجمع )3/274( والمعجم الكبير )4/279( المسند )2)

"رجال أحمد ثقات" ، وهذا متعقب فإن دينار والدعيسي لم يوثقه إال ابن حبان ، واليعرف له راويا غير ابنه عيسى.

( في ت : "وروى".3)( في ت : "الوقعة".4)( في ت ، م ، أ : "رسول الله صلى الله عليه وسلم".5)

245

Page 47: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ت ، م : "منعوا".6) ( وفي إسناده موسى بن عبيدة الربذي وهو ضعيف ،26/78( تفسير الطبري )7)

وثابت مولى أم سلمة مجهول.( في م : "الله عز وجل".8)(.26/78( تفسير الطبري )9)

(7/371)

�صد�قهم ، وقال مجاهد وقتادة : أرسل رسول الله الوليد بن عقبة إلى بني المصطلق لي فتلقوه بالصدقة ، فرجع فقال : إن بني المصطلق قد جمعت لك لتقاتلك - زاد قتادة :

وإنهم قد ارتدوا عن اإلسالم - فبعث رسول الله خالد بن الوليد إليهم ، وأمره أن يتثبت وال يعجل. فانطلق حتى أتاهم ليال فبعث عيونه ، فلما جاءوا أخبروا خالدا أنهم

مستمسكون باإلسالم ، وسمعوا أذانهم وصالتهم ، فلما أصبحوا أتاهم خالد فرأى الذي يعجبه ، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر ، فأنزل الله هذه�ن من الله ، �بي اآلية. قال قتادة : فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "الت

ل�ة من الشيطان". والع�ج� وكذا ذكر غير واحد من السلف ، منهم : ابن أبي ليلى ، ويزيد بن رومان ، والضحاك ،

�ان ، وغيرهم في هذه اآلية : أنها نزلت في الوليد بن عقبة ، والله أعلم ) ي ومقاتل بن ح�1.)

�ه� { أي : اعلموا أن بين أظهركم رسول الله ول� الل س� �م� ر� �ن� ف�يك �م�وا أ وقوله : } و�اع�ل فعظ�موه ووقروه ، وتأدبوا معه ، وانقادوا ألمره ، فإنه أعلم بمصالحكم ، وأشفق عليكم

�ين� �م�ؤ�م�ن �ال و�ل�ى ب� �ي� أ �ب منكم ، ورأيه فيكم أتم� من رأيكم ألنفسكم ، كما قال تعالى : } الن

ه�م� { ]األحزاب : �ف�س� �ن [.6م�ن� أ�ن ]تعالى[ ) �ي �و�2ثم ب ( أن رأيهم سخيف بالنسبة إلى مراعاة مصالحهم فقال : } ل

�م� { أي : لو أطاعكم في جميع ما تختارونه ألدى ذلك �ت �ع�ن �ير� م�ن� األم�ر� ل �ث �م� ف�ي ك �ط�يع�ك يم�و�ات� د�ت� الس� �ف�س� �ه�و�اء�ه�م� ل �ح�ق� أ �ع� ال �ب �و� ات جكم ، كما قال تعالى : } و�ل إلى عنتكم وح�ر�

�ر�ه�م� م�ع�ر�ض�ون� { ]المؤمنون : �ر�ه�م� ف�ه�م� ع�ن� ذ�ك �ذ�ك �اه�م� ب �ن �ي �ت �ل� أ [.71و�األر�ض� و�م�ن� ف�يه�ن� ب�م� { أي : حببه إلى نفوسكم �ك �وب �ه� ف�ي ق�ل �ن ي �م� اإليم�ان� و�ز� �ك �ي �ل �ب� إ ب �ه� ح� �ك�ن� الل وقوله : } و�ل

وحسنه في قلوبكم.ع�دة ، حدثنا قتادة ، عن أنس3قال ) �ه�ز ، حدثنا علي بن م�س� ( اإلمام أحمد : حدثنا ب

قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "اإلسالم عالنية ، واإليمان في القلب" قال : ثم يشير بيده إلى صدره ثالث مرات ، ثم يقول : "التقوى هاهنا ، التقوى

(.4هاهنا" )�ان� { أي : وبغض إليكم الكفر والفسوق ، وهي : �ع�ص�ي �ف�س�وق� و�ال �ف�ر� و�ال �ك �م� ال �ك �ي �ل ه� إ �ر� } و�ك

الذنوب__________

( وقد ذهب إلى ذلك كثير من المفسرين ، وهذا القول فيه نظر ؛ فإن الروايات التي1) ساقت القصة معلولة ، وأحسنها وهي رواية أحمد عن الحارث بن ضرار الخزاعي ،

وفي إسنادها مجهول ، وقد أنكر القاضي أبو بكر بن العربي في كتابه "العواصم من

246

Page 48: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( هذه القصة قال : "وقد اختلف فيه ، فقيل : نزلت في ذلك - أي102القواصم" )ص في شأن الوليد. وقيل : في علي والوليد في قصة أخرى - وقيل : إن الوليد سيق يوم الفتح في جملة الصبيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح روءسهم وبرك

عليهم إال هو فقال : إنه كان على رأسي خلوق ، فامتنع صلى الله عليه وسلم من مسه ، فمن يكون في مثل هذه السنن يرسل مصدقا ، وبهذا االختالف يسقط العلماء

األحاديث القوية ، وكيف يفسق رجل هذا الكالم ؟ فكيف برجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وللشيخ عبد الرحمن المعلمي رحمه الله كالم على الوليد بن

( أثبت فيه أنه لم يؤثر له رواية عن رسول الله263عقبة في األنوار الكاشفة )صصلى الله عليه وسلم ومن جملة ما نفاه هذا الحديث الذي ذكره ابن العربي.

( زيادة من ت.2)( في ت : "وروى".3) ( : "رجاله رجال الصحيح ما خال1/52( قال الهيثمي في المجمع )3/134( المسند )4)

علي بن مسعدة ، وقد وثقه ابن حبان وأبو داود الطيالسي وأبو حاتم وابن معينوضعفه آخرون".

(7/372)

�خ�ر�ى �ح�د�اه�م�ا ع�ل�ى األ� �غ�ت� إ �ن� ب �ه�م�ا ف�إ �ن �ي �ح�وا ب ص�ل� �وا ف�أ �ل �ت �ين� اق�ت �م�ؤ�م�ن �ان� م�ن� ال �ف�ت �ن� ط�ائ و�إ

�ق�س�ط�وا �ع�د�ل� و�أ �ال �ه�م�ا ب �ن �ي �ح�وا ب ص�ل� �ن� ف�اء�ت� ف�أ �ه� ف�إ م�ر� الل

� �ل�ى أ �ف�يء� إ �ى ت ت �غ�ي ح� �ب �ي ت �ت �وا ال �ل ف�ق�ات�م�ق�س�ط�ين� ) �ح�ب� ال �ه� ي �ن� الل �ه�9إ �ق�وا الل �م� و�ات �ك و�ي �خ� �ن� أ �ي �ح�وا ب ص�ل

� �خ�و�ة� ف�أ �ون� إ �م�ؤ�م�ن �م�ا ال �ن ( إح�م�ون� ) �ر� �م� ت �ك �ع�ل ( 10ل

الكبار. والعصيان وهي جميع المعاصي. وهذا تدريج لكمال النعمة.د�ون� { أي : المتصفون بهذه الصفة هم الراشدون ، الذين اش� �ك� ه�م� الر� �ئ �ول وقوله : } أ

قد آتاهم الله رشدهم. ( اإلمام أحمد : حدثنا مروان بن معاوية الفزاري ، حدثنا عبد الواحد بن أيمن1قال )

( وانكفأ2المكي ، عن ابن رفاعة الزرقي ، عن أبيه قال : لما كان يوم أحد ) المشركون ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "استووا حتى أثني على ربي ، عز وجل" فصاروا خلفه صفوف�ا ، فقال : "اللهم لك الحمد كله. اللهم ال قابض لما بسطت ،

وال باسط لما قبضت ، وال هادي لمن أضللت ، وال م�ضل لمن هديت. وال معطي لما منعت ، وال مانع لما أعطيت. وال مقرب لما باعدت ، وال مباعد لما قربت. اللهم ابسط

علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك. اللهم ، إني أسألك النعيم المقيم الذي ال�ل�ة ، واألمن يوم الخوف. اللهم إنى يحول وال يزول. اللهم إني أسألك النعيم يوم الع�ي عائذ بك من شر ما أعطيتنا ، ومن شر ما منعتنا. اللهم حبب إلينا اإليمان وزينه في قلوبنا ، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان ، واجعلنا من الراشدين. اللهم ، توفنا

مسلمين ، وأحينا مسلمين ، وألحقنا بالصالحين ، غير خزايا وال مفتونين. اللهم ، قاتل الكفرة الذين يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك ، واجعل عليهم رجزك وعذابك. اللهم

قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب ، إله الحق".و�ان بن معاوية ، عن عبد ورواه النسائي في اليوم والليلة عن زياد بن أيوب ، عن م�ر�

247

Page 49: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�د بن ر�فاعة ، عن أبيه ، به ) �ي (.3الواحد بن أيمن ، عن ع�ب(.4وفي الحديث المرفوع : "من سرته حسنته ، وساءته سيئته ، فهو مؤمن" )

�ع�م�ة� { أي : هذا العطاء ) �ه� و�ن ( الذي منحكموه هو فضل منه5ثم قال : } ف�ض�ال م�ن� الل�يم� ح�ك�يم� { أي : عليم بمن يستحق الهداية ممن �ه� ع�ل عليكم ونعمة من لدنه ، } و�الل

يستحق الغواية ، حكيم في أقواله وأفعاله ، وشرعه وقدره.ى �ح�د�اه�م�ا ع�ل�ى األخ�ر� �غ�ت� إ �ن� ب �ه�م�ا ف�إ �ن �ي �ح�وا ب ص�ل

� �وا ف�أ �ل �ت �ين� اق�ت �م�ؤ�م�ن �ان� م�ن� ال �ف�ت �ن� ط�ائ } و�إ�ق�س�ط�وا �ع�د�ل� و�أ �ال �ه�م�ا ب �ن �ي �ح�وا ب ص�ل

� �ن� ف�اء�ت� ف�أ �ه� ف�إ م�ر� الل� �ل�ى أ �ف�يء� إ �ى ت ت �غ�ي ح� �ب �ي ت �ت �وا ال �ل ف�ق�ات

�م�ق�س�ط�ين� ) �ح�ب� ال �ه� ي �ن� الل �ه�9إ �ق�وا الل �م� و�ات �ك و�ي �خ� �ن� أ �ي �ح�وا ب ص�ل� �خ�و�ة� ف�أ �ون� إ �م�ؤ�م�ن �م�ا ال �ن ( إ

ح�م�ون� ) �ر� �م� ت �ك �ع�ل ( {10ل__________

( في ت : "روى".1)( في أ : "الحديبية".2)(.10445( والنسائي في السنن الكبرى برقم )3/424( المسند )3) ( من حديث2165( والترمذي في السنن برقم )1/18( رواه أحمد في مسنده )4)

عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال الترمذي : "هذا حديث حسن صحيح غريب منهذا الوجه".

( في ت : "القضاء".5)

(7/373)

ا باإلصالح بين المسلمين ) �ن�1يقول تعالى آمر� ( الباغين بعضهم على بعض : } و�إ�ه�م�ا { ، فسماهم مؤمنين مع االقتتال. وبهذا �ن �ي �ح�وا ب ص�ل

� �وا ف�أ �ل �ت �ين� اق�ت �م�ؤ�م�ن �ان� م�ن� ال �ف�ت ط�ائ استدل البخاري وغيره على أنه ال يخرج من اإليمان بالمعصية وإن عظمت ، ال كما

يقوله الخوارج ومن تابعهم من المعتزلة ونحوهم. وهكذا ثبت في صحيح البخاري من حديث الحسن ، عن أبي بكرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب يوما ومعه على المنبر الحسن بن علي ، فجعل ينظر إليه مرة وإلى الناس أخرى ويقول : "إن

(. فكان2ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين" ) كما قال ، صلوات الله وسالمه عليه ، أصلح الله به بين أهل الشام وأهل العراق ، بعد

الحروب الطويلة والواقعات المهولة.�ه� { م�ر� الل

� �ل�ى أ �ف�يء� إ �ى ت ت �غ�ي ح� �ب �ي ت �ت �وا ال �ل ى ف�ق�ات �ح�د�اه�م�ا ع�ل�ى األخ�ر� �غ�ت� إ �ن� ب وقوله : } ف�إ ( وتسمع للحق وتطيعه ، كما ثبت في الصحيح عن3أي : حتى ترجع إلى أمر الله )

أنس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "انصر أخاك ظالما أو مظلوما". قلت : يا رسول الله ، هذا نصرته مظلوما فكيف أنصره ظالما ؟ قال : "تمنعه من

(.4الظلم ، فذاك نصرك إياه" )ا قال : وقال اإلمام أحمد : حدثنا عارم ، حدثنا معتمر قال : سمعت أبي يحدث : أن أنس�

قيل للنبي صلى الله عليه وسلم ، لو أتيت عبد الله بن أبي ؟ فانطلق إليه نبي اللها ، وانطلق المسلمون يمشون ، وهي أرض سبخة ، صلى الله عليه وسلم وركب حمار� فلما انطلق إليه النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إليك عني ، فوالله لقد آذاني ريح

حمارك" فقال رجل من األنصار : والله لحمار رسول الله أطيب ريحا منك. قال :

248

Page 50: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

فغضب لعبد الله رجال من قومه ، فغضب لكل واحد منهما أصحابه ، قال : فكان بينهم�ين� �م�ؤ�م�ن �ان� م�ن� ال �ف�ت �ن� ط�ائ ضرب بالجريد واأليدي والنعال ، فبلغنا أنه أنزلت فيهم : } و�إ

�ه�م�ا { �ن �ي �ح�وا ب ص�ل� �وا ف�أ �ل �ت اق�ت

د�د ، ومسلم في "المغازي" عن محمد بن عبد ورواه البخاري في "الصلح" عن م�س�(.5األعلى ، كالهما عن المعتمر بن سليمان ، عن أبيه ، به نحوه )

وذكر سعيد بن جبير : أن األوس والخزرج كان بينهما قتال بالسعف والنعال ، فأنزلالله هذه اآلية ، فأمر بالصلح بينهما.

وقال السدي : كان رجال من األنصار يقال له : "عمران" ، كانت له امرأة تدعى أم زيد�ة له ال يدخل6) �ي ( ، وإن المرأة أرادت أن تزور أهلها فحبسها زوجها وجعلها في ع�ل

عليها أحد من أهلها. وإن المرأة بعثت إلى أهلها ، فجاء قومها وأنزلوها لينطلقوا بها ، وإن الرجل قد كان خرج ، فاستعان أهل الرجل ، فجاء بنو عمه ليحولوا بين المرأة

وبين أهلها ، فتدافعوا واجتلدوا بالنعال ، فنزلت فيهم هذه__________

( في أ : "المقتتلين".1)(.2704( صحيح البخاري برقم )2)( في ت ، م : "إلى أمر الله ورسوله".3)(.2443( صحيح البخاري برقم )4)(.1799( وصحيح مسلم برقم )2691( وصحيح البخاري برقم )3/157( المسند )5)( في أ : "يزيد".6)

(7/374)

اآلية. فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصلح بينهم ، وفاءوا إلى أمر الله.�م�ق�س�ط�ين� { أي : �ح�ب� ال �ه� ي �ن� الل �ق�س�ط�وا إ �ع�د�ل� و�أ �ال �ه�م�ا ب �ن �ي �ح�وا ب ص�ل

� �ن� ف�اء�ت� ف�أ وقوله : } ف�إ�ح�ب� �ه� ي �ن� الل اعدلوا بينهم فيما كان أصاب بعضهم لبعض ، بالقسط ، وهو العدل ، } إ

�م�ق�س�ط�ين� { الع�ة ، حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ، حدثنا عبد ر� قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو ز�

( ، عن عبد الله بن1األعلى ، عن م�ع�م�ر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ) عمرو ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن المقسطين في الدنيا على

منابر من لؤلؤ بين يدي الرحمن ، بما أقسطوا في الدنيا". (. وهذا إسناده جيد3( عن محمد بن المثنى ، عن عبد األعلى ، به )2ورواه النسائي )

قوي ، رجاله على شرط الصحيح. وحدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن

عمرو بن أوس ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "المقسطون عند الله يوم القيامة على منابر من نور على يمين العرش ، الذين

�وا". يعدلون في حكمهم وأهاليهم وما و�ل(.4ورواه مسلم والنسائي ، من حديث سفيان بن عيينة ، به )

�خ�و�ة� { أي : الجميع إخوة في الدين ، كما قال رسول الله �ون� إ �م�ؤ�م�ن �م�ا ال �ن وقوله : } إ (. وفي5صلى الله عليه وسلم : "المسلم أخو المسلم ال يظلمه وال يسلمه" )

249

Page 51: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

(. وفي الصحيح أيضا :6الصحيح : "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه" ) (. واألحاديث في7"إذا دعا المسلم ألخيه بظهر الغيب قال الملك : آمين ، ولك بمثله" )

�واد�هم وتراحمهم وتواصلهم كمثل هذا كثيرة ، وفي الصحيح : "مثل المؤمنين في ته�ر". وفي الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالح�م�ى والس�

(.8الصحيح أيضا : "المؤمن للمؤمن كالبنيان ، يشد بعضه بعضا" وشبك بين أصابعه ) وقال أحمد : حدثنا أحمد بن الحجاج ، حدثنا عبد الله ، أخبرنا مصعب بن ثابت ، حدثني أبو حازم قال : سمعت سهل بن سعد الساعدي يحدث عن رسول الله صلى الله عليه

وسلم قال : "إن المؤمن من أهل اإليمان بمنزلة الرأس من الجسد ، يألم المؤمن(. تفرد به وال بأس بإسناده.9ألهل اإليمان ، كما يألم الجسد لما في الرأس" )

__________( في ت : "وروى ابن أبي حاتم بسنده".1)( في ت : "مسلم".2)(.5917( النسائي في السنن الكبرى برقم )3)(.8/321( وسنن النسائي )1827( صحيح مسلم برقم )4) ( من2580( ومسلم في صحيحه برقم )2442( رواه البخاري في صحيحه برقم )5)

حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.( من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.2699( صحيح مسلم برقم )6)( من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه.2732( صحيح مسلم برقم )7) ( من حديث النعمان بن2586( وصحيح مسلم برقم )6011( صحيح البخاري برقم )8)

بشير رضي الله عنه. ( : "رجال أحمد رجال8/187( وقال الهيثمي في المجمع )5/340( المسند )9)

الصحيح".

(7/375)

اء� �س� اء� م�ن� ن �س� �ه�م� و�ال� ن ا م�ن �ر� ي �وا خ� �ون �ك �ن� ي � ع�س�ى أ خ�ر� ق�و�م� م�ن� ق�و�م �س� �وا ال� ي �م�ن �ذ�ين� آ �ه�ا ال ي� �ا أ ي

وق� �ف�س� م� ال س� �س� اال� �ئ �ق�اب� ب �ل �األ� وا ب �ز� �اب �ن �م� و�ال� ت ك �ف�س� �ن وا أ �م�ز� �ل �ه�ن� و�ال� ت ا م�ن �ر� ي �ن� خ� �ك �ن� ي ع�س�ى أ�م�ون� ) �ك� ه�م� الظ�ال �ئ �ول �ب� ف�أ �ت �م� ي �يم�ان� و�م�ن� ل �ع�د� اإل� ( 11ب

�ه� { أي : في �ق�وا الل �م� { يعني : الفئتين المقتتلتين ، } و�ات �ك و�ي �خ� �ن� أ �ي �ح�وا ب ص�ل� وقوله : } ف�أ

ح�م�ون� { ، وهذا تحقيق منه تعالى للرحمة لمن اتقاه. �ر� �م� ت �ك �ع�ل جميع أموركم } لاء� م�ن� �س� �ه�م� و�ال ن ا م�ن �ر� ي �وا خ� �ون �ك �ن� ي � ع�س�ى أ خ�ر� ق�وم� م�ن� ق�و�م �س� �وا ال ي �ذ�ين� آم�ن �ه�ا ال ي

� �ا أ } يم� �س� االس� �ئ �ق�اب� ب �األل وا ب �ز� �اب �ن �م� و�ال ت ك �ف�س� �ن وا أ �م�ز� �ل �ه�ن� و�ال ت ا م�ن �ر� ي �ن� خ� �ك �ن� ي اء� ع�س�ى أ �س� ن

�م�ون� ) �ك� ه�م� الظ�ال �ئ �ول �ب� ف�أ �ت �م� ي �ع�د� اإليم�ان� و�م�ن� ل وق� ب �ف�س� ( {11ال ينهى تعالى عن السخرية بالناس ، وهو احتقارهم واالستهزاء بهم ، كما ثبت في

�ر بطر الحق وغ�م�ص �ب الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "الك ( والمراد من ذلك : احتقارهم واستصغارهم ، وهذا1الناس" ويروى : "وغمط الناس" )

حرام ، فإنه قد يكون المحتقر أعظم قدرا عند الله وأحب إليه من الساخر منه المحتقر�ه�م� ا م�ن �ر� ي �وا خ� �ون �ك �ن� ي � ع�س�ى أ خ�ر� ق�وم� م�ن� ق�و�م �س� �وا ال ي �ذ�ين� آم�ن �ه�ا ال ي

� �ا أ له ؛ ولهذا قال : } ي

250

Page 52: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ه�ن� { ، فنص على نهي الرجال وعطف بنهي ا م�ن �ر� ي �ن� خ� �ك �ن� ي اء� ع�س�ى أ �س� اء� م�ن� ن �س� و�ال نالنساء.

�م� { أي : ال تلمزوا الناس. والهم�از الل�ماز من الرجال ك �ف�س� �ن وا أ �م�ز� �ل وقوله : } و�ال تة� { ]الهمزة : 2مذموم ملعون ، كما قال ]تعالى[ : ) �م�ز� ة� ل �ل� ه�م�ز� �ك �ل� ل [ ،1( } و�ي

� { ]القلم : �م�يم �ن اء� ب [ أي :11فالهمز بالفعل واللمز بالقول ، كما قال : } ه�م�از� م�ش��ا عليهم ، ويمشي بينهم بالنميمة وهي : اللمز بالمقال ؛ يحتقر الناس ويهمزهم طاعن

�م� { ]النساء : ك �ف�س� �ن �وا أ �ل �ق�ت �م� { ، كما قال : } و�ال ت ك �ف�س� �ن وا أ �م�ز� �ل ولهذا قال هاهنا : } و�ال ت(.3[ أي : ال يقتل بعضكم بعضا )29

وا �م�ز� �ل �ان : } و�ال ت ي قال ابن عباس ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وقتادة ، ومقاتل بن ح��م� { أي : ال يطعن بعضكم على بعض. ك �ف�س� �ن أ

�ق�اب� { أي : ال تتداعوا باأللقاب ، وهي التي يسوء الشخص �األل وا ب �ز� �اب �ن وقوله : } و�ال تسماعها.

( اإلمام أحمد : حدثنا إسماعيل ، حدثنا داود بن أبي هند ، عن الشعبي قال :4قال )�يرة ) ب وا5حدثني أبو ج� �ز� �اب �ن ( بن الضحاك قال : فينا نزلت في بني سلمة : } و�ال ت

�ق�اب� { قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وليس فينا رجل إال وله �األل ب اسمان أو ثالثة ، فكان إذا د�ع�ى� أحد منهم باسم من تلك األسماء قالوا : يا رسول الله ،

�ق�اب� { �األل وا ب �ز� �اب �ن إنه يغضب من هذا. فنزلت : } و�ال ت�ب ، عن داود ، به ) (.6ورواه أبو داود عن موسى بن إسماعيل ، عن و�ه�ي

�ع�د� اإليم�ان� { أي : بئس الصفة واالسم الفسوق وهو : �ف�س�وق� ب م� ال �س� االس� �ئ وقوله : } ب ( في اإلسالم7التنابز باأللقاب ، كما كان أهل الجاهلية يتناعتون ، بعدما دخلتم )

�ب� { �ت �م� ي وعقلتموه ، } و�م�ن� ل__________

( من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.91( صحيح مسلم برقم )1)( زيادة من ت.2)( في م : "أي : ال يطعن بعذكم على بعض".3)( في ت : "وروى".4)( في ت : "عن أبي جبيرة".5) ( ورواه الترمذي في السنن برقم4962( وسنن أبي داود برقم ) 4/260( المسند )6)( من طريق داود بن أبي هند به ، وقال الترمذي : "حديث حسن صحيح".3268)( في ت : "دخلوا".7)

(7/376)

�م�ون� { �ك� ه�م� الظ�ال �ئ �ول أي : من هذا } ف�أ

(7/377)

251

Page 53: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ب� �غ�ت وا و�ال� ي �ج�س�س� �م� و�ال� ت �ث �ع�ض� الظ�ن� إ �ن� ب ا م�ن� الظ�ن� إ �ير� �ث �وا ك �ب �ن ت �وا اج� �م�ن �ذ�ين� آ �ه�ا ال ي� �ا أ ي

�و�اب� �ه� ت �ن� الل �ه� إ �ق�وا الل �م�وه� و�ات �ر�ه�ت �ا ف�ك �ت يه� م�ي �خ� �ح�م� أ �ل� ل �ك �أ �ن� ي �م� أ �ح�د�ك �ح�ب� أ �ي �ع�ض�ا أ �م� ب �ع�ض�ك بح�يم� ) ( 12ر�

�ب� �غ�ت وا و�ال ي �ج�س�س� �م� و�ال ت �ث �ع�ض� الظ�ن� إ �ن� ب ا م�ن� الظ�ن� إ �ير� �ث �وا ك �ب �ن ت �وا اج� �ذ�ين� آم�ن �ه�ا ال ي� �ا أ } ي

�و�اب� �ه� ت �ن� الل �ه� إ �ق�وا الل �م�وه� و�ات �ر�ه�ت �ا ف�ك �ت يه� م�ي �خ� �ح�م� أ �ل� ل �ك �أ �ن� ي �م� أ �ح�د�ك �ح�ب� أ �ي �ع�ض�ا أ �م� ب �ع�ض�ك بح�يم� ) ( {12ر�

يقول تعالى ناهيا عباده المؤمنين عن كثير من الظن ، وهو التهمة والتخون لألهل واألقارب والناس في غير محله ؛ ألن بعض ذلك يكون إثما محضا ، فليجتنب كثير منه احتياطا ، وروينا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، أنه قال : وال

(.1تظنن بكلمة خرجت من أخيك المسلم إال خيرا ، وأنت تجد لها في الخير محمال ) وقال أبو عبد الله بن ماجه : حدثنا أبو القاسم بن أبي ضمرة نصر بن محمد بن

�ضري ، حدثنا ) ( عبد2سليمان الح�م�صي ، حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن أبي قيس الن ( قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يطوف بالكعبة ويقول : "ما3الله بن عمر )

أطيبك وأطيب ريحك ، ما أعظمك وأعظم حرمتك. والذي نفس محمد بيده ، لحرمة (. تفرد به ابن4المؤمن أعظم عند الله حرمة منك ، ماله ودمه ، وأن يظن به إال خير )

(.5ماجه من هذا الوجه )ناد ، عن األعرج ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى وقال مالك ، عن أبي الز�

( أكذب الحديث ، وال تجسسوا وال6الله عليه وسلم : "إياكم والظن فإن الظن ) تحسسوا ، وال تنافسوا ، وال تحاسدوا ، وال تباغضوا ، وال تدابروا ، وكونوا عباد الله

إخوانا". رواه البخاري عن عبد الله بن يوسف ، ومسلم عن يحيى بن يحيى ، وأبو داود عن

(.8( ، عن مالك ، به )7العتبي ]ثالثتهم[ ) ( قال : قال رسول9وقال سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن أنس ]رضي الله عنه[ )

الله صلى الله عليه وسلم : "ال تقاطعوا ، وال تدابروا ، وال تباغضوا ، وال تحاسدوا ،وكونوا عباد الله إخوانا ، وال يحل للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثالثة أيام".

(.10رواه مسلم والترمذي - وصححه - من حديث سفيان بن عيينة ، به )__________

(.7/565( رواه أحمد في الزهد كما في الدر المنثور )1)( في ت : "وروى ابن ماجه بسنده عن".2)( في ت : "بن عمر رضي الله عنه".3)( في ت ، م : "خيرا".4) ( "هذا إسناد3/223( وقال البوصيري في الزوائد )3932( سنن ابن ماجه برقم )5)

فيه مقال ، نصر بن محمد ضعفه أبو حاتم وذكره ابن حبان في الثقات ، وباقي رجالاإلسناد ثقات".

( في ت ، م : "فإنه".6)( زيادة من أ.7)(.2563( وصحيح مسلم برقم )6066( وصحيح البخاري برقم )2/908( الموطأ )8)( زيادة من ت.9)(.1935( ، وسنن الترمذي برقم )2559( صحيح مسلم برقم )10)

252

Page 54: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

(7/377)

م�طي العدوي ، حدثنا بكر بن عبد1وقال ) ( الطبراني : حدثنا محمد بن عبد الله الق�ر� الوهاب المدني ، حدثنا إسماعيل بن قيس األنصاري ، حدثني عبد الرحمن بن محمد بن

أبي الرجال ، عن أبيه ، عن جده حارثة بن النعمان قال : قال رسول الله صلى اللهة� ، والحسد وسوء الظن". فقال رجل : ما �ر� عليه وسلم : "ثالث الزمات ألمتي : الط�ي

يذهبهن يا رسول الله ممن هن فيه ؟ قال : "إذا حسدت فاستغفر الله ، وإذا ظننت فال ( أبو داود : حدثنا أبو بكر بن أبي4(. وقال )3( " )2تحقق ، وإذا تطيرت ف�أمض )

شيبة ، حدثنا أبو معاوية ، عن األعمش ، عن زيد قال : أتي ابن مسعود ، رضي الله ( ، فقيل له : هذا فالن تقطر لحيته خمرا. فقال عبد الله : إنا قد نهينا5عنه ، برجل )

(.6عن التجسس ، ولكن إن يظهر لنا شيء نأخذ به )(.7سماه ابن أبي حاتم في روايته الوليد بن عقبة بن أبي معيط )

يط الخ�و�الني ،8وقال ) �ش� �ث ، عن إبراهيم بن ن �ي ( اإلمام أحمد : حدثنا هاشم ، حدثنا ل�ن كاتب عقبة قال : قلت لعقبة : إن لنا ي عن كعب بن علقمة ، عن أبي الهيثم ، عن د�خ� جيرانا يشربون الخمر ، وأنا داع لهم الشرط فيأخذونهم. قال : ال تفعل ، ولكن عظهم

�ن فقال : إني قد نهيتهم فلم ينتهوا ، ي وتهددهم. قال : ففعل فلم ينتهوا. قال : فجاءه د�خ� وإني داع لهم الشرط فيأخذونهم. قال : ال تفعل ، ولكن عظهم وتهددهم. قال : ففعل

فلم ينتهوا. قال : فجاءه دخين فقال : إني قد نهيتهم فلم ينتهوا ، وإني داع لهم الشرط فتأخذهم. فقال له عقبة : ويحك ال تفعل ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه

وسلم يقول : "من ستر عورة مؤمن فكأنما استحيا موءودة من قبرها".(.9ورواه أبو داود والنسائي من حديث الليث بن سعد ، به نحوه )

وقال سفيان الثوري ، عن ثور ، عن راشد بن سعد ، عن معاوية قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : "إنك إن اتبعت عورات الناس أفسدتهم" أو : "كدت أن

تفسدهم". فقال أبو الدرداء : كلمة سمعها معاوية من رسول الله صلى الله عليه(.10وسلم ، نفعه الله بها. رواه أبو داود منفردا به من حديث الثوري ، به )

وقال أبو داود أيضا : حدثنا سعيد بن عمرو الحضرمي ، حدثنا إسماعيل بن عياش ،ة ، �ر ، وكثير بن م�ر� �ف�ي �ر بن ن �ي ب �ح بن عبيد ، عن ج� ي ر� ع�ة ، عن ش� ر� حدثنا ض�م�ض�م بن ز�

( ، وأبي أمامة ، عن النبي صلى الله11وعمرو بن األسود ، والمقدام بن معد يكرب )عليه وسلم قال : "إن األمير إذا ابتغى الريبة في الناس ،

__________( في ت : "وروى".1)( في ت : "وإذا نظرت فاغضض" وفي م ، أ : "وإذا تطيرت فاغمض".2) ( : "فيه إسماعيل بن8/78( ، قال الهيثمي في المجمع )3/228( المعجم الكبير )3)

قيس األنصاري وهو ضعيف".( في ت : "وروى".4)( لفظة "برجل" غير موجودة بسنن أبي داود.5)(.4890( سنن أبي داود برقم )6) ( وذلك لما أكثر الناس في الوليد بن عقبة ، وقد كان ابن مسعود على بيت المال7)

في والية الوليد بن عقبة في عهد عثمان رضي الله عنه وقصة جلد الوليد على الخمر

253

Page 55: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

مشهورة في الصحيحين.( في ت : "وروى".8) ( والنسائي في السنن الكبري4892( وسنن أبي داود برقم )4/153( المسند )9)

(.7283برقم )(.4888( سنن أبي داود برقم )10)( في م : "معدي كرب".11)

(7/378)

(.1أفسدهم" )وا { أي : على بعضكم بعضا. والتجسس غالبا يطلق في2]وقوله[ : ) �ج�س�س� ( } و�ال ت

الشر ، ومنه الجاسوس. وأما التحسس فيكون غالبا في الخير ، كما قال تعالى إخبارا�خ�يه�3عن يعقوب ]عليه السالم[ ) �وس�ف� و�أ وا م�ن� ي �ح�س�س� �وا ف�ت �ي� اذ�ه�ب �ن �ا ب ( أنه قال : } ي

�ه� { ]يوسف : و�ح� الل وا م�ن� ر� س�� �أ �ي [ ، وقد يستعمل كل منهما في الشر ، كما ثبت87و�ال ت

في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "ال تجسسوا ، وال تحسسوا ،(.4وال تباغضوا ، وال تدابروا ، وكونوا عباد الله إخوانا" )

وقال األوزاعي : التجسس : البحث عن الشيء. والتحسس : االستماع إلى حديثم. رواه ابن أبي حاتم. القوم وهم له كارهون ، أو يتسمع على أبوابهم. والتدابر : الص�ر��ع�ض�ا { فيه نهي عن الغيبة ، وقد فسرها الشارع كما جاء �م� ب �ع�ض�ك �ب� ب �غ�ت وقوله : } و�ال ي

�ي ، حدثنا عبد العزيز بن محمد ، عن �ب في الحديث الذي رواه أبو داود : حدثنا الق�ع�ن ( قال : قيل : يا رسول الله ، ما الغيبة ؟ قال :5العالء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة )

"ذكرك أخاك بما يكره". قيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : "إن كان فيهما تقول فقد اغتبته ، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته".

دي ، به ) او�ر� (. وقال : حسن صحيح. ورواه ابن6ورواه الترمذي عن قتيبة ، عن الد�ر��د�ر ، عن شعبة ، عن العالء ) �د�ار ، عن غ�ن �ن (. وهكذا قال ابن عمر ،7جرير عن بة. ومسروق ، وقتادة ، وأبو إسحاق ، ومعاوية بن ق�ر�

د�د ، حدثنا يحيى ، عن سفيان ، حدثني علي بن األقمر ،8وقال ) ( أبو داود : حدثنا م�س� عن أبي حذيفة ، عن عائشة قالت : قلت للنبي صلى الله عليه وسلم : حسبك من

صفية كذا وكذا! - قال غير مسدد : تعني قصيرة - فقال : "لقد قلت كلمة لو م�ز�ج�ت� بماء البحر لمزجته". قالت : وحكيت له إنسانا ، فقال صلى الله عليه وسلم : "ما أحب

�ا ، وإن لي كذا وكذا". أني حكيت إنسان�يع ، ثالثتهم عن ورواه الترمذي من حديث يحيى الق�ط�ان ، وعبد الرحمن بن م�ه�د�ي� ، وو�ك

سفيان الثوري ، عن علي بن األقمر ، عن أبي حذيفة سلمة بن صهيبة األرحبي ، عن(.9عائشة ، به. وقال : حسن صحيح )

وقال ابن جرير : حدثني ابن أبي الشوارب : حدثنا عبد الواحد بن زياد ، حدثنا سليمان ( ؛ أن امرأة دخلت على عائشة ، فلما قامت10الشيباني ، حدثنا حسان بن المخارق )

لتخرج أشارت عائشة بيدها__________

(.4889( سنن أبي داود برقم )1)

254

Page 56: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( زيادة من ت.2)( زيادة من ت.3)(.2442( صحيح البخاري برقم )4)( في ت : "أبي هريرة رضي الله عنه".5)(.1935( وسنن الترمذي برقم )4874( سنن أبي داود برقم )6)(.26/86( تفسير الطبري )7)( في ت : "وروى".8)(.2503 ، 2502( وسنن الترمذي برقم )4875( سنن أبي داود برقم )9)( في ت : "وروى ابن جرير بسنده".10)

(7/379)

إلى النبي صلى الله عليه وسلم - أي : إنها قصيرة - فقال النبي صلى الله عليه(.1وسلم : "اغتبتيها" )

والغيبة محرمة باإلجماع ، وال يستثنى من ذلك إال ما رجحت مصلحته ، كما في الجرح ( ، لما استأذن عليه ذلك الرجل2والتعديل والنصيحة ، كقوله صلى الله عليه وسلم )

( ، وكقوله لفاطمة بنت قيس - وقد خطبها3الفاجر : "ائذنوا له ، بئس أخو العشيرة" ) ( ، وأما أبو الجهم فال يضع عصاه عن4معاوية وأبو الجهم - : "أما معاوية فصعلوك )

(. وكذا ما جرى مجرى ذلك. ثم بقيتها على التحريم الشديد ، وقد ورد فيها5عاتقه" ) ( ؛ ولهذا شبهها تعالى بأكل اللحم من اإلنسان الميت ، كما قال تعالى :6الزجر األكيد )

�م�وه� { ؟ أي : كما تكرهون هذا طبعا ، �ر�ه�ت �ا ف�ك �ت يه� م�ي �خ� �ح�م� أ �ل� ل �ك �أ �ن� ي �م� أ �ح�د�ك �ح�ب� أ �ي } أ فاكرهوا ذاك شرعا ؛ فإن عقوبته أشد من هذا وهذا من التنفير عنها والتحذير منها ،

كما قال ، عليه السالم ، في العائد في هبته : "كالكلب يقيء ثم يرجع في قيئه" ، وقد ( والحسان والمسانيد من غير وجه7قال : "ليس لنا مثل السوء". وثبت في الصحاح )

( الوداع : "إن دماءكم وأموالكم8أنه ، عليه السالم ، قال في خطبة ]حجة[ )(.9وأعراضكم عليكم حرام ، كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا" )

( أبو داود : حدثنا واصل بن عبد األعلى ، حدثنا أسباط بن محمد ، عن هشام10وقال ) بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم : "كل المسلم على المسلم حرام : ماله وعرضه ودمه ، حسبامرىء من الشر أن يحقر أخاه المسلم".

(. وقال : حسن12( عن عبيد بن أسباط بن محمد ، عن أبيه ، به )11ورواه الترمذي )غريب.

( ، حدثنا األسود بن عامر ، حدثنا أبو بكر بن عياش ،13وحدثنا عثمان بن أبي شيبة ) ( بن جريج ، عن أبي برزة األسلمي قال :14عن األعمش ، عن سعيد بن عبد الله )

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل اإليمان قلبه ، ال تغتابوا المسلمين ، وال تتبعوا عوراتهم ، فإنه من يتبع عوراتهم يتبع الله عورته

ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته". (. وقد روي من حديث البراء بن عازب ، فقال الحافظ أبو يعلى15تفرد به أبو داود )

في مسنده : حدثنا إبراهيم بن دينار ، حدثنا مصعب بن سالم ، عن حمزة بن حبيب

255

Page 57: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

الزيات ، عن أبي إسحاق__________

(.26/87( تفسير الطبري )1)( في ت : "عليه السالم".2)( من حديث عائشة رضي الله عنها.3132( رواه البخاري في صحيحه برقم )3)( في أ : "فصعلوك ال مال له".4)(.1480( رواه مسلم في صحيحه برقم )5)( في ت ، م : "الشديد".6)( في ت ، م : "الصحيح".7)( زيادة من ت ، م ، أ.8)( من حديث جابر رضي الله عنه.1218( رواه مسلم في صحيحه برقم )9)( في ت : "وروى".10)( في ت : "رواه الترمذي وحسنه".11)(.1927( وسنن الترمذي برقم )4882( سنن أبي داود برقم )12)( في ت : "وروى أبو داود".13)( في أ : "عبيد الله".14)(.4880( سنن أبي داود برقم )15)

(7/380)

�يعي ) ب ( قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم2( ، عن البراء بن عازب )1الس� حتى أسمع العواتق في بيوتها - أو قال : في خدورها - فقال : "يا معشر من آمن

بلسانه ، ال تغتابوا المسلمين ، وال تتبعوا عوراتهم ، فإنه من يتبع عورة أخيه يتبع الله(.4( في جوف بيته" )3عورته ، ومن يتبع الله عورته يفضحه )

طريق أخرى عن ابن عمر : قال أبو بكر أحمد بن إبراهيم اإلسماعيلي : أخبرنا عبد الله بن ناجية ، حدثنا يحيى بن أكثم ، حدثنا الفضل بن موسى الشيباني ، عن الحسين بن�ه�م ، عن نافع ، عن ابن عمر ؛ أن رسول الله صلى الله عليه واقد ، عن أوفى بن د�ل

�ف�ض� اإليمان� إلى قلبه ، ال تغتابوا وسلم قال : "يا معشر من آمن بلسانه ولم ي المسلمين ، وال تتبعوا عوراتهم ؛ فإنه من يتبع عورات المسلمين يتبع الله عورته ، ومن

يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله". قال : ونظر ابن عمر يوما إلى الكعبة(.5فقال : ما أعظمك وأعظم حرمتك ، وللمؤمن أعظم� حرمة عند الله منك )

�ة ، عن ابن ثوبان ، عن أبيه ، عن �ق�ي �ح ، حدثنا ب ي ر� �و�ة بن ش� ي قال أبو داود : وحدثنا ح� مكحول ، عن وقاص بن ربيعة ، عن المستورد ؛ أنه حدثه : أن النبي صلى الله عليه

( ،7( جهنم )6وسلم قال : "من أكل برجل مسلم أكلة فإن الله يطعمه مثلها في ) ( جهنم. ومن قام برجل مقام8ومن ك�سى ثوبا برجل مسلم فإن الله يكسوه مثله في )

(.9سمعة� ورياء فإن الله يقوم به مقام سمعة ورياء يوم القيامة". تفرد به أبو داود ) وحدثنا ابن مصفى ، حدثنا بقية وأبو المغيرة قاال حدثنا صفوان ، حدثني راشد بن سعد

وعبد الرحمن بن جبير ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لما ع�ر�ج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس ، يخمشون وجوههم

256

Page 58: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( ؟ قال : هؤالء الذين يأكلون لحوم الناس10وصدورهم ، قلت : من هؤالء يا جبرائيل )، ويقعون في أعراضهم".

تفرد به أبو داود ، وهكذا رواه اإلمام أحمد ، عن أبي المغيرة عبد القدوس بن الحجاج(.11الشامي ، به )

( ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أحمد بن عبدة ، حدثنا أبو عبد الصمد بن12وقال )�دي� ، عن أبي سعيد الخدري عبد العزيز ابن عبد الصمد العمي ، حدثنا أبو هارون الع�ب

( قال : قلنا يا رسول الله ، حدثنا ما رأيت ليلة أسري� بك ؟...13]رضي الله عنه[ )�ل بهم رجال قال : "ثم انطلق بي إلى خلق من خلق الله كثير ، رجال ونساء م�و�ك

�ح�ذ�ون منه الح�ذ�و�ة من مثل النعل ثم يضعونه في في� �ب أحدهم ف�ي يعمدون إلى ع�ر�ض جن( أكلت" ، وهو يجد من أكله الموت - يا14أحدهم ، فيقال له : "كل كما )

__________( في ت : "وروى الحافظ أبو يعلى في مسنده بسنده".1)( في ت : "البراء بن عازب رضي الله عنه".2)( في ت : "يفضحه ولو في".3)( : "رجاله ثقات".8/93( قال الهيثمي في المجمع )3/237( مسند أبي يعلى )4) ( من طريق الفضل بن موسى به ، وقال :2032( ورواه الترمذي في السنن برقم )5)

"هذا حديث حسن غريب ال نعرفه إال من حديث الحسين بن واقد".( في ت ، م ، أ : "من".6)( في ت : "في نار جهنم".7)( في أ : "من".8)(.4881( سنن أبي داود برقم )9)( في ت ، م : "جبريل".10)(.3/224( ، والمسند )4878( سنن أبي داود برقم )11)( في ت : "وروى".12)( زيادة من ت.13)( في ت : "ما".14)

(7/381)

( ، من هؤالء : قال : هؤالء1محمد - لو يجد الموت وهو يكره عليه فقلت : يا جبرائيل )�خ�يه�2الهم�ازون اللم�ازون أصحاب النميمة. فيقال ) �ح�م� أ �ل� ل �ك �أ �ن� ي �م� أ �ح�د�ك �ح�ب� أ �ي ( : } أ�م�وه� { وهو يكره على أكل لحمه. �ر�ه�ت �ا ف�ك �ت م�ي

هكذا أورد هذا الحديث ، وقد سقناه بطوله في أول تفسير "سورة سبحان" ولله الحمد(3.)

وقال أبو داود الطيالسي في مسنده : حدثنا الربيع ، عن يزيد ، عن أنس ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر الناس أن يصوموا يوما وال يفطرن أحد� حتى آذن له. فصام الناس ، فلما أمسوا جعل الرجل يجيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

فيقول : ظللت منذ اليوم صائما ، فائذن لي. فأفطر فيأذن له ، ويجيء الرجل فيقول ذلك ، فيأذن له ، حتى جاء رجل فقال : يا رسول الله ، إن فتاتين من أهلك ظلتا منذ

257

Page 59: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

اليوم صائمتين ، فائذن لهما ف�ل�يفطرا فأعرض عنه ، ثم أعاد ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ما صامتا ، وكيف صام من ظل يأكل لحوم الناس ؟ اذهب ، فمرهما إن كانتا صائمتين أن يستقيئا". ففعلتا ، فقاءت كل واحدة منهما ع�ل�قة� علق�ة� فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لو ماتتا وهما

(.4فيهما ألكلتهما النار" ) إسناد ضعيف ، ومتن غريب. وقد رواه الحافظ البيهقي من حديث يزيد بن هارون :�ه�د�ي عن حدثنا سليمان التيمي قال : سمعت رجال يحدث في مجلس أبي عثمان الن

( - أن امرأتين صامتا على عهد رسول الله صلى الله عليه5عبيد - مولى رسول الله ) وسلم ، وأن رجال أتى رسول الله فقال : يا رسول الله ، إن هاهنا امرأتين صامتا ،

اه� قال : بالهاجرة - فأعرض عنه - أو : سكت عنه وإنهما كادتا تموتان من العطش - أر� (. فقال : ادعهما.6- فقال : يا نبي الله ، إنهما - والله قد ماتتا أو كادتا تموتان )

فجاءتا ، قال : فجيء بقدح - أو ع�س� - فقال إلحداهما : " قيئي" فقاءت من قيح ودم وصديد حتى قاءت نصف القدح. ثم قال لألخرى : قيئي فقاءت قيحا ودما وصديدا ولحما ودما عبيطا وغيره حتى مألت القدح. فقال : إن هاتين صامتا عما أحل الله

لهما ، وأفطرتا على ما حرم الله عليهما ، جلست إحداهما إلى األخرى فجعلتا تأكالنلحوم الناس.

وهكذا قد رواه اإلمام أحمد عن يزيد بن هارون وابن أبي عدي ، كالهما عن سليمان بنخان التيمي ، به مثله أو نحوه ) د�د ، عن يحيى7ط�ر� (. ثم رواه أيضا من حديث م�س�

الق�ط�ان ، عن عثمان بن غياث ، حدثني رجل أظنه في حلقة أبي عثمان ، عن سعد - مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم - أنهم أمروا بصيام ، فجاء رجل في نصف

النهار فقال : يا رسول الله ، فالنة وفالنة قد بلغتا الجهد. فأعرض عنه مرتين أو ثالثا ،�ح�م�ا ثم قال : "ادعهما". فجاء بع�س - أو : ق�د�ح - فقال إلحداهما : "قيئي" ، فقاءت لا عبيطا وقيحا ، وقال لألخرى مثل ذلك ، فقال : "إن هاتين صامتا عما أحل الله ودم�

لهما ، وأفطرتا على ما حرم الله عليهما ، أتت إحداهما لألخرى فلم تزاال تأكالن لحومالناس حتى امتألت أجوافهما

__________( في ت ، م : "جبريل".1)( في أ : "فقال".2)( عند اآلية األولى.3)(.2107( مسند الطيالسي برقم )4)( في ت ، م : "رسول الله صلى الله عليه وسلم".5)( في ت : "أن تموتا".6) ( من طريق يزيد171( ورواه ابن أبي الدنيا في الصمت برقم )5/431( المسند )7)

بن هارون عن سليمان التيمي به.

(7/382)

(.1قيحا" )وقال البيهقي : كذا قال "عن سعد" ، واألول - وهو عبيد - أصح.

258

Page 60: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

ل�د ، حدثنا أبي أبو عاصم ، وقال الحافظ أبو يعلى : حدثنا عمرو بن الضحاك بن م�خ��ج ، أخبرني أبو الزبير ) ي ا جاء إلى2حدثنا ابن ج�ر� ( عن ابن ع�م� ألبي هريرة أن ماعز�

رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، إني قد زنيت فأعرض عنه - قالها أربعا - فلما كان في الخامسة قال : "زنيت" ؟ قال : نعم. قال : "وتدري ما

الزنا ؟" قال : نعم ، أتيت منها حراما ما يأتي الرجل من امرأته حالال. قال : "ما تريد إلى هذا القول ؟" قال : أريد أن تطهرني. قال : فقال رسول الله صلى الله عليهشاء ) ( في3وسلم : "أدخلت ذلك منك في ذلك منها كما يغيب الم�يل في المكحلة والر�

البئر ؟". قال : نعم ، يا رسول الله. قال : فأمر برجمه فرجم ، فسمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلين يقول أحدهما لصاحبه : ألم تر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم

جم� رجم الكلب. ثم سار النبي صلى الله عليه وسلم حتى م�ر� بجيفة تدعه نفسه حتى ر� حمار فقال : أين فالن وفالن ؟ أنزال فكال من جيفة هذا الحمار" قاال غفر الله لك يا

�ؤكل هذا ؟ قال : "فما نلتما من أخيكما ) ( آنفا أشد أكال من ،4رسول ، الله وهل ي(.6( [إسناده صحيح[ )5والذي نفسي بيده ، إنه اآلن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها" )

وقال اإلمام أحمد : حدثنا عبد الصمد ، حدثني أبي ، حدثنا واصل - مولى ابن عيينة -ف�ط�ة ، عن طلحة بن نافع ، عن جابر بن عبد الله قال : كنا مع النبي حدثني خالد بن ع�ر�

صلى الله عليه وسلم فارتفعت ريح جيفة منتنة ، فقال رسول الله صلى الله عليه(.8( " )7وسلم : "أتدرون ما هذه الريح ؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين )

طريق أخرى : قال عبد بن ح�ميد في مسنده : حدثنا إبراهيم بن األشعث ، حدثنا الف�ضيل بن عياض ، عن سليمان ، عن أبي سفيان - وهو طلحة بن نافع - عن جابر قال

( ، فقال النبي9: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فهاجت ريح منتنة )ا من المنافقين اغتابوا ناسا من المسلمين ، فلذلك صلى الله عليه وسلم : "إن نفر�

(.10بعثت هذه الريح" وربما قال : "فلذلك هاجت هذه الريح" )�ا { : زعم أن سلمان �ت يه� م�ي �خ� �ح�م� أ �ل� ل �ك �أ �ن� ي �م� أ �ح�د�ك �ح�ب� أ �ي وقال السدي في قوله : } أ الفارسي كان مع رجلين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفر يخدمهما

ويخف لهما ، وينال من طعامهما ، وأن سلمان لما سار الناس ذات يوم وبقي سلمانباء فقاال ما11نائما ، لم يسر معهم ، فجعل صاحباه يكلمانه ) ( فلم يجداه ، فضربا الخ�

يريد سليمان - أو : هذا العبد - شيئا غير هذا : أن يجيء إلى طعام مقدور ، وخباء مضروب! فلما جاء سلمان أرساله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب لهما

إداما ، فانطلق فأتى رسول__________

(.5/431( المسند )1)( في ت : "وروى الحافظ أبو يعلى بمسنده".2)( في ت ، م ، أ : "والعصا".3)( في ت : "من عرض أخيكما".4) ( من طريق8/227( ورواه البيهقي في السنن الكبرى )6/524( مسند أبي يعلى )5)

( من طريق الضحاك به.4429عمرو بن الضحاك به ؛ ورواه أبو داود في السنن برقم )( زيادة من ت.6)( في ت ، أ : "الناس".7)( : "رجاله ثقات".8/91( قال الهيثمي في المجمع )3/351( المسند )8)( في م : "ريح شديدة منتنة".9)

259

Page 61: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

(.1026( المنتخب برقم )10)( في م : "يكلماه".11)

(7/383)

( ومعه ق�د�ح له ، فقال : يا رسول الله ، بعثني أصحابي1الله ]صلى الله عليه وسلم[ )�تؤد�م�هم إن كان عندك ؟ قال : "ما يصنع أصحابك باألد�م ؟ قد ائتدموا". فرجع سلمان ل يخبرهما بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانطلقا حتى أتيا رسول الله صلى

الله عليه وسلم فقاال ال والذي بعثك بالحق ، ما أصبنا طعاما منذ نزلنا. قال : "إنكما قدائتدمتما بسلمان بقولكما".

�ا { ، إنه كان نائما ) �ت يه� م�ي �خ� �ح�م� أ �ل� ل �ك �أ �ن� ي �م� أ �ح�د�ك �ح�ب� أ �ي (.2قال : ونزلت : } أ�ان بن هالل ، عن ب وروى الحافظ الضياء المقدسي في كتابه "المختارة" من طريق ح� حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك قال : كانت العرب تخدم بعضها بعضا

في األسفار ، وكان مع أبي بكر وعمر ما رجل يخدمهما ، فناما فاستيقظا ولم يهيئ لهما طعاما ، فقاال إن هذا لنؤوم ، فأيقظاه ، فقاال له : ائت رسول الله فقل له : إن أبا

بكر وعمر يقرئانك السالم ، ويستأدمانك. فقال : "إنهما قد ائتدما" فجاءا فقاال يا رسول الله ، بأي شيء ائتدمنا ؟ فقال : "بلحم أخيكما ، والذي نفسي بيده ، إني ألرى لحمه بين ثناياكما". فقاال استغفر لنا يا رسول

اه فليستغفر لكما" ) (.3الله فقال : "م�ر� ( الحافظ أبو يعلى : حدثنا الحكم بن موسى ، حدثنا محمد بن مسلم ، عن4وقال )

�سار ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله محمد بن إسحاق ، عن عمه موسى بن يب له لحمه في اآلخرة ، صلى الله عليه وسلم : "من أكل من لحم أخيه في الدنيا ، ق�ر�

�ل�ح ويصيح". غريب جدا ) �ك �ا. قال : فيأكله وي ي �ا كما أكلته ح� �ت (.5فيقال له : كله م�ي�ه� { أي : فيما أمركم به ونهاكم عنه ، فراقبوه في ذلك واخشوا �ق�وا الل وقوله : } و�اتح�يم� { أي : تواب على من تاب إليه ، رحيم بمن رجع إليه ، �و�اب� ر� �ه� ت �ن� الل منه ، } إ

واعتمد عليه.�قلع ) ( عن ذلك ،6قال الجمهور من العلماء : طريق المغتاب للناس في توبته أن ي

ويعزم على أال يعود. وهل يشترط الندم على ما فات ؟ فيه نزاع ، وأن يتحلل من الذي ( أعلمه بذلك ربما تأذى أشد مما7اغتابه. وقال آخرون : ال يشترط أن يتحلله فإنه إذا )

إذا لم يعلم بما كان منه ، فطريقه إذ�ا أن يثني عليه بما فيه في المجالس التي كان (9( تلك بتلك ، كما قال )8يذمه فيها ، وأن يرد عنه الغيبة بحسبه وطاقته ، فتكون )

اإلمام أحمد : حدثنا أحمد بن الحجاج ، أخبرنا عبد الله ، أخبرنا يحيى بن أيوب ، عن عبد الله بن

�ي� سليمان ؛ أن إسماعيل بن يحيى المع�اف�ري� أخبره أن سهل بن معاذ بن أنس الج�ه�ن( النبي10أخبره ، عن أبيه ، عن )

__________( زيادة من ت.1)(.7/570( رواه ابن أبي حاتم في تفسيره كما في الدر المنثور )2)(.1697( المختارة برقم )3)

260

Page 62: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( في ت : "وروى".4) ( "مجمع البحرين" من طريق4961( ورواه الطبراني في المعجم األوسط برقم )5)

محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق به ، وقال : لم يروه عن ابن إسحاق إال محمد بن سلمة وقد وقع هنا "محمد بن مسلم" وأظنه تصحيفا ، لكني ال أستطيع الجزم بذلك

( : "فيه ابن إسحاق وهو مدلس ومن لم أعرفه".8/92قال الهيثمي في المجمع )( في م : "يرجع".6)( في ت : "لو".7)( في ت : "لتكون".8)( في ت : "روى".9)( في ت : "أن".10)

(7/384)

�م� م�ك �ر� ك� �ن� أ ف�وا إ �ع�ار� �ت �ل� ل �ائ �ا و�ق�ب ع�وب �م� ش� �اك �ن ع�ل �ى و�ج� �ث �ن �ر� و�أ �م� م�ن� ذ�ك �اك �ق�ن ل �ا خ� �ن �اس� إ �ه�ا الن ي

� �ا أ ي�ير� ) ب �يم� خ� �ه� ع�ل �ن� الل �م� إ �ق�اك �ت �ه� أ �د� الل ن ( 13ع�

( ، بعث الله إليه ملكا1صلى الله عليه وسلم قال : "من حمى مؤمنا من منافق يعيبه ) يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم. ومن رمى مؤمنا بشيء يريد شينه ، حبسه الله

على جسر جهنم حتى يخرج مما قال". وكذا رواه أبو داود من حديث عبد الله - وهو(.2ابن المبارك - به بنحوه )

( أبو داود أيضا : حدثنا إسحاق بن الصباح ، حدثنا ابن أبي مريم ، أخبرنا3وقال ) الليث : حدثني يحيى بن سليم ؛ أنه سمع إسماعيل بن بشير يقول : سمعت جابر بن

( رسول الله صلى الله عليه4عبد الله ، وأبا طلحة بن سهل األنصاري يقوالن : قال ) وسلم : "ما من امرىء يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من

عرضه ، إال خذله الله في مواطن يحب فيها نصرته. وما من امرئ ينصر امرأ مسلما ( ، إال نصره الله في5في موضع ينتقص فيه من عرضه ، وينتهك فيه من حرمته )

(.6مواطن يحب فيها نصرته". تفرد به أبو داود )�م� م�ك �ر� ك

� �ن� أ ف�وا إ �ع�ار� �ت �ل� ل �ائ �ا و�ق�ب ع�وب �م� ش� �اك �ن ع�ل �ى و�ج� �ث �ن �ر� و�أ �م� م�ن� ذ�ك �اك �ق�ن ل �ا خ� �ن �اس� إ �ه�ا الن ي� �ا أ } ي

�ير� ) ب �يم� خ� �ه� ع�ل �ن� الل �م� إ �ق�اك �ت �ه� أ �د� الل ن ( {13ع�ا للناس أنه خلقهم من نفس واحدة ، وجعل منها زوجها ، وهما آدم يقول تعالى مخبر� وحواء ، وجعلهم شعوبا ، وهي أعم من القبائل ، وبعد القبائل مراتب أخر كالفصائل

والعشائر والعمائر واألفخاذ وغير ذلك. وقيل : المراد بالشعوب بطون الع�ج�م ، وبالقبائل بطون العرب ، كما أن األسباط

بطون بني إسرائيل. وقد لخصت هذا في مقدمة مفردة جمعتها من كتاب : "اإلنباه" ( بن عبد البر ، ومن كتاب "القصد واألمم ، في معرفة أنساب العرب7ألبي عمر )

والعجم". فجميع الناس في الشرف بالنسبة الطينية إلى آدم وحواء سواء ، وإنما يتفاضلون باألمور الدينية ، وهي طاعة الله ومتابعة رسوله صلى الله عليه وسلم ؛

ولهذا قال تعالى بعد النهي عن الغيبة واحتقار بعض الناس بعض�ا ، منبها على تساويهم�ل� �ائ �ا و�ق�ب ع�وب �م� ش� �اك �ن ع�ل �ى و�ج� �ث �ن �ر� و�أ �م� م�ن� ذ�ك �اك �ق�ن ل �ا خ� �ن �اس� إ �ه�ا الن ي

� �ا أ في البشرية : } ي

261

Page 63: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

ف�وا { أي : ليحصل التعارف بينهم ، كل� يرجع إلى قبيلته. �ع�ار� �ت لف�وا { ، كما يقال : فالن بن فالن من كذا وكذا ، أي : �ع�ار� �ت وقال مجاهد في قوله : } ل

من قبيلة كذا وكذا.اليفها ، وكانت عرب الحجاز وقال سفيان الثوري : كانت ح�م�ير ينتسبون إلى م�خ�

ينتسبون إلى قبائلها. ( أبو عيسى الترمذي : حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا عبد الله بن المبارك ،8وقد قال )

عن عبد__________

( في أ "بغيبة".1)(.4883( وسنن أبي داود برقم )3/441( المسند )2)( في ت : "وروى".3)( في ت : "أن".4)( في أ : "عرضه".5)(.4884( سنن أبي داود برقم )6)( في م : "عمرو".7)( في ت : "وروى".8)

(7/385)

الملك بن عيسى الثقفي ، عن يزيد - مولى المنبعث - عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ؛ فإن صلة الرحم

محبة في األهل ، مثراة في المال ، منسأة في األثر". ثم قال : غريب ، ال نعرفه إال من(.1هذا الوجه )

�م� { أي : إنما تتفاضلون عند الله بالتقوى ال �ق�اك �ت �ه� أ �د� الل ن �م� ع� م�ك �ر� ك� �ن� أ وقوله : } إ

باألحساب. وقد وردت األحاديث بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( البخاري رحمه الله : حدثنا محمد بن سالم ، حدثنا عبدة ، عن عبيد الله ، عن2قال )

سعيد بن أبي سعيد ، عن أبي هريرة قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أكرم ؟ قال : "أكرمهم عند الله أتقاهم" قالوا : ليس عن هذا نسألك. قال :

"فأكرم الناس يوسف نبي الله ، ابن نبي الله ، ابن خليل الله". قالوا : ليس عن هذا نسألك. قال : "فعن معادن العرب تسألوني ؟" قالوا : نعم. قال : "فخياركم في

(.3الجاهلية خياركم في اإلسالم إذا ف�ق�ه�وا" ) (. ورواه النسائي4وقد رواه البخاري في غير موضع من طرق عن عبدة بن سليمان )

(.5في التفسير من حديث عبيد الله - وهو ابن عمر العمري - به )�ير بن هشام ،6حديث آخر : قال مسلم ) �ث ( ، رحمه الله : حدثنا عمرو الناقد ، حدثنا ك

( قال : قال رسول الله7حدثنا جعفر بن برقان ، عن يزيد بن األصم ، عن أبي هريرة ) صلى الله عليه وسلم : "إن الله ال ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى

قلوبكم وأعمالكم".�ير بن هشام ، به ) �ث (.8ورواه ابن ماجه عن أحمد بن سنان ، عن ك

( اإلمام أحمد : حدثنا وكيع ، عن أبي هالل ، عن بكر ، عن أبي ذر9حديث آخر : وقال )

262

Page 64: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

قال : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : "انظر ، فإنك لست بخير من أحمر وال(.11(. تفرد به أحمد )10أسود إال أن تفضله بتقوى )

( الحافظ أبو القاسم الطبراني : حدثنا أبو عبيدة عبد الوارث بن12حديث آخر : وقال )�لة ، حدثنا عبيد بن حنين الطائي ب إبراهيم العسكري ، حدثنا عبد الرحمن بن عمرو بن ج�

اش الع�ص�ر�ي� ، يحدث عن أبيه : أنه سمع رسول الله ، سمعت محمد بن حبيب بن خ�ر�( : المسلمون إخوة ، ال13صلى الله عليه وسلم يقول )

__________(.1979( سنن الترمذي برقم )1)( في ت : "فروى".2)(.4689( صحيح البخاري برقم )3)(.3383 ، 3374( صحيح البخاري برقم )4)(.11250( النسائي في السنن الكبرى برقم )5)( في ت : "وروى".6)( في ت : "أبي هريرة رضي الله عنه".7)(.4143( وسنن ابن ماجه برقم )2564( صحيح مسلم برقم )8)( في ت : "وروى".9)( في ت : "بتقوى الله".10)(.5/158( المسند )11)( في ت : "وروى".12)( في ت : "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال".13)

(7/386)

(1فضل ألحد على أحد إال بالتقوى" ) ( أبو بكر البزار في مسنده : حدثنا أحمد بن يحيى الكوفي ، حدثنا2حديث آخر : قال )

ق�د�ة ) ( ، عن3الحسن بن الحسين ، حدثنا قيس - يعني ابن الربيع - عن شبيب بن غ�ر� ( قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :4المستظل بن حصين ، عن حذيفة )

"كلكم بنو آدم. وآدم خلق من تراب ، ولينتهين قوم يفخرون بآبائهم ، أو ليكونن أهونعلى الله من الج�ع�الن".

(.5ثم قال : ال نعرفه عن حذيفة إال من هذا الوجه ) ( ابن أبي حاتم : حدثنا الربيع بن سليمان ، حدثنا أسد بن موسى ،6حديث آخر : قال )

حدثنا يحيى بن زكريا القطان ، حدثنا موسى بن عبيدة ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر قال : طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة على ناقته الق�ص�واء

ا في المسجد حتى نزل صلى7يستلم األركان ) ( بمحجن في يده ، فما وجد لها مناخ� الله عليه وسلم على أيدي الرجال ، فخرج بها إلى بطن المسيل فأنيخت. ثم إن رسولالله صلى الله عليه وسلم خطبهم على راحلته ، فحمد الله وأثنى عليه بما هو له أهل )

�ية الجاهلية وتعظمها بآبائها ،8 ( ثم قال : "يا أيها الناس ، إن الله قد أذهب عنكم ع�ب فالناس رجالن : رجل بر تقي كريم على الله ، وفاجر شقي هين على الله. إن الله

�ن� ف�وا إ �ع�ار� �ت �ل� ل �ائ �ا و�ق�ب ع�وب �م� ش� �اك �ن ع�ل �ى و�ج� �ث �ن �ر� و�أ �م� م�ن� ذ�ك �اك �ق�ن ل �ا خ� �ن �اس� إ �ه�ا الن ي� �ا أ يقول : } ي

263

Page 65: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ير� { ثم قال : "أقول قولي هذا وأستغفر الله ب �يم� خ� �ه� ع�ل �ن� الل �م� إ �ق�اك �ت �ه� أ �د� الل ن �م� ع� م�ك �ر� ك� أ

لي ولكم".ل�د ، عن موسى بن عبيدة9هكذا ) ( رواه عبد بن حميد ، عن أبي عاصم الضحاك بن م�خ�(.10، به )

�ه�يعة ، عن11حديث آخر : قال ) ( اإلمام أحمد : حدثنا يحيى بن إسحاق ، حدثنا ابن ل الحارث بن يزيد ، عن علي بن رباح ، عن عقبة بن عامر ؛ أن رسول الله صلى الله

عليه وسلم قال : "إن أنسابكم هذه ليست بمسبة على أحد ، كلكم بنو آدم ط�ف� الصاع�ا �ذ�ي لم يملؤه ، ليس ألحد على أحد فضل إال بدين وتقوى ، وكفى بالرجل أن يكون ب

ا". بخيال فاحش��ه�يعة ، به ) ( ولفظه :12وقد رواه ابن جرير ، عن يونس ، عن ابن وهب ، عن ابن ل

�وه ، إن الله ال يسألكم عن أحسابكم وال عن �ئ �م�ل "الناس آلدم وحواء ، طف الصاع لم يأنسابكم يوم القيامة ، إن أكرمكم عند الله أتقاكم".

__________ ( : "فيه عبد الرحمن بن8/84( وقال الهيثمي في المجمع )4/25( المعجم الكبير )1)

عمرو بن جبلة ، وهو متروك".( في ت : "وروى".2)( في أ : "عروة".3)( في ت : "عن حذيفة رضي الله عنه".4) ( : "فيه الحسن بن8/86( وقال الهيثمي في المجمع )3584( مسند البزار برقم )5)

الحسين العرني وهو ضعيف".( في ت : "وروى".6)( في ت : "الركن".7)( في ت ، أ : "بما هو عليه".8)( في ت : "وهكذا".9)( وفيه موسى بن عبيدة الزبدي وهو ضعيف.793( المنتخب لعبد بن حميد برقم )10)( في ت : "وروى".11) ( :8/84( قال الهيثمي في المجمع )26/89( وتفسير الطبري )4/158( المسند )12)

"فيه ابن لهيعة وفيه لين ، وبقية رجاله وثقوا". قلت : الراوي عنه في رواية الطبريعبد اله بن وهب ، فهذه متابعة قوية ليحيى بن إسحاق.

(7/387)

�م� �ك �وب �يم�ان� ف�ي ق�ل �د�خ�ل� اإل� �م�ا ي �ا و�ل �م�ن ل س�� �وا أ �ك�ن� ق�ول �وا و�ل �ؤ�م�ن �م� ت �ا ق�ل� ل �م�ن اب� آ �ع�ر� ق�ال�ت� األ�

ح�يم� ) �ه� غ�ف�ور� ر� �ن� الل �ا إ �ئ ي �م� ش� �ك �ع�م�ال �م� م�ن� أ �ك �ت �ل �ه� ال� ي ول س� �ه� و�ر� �ط�يع�وا الل �ن� ت �م�ا14و�إ �ن ( إ�يل� ب ه�م� ف�ي س� �ف�س� �ن �ه�م� و�أ م�و�ال

� �أ �وا و�ج�اه�د�وا ب �اب ت �ر� �م� ي �م� ل �ه� ث ول س� �ه� و�ر� �الل �وا ب �م�ن �ذ�ين� آ �ون� ال �م�ؤ�م�ن ال�ك� ه�م� الص�اد�ق�ون� ) �ئ �ول �ه� أ م�او�ات�15الل �م� م�ا ف�ي الس� �ع�ل �ه� ي �م� و�الل �ك �د�ين �ه� ب �م�ون� الل �ع�ل �ت ( ق�ل� أ

�يم� ) ي�ء� ع�ل �ل� ش� �ك �ه� ب ر�ض� و�الل� �وا ع�ل�ي�16و�م�ا ف�ي األ� �م�ن �م�وا ق�ل� ال� ت ل س�

� �ن� أ �ك� أ �ي �ون� ع�ل �م�ن ( ي�م� ص�اد�ق�ين� ) �ت �ن �ن� ك �يم�ان� إ �إل� �م� ل �ن� ه�د�اك �م� أ �ك �ي �م�ن� ع�ل �ه� ي �ل� الل �م� ب م�ك ال� �س� �ع�ل�م�17إ �ه� ي �ن� الل ( إ

�ع�م�ل�ون� ) �م�ا ت �ص�ير� ب �ه� ب ر�ض� و�الل� م�او�ات� و�األ� �ب� الس� ( 18غ�ي

264

Page 66: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

وليس هو في شيء من الكتب الستة من هذا الوجه. ( اإلمام أحمد : حدثنا أحمد بن عبد الملك ، حدثنا شريك ، عن1حديث آخر : قال )

م�اك ، عن عبد الله بن ع�م�يرة زوج درة ابنة أبي لهب ، عن درة بنت أبي لهب قالت : س� قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر ، فقال : يا رسول الله ، أي

الناس خير ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : "خير الناس أقرؤهم ، وأتقاهم لله عز(.2وجل ، وآمرهم بالمعروف ، وأنهاهم عن المنكر ، وأوصلهم للرحم" )

( اإلمام أحمد : حدثنا حسن ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا أبو األسود ،3حديث آخر : قال ) عن القاسم بن محمد ، عن عائشة قالت : ما أعجب رسول الله صلى الله عليه وسلم

(.4شيء من الدنيا ، وال أعجبه أحد قط ، إال ذو تقى. تفرد به أحمد رحمه الله )�ير� { أي : عليم بكم ، خبير بأموركم ، فيهدي من يشاء ، ب �يم� خ� �ه� ع�ل �ن� الل وقوله : } إ ويضل من يشاء ، ويرحم من يشاء ، ويعذب من يشاء ، ويفضل من يشاء على من

يشاء ، وهو الحكيم العليم الخبير في ذلك كله. وقد استدل بهذه اآلية الكريمة وهذه األحاديث الشريفة ، من ذهب من العلماء إلى أن الكفاءة في النكاح ال تشترط ، وال

�م� { وذهب اآلخرون إلى أدلة �ق�اك �ت �ه� أ �د� الل ن �م� ع� م�ك �ر� ك� �ن� أ يشترط سوى الدين ، لقوله : } إ

أخرى مذكورة في كتب الفقه ، وقد ذكرنا طرفا من ذلك في "كتاب األحكام" ولله الحمد والمنة. وقد روى الطبراني عن عبد الرحمن أنه سمع رجال من بني هاشميقول : أنا أولى الناس برسول الله. فقال : غيرك أولى به منك ، ولك منه نسبه.

�م� �ك �وب �د�خ�ل� اإليم�ان� ف�ي ق�ل �م�ا ي �ا و�ل �م�ن ل س�� �وا أ �ك�ن� ق�ول �وا و�ل �ؤ�م�ن �م� ت �ا ق�ل� ل اب� آم�ن } ق�ال�ت� األع�ر�

ح�يم� ) �ه� غ�ف�ور� ر� �ن� الل �ا إ �ئ ي �م� ش� �ك �ع�م�ال �م� م�ن� أ �ك �ت �ل �ه� ال ي ول س� �ه� و�ر� �ط�يع�وا الل �ن� ت �م�ا14و�إ �ن ( إ�يل� ب ه�م� ف�ي س� �ف�س� �ن �ه�م� و�أ م�و�ال

� �أ �وا و�ج�اه�د�وا ب �اب ت �ر� �م� ي �م� ل �ه� ث ول س� �ه� و�ر� �الل �وا ب �ذ�ين� آم�ن �ون� ال �م�ؤ�م�ن ال�ك� ه�م� الص�اد�ق�ون� ) �ئ �ول �ه� أ م�و�ات�15الل �م� م�ا ف�ي الس� �ع�ل �ه� ي �م� و�الل �ك �د�ين �ه� ب �م�ون� الل �ع�ل �ت ( ق�ل� أ

�يم ) ي�ء� ع�ل �ل� ش� �ك �ه� ب �وا ع�ل�ي�16و�م�ا ف�ي األر�ض� و�الل �م�ن �م�وا ق�ل� ال ت ل س�� �ن� أ �ك� أ �ي �ون� ع�ل �م�ن ( ي

�م� ص�اد�ق�ين� ) �ت �ن �ن� ك �إليم�ان� إ �م� ل �ن� ه�د�اك �م� أ �ك �ي �م�ن� ع�ل �ه� ي �ل� الل �م� ب �س�الم�ك �ع�ل�م�17إ �ه� ي �ن� الل ( إ�ع�م�ل�ون� ) �م�ا ت �ص�ير� ب �ه� ب م�و�ات� و�األر�ض� و�الل �ب� الس� ( {18غ�ي

__________( في ت : "وروى".1) ( من طريق شريك24/257( ورواه الطبراني في المعجم الكبير )6/432( المسند )2)

( : "رجالهما ثقات ، وفي كالم بعضهم كالم ال7/263به ، وقال الهيثمي في المجمع )يضر".

( في ت : "وروى".3)(.6/69( المسند )4)

(7/388)

يقول تعالى منكرا على األعراب الذين أول ما دخلوا في اإلسالم ادعوا ألنفسهم مقام�ك�ن� �وا و�ل �ؤ�م�ن �م� ت �ا ق�ل� ل اب� آم�ن اإليمان ، ولم يتمكن اإليمان في قلوبهم بعد : } ق�ال�ت� األع�ر��م� {. وقد استفيد من هذه اآلية الكريمة : أن �ك �وب �د�خ�ل� اإليم�ان� ف�ي ق�ل �م�ا ي �ا و�ل �م�ن ل س�

� �وا أ ق�ول اإليمان أخص من اإلسالم كما هو مذهب أهل السنة والجماعة ، ويدل عليه حديث جبريل ، عليه السالم ، حين سأل عن اإلسالم ، ثم عن اإليمان ، ثم عن اإلحسان ،

265

Page 67: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

فترقى من األعم إلى األخص ، ثم لألخص منه. ( اإلمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا م�ع�م�ر ، عن الزهري ، عن عامر بن1قال )

سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه قال : أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجاال ولم�ا �عط فالن �ا وفالنا ولم ت �ا ، فقال سعد : يا رسول الله ، أعطيت فالن يعط رجال منهم شيئ�ا ، وهو مؤمن ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "أو مسلم" حتى أعادها سعد شيئ ثالثا ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : "أو مسلم" ثم قال النبي صلى الله عليه�ا ؛ مخافة أن وسلم : "إني ألعطي رجاال وأدع من هو أحب إلي� منهم فلم أعطيه شيئ

يكبوا في النار على وجوههم".(.2أخرجاه في الصحيحين من حديث الزهري ، به )

فقد فرق النبي صلى الله عليه وسلم بين المسلم والمؤمن ، فدل على أن اإليمان أخص من اإلسالم. وقد قررنا ذلك بأدلته في أول شرح كتاب اإليمان من "صحيح

البخاري" ولله الحمد والمنة. ودل ذلك على أن ذاك الرجل كان مسلما ليس منافق�ا ؛ ( أن هؤالء3ألنه تركه من العطاء ووكله إلى ما هو فيه من اإلسالم ، فدل هذا على )

األعراب المذكورين في هذه اآلية ليسوا بمنافقين ، وإنما هم مسلمون لم يستحكم اإليمان في قلوبهم ، فادعوا ألنفسهم مقاما أعلى مما وصلوا إليه ، فأدبوا في ذلك.

وهذا معنى قول ابن عباس وإبراهيم النخعي ، وقتادة ، واختاره ابن جرير. وإنما قلنا�ظهرون اإليمان هذا ألن البخاري ، رحمه الله ، ذهب إلى أن هؤالء كانوا منافقين ي

وليسوا كذلك. وقد روي عن سعيد بن جبير ، ومجاهد ، وابن زيد أنهم قالوا في قوله :�ا { أي : استسلمنا خوف القتل والسباء. قال مجاهد : نزلت في �م�ن ل س�

� �وا أ �ك�ن� ق�ول } و�ل بني أسد بن خزيمة. وقال قتادة : نزلت في قوم امتنوا بإيمانهم على رسول الله صلى

الله عليه وسلم. والصحيح األول ؛ أنهم قوم ادعوا ألنفسهم مقام اإليمان ، ولم يحصل لهم بعد ، فأدبوا

وأعلموا أن ذلك لم يصلوا إليه بعد ، ولو كانوا منافقين لعنفوا وفضحوا ، كما ذكر�وا �ك�ن� ق�ول �وا و�ل �ؤ�م�ن �م� ت �ا : } ق�ل� ل المنافقون في سورة براءة. وإنما قيل لهؤالء تأديب

�م� { أي : لم تصلوا إلى حقيقة اإليمان بعد. �ك �وب �د�خ�ل� اإليم�ان� ف�ي ق�ل �م�ا ي �ا و�ل �م�ن ل س�� أ

�ا [ { ) �ئ ي �م� ]ش� �ك �ع�م�ال �م� م�ن� أ �ك �ت �ل �ه� ال ي ول س� �ه� و�ر� �ط�يع�وا الل �ن� ت ( أي : ال4ثم قال : } و�إي�ء� { ]الطور : �ه�م� م�ن� ش� �اه�م� م�ن� ع�م�ل �ن �ت �ل ينقصكم من أجوركم شيئا ، كقوله : } و�م�ا أ

21.]ح�يم� { أي : لمن تاب إليه وأناب. �ه� غ�ف�ور� ر� �ن� الل وقوله : } إ

__________( في ت : "وروى".1)(.150( وصحيح مسلم برقم )27( وصحيح البخاري برقم )1/176( المسند )2)( في ت : "إلى".3)( زيادة من ت.4)

(7/389)

�م� �ه� ث ول س� �ه� و�ر� �الل �وا ب �ذ�ين� آم�ن �م�ل } ال �ون� { أي : إنما المؤمنون الك �م�ؤ�م�ن �م�ا ال �ن وقوله : } إ�وا { أي : لم يشكوا وال تزلزلوا ، بل ثبتوا ) �اب ت �ر� �م� ي ( على حال واحدة ، وهي التصديق1ل

266

Page 68: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ه� { أي : وبذلوا مهجهم ) �يل� الل ب ه�م� ف�ي س� �ف�س� �ن �ه�م� و�أ م�و�ال� �أ (2المحض ، } و�ج�اه�د�وا ب

�ك� ه�م� الص�اد�ق�ون� { أي : في قولهم �ئ �ول ونفائس أموالهم في طاعة الله ورضوانه ، } أ إذا قالوا : "إنهم مؤمنون" ، ال كبعض األعراب الذين ليس معهم من الدين إال الكلمة

الظاهرة.دين ، حدثني عمرو بن3وقال ) ( اإلمام أحمد : حدثنا يحيى بن غيالن ، حدثنا ر�ش�

( قال : إن النبي صلى4الحارث ، عن أبي السمح ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ) ( آمنوا بالله5الله عليه وسلم قال : "المؤمنون في الدنيا على ثالثة أجزاء : ]الذين[ )

ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله. والذي يأمنه الناس(.6على أموالهم وأنفسهم. ثم الذي إذا أشرف على طمع تركه لله ، عز وجل" )

�م� { أي : أتخبرونه ) �ك �د�ين �ه� ب �م�ون� الل �ع�ل �ت �ه�7وقوله : } ق�ل� أ ( بما في ضمائركم ، } و�اللم�و�ات� و�م�ا ف�ي األر�ض� { أي : ال يخفى عليه مثقال ذرة في األرض وال �م� م�ا ف�ي الس� �ع�ل ي

�يم� {. ي�ء� ع�ل �ل� ش� �ك �ه� ب في السماء ، وال أصغر من ذلك وال أكبر ، } و�الل�م�وا { ، يعني : األعراب ]الذين[ )8ثم قال ]تعالى[ ) ل س�

� �ن� أ �ك� أ �ي �ون� ع�ل �م�ن (9( : } ي يمنون بإسالمهم ومتابعتهم ونصرتهم على الرسول ، يقول الله رد�ا عليهم : } ق�ل� ال

�ل� �م� { ، فإن نفع ذلك إنما يعود عليكم ، ولله المنة عليكم فيه ، } ب �س�الم�ك �وا ع�ل�ي� إ �م�ن ت�م� ص�اد�ق�ين� { أي : في دعواكم ذلك ، كما قال �ت �ن �ن� ك �إليم�ان� إ �م� ل �ن� ه�د�اك �م� أ �ك �ي �م�ن� ع�ل �ه� ي الل

النبي صلى الله عليه وسلم لألنصار يوم حنين : "يا معشر األنصار ، ألم أجدكم ضالال فهداكم الله بي ؟ وكنتم متفرقين فألفكم الله بي ؟ وعالة فأغناكم الله بي ؟" كلما قال

م�ن� )� �ا قالوا : الله ورسوله أ (.10شيئ

( الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، حدثنا يحيى بن11وقال ) سعيد األموي ، عن محمد بن قيس ، عن أبي عون ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن

( قال : جاءت بنو أسد إلى رسول الله صلى الله عليه12عباس ]رضي الله عنهما[ ) وسلم فقالوا : يا رسول الله ، أسلمنا وقاتلتك العرب ، ولم تقاتلك ، فقال رسول الله

( على ألسنتهم".13صلى الله عليه وسلم : "إن فقههم قليل ، وإن الشيطان ينطق )�م�ن� �ه� ي �ل� الل �م� ب �س�الم�ك �وا ع�ل�ي� إ �م�ن �م�وا ق�ل� ال ت ل س�

� �ن� أ �ك� أ �ي �ون� ع�ل �م�ن ونزلت هذه اآلية : } ي�م� ص�اد�ق�ين� { �ت �ن �ن� ك �إليم�ان� إ �م� ل �ن� ه�د�اك �م� أ �ك �ي ع�ل

__________( في ت : "تثبتوا".1)( في ت : "مهجتهم".2)( في ت : "وروى".3)( في ت : "أبي سعيد رضي الله عنه".4)( زيادة من ت ، أ ، والمسند.5)( وفي إسناده بن أبي السمح عن أبي الهيثم وهو ضعيف.3/8( المسند )6)( في ت : "أتخبرون".7)( زيادة من ت.8)( زيادة من ت ، أ.9) ( من حديث عبد الله بن زيد بن عاصم4330( رواه البخاري في صحيحه برقم )10)

رضي الله عنه.( في ت : "وروى".11)( زيادة من ت.12)( في أ : "ينطق".13)

267

Page 69: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

(7/390)

ثم قال : ال نعلمه يروى إال من هذا الوجه ، وال نعلم روى أبو عون محمد بن عبيد الله ،(.2( هذا الحديث )1عن سعيد بن جبير ، غير )

�ه� �ن� الل ثم كرر اإلخبار بعلمه بجميع الكائنات ، وبصره بأعمال المخلوقات فقال : } إ�ع�م�ل�ون� { �م�ا ت �ص�ير� ب �ه� ب م�و�ات� و�األر�ض� و�الل �ب� الس� �م� غ�ي �ع�ل ي

آخر تفسير الحجرات ، ولله الحمد والمنة__________

( في أ : "سوى".1) ( من طريق يحيى بن سعيد11519( ورواه النسائي في السنن الكبرى برقم )2)

األموي به.

(7/391)

تفسير سورة قوهي مكية.

وهذه السورة هي أول الحزب المفصل على الصحيح ، وقيل : من الحجرات. وأما ما( فال أصل له ، ولم يقله أحد من العلماء المعتبرين )1يقوله العامة ) (2( : إنه من)ع�م�

فيما نعلم. والدليل على أن هذه السورة هي أول المفصل ما رواه أبو داود في سننه ،باب "تحزيب القرآن" ثم قال :

ان بن تمام ، )ح( وحدثنا عبد الله بن سعيد أبو سعيد األشج ، د�د ، حدثنا ق�ر� حدثنا م�س� حدثنا أبو خالد سليمان بن حبان - وهذا لفظه - عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى ، عن عثمان بن عبد الله بن أوس ، عن جده - قال عبد الله بن سعيد : حدثنيه أوس بن حذيفة - ثم اتفقا. قال : قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد ثقيف ،

قال : فنزلت األحالف على المغيرة بن شعبة ، وأنزل رسول الله صلى الله عليه وسلمد�د : وكان في الوفد الذين قدموا على رسول الله صلى بني مالك في ق�بة له - قال مس�

( كل ليلة3الله عليه وسلم من ثقيف ، قال : كان رسول الله ]صلى الله عليه وسلم[ ) يأتينا بعد العشاء يحدثنا - قال أبو سعيد : قائما على رجليه حتى يراوح بين رجليه من

( وكنا4طول القيام - فأكثر ما يحدثنا ما لقي من قومه قريش ، ثم يقول : ال سواء ) مستضعفين مستذلين - قال م�سد�د : بمكة - فلما خرجنا إلى المدينة كانت سجال

( عن الوقت5الحرب بيننا وبينهم ، ندال عليهم ويدالون علينا. فلما كانت ليلة أبطأ ) ( الليلة! قال : "إنه طرأ علي حزبي من6الذي كان يأتينا فيه ، فقلنا : لقد أبطأت عنا )

القرآن ، فكرهت أن أجيء حتى أتمه". قال أوس : سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : كيف تحزبون القرآن ؟ فقالوا : ثالث ، وخمس ، وسبع ، وتسع ،

وإحدى عشرة ، وثالث عشرة ، وحزب المفصل وحده. ورواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن أبي خالد األحمر ، به. ورواه اإلمام

( يعلى7أحمد عن عبد الرحمن بن مهدي ، عن عبد الله بن عبد الرحمن ، هو ابن )(.8الطائفي به )

268

Page 70: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

إذا علم هذا ، فإذا عددت ثمانيا وأربعين سورة ، فالتي بعدهن سورة "ق". بيانه : ثالث : البقرة ، وآل عمران ، والنساء. وخمس : المائدة ، واألنعام ، واألعراف ،

واألنفال ، وبراءة. وسبع : يونس ، وهود ، ويوسف ، والرعد ، وإبراهيم ، والحجر ، والنحل. وتسع : سبحان ، والكهف ، ومريم ، وطه ، واألنبياء ، والحج ، والمؤمنون ،

والنور ، والفرقان. وإحدى عشرة : الشعراء ، والنمل ، والقصص ، والعنكبوت ، والروم ، ولقمان ، والم ، السجدة ، واألحزاب ، وسبأ ، وفاطر ، و يس. وثالث عشرة :

الصافات ، وص ، والزمر ، وغافر ، و حم ، السجدة ، وحم عسق ، والزخرف ، والدخان، والجاثية ، __________

( في م ، أ : "العوام".1)( في أ : "المفسرين".2)( زيادة من م ، أ.3)( في م ، أ : "ال أساء".4)( في م : "أبطأ علينا".5)( في أ : "علينا".6)( في أ : "أبو".7)(.4/9( ، والمسند )1345( وسنن ابن ماجه برقم )1393( سنن أبي داود برقم )8)

(7/392)

يد� ) �م�ج� ن� ال� آ �ق�ر� ي�ء�1ق و�ال ون� ه�ذ�ا ش� �اف�ر� �ك �ه�م� ف�ق�ال� ال �ذ�ر� م�ن �ن� ج�اء�ه�م� م�ن �وا أ ب �ل� ع�ج� ( ب�ع�يد� )2ع�ج�يب� ) ج�ع� ب �ا ذ�ل�ك� ر� اب �ر� �ا ت �ن �ا و�ك �ن �ذ�ا م�ت �ئ �ا3( أ �د�ن ن �ه�م� و�ع� ر�ض� م�ن

� �ق�ص� األ� �ن �ا م�ا ت �م�ن ( ق�د� ع�ل�اب� ح�ف�يظ� ) �ت م�ر� م�ر�يج� )4ك

� اء�ه�م� ف�ه�م� ف�ي أ �م�ا ج� �ح�ق� ل �ال �وا ب �ذ�ب �ل� ك ( 5( ب

واألحقاف ، والقتال ، والفتح ، والحجرات. ثم بعد ذلك الحزب المفصل كما قاله ( ، ولله الحمد1الصحابة ، رضي الله عنهم. فتعين أن أوله سورة "ق" وهو الذي قلناه )

والمنة. قال اإلمام أحمد : حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا مالك ، عن ض�م�رة بن سعيد ،

�يد الله ) ( بن عبد الله ؛ أن عمر بن الخطاب سأل أبا واقد الليثي : ما كان2عن ع�برسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيد ؟ قال : بقاف ، واقتربت.

(. وفي رواية لمسلم عن3ورواه مسلم وأهل السنن األربعة ، من حديث مالك ، به )( ، عن أبي واقد قال : سألني عمر ، فذكره )5( عن ضمرة ، عن عبيد الله )4فليح )

6.) حديث آخر : وقال أحمد : حدثنا يعقوب ، حدثنا أبي ، عن ابن إسحاق ، حدثني عبد الله

بن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن حزم ، عن يحيى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن�ورنا وتنور النبي صلى7سعد ) �ن ارة ، عن أم هشام بنت حارثة قالت : لقد كان ت ر� ( بن ز�

�م�ج�يد� { آن� ال �ق�ر� الله عليه وسلم واحدا سنتين ، أو سنة وبعض سنة ، وما أخذت } ق و�ال إال على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كان يقرؤها كل يوم جمعة على

المنبر إذا خطب الناس.

269

Page 71: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

(.9( من حديث ابن إسحاق ، به )8رواه مسلم ]أيضا[ ) وقال أبو داود : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن خبيب

( ، عن عبد الله بن محمد بن معن ، عن ابنة الحارث بن النعمان قالت : ما10) حفظت "ق" إال من ف�ي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يخطب بها كل جمعة. قالت

: وكان تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم واحد�ا.(.11وكذا رواه مسلم والنسائي وابن ماجه ، من حديث شعبة ، به )

والقصد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بهذه السورة في المجامع الكبار ، كالعيد والجمع ، الشتمالها على ابتداء الخلق والبعث والنشور ، والمعاد والقيام ،

والحساب ، والجنة والنار ، والثواب والعقاب ، والترغيب والترهيب.�م�ج�يد� ) آن� ال �ق�ر� ي�ء�1} ق و�ال ون� ه�ذ�ا ش� �اف�ر� �ك �ه�م� ف�ق�ال� ال �ذ�ر� م�ن �ن� ج�اء�ه�م� م�ن �وا أ ب �ل� ع�ج� ( ب

�ع�يد� )2ع�ج�يب� ) ج�ع� ب �ا ذ�ل�ك� ر� اب �ر� �ا ت �ن �ا و�ك �ن �ذ�ا م�ت �ئ �ا3( أ �د�ن ن �ه�م� و�ع� �ق�ص� األر�ض� م�ن �ن �ا م�ا ت �م�ن ( ق�د� ع�ل�اب� ح�ف�يظ� ) �ت م�ر� م�ر�يج� )4ك

� اء�ه�م� ف�ه�م� ف�ي أ �م�ا ج� �ح�ق� ل �ال �وا ب �ذ�ب �ل� ك ( {5( ب__________

( في أ : "قدمناه".1)( في م : "عبد الله".2) (1154( ، وسنن أبي داود برقم )891( وصحيح مسلم برقم )5/217( المسند )3)

(.1282( وسنن ابن ماجه برقم )3/183( وسنن النسائي )534وسنن الترمذي برقم )( في م ، أ : "مالك".4)( في م : "عبد الله".5)(.891( صحيح مسلم برقم )6)( في م ، أ : "أسعد".7)( زيادة من م.8)(.873( وصحيح مسلم برقم )6/435( المسند )9)( في م ، أ : "حبيب".10)( وسنن النسائي )873( وصحيح مسلم برقم )1100( سنن أبي داود برقم )11)

( لكنه ليس من هذا الطريق.2/157

(7/393)

( في أوائل السور ، كقوله : )ص ، ن ،1} ق { : حرف من حروف الهجاء المذكورة ) الم ، حم ، طس( ونحو ذلك ، قاله مجاهد وغيره. وقد أسلفنا الكالم عليها ، في أول

"سورة البقرة" بما أغنى عن إعادته. وقد روي عن بعض السلف أنهم قالوا } ق { : جبل محيط بجميع األرض ، يقال له

جبل قاف. وكأن هذا - والله أعلم - من خرافات بني إسرائيل التي أخذها عنهم بعض ( ال يصدق وال يكذب. وعندي أن هذا2الناس ، لما رأى من جواز الرواية عنهم فيما )

وأمثاله وأشباهه من اختالق بعض زنادقتهم ، يلبسون به على الناس أمر دينهم ، كما افترى في هذه األمة - مع جاللة قدر علمائها وحفاظها وأئمتها - أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وما بالعهد من قدم ، فكيف بأمة بني إسرائيل مع طول المدى ، وقلة

( ، وتحريف علمائهم الكلم عن مواضعه ،3الحفاظ النقاد فيهم ، وشربهم الخمور )

270

Page 72: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

وتبديل كتب الله وآياته! وإنما أباح الشارع الرواية عنهم في قوله : "وحدثوا عن بني�حيله العقول ويحكم عليه إسرائيل ، وال حرج" فيما قد يجوزه العقل ، فأما فيما ت

بالبطالن ، ويغلب على الظنون كذبه ، فليس من هذا القبيل - والله أعلم. وقد أكثر كثير من السلف من المفسرين ، وكذا طائفة كثيرة من الخلف ، من الحكاية عن كتب أهل الكتاب في تفسير القرآن المجيد ، وليس بهم احتياج إلى أخبارهم ، ولله الحمد والمنة ، حتى إن اإلمام أبا محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي ، رحمه الله ،

أورد هاهنا أثرا غريبا ال يصح سنده عن ابن عباس فقال : حدثنا أبي قال : حدثت عن محمد بن إسماعيل المخزومي : حدثنا ليث بن أبي سليم ،

ا محيط�ا ، ثم خلق عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : خلق الله من وراء هذه األرض بحر� من وراء ذلك جبال يقال له "ق" السماء الدنيا مرفوعة عليه. ثم خلق الله من وراء ذلك

الجبل أرضا مثل تلك األرض سبع مرات. ثم خلق من وراء ذلك بحرا محيط�ا بها ، ثم خلق من وراء ذلك جبال يقال له "ق" السماء الثانية مرفوعة عليه ، حتى عد سبع

�ح�ر� �ب أرضين ، وسبعة أبحر ، وسبعة أجبل ، وسبع سموات. قال : وذلك قوله : } و�ال�ح�ر� { ]لقمان : �ب �ع�ة� أ ب �ع�د�ه� س� �م�د�ه� م�ن� ب [.27ي

فإسناد هذا األثر فيه انقطاع ، والذي رواه ابن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله : }ق { قال : هو اسم من أسماء الله ، عز وجل.

والذي ثبت عن مجاهد : أنه حرف من حروف الهجاء ، كقوله : )ص ، ن ، حم ، طس ،�ع�د ما تقدم عن ابن عباس. �ب الم( ونحو ذلك. فهذه ت

وقيل : المراد "قض�ي األمر والله�" ، وأن قوله : } ق { دلت على المحذوف من بقية( كقول4الكلم )

__________( في م : "الذي تقدم ذكرها".1)( في م : "مما".2)( في أ : "الخمر".3)( في م ، أ : "الكلمة".4)

(7/394)

الشاعر : قلت لها : قفي فقلت : قاف... وفي هذا التفسير نظر ؛ ألن الحذف في الكالم إنما يكون إذا دل دليل عليه ، ومن أين

يفهم هذا من ذكر هذا الحرف ؟.يد� { أي : الكريم العظيم الذي ال يأتيه الباطل من بين يديه وال �م�ج� آن� ال �ق�ر� وقوله : } و�ال

من خلفه ، تنزيل من حكيم حميد. واختلفوا في جواب القسم ما هو ؟ فحكى ابن جرير عن بعض النحاة أنه قوله : } ق�د�

�اب� ح�ف�يظ� { �ت �ا ك �د�ن ن �ه�م� و�ع� �ق�ص� األر�ض� م�ن �ن �ا م�ا ت �م�ن ع�ل وفي هذا نظر ، بل الجواب هو مضمون الكالم بعد القسم ، وهو إثبات النبوة ، وإثبات

المعاد ، وتقريره وتحقيقه وإن لم يكن القسم متلقى لفظ�ا ، وهذا كثير في أقسامة� وا ف�ي ع�ز� �ف�ر� �ذ�ين� ك �ل� ال �ر� ب آن� ذ�ي الذ�ك �ق�ر� القرآن كما تقدم في قوله : } ص و�ال

ق�اق� { ] ص : �ن�2 ، 1و�ش� �وا أ ب �ل� ع�ج� �م�ج�يد� ب آن� ال �ق�ر� [ ، وهكذا قال هاهنا : } ق و�ال

271

Page 73: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

ي�ء� ع�ج�يب� { أي : تعجبوا من إرسال رسول ون� ه�ذ�ا ش� �اف�ر� �ك �ه�م� ف�ق�ال� ال �ذ�ر� م�ن اء�ه�م� م�ن ج��ذ�ر� ن

� �ن� أ �ه�م� أ ج�ل� م�ن �ل�ى ر� �ا إ �ن ي و�ح�� �ن� أ �ا أ ب �اس� ع�ج� �لن �ان� ل �ك إليهم من البشر كقوله تعالى : } أ

�اس� { ] يونس : [ أي : وليس هذا بعجيب ؛ فإن الله يصطفي من المالئكة رسال2النومن الناس.

�ا �ن �ا و�ك �ن �ذ�ا م�ت �ئ ا عنهم في عجبهم أيض�ا من المعاد واستبعادهم لوقوعه : } أ ثم قال مخبر��ع�يد� { أي : يقولون : أإذا متنا وبلينا ، وتقطعت األوصال منا ، وصرنا ج�ع� ب �ا ذ�ل�ك� ر� اب �ر� ت

�ع�يد� { أي : ج�ع� ب ترابا ، كيف يمكن الرجوع بعد ذلك إلى هذه البنية والتركيب ؟ } ذ�ل�ك� ر�بعيد الوقوع ، ومعنى هذا : أنهم يعتقدون استحالته وعدم إمكانه.

�ه�م� { أي : ما تأكل من �ق�ص� األر�ض� م�ن �ن �ا م�ا ت �م�ن قال الله تعالى راد�ا عليهم : } ق�د� ع�ل أجسادهم في البلى ، نعلم ذلك وال يخفى علينا أين تفرقت األبدان ؟ وأين ذهبت ؟

�اب� ح�ف�يظ� { أي : حافظ لذلك ، فالعلم شامل ، والكتاب �ت �ا ك �د�ن ن وإلى أين صارت ؟ } و�ع�أيض�ا فيه كل األشياء مضبوطة.

�ه�م� { أي : ما �ق�ص� األر�ض� م�ن �ن �ا م�ا ت �م�ن قال العو�ف�ي ، عن ابن عباس في قوله : } ق�د� ع�ل تأكل من لحومهم وأبشارهم ، وعظامهم وأشعارهم. وكذا قال مجاهد ، وقتادة ،

والضحاك ، وغيرهم.�وا �ذ�ب �ل� ك ثم بين تعالى سبب كفرهم وعنادهم واستبعادهم ما ليس ببعيد فقال : } ب

م�ر� م�ر�يج� { أي : وهذا حال كل من خرج عن الحق ، مهما� اء�ه�م� ف�ه�م� ف�ي أ �م�ا ج� �ح�ق� ل �ال ب

قال بعد ذلك فهو باطل. والمريج : المختلف المضطرب الملتبس المنكر خالله ، كقوله�ف�ك� { ] الذاريات : �ه� م�ن� أ �ؤ�ف�ك� ع�ن �ل�ف� ي ت �ف�ي ق�و�ل� م�خ� �م� ل �ك �ن [.9 ، 8: } إ

(7/395)

وج� ) �ه�ا م�ن� ف�ر� �اه�ا و�م�ا ل �ن ي �اه�ا و�ز� �ن �ي �ن �ف� ب �ي م�اء� ف�و�ق�ه�م� ك �ل�ى الس� وا إ �ظ�ر� �ن �م� ي �ف�ل ر�ض�6أ� ( و�األ�

�ه�يج� ) و�ج� ب �ل� ز� �ا ف�يه�ا م�ن� ك �ن �ت �ب �ن ي� و�أ و�اس� �ا ف�يه�ا ر� �ن �ق�ي �ل �اه�ا و�أ �د�7م�د�د�ن �ل� ع�ب �ك ى ل �ر� ة� و�ذ�ك �ص�ر� �ب ( ت�يب� ) �ح�ص�يد� )8م�ن �ات� و�ح�ب� ال ن �ه� ج� �ا ب �ن �ت �ب ن

� �ا ف�أ ك �ار� م�اء� م�اء� م�ب �ا م�ن� الس� �ن ل �ز� �خ�ل�9( و�ن ( و�الن�ض�يد� ) �ع� ن �ه�ا ط�ل ق�ات� ل �اس� وج� )10ب �خ�ر� �ذ�ل�ك� ال �ا ك �ت �د�ة� م�ي �ل �ه� ب �ا ب �ن �ي ي ح�

� �اد� و�أ �ع�ب �ل ق�ا ل ( 11( ر�ز�

وج� ) �ه�ا م�ن� ف�ر� �اه�ا و�م�ا ل �ن ي �اه�ا و�ز� �ن �ي �ن �ف� ب �ي م�اء� ف�و�ق�ه�م� ك �ل�ى الس� وا إ �ظ�ر� �ن �م� ي �ف�ل ( و�األر�ض�6} أ�ه�يج� ) و�ج� ب �ل� ز� �ا ف�يه�ا م�ن� ك �ن �ت �ب �ن ي� و�أ و�اس� �ا ف�يه�ا ر� �ن �ق�ي �ل �اه�ا و�أ �د�7م�د�د�ن �ل� ع�ب �ك ى ل �ر� ة� و�ذ�ك �ص�ر� �ب ( ت

�يب� ) �ح�ص�يد� )8م�ن �ات� و�ح�ب� ال ن �ه� ج� �ا ب �ن �ت �ب ن� �ا ف�أ ك �ار� م�اء� م�اء� م�ب �ا م�ن� الس� �ن �خ�ل�9( و�نزل ( و�الن

�ض�يد� ) �ع� ن �ه�ا ط�ل ق�ات� ل �اس� وج� )10ب �خ�ر� �ذ�ل�ك� ال �ا ك �ت �د�ة� م�ي �ل �ه� ب �ا ب �ن �ي ي ح�� �اد� و�أ �ع�ب �ل ق�ا ل ( {11( ر�ز�

يقول تعالى منبها للعباد على قدرته العظيمة التي أظهر بها ما هو أعظم مما تعجبوا�اه�ا { ؟ أي : �ن ي �اه�ا و�ز� �ن �ي �ن �ف� ب �ي م�اء� ف�و�ق�ه�م� ك �ل�ى الس� وا إ �ظ�ر� �ن �م� ي �ف�ل مستبعدين لوقوعه : } أ

وج� {. قال مجاهد : يعني من شقوق. وقال غيره : فتوق. �ه�ا م�ن� ف�ر� بالمصابيح ، } و�م�ا لم�و�ات� �ع� س� ب ل�ق� س� �ذ�ي خ� وقال غيره : من صدوع. والمعنى متقارب ، كقوله تعالى : } ال

ج�ع� �م� ار� ى م�ن� ف�ط�ور�. ث �ر� �ص�ر� ه�ل� ت �ب ج�ع� ال �ف�او�ت� ف�ار� ح�م�ن� م�ن� ت ل�ق� الر� ى ف�ي خ� �ر� �اق�ا م�ا ت ط�بير� { ] الملك : �ا و�ه�و� ح�س� ئ �ص�ر� خ�اس� �ب �ك� ال �ي �ل �ق�ل�ب� إ �ن �ن� ي �ي ت �ر� �ص�ر� ك �ب [ أي : كليل ،4 ، 3ال

�ا أو نقص�ا. أي : عن أن يرى عيبو�اس�ي� { وهي : �ا ف�يه�ا ر� �ن �ق�ي �ل �اه�ا { أي : وسعناها وفرشناها ، } و�أ وقوله : } و�األر�ض� م�د�د�ن

272

Page 74: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

الجبال ؛ لئال تميد بأهلها وتضطرب ؛ فإنها م�ق�رة على تيار الماء المحيط بها من جميع�ه�يج� { أي : من جميع الزروع والثمار والنبات و�ج� ب �ل� ز� �ا ف�يه�ا م�ن� ك �ن �ت �ب �ن جوانبها ، } و�أ

ون� { ] الذاريات : �ر� �ذ�ك �م� ت �ك �ع�ل �ن� ل ي و�ج� �ا ز� �ق�ن ل ي�ء� خ� �ل� ش� [ ، وقوله :49واألنواع ، } و�م�ن� ك} بهيج { أي : حسن نضر.

�يب� { أي : ومشاهدة خلق السموات ]واألرض[ ) �د� م�ن �ل� ع�ب �ك ى ل �ر� ة� و�ذ�ك �ص�ر� �ب ( وما1} ت ( فيهما من اآليات العظيمة تبصرة وداللة وذكرى لكل عبد منيب ، أي :2جعل ]الله[ )

ج�اع إلى الله عز وجل. خاضع خائف وجل ر��ات� { أي : ن �ه� ج� �ا ب �ن �ت �ب ن

� �ا { أي : نافع�ا ، } ف�أ ك �ار� م�اء� م�اء� م�ب �ا م�ن� الس� �ن وقوله تعالى : } و�نزل�ح�ص�يد� { وهو : الزرع الذي يراد لحبه وادخاره. حدائق من بساتين ونحوها ، } و�ح�ب� ال

ق�ات� { أي : طواال شاهقات. وقال ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، �اس� �خ�ل� ب } و�الن�ض�يد� { أي : �ع� ن �ه�ا ط�ل والحسن ، وقتادة ، والسدي ، وغيرهم : الباسقات الطوال. } ل

�ا { وهي : األرض التي كانت �ت �د�ة� م�ي �ل �ه� ب �ا ب �ن �ي ي ح�� �اد� { أي : للخلق ، } و�أ �ع�ب �ل ق�ا ل منضود. } ر�ز�

هامدة ، فلما نزل عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ، من أزاهير وغير ( حسنها ، وذلك بعد ما كانت ال نبات بها ، فأصبحت تهتز3ذلك ، مما يحار الطرف في )

خضراء ، فهذا مثال للبعث بعد الموت والهالك ، كذلك يحيي الله الموتى. وهذا ( كقوله4المشاهد من عظيم قدرته بالحس أعظم مما أنكره الجاحدون للبعث )

�اس� { ] غافر : ل�ق� الن �ر� م�ن� خ� �ب ك� م�و�ات� و�األر�ض� أ ل�ق� الس� �خ� [ ، وقوله :57تعالى : } ل

�ي� ي �ح� �ن� ي �ق�اد�ر� ع�ل�ى أ �ق�ه�ن� ب ل �خ� �ع�ي� ب �م� ي م�و�ات� و�األر�ض� و�ل ل�ق� الس� �ذ�ي خ� �ه� ال ن� الل� و�ا أ �ر� �م� ي و�ل

� } أي�ء� ق�د�ير� { ] األحقاف : �ل� ش� �ه� ع�ل�ى ك �ن �ل�ى إ �ى ب �م�و�ت �ه�33ال �ات [ ، وقال تعالى : } و�م�ن� آي

ع�ة� ) ى األر�ض� خ�اش� �ر� �ك� ت �ن �ي5أ ي �م�ح� �اه�ا ل ي �ح� �ذ�ي أ �ن� ال �ت� إ ب ت� و�ر� �ز� �م�اء� اه�ت �ه�ا ال �ي �ا ع�ل �ن �نزل �ذ�ا أ ( ف�إي�ء� ق�د�ير� { ] فصلت : �ل� ش� �ه� ع�ل�ى ك �ن �ى إ �م�و�ت [.39ال

__________( زيادة من م ، أ.1)( زيادة من أ.2)( في م : "من".3)( في م ، أ : "البعث".4)( في م : "هامدة" وهو خطأ.5)

(7/396)

�م�ود� ) ص�ح�اب� الر�س� و�ث� �وح� و�أ �ه�م� ق�و�م� ن �ل �ت� ق�ب �ذ�ب �خ�و�ان� ل�وط� )12ك ع�و�ن� و�إ (13( و�ع�اد� و�ف�ر�

س�ل� ف�ح�ق� و�ع�يد� ) �ذ�ب� الر� �ل¥ ك �ع� ك �ب �ة� و�ق�و�م� ت �ك �ي ص�ح�اب� األ�� �ل� ه�م�14و�أ و�ل� ب

� ل�ق� األ� �خ� �ال �ا ب �ين ف�ع�ي� ( أ

د�يد� ) ل�ق� ج� �س� م�ن� خ� �ب ( 15ف�ي ل

�م�ود� ) ص�ح�اب� الر�س� و�ث� �وح� و�أ �ه�م� ق�و�م� ن �ل �ت� ق�ب �ذ�ب �خ�و�ان� ل�وط� )12} ك ع�و�ن� و�إ (13( و�ع�اد� و�ف�ر�

س�ل� ف�ح�ق� و�ع�يد� ) �ذ�ب� الر� �ل¥ ك �ع� ك �ب �ة� و�ق�و�م� ت �ك ص�ح�اب� األي� �ل� ه�م�14و�أ ل�ق� األو�ل� ب �خ� �ال �ا ب �ين ف�ع�ي

� ( أد�يد� ) ل�ق� ج� �س� م�ن� خ� �ب ( {15ف�ي ل

يقول تعالى متهددا لكفار قريش بما أحله بأشباههم ونظرائهم وأمثالهم من المكذبين قبلهم ، من النقمات والعذاب األليم في الدنيا ، كقوم نوح وما عذبهم الله به من الغرق

273

Page 75: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( لجميع أهل األرض ، وأصحاب الرس وقد تقدمت قصتهم في سورة1العام )�خ�و�ان� ل�وط� { ، وهم أمته الذين بعث إليهم2"الفرقان" ) ع�و�ن� و�إ �م�ود�. و�ع�اد� و�ف�ر� ( } و�ث

من أهل سدوم ومعاملتها من الغور ، وكيف خسف الله بهم األرض ، وأحال أرضهمبحيرة منتنة خبيثة ؛ بكفرهم وطغيانهم ومخالفتهم الحق.

�ع� { وهو اليماني. وقد �ب �ة� { وهم قوم شعيب عليه السالم ، } و�ق�و�م� ت �ك ص�ح�اب� األي� } و�أ

ذكرنا من شأنه في سورة الدخان ما أغنى عن إعادته هاهنا ولله الحمد.س�ل� { أي : كل من هذه األمم وهؤالء القرون كذب رسوله ) �ذ�ب� الر� �ل¥ ك ( ، ومن3} ك

�ين� {4كذب رسوال ) ل س� �م�ر� �وح� ال �ت� ق�و�م� ن �ذ�ب ( فكأنما كذب جميع الرسل ، كقوله : } ك [ ، وإنما جاءهم رسول واحد ، فهم في نفس األمر لو جاءهم جميع105] الشعراء :

الرسل كذبوهم ، } ف�ح�ق� و�ع�يد� { أي : فحق عليهم ما أوعدهم الله ، على التكذيب من العذاب والنكال فليحذر المخاطبون أن يصيبهم ما أصابهم فإنهم قد كذبوا رسولهم كما

كذب أولئك.ل�ق� األو�ل� { أي : أفأعجزنا ) �خ� �ال �ا ب �ين ف�ع�ي

� ( ابتداء الخلق حتى هم في شك من5وقوله : } أل�ق� ج�د�يد� { والمعنى : أن ابتداء الخلق لم يعجزنا �س� م�ن� خ� �ب �ل� ه�م� ف�ي ل اإلعادة ، } ب

�ه�و�ن� �ع�يد�ه� و�ه�و� أ �م� ي ل�ق� ث �خ� � ال �د�أ �ب �ذ�ي ي واإلعادة أسهل منه ، كما قال تعالى : } و�ه�و� ال�ه� { ] الروم : �ي �ق�ه� ق�ال� م�ن�27ع�ل ل �س�ي� خ� �ال و�ن �ا م�ث �ن ب� ل [ ، وقال الله تعالى : } و�ض�ر�

�يم� { ل�ق� ع�ل �ل� خ� �ك ة� و�ه�و� ب و�ل� م�ر�� �ه�ا أ أ �ش� �ن �ذ�ي أ �يه�ا ال ي �ح� م�يم� ق�ل� ي �ع�ظ�ام� و�ه�ي� ر� �ي ال ي �ح� ي

[ ، وقد تقدم في الصحيح : "يقول الله تعالى : يؤذيني ابن آدم ، يقول79 - 78] يس : (.6: لن يعيدني كما بدأني ، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته" )

__________( في م : "العظيم".1)(.38( تقدم ذلك في سورة الفرقان عند اآلية رقم )2)( في أ : "رسولهم".3)( في م : "برسول".4)( في م : "فأعجزنا".5)( من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.4974( صحيح البخاري برقم )6)

(7/397)

�و�ر�يد� ) �ل� ال ب �ه� م�ن� ح� �ي �ل ب� إ �ق�ر� �ح�ن� أ ه� و�ن �ف�س� �ه� ن و�س� ب �و�س� �م� م�ا ت �ع�ل ان� و�ن �س� �ن �ا اإل� �ق�ن ل �ق�د� خ� (16و�لم�ال� ق�ع�يد� ) �م�ين� و�ع�ن� الش� �ي �ان� ع�ن� ال �ق�ي �ل �م�ت �ق�ى ال �ل �ت �ذ� ي �ه�17إ �د�ي �ال� ل �ف�ظ� م�ن� ق�و�ل� إ �ل ( م�ا ي

�يد� ) ق�يب� ع�ت يد� )18ر� �ح� �ه� ت �ت� م�ن �ن �ح�ق� ذ�ل�ك� م�ا ك �ال �م�و�ت� ب ة� ال �ر� ك �ف�خ� ف�ي19( و�ج�اء�ت� س� ( و�ن�و�ع�يد� ) �و�م� ال ه�يد� )20الص�ور� ذ�ل�ك� ي �ق� و�ش� ائ �ف�س� م�ع�ه�ا س� �ل� ن �ت� ف�ي21( و�ج�اء�ت� ك �ن �ق�د� ك ( ل

�و�م� ح�د�يد� ) �ي ك� ال �ص�ر� �ك� غ�ط�اء�ك� ف�ب �ا ع�ن ف�ن �ش� �ة� م�ن� ه�ذ�ا ف�ك ( 22غ�ف�ل

�و�ر�يد� ) �ل� ال ب �ه� م�ن� ح� �ي �ل ب� إ �ق�ر� �ح�ن� أ ه� و�ن �ف�س� �ه� ن و�س� ب �و�س� �م� م�ا ت �ع�ل ان� و�ن �س� �ا اإلن �ق�ن ل �ق�د� خ� } و�لم�ال� ق�ع�يد� )16 �م�ين� و�ع�ن� الش� �ي �ان� ع�ن� ال �ق�ي �ل �م�ت �ق�ى ال �ل �ت �ذ� ي �ه�17( إ �د�ي �ال ل �ف�ظ� م�ن� ق�و�ل� إ �ل ( م�ا ي

�يد� ) ق�يب� ع�ت يد� )18ر� �ح� �ه� ت �ت� م�ن �ن �ح�ق� ذ�ل�ك� م�ا ك �ال �م�و�ت� ب ة� ال �ر� ك �ف�خ� ف�ي19( و�ج�اء�ت� س� ( و�ن

274

Page 76: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�و�ع�يد� ) �و�م� ال ه�يد� )20الص�ور� ذ�ل�ك� ي �ق� و�ش� ائ �ف�س� م�ع�ه�ا س� �ل� ن �ت� ف�ي21( و�ج�اء�ت� ك �ن �ق�د� ك ( ل�و�م� ح�د�يد� ) �ي ك� ال �ص�ر� �ك� غ�ط�اء�ك� ف�ب �ا ع�ن ف�ن �ش� �ة� م�ن� ه�ذ�ا ف�ك ( {22غ�ف�ل

(7/397)

يخبر تعالى عن قدرته على اإلنسان بأنه خالقه ، وعمله محيط بجميع أموره ، حتى إنه تعالى يعلم ما توسوس به نفوس بني آدم من الخير والشر. وقد ثبت في الصحيح عن

( تجاوز ألمتي ما حدثت به1رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "إن الله )(.2أنفسها ما لم تقل أو تعمل" )

�و�ر�يد� { يعني : مالئكته تعالى أقرب� إلى اإلنسان �ل� ال ب �ه� م�ن� ح� �ي �ل ب� إ �ق�ر� �ح�ن� أ وقوله : } و�ن ( إليه. ومن تأوله على العلم فإنما فر لئال يلزم حلول أو اتحاد ، وهما3من حبل وريده )

منفيان باإلجماع ، تعالى الله وتقدس ، ولكن اللفظ ال يقتضيه فإنه لم يقل : وأنا أقرب�و�ر�يد� { كما قال في �ل� ال ب �ه� م�ن� ح� �ي �ل ب� إ �ق�ر� �ح�ن� أ إليه من حبل الوريد ، وإنما قال : } و�ن

ون� { ] الواقعة : �ص�ر� �ب �ك�ن� ال ت �م� و�ل �ك �ه� م�ن �ي �ل ب� إ �ق�ر� �ح�ن� أ [ ، يعني85المحتضر : } و�ن�ح�اف�ظ�ون� { ] الحجر : 4مالئكته. وكما قال ]تعالى[ ) �ه� ل �ا ل �ن �ر� و�إ �ا الذ�ك �ن �ح�ن� نزل �ا ن �ن 9( : } إ

( المالئكة5[ ، فالمالئكة نزلت بالذكر - وهو القرآن - بإذن الله ، عز وجل. وكذلك )�م�ة في6أقرب إلى اإلنسان من حبل وريده إليه بإقدار ) ( الله لهم على ذلك ، فالملك ل

اإلنسان كما أن للشيطان لمة وكذلك : "الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم" ،�ان� { يعني : �ق�ي �ل �م�ت �ق�ى ال �ل �ت �ذ� ي كما أخبر بذلك الصادق المصدوق ؛ ولهذا قال هاهنا : } إ

م�ال� ق�ع�يد� { أي : مترصد ) �م�ين� و�ع�ن� الش� �ي الملكين اللذين يكتبان عمل اإلنسان. } ع�ن� ال7.)

�ف�ظ� { أي : ابن آدم } م�ن� ق�و�ل� { أي : ما يتكلم بكلمة ) �ل ق�يب�8} م�ا ي �ه� ر� �د�ي �ال ل ( } إ�يد� { أي : إال ولها من يراقبها معتد ) ( لذلك يكتبها ، ال يترك كلمة وال حركة ، كما9ع�ت

�ف�ع�ل�ون� { ] االنفطار : �م�ون� م�ا ت �ع�ل �ين� ي �ب �ات ام�ا ك �ر� �ح�اف�ظ�ين� ك �م� ل �ك �ي �ن� ع�ل 10قال تعالى : } و�إ -12.]

وقد اختلف العلماء : هل يكتب الملك كل شيء من الكالم ؟ وهو قول الحسن وقتادة ، أو إنما يكتب ما فيه ثواب وعقاب كما هو قول ابن عباس ، على قولين ، وظاهر اآلية

�يد� { ق�يب� ع�ت �ه� ر� �د�ي �ال ل �ف�ظ� م�ن� ق�و�ل� إ �ل األول ، لعموم قوله : } م�ا ي وقد قال اإلمام أحمد : حدثنا أبو معاوية ، حدثنا محمد بن عمرو بن علقمة الليثي ، عن

أبيه ، عن جده علقمة ، عن بالل بن الحارث المزني قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما

(. وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من10بلغت ، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه ) ( سخطه إلى يوم يلقاه".11سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت ، يكتب الله عليه بها )

قال : فكان علقمة يقول : كم من كالم قد منعنيه حديث بالل بن الحارث. (. وقال12ورواه الترمذي والنسائي وابن ماجه ، من حديث محمد بن عمرو به )

الترمذي : حسن__________

( في أ : "إن الله تعالى".1)(.127( وصحيح مسلم برقم )5269( صحيح البخاري برقم )2)

275

Page 77: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( في أ : "الوريد".3)( زيادة من م ، أ.4)( في أ : "ولذلك".5)( في م : "باقتدار".6)( في م : "مرصد".7)( في م : "بكالم".8)( في م : "معد".9)( في أ : "القيامة".10)( في م : "له بها عليه".11) ( والنسائي في السنن الكبرى ،2319( وسنن الترمذي برقم )3/469( المسند )12)

(.3969( وسنن ابن ماجه برقم )2/103كما في تحفة األشراف )

(7/398)

(.2( في الصحيح )1صحيح. وله شاهد ) وقال األحنف بن قيس : صاحب اليمين يكتب الخير ، وهو أمير على صاحب الشمال ، فإن أصاب العبد خطيئة قال له : أمسك ، فإن استغفر الله تعالى نهاه أن يكتبها ، وإن

أبى كتبها. رواه ابن أبي حاتم.م�ال� ق�ع�يد� { : يا ابن آدم ، �م�ين� و�ع�ن� الش� �ي وقال الحسن البصري وتال هذه اآلية : } ع�ن� ال�سطت لك صحيفة ، ووكل بك ملكان كريمان أحدهما عن يمينك ، واآلخر عن شمالك ، بفأما الذي عن يمينك فيحفظ حسناتك ، وأما الذي عن يسارك فيحفظ سيئاتك فاعمل )

( ما شئت ، أقلل أو أكثر حتى إذا مت طويت صحيفتك ، وجعلت في عنقك معك في3ه� ف�ي �ر� �اه� ط�ائ م�ن �ز� �ل ان� أ �س� �ن �ل� إ قبرك ، حتى تخرج يوم القيامة ، فعند ذلك يقول : } و�ك�ك� �ي �و�م� ع�ل �ي �ف�س�ك� ال �ن �ف�ى ب �ك� ك �اب �ت � ك أ ا اق�ر� ور� �ش� �ق�اه� م�ن �ل �ا ي �اب �ت �ام�ة� ك �ق�ي �و�م� ال �ه� ي �خ�ر�ج� ل �ق�ه� و�ن ع�ن

�ا { ] اإلسراء : يب [ ثم يقول : عدل - والله - فيك من جعلك حسيب14 ، 13ح�س�نفسك.

�يد� { ق�يب� ع�ت �ه� ر� �د�ي �ال ل �ف�ظ� م�ن� ق�و�ل� إ �ل وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : } م�ا ي قال : يكتب كل ما تكلم به من خير أو شر ، حتى إنه ليكتب قوله : "أكلت ، شربت ، ذهبت ، جئت ، رأيت" ، حتى إذا كان يوم الخميس عرض قوله وعمله ، فأقر منه ما

�ت� �ب �ث اء� و�ي �ش� �ه� م�ا ي �م�ح�و الل كان فيه من خير أو شر ، وألقى سائره ، وذلك قوله : } ي�اب� { ] الرعد : �ت �ك �م� ال �د�ه� أ ن [ ، وذكر عن اإلمام أحمد أنه كان يئن في مرضه ،39و�ع�

فبلغه عن طاوس أنه قال : يكتب الملك كل شيء حتى األنين. فلم يئن أحمد حتى(.4مات رحمه الله )

يد� { ، يقول تعالى : وجاءت �ح� �ه� ت �ت� م�ن �ن �ح�ق� ذ�ل�ك� م�ا ك �ال �م�و�ت� ب ة� ال �ر� ك وقوله : } و�ج�اء�ت� س� - أيها اإلنسان - سكرة الموت بالحق ، أي : كشفت لك عن اليقين الذي كنت تمتري

�ح�يد� { أي : هذا هو الذي كنت تفر منه قد جاءك ، فال محيد �ه� ت �ت� م�ن �ن فيه ، } ذ�ل�ك� م�ا كوال مناص ، وال فكاك وال خالص.

�ح�ق� ذ�ل�ك� م�ا �ال �م�و�ت� ب ة� ال �ر� ك وقد اختلف المفسرون في المخاطب بقوله : } و�ج�اء�ت� س��ح�يد� { ، فالصحيح أن المخاطب بذلك اإلنسان من حيث هو. وقيل : الكافر ، �ه� ت �ت� م�ن �ن ك

276

Page 78: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

وقيل : غير ذلك.�اد عن �اد بن ع�ب �الن - أخبرنا ع�ب ب وقال أبو بكر بن أبي الدنيا : حدثنا إبراهيم بن زياد - س�

( أن عائشة ، رضي5محمد بن عمرو بن علقمة ، عن أبيه عن جده علقمة بن وقاص ) الله عنها ، قالت : حضرت أبي وهو يموت ، وأنا جالسة عند رأسه ، فأخذته غشية�

فتمثلت ببيت من الشعر : �عا... فإنه ال بد مرة� ) (7( مدقوق )6من ال يزال دمعه م�ق�ن

__________( في أ : "شواهد".1)( شاهده حديث أبي هريرة رضي الله عنه أخرجه البخاري في صحيحه برقم )2)

6478.)( في أ : "فاملل".3)( رواه صالح بن اإلمام أحمد في سيرة أبيه.4)( في أ : "أبي وقاص" وهو خطأ. انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.5)( في أ : "من دمعه".6)( وعنده : ال بد يوما أن يهراق.4/115( البيت في النهاية البن األثير )7)

(7/399)

ة� �ر� ك قالت : فرفع رأسه فقال : يا بنية ، ليس كذلك ولكن كما قال تعالى : } و�ج�اء�ت� س��ح�يد� {. �ه� ت �ت� م�ن �ن �ح�ق� ذ�ل�ك� م�ا ك �ال �م�و�ت� ب ال

( ، عن إسماعيل بن أبي2( خلف بن هشام ؛ حدثنا أبو شهاب ]الخياط[ )1وحدثنا ) ( ، رضي الله عنه ، جاءت عائشة ، رضي3خالد ، عن البهي قال : لما أن ثقل أبو بكر )

الله عنها ، فتمثلت بهذا البيت : (4لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى... إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر )

�ح�ق� �ال �م�و�ت� ب ة� ال �ر� ك فكشف عن وجهه وقال : ليس كذلك ، ولكن قولي : } و�ج�اء�ت� س��ح�يد� { وقد أوردت لهذا األثر طرقا ]كثيرة[ ) �ه� ت �ت� م�ن �ن ( في سيرة الصديق5ذ�ل�ك� م�ا ك

عند ذكر وفاته ، رضي الله عنه. وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : لما تغشاه الموت جعل يمسح العرق عن وجهه ويقول : "سبحان الله! إن للموت لسكرات". وفي قوله : } ذ�ل�ك� م�ا

�ح�يد� { قوالن : �ه� ت �ت� م�ن �ن ك أحدهما : أن "ما" هاهنا موصولة ، أي : الذي كنت منه تحيد - بمعنى : تبتعد وتنأى وتفر

- قد حل بك ونزل بساحتك. والقول الثاني : أن "ما" نافية بمعنى : ذلك ما كنت تقدر على الفرار منه وال الحيد

عنه. وقد قال الطبراني في المعجم الكبير : حدثنا محمد بن علي الصائغ المكي ، حدثنا

حفص بن عمر الحدي ، حدثنا معاذ بن محمد اله�ذ�لي ، عن يونس بن عبيد ، عن الحسنم�رة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "مثل الذي يفر من الموت ، عن س�

�ن ، فجاء يسعى حتى إذا أعيى وأسهر دخل جحره ، مثل الثعلب ، تطلبه األرض بد�ي فقالت له األرض : يا ثعلب ، ديني. فخرج وله حصاص ، فلم يزل كذلك حتى تقطعت

277

Page 79: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

(.6عنقه ومات" ) ومضمون هذا المثل : كما ال انفكاك له وال محيد عن األرض كذلك اإلنسان ال محيد له

عن الموت.�و�ع�يد� {. قد تقدم الكالم على حديث النفخ في �و�م� ال �ف�خ� ف�ي الص�ور� ذ�ل�ك� ي وقوله : } و�ن

( ، وذلك يوم القيامة. وفي الحديث أن رسول الله7الصور والفزع والصعق والبعث ) صلى الله عليه وسلم قال : "كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته ، وانتظر أن يؤذن له". قالوا : يا رسول الله كيف نقول ؟ قال : "قولوا حسبنا الله ونعم

الوكيل". فقال القوم : حسبنا الله ونعم الوكيل.__________

( في أ : "وحديث".1)( زيادة من م ، أ.2)( في م : "أبا بكر".3)( أ. هـ مستفادا من طبعة الشعب.50( البيت لحاتم الطائي وهو في ديوانه ص )4)( زيادة من م ، أ.5) ( : "فيه معاذ بن محمد2/320( وقال الهيثمي في المجمع )7/222( المعجم الكبير )6)

الهذلي ، قال العقيلي : ال يتابع على رفع حديثه".( في م : "للفزع وللصعق وللبعث".7)

(7/400)

ه�يد� { أي : ملك يسوقه إلى المحشر ، وملك يشهد �ق� و�ش� ائ �ف�س� م�ع�ه�ا س� �ل� ن } و�ج�اء�ت� ك عليه بأعماله. هذا هو الظاهر من اآلية الكريمة. وهو اختيار ابن جرير ، ثم روي من

حديث إسماعيل بن أبى خالد عن يحيى بن رافع - مولى لثقيف - قال : سمعت عثمانه�يد� { ،1بن عفان يخطب ) �ق� و�ش� ائ �ف�س� م�ع�ه�ا س� �ل� ن ( ، فقرأ هذه اآلية : } و�ج�اء�ت� ك

فقال : سائق يسوقها إلى الله ، وشاهد يشهد عليها بما عملت. وكذا قال مجاهد ،وقتادة ، وابن زيد.

ف ، عن أبي جعفر - مولى أشجع - عن أبي هريرة : السائق : الملك وقال م�ط�ر�والشهيد : العمل. وكذا قال الضحاك والسدي.

وقال الع�و�في عن ابن عباس : السائق من المالئكة ، والشهيد : اإلنسان نفسه ، يشهدعلى نفسه. وبه قال الضحاك بن م�زاح�م أيضا.

�ة� �ت� ف�ي غ�ف�ل �ن �ق�د� ك وحكى ابن جرير ثالثة أقوال في المراد بهذا الخطاب في قوله : } ل�و�م� ح�د�يد� { �ي ك� ال �ص�ر� �ك� غ�ط�اء�ك� ف�ب �ا ع�ن ف�ن �ش� م�ن� ه�ذ�ا ف�ك

أحدها : أن المراد بذلك الكافر. رواه علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس. وبه يقولالضحاك بن مزاحم وصالح بن كيسان.

والثاني : أن المراد بذلك كل أحد من بر وفاجر ؛ ألن اآلخرة بالنسبة إلى الدنيا كاليقظة والدنيا كالمنام. وهذا اختيار ابن جرير ، ونقله عن حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن

عباس. والثالث : أن المخاطب بذلك النبي صلى الله عليه وسلم. وبه يقول زيد بن أسلم ،

( قبل أن يوحى2وابنه. والمعنى على قولهما : لقد كنت في غفلة من هذا الشأن )

278

Page 80: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

إليك ، فكشفنا عنك غطاءك بإنزاله إليك ، فبصرك اليوم حديد. والظاهر من السياق خالف هذا ، بل الخطاب مع اإلنسان من حيث هو ، والمراد

�ك� غ�ط�اء�ك� �ا ع�ن ف�ن �ش� �ة� م�ن� ه�ذ�ا { يعني : من هذا اليوم ، } ف�ك �ت� ف�ي غ�ف�ل �ن �ق�د� ك بقوله : } ل�و�م� ح�د�يد� { أي : قوي ؛ ألن كل واحد يوم القيامة يكون مستبصرا ، حتى �ي ك� ال �ص�ر� ف�ب الكفار في الدنيا يكونون يوم القيامة على االستقامة ، لكن ال ينفعهم ذلك. قال الله

�ا { ] مريم : �ن �ون �ت �أ �و�م� ي �ص�ر� ي �ب �ه�م� و�أ م�ع� ب س�� �ذ�38تعالى : } أ ى إ �ر� �و� ت [ ، وقال تعالى : } و�ل

�ا �ن ا إ �ح� �ع�م�ل� ص�ال �ا ن ع�ن ج� �ا ف�ار� م�ع�ن �ا و�س� ن �ص�ر� �ب �ا أ �ن ب �ه�م� ر� ب �د� ر� ن ه�م� ع� ء�وس� و ر� �اك�س� �م�ج�ر�م�ون� ن ال�ون� { ] السجدة : [.12م�وق�ن

__________( في م : "خطب".1)( في أ : "القرآن".2)

(7/401)

�يد� ) �د�ي� ع�ت �ه� ه�ذ�ا م�ا ل �يد� )23و�ق�ال� ق�ر�ين �ف�ار� ع�ن �ل� ك �م� ك ه�ن �ا ف�ي ج� �ق�ي �ل �د�24( أ �ر� م�ع�ت ي �خ� �ل �اع� ل ( م�ند�يد� )25م�ر�يب� ) �ع�ذ�اب� الش� �اه� ف�ي ال �ق�ي ل

� �خ�ر� ف�أ �ه�ا آ �ل �ه� إ �ذ�ي ج�ع�ل� م�ع� الل �ه�26( ال ( ق�ال� ق�ر�ين�ع�يد� ) ل� ب �ان� ف�ي ض�ال� �ك�ن� ك �ه� و�ل �ت ط�غ�ي

� �ا م�ا أ �ن ب �م�27ر� �ك �ي �ل �د�ي� و�ق�د� ق�د�م�ت� إ �ص�م�وا ل ت �خ� ( ق�ال� ال� ت�و�ع�يد� ) �ال �يد� )28ب �ع�ب �ل � ل م �ظ�ال� �ا ب ن

� �د�ي� و�م�ا أ �ق�و�ل� ل �د�ل� ال �ب ( 29( م�ا ي

�يد� ) �د�ي� ع�ت �ه� ه�ذ�ا م�ا ل �يد� )23} و�ق�ال� ق�ر�ين �ف�ار� ع�ن �ل� ك �م� ك ه�ن �ا ف�ي ج� �ق�ي �ل �ر�24( أ ي �خ� �ل �اع� ل ( م�ن�د� م�ر�يب� ) د�يد� )25م�ع�ت �ع�ذ�اب� الش� �اه� ف�ي ال �ق�ي ل

� �ه�ا آخ�ر� ف�أ �ل �ه� إ �ذ�ي ج�ع�ل� م�ع� الل ( ق�ال�26( ال�ع�يد� ) �ان� ف�ي ض�الل� ب �ك�ن� ك �ه� و�ل �ت ط�غ�ي

� �ا م�ا أ �ن ب �ه� ر� �د�ي� و�ق�د� ق�د�م�ت�27ق�ر�ين �ص�م�وا ل ت �خ� ( ق�ال� ال ت�و�ع�يد� ) �ال �م� ب �ك �ي �ل �يد� )28إ �ع�ب �ل � ل �ظ�الم �ا ب ن

� �د�ي� و�م�ا أ �ق�و�ل� ل �د�ل� ال �ب ( {29( م�ا يا عن الملك الموكل بعمل ابن آدم : أنه يشهد عليه يوم القيامة بما يقول تعالى مخبر�

�يد� { أي : معتد )1فعل ) �د�ي� ع�ت ( بال زيادة وال نقصان.3( محضر )2( ويقول : } ه�ذ�ا م�ا ل وقال مجاهد : هذا كالم الملك السائق يقول : هذا ابن آدم الذي وكلتني به ، قد

أحضرته.وقد اختار ابن جرير أن يعم السائق والشهيد ، وله اتجاه وقوة.

�م� ه�ن �ا ف�ي ج� �ق�ي �ل فعند ذلك يحكم الله ، سبحانه تعالى ، في الخليقة بالعدل فيقول : } أ�يد� { �ف�ار� ع�ن �ل� ك ك

وقد اختلف النحاة في قوله : } ألقيا { فقال بعضهم : هي لغة لبعض العرب يخاطبون المفرد بالتثنية ، كما روي عن الحجاج أنه كان يقول : يا حرسي ، اضربا عنقه ، ومما

أنشد ابن جرير على هذه اللغة قول الشاعر : (4فإن تزجراني - يا ابن عفان - أنزجر... وإن تتركاني أحم عرضا ممنعا )

وقيل : بل هي نون التأكيد ، سهلت إلى األلف. وهذا بعيد ؛ ألن هذا إنما يكون في الوقف ، والظاهر أنها مخاطبة مع السائق والشهيد ، فالسائق أحضره إلى عرصة الحساب ، فلما أدى الشهيد عليه ، أمرهما الله تعالى بإلقائه في نار جهنم وبئس

المصير.�يد� { أي : كثير الكفر والتكذيب بالحق ، } عنيد { : معاند �ف�ار� ع�ن �ل� ك �م� ك ه�ن �ا ف�ي ج� �ق�ي �ل } أ

279

Page 81: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ر� { أي : ال يؤدي ما عليه من ي �خ� �ل �اع� ل للحق ، معارض له بالباطل مع علمه بذلك. } م�ن الحقوق ، وال بر فيه وال صلة وال صدقة ، } معتد { أي : فيما ينفقه ويصرفه ، يتجاوز

فيه الحد.وقال قتادة : معتد في منطقه وسيرته وأمره.

} مريب { أي : شاك في أمره ، مريب لمن نظر في أمره.�اه� ف�ي �ق�ي ل

� �ه�ا آخ�ر� { أي : أشرك بالله فعبد معه غيره ، } ف�أ �ل �ه� إ �ذ�ي ج�ع�ل� م�ع� الل } الد�يد� {. وقد تقدم في الحديث : أن عنق�ا من النار يبرز للخالئق فينادي �ع�ذ�اب� الش� ال

بصوت يسمع الخالئق : إني وكلت بثالثة ، بكل جبار ، ومن جعل مع الله إلها آخر ،( عليهم.5وبالمصورين ثم تلوى )

قال اإلمام أحمد : حدثنا معاوية - هو ابن هشام - حدثنا شيبان ، عن ف�راس عن عطية ( ، عن أبي سعيد الخدري عن نبي الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "يخرج عنق6)

من النار يتكلم ، يقول : وكلت اليوم بثالثة : __________

( في أ : "بما عمل".1)( في م ، أ : "معد".2)( في أ : "محص".3)(.26/103( تفسير الطبري )4)( في م ، أ : "تنطوي".5)( في م : "حدثنا شيبان هو ابن هشام عن فراس عن عطية".6)

(7/402)

�ق�ول� ه�ل� م�ن� م�ز�يد� ) �ت� و�ت �أل� �م� ه�ل� ام�ت ه�ن �ج� �ق�ول� ل �و�م� ن �ع�يد�30ي �ر� ب �ق�ين� غ�ي �م�ت �ل �ة� ل ن �ج� �ف�ت� ال ل �ز� ( و�أو�اب� ح�ف�يظ� )31)

� �ل� أ �ك �وع�د�ون� ل �ق�ل�ب�32( ه�ذ�ا م�ا ت اء� ب �ب� و�ج� �غ�ي �ال ح�م�ن� ب ي� الر� ( م�ن� خ�ش��يب� ) �ود� )33م�ن ل �خ� �و�م� ال � ذ�ل�ك� ي م ال� �س� ل�وه�ا ب �ا م�ز�يد� )34( اد�خ� �ن �د�ي اء�ون� ف�يه�ا و�ل �ش� �ه�م� م�ا ي ( ل

35 )

(. فتنطوي عليهم1بكل جبار ، ومن جعل مع الله إلها آخر ، ومن قتل نفسا بغير نفس )(.2، فتقذفهم في غمرات جهنم" )

�ه� { : قال ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، وغيرهم : هو الشيطان الذي وكل } ق�ال� ق�ر�ينا ، يتبرأ منه �ه� { أي : يقول عن اإلنسان الذي قد وافى القيامة كافر� �ت ط�غ�ي

� �ا م�ا أ �ن ب به : } ر��ع�يد� { �ان� ف�ي ض�الل� ب �ك�ن� ك �ه� { أي : ما أضللته ، } و�ل �ت ط�غ�ي

� �ا م�ا أ �ن ب شيطانه ، فيقول : } ر� أي : بل كان هو في نفسه ضاال قابال للباطل معاند�ا للحق. كما أخبر تعالى في اآلية

�ح�ق� �م� و�ع�د� ال �ه� و�ع�د�ك �ن� الل �م�ا ق�ض�ي� األم�ر� إ �ط�ان� ل ي األخرى في قوله : } و�ق�ال� الش��م� ل�ي ف�ال �ت ب �ج� ت �م� ف�اس� �ك �ن� د�ع�و�ت �ال أ ل�ط�ان� إ �م� م�ن� س� �ك �ي �ان� ل�ي ع�ل �م� و�م�ا ك �ك �ف�ت ل �خ� �م� ف�أ �ك و�و�ع�د�ت

�م�ا ت� ب �ف�ر� �ي ك �ن �م�ص�ر�خ�ي� إ �م� ب �ت �ن �م� و�م�ا أ �م�ص�ر�خ�ك �ا ب ن� �م� م�ا أ ك �ف�س� �ن �وم�وا أ �ي و�ل �ل�وم�ون ت

�يم� { ] إبراهيم : �ل �ه�م� ع�ذ�اب� أ �م�ين� ل �ن� الظ�ال �ل� إ �ي م�ن� ق�ب �م�ون �ت ك ر� �ش� [.22أ�د�ي� { يقول ) �ص�م�وا ل ت �خ� ( الرب عز وجل لإلنسي وقرينه من الجن ،3وقوله : } ق�ال� ال ت

وذلك أنهما يختصمان بين يدي الحق فيقول اإلنسي : يا رب ، هذا أضلني عن الذكر بعد

280

Page 82: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ع�يد� { أي : عن �ان� ف�ي ض�الل� ب �ك�ن� ك �ه� و�ل �ت ط�غ�ي� �ا م�ا أ �ن ب إذ جاءني. ويقول الشيطان : } ر�

�د�ي� { أي : عندي ، } و�ق�د� �ص�م�وا ل ت �خ� منهج الحق. فيقول الرب عز وجل لهما : } ال ت�و�ع�يد� { أي : قد أعذرت إليكم على ألسنة الرسل ، وأنزلت الكتب ، �ال �م� ب �ك �ي �ل ق�د�م�ت� إ

وقامت عليكم الحجج والبينات والبراهين.

� �ظ�الم �ا ب ن� �د�ي� { قال مجاهد : يعني قد قضيت ما أنا قاض ، } و�م�ا أ �ق�و�ل� ل �د�ل� ال �ب } م�ا ي

�يد� { أي : لست أعذب أحدا بذنب أحد ، ولكن ال أعذب أحد�ا إال بذنبه ، بعد قيام �ع�ب �ل لالحجة عليه.

�ق�ول� ه�ل� م�ن� م�ز�يد� ) �ألت� و�ت �م� ه�ل� ام�ت �ج�ه�ن �ق�ول� ل �و�م� ن �ر�30} ي �ق�ين� غ�ي �م�ت �ل �ة� ل ن �ج� �ف�ت� ال ل �ز� ( و�أ�ع�يد� ) و�اب� ح�ف�يظ� )31ب

� �ل� أ �ك �وع�د�ون� ل �ب� و�ج�اء�32( ه�ذ�ا م�ا ت �غ�ي �ال ح�م�ن� ب ي� الر� ( م�ن� خ�ش��يب� ) �ق�ل�ب� م�ن �ود� )33ب ل �خ� �و�م� ال � ذ�ل�ك� ي الم �س� ل�وه�ا ب �ا34( اد�خ� �ن �د�ي اء�ون� ف�يه�ا و�ل �ش� �ه�م� م�ا ي ( ل

( {35م�ز�يد� ) يخبر تعالى أنه يقول لجهنم يوم القيامة : هل امتألت ؟ وذلك أنه وعدها أن سيملؤها

( يأمر به إليها ، ويلقى وهي تقول4من الجنة والناس أجمعين ، فهو سبحانه يأمر بمن ) : } ه�ل� م�ن� م�ز�يد� { أي : هل بقي شيء تزيدوني ؟ هذا هو الظاهر من سياق اآلية ،

وعليه تدل األحاديث : مي بن قال البخاري عند تفسير هذه اآلية : حدثنا عبد الله بن أبي األسود ، حدثنا ح�ر�

ع�م�ارة حدثنا شعبة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم�لق�ى في النار ، وتقول : هل من مزيد ، حتى يضع قدمه فيها ، فتقول قط قط" قال : "ي

(5.)__________

( في م : "حق".1)(.3/40( المسند )2)( في م : "يقوله".3)( في م : "من".4)(.4848( صحيح البخاري برقم )5)

(7/403)

وقال اإلمام أحمد : حدثنا عبد الوهاب ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ال تزال جهنم يلقى فيها وتقول : هل من مزيد ؟

حتى يضع رب العزة فيها قدمه ، فينزوي بعضها إلى بعض ، وتقول : قط قط ، وعزتكم�ك وال يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله لها خلقا آخر فيسكنهم في فضول ) �ر� وك

(.2( الجنة" )1 (. ورواه أبان العطار وسليمان التيمي ، عن3ثم رواه مسلم من حديث قتادة ، بنحوه )

(.4قتادة ، بنحوه ) ( البخاري : حدثنا محمد بن موسى القطان ، حدثنا أبو سفيان5حديث آخر : قال )

الحميري سعيد بن يحيى بن مهدي ، حدثنا ع�و�ف ، عن محمد عن أبي هريرة - رفعه ، وأكثر ما كان يوقفه أبو سفيان - : "يقال لجهنم : هل امتألت ، وتقول : هل من مزيد ،

(.7( ، فتقول : قط قط" )6فيضع الرب ، عز وجل ، قدمه عليها )

281

Page 83: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

(.8رواه أيوب وهشام بن حسان عن محمد بن سيرين ، به ) ( البخاري : وحدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا9طريق أخرى : قال )

( عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "تحاجت10معمر عن همام ) الجنة والنار ، فقالت النار : أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين. وقالت الجنة : ما لي ال

يدخلني إال ضعفاء الناس وسقطهم. قال الله ، عز وجل ، للجنة : أنت رحمتي ، أرحم بك من أشاء من عبادي. وقال للنار : إنما أنت عذابي ، أعذب بك من أشاء من عبادي ،

ولكل واحدة منكما ملؤها ، فأما النار فال تمتلئ حتى يضع رجله ، فتقول : قط قط ، ( بعضها إلى بعض وال يظلم الله من خلقه أحدا ، وأما الجنة11فهنالك تمتلئ ويزوي )

(.12فإن الله ينشئ لها خلقا آخر" ) ( مسلم في صحيحه : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا جرير ،13حديث آخر : قال )

عن األعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "احتجت الجنة والنار ، فقالت النار : في� الجبارون والمتكبرون. وقالت الجنة :

في� ضعفاء الناس ومساكينهم. فقضى بينهما ، فقال للجنة : إنما أنت رحمتي ، أرحمبك من أشاء من عبادي. وقال للنار : إنما أنت عذابي ، أعذب بك من

__________( في أ : "فضل".1)(.3/234( المسند )2)(.4848( صحيح مسلم برقم )3)(.26/106( أخرجه الطبري في تفسيره )4)( في م : "وقال".5)( في م : "عليها قدمه".6)(.4849( صحيح البخاري برقم )7) ( من طريق هشام بن حسان به. ورواه الطبري2/507( رواه احمد في مسنده )8)

( من طريق أيوب وهشام بن حسان به.26/107في تفسيره )( في م : "وقال".9)( في م : "همام بن منبه".10)( في أ : "ينزوي".11)(.4850( صحيح البخاري برقم )12)( في م : "وقال".13)

(7/404)

( من هذا1أشاء من عبادي ، ولكل واحدة منكما ملؤها" انفرد به مسلم دون البخاري )الوجه. والله ، سبحانه وتعالى ، أعلم.

وقد رواه اإلمام أحمد من طريق أخرى ، عن أبي سعيد بأبسط من هذا السياق فقال :

حدثنا حسن وروح قاال حدثنا حماد بن سلمة ، عن عطاء بن السائب ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن أبي سعيد الخدري ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

"افتخرت الجنة والنار ، فقالت النار : يا رب ، يدخلني الجبابرة والمتكبرون والملوك

282

Page 84: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

واألشراف. وقالت الجنة : أي رب ، يدخلني الضعفاء والفقراء والمساكين. فيقول الله ، عز وجل ، للنار : أنت عذابي ، أصيب بك من أشاء. وقال للجنة : أنت رحمتي ، وسعت كل شيء ، ولكل واحدة منكما ملؤها ، فيلقى في النار أهلها فتقول : هل من مزيد ؟ قال : ويلقى فيها وتقول : هل من مزيد ؟ ويلقى فيها وتقول : هل من مزيد ؟

( عز وجل ، فيضع قدمه عليها ، فتزوي وتقول : قدني ، قدني. وأما الجنة2حتى يأتيها )(.3فيبقى فيها ما شاء الله أن يبقى ، فينشئ الله لها خلقا ما يشاء" )

م ، حدثنا يونس ، �ر� حديث آخر : وقال الحافظ أبو يعلى في مسنده : حدثنا عقبة بن م�ك�ي�ش ، عن أبي بن كعب ب حدثنا عبد الغفار بن القاسم ، عن ع�دي بن ثابت ، عن ز�ر� بن ح�

؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "يعرفني الله ، عز وجل ، نفسه يوم القيامة ، فأسجد سجدة يرضى بها عني ، ثم أمدحه مدحة يرضى بها عني ، ثم يؤذن لي في الكالم ، ثم تمر أمتي على الصراط - مضروب بين ظهراني جهنم - فيمرون

أسرع من الطرف والسهم ، وأسرع من أجود الخيل ، حتى يخرج الرجل منها يحبو ، وهي األعمال. وجهنم تسأل المزيد ، حتى يضع فيها قدمه ، فينزوي بعضها إلى بعض

وتقول : قط قط! وأنا على الحوض". قيل : وما الحوض يا رسول الله ؟ قال : "والذي نفسي بيده ، إن شرابه أبيض من اللبن ، وأحلى من العسل ، وأبرد من الثلج ، وأطيب

ريحا من المسك. وآنيته أكثر من عدد النجوم ، ال يشرب منه إنسان فيظمأ أبدا ، وال(. وهذا القول هو اختيار ابن جرير.4يصرف فيروى أبدا" )

( عن نضر5وقد قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد األشج ، حدثنا أبو يحيى الحم�اني )�ق�ول� ه�ل� م�ن� �ألت� و�ت �م� ه�ل� ام�ت ه�ن �ج� �ق�ول� ل �و�م� ن الخزاز ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، } ي

م�ز�يد� { قال : ما امتألت ، قال : تقول : وهل في من مكان يزاد في.�ق�ول� ه�ل� م�ن� م�ز�يد� { : وهل في مدخل وكذا روى الحكم بن أبان عن عكرمة : } و�ت

واحد ، قد__________

(.2847( صحيح مسلم برقم )1)( في م : "يأتيها ربها".2)(.3/13( المسند )3)( من طريق عقبة بن مكرم به.790( ورواه ابن أبي عاصم في السنة برقم )4)

وقال األلباني : "إسناده موضوع آفته عبد الغفار بن القاسم ، وهو أبو مريم األنصاريكان يضع الحديث كما قال ابن المديني وأبو داود".

( في م : "الحمان".5)

(7/405)

امتألت. ( قال الوليد بن مسلم ، عن يزيد بن أبي مريم أنه سمع مجاهد�ا يقول : ال يزال1]و[ )

( من مزيد ؟ وعن عبد2يقذف فيها حتى تقول : قد امتألت فتقول : هل ]في�[ )الرحمن بن زيد بن أسلم نحو هذا.

�ألت� { ، إنما هو بعد ما يضع عليها قدمه ، فتنزوي فعند هؤالء أن قوله تعالى : } ه�ل� ام�ت( مزيد ؟ يسع شيئا.3وتقول حينئذ : هل بقي في ]من[ )

283

Page 85: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( إبرة. فالله )4قال العوفي ، عن ابن عباس : وذلك حين ال يبقى فيها موضع ]يسع[ )( أعلم.5

�ع�يد� { : قال قتادة ، وأبو مالك ، والسدي : �ر� ب �ق�ين� غ�ي �م�ت �ل �ة� ل ن �ج� �ف�ت� ال ل �ز� وقوله : } و�أ�ع�يد� { وذلك يوم القيامة ، وليس ببعيد ؛ �ر� ب �ف�ت� { أدنيت وقربت من المتقين ، } غ�ي ل �ز� } أ

ألنه واقع ال محالة ، وكل ما هو آت آت.و�اب� { )

� �ل� أ �ك �وع�د�ون� ل ( أي : رجاع تائب مقلع ، } حفيظ { أي : يحفظ6} ه�ذ�ا م�ا ت( ينكثه.7العهد فال ينقضه و]ال[ )

ا ]فيقوم[ ) ( حتى8وقال عبيد بن عمير : األواب : الحفيظ الذي ال يجلس مجلس�يستغفر الله ، عز وجل.

�ب� { أي : من خاف الله في سره حيث ال يراه أحد إال الله. �غ�ي �ال ح�م�ن� ب } م�ن� خ�ش�ي� الر�( ورجل ذكر الله خاليا ، ففاضت عيناه".9كقوله ]عليه السالم[ )

�يب� { أي : ولقي الله يوم القيامة بقلب سليم منيب إليه خاضع لديه. �ق�ل�ب� م�ن اء� ب } و�ج�� { ، قال قتادة : سلموا من عذاب الله ، وسلم عليهم �س�الم ل�وه�ا { أي : الجنة } ب } اد�خ�

مالئكة الله.�ود� { أي : يخلدون في الجنة فال يموتون أبد�ا ، وال يظعنون ل �خ� �و�م� ال وقوله : } ذ�ل�ك� ي

أبد�ا ، وال يبغون عنها حوال.اء�ون� ف�يه�ا { أي : مهما اختاروا وجدوا من أي أصناف المالذ طلبوا �ش� �ه�م� م�ا ي وقوله : } ل

أحضر لهم.�ح�ير ) �ة ، عن ب �ق�ي ع�ة ، حدثنا عمرو بن عثمان ، حدثنا ب ر� قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو ز�

ة قال : من المزيد أن تمر10 ( بن سعد ، عن خالد بن م�ع�دان ، عن كثير بن م�ر� السحابة بأهل الجنة فتقول : ماذا تريدون فأمطره لكم ؟ فال يدعون بشيء إالأمطرتهم. قال كثير : لئن أشهدني الله ذلك ألقولن : أمطرينا جواري مزينات.

__________( زيادة من م.1)( زيادة من م.2)( زيادة من م.3)( زيادة من م ، أ.4)( في م : "والله".5)( في أ : )أواب حفيظ(.6)( زيادة من م.7)( زيادة من م ، أ.8)( زيادة من م ، أ.9)( في م : "يحيى".10)

(7/406)

وفي الحديث عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : "إنك(.1لتشتهي الطير في الجنة ، فيخر بين يديك مشويا" )

وقال اإلمام أحمد : حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا معاذ بن هشام ، حدثني أبي عن

284

Page 86: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( ، عن أبي سعيد الخدري ؛ أن رسول الله صلى2عامر األحول ، عن أبي الصديق )�ه ن الله عليه وسلم قال : "إذا اشتهى المؤمن الولد في الجنة ، كان حمله ووضعه وس�

في ساعة واحدة".�دار ، عن معاذ بن هشام ، به ) �ن ( وقال الترمذي :3ورواه الترمذي وابن ماجه ، عن ب

حسن غريب ، وزاد "كما يشتهي".�اد�ة� { ] يونس : �ى و�ز�ي ن �ح�س� �وا ال ن �ح�س� �ذ�ين� أ �ل �ا م�ز�يد� { كقوله تعالى : } ل �ن �د�ي وقوله : } و�ل

[. وقد تقدم في صحيح مسلم عن ص�ه�يب بن سنان الرومي : أنها النظر إلى وجه26 الله الكريم. وقد روى البزار وابن أبي حاتم ، من حديث شريك القاضي ، عن عثمان

�ا م�ز�يد� { قال : �ن �د�ي بن عمير أبي اليقظان ، عن أنس بن مالك في قوله عز وجل : } و�ل(.4يظهر لهم الرب ، عز وجل ، في كل جمعة )

وقد رواه اإلمام أبو عبد الله الشافعي مرفوع�ا فقال في مسنده : أخبرنا إبراهيم بن محمد ، حدثني موسى بن عبيدة ، حدثني أبو األزهر معاوية بن إسحاق بن طلحة ، عن

( أنه سمع أنس بن مالك يقول : أتى جبرائيل بمرآة5عبد الله بن عبيد بن عمير ) ( صلى الله عليه وسلم : "ما هذه ؟"6بيضاء فيها نكتة إلى رسول الله ، فقال النبي )

فقال : هذه الجمعة ، ف�ض�لت� بها أنت وأمتك ، فالناس لكم فيها تبع اليهود والنصارى ، ( يدعو الله بخير إال استجيب له ،7ولكم فيها خير ، ولكم فيها ساعة ال يوافقها مؤمن )

وهو عندنا يوم المزيد. قال النبي صلى الله عليه وسلم : "يا جبريل ، وما يوم المزيد ؟" قال : إن ربك اتخذ في الفردوس واديا أفيح فيه كثب المسك ، فإذا كان يوم

( من مالئكته ، وحوله منابر من نور ، عليها مقاعد النبيين ،8الجمعة أنزل الله ما شاء ) وحف تلك المنابر بمنابر من ذهب ، مكللة بالياقوت والزبرجد ، عليها الشهداء

( فجلسوا من ورائهم على تلك الكثب ، فيقول الله عز وجل : أنا ربكم ،9والصديقون ) قد صدقتكم وعدي ، فسلوني أعطكم. فيقولون : ربنا ، نسألك رضوانك ، فيقول : قد رضيت عنكم ، ولكم علي ما تمنيتم ، ولدي مزيد. فهم يحبون يوم الجمعة لما يعطيهم فيه ربهم من الخير ، وهو اليوم الذي استوى فيه ربكم على العرش ، وفيه خلق آدم ،

وفيه تقوم الساعة".__________

(3532( والبزار في مسنده برقم )22( رواه الحسن بن عرفة في جزئه برقم )1) ( من طريق خلف بن خليفة عن حميد6/689"كشف األستار" وابن عدي في الكامل )

األعرج عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود مرفوعا به. وفيه حميد األعرج ، قالالبخاري : منكر الحديث وقال ابن حبان : أحاديثه شبه الموضوعة.

( في م : "عن أبي بكر الصديق".2)(.4338( وسنن ابن ماجة برقم )2563( وسنن الترمذي برقم )3/9( المسند )3)( في أ : "جهة".4) ( في م : "عن عبيد الله بن عمير" وفي األصل : "عبد الله عمير" والتصويب من5)

األم للشافعي.( في م : "رسول الله".6)( في أ : "ال يوافقها عبد مؤمن".7)( في م : "ناسا".8)( في أ : "الصالحون".9)

(7/407)

285

Page 87: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( ، وله طرق عن2( هكذا أورده اإلمام الشافعي في كتاب "الجمعة" من األم )1]و[ ) أنس بن مالك ، رضي الله عنه. وقد أورد ابن جرير هذا من رواية عثمان بن عمير ،

ا مطوال عن أنس بن مالك موقوف�ا وفيه3عن أنس بأبسط من هذا ) ( وذكر هاهنا أثر�(.4غرائب كثيرة )

�ه�يعة ، حدثنا د�راج ، عن أبي الهيثم ، عن وقال اإلمام أحمد : حدثنا حسن ، حدثنا ابن ل أبي سعيد ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن الرجل في الجنة ليتكئ

( فينظر5في الجنة سبعين سنة قبل أن يتحول ثم تأتيه امرأة فتضرب على منكبه ) وجهه في خدها أصفى من المرآة ، وإن أدنى لؤلؤة عليها تضيء ما بين المشرق

والمغرب. فتسلم عليه ، فيرد السالم ، فيسألها : من أنت ؟ فتقول : أنا من المزيد. وإنه ليكون عليها سبعون حلة ، أدناها مثل النعمان ، من طوبى ، فينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك ، وإن عليها من التيجان ، إن أدنى لؤلؤة منها لتضيء ما

(.6بين المشرق والمغرب" )(.7وهكذا رواه عبد الله بن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن دراج ، به )

__________( زيادة من م.1)(.1/185( األم )2)(.26/109( تفسير الطبري )3)(.26/109( تفسير الطبري )4)( في أ : "منكبيه".5)( وفيه : دراج عن أبي الهيثم ، ضعيف.3/75( المسند )6)( والكالم عليه كسابقه.26/110( رواه الطبري في تفسيره )7)

(7/408)

د� ه�ل� م�ن� م�ح�يص� ) �ال� �ب �وا ف�ي ال �ق�ب ا ف�ن �ط�ش� �ه�م� ب د� م�ن �ش� ن� ه�م� أ �ه�م� م�ن� ق�ر� �ل �ا ق�ب �ن �ك �ه�ل �م� أ (36و�كه�يد� ) م�ع� و�ه�و� ش� �ق�ى الس� �ل و� أ

� �ه� ق�ل�ب� أ �ان� ل �م�ن� ك ى ل �ر� �ذ�ك �ن� ف�ي ذ�ل�ك� ل �ا37إ �ق�ن ل �ق�د� خ� ( و�ل�غ�وب� ) �ا م�ن� ل ن � و�م�ا م�س� �ام �ي �ة� أ ت �ه�م�ا ف�ي س� �ن �ي ر�ض� و�م�ا ب

� م�او�ات� و�األ� �ر� ع�ل�ى م�ا38الس� ( ف�اص�بوب� ) �غ�ر� �ل� ال م�س� و�ق�ب �ل� ط�ل�وع� الش� �ك� ق�ب ب �ح�م�د� ر� �ح� ب ب �ق�ول�ون� و�س� �ح�ه�39ي ب �ل� ف�س� �ي ( و�م�ن� الل

ج�ود� ) �ار� الس� �د�ب ( 40و�أ

�الد� ه�ل� م�ن� م�ح�يص� ) �ب �وا ف�ي ال �ق�ب ا ف�ن �ط�ش� �ه�م� ب د� م�ن �ش� ن� ه�م� أ �ه�م� م�ن� ق�ر� �ل �ا ق�ب �ن �ك �ه�ل �م� أ } و�كه�يد� )36 م�ع� و�ه�و� ش� �ق�ى الس� �ل و� أ

� �ه� ق�ل�ب� أ �ان� ل �م�ن� ك ى ل �ر� �ذ�ك �ن� ف�ي ذ�ل�ك� ل �ا37( إ �ق�ن ل �ق�د� خ� ( و�ل�غ�وب� ) �ا م�ن� ل ن � و�م�ا م�س� �ام �ي �ة� أ ت �ه�م�ا ف�ي س� �ن �ي م�و�ات� و�األر�ض� و�م�ا ب �ر� ع�ل�ى م�ا38الس� ( ف�اص�ب

وب� ) �غ�ر� �ل� ال م�س� و�ق�ب �ل� ط�ل�وع� الش� �ك� ق�ب ب �ح�م�د� ر� �ح� ب ب �ق�ول�ون� و�س� �ح�ه�39ي ب �ل� ف�س� �ي ( و�م�ن� اللج�ود� ) �ار� الس� �د�ب ( {40و�أ

ا {1يقول تعالى : وكم أهلكنا قبل هؤالء المنكرين ) �ط�ش� �ه�م� ب د� م�ن �ش� ن� ه�م� أ ( : } م�ن� ق�ر� أي : كانوا أكثر منهم وأشد قوة ، وأثاروا األرض وعمروها أكثر مما عمروها ؛ ولهذا قال

�وا ف�ي �ق�ب �الد� { قال ابن عباس : أثروا فيها. وقال مجاهد : } ف�ن �ب �وا ف�ي ال �ق�ب هاهنا : } ف�ن

286

Page 88: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�الد� { : ضربوا في األرض. وقال قتادة : فساروا في البالد ، أي ساروا فيها يبتغون �ب ال األرزاق والمتاجر والمكاسب أكثر مما طفتم أنتم فيها ويقال لمن طوف في البالد :

نقب فيها. قال امرؤ القيس : �اب� ) �يمة باإلي �ى... رضيت� من الغ�ن ت �ت� في اآلفاق ح� �ق�ب (2لقد ن

__________( في م ، أ : "المكذبين".1)(.26/110( البيت في تفسير الطبري )2)

(7/408)

وقوله : } ه�ل� م�ن� م�ح�يص� { أي : هل من مفر كان لهم من قضاء الله وقدره ؟ وهل نفعهم ما جمعوه ورد عنهم عذاب الله إذ جاءهم لما كذبوا الرسل ؟ فأنتم أيض�ا ال مفر

لكم وال محيد وال مناص وال محيص.�ع�ي به. �ه� ق�ل�ب� { أي : ل�ب¥ ي �ان� ل �م�ن� ك ى { أي : لعبرة } ل �ر� �ذ�ك �ن� ف�ي ذ�ل�ك� ل وقوله : } إ

ه�يد� { أي : استمع الكالم فوعاه ، وتعقله م�ع� و�ه�و� ش� �ق�ى الس� �ل و� أ� وقال مجاهد : عقل } أ

بقلبه وتفهمه بلبه.ه�يد� { م�ع� { يعني : ال يحدث نفسه بغيره ، } و�ه�و� ش� �ق�ى الس� �ل و� أ

� وقال مجاهد : } أ(.1وقال : شاهد بالقلب )

وقال الضحاك : العرب تقول : ألقى فالن سمعه : إذا استمع بأذنيه وهو شاهد يقولغير غائب. وهكذا قال الثوري وغير واحد.

�غ�وب� { �ا م�ن� ل ن � و�م�ا م�س� �ام �ي �ة� أ ت �ه�م�ا ف�ي س� �ن �ي م�و�ات� و�األر�ض� و�م�ا ب �ا الس� �ق�ن ل �ق�د� خ� وقوله : } و�ل : فيه تقرير المعاد ؛ ألن من قدر على خلق السموات واألرض ولم يعي بخلقهن ، قادر

على أن يحيي الموتى بطريق األولى واألحرى. وقال قتادة : قالت اليهود - عليهم لعائن الله - : خلق الله السموات واألرض في ستة

أيام ، ثم استراح في اليوم السابع ، وهو يوم السبت ، وهم يسمونه يوم الراحة ،�غ�وب� { أي : من إعياء وال �ا م�ن� ل ن فأنزل الله تكذيبهم فيما قالوه وتأولوه : } و�م�ا م�س�م�و�ات� ل�ق� الس� �ذ�ي خ� �ه� ال ن� الل

� و�ا أ �ر� �م� ي و�ل� نصب وال تعب ، كما قال في اآلية األخرى : } أ

ي�ء� ق�د�ير� { �ل� ش� �ه� ع�ل�ى ك �ن �ل�ى إ �ى ب �م�و�ت �ي� ال ي �ح� �ن� ي �ق�اد�ر� ع�ل�ى أ �ق�ه�ن� ب ل �خ� �ع�ي� ب �م� ي و�األر�ض� و�ل�اس� {33] األحقاف : ل�ق� الن �ر� م�ن� خ� �ب ك

� م�و�ات� و�األر�ض� أ ل�ق� الس� �خ� [ ، وكما قال : } ل�اه�ا { ] النازعات : 57] غافر : �ن م�اء� ب � الس� م

� �ق�ا أ ل د� خ� �ش� �م� أ �ت �ن �أ [.27 [ وقال } أا �ق�ول�ون� { يعني : المكذبين ، اصبر عليهم واهجرهم هجر� �ر� ع�ل�ى م�ا ي وقوله : } ف�اص�ب

وب� { ، وكانت الصالة �غ�ر� �ل� ال م�س� و�ق�ب �ل� ط�ل�وع� الش� �ك� ق�ب ب �ح�م�د� ر� �ح� ب ب جميال } و�س� المفروضة قبل اإلسراء ثنتين قبل طلوع الشمس في وقت الفجر ، وقبل الغروب في�ا على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أمته حوال وقت العصر ، وقيام الليل كان واجب

ثم نسخ في حق األمة وجوبه. ثم بعد ذلك نسخ الله ذلك كله ليلة اإلسراء بخمس ( صالة الصبح والعصر ، فهما قبل طلوع الشمس وقبل2صلوات ، ولكن منهن )

الغروب. وقد قال اإلمام أحمد : حدثنا وكيع ، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي

( ، عن جرير بن عبد الله قال : كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم3حازم )

287

Page 89: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال : "أما إنكم ستعرضون على ربكم فترونه كما ترون هذا القمر ، ال تضامون فيه ، فإن استطعتم أال تغلبوا على صالة قبل طلوع الشمس

�ل� م�س� و�ق�ب �ل� ط�ل�وع� الش� �ك� ق�ب ب �ح�م�د� ر� �ح� ب ب وقبل غروبها ، فافعلوا" ثم قرأ : } و�س�وب� { �غ�ر� ال

__________( في م : "القلب".1)( في أ : "بينهن".2)( في أ : "حاتم".3)

(7/409)

(.1ورواه البخاري ومسلم وبقية الجماعة ، من حديث إسماعيل ، به )�ة� �اف�ل �ه� ن �ه�ج�د� ب �ل� ف�ت �ي �ح�ه� { أي : فصل له ، كقوله : } و�م�ن� الل ب �ل� ف�س� �ي وقوله : } و�م�ن� الل

�ك� م�ق�ام�ا م�ح�م�ود�ا { ] اإلسراء : ب �ك� ر� �ع�ث �ب �ن� ي [.79ل�ك� ع�س�ى أيح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس : هو التسبيح بعد �ج� ج�ود� { قال ابن أبي ن �ار� الس� �د�ب } و�أ

الصالة. ويؤيد هذا ما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة أنه قال : جاء فقراء المهاجرين

( الع�ل�ى والنعيم المقيم. فقال :2فقالوا : يا رسول الله ، ذهب أهل الدثور بالدرجات ) "وما ذاك ؟" قالوا : يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ، ويتصدقون وال نتصدق ،

�ا إذا فعلتموه سبقتم من بعدكم ، وال يكون ويعتقون وال نعتق! قال : "أفال أعلمكم شيئ أحد أفضل منكم إال من فعل مثل ما فعلتم ؟ تسبحون وتحمدون وتكبرون دبر كل

�ا وثالثين". قال : فقالوا : يا رسول الله ، سمع إخواننا أهل األموال ) ( بما3صالة ثالث(.4فعلنا ، ففعلوا مثله. قال : "ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء" )

ج�ود� { هما الركعتان بعد المغرب ، روي �ار� الس� �د�ب والقول الثاني : أن المراد بقوله : } و�أ ذلك عن عمر وعلي ، وابنه الحسن وابن عباس ، وأبي هريرة ، وأبي أمامة ، وبه يقول

�خ�ع�ي والحسن ، وقتادة وغيرهم. مجاهد ، وعكرمة ، والشعبي ، والن قال اإلمام أحمد : حدثنا وكيع وعبد الرحمن ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن

ة ، عن علي قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على عاصم بن ض�م�ر�( إال الفجر والعصر. وقال عبد الرحمن : دبر كل صالة.5أثر كل صالة مكتوبة ركعتين )

(. زاد النسائي : ومطرف ،6ورواه أبو داود والنسائي ، من حديث سفيان الثوري ، به )(.7عن أبي إسحاق ، به )

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا هارون بن إسحاق الهمداني ، حدثنا ابن فضيل ، عن رشدين بن كريب ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : بت ليلة عند رسول صلى الله عليه وسلم

فصلى ركعتين خفيفتين ، اللتين قبل الفجر. ثم خرج إلى الصالة فقال : "يا ابن عباس ،ركعتين قبل صالة الفجر إدبار النجوم ، وركعتين بعد المغرب إدبار السجود".

(. وقال : غريب8ورواه الترمذي عن أبي هشام الرفاعي ، عن محمد بن فضيل ، به )ال نعرفه إال

__________ (633( وصحيح مسلم برقم )4851( وصحيح البخاري برقم )4/365( المسند )1)

288

Page 90: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( والنسائي في السنن2551( وسنن الترمذي برقم )3729وسنن أبي داود برقم )(.117( وسنن ابن ماجه برقم )11330الكبرى برقم )

( في أ : "باألجور".2)( في أ : "اإليمان".3)(.595( وصحيح مسلم برقم )6329( صحيح البخاري برقم )4)( في م : "ركعتين مكتوبة".5) ( والنسائي في السنن الكبرى1275( وسنن أبي داود برقم )1/124( المسند )6)

(.341برقم )(.346( النسائي في السنن الكبرى برقم )7)(.3275( سنن الترمذي برقم )8)

(7/410)

�ان� ق�ر�يب� ) �اد� م�ن� م�ك �م�ن �اد� ال �ن �و�م� ي �م�ع� ي ت �و�م�41و�اس� �ح�ق� ذ�ل�ك� ي �ال �ح�ة� ب م�ع�ون� الص�ي �س� �و�م� ي ( يوج� ) �خ�ر� �م�ص�ير� )42ال �ا ال �ن �ي �ل �م�يت� و�إ �ي و�ن ي �ح� �ح�ن� ن �ا ن �ن اع�ا43( إ ر� �ه�م� س� ر�ض� ع�ن

� ق�ق� األ� �ش� �و�م� ت ( يير� ) �س� �ا ي �ن �ي ر� ع�ل ن�44ذ�ل�ك� ح�ش�

� آ �ق�ر� �ال �ر� ب �ار� ف�ذ�ك ب �ج� �ه�م� ب �ي �ت� ع�ل �ن �ق�ول�ون� و�م�ا أ �م�ا ي �م� ب �ع�ل �ح�ن� أ ( ن�خ�اف� و�ع�يد� ) ( 45م�ن� ي

من هذا الوجه. وحديث ابن عباس ، وأنه بات في بيت خالته ميمونة وصلى تلك الليلة مع النبي صلى

( وغيرهما ، فأما هذه1الله عليه وسلم ثالث عشرة ركعة ، ثابت في الصحيحين )�ب ضعيف ، ولعله2الزيادة فغريبة ]و[ ) ي �ر� د�ين بن ك ( ال تعرف إال من هذا الوجه ، ور�ش�

من كالم ابن عباس موقوفا عليه ، والله أعلم.�ان� ق�ر�يب� ) �اد� م�ن� م�ك �م�ن �اد�ي ال �ن �و�م� ي �م�ع� ي ت �ح�ق� ذ�ل�ك�41} و�اس� �ال �ح�ة� ب م�ع�ون� الص�ي �س� �و�م� ي ( ي

وج� ) �خ�ر� �و�م� ال �م�ص�ير� )42ي �ا ال �ن �ي �ل �م�يت� و�إ �ي و�ن ي �ح� �ح�ن� ن �ا ن �ن �ه�م�43( إ ق�ق� األر�ض� ع�ن �ش� �و�م� ت ( يير� ) �س� �ا ي �ن �ي ر� ع�ل اع�ا ذ�ل�ك� ح�ش� ر� �ر�44س� �ار� ف�ذ�ك ب �ج� �ه�م� ب �ي �ت� ع�ل �ن �ق�ول�ون� و�م�ا أ �م�ا ي �م� ب �ع�ل �ح�ن� أ ( ن

�خ�اف� و�ع�يد� ) آن� م�ن� ي �ق�ر� �ال ( {45ب�ان� ق�ر�يب� { قال قتادة : �اد� م�ن� م�ك �م�ن �اد�ي ال �ن �و�م� ي �م�ع� { يا محمد } ي ت يقول تعالى : } و�اس�

( أن ينادي على صخرة بيت4( ملكا )3قال كعب األحبار : يأمر الله ]تعالى[ ) المقدس : أيتها العظام البالية ، واألوصال المتقطعة ، إن الله يأمركن أن تجتمعن

لفصل القضاء.�ح�ق� { يعني : النفخة في الصور التي تأتي بالحق الذي كان �ال �ح�ة� ب م�ع�ون� الص�ي �س� �و�م� ي } ي

وج� { أي : من األجداث. �خ�ر� �و�م� ال أكثرهم فيه يمترون. } ذ�ل�ك� ي�م�ص�ير� { أي : هو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده ، وهو أهون �ا ال �ن �ي �ل �م�يت� و�إ �ي و�ن ي �ح� �ح�ن� ن �ا ن �ن } إ

ا5عليه ، وإليه مصير ) ا فخير ، وإن شر� ( الخالئق كلهم ، فيجازي كال بعمله ، إن خير�فشر.

اع�ا { : وذلك أن الله تعالى ) ر� �ه�م� س� ق�ق� األر�ض� ع�ن �ش� �و�م� ت ا من6وقوله : } ي ( ينزل مطر� السماء تنبت به أجساد الخالئق في قبورها ، كما ينبت الحب في الثرى بالماء ، فإذا

تكاملت األجساد أمر الله إسرافيل فينفخ في الصور ، وقد أودعت األرواح في ثقب في

289

Page 91: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

الصور ، فإذا نفخ إسرافيل فيه خرجت األرواح تتوهج بين السماء واألرض ، فيقول الله ، عز وجل : وعزتي وجاللي ، لترجعن كل روح إلى الجسد الذي كانت تعمره ،

( األرض7فترجع كل روح إلى جسدها ، فتدب فيه كما يدب السم في اللديغ وتنشق ) عنهم ، فيقومون إلى موقف الحساب سراعا ، مبادرين إلى أمر الله ، عز وجل ،

ر� { ] القمر : �و�م� ع�س� ون� ه�ذ�ا ي �اف�ر� �ك �ق�ول� ال �ل�ى الد�اع� ي [ ، وقال الله8} م�ه�ط�ع�ين� إ�يال { ] اإلسراء : �ال ق�ل �م� إ �ت �ث �ب �ن� ل �ون� إ �ظ�ن �ح�م�د�ه� و�ت �ون� ب يب �ج� ت �س� �م� ف�ت �د�ع�وك �و�م� ي تعالى : } ي

[ ، وفي صحيح مسلم عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أنا52(.8أول من تنشق عنه األرض" )

__________(.763( وصحيح مسلم برقم )1198( صحيح البخاري برقم )1)( زيادة من م.2)( زيادة من م.3)( في م : "ملكان".4)( في م : "تصير".5)( في م : "عز وجل".6)( في م : "وتتشقق".7) ( من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ولم2278( رواه مسلم في صحيحه برقم )8)

أهتد إليه من حديث أنس.

(7/411)

ير� { أي : تلك إعادة سهلة علينا ، يسيرة لدينا ، كما قال �س� �ا ي �ن �ي ر� ع�ل وقوله : } ذ�ل�ك� ح�ش��ص�ر� { ] القمر : �ب �ال �م�ح� ب �ل �ال و�اح�د�ة� ك �ا إ ن م�ر�

� [ ، وقال تعالى : } م�ا50تعالى : } و�م�ا أ�ص�ير� { ] لقمان : م�يع� ب �ه� س� �ن� الل د�ة� إ �ف�س� و�اح� �ن �ال ك �م� إ �ك �ع�ث �م� و�ال ب �ق�ك ل [.28خ�

�ق�ول�ون� { أي : نحن علمنا محيط بما يقول لك المشركون من �م�ا ي �م� ب �ع�ل �ح�ن� أ وقوله : } ن�م�ا1التكذيب فال يهيدنك ذلك ، كقوله ]تعالى[ ) ك� ب �ض�يق� ص�د�ر� �ك� ي �ن �م� أ �ع�ل �ق�د� ن ( : } و�ل

�ق�ين� { ] الحجر : �ي �ك� ال �ي ت� �أ �ى ي ت �ك� ح� ب �د� ر� . و�اع�ب اج�د�ين� �ن� م�ن� الس� �ك� و�ك ب �ح�م�د� ر� �ح� ب ب �ق�ول�ون� ف�س� ي

97 - 99.] �ار� { أي : ولست بالذي تجبر هؤالء على الهدى ، وليس ب �ج� �ه�م� ب �ي �ت� ع�ل �ن وقوله : } و�م�ا أ

ذلك ما كلفت به.�ار� { أي : ال تتجبر عليهم. ب �ج� �ه�م� ب �ي �ت� ع�ل �ن وقال مجاهد ، وقتادة ، والضحاك : } و�م�ا أ

ا عليهم ، وإنما قال : } و�م�ا والقول األول أولى ، ولو أراد ما قالوه لقال : وال تكن جبار��ار� { بمعنى : وما أنت بمجبرهم على اإليمان إنما أنت مبلغ. ب �ج� �ه�م� ب �ي �ت� ع�ل �ن أ

(.3( ، بمعنى أجبره )2قال الفراء : سمعت العرب تقول : جبر فالن فالنا على كذا )�خ�اف� و�ع�يد� { أي : بلغ أنت رسالة ربك ، فإنما ) آن� م�ن� ي �ق�ر� �ال �ر� ب (4ثم قال تعالى : } ف�ذ�ك

�الغ�5يتذكر من يخاف الله ووعيده ويرجو وعده ، كقوله ]تعالى[ ) �ب �ك� ال �ي �م�ا ع�ل �ن ( : } ف�إاب� { ] الرعد : �ح�س� �ا ال �ن �ي �ه�م�40و�ع�ل �ي �ر� ل�س�ت� ع�ل �ت� م�ذ�ك �ن �م�ا أ �ن �ر� إ [ ، وقوله : } ف�ذ�ك

�ط�ر� { ] الغاشية : ي �م�س� اء� { ]22 ، 21ب �ش� �ه�د�ي م�ن� ي �ه� ي �ك�ن� الل �ك� ه�د�اه�م� و�ل �ي �س� ع�ل �ي [ ، } لاء� { ] القصص :272البقرة : �ش� �ه�د�ي م�ن� ي �ه� ي �ك�ن� الل �ت� و�ل �ب ب �ح� �ه�د�ي م�ن� أ �ك� ال ت �ن [ ، } إ

290

Page 92: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�خ�اف� و�ع�يد� { كان56 آن� م�ن� ي �ق�ر� �ال �ر� ب �ار� ف�ذ�ك ب �ج� �ه�م� ب �ي �ت� ع�ل �ن [ ، ولهذا قال هاهنا : } و�م�ا أقتادة يقول : اللهم ، اجعلنا ممن يخاف وعيدك ، ويرجو موعودك ، يا بار ، يا رحيم.

آخر تفسير سورة)ق( ، والحمد لله وحده ، وحسبنا الله ونعم الوكيل__________

( زيادة من م.1)( في م : "جبر فالن على فالن كذا".2)(.26/115( انظر تفسير الطبري )3)( في م : "فأما".4)( زيادة من م.5)

(7/412)

و�ا ) �ات� ذ�ر� ا )1و�الذ�ار�ي ت� و�ق�ر� �ح�ام�ال� ا )2( ف�ال ر� �س� �ات� ي �ج�ار�ي ا )3( ف�ال م�ر�� م�ات� أ �م�ق�س� (4( ف�ال

�وع�د�ون� ل�ص�اد�ق� ) �م�ا ت �ن �و�اق�ع� )5إ �ن� الد�ين� ل ( 6( و�إ

تفسير سورة الذارياتوهي مكية.

بسم الله الرحمن الرحيمو�ا ) �ات� ذ�ر� ا )1} و�الذ�ار�ي �ح�ام�الت� و�ق�ر� ا )2( ف�ال ر� �س� �ات� ي �ج�ار�ي ا )3( ف�ال م�ر�

� م�ات� أ �م�ق�س� (4( ف�ال�وع�د�ون� ل�ص�اد�ق� ) �م�ا ت �ن �و�اق�ع� )5إ �ن� الد�ين� ل ( {6( و�إ

(7/413)

�ك� ) ب �ح� م�اء� ذ�ات� ال �ل�ف� )7و�الس� ت �ف�ي ق�و�ل� م�خ� �م� ل �ك �ن �ف�ك� )8( إ �ه� م�ن� أ �ؤ�ف�ك� ع�ن �ل�9( ي ( ق�تاص�ون� ) �خ�ر� اه�ون� )10ال ة� س� �ذ�ين� ه�م� ف�ي غ�م�ر� �و�م� الد�ين� )11( ال �ان� ي �ي �ون� أ �ل أ �س� �و�م�12( ي ( ي

�ون� ) �ن �ف�ت �ار� ي ل�ون� )13ه�م� ع�ل�ى الن �ع�ج� ت �س� �ه� ت �م� ب �ت �ن �ذ�ي ك �م� ه�ذ�ا ال �ك �ت �ن ( 14( ذ�وق�وا ف�ت

�ك� ) ب �ح� م�اء� ذ�ات� ال �ل�ف� )7} و�الس� ت �ف�ي ق�و�ل� م�خ� �م� ل �ك �ن �ف�ك� )8( إ �ه� م�ن� أ �ؤ�ف�ك� ع�ن �ل�9( ي ( ق�تاص�ون� ) �خ�ر� اه�ون� )10ال ة� س� �ذ�ين� ه�م� ف�ي غ�م�ر� �و�م� الد�ين� )11( ال �ان� ي �ي �ون� أ �ل أ �س� �و�م�12( ي ( ي

�ون� ) �ن �ف�ت �ار� ي ل�ون� )13ه�م� ع�ل�ى الن �ع�ج� ت �س� �ه� ت �م� ب �ت �ن �ذ�ي ك �م� ه�ذ�ا ال �ك �ت �ن ( {14( ذ�وق�وا ف�تة أنه سمع عليا وشعبة1قال شعبة ) ع�ر� م�اك ، عن خالد بن ع�ر� ( بن الحجاج ، عن س�

�ا. وثبت أيض�ا من غير �ل ، سمع علي ة ، عن أبي الط�ف�ي أيض�ا ، عن القاسم بن أبي بز� وجه ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب : أنه صعد منبر الكوفة فقال : ال تسألوني

عن آية في كتاب الله ، وال عن سنة عن رسول الله ، إال أنبأتكم بذلك. فقام إليه ابنو�ا { ؟ قال : �ات� ذ�ر� الكواء فقال : يا أمير المؤمنين ، ما معنى قوله تعالى : } و�الذ�ار�ي

ا { ؟ قال : السحاب. ]قال[ )2الريح ]قال[ ) �ح�ام�الت� و�ق�ر� �ات�3( : } ف�ال ار�ي �ج� ( : } ف�الا { ؟ قال : السفن. ]قال[ ) ر� �س� ا { ؟ قال : المالئكة )4ي م�ر�

� م�ات� أ �م�ق�س� (.5( : } ف�ال وقد روي في ذلك حديث مرفوع ، فقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا إبراهيم بن هانئ

291

Page 93: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

ة ، عن يحيى بن سعيد ، عن �ر� ب ، حدثنا سعيد بن سالم العطار ، حدثنا أبو بكر بن أبي س��يغ التميمي إلى عمر بن الخطاب فقال : يا أمير سعيد بن المسيب قال : جاء ص�ب

و�ا { ؟ فقال : هي الرياح ، ولوال أنى سمعت �ات� ذ�ر� المؤمنين ، أخبرني عن } الذ�ار�يا م�ر�

� م�ات� أ �م�ق�س� رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته. قال : فأخبرني عن } ال { قال : هي المالئكة ، ولوال أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ماا { قال : هي السفن ، ولوال أني سمعت ر� �س� �ات� ي �ج�ار�ي قلته. قال : فأخبرني عن } ال

رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله ما قلته. ثم أمر به فضرب مائة ، وجعل في�ب ، وكتب إلى7( ]دعا به و[ )6بيت ، فلما برأ ) ( ضربه مائة أخرى ، وحمله على ق�ت

أبي موسى األشعري : امنع الناس من مجالسته. فلم يزل كذلك حتى أتى أبا موسى فحلف باأليمان الغليظة ما يجد في نفسه مما كان يجد شيئا. فكتب في ذلك إلى عمر ،

فكتب عمر : ما إخاله إال صدق ، فخل بينه وبين مجالسة الناس.__________

( في أ : "سعيد".1)( زيادة من م.2)( زيادة من م.3)( زيادة من م.4) ( عن محمد بن المثنى عن محمد بن جعفر26/115( رواه الطبري في تفسيره )5)

عن شعبة به.( في م : "برد".6)( زيادة من م ، أ.7)

(7/413)

قال أبو بكر البزار : فأبو بكر بن أبي سبرة لين ، وسعيد بن سالم ليس من أصحاب(.1الحديث )

قلت : فهذا الحديث ضعيف رفعه ، وأقرب ما فيه أنه موقوف على عمر ، فإن قصة�يغ بن عسل مشهورة مع عمر ) ( ، وإنما ضربه ألنه ظهر له من أمره فيما يسأل2ص�ب

تعنتا وعنادا ، والله أعلم. (. وهكذا فسرها3وقد ذكر الحافظ ابن عساكر هذه القصة في ترجمة صبيغ مطولة )

ابن عباس ، وابن عمر ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، والحسن ، وقتادة ، والسدي ،وغير واحد. ولم يحك ابن جرير وابن أبي حاتم غير ذلك.

ا : السحاب كما وقد قيل : إن المراد بالذاريات : الريح كما تقدم وبالحامالت وقر�تقدم ؛ ألنها تحمل الماء ، كما قال زيد بن عمرو بن نفيل : الال ) �ح�م�ل� ع�ذ�با ز� ن� ت �ه� المز� ... ل ل�م�ت� �ف�سي لم�ن� أس� ل�م�ت� ن (4و�أس�

ا ، فالمشهور عن الجمهور - كما تقدم - : أنها السفن ، تجري فأما الجاريات يسر� ( في أفالكها ،5ميسرة في الماء جريا سهال. وقال بعضهم : هي النجوم تجري يسرا )

ليكون ذلك ترقيا من األدنى إلى األعلى ، إلى ما هو أعلى منه ، فالرياح فوقها السحاب ، والنجوم فوق ذلك ، والمقسمات أمرا المالئكة فوق ذلك ، تنزل بأوامر الله الشرعية

�وع�د�ون� �م�ا ت �ن والكونية. وهذا قسم من الله عز جل على وقوع المعاد ؛ ولهذا قال : } إ

292

Page 94: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ن� الد�ين� { ، وهو : الحساب } لواقع { أي : لكائن ال ل�ص�اد�ق� { أي : لخبر صدق ، } و�إمحالة.

�ك� { قال ابن عباس : ذات البهاء والجمال والحسن ب �ح� م�اء� ذ�ات� ال ثم قال : } و�الس��ر ، وأبو مالك ) �ي ب ( ، وأبو صالح ،6واالستواء. وكذا قال مجاهد ، وعكرمة ، وسعيد بن ج�

والسدي ، وقتادة ، وعطية العوفي ، والربيع بن أنس ، وغيرهم.�ه�ال بن عمرو ، وغيرهما : مثل تجعد الماء والرمل والزرع إذا وقال الضحاك ، والم�ن

( ، فذلك الحبك.7ضربته الريح ، فينسج بعضه بعضا طرائق ]طرائق[ )�ة ، حدثنا أيوب ، عن أبي �ي قال ابن جرير : حدثني يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا ابن ع�ل

قالبة ، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، عن رسول الله صلى الله�ك ب عليه وسلم ؛ أنه قال : "إن من ورائكم الكذاب المضل ، وإن رأسه من ورائه ح�

�ك" يعني بالحبك : الجعودة ) ب (.8ح��ك� { : ذات ب �ح� �ك� { : الشدة. وقال خصيف : } ذ�ات� ال ب �ح� وعن أبي صالح : } ذ�ات� ال

الصفافة.__________

( :7/112( "كشف األستار" وقال الهيثمي في المجمع )2259( مسند البزار برقم )1)"فيه أبو بكر بن أبي سبرة ، وهو متروك".

( في م : "مع التميمي عمر".2)( "القسم المخطوط".8/230( تاريخ دمشق )3)(.1/231( البيت في سيرة ابن هشام )4)( في أ : "سيرا".5)( في م : "وابن مالك".6)( زيادة من م ، أ.7) ( من طريق إسماعيل5/410( ورواه أحمد في مسنده )26/118( تفسير الطبري )8)

بن علية به.

(7/414)

�ك� { : حبكت بالنجوم. ب �ح� وقال الحسن بن أبي الحسن البصري : } ذ�ات� ال وقال قتادة : عن سالم بن أبي الج�ع�د ، عن م�ع�دان بن أبي طلحة ، عن عمرو البكالي ،

�ك� { : يعني : السماء السابعة. ب �ح� م�اء� ذ�ات� ال عن عبد الله بن عمرو : } و�الس� وكأنه - والله أعلم - أراد بذلك السماء التي فيها الكواكب الثابتة ، وهي عند كثير من

علماء الهيئة في الفلك الثامن الذي فوق السابع ، والله أعلم. وكل هذه األقوال ترجع ( ، فإنها1إلى شيء واحد ، وهو الحسن والبهاء ، كما قال ابن عباس رضي الله عنهما )

من حسنها مرتفعة شفافة صفيقة ، شديدة البناء ، متسعة األرجاء ، أنيقة البهاء ، مكللةبالنجوم الثوابت والسيارات ، موشحة بالشمس والقمر والكواكب الزاهرات.

�ل�ف� { أي : إنكم أيها المشركون المكذبون للرسل لفي ت �ف�ي ق�و�ل� م�خ� �م� ل �ك �ن وقوله : } إقول مختلف مضطرب ، ال يلتئم وال يجتمع.

( ما بين مصدق بالقرآن ومكذب به.2وقال قتادة : إنكم لفي قول مختلف ، ]يعني[ )�ف�ك� { أي : إنما يروج على من هو ضال في نفسه ؛ ألنه قول باطل �ه� م�ن� أ �ؤ�ف�ك� ع�ن } ي

293

Page 95: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

إنما ينقاد له ويضل بسببه ويؤفك عنه من هو مأفوك ضال غ�م�ر ، ال فهم له ، كما قال} � �ج�ح�يم �ال م�ن� ه�و� ص�ال� ال �ين� إ �ن �ف�ات �ه� ب �ي �م� ع�ل �ت �ن �د�ون� م�ا أ �ع�ب �م� و�م�ا ت �ك �ن تعالى : } ف�إ

[.163 - 161] الصافات : �ف�ك� { : يضل عنه من ضل. وقال �ه� م�ن� أ �ؤ�ف�ك� ع�ن قال ابن عباس ، والسدي : } ي

�ف�ك� { يؤفن عنه من أفن. وقال الحسن البصري : يصرف �ه� م�ن� أ �ؤ�ف�ك� ع�ن مجاهد : } يعن هذا القرآن من كذب به.

اص�ون� { قال مجاهد : الكذابون. قال : وهي مثل التي في عبس : �خ�ر� �ل� ال وقوله : } ق�ته� { ] عبس : �ف�ر� �ك ان� م�ا أ �س� �ل� اإلن [ ، والخراصون الذين يقولون ال نبعث وال17} ق�ت

يوقنون.اص�ون� { أي : لعن المرتابون. �خ�ر� �ل� ال وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : } ق�ت

وهكذا كان معاذ ، رضي الله عنه ، يقول في خطبه : هلك المرتابون. وقال قتادة :الخراصون أهل الغرة والظنون.

اه�ون� { : قال ابن عباس وغير واحد : في الكفر ة� س� �ذ�ين� ه�م� ف�ي غ�م�ر� وقوله : } الوالشك غافلون الهون.

�و�م� الد�ين� { : وإنما يقولون هذا تكذيبا وعنادا وشكا واستبعادا. قال الله �ان� ي �ي �ون� أ �ل أ �س� } ي�ون� {. �ن �ف�ت �ار� ي �و�م� ه�م� ع�ل�ى الن تعالى : } ي

قال ابن عباس ، ومجاهد ، والحسن ، وغير واحد : } يفتنون { : يعذبون ]قال مجاهد[( : كما3)

__________( في م ، أ : "عنه".1)( زيادة من أ.2)( زيادة من م ، أ.3)

(7/415)

�ون� ) �ات� و�ع�ي ن �ق�ين� ف�ي ج� �م�ت �ن� ال �ين�15إ ن �ل� ذ�ل�ك� م�ح�س� �وا ق�ب �ان �ه�م� ك �ن �ه�م� إ ب �اه�م� ر� �ت �خ�ذ�ين� م�ا آ ( آ�ه�ج�ع�ون� )16) �ل� م�ا ي �ي �يال� م�ن� الل �وا ق�ل �ان ون� )17( ك �غ�ف�ر� ت �س� ار� ه�م� ي ح� �س� �األ� ( و�ف�ي18( و�ب

( � وم �م�ح�ر� �ل� و�ال ائ �لس� �ه�م� ح�ق¥ ل م�و�ال� �ين� )19أ �م�وق�ن �ل �ات� ل �ي ر�ض� آ

� �م�20( و�ف�ي األ� ك �ف�س� �ن ( و�ف�ي أون� ) �ص�ر� �ب �ف�ال� ت �وع�د�ون� )21أ �م� و�م�ا ت ق�ك م�اء� ر�ز� �ه�22( و�ف�ي الس� �ن ر�ض� إ

� م�اء� و�األ� ب� الس� ( ف�و�ر��ط�ق�ون� ) �ن �م� ت �ك �ن �ل� م�ا أ �ح�ق¥ م�ث ( 23ل

يفتن الذهب على النار.�خ�ع�ي ، وزيد بن أسلم ، وقال جماعة آخرون كمجاهد أيضا ، وعكرمة ، وإبراهيم الن

وسفيان الثوري : } يفتنون { : يحرقون.�ه� �م� ب �ت �ن �ذ�ي ك �م� { : قال مجاهد : حريقكم. وقال غيره : عذابكم. } ه�ذ�ا ال �ك �ت �ن } ذ�وق�وا ف�ت

ا. ا وتصغير� ل�ون� { : أي : يقال لهم ذلك تقريع�ا وتوبيخ�ا وتحقير� �ع�ج� ت �س� ت�ون� ) �ات� و�ع�ي ن �ق�ين� ف�ي ج� �م�ت �ن� ال �ل� ذ�ل�ك�15} إ �وا ق�ب �ان �ه�م� ك �ن �ه�م� إ ب �اه�م� ر� ( آخ�ذ�ين� م�ا آت

�ين� ) ن �ه�ج�ع�ون� )16م�ح�س� �ل� م�ا ي �ي �يال م�ن� الل �وا ق�ل �ان ون� )17( ك �غ�ف�ر� ت �س� ار� ه�م� ي ح� �األس� (18( و�ب( � وم �م�ح�ر� �ل� و�ال ائ �لس� �ه�م� ح�ق¥ ل م�و�ال

� �ين� )19و�ف�ي أ �م�وق�ن �ل �ات� ل ( و�ف�ي20( و�ف�ي األر�ض� آي

294

Page 96: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

ون� ) �ص�ر� �ب �ف�ال ت �م� أ ك �ف�س� �ن �وع�د�ون� )21أ �م� و�م�ا ت ق�ك م�اء� ر�ز� م�اء�22( و�ف�ي الس� ب� الس� ( ف�و�ر��ط�ق�ون� ) �ن �م� ت �ك �ن �ل� م�ا أ �ح�ق¥ م�ث �ه� ل �ن ( {23و�األر�ض� إ

يقول تعالى مخبرا عن المتقين لله ، عز وجل : إنهم يوم معادهم يكونون في جناتوعيون ، بخالف ما أولئك األشقياء فيه من العذاب والنكال ، والحريق واألغالل.�ه�م� { : قال ابن جرير : أي عاملين بما آتاهم الله ) ب �اه�م� ر� ( من1وقوله : } آخ�ذ�ين� م�ا آت

�ين� { أي : قبل أن يفرض ) ن �ل� ذ�ل�ك� م�ح�س� �وا ق�ب �ان �ه�م� ك �ن ( عليهم الفرائض.2الفرائض. } إان ، عن سفيان ، كانوا محسنين في األعمال أيضا. ثم روى عن ابن حميد ، حدثنا مه�ر�

�اه�م� عن أبي عمر ، عن مسلم البطين ، عن ابن عباس في قوله : } آخ�ذ�ين� م�ا آت�ين� { : قبل الفرائض ن �ل� ذ�ل�ك� م�ح�س� �وا ق�ب �ان �ه�م� ك �ن �ه�م� { قال : من الفرائض ، } إ ب ر�

( عن ابن عباس. وقد رواه عثمان بن أبي3يعملون. وهذا اإلسناد ضعيف ، وال يصح ) (4شيبة ، عن معاوية بن هشام ، عن سفيان ، عن أبي عمر البزار ، عن مسلم )

البطين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، فذكره. والذي فسر به ابن جرير فيه�ون� { : فالمتقون في �ات� و�ع�ي ن �خ�ذ�ين� { حال من قوله : } ف�ي ج� نظر ؛ ألن قوله : } آ

( ، أي : من النعيم والسرور5حال كونهم في الجنات والعيون آخذون ما آتاهم ربهم )والغبطة.�ل� ذ�ل�ك� { أي : في الدار الدنيا } محسنين { ، كقوله :6وقوله ) �وا ق�ب �ان �ه�م� ك �ن ( : } إ

�ة� { ] الحاقة : �ي ال �خ� � ال �ام �م� ف�ي األي �ف�ت ل س�� �م�ا أ �ا ب �يئ �وا ه�ن ب ر� �وا و�اش� �ل �ن24} ك �ي [ ثم إنه تعالى ب

�ه�ج�ع�ون� { ، اختلف المفسرون �ل� م�ا ي �ي �يال م�ن� الل �وا ق�ل �ان إحسانهم في العمل فقال : } كفي ذلك على قولين :

أحدهما : أن "ما" نافية ، تقديره : كانوا قليال من الليل ال يهجعونه. قال ابن عباس : لمتكن

__________( في م : "ربهم".1)( في م : "تفرض".2)( في م : "ال يصح".3)( في م : "عن أبي مسلم".4)( في م : "الله".5)( في م : "وقولهم".6)

(7/416)

تمضي عليهم ليلة إال يأخذون منها ولو شيئا. وقال قتادة ، عن مطرف بن عبد الله : قل� ليلة تأتي عليهم ال يصلون فيها لله ، عز وجل ، إما من أولها وإما من أوسطها.

( الصباح ال يتهجدون. وكذا قال قتادة. وقال1وقال مجاهد : قل� ما يرقدون ليلة حتى ) أنس بن مالك ، وأبو العالية : كانوا يصلون بين المغرب والعشاء. وقال أبو جعفر الباقر

، كانوا ال ينامون حتى يصلوا العتمة. والقول الثاني : أن "ما" مصدرية ، تقديره : كانوا قليال من الليل هجوعهم ونومهم.�ه�ج�ع�ون� { : �ل� م�ا ي �ي �يال م�ن� الل �وا ق�ل �ان واختاره ابن جرير. وقال الحسن البصري : } ك

كابدوا قيام الليل ، فال ينامون من الليل إال أقله ، ونشطوا فمدوا إلى السحر ، حتى

295

Page 97: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ل� م�ا �ي �يال م�ن� الل �وا ق�ل �ان كان االستغفار بسحر. وقال قتادة : قال األحنف بن قيس : } ك�ه�ج�ع�ون� { : كانوا ال ينامون إال قليال ثم يقول : لست من أهل هذه اآلية. وقال الحسن ي

البصري : كان األحنف بن قيس يقول : عرضت عملي على عمل أهل الجنة ، فإذا قوم�ا بعيدا ، إذا قوم ال نبلغ أعمالهم ، كانوا قليال من الليل ما يهجعون. قد باينونا بون

( بكتاب الله2وعرضت عملي على عمل أهل النار فإذا قوم ال خير فيهم يكذبون ) وبرسل الله ، يكذبون بالبعث بعد الموت ، فوجدت من خيرنا منزلة قوم�ا خلطوا عمال

صالحا وآخر سيئا. وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : قال رجل من بني تميم ألبي : يا أبا أسامة ، صفة�ه�ج�ع�ون� { ، ونحن والله �ل� م�ا ي �ي �يال م�ن� الل �وا ق�ل �ان ال أجدها فينا ، ذكر الله قوما فقال : } ك

قليال من الليل ما نقوم. فقال له أبي : طوبى لمن رقد إذا نعس ، واتقى الله إذااستيقظ.

وقال عبد الله بن سالم : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، انجفلج�ل الناس إليه ، فكنت فيمن انجفل. فلما رأيت وجهه عرفت أن وجهه ليس بوجه ر�

�وا األرحام ، كذاب ، فكان أول ما سمعته يقول : "يا أيها الناس ، أطعموا الطعام ، وص�ل�وا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسالم" ) (.3وأفشوا السالم ، وص�ل

�ه�يعة ، حدثني حيي بن عبد الله وقال اإلمام أحمد : حدثنا حسن بن موسى ، حدثنا ابن ل�لى ، عن عبد الله بن عمرو ؛ أن رسول الله صلى الله عليه ب ، عن أبي عبد الرحمن الح� وسلم قال : "إن في الجنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها". فقال

أبو موسى األشعري : لمن هي يا رسول الله ؟ قال : "لمن أالن الكالم ، وأطعم(.4الطعام ، وبات لله قائما ، والناس نيام" )

�ه�ج�ع�ون� { : كان ) �ل� م�ا ي �ي �يال م�ن� الل �وا ق�ل �ان ( الزهري5وقال م�ع�م�ر في قوله : } كوالحسن يقوالن :

__________( في م : "إلى".1)( في م : "فيكذبون".2) ( وابن ماجه2485( والترمذي في السنن برقم )5/451( رواه أحمد في المسند )3)

(.1334في السنن برقم ) ( : "فيه ابن لهيعة وحديثه05/16( وقال الهيثمي في المجمع 2/173( المسند )4)

حسن ، وبقية رجاله ثقات" ولعل تحسين الحافظ الهيثمي لحديث ابن لهيعة ألنه قد توبع : تابعه عبد الله بن وهب - روايته عن ابن لهيعة صحيحة - أخرجه الطبراني في

( "الجزء المفقود".103المعجم الكبير برقم )( في م : "قال".5)

(7/417)

كانوا كثيرا من الليل ما يصلون.�ه�ج�ع�ون� { : ما ينامون. �ل� م�ا ي �ي �يال م�ن� الل �وا ق�ل �ان �خ�ع�ي : } ك وقال ابن عباس ، وإبراهيم الن

�يال { ثم ابتدأ فقال : } م�ن� �وا ق�ل �ان �ين� ك ن �ل� ذ�ل�ك� م�ح�س� �وا ق�ب �ان �ه�م� ك �ن وقال الضحاك : } إون� {. �غ�ف�ر� ت �س� ار� ه�م� ي ح� �األس� �ه�ج�ع�ون� و�ب �ل� م�ا ي �ي الل

296

Page 98: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

ون� {. قال مجاهد ، وغير واحد : يصلون. �غ�ف�ر� ت �س� ح�ار� ه�م� ي �األس� وقوله عز وجل : } و�ب وقال آخرون : قاموا الليل ، وأخروا االستغفار إلى األسحار. كما قال تعالى :

ح�ار� { ] آل عمران : �األس� �غ�ف�ر�ين� ب ت �م�س� [ ، فإن كان االستغفار في صالة فهو17} و�ال أحسن. وقد ثبت في الصحاح وغيرها عن جماعة من الصحابة ، عن رسول الله صلى

الله عليه وسلم أنه قال : "إن الله ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل األخير ، فيقول : هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من

(.1سائل فيعطى سؤله ؟ حتى يطلع الفجر" )و�ف� وقال كثير من المفسرين في قوله تعالى إخبارا عن يعقوب : أنه قال لبنيه : } س�

�ي { ] يوسف ب �م� ر� �ك �غ�ف�ر� ل ت س�� [ قالوا : أخرهم إلى وقت السحر.98أ

� { : لما وصفهم بالصالة ثنى بوصفهم ) وم �م�ح�ر� �ل� و�ال ائ �لس� �ه�م� ح�ق¥ ل م�و�ال� وقوله : } و�ف�ي أ

�ه�م� ح�ق¥ { )2 م�و�ال� ( أي : جزء مقسوم قد3( بالزكاة والبر والصلة ، فقال : } و�ف�ي أ

� { ، أما السائل فمعروف ، وهو الذي يبتدئ بالسؤال ، وله وم �م�ح�ر� �ل� و�ال ائ �لس� أفرزوه } لحق ، كما قال اإلمام أحمد :

�يع وعبد الرحمن قاال حدثنا سفيان ، عن مصعب بن محمد ، عن يعلى بن أبي حدثنا و�ك يحيى ، عن فاطمة بنت الحسين ، عن أبيها الحسين بن علي قال : قال رسول الله

صلى الله عليه وسلم : "للسائل حق وإن جاء على فرس". ( ثم أسنده من وجه آخر عن علي بن4ورواه أبو داود من حديث سفيان الثوري ، به )

ماس بن زياد مرفوعا )5أبي طالب ) (.6(. وروي من حديث اله�ر� وأما } المحروم { ، فقال ابن عباس ، ومجاهد : هو المحارف الذي ليس له في

اإلسالم سهم. يعني : ال سهم له في بيت المال ، وال كسب له ، وال حرفة يتقوت منها.ف الذي ال يكاد يتيسر له مكسبه. وقال الضحاك وقالت أم المؤمنين عائشة : هو المحار�

: هو الذي ال يكون له مال إال ذهب ، قضى الله له ذلك.__________

(.758( رواه مسلم في صحيحه برقم )1)( في م ، أ : "وصفهم".2)( في م ، أ : )حق للسائل والمحروم(.3)(.1665( وسنن أبي داود برقم )1/201( المسند )4)(.1666( سنن أبي داود برقم )5) ( من طريق سليمان الدمشقي عن22/203( رواه الطبراني في المعجم الكبير )6)

عثمان بن فايد عن عكرمة بن عمار عن الهرماس مرفوعا به وفيه عثمان بن فايد وهوضعيف.

(7/418)

�ة : جاء سيل باليمامة فذهب بمال رجل ، فقال رجل من الصحابة : هذا وقال أبو ق�البالمحروم.

�ب ، وإبراهيم النخعي ، ونافع - مولى ابن عمر وقال ابن عباس أيضا ، وسعيد بن المسي- وعطاء بن أبي رباح } المحروم { : المحارف.

وم { : الذي ال يسأل الناس شيئا ، قال الزهري وقد �م�ح�ر� وقال قتادة ، والزهري : } ال

297

Page 99: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ليس المسكين بالطو�اف الذي ترده اللقمة�فطن له واللقمتان ، والتمرة والتمرتان ، ولكن المسكين الذي ال يجد غنى يغنيه ، وال ي

فيتصدق عليه".(.1وهذا الحديث قد أسنده الشيخان في صحيحيهما من وجه آخر )

م المغنم ، فيرضخ له. وقال سعيد بن جبير : هو الذي يجيء وقد ق�س� وقال محمد بن إسحاق : حدثني بعض أصحابنا قال : كنا مع عمر بن عبد العزيز في

طريق مكة فجاء كلب فانتزع عمر كتف شاة فرمى بها إليه ، وقال : يقولون : إنهالمحروم.

وقال الشعبي : أعياني أن أعلم ما المحروم. ( الذي ال مال له بأي سبب كان ، قد ذهب ماله2واختار ابن جرير أن المحروم : ]هو[ )

( بآفة أو نحوها.3، سواء كان ال يقدر على الكسب ، أو قد هلك ماله أو نحوه ) وقال الثوري ، عن قيس بن مسلم ، عن الحسن بن محمد ؛ أن رسول الله صلى الله

عليه وسلم بعث سرية فغنموا ، فجاء قوم لم يشهدوا الغنيمة فنزلت هذه اآلية :( } � وم �م�ح�ر� �ل� و�ال ائ �لس� �ه�م� ح�ق¥ ل م�و�ال

� (.4} و�ف�ي أوهذا يقتضي أن هذه مدنية ، وليس كذلك ، بل هي مكية شاملة لما بعدها.

�ين� { أي : فيها من اآليات الدالة على عظمة خالقها �م�وق�ن �ل �ات� ل وقوله : } و�ف�ي األر�ض� آي وقدرته الباهرة ، مما قد ذرأ فيها من صنوف النبات والحيوانات ، والمهاد والجبال ،

والقفار واألنهار والبحار ، واختالف ألسنة الناس وألوانهم ، وما جبلوا عليه من اإلرادات والقوى ، وما بينهم من التفاوت في العقول والفهوم والحركات ، والسعادة والشقاوة ،

( في المحل الذي هو5وما في تركيبهم من الحكم في وضع كل عضو من أعضائهم )ون� { : قال قتادة : من تفكر �ص�ر� �ب �ف�ال ت �م� أ ك �ف�س� �ن محتاج إليه فيه ؛ ولهذا قال : } و�ف�ي أ

في خلق نفسه عرف أنه إنما خلق ولينت مفاصله للعبادة.�وع�د�ون� { يعني : الجنة. قاله �م� { يعني : المطر ، } و�م�ا ت ق�ك م�اء� ر�ز� ثم قال : } و�ف�ي الس�

ابن عباس ، __________

( من طريق شريك بن1039( وصحيح مسلم برقم )4539( صحيح البخاري برقم )1)عبد الله عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة مرفوعا.

( زيادة من م.2)( في م : "أو ثمرة".3)(.26/125( رواه الطبري في تفسيره )4)( في م ، أ : "أجسادهم".5)

(7/419)

م�ين� ) �ر� �م�ك اه�يم� ال �ر� �ب �ف� إ �اك� ح�د�يث� ض�ي �ت م�24ه�ل� أ ال� م�ا ق�ال� س� ال� �وا س� �ه� ف�ق�ال �ي �وا ع�ل ل �ذ� د�خ� ( إون� ) �ر� �ك م�ين� )25ق�و�م� م�ن �ع�ج�ل� س� �ه� ف�ج�اء� ب �ه�ل �ل�ى أ اغ� إ �ل�ون�26( ف�ر� �ك �أ �ال� ت �ه�م� ق�ال� أ �ي �ل �ه� إ ب ( ف�ق�ر�

(27( � �يم � ع�ل م �غ�ال� وه� ب ر� �ش� �خ�ف� و�ب �وا ال� ت يف�ة� ق�ال �ه�م� خ� و�ج�س� م�ن� �ه� ف�ي28( ف�أ ت

� أ �ل�ت� ام�ر� ق�ب� ( ف�أ

ه�ه�ا و�ق�ال�ت� ع�ج�وز� ع�ق�يم� ) �ت� و�ج� ة� ف�ص�ك �ح�ك�يم�29ص�ر� �ه� ه�و� ال �ن �ك� إ ب �ذ�ل�ك� ق�ال� ر� �وا ك ( ق�ال�يم� ) �ع�ل ( 30ال

298

Page 100: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

ومجاهد وغير واحد.�م� و�م�ا ق�ك م�اء� ر�ز� وقال سفيان الثوري : قرأ واصل األحدب هذه اآلية : } و�ف�ي الس�

�وع�د�ون� { فقال : أال إني ) ( أرى رزقي في السماء ، وأنا أطلبه في األرض ؟ فدخل1ت ( ثالثا ال يصيب شيئا ، فلما أن كان في اليوم الثالث إذا هو2خربة فمكث ]فيها[ )

ل�ة من رطب ، وكان له أخ أحسن نية منه ، فدخل معه فصارتا دوخلتين ، فلم يزل �د�و�خ� ب(.3ذلك دأبهما حتى فرق الموت بينهما )

�ط�ق�ون� { يقسم تعالى بنفسه �ن �م� ت �ك �ن �ل� م�ا أ �ح�ق¥ م�ث �ه� ل �ن م�اء� و�األر�ض� إ ب� الس� وقوله : } ف�و�ر� الكريمة أن ما وعدهم به من أمر القيامة والبعث والجزاء ، كائن ال محالة ، وهو حق ال مرية فيه ، فال تشكوا فيه كما ال تشكوا في نطقكم حين تنطقون. وكان معاذ ، رضي

الله عنه ، إذا حدث بالشيء يقول لصاحبه : إن هذا لحق كما أنك هاهنا. قال مسدد ، عن ابن أبي ع�د�ي� ، عن ع�و�ف ، عن الحسن البصري قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "قاتل الله أقوام�ا أقسم لهم ربهم ثم لم

يصدقوا".�د�ار ، عن ابن أبي عدي ، عن عوف ، عن الحسن ، فذكره �ن ورواه ابن جرير ، عن ب

(.4مرسال )م�ين� ) �ر� �م�ك اه�يم� ال �ر� �ب �ف� إ �اك� ح�د�يث� ض�ي �ت �وا س�الم�ا ق�ال� س�الم�24} ه�ل� أ �ه� ف�ق�ال �ي �وا ع�ل ل �ذ� د�خ� ( إ

ون� ) �ر� �ك م�ين� )25ق�و�م� م�ن �ع�ج�ل� س� �ه� ف�ج�اء� ب �ه�ل �ل�ى أ اغ� إ �ل�ون�26( ف�ر� �ك �أ �ال ت �ه�م� ق�ال� أ �ي �ل �ه� إ ب ( ف�ق�ر�(27( � �يم � ع�ل �غ�الم وه� ب ر� �ش� �خ�ف� و�ب �وا ال ت يف�ة� ق�ال �ه�م� خ� و�ج�س� م�ن

� �ه� ف�ي28( ف�أ ت� أ �ل�ت� ام�ر� ق�ب

� ( ف�أه�ه�ا و�ق�ال�ت� ع�ج�وز� ع�ق�يم� ) �ت� و�ج� ة� ف�ص�ك �ح�ك�يم�29ص�ر� �ه� ه�و� ال �ن �ك� إ ب �ذ�ل�ك� ق�ال� ر� �وا ك ( ق�ال

�يم� ) �ع�ل ( {30ال�اك�5هذه القصة قد تقدمت في سورة "هود" و "الحجر" ) �ت ( أيضا. وقوله : } ه�ل� أ

م�ين� { أي : الذين أرصد لهم الكرامة. وقد ذهب اإلمام أحمد �ر� �م�ك اه�يم� ال �ر� �ب �ف� إ ح�د�يث� ض�ي وطائفة من العلماء إلى وجوب الضيافة للنزيل ، وقد وردت السنة بذلك كما هو ظاهر

التنزيل.الم�ا ق�ال� س�الم� { : الرفع أقوى وأثبت من النصب ، فرده أفضل من �وا س� وقوله : } ق�ال

د�وه�ا { ] النساء و� ر�� �ه�ا أ ن� م�ن ح�س�

� �أ �وا ب ي �ة� ف�ح� ي �ح� �ت �م� ب �يت ي �ذ�ا ح� التسليم ؛ ولهذا قال تعالى : } و�إ [ ، فالخليل اختار األفضل.86:

ون� { : وذلك أن المالئكة وهم : جبريل وإسرافيل وميكائيل قدموا �ر� �ك وقوله : } ق�و�م� م�نون� {. �ر� �ك عليه في صور شبان حسان عليهم مهابة عظيمة ؛ ولهذا قال : } ق�و�م� م�ن

__________( في م : "ال أرى رزقي".1)( زيادة من م.2)( في م : "بينهما الموت".3)(.26/127( تفسير الطبري )4) وكذلك في سورة الحجر73 - 69( تقدم تفسير ذلك في سورة هود عند اآليات : 5)

.56 - 51عند اآليات :

(7/420)

299

Page 101: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

م�ين� { أي : �ع�ج�ل� س� �ه� { أي : انسل خفية في سرعة ، } ف�ج�اء� ب �ه�ل �ل�ى أ اغ� إ وقوله : } ف�ر��يذ� { ] هود : ن �ع�ج�ل� ح� �ن� ج�اء� ب �ث� أ �ب [ أي :69من خيار ماله. وفي اآلية األخرى : } ف�م�ا ل

�ل�ون� { : تلطف �ك �أ �ال ت �ه�م� { أي : أدناه منهم ، } ق�ال� أ �ي �ل �ه� إ ب مشوي على الر�ضف ، } ف�ق�ر�في العبارة وعرض حسن.

( من حيث ال يشعرون1وهذه اآلية انتظمت آداب الضيافة ؛ فإنه جاء بطعامه ) ( وخفاء ،2بسرعة ، ولم يمتن عليهم أوال فقال : "نأتيكم بطعام ؟" بل جاء به بسرعة )

وأتى بأفضل ما وجد من ماله ، وهو عجل فتي سمين مشوي ، فقربه إليهم ، لم يضعه ، وقال : اقتربوا ، بل وضعه بين أيديهم ، ولم يأمرهم أمرا يشق على سامعه

�ل�ون� { على سبيل العرض والتلطف ، كما يقول �ك �أ �ال ت بصيغة الجزم ، بل قال : } أ(.3القائل اليوم : إن رأيت أن تتفضل وتحسن وتتصدق ، فافعل )

يف�ة� { : هذا محال على ما تقدم في القصة في السورة �ه�م� خ� و�ج�س� م�ن� وقوله : } ف�أ

يف�ة�4األخرى ، وهو ) �ه�م� خ� و�ج�س� م�ن� ه�م� و�أ �ك�ر� �ه� ن �ي �ل �ص�ل� إ �ه�م� ال ت �د�ي ي

� �ى أ أ �م�ا ر� ( قوله : } ف�ل�م�ة� ف�ض�ح�ك�ت� { ] هود : �ه� ق�ائ ت

� أ � ل�وط� و�ام�ر� �ل�ى ق�و�م �ا إ �ن ل س� ر�� �ا أ �ن �خ�ف� إ �وا ال ت [ أي71 ، 70ق�ال

: استبشرت بهالكهم ؛ لتمردهم وعتوهم على الله ، فعند ذلك بشرتها المالئكة بإسحاق�ن� ه�ذ�ا ا إ �خ� ي �ع�ل�ي ش� �ا ع�ج�وز� و�ه�ذ�ا ب �ن �د� و�أ �ل �أ �ى أ �ت �ل �ا و�ي ومن وراء إسحاق يعقوب. } ق�ال�ت� ي

�ه� ح�م�يد� �ن �ت� إ �ي �ب �ه�ل� ال �م� أ �ك �ي �ه� ع�ل �ات ك �ر� �ه� و�ب ح�م�ة� الل �ه� ر� م�ر� الل� �ين� م�ن� أ ب �ع�ج� �ت �وا أ ي�ء� ع�ج�يب� ق�ال ل�ش�

� { ، فالبشارة له73 ، 72م�ج�يد� { ] هود �يم � ع�ل �غ�الم وه� ب ر� �ش� [ ؛ ولهذا قال هاهنا : } و�بهي بشارة لها ؛ ألن الولد منهما ، فكل منهما بشر به.

ة� { أي : في صرخة عظيمة ) �ه� ف�ي ص�ر� ت� أ �ل�ت� ام�ر� ق�ب

� ( ورنة ، قاله ابن5وقوله : } ف�أ عباس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وأبو صالح ، والضحاك ، وزيد بن أسلم والثوري والسدي

ه�ه�ا { ) �ت� و�ج� �ا { } ف�ص�ك �ت �ل �ا و�ي ( أي : ضربت بيدها على جبينها ، قاله6وهي قولها : } ي( سابط.7مجاهد وابن )

( النساء من األمر الغريب ،8وقال ابن عباس : لطمت ، أي تعجبا كما تتعجب ) ( ، وقد كنت� في حال الصبا9} و�ق�ال�ت� ع�ج�وز� ع�ق�يم� { أي : كيف ألد وأنا عجوز ]عقيم[ )

عقيما ال أحبل ؟.�يم� { ) �ع�ل �ح�ك�يم� ال �ه� ه�و� ال �ن �ك� إ ب �ذ�ل�ك� ق�ال� ر� �وا ك ( أي : عليم بما تستحقون من10} ق�ال

الكرامة ، حكيم في أقواله وأفعاله.__________

( في م : "بطعام".1)( في أ : "في سرعة".2) (184 - 181( وقد توسع اإلمام ابن القيم رحمه الله في كتابه "جالء األفهام" )ص3)

في الكالم على آداب الضيافة في هذه اآليات.( في م : "وهي".4)( في م ، أ : "وعيطة".5)( في م : "وصكت".6)( في م : "وأبو".7)( في م : "يتعجب".8)( زيادة من أ.9)( في م : "العليم الحكيم" وهو خطأ.10)

(7/421)

300

Page 102: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

ل�ون� ) س� �م�ر� �ه�ا ال ي� �م� أ �ك � م�ج�ر�م�ين� )31ق�ال� ف�م�ا خ�ط�ب �ل�ى ق�و�م �ا إ �ن ل س� ر�

� �ا أ �ن �وا إ س�ل�32( ق�ال �ر� �ن ( لة� م�ن� ط�ين� ) �ه�م� ح�ج�ار� �ي ر�ف�ين� )33ع�ل �م�س� �ل �ك� ل ب �د� ر� ن و�م�ة� ع� �ان� ف�يه�ا34( م�س� �ا م�ن� ك ن ج� �خ�ر� ( ف�أ

�ين� ) �م�ؤ�م�ن �م�ين� )35م�ن� ال ل �م�س� �ت� م�ن� ال �ي �ر� ب �ا ف�يه�ا غ�ي د�ن �ذ�ين�36( ف�م�ا و�ج� �ل �ة� ل �ي �ا ف�يه�ا آ �ن ك �ر� ( و�ت�يم� ) �ل �ع�ذ�اب� األ� �خ�اف�ون� ال ( 37ي

ل�ون� ) س� �م�ر� �ه�ا ال ي� �م� أ �ك � م�ج�ر�م�ين� )31} ق�ال� ف�م�ا خ�ط�ب �ل�ى ق�و�م �ا إ �ن ل س� ر�

� �ا أ �ن �وا إ (32( ق�الة� م�ن� ط�ين� ) ار� �ه�م� ح�ج� �ي س�ل� ع�ل �ر� �ن ر�ف�ين� )33ل �م�س� �ل �ك� ل ب �د� ر� ن و�م�ة� ع� �ا م�ن�34( م�س� ن ج� �خ�ر� ( ف�أ

�ين� ) �م�ؤ�م�ن �ان� ف�يه�ا م�ن� ال �م�ين� )35ك ل �م�س� �ت� م�ن� ال �ي �ر� ب �ا ف�يه�ا غ�ي د�ن �ا ف�يه�ا36( ف�م�ا و�ج� �ن ك �ر� ( و�ت�يم� ) �ع�ذ�اب� األل �خ�اف�ون� ال �ذ�ين� ي �ل �ة� ل ( {37آي

(7/421)

�ين� ) ل�ط�ان� م�ب �س� ع�و�ن� ب �ل�ى ف�ر� �اه� إ �ن ل س� ر�� �ذ� أ و�38و�ف�ي م�وس�ى إ

� اح�ر� أ �ه� و�ق�ال� س� �ن ك �ر� �و�ل�ى ب ( ف�ت�ون� ) ن �يم� )39م�ج� �م� و�ه�و� م�ل �ي �اه�م� ف�ي ال �ذ�ن �ب �ود�ه� ف�ن ن �اه� و�ج� �خ�ذ�ن �ا40( ف�أ �ن ل س� ر�

� �ذ� أ ( و�ف�ي ع�اد� إ�ع�ق�يم� ) يح� ال �ه�م� الر� �ي � )41ع�ل م�يم �الر� �ه� ك �ت ع�ل �ال� ج� �ه� إ �ي �ت� ع�ل �ت ي�ء� أ �ذ�ر� م�ن� ش� �م�ود�42( م�ا ت ( و�ف�ي ث

�ى ح�ين� ) ت �ع�وا ح� �م�ت �ه�م� ت �ذ� ق�يل� ل ون�43إ �ظ�ر� �ن �ه�م� الص�اع�ق�ة� و�ه�م� ي ذ�ت �خ� �ه�م� ف�أ ب م�ر� ر�� �و�ا ع�ن� أ ( ف�ع�ت

�ص�ر�ين� )44) �ت �وا م�ن �ان � و�م�ا ك �ام �ط�اع�وا م�ن� ق�ي ت �وا45( ف�م�ا اس� �ان �ه�م� ك �ن �ل� إ �وح� م�ن� ق�ب ( و�ق�و�م� نق�ين� ) ( 46ق�و�م�ا ف�اس�

�ه� اء�ت و�ع� و�ج� اه�يم� الر� �ر� �ب �م�ا ذ�ه�ب� ع�ن� إ قال الله مخبرا عن إبراهيم ، عليه السالم : } ف�ل�ع�ر�ض� ع�ن� ه�ذ�ا اه�يم� أ �ر� �ب �ا إ �يب� ي و�اه� م�ن

� �يم� أ ل �ح� اه�يم� ل �ر� �ب �ن� إ � ل�وط� إ �ا ف�ي ق�و�م �ن اد�ل �ج� ى ي ر� �ش� �ب الد�ود� { ] هود : �ر� م�ر� �يه�م� ع�ذ�اب� غ�ي �ه�م� آت �ن �ك� و�إ ب م�ر� ر�

� اء� أ �ه� ق�د� ج� �ن [.76 - 74إل�ون� { أي : ما شأنكم وفيم جئتم ؟. س� �م�ر� �ه�ا ال ي

� �م� أ �ك وقال هاهنا : } ق�ال� ف�م�ا خ�ط�ب� م�ج�ر�م�ين� { يعنون قوم لوط. �ل�ى ق�و�م �ا إ �ن ل س� ر�

� �ا أ �ن �وا إ } ق�الر�ف�ين� { أي : �م�س� �ل �ك� ل ب �د� ر� ن و�م�ة� { أي : معلمة } ع� ة� م�ن� ط�ين� م�س� �ه�م� ح�ج�ار� �ي س�ل� ع�ل �ر� �ن } ل

مكتتبة عنده بأسمائهم ، كل حجر عليه اسم صاحبه ، فقال في سورة العنكبوت :�ت� م�ن� �ان �ه� ك ت

� أ �ال ام�ر� �ه� إ ه�ل� �ه� و�أ �ن ي �ج� �ن �ن �م�ن� ف�يه�ا ل �م� ب �ع�ل �ح�ن� أ �وا ن �ن� ف�يه�ا ل�وط�ا ق�ال } ق�ال� إ

�ر�ين� { ] العنكبوت : �غ�اب �ين� { ،32ال �م�ؤ�م�ن �ان� ف�يه�ا م�ن� ال �ا م�ن� ك ن ج� �خ�ر� [.وقال هاهنا : } ف�أوهم لوط وأهل بيته إال امرأته.

�م�ين� { احتج بهذه ]اآلية[ ) ل �م�س� �ت� م�ن� ال �ي �ر� ب �ا ف�يه�ا غ�ي د�ن ( من ذهب إلى رأي1} ف�م�ا و�ج� المعتزلة ، ممن ال يفرق بين مسمى اإليمان واإلسالم ؛ ألنه أطلق عليهم المؤمنين والمسلمين. وهذا االستدالل ضعيف ؛ ألن هؤالء كانوا قوما مؤمنين ، وعندنا أن كل

مؤمن مسلم ال ينعكس ، فاتفق االسمان هاهنا لخصوصية الحال ، وال يلزم ذلك في كلحال.

�يم� { أي : جعلناها عبرة ، لما أنزلنا �ع�ذ�اب� األل �خ�اف�ون� ال �ذ�ين� ي �ل �ة� ل �ا ف�يه�ا آي �ن ك �ر� وقوله : } و�ت ( محلتهم بحيرة منتنة خبيثة ،2بهم من العذاب والنكال وحجارة السجيل ، وجعلنا )

�يم� { �ع�ذ�اب� األل �خ�اف�ون� ال �ذ�ين� ي �ل ففي ذلك عبرة للمؤمنين ، } ل�ين� ) ل�ط�ان� م�ب �س� ع�و�ن� ب �ل�ى ف�ر� �اه� إ �ن ل س� ر�

� �ذ� أ و�38} و�ف�ي م�وس�ى إ� اح�ر� أ �ه� و�ق�ال� س� �ن ك �ر� �و�ل�ى ب ( ف�ت

301

Page 103: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ون� ) ن �يم� )39م�ج� �م� و�ه�و� م�ل �ي �اه�م� ف�ي ال �ذ�ن �ب �ود�ه� ف�ن ن �اه� و�ج� �خ�ذ�ن �ا40( ف�أ �ن ل س� ر�� �ذ� أ ( و�ف�ي ع�اد� إ

�ع�ق�يم� ) يح� ال �ه�م� الر� �ي � )41ع�ل م�يم �الر� �ه� ك �ت ع�ل �ال ج� �ه� إ �ي �ت� ع�ل �ت ي�ء� أ �ذ�ر� م�ن� ش� �م�ود�42( م�ا ت ( و�ف�ي ث�ى ح�ين� ) ت �ع�وا ح� �م�ت �ه�م� ت �ذ� ق�يل� ل ون�43إ �ظ�ر� �ن �ه�م� الص�اع�ق�ة� و�ه�م� ي ذ�ت �خ� �ه�م� ف�أ ب م�ر� ر�

� �و�ا ع�ن� أ ( ف�ع�ت�ص�ر�ين� )44) �ت �وا م�ن �ان � و�م�ا ك �ام �ط�اع�وا م�ن� ق�ي ت �وا45( ف�م�ا اس� �ان �ه�م� ك �ن �ل� إ �وح� م�ن� ق�ب ( و�ق�و�م� ن

ق�ين� ) ( {46ق�و�م�ا ف�اس��ين� {3يقول تعالى : } و�ف�ي م�وس�ى { ]آية[ ) ل�ط�ان� م�ب �س� ع�و�ن� ب �ل�ى ف�ر� �اه� إ �ن ل س� ر�

� �ذ� أ ( } إ�ه� { أي : فأعرض فرعون عما جاءه ) �ن ك �ر� �و�ل�ى ب (4أي : بدليل باهر وحجة قاطعة ، } ف�ت

به موسى من الحق المبين ، استكبارا__________

( زيادة من م.1)( في م ، أ : "وجعل".2)( زيادة من م.3)( في م : "جاء".4)

(7/422)

وعنادا. وقال مجاهد : تعزز بأصحابه. وقال قتادة : غلب عد�و الله على قومه. وقال ابن زيد : }

�ل�ى و� آو�ي إ� �م� ق�و�ة� أ �ك �ن� ل�ي ب �و� أ �ه� { أي : بجموعه التي معه ، ثم قرأ : } ل �ن ك �ر� �و�ل�ى ب ف�ت

د�يد� { ] هود : �ن� ش� ك [.80ر��ه� { ] الحج : �يل� الل ب �ض�ل� ع�ن� س� �ي �ي� ع�ط�ف�ه� ل �ان [ أي :9والمعنى األول قوي كقوله : } ث

�ون� { أي : ال يخلو أمرك فيما جئتني ن و� م�ج�� اح�ر� أ معرض عن الحق مستكبر ، } و�ق�ال� س�

به من أن تكون ساحرا ، أو مجنونا.�اه�م� { أي : ألقيناهم في اليم ، وهو البحر ، �ذ�ن �ب �ود�ه� ف�ن ن �اه� و�ج� �خ�ذ�ن قال الله تعالى : } ف�أ

�يم� { أي : وهو ملوم كافر جاحد فاجر معاند. } و�ه�و� م�ل�ع�ق�يم� { أي : المفسدة التي ال تنتج شيئا. يح� ال �ه�م� الر� �ي �ا ع�ل �ن ل س� ر�

� �ذ� أ ثم قال : } و�ف�ي ع�اد� إقاله الضحاك ، وقتادة ، وغيرهما.

� م�يم �الر� �ه� ك �ت ع�ل �ال ج� �ه� { أي : مما تفسده الريح } إ �ي �ت� ع�ل �ت ي�ء� أ �ذ�ر� م�ن� ش� ولهذا قال : } م�ا ت{ أي : كالشيء الهالك البالي.

وقد قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو عبيد الله بن أخي ابن وهب ، حدثنا عمي عبد الله بن ( - القتباني ، حدثني عبد الله بن سليمان1وهب ، حدثني عبد الله - يعني : ابن عياش )

، عن دراج ، عن عيسى بن هالل الص�د�ف�ي ، عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الريح مسخرة من الثانية - يعني من األرض الثانية - فلماب� أراد الله أن يهلك عاد�ا أمر خازن الريح أن يرسل عليهم ريحا تهلك عادا ، قال : أي ر�

( الريح قدر منخر الثور ؟ قال له الجبار : ال إذ�ا تكفأ األرض2، أرسل عليهم ]من[ ) ( الله في كتابه :4( بقدر خاتم. فهي التي يقول )3ومن عليها ، ولكن أرسل ]عليهم[ )

} � م�يم �الر� �ه� ك �ت �ال ج�ع�ل �ه� إ �ي �ت� ع�ل �ت ي�ء� أ �ذ�ر� م�ن� ش� } م�ا ت ( ، واألقرب أن يكون موقوفا على عبد الله بن عمرو ، من5هذا الحديث رفعه منكر )

( أصابهما يوم اليرموك ، والله أعلم.6زاملتيه اللتين )

302

Page 104: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ع�ق�يم� { قالوا : هي يح� ال �ه�م� الر� �ي �ا ع�ل �ن ل س� ر�� �ذ� أ قال سعيد بن المسيب وغيره في قوله : } إ

الجنوب. وقد ثبت في الصحيح من رواية شعبة ، عن الحكم ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "نصرت بالص�با ، وأهلكت عاد

(.7بالدبور" )�ى ح�ين� { قال ابن جرير : يعني إلى وقت فناء ت �ع�وا ح� �م�ت �ه�م� ت �ذ� ق�يل� ل �م�ود� إ } و�ف�ي ث

آجالكم.__________

( في م : "ابن عباس".1)( زيادة من م.2)( زيادة من م.3)( في م ، أ : "قال".4) ( من1/186( وابن منده في كتاب التوحيد )4/594( رواه الحاكم في المستدرك )5)

طريق عبد الله بن وهب بأطول منه. وقال ابن منده : إسناده متصل مشهور ورواته مصريين. وصححه الحاكم وتعقبه

الذهبي بقوله : "بل منكر ، فيه عبد الله بن عياس ضعفه أبو داود ، وعند مسلم أنه ثقة، ودراج وهو كثير المناكير".

( في م : "اللذين".6)(.900( صححه مسلم برقم )7)

(7/423)

ع�ون� ) �م�وس� �ا ل �ن �د� و�إ ي� �أ �اه�ا ب �ن �ي �ن م�اء� ب �م�اه�د�ون� )47و�الس� �ع�م� ال �اه�ا ف�ن ن ش� ر�ض� ف�ر�

� ( و�م�ن�48( و�األ�ون� ) �ر� �ذ�ك �م� ت �ك �ع�ل �ن� ل ي و�ج� �ا ز� �ق�ن ل ي�ء� خ� �ل� ش� �ين� )49ك �ذ�ير� م�ب �ه� ن �م� م�ن �ك �ي ل �ن �ه� إ �ل�ى الل وا إ ( ف�ف�ر�

�ين� )50 �ذ�ير� م�ب �ه� ن �م� م�ن �ك �ي ل �ن �خ�ر� إ �ه�ا آ �ل �ه� إ �وا م�ع� الل �ج�ع�ل ( 51( و�ال� ت

.�ه�م� ذ�ت �خ� �ه�د�ى ف�أ �ع�م�ى ع�ل�ى ال �وا ال ب �ح� ت �اه�م� ف�اس� �ن �م�ود� ف�ه�د�ي م�ا ث

� والظاهر أن هذه كقوله : } و�أ�ه�ون� { ] فصلت : �ع�ذ�اب� ال [.17ص�اع�ق�ة� ال

�ه�م� ب م�ر� ر�� �و�ا ع�ن� أ �ى ح�ين� ف�ع�ت ت �ع�وا ح� �م�ت �ه�م� ت �ذ� ق�يل� ل �م�ود� إ وهكذا قال هاهنا : } و�ف�ي ث

ون� { ، وذلك أنهم انتظروا العذاب ثالثة أيام وجاءهم في �ظ�ر� �ن �ه�م� الص�اع�ق�ة� و�ه�م� ي ذ�ت �خ� ف�أب� وال نهوض ، � { أي : من ه�ر� �ام �ط�اع�وا م�ن� ق�ي ت ة النهار } ف�م�ا اس� �ر� �ك صبيحة اليوم الرابع ب

�ص�ر�ين� { أي : وال يقدرون على أن ينتصروا مما هم فيه. �ت �وا م�ن �ان } و�م�ا ك�وا ق�و�م�ا �ان �ه�م� ك �ن �ل� { أي : وأهلكنا قوم نوح من قبل هؤالء } إ �وح� م�ن� ق�ب وقوله : } و�ق�و�م� نق�ين� { وكل هذه القصص قد تقدمت مبسوطة في أماكن كثيرة ، من سور متعددة. ف�اس�

ع�ون� ) �م�وس� �ا ل �ن �د� و�إ ي� �أ �اه�ا ب �ن �ي �ن م�اء� ب �م�اه�د�ون� )47} و�الس� �ع�م� ال �اه�ا ف�ن ن ش� ( و�م�ن�48( و�األر�ض� ف�ر�

ون� ) �ر� �ذ�ك �م� ت �ك �ع�ل �ن� ل ي و�ج� �ا ز� �ق�ن ل ي�ء� خ� �ل� ش� �ين� )49ك �ذ�ير� م�ب �ه� ن �م� م�ن �ك �ي ل �ن �ه� إ �ل�ى الل وا إ ( ف�ف�ر��ين� )50 �ذ�ير� م�ب �ه� ن �م� م�ن �ك �ي ل �ن �ه�ا آخ�ر� إ �ل �ه� إ �وا م�ع� الل �ج�ع�ل ( {51( و�ال ت

�اه�ا { أي : جعلناها �ن �ي �ن م�اء� ب يقول تعالى منبها على خلق العالم العلوي والسفلي : } و�الس� ( رفيعا } بأيد { أي : بقوة. قاله ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ،1سقفا ]محفوظا[ )

303

Page 105: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

ع�ون� { ، أي : قد وسعنا أرجاءها ورفعناها بغير �م�وس� �ا ل �ن والثوري ، وغير واحد ، } و�إعمد ، حتى استقلت كما هي.

�م�اه�د�ون� { أي : �ع�م� ال ا للمخلوقات ، } ف�ن �اه�ا { أي : جعلناها فراش� ن ش� } و�األر�ض� ف�ر�وجعلناها مهدا ألهلها.

�ن� { أي : جميع المخلوقات أزواج : سماء وأرض ، وليل ي و�ج� �ا ز� �ق�ن ل ي�ء� خ� �ل� ش� } و�م�ن� ك ونهار ، وشمس وقمر ، وبر وبحر ، وضياء وظالم ، وإيمان وكفر ، وموت وحياة ،

( والنباتات ،2وشقاء وسعادة ، وجنة ونار ، حتى الحيوانات ]جن وإنس ، ذكور وإناث[ )ون� { أي : لتعلموا أن الخالق واحد� ال شريك له. �ر� �ذ�ك �م� ت �ك �ع�ل ولهذا قال : } ل

�ذ�ير� �ه� ن �م� م�ن �ك �ي ل �ن �ه� { أي : الجئوا إليه ، واعتمدوا في أموركم عليه ، } إ �ل�ى الل وا إ } ف�ف�ر��ين� {. م�ب

�ه�ا آخ�ر� { أي : ]و[ ) �ل �ه� إ �وا م�ع� الل �ج�ع�ل �ذ�ير�3} و�ال ت �ه� ن �م� م�ن �ك �ي ل �ن ( ال تشركوا به شيئا ، } إ�ين� {. م�ب

__________( زيادة من م.1)( زيادة من أ.2)( زيادة من م.3)

(7/424)

�ون� ) ن و� م�ج�� اح�ر� أ �وا س� �ال� ق�ال ول� إ س� �ه�م� م�ن� ر� �ل �ذ�ين� م�ن� ق�ب �ى ال �ت �ذ�ل�ك� م�ا أ �ل�52ك �ه� ب �و�اص�و�ا ب ت

� ( أ� )53ه�م� ق�و�م� ط�اغ�ون� ) �م�ل�وم �ت� ب �ن �ه�م� ف�م�ا أ �و�ل� ع�ن �ف�ع�54( ف�ت �ن ى ت �ر� �ن� الذ�ك �ر� ف�إ ( و�ذ�ك

�ين� ) �م�ؤ�م�ن �د�ون� )55ال �ع�ب �ي �ال� ل �س� إ �ن �ج�ن� و�اإل� �ق�ت� ال ل ق� و�م�ا56( و�م�ا خ� �ه�م� م�ن� ر�ز� ر�يد� م�ن� ( م�ا أ

�ط�ع�م�ون� ) �ن� ي ر�يد� أ� �ين� )57أ �م�ت �ق�و�ة� ال اق� ذ�و ال ز� �ه� ه�و� الر� �ن� الل �ا58( إ �وب �م�وا ذ�ن �ذ�ين� ظ�ل �ل �ن� ل ( ف�إ

ل�ون� ) �ع�ج� ت �س� �ه�م� ف�ال� ي اب ص�ح�� �وب� أ �ل� ذ�ن �وع�د�ون� )59م�ث �ذ�ي ي �و�م�ه�م� ال وا م�ن� ي �ف�ر� �ذ�ين� ك �ل �ل� ل ( ف�و�ي

60 )

�ون� ) ن و� م�ج�� اح�ر� أ �وا س� �ال ق�ال س�ول� إ �ه�م� م�ن� ر� �ل �ذ�ين� م�ن� ق�ب �ى ال �ت �ذ�ل�ك� م�ا أ �ه�52} ك �و�اص�و�ا ب ت

� ( أ�ل� ه�م� ق�و�م� ط�اغ�ون� ) � )53ب �م�ل�وم �ت� ب �ن �ه�م� ف�م�ا أ �و�ل� ع�ن �ف�ع�54( ف�ت �ن ى ت �ر� �ن� الذ�ك �ر� ف�إ ( و�ذ�ك

�ين� ) �م�ؤ�م�ن �د�ون� )55ال �ع�ب �ي �ال ل �س� إ �ج�ن� و�اإلن �ق�ت� ال ل ق� و�م�ا56( و�م�ا خ� �ه�م� م�ن� ر�ز� ر�يد� م�ن� ( م�ا أ

�ط�ع�م�ون� ) �ن� ي ر�يد� أ� �ين� )57أ �م�ت �ق�و�ة� ال اق� ذ�و ال ز� �ه� ه�و� الر� �ن� الل �ا58( إ �وب �م�وا ذ�ن �ذ�ين� ظ�ل �ل �ن� ل ( ف�إ

ل�ون� ) �ع�ج� ت �س� �ه�م� ف�ال ي اب ص�ح�� �وب� أ �ل� ذ�ن �وع�د�ون� )59م�ث �ذ�ي ي �و�م�ه�م� ال وا م�ن� ي �ف�ر� �ذ�ين� ك �ل �ل� ل ( ف�و�ي

60} )

(7/424)

يقول تعالى مسليا نبيه صلى الله عليه وسلم : وكما قال لك هؤالء المشركون ، قالاح�ر� �وا س� �ال ق�ال س�ول� إ �ه�م� م�ن� ر� �ل �ذ�ين� م�ن� ق�ب �ى ال �ت �ذ�ل�ك� م�ا أ المكذبون األولون لرسلهم : } ك

�ون� { !. ن و� م�ج�� أ

304

Page 106: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ل� ه�م� �ه� { أي : أوصى بعض�هم بعضا بهذه المقالة ؟ " } ب �و�اص�و�ا ب ت� قال الله تعالى : } أ

ق�و�م� ط�اغ�ون� { أي : لكن هم قوم طغاة ، تشابهت قلوبهم ، فقال متأخرهم كما قالمتقدمهم.

} � �م�ل�وم �ت� ب �ن �ه�م� { أي : فأعرض عنهم يا محمد ، } ف�م�ا أ �و�ل� ع�ن قال الله تعالى : } ف�تيعني : فما نلومك على ذلك.

�ين� { أي : إنما تنتفع ) �م�ؤ�م�ن �ف�ع� ال �ن ى ت �ر� �ن� الذ�ك �ر� ف�إ ( بها القلوب المؤمنة.1} و�ذ�ك�د�ون� { أي : إنما خلقتهم آلمرهم بعبادتي ، �ع�ب �ي �ال ل �س� إ �ج�ن� و�اإلن �ق�ت� ال ل ثم قال : } و�م�ا خ�

ال الحتياجي إليهم.�د�ون� { أي : إال ليقروا بعبادتي �ع�ب �ي �ال ل وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : } إ

( وهذا اختيار ابن جرير.2طوعا أو كرها )�د�ون� { أي : إال للعبادة. �ع�ب �ي �ال ل �ج : إال ليعرفون. وقال الربيع بن أنس : } إ ي وقال ابن ج�ر�

م�و�ات� ل�ق� الس� �ه�م� م�ن� خ� �ت ل� أ �ن� س� �ئ وقال السدي : من العبادة ما ينفع ومنها ما ال ينفع ، } و�ل

�ه� { ] لقمان : �ن� الل �ق�ول �ي [ هذا منهم عبادة ، وليس ينفعهم مع الشرك.25و�األر�ض� لوقال الضحاك : المراد بذلك المؤمنون.

�ق�و�ة� اق� ذ�و ال ز� �ه� ه�و� الر� �ن� الل . إ �ط�ع�م�ون� �ن� ي ر�يد� أ� ق� و�م�ا أ �ه�م� م�ن� ر�ز� ر�يد� م�ن

� وقوله : } م�ا أ�ين� { قال ) �م�ت ( اإلمام أحمد : 3ال

حدثنا يحيى بن آدم وأبو سعيد قاال حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن ( صلى الله عليه5( ، عن عبد الله بن مسعود قال : أقرأني رسول الله )4بن يزيد )

وسلم : "إني ألنا الرزاق ذو القوة المتين". ورواه أبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، من حديث إسرائيل ، وقال الترمذي : حسن

(.6صحيح ) ومعنى اآلية : أنه تعالى خلق العباد ليعبدوه وحده ال شريك له ، فمن أطاعه جازاه أتم

الجزاء ، ومن عصاه عذبه أشد العذاب ، وأخبر أنه غير محتاج إليهم ، بل هم الفقراءإليه في جميع أحوالهم ، فهو خالقهم ورازقهم.

يط �ش� قال اإلمام أحمد : حدثنا محمد بن عبد الله ، حدثنا عمران - يعني ابن زائدة بن ن - عن أبيه ، عن أبي خالد - هو الوالبي - عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى

الله عليه وسلم : قال الله : "يا ابن__________

( في م ، أ : "فإنما ينتفع".1)( في م : "وكرها".2)( في م : "وقال".3)( في أ : "زيد".4)( في م : "النبي".5) (2940( وسنن الترمذي برقم )3989( وسنن أبي داود برقم )1/394( المسند )6)

(.11527والنسائي في السنن الكبرى برقم )

(7/425)

305

Page 107: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ى ، وأسد� فقرك ، وإال تفعل مألت صدرك شغال ولم غ لعبادتي أمأل صدرك غ�ن �ف�ر� آدم ، تأسد فقرك".

ورواه الترمذي وابن ماجه ، من حديث عمران بن زائدة ، وقال الترمذي : حسن غريب(1.)

�يل ، ب رح� وقد روى اإلمام أحمد عن وكيع وأبي معاوية ، عن األعمش ، عن سالم أبي ش��ة وسواء ابني خالد يقوالن : أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ب سمعت ح�

يعمل عمال أو يبني بناء - وقال أبو معاوية : يصلح شيئا - فأعناه عليه ، فلما فرغ دعا لنا وقال : "ال تيأسا من الرزق ما تهززت رءوسكما ، فإن اإلنسان تلده أمه أحمر ليس

( في بعض الكتب اإللهية :3(. و ]قد ورد[ )2عليه قشرة ، ثم يعطيه الله ويرزقه" ) "يقول الله تعالى : ابن آدم ، خلقتك لعبادتي فال تلعب ، وتكفلت برزقك فال تتعب

فاطلبني تجدني ؛ فإن وجدتني وجدت كل شيء ، وإن ف�تك فاتك كل شيء ، وأنا أحبإليك من كل شيء".

�ه�م� ف�ال اب ص�ح�� �وب� أ �ل� ذ�ن �ا { أي : نصيبا من العذاب ، } م�ث �وب �م�وا ذ�ن �ذ�ين� ظ�ل �ل �ن� ل وقوله : } ف�إ

ل�ون� { أي : فال يستعجلون ذلك ، فإنه واقع ]بهم[ ) �ع�ج� ت �س� ( ال محالة.4ي�وع�د�ون� { يعني : يوم القيامة. �ذ�ي ي �و�م�ه�م� ال وا م�ن� ي �ف�ر� �ذ�ين� ك �ل �ل� ل } ف�و�ي

آخر تفسير سورة الذاريات__________

(.4107( وسنن ابن ماجه برقم )2466( وسنن الترمذي برقم )2/358( المسند )1)(.3/469( المسند )2)( زيادة من م ، أ.3)( زيادة من أ.4)

(7/426)

�اب� م�س�ط�ور� )1و�الط�ور� ) �ت ور� )2( و�ك �ش� ق¦ م�ن �م�ع�م�ور� )3( ف�ي ر� �ت� ال �ي �ب ق�ف�4( و�ال ( و�الس�ف�وع� ) �م�ر� ج�ور� )5ال �م�س� �ح�ر� ال �ب �و�اق�ع� )6( و�ال �ك� ل ب �ن� ع�ذ�اب� ر� �ه� م�ن� د�اف�ع� )7( إ �و�م�8( م�ا ل ( ي

ا ) م�اء� م�و�ر� �م�ور� الس� ا )9ت �ر� ي �ال� س� ب �ج� ير� ال �س� �ين� )10( و�ت �ذ�ب �م�ك �ل �ذ� ل �و�م�ئ �ل� ي �ذ�ين� ه�م�11( ف�و�ي ( ال�ون� ) �ع�ب �ل �م� د�ع�ا )12ف�ي خ�و�ض� ي �ار� ج�ه�ن �ل�ى ن �د�ع�ون� إ �و�م� ي �ه�ا13( ي �م� ب �ت �ن �ي ك �ت �ار� ال ( ه�ذ�ه� الن

�ون� ) �ذ�ب �ك ( 14ت

تفسير سورة الطوروهي مكية

�ير بن مطعم ، عن أبيه : سمعت النبي صلى ب قال مالك ، عن الزهري ، عن محمد بن ج� الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بالطور ، فما سمعت أحدا أحسن صوتا - أو قراءة -

منه.( وقال البخاري : 1أخرجاه من طريق مالك )

�و�ف�ل ، عن حدثنا عبد الله بن يوسف ، أخبرنا مالك ، عن محمد بن عبد الرحمن بن نو�ة� ، عن زينب بنت أبي سلمة ، عن أم سلمة قالت : شكوت إلى رسول الله صلى ع�ر� الله عليه وسلم أني أشتكي ، فقال : "ط�وفي من وراء الناس وأنت راكبة" ، فطفت ،

306

Page 108: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي إلى جنب البيت يقرأ بالطور وكتاب مسطور(2.)

بسم الله الرحمن الرحيم�اب� م�س�ط�ور� )1} و�الط�ور� ) �ت ور� )2( و�ك �ش� ق¦ م�ن �م�ع�م�ور� )3( ف�ي ر� �ت� ال �ي �ب ق�ف�4( و�ال ( و�الس�ف�وع� ) �م�ر� ج�ور� )5ال �م�س� �ح�ر� ال �ب �و�اق�ع� )6( و�ال �ك� ل ب �ن� ع�ذ�اب� ر� �ه� م�ن� د�اف�ع� )7( إ �و�م�8( م�ا ل ( ي

ا ) م�اء� م�و�ر� �م�ور� الس� ا )9ت �ر� ي �ال� س� ب �ج� ير� ال �س� �ين� )10( و�ت �ذ�ب �م�ك �ل �ذ� ل �و�م�ئ �ل� ي �ذ�ين� ه�م�11( ف�و�ي ( ال�ون� ) �ع�ب �ل �م� د�ع�ا )12ف�ي خ�و�ض� ي �ار� ج�ه�ن �ل�ى ن �د�ع�ون� إ �و�م� ي �ه�ا13( ي �م� ب �ت �ن �ي ك �ت �ار� ال ( ه�ذ�ه� الن

�ون� ) �ذ�ب �ك ( {14ت__________

(.463( وصحيح مسلم برقم )4845( صحيح البخاري برقم )1)(.1276( وصحيح مسلم برقم )4853( صحيح البخاري برقم )2)

(7/427)

ون� ) �ص�ر� �ب �م� ال� ت �ت �ن �م� أ ح�ر� ه�ذ�ا أ �ف�س� �م�ا15أ �ن �م� إ �ك �ي و�اء� ع�ل وا س� �ر� �ص�ب و� ال� ت� وا أ �ر� �و�ه�ا ف�اص�ب ( اص�ل

�ع�م�ل�ون� ) �م� ت �ت �ن و�ن� م�ا ك �ج�ز� ( 16ت

ون� ) �ص�ر� �ب �م� ال ت �ت �ن �م� أ ح�ر� ه�ذ�ا أ �ف�س� �م�ا15} أ �ن �م� إ �ك �ي و�اء� ع�ل وا س� �ر� �ص�ب و� ال ت� وا أ �ر� �و�ه�ا ف�اص�ب ( اص�ل

�ع�م�ل�ون� ) �م� ت �ت �ن و�ن� م�ا ك �ج�ز� ( {16ت يقسم تعالى بمخلوقاته الدالة على قدرته العظيمة : أن عذابه واقع بأعدائه ، وأنه ال دافع له عنهم. فالطور هو : الجبل الذي يكون فيه أشجار ، مثل الذي كلم الله عليه موسى ، وأرسل منه عيسى ، وما لم يكن فيه شجر ال يسمى طورا ، إنما يقال له :

جبل.�اب� م�س�ط�ور� { قيل : هو اللوح المحفوظ. وقيل : الكتب المنزلة المكتوبة التي �ت } و�ك�م�ع�م�ور� {. ثبت في �ت� ال �ي �ب ور� و�ال �ش� ق¦ م�ن تقرأ على الناس جهارا ؛ ولهذا قال : } ف�ي ر�

الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في حديث اإلسراء - بعد مجاوزته ( إلى البيت المعمور ، وإذا هو يدخله في كل1إلى السماء السابعة - : "ثم رفع بي )

يوم سبعون ألفا ال يعودون إليه آخر ما عليهم" يعني : يتعبدون فيه ويطوفون ، كما__________

( في م : "لي".1)

(7/427)

يطوف أهل األرض بكعبتهم كذلك ذاك البيت ، هو كعبة أهل السماء السابعة ؛ ولهذا وجد إبراهيم الخليل ، عليه السالم ، مسندا ظهره إلى البيت المعمور ؛ ألنه باني الكعبة األرضية ، والجزاء من جنس العمل ، وهو بحيال الكعبة ، وفي كل سماء بيت يتعبد فيه

أهلها ، ويصلون إليه ، والذي في السماء الدنيا يقال له : بيت العزة. والله أعلم. وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا

307

Page 109: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

روح بن جناح ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "في السماء السابعة بيت يقال له : "المعمور" ؛ بحيال الكعبة ،

وفي السماء الرابعة نهر يقال له : "الحيوان" يدخله جبريل كل يوم ، فينغمس فيه انغماسة ، ثم يخرج فينتفض انتفاضة يخر عنه سبعون ألف قطرة ، يخلق الله من كل

( فيه فيفعلون ، ثم يخرجون1قطرة ملكا يؤمرون أن يأتوا البيت المعمور ، فيصلوا ) فال يعودون إليه أبدا ، ويولي عليهم أحدهم ، يؤمر أن يقف بهم من السماء موقفا

يسبحون الله فيه إلى أن تقوم الساعة". هذا حديث غريب جدا ، تفرد به روح بن جناح هذا ، وهو القرشي األموي موالهم أبو

سعد الدمشقي ، وقد أنكر هذا الحديث عليه جماعة من الحفاظ منهم : الجوزجاني ،والعقيلي ، والحاكم أبو عبد الله النيسابوري ، وغيرهم.

(2قال الحاكم : ال أصل له من حديث أبي هريرة ، وال سعيد ، وال الزهري )�اد بن الس�ري� ، حدثنا أبو األحوص ، عن سماك بن حرب ، عن وقال ابن جرير : حدثنا ه�ن

( عرعرة ؛ أن رجال قال لعلي : ما البيت المعمور ؟ قال : بيت في السماء3خالد بن ) يقال له : "الض�راح" وهو بحيال الكعبة من فوقها ، حرمته في السماء كحرمة البيت في

(5( يعودون فيه أبدا )4األرض ، يصلي فيه كل يوم سبعون ألفا من المالئكة ، ال )م�اك وعندهما أن ابن الكواء هو السائل عن وكذا رواه شعبة وسفيان الثوري ، عن س�

يب ، عن ط�ل�ق بن غنام ، عن زائدة ، عن عاصم ، �ر� ذلك ، ثم رواه ابن جرير عن أبي ك عن علي بن ربيعة قال : سأل ابن الكواء عليا عن البيت المعمور ، قال : مسجد في السماء يقال له : "الض�راح" ، يدخله كل يوم سبعون ألفا من المالئكة ، ثم ال يعودون

�ل ، عن علي بمثله. فيه أبدا. ورواه من حديث أبي الط�ف�ي وقال الع�و�في عن ابن عباس : هو بيت حذاء العرش ، تعمره المالئكة ، يصلي فيه كل

يوم سبعون__________

( في م : "فيصلون".1) ( من طريق هشام بن عمار به ، وقال :3/144( ورواه ابن عدي في الكامل )2)

"سمعت ابن حماد يقول : قال السعدي : روح بن جناح ذكر عنالزهري حديثا معضال في البيت المعمور" ثم ساقه بإسناده وتعقبه بقوله : "وال يعرف هذا الحديث إال بروح بن

جناح عن الزهري".( في م : "عن".3)( في م : "ثم ال".4)(27/10( تفسير الطبري )5)

(7/428)

ألفا من المالئكة ثم ال يعودون إليه ، وكذا قال عكرمة ، ومجاهد ، والربيع بن أنس ،والسدي ، وغير واحد من السلف.

وقال قتادة : ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوما ألصحابه : "هل تدرون ما البيت المعمور ؟" قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : "فإنه مسجد في السماء بحيال الكعبة ، لو خر لخر عليها ، يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك ، إذا خرجوا منه

308

Page 110: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

لم يعودوا آخر ما عليهم".( ، من قبيلة إبليس )1وزعم الضحاك أنه يعمره طائفة من المالئكة يقال لهم : الح�ن )

( ، فالله أعلم.2ف�وع� { : قال سفيان الثوري ، وشعبة ، وأبو األحوص ، عن �م�ر� ق�ف� ال وقوله : } و�الس�

ف�وع� { يعني : السماء ، قال �م�ر� ق�ف� ال ة ، عن علي : } و�الس� ع�ر� م�اك ، عن خالد بن ع�ر� س��ه�ا م�ع�ر�ض�ون� { ] األنبياء : �ات ق�ف�ا م�ح�ف�وظ�ا و�ه�م� ع�ن� آي م�اء� س� �ا الس� �ن ع�ل سفيان : ثم تال } و�ج�

�ج ، وابن زيد ، واختاره ابن جرير.32 ي [. وكذا قال مجاهد ، وقتادة ، والسدي ، وابن ج�ر� وقال الربيع بن أنس : هو العرش يعني : أنه سقف لجميع المخلوقات ، وله اتجاه ،

�راد مع غيره كما قاله الجمهور. وهو يج�ور� { : قال الربيع بن أنس : هو الماء الذي تحت العرش ، �م�س� �ح�ر� ال �ب وقوله : } و�ال

( منه المطر الذي يحيى به األجساد في قبورها يوم معادها. وقال3الذي ينزل ]الله[ ) الجمهور : هو هذا البحر. واختلف في معنى قوله : } المسجور { ، فقال بعضهم :

ت� { ] التكوير : ج�ر� �ح�ار� س� �ب �ذ�ا ال [ أي :6المراد أنه يوقد يوم القيامة نارا كقوله : } و�إ ( نارا تتأجج ، محيطة بأهل الموقف. رواه سعيد بن المسيب’ عن4أضرمت فتصير )

وي عن ابن عباس. وبه يقول سعيد بن جبير ، ومجاهد ، وعبد علي بن أبي طالب ، ور�( وغيرهم.5الله بن عبيد بن ع�مير )

�شرب منه ماء ، وال يسقى به وقال العالء بن بدر : إنما سمي البحر المسجور ألنه ال يزرع ، وكذلك البحار يوم القيامة. كذا رواه عنه ابن أبي حاتم.

�ح�ر�[ �ب ج�ور� { يعني : المرسل. وقال قتادة : } ]و�ال �م�س� �ح�ر� ال �ب بير : } و�ال وعن سعيد بن ج�ج�ور� { ) �م�س� ( المملوء. واختاره ابن جرير ووجهه بأنه ليس موقدا اليوم فهو مملوء.6ال

وقيل : المراد به الفارغ ، قال األصمعي عن أبي عمرو بن العالء ، عن ذي الرمة ، عنج�ور� { قال : الفارغ ؛ خرجت أمة تستسقي �م�س� �ح�ر� ال �ب ابن عباس في قوله : } و�ال

فرجعت فقالت : "إن الحوض مسجور" ، تعني : فارغا. رواه ابن مردويه في مسانيدالشعراء.

__________( في م ، أ : "الجن".1)(.27/11( تفسير الطبري )2)( زيادة من م ، أ.3)( في م : "فصيرت".4)( في م : "وعبيد الله بن عمير".5)( زيادة من م.6)

(7/429)

( يغمرها فيغرق1وقيل : المراد بالمسجور : الممنوع المكفوف عن األرض ؛ لئال ) ( علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، وبه يقول السدي وغيره ، وعليه2أهلها. قاله )

يدل الحديث الذي رواه اإلمام أحمد ، رحمه الله ، في مسنده ، فإنه قال : ( العوام ، حدثني شيخ كان مرابطا بالساحل قال : لقيت أبا صالح3حدثنا يزيد ، حدثنا )

مولى عمر بن الخطاب فقال : حدثنا عمر بن الخطاب عن رسول الله صلى الله عليه

309

Page 111: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

وسلم قال : "ليس من ليلة إال والبحر يشرف فيها ثالث مرات ، يستأذن الله أن ينفضخ(.5( عليهم ، فيكفه الله عز وجل" )4)

وقال الحافظ أبو بكر اإلسماعيلي : حدثنا الحسن بن سفيان ، عن إسحاق بن راهويه ، عن يزيد - وهو ابن هارون - عن العوام بن حوشب ، حدثني شيخ مرابط قال : خرجت

( لم يخرج أحد من الحرس غيري ، فأتيت الميناء فصعدت ، فجعل6ليلة لحرسي ) يخيل إلي� أن البحر يشرف يحاذي رءوس الجبال ، فعل ذلك مرارا وأنا مستيقظ ،

فلقيت أبا صالح فقال : حدثنا عمر بن الخطاب : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "ما من ليلة إال والبحر يشرف ثالث مرات ، يستأذن الله أن ينفضخ عليهم ،

(.7فيكفه الله عز وجل". فيه رجل مبهم لم يسم )�و�اق�ع� { : هذا هو المقسم عليه ، أي : الواقع ) �ك� ل ب �ن� ع�ذ�اب� ر� ( بالكافرين ،8وقوله : } إ

�ه� م�ن� د�اف�ع� { أي : ليس له دافع يدفعه عنهم إذا أراد كما قال في اآلية األخرى : } م�ا لالله بهم ذلك.

قال الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا : حدثنا أبي ، حدثنا موسى بن داود ، عن صالح�ع�س� المدينة ذات ليلة ، فمر9المري ، عن جعفر بن ) ( زيد العبدي قال : خرج عمر ي

بدار رجل من المسلمين ، فوافقه قائما يصلي ، فوقف يستمع قراءته فقرأ : } والطور�ه� م�ن� د�اف�ع� { قال : قسم - ورب الكعبة - حق. �و�اق�ع� م�ا ل �ك� ل ب �ن� ع�ذ�اب� ر� { حتى بلغ } إ فنزل عن حماره واستند إلى حائط ، فمكث مليا ، ثم رجع إلى منزله ، فمكث شهرا

(.10يعوده الناس ال يدرون ما مرضه ، رضي الله عنه ) وقال اإلمام أبو عبيد في "فضائل القرآن" : حدثنا محمد بن صالح ، حدثنا هشام بن

�ه� م�ن� د�اف�ع� { ) �و�اق�ع� م�ا ل �ك� ل ب �ن� ع�ذ�اب� ر� ( ،11حسان ، عن الحسن : أن عمر قرأ : } إ(.12فربا لها ربوة عيد منها عشرين يوما )

ا { : قال ابن عباس وقتادة : تتحرك تحريكا. وعن ابن م�اء� م�و�ر� �م�ور� الس� �و�م� ت وقوله : } ي عباس : هو تشققها ، وقال مجاهد : تدور دورا. وقال الضحاك : استدارتها وتحريكها

ألمر الله ، وموج بعضها في__________

( في م : "ال".1)( في م : "وقال".2)( في م : "بن".3)( في م : "ينفضح".4) ( وقال :1/52( ورواه من طريق ابن الجوزي في العلل المتناهية )1/43( المسند )5)

"العوام ضعيف ، والشيخ مجهول".( في م : "لمحرثي".6) ( من رواية اإلسماعيلي ، وقال : "فيه رجل2/608( وذكره المؤلف في مسند عمر )7)

مبهم لم يسم ، والله أعلم بحاله".( في م : "واقع".8)( في أ : "عن".9) ( من رواية ابن أبي الدنيا وفي إسناده2/608( وذكره المؤلف في مسند عمر )10)

صالح المري ، ووقع في مسند عمر "المدني" فإن كان المري فهو ضعيف.( زيادة من م.11)(.64( فضائل القرآن ألبي عبيد )ص 12)

310

Page 112: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

(7/430)

( � �ع�يم �ات� و�ن ن �ق�ين� ف�ي ج� �م�ت �ن� ال � )17إ �ج�ح�يم �ه�م� ع�ذ�اب� ال ب �ه�م� و�و�ق�اه�م� ر� ب �اه�م� ر� �ت �م�ا آ �ه�ين� ب ( ف�اك�ع�م�ل�ون� )18 �م� ت �ت �ن �م�ا ك �ا ب �يئ �وا ه�ن ب ر� �وا و�اش� �ل �اه�م�19( ك ن و�ج� ر� م�ص�ف�وف�ة� و�ز� ر� �ين� ع�ل�ى س� �ئ �ك ( م�ت

�ح�ور� ع�ين� ) ( 20ب

( في استدارة. قال : وأنشد أبو عبيدة معمر1بعض. وهذا اختيار ابن جرير أنه التحرك )بن المثنى بيت األعشى :

�ث� وال عجل ) ي ارتها... م�ور� السحابة ال ر� �ها من بيت� ج� �ت ي (2كأن مش�ا { أي : تذهب فتصير هباء منبثا ، وتنسف نسفا. �ر� ي �ال� س� ب �ج� ير� ال �س� } و�ت

�ين� { أي : ويل لهم ذلك اليوم من عذاب الله ونكاله بهم ، وعقابه �ذ�ب �م�ك �ل �ذ� ل �و�م�ئ �ل� ي } ف�و�يلهم.

�ون� { أي : هم في الدنيا يخوضون في الباطل ، ويتخذون �ع�ب �ل �ذ�ين� ه�م� ف�ي خ�و�ض� ي } الدينهم هزوا ولعبا.

�م� د�ع�ا { : وقال مجاهد ، �ار� ج�ه�ن �ل�ى ن �د�ع�ون� { أي : يدفعون ويساقون ، } إ �و�م� ي } يوالشعبي ، ومحمد بن كعب ، والضحاك ، والسدي ، والثوري : يدفعون فيها دفعا.�ون� { أي : تقول لهم الزبانية ذلك تقريعا وتوبيخا. �ذ�ب �ك �ه�ا ت �م� ب �ت �ن �ي ك �ت �ار� ال } ه�ذ�ه� الن

�و�ه�ا { أي : ادخلوها دخول من تغمره من جميع ون� اص�ل �ص�ر� �ب �م� ال ت �ت �ن �م� أ ح�ر� ه�ذ�ا أ �ف�س� } أ�م� { أي : سواء صبرتم على عذابها ونكالها أم �ك �ي و�اء� ع�ل وا س� �ر� �ص�ب و� ال ت

� وا أ �ر� جهاته } ف�اص�ب�م�3لم تصبروا ، ال محيد لكم عنها وال خالص لكم منها ) �ت �ن و�ن� م�ا ك �ج�ز� �م�ا ت �ن ( ، } إ

�ع�م�ل�ون� { أي : وال يظلم الله أحدا ، بل يجازي كال بعمله. ت( � �ع�يم �ات� و�ن ن �ق�ين� ف�ي ج� �م�ت �ن� ال �ه�م� ع�ذ�اب�17} إ ب �ه�م� و�و�ق�اه�م� ر� ب �اه�م� ر� �م�ا آت �ه�ين� ب ( ف�اك

( � �ج�ح�يم �ع�م�ل�ون� )18ال �م� ت �ت �ن �م�ا ك �ا ب �يئ �وا ه�ن ب ر� �وا و�اش� �ل ر� م�ص�ف�وف�ة�19( ك ر� �ين� ع�ل�ى س� �ئ �ك ( م�ت�ح�ور� ع�ين� ) �اه�م� ب ن و�ج� ( {20و�ز�

� { ، وذلك بضد ما �ع�يم �ات� و�ن ن �ق�ين� ف�ي ج� �م�ت �ن� ال يخبر تعالى عن حال السعداء فقال : } إأولئك فيه من العذاب والنكال.

�ه�م� { أي : يتفكهون بما آتاهم الله من النعيم ، من أصناف ب �اه�م� ر� �م�ا آت �ه�ين� ب } ف�اك�ه�م� ب المالذ ، من مآكل ومشارب ومالبس ومساكن ومراكب وغير ذلك ، } و�و�ق�اه�م� ر�� { أي : وقد نجاهم من عذاب النار ، وتلك نعمة مستقلة بذاتها على �ج�ح�يم ع�ذ�اب� ال

حدتها مع ما أضيف إليها من دخول الجنة ، التي فيها من السرور ما ال عين رأت ، والأذن سمعت ، وال خطر على قلب بشر.

�م�ا �ا ب �يئ �وا ه�ن ب ر� �وا و�اش� �ل �ع�م�ل�ون� { ، كقوله : } ك �م� ت �ت �ن �م�ا ك �ا ب �يئ �وا ه�ن ب ر� �وا و�اش� �ل وقوله : } ك�ة� { ] الحاقة : �ي ال �خ� � ال �ام �م� ف�ي األي �ف�ت ل س�

� [. أي هذا بذاك ، تفضال منه وإحسانا.24أر� م�ص�ف�وف�ة� { قال الثوري ، عن حصين ، عن مجاهد ، عن ر� �ين� ع�ل�ى س� �ئ �ك وقوله : } م�ت

ابن عباس : السرر في الحجال. وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو اليمان ، حدثنا صفوان بن عمرو ؛ أنه سمع

الهيثم بن__________

( في م ، أ : "المتحرك".1)

311

Page 113: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

(.27/13( البيت في تفسير الطبري )2)( في أ : "فيها".3)

(7/431)

�ه�م� م�ن� �اه�م� م�ن� ع�م�ل �ن �ت �ل �ه�م� و�م�ا أ �ت ي �ه�م� ذ�ر� �ا ب �ح�ق�ن �ل �يم�ان� أ �إ �ه�م� ب �ت ي �ه�م� ذ�ر� �ع�ت �ب �وا و�ات �م�ن �ذ�ين� آ و�اله�ين� ) �س�ب� ر� �م�ا ك �ل� ام�ر�ئ� ب ي�ء� ك �ه�ون� )21ش� ت �ش� � م�م�ا ي �ح�م �ه�ة� و�ل �ف�اك �اه�م� ب م�د�د�ن

� (22( و�أ�يم� ) �ث �أ �غ�و� ف�يه�ا و�ال� ت ا ال� ل س�

� �أ ع�ون� ف�يه�ا ك �از� �ن �ت �ؤ�23ي �ؤ�ل �ه�م� ل ن� �أ �ه�م� ك �م�ان� ل ل �ه�م� غ� �ي �ط�وف� ع�ل ( و�ي

�ون� ) �ن اء�ل�ون� )24م�ك �س� �ت �ع�ض� ي �ع�ض�ه�م� ع�ل�ى ب �ل� ب �ق�ب �ا25( و�أ �ن �ه�ل �ل� ف�ي أ �ا ق�ب �ن �ا ك �ن �وا إ ( ق�الف�ق�ين� ) � )26م�ش� م�وم �ا ع�ذ�اب� الس� �ا و�و�ق�ان �ن �ي �ه� ع�ل �ه�27( ف�م�ن� الل �ن �د�ع�وه� إ �ل� ن �ا م�ن� ق�ب �ن �ا ك �ن ( إ

ح�يم� ) �ر� الر� �ب ( 28ه�و� ال

مالك الطائي يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن الرجل ليتكئالمتكأ مقدار أربعين سنة ما يتحول عنه وال يمله ، يأتيه ما اشتهت نفسه ولذت عينه".�ة بن خالد ، عن سليمان بن المغيرة ، عن ثابت قال : بلغنا أن وحدثنا أبي ، حدثنا ه�د�ب

الرجل ليتكئ في الجنة سبعين سنة ، عنده من أزواجه وخدمه وما أعطاه الله من الكرامة والنعيم ، فإذا حانت منه نظرة فإذا أزواج له لم يكن رآهن قبل ذلك ، فيقلن :

قد آن لك أن تجعل لنا منك نصيبا.�ين� { ] �ل �ق�اب ر� م�ت ر� ومعنى } مصفوفة { أي : وجوه بعضهم إلى بعض ، كقوله : } ع�ل�ى س�

�ح�ور� ع�ين� { أي : وجعلناهم قرينات صالحات ، وزوجات44الصافات : �اه�م� ب ن و�ج� [. } و�ز�حسانا من الحور العين.

وقال مجاهد : } وزوجناهم { : أنكحناهم بحور عين ، وقد تقدم وصفهن في غير موضعبما أغنى عن إعادته.

�ه�م� م�ن� �اه�م� م�ن� ع�م�ل �ن �ت �ل �ه�م� و�م�ا أ �ت ي �ه�م� ذ�ر� �ا ب �ح�ق�ن �ل �يم�ان� أ �إ �ه�م� ب �ت ي �ه�م� ذ�ر� �ع�ت �ب �وا و�ات �ذ�ين� آم�ن } و�اله�ين� ) �س�ب� ر� �م�ا ك �ل� ام�ر�ئ� ب ي�ء� ك �ه�ون� )21ش� ت �ش� � م�م�ا ي �ح�م �ه�ة� و�ل �ف�اك �اه�م� ب م�د�د�ن

� (22( و�أ�يم� ) �ث �أ �غ�و� ف�يه�ا و�ال ت ا ال ل س�

� �أ ع�ون� ف�يه�ا ك �از� �ن �ت �ؤ�23ي �ؤ�ل �ه�م� ل ن� �أ �ه�م� ك �م�ان� ل ل �ه�م� غ� �ي �ط�وف� ع�ل ( و�ي

�ون� ) �ن اء�ل�ون� )24م�ك �س� �ت �ع�ض� ي �ع�ض�ه�م� ع�ل�ى ب �ل� ب �ق�ب �ا25( و�أ �ن �ه�ل �ل� ف�ي أ �ا ق�ب �ن �ا ك �ن �وا إ ( ق�الف�ق�ين� ) � )26م�ش� م�وم �ا ع�ذ�اب� الس� �ا و�و�ق�ان �ن �ي �ه� ع�ل �ه�27( ف�م�ن� الل �ن �د�ع�وه� إ �ل� ن �ا م�ن� ق�ب �ن �ا ك �ن ( إ

ح�يم� ) �ر� الر� �ب ( {28ه�و� ال يخبر تعالى عن فضله وكرمه ، وامتنانه ولطفه بخلقه وإحسانه : أن المؤمنين إذا

�لحقهم بآبائهم في المنزلة وإن لم يبلغوا عملهم ، لتقر اتبعتهم ذرياتهم في اإليمان ي أعين اآلباء باألبناء عندهم في منازلهم ، فيجمع بينهم على أحسن الوجوه ، بأن يرفع

الناقص العمل ، بكامل العمل ، وال ينقص ذلك من عمله ومنزلته ، للتساوي بينه وبيني�ء� { �ه�م� م�ن� ش� �اه�م� م�ن� ع�م�ل �ن �ت �ل �ه�م� و�م�ا أ �ت ي �ه�م� ذ�ر� �ا ب �ح�ق�ن �ل ذاك ؛ ولهذا قال : } أ

ة ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : إن الله قال الثوري ، عن عمرو بن م�ر� ليرفع ذرية المؤمن في درجته ، وإن كانوا دونه في العمل ، لتقر بهم عينه ثم قرأ :

�ه�م� م�ن� �اه�م� م�ن� ع�م�ل �ن �ت �ل �ه�م� و�م�ا أ �ت ي �ه�م� ذ�ر� �ا ب �ح�ق�ن �ل �يم�ان� أ �إ �ه�م� ب �ت ي �ه�م� ذ�ر� �ع�ت �ب �وا و�ات �ذ�ين� آم�ن } و�الي�ء� { ش�

رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من حديث سفيان الثوري ، به. وكذا رواه ابن جرير من

312

Page 114: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

ة به ) ( ، عن2(. ورواه البزار ، عن سهل بن بحر )1حديث شعبة عن عمرو بن م�ر�ة ، عن سعيد ، عن الحسن بن حماد الوراق ، عن قيس بن الربيع ، عن عمرو بن م�ر�

ابن عباس مرفوعا ، فذكره ، ثم قال : وقد رواه__________

(.27/15( تفسير الطبري )1)( في أ : "يحيى".2)

(7/432)

(.1الثوري ، عن عمرو بن مرة ، عن سعيد عن ابن عباس موقوفا ) ( البيروتي ، أخبرني محمد بن2وقال ابن أبي حاتم : حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد )

( أخبرني شيبان ، أخبرني ليث ، عن حبيب بن أبي ثابت األسدي ، عن سعيد3شعيب )�ه�م� �ت ي �ه�م� ذ�ر� �ع�ت �ب �وا و�ات �ذ�ين� آم�ن بن جبير ، عن ابن عباس في قول الله ، عز وجل : } و�ال

�ه�م� { قال : هم ذرية المؤمن ، يموتون على اإليمان : فإن كانت �ت ي �ه�م� ذ�ر� �ا ب �ح�ق�ن �ل �يم�ان� أ �إ ب منازل آبائهم ، أرفع من منازلهم ألحقوا بآبائهم ، ولم ينقصوا من أعمالهم التي عملوا

شيئا.�ر�ي ، حدثنا محمد بن عبد ت �س� وقال الحافظ الطبراني : حدثنا الحسين بن إسحاق الت

وان ، حدثنا شريك ، عن سالم األفطس ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن الرحمن بن غ�ز� عباس - أظنه عن النبي صلى الله عليه وسلم - قال : "إذا دخل الرجل الجنة سأل عن

أبويه وزوجته وولده ، فيقال : إنهم لم يبلغوا درجتك. فيقول : يا رب ، قد عملت لي�يم�ان� { �إ �ه�م� ب �ت ي �ه�م� ذ�ر� �ع�ت �ب �وا و�ات �ذ�ين� آم�ن ولهم. فيؤمر بإلحاقهم به ، وقرأ ابن عباس } و�ال

(.4اآلية ) وقال الع�و�في ، عن ابن عباس في هذه اآلية : يقول : والذين أدرك ذريتهم اإليمان

فعملوا بطاعتي ، ألحقتهم بإيمانهم إلى الجنة ، وأوالدهم الصغار تلحق بهم. وهذا راجع إلى التفسير األول ، فإن ذاك مفسر أصرح من هذا. وهكذا يقول الشعبي ، وسعيد بن جبير ، وإبراهيم ، وقتادة ، وأبو صالح ، والربيع بن أنس ، والضحاك ، وابن

زيد. وهو اختيار ابن جرير. وقد قال عبد الله بن اإلمام أحمد : �ل ، عن محمد بن عثمان ، عن زاذان ، حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا حمد بن ف�ض�ي

عن علي قال : سألت� خديجة النبي صلى الله عليه وسلم ، عن ولدين ماتا لها في الجاهلية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "هما في النار". فلما رأى الكراهة

في وجهها قال : "لو رأيت مكانهما ألبغضتهما". قالت : يا رسول الله ، فولدي منك. قال : " في الجنة". قال : ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن المؤمنين

وأوالدهم في الجنة ، وإن المشركين وأوالدهم في النار". ثم قرأ رسول الله صلى الله�ه�م� { ]اآلية[ ) �ت ي �ه�م� ذ�ر� �ا ب �ح�ق�ن �ل �يم�ان� أ �إ �ه�م� ب �ت ي �ه�م� ذ�ر� �ع�ت �ب �وا و�ات �ذ�ين� آم�ن ( )5عليه وسلم : } و�ال

6.) هذا فضله تعالى على األبناء ببركة عمل اآلباء ، وأما فضله على اآلباء ببركة دعاء األبناء

، فقد__________

( :7/114( "كشف األستار" وقال الهيثمي في المجمع )2260( مسند البزار برقم )1)

313

Page 115: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

"فيه قيس بن الربيع وثقه شعبة والثوري ، وفيه ضعف".( في م ، أ : "يزيد".2)( في م : "شعبة".3) ( حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي11/440( رواه الطبراني في المجمع الكبير )4)

(640حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن غزوان به. ورواه في المعجم الصغير برقم ) حدثنا عبد الله بن يزيد الدقيقي حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن غزوان به. ولم أجد

رواية الحسين بن إبراهيم التستري.( زيادة من م.5) ( : "فيه7/217( وقال الهيثمي في المجمع )1/134( زوائد عبد الله على المسند )6)

محمد بن عثمان ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح".

(7/433)

قال اإلمام أحمد : �ج�ود ، عن أبي صالح ، عن أبي حدثنا يزيد ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن عاصم بن أبي الن

هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله ليرفع الدرجة للعبد(.1الصالح في الجنة فيقول : يا رب ، أنى لي هذه ؟ فيقول : باستغفار ولدك لك" )

( صحيح ، ولم يخرجوه من هذا الوجه ، ولكن له شاهد في صحيح مسلم ،2إسناده ) عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا مات ابن آدم انقطع عمله

(3إال من ثالث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو ولد صالح يدعو له" )ه�ين� { لما أخبر عن مقام الفضل ، وهو رفع درجة �س�ب� ر� �م�ا ك �ل� ام�ر�ئ� ب وقوله : } ك

الذرية إلى منزلة اآلباء من غير عمل يقتضي ذلك ، أخبر عن مقام العدل ، وهو أنه اله�ين� { أي : مرتهن بعمله ، ال يحمل �س�ب� ر� �م�ا ك �ل� ام�ر�ئ� ب يؤاخذ أحدا بذنب أحد ، بل } ك

�ت� ب �س� �م�ا ك �ف�س� ب �ل� ن عليه ذنب غيره من الناس ، سواء كان أبا أو ابنا ، كما قال : } ك�م�ج�ر�م�ين� { ] المدثر : اء�ل�ون� ع�ن� ال �س� �ت �ات� ي ن �م�ين� ف�ي ج� �ي ص�ح�اب� ال

� �ال أ �ة� إ ه�ين [.41 - 38ر��ه�ون� { أي : وألحقناهم بفواكه ولحوم من ت �ش� � م�م�ا ي �ح�م �ه�ة� و�ل �ف�اك �اه�م� ب م�د�د�ن

� وقوله : } و�أأنواع شتى ، مما يستطاب ويشتهى.

ا { أي : يتعاطون فيها كأسا ، أي : من الخمر. قاله س�� �أ ع�ون� ف�يه�ا ك �از� �ن �ت وقوله } ي

�يم� { أي : ال يتكلمون عنها ) �ث �أ �غ�و� ف�يه�ا و�ال ت �ان وال4الضحاك. } ال ل ( بكالم الغ أي : ه�ذ�يإثم أي : ف�ح�ش ، كما تتكلم به الشربة من أهل الدنيا.

وقال ابن عباس : اللغو : الباطل. والتأثيم : الكذب.وقال مجاهد : ال يستبون وال يؤثمون.

وقال قتادة : كان ذلك في الدنيا مع الشيطان. فنزه الله خمر اآلخرة عن قاذورات خمر الدنيا وأذاها ، فنفى عنها - كما تقدم - صداع الرأس ، ووجع البطن ، وإزالة العقل بالكلية ، وأخبر أنها ال تحملهم على الكالم السيئ

�انا وف�حشا ، وأخبر بحسن منظرها ، وطيب طعمها الفارغ عن الفائدة المتضمن ه�ذ�ي�نزف�ون� { ] الصافات : �ه�ا ي �ين� ال ف�يه�ا غ�و�ل� و�ال ه�م� ع�ن ار�ب �لش� �ذ�ة� ل �ض�اء� ل �ي ومخبرها فقال : } ب

�نزف�ون� { ] الواقعة : 47 ، 46 �ه�ا و�ال ي �ص�د�ع�ون� ع�ن [ ، وقال هاهنا :19 [ ، وقال } ال ي�يم� { �ث �أ �غ�و� ف�يه�ا و�ال ت ا ال ل س�

� �أ ع�ون� ف�يه�ا ك �از� �ن �ت } ي

314

Page 116: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

__________(.2/509( المسند )1)( في م : "إسناد".2)(.1631( صحيح مسلم برقم )3)( في م : "فيها".4)

(7/434)

�ون� ) ن �اه�ن� و�ال� م�ج� �ك �ك� ب ب �ع�م�ة� ر� �ن �ت� ب �ن �ر� ف�م�ا أ �ب�29ف�ذ�ك ي �ه� ر� �ص� ب ب �ر� �ت اع�ر� ن �ق�ول�ون� ش� �م� ي ( أ�ون� ) �م�ن �ص�ين� )30ال ب �ر� �م�ت �م� م�ن� ال �ي م�ع�ك �ن �ص�وا ف�إ ب �ر� ( 31( ق�ل� ت

�ون� { : إخبار عن خ�د�مهم �ن �ؤ� م�ك �ؤ�ل �ه�م� ل ن� �أ �ه�م� ك �م�ان� ل ل �ه�م� غ� �ي �ط�وف� ع�ل وقوله : } و�ي

مهم في الجنة كأنهم اللؤلؤ الرطب ، المكنون في حسنهم وبهائهم ) ( ونظافتهم1وح�ش�س� م�ن�

� �أ �ار�يق� و�ك �ب �و�اب� و�أ ك� �أ �د�ون� ب ل �د�ان� م�خ� �ه�م� و�ل �ي �ط�وف� ع�ل وحسن مالبسهم ، كما قال } ي

[.18 ، 17م�ع�ين� { ] الواقعة : اء�ل�ون� { أي : أقبلوا يتحادثون ويتساءلون عن �س� �ت �ع�ض� ي �ع�ض�ه�م� ع�ل�ى ب �ل� ب �ق�ب وقوله : } و�أ

أعمالهم وأحوالهم في الدنيا ، وهذا كما يتحادث أهل الشراب على شرابهم إذا أخذفيهم الشراب بما كان من أمرهم.

ف�ق�ين� { أي : قد كنا في الدار الدنيا ونحن بين أهلنا �ا م�ش� �ن �ه�ل �ل� ف�ي أ �ا ق�ب �ن �ا ك �ن �وا إ } ق�ال} � م�وم �ا ع�ذ�اب� الس� �ا و�و�ق�ان �ن �ي �ه� ع�ل خائفين من ربنا مشفقين من عذابه وعقابه ، } ف�م�ن� الل

أي : فتصدق علينا وأجارنا مما نخاف.�د�ع�وه� { أي : نتضرع إليه فاستجاب ]الله[ ) �ل� ن �ا م�ن� ق�ب �ن �ا ك �ن ( لنا وأعطانا سؤلنا ،2} إ

ح�يم� { �ر� الر� �ب �ه� ه�و� ال �ن } إ وقد ورد في هذا المقام حديث ، رواه الحافظ أبو بكر البزار في مسنده فقال : حدثنا

سلمة بن شبيب ، حدثنا سعيد بن دينار ، حدثنا الربيع بن صبيح ، عن الحسن ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا دخل أهل الجنة الجنة اشتاقوا إلى

اإلخوان ، فيجيء سرير هذا حتى يحاذي سرير هذا ، فيتحدثان ، فيتكئ هذا ويتكئ هذا ، فيتحدثان بما كان في الدنيا ، فيقول أحدهما لصاحبه : يا فالن ، تدري أي يوم غفر الله

لنا ؟ يوم كنا في موضع كذا وكذا ، فدعونا الله - عز وجل - فغفر لنا".و�ى إال بهذا اإلسناد ) �ر� (.3ثم قال البزار : ال نعرفه ي

قلت : وسعيد بن دينار الدمشقي قال أبو حاتم : هو مجهول ، وشيخه الربيع بن صبيحقد تكلم فيه غير واحد من جهة حفظه ، وهو رجل صالح ثقة في نفسه.

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا عمرو بن عبد الله األو�د�ي� ، حدثنا و�كيع ، عن األعمش ، عن�ا �ن �ي �ه� ع�ل أبي الضح�ى ، عن مسروق ، عن عائشة ؛ أنها قرأت هذه اآلية : } ف�م�ن� الل

ح�يم� { فقالت : اللهم م�ن� �ر� الر� �ب �ه� ه�و� ال �ن �د�ع�وه� إ �ل� ن �ا م�ن� ق�ب �ن �ا ك �ن � إ م�وم �ا ع�ذ�اب� الس� و�و�ق�ان علينا وقنا عذاب السموم ، إنك أنت البر الرحيم. قيل لألعمش : في الصالة ؟ قال :

(.4نعم )�ون� ) ن �اه�ن� و�ال م�ج� �ك �ك� ب ب �ع�م�ة� ر� �ن �ت� ب �ن �ر� ف�م�ا أ �ب�29} ف�ذ�ك ي �ه� ر� �ص� ب ب �ر� �ت اع�ر� ن �ق�ول�ون� ش� �م� ي ( أ

�ون� ) �م�ن �ص�ين� )30ال ب �ر� �م�ت �م� م�ن� ال �ي م�ع�ك �ن �ص�وا ف�إ ب �ر� ( {31( ق�ل� ت

315

Page 117: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

__________( في م : "وبياضهم".1)( زيادة من أ.2)( "كشف األستار" وقال الهيثمي في المجمع )3553( مسند البزار برقم )3)

( : "رجاله رجال الصحيح غير سعيد بن دينار والربيع بن صبيح وهما ضعيفان10/421وقد وثقا".

( ورواه عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن المنذر والبيهقي في شعيب اإليمان كما في4)(.7/634الدر المنثور للسيوطي )

(7/435)

�م� ه�م� ق�و�م� ط�اغ�ون� ) �ه�ذ�ا أ م�ه�م� ب �ح�ال� ه�م� أ م�ر�� �أ �م� ت �ون� )32أ �ؤ�م�ن �ل� ال� ي �ه� ب �ق�و�ل �ون� ت �ق�ول �م� ي (33( أ

�وا ص�اد�ق�ين� ) �ان �ن� ك �ه� إ �ل �ح�د�يث� م�ث �وا ب ت� �أ �ي ( 34ف�ل

�م� ه�م� ق�و�م� ط�اغ�ون� ) �ه�ذ�ا أ �ح�الم�ه�م� ب ه�م� أ م�ر�� �أ �م� ت �ون� )32} أ �ؤ�م�ن �ل� ال ي �ه� ب �ق�و�ل �ون� ت �ق�ول �م� ي ( أ

�وا ص�اد�ق�ين� )33 �ان �ن� ك �ه� إ �ل �ح�د�يث� م�ث �وا ب ت� �أ �ي ( {34( ف�ل

(7/435)

( تعالى آمرا رسوله ، صلوات الله وسالمه عليه ، بأن يبلغ رسالته إلى عباده ،1يقول ) وأن يذكرهم بما أنزل الله عليه. ثم نفى عنه ما يرميه به أهل البهتان والفجور فقال :

�ون� { أي : لست بحمد الله بكاهن كما تقوله ن �اه�ن� و�ال م�ج� �ك �ك� ب ب �ع�م�ة� ر� �ن �ت� ب �ن �ر� ف�م�ا أ } ف�ذ�ك ( الجهلة من كفار قريش. والكاهن : الذي يأتيه الرئي من الجان بالكلمة يتلقاها من2)

�ون� { : وهو الذي يتخبطه الشيطان من المس. ن خبر السماء ، } و�ال م�ج��م� ثم قال تعالى منكرا عليهم في قولهم في الرسول ، صلوات الله وسالمه عليه : } أ

�ون� { أي : قوارع الدهر. والمنون : الموت : �م�ن �ب� ال ي �ه� ر� �ص� ب ب �ر� �ت اع�ر� ن �ق�ول�ون� ش� ي يقولون : ننظره ونصبر عليه حتى يأتيه الموت فنستريح منه ومن شأنه ، قال الله

�ص�ين� { أي : انتظروا فإني منتظر معكم ، ب �ر� �م�ت �م� م�ن� ال �ي م�ع�ك �ن �ص�وا ف�إ ب �ر� تعالى : } ق�ل� ت�صرة في الدنيا واآلخرة. وستعلمون لمن تكون العاقبة والن

يح ، عن مجاهد ، عن ابن عباس : إن �ج� قال محمد بن إسحاق ، عن عبد الله بن أبي ن قريشا لما اجتمعوا في دار الندوة في أمر النبي صلى الله عليه وسلم قال قائل منهم :

( في وثاق ، ثم تربصوا به ريب المنون حتى يهلك ، كما هلك من هلك قبله3احتبسوه )�م� من الشعراء : زهير والنابغة ، إنما هو كأحدهم. فأنزل الله في ذلك من قولهم : } أ

�ون� { ) �م�ن �ب� ال ي �ه� ر� �ص� ب ب �ر� �ت اع�ر� ن �ق�ول�ون� ش� (.4ي�ه�ذ�ا { أي : عقولهم تأمرهم بهذا الذي يقولونه �ح�الم�ه�م� ب ه�م� أ م�ر�

� �أ �م� ت ثم قال تعالى : } أ�م� ه�م� ق�و�م� فيك من األقوال الباطلة التي يعلمون في أنفسهم أنها كذب وزور ؟ } أ

ط�اغ�ون� { أي : ولكن هم قوم ضالل معاندون ، فهذا هو الذي يحملهم على ما قالوهفيك.

316

Page 118: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ه� { أي : اختلقه وافتراه من عند نفسه ، يعنون القرآن : قال �ق�و�ل �ون� ت �ق�ول �م� ي وقوله : } أ�ون� { أي : كفرهم هو الذي يحملهم ) �ؤ�م�ن �ل� ال ي �وا5الله : } ب �ت �أ �ي ( على هذه المقالة. } ف�ل

�قو�له وافتراه" �وا ص�اد�ق�ين� { أي : إن كانوا صادقين في قولهم : "ت �ان �ن� ك �ه� إ �ل �ح�د�يث� م�ث ب ( من هذا القرآن ، فإنهم لو6فليأتوا بمثل ما جاء به محمد ]صلى الله عليه وسلم[ )

اجتمعوا هم وجميع أهل األرض من الجن واإلنس ، ما جاءوا بمثله ، وال بعشر سور( مثله ، وال بسورة من مثله.7]من[ )

__________( في م : "قال".1)( في م : "يقوله".2)( في أ : "احبسوه".3)( من طريق ابن إسحاق به27/19( رواه الطبري في تفسيره )4)( في م : "حملهم"5)( زيادة من أ.6)( زيادة من م.7)

(7/436)

�ق�ون� ) ال �خ� �م� ه�م� ال ي�ء� أ �ر� ش� �ق�وا م�ن� غ�ي ل �م� خ� �ل� ال�35أ ر�ض� ب� م�او�ات� و�األ� �ق�وا الس� ل �م� خ� ( أ

�ون� ) �وق�ن ون� )36ي �ط�ر� ي �م�س� �م� ه�م� ال �ك� أ ب �ن� ر� ائ �د�ه�م� خ�ز� ن �م� ع� �م�ع�ون�37( أ ت �س� �م� ي ل �ه�م� س� م� ل� ( أ

�ين� ) ل�ط�ان� م�ب �س� �م�ع�ه�م� ب ت �ت� م�س� �أ �ي �ون� )38ف�يه� ف�ل �ن �ب �م� ال �ك �ات� و�ل �ن �ب �ه� ال م� ل� �ه�م�39( أ ل

� أ �س� �م� ت ( أ�ق�ل�ون� ) � م�ث م ا ف�ه�م� م�ن� م�غ�ر� �ج�ر� �ون� )40أ �ب �ت �ك �ب� ف�ه�م� ي �غ�ي �د�ه�م� ال ن �م� ع� �د�ا41( أ �ي �ر�يد�ون� ك م� ي

� ( أ�م�ك�يد�ون� ) وا ه�م� ال �ف�ر� �ذ�ين� ك �ون� )42ف�ال ر�ك �ش� �ه� ع�م�ا ي �ح�ان� الل ب �ه� س� �ر� الل �ه� غ�ي �ل �ه�م� إ م� ل

� ( 43( أ

�ق�ون� ) ال �خ� �م� ه�م� ال ي�ء� أ �ر� ش� �ق�وا م�ن� غ�ي ل �م� خ� �ل ال35} أ م�و�ات� و�األر�ض� ب �ق�وا الس� ل �م� خ� ( أ�ون� ) �وق�ن ون� )36ي �ط�ر� ي �م�س� �م� ه�م� ال �ك� أ ب �ن� ر� ائ �د�ه�م� خ�ز� ن �م� ع� �م�ع�ون�37( أ ت �س� �م� ي ل �ه�م� س� م� ل

� ( أ�ين� ) ل�ط�ان� م�ب �س� �م�ع�ه�م� ب ت �ت� م�س� �أ �ي �ون� )38ف�يه� ف�ل �ن �ب �م� ال �ك �ات� و�ل �ن �ب �ه� ال م� ل

� �ه�م�39( أ ل� أ �س� �م� ت ( أ

�ق�ل�ون� ) � م�ث م ا ف�ه�م� م�ن� م�غ�ر� �ج�ر� �ون� )40أ �ب �ت �ك �ب� ف�ه�م� ي �غ�ي �د�ه�م� ال ن �م� ع� �د�ا41( أ �ي �ر�يد�ون� ك م� ي� ( أ

�م�ك�يد�ون� ) وا ه�م� ال �ف�ر� �ذ�ين� ك �ون� )42ف�ال ر�ك �ش� �ه� ع�م�ا ي �ح�ان� الل ب �ه� س� �ر� الل �ه� غ�ي �ل �ه�م� إ م� ل� ( أ

43} )�ر� �ق�وا م�ن� غ�ي ل �م� خ� هذا المقام في إثبات الربوبية وتوحيد األلوهية ، فقال تعالى : } أ

�ق�ون� { أي : أوجدوا من غير موجد ؟ أم هم أوجدوا أنفسهم ؟ أي : ال ال �خ� �م� ه�م� ال ي�ء� أ ش�هذا وال هذا ، بل الله هو الذي خلقهم وأنشأهم بعد أن لم يكونوا شيئا مذكورا.

قال البخاري : حدثنا الح�م�يدي� ، حدثنا سفيان قال : حدثوني عن الزهري ، عن محمد بن جبير ابن مطعم ، عن أبيه قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في

�م� . أ �ق�ون� ال �خ� �م� ه�م� ال ي�ء� أ �ر� ش� �ق�وا م�ن� غ�ي ل �م� خ� المغرب بالطور ، فلما بلغ هذه اآلية : } أون� { �ط�ر� ي �م�س� �م� ه�م� ال �ك� أ ب �ن� ر� ائ �د�ه�م� خ�ز� ن �م� ع� . أ �ون� �وق�ن �ل ال ي م�و�ات� و�األر�ض� ب �ق�وا الس� ل خ�

(.1كاد قلبي أن يطير ) (. وجبير بن مطعم2وهذا الحديث مخرج في الصحيحين من طرق ، عن الزهري ، به )

كان قد قدم على النبي صلى الله عليه وسلم بعد وقعة بدر في فداء األسارى ، وكان

317

Page 119: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

إذ ذاك مشركا ، وكان سماعه هذه اآلية من هذه السورة من جملة ما حمله علىالدخول في اإلسالم بعد ذلك.

�ون� { أي : أهم خلقوا �وق�ن �ل ال ي م�و�ات� و�األر�ض� ب �ق�وا الس� ل �م� خ� ثم قال تعالى : } أ السموات واألرض ؟ وهذا إنكار عليهم في شركهم بالله ، وهم يعلمون أنه الخالق�د�ه�م� ن �م� ع� وحده ، ال شريك له. ولكن عدم إيقانهم هو الذي يحملهم على ذلك ، } أون� { أي : أهم يتصرفون في الملك وبيدهم مفاتيح �ط�ر� ي �م�س� �م� ه�م� ال �ك� أ ب �ن� ر� ائ خ�ز�

ون� { أي : المحاسبون للخالئق ، ليس األمر كذلك ، بل �ط�ر� ي �م�س� �م� ه�م� ال الخزائن ، } أالله ، عز وجل ، هو المالك المتصرف الفعال لما يريد.

�ت� �أ �ي �م�ع�ون� ف�يه� { أي : مرقاة إلى المأل األعلى ، } ف�ل ت �س� �م� ي ل �ه�م� س� م� ل� وقوله : } أ

�ين� { أي : فليأت الذي يستمع لهم بحجة ظاهرة. ل�ط�ان� م�ب �س� �م�ع�ه�م� ب ت م�س� على صحة ما هم فيه من الفعال والمقال ، أي : وليس لهم سبيل إلى ذلك ، فليسوا

على شيء ، وال لهم دليل. ثم قال منكرا عليهم فيما نسبوه إليه من البنات ، وجعلهم المالئكة إناثا ، واختيارهم ألنفسهم الذكور على اإلناث ، بحيث إذا بشر أحدهم باألنثى ظل وجهه مسودا وهو

�ات� �ن �ب �ه� ال م� ل� كظيم. هذا وقد جعلوا المالئكة بنات الله ، وعبدوهم مع الله ، فقال : } أ

ا { أي : أجرة على �ج�ر� �ه�م� أ ل� أ �س� �م� ت �ون� { وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد ، } أ �ن �ب �م� ال �ك و�ل

� م إبالغك إياهم رسالة الله ؟ أي : لست تسألهم على ذلك شيئا ، } ف�ه�م� م�ن� م�غ�ر��ق�ل�ون� { أي : فهم ) �م�3م�ث ( من أدنى شيء يتبرمون منه ، ويثقلهم ويشق عليهم ، } أ

�ون� { أي : ليس األمر كذلك ، فإنه ال يعلم أحد من أهل �ب �ت �ك �ب� ف�ه�م� ي �غ�ي �د�ه�م� ال ن ع��م�ك�يد�ون� { وا ه�م� ال �ف�ر� �ذ�ين� ك �د�ا ف�ال �ي �ر�يد�ون� ك م� ي

� السموات واألرض الغيب إال الله ، } أيقول تعالى : أم يريد هؤالء بقولهم

__________(.4854( صحيح البخاري برقم )1)(.463( وصحيح مسلم برقم )4023( ، )765( صحيح البخاري برقم )2)( في م ، أ : "فإنهم".3)

(7/437)

�وم� ) ك ح�اب� م�ر� �وا س� �ق�ول اق�ط�ا ي م�اء� س� ف�ا م�ن� الس� و�ا ك�س� �ر� �ن� ي ق�وا44و�إ �ال� �ى ي ت ه�م� ح� ( ف�ذ�ر��ص�ع�ق�ون� ) �ذ�ي ف�يه� ي �و�م�ه�م� ال ون� )45ي �ص�ر� �ن �ا و�ال� ه�م� ي �ئ ي �د�ه�م� ش� �ي �ه�م� ك �ي ع�ن �غ�ن �و�م� ال� ي (46( ي

�م�ون� ) �ع�ل ه�م� ال� ي �ر� �ث ك� �ك�ن� أ �ا د�ون� ذ�ل�ك� و�ل �م�وا ع�ذ�اب �ذ�ين� ظ�ل �ل �ن� ل �ك�47و�إ �ن �ك� ف�إ ب � ر� �م �ح�ك �ر� ل ( و�اص�ب

�ق�وم� ) �ك� ح�ين� ت ب �ح�م�د� ر� �ح� ب ب �ا و�س� �ن �ن ع�ي� �أ � )48ب �ج�وم �ار� الن �د�ب �ح�ه� و�إ ب �ل� ف�س� �ي ( 49( و�م�ن� الل

هذا في الرسول وفي الدين غرور الناس وكيد الرسول وأصحابه ، فكيدهم إنما يرجع�ه� �ح�ان� الل ب �ه� س� �ر� الل �ه� غ�ي �ل �ه�م� إ م� ل

� وباله على أنفسهم ، فالذين كفروا هم المكيدون ، } أ�ون� {. وهذا إنكار شديد على المشركين في عبادتهم األصنام واألنداد مع ر�ك �ش� ع�م�ا ي�ه� �ح�ان� الل ب الله. ثم نزه نفسه الكريمة عما يقولون ويفترون ويشركون ، فقال : } س�

�ون� { ر�ك �ش� ع�م�ا ي�وم� ) ك ح�اب� م�ر� �وا س� �ق�ول اق�ط�ا ي م�اء� س� ف�ا م�ن� الس� و�ا ك�س� �ر� �ن� ي �الق�وا44} و�إ �ى ي ت ه�م� ح� ( ف�ذ�ر�

318

Page 120: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ص�ع�ق�ون� ) �ذ�ي ف�يه� ي �و�م�ه�م� ال ون� )45ي �ص�ر� �ن �ا و�ال ه�م� ي �ئ ي �د�ه�م� ش� �ي �ه�م� ك �ي ع�ن �غ�ن �و�م� ال ي (46( ي�م�ون� ) �ع�ل ه�م� ال ي �ر� �ث ك

� �ك�ن� أ �ا د�ون� ذ�ل�ك� و�ل �م�وا ع�ذ�اب �ذ�ين� ظ�ل �ل �ن� ل �ك�47و�إ �ن �ك� ف�إ ب � ر� �م �ح�ك �ر� ل ( و�اص�ب�ق�وم� ) �ك� ح�ين� ت ب �ح�م�د� ر� �ح� ب ب �ا و�س� �ن �ن ع�ي

� �أ � )48ب �ج�وم �ار� الن �د�ب �ح�ه� و�إ ب �ل� ف�س� �ي ( {49( و�م�ن� اللف�ا م�ن� و�ا ك�س� �ر� �ن� ي يقول تعالى مخبرا عن المشركين بالعناد والمكابرة للمحسوس : } و�إ

�وا { أي : عليهم يعذبون به ، لما صدقوا ولما ) �ق�ول اق�ط�ا ي م�اء� س� ( أيقنوا ، بل1الس��ه�م� �ي �ا ع�ل ن �ح� �و� ف�ت �وم� { أي : متراكم. وهذه كقوله تعالى : } و�ل ك ح�اب� م�ر� يقولون : هذا } س�ون� ح�ور� �ح�ن� ق�و�م� م�س� �ل� ن �ا ب ن �ص�ار� �ب ت� أ �ر� ك �م�ا س� �ن �وا إ �ق�ال . ل ج�ون� �ع�ر� �وا ف�يه� ي م�اء� ف�ظ�ل �ا م�ن� الس� �اب ب

�ى15 ، 14{ ] الحجر : [. قال الله تعالى : } فذرهم { أي : دعهم - يا محمد - } ح�ت�د�ه�م� �ي �ه�م� ك �ي ع�ن �غ�ن �و�م� ال ي �ص�ع�ق�ون� { ، وذلك يوم القيامة ، } ي �ذ�ي ف�يه� ي �و�م�ه�م� ال �الق�وا ي ي

�جدي عنهم يوم �ا { أي : ال ينفعهم كيدهم ومكرهم الذي استعملوه في الدنيا ، ال ي �ئ ي ش�ون� { �ص�ر� �ن القيامة شيئا ، } و�ال ه�م� ي

�ا د�ون� ذ�ل�ك� { أي : قبل ذلك في الدار الدنيا ، كقوله : �م�وا ع�ذ�اب �ذ�ين� ظ�ل �ل �ن� ل ثم قال : } و�إج�ع�ون� { ] السجدة : �ر� �ه�م� ي �ع�ل �ر� ل �ب �ع�ذ�اب� األك �ى د�ون� ال �ع�ذ�اب� األد�ن �ه�م� م�ن� ال �ذ�يق�ن �ن [ ،21} و�ل

�م�ون� { أي : نعذبهم في الدنيا ، ونبتليهم فيها �ع�ل ه�م� ال ي �ر� �ث ك� �ك�ن� أ ولهذا قال : } و�ل

( ، فال يفهمون ما يراد بهم ، بل إذا جلي عنهم2بالمصائب ، لعلهم يرجعون وينيبون ) ( ما كانوا عليه ، كما جاء في بعض األحاديث : "إن3مما كانوا فيه ، عادوا إلى أسوأ )

المنافق إذا مرض وعوفي مثله في ذلك كمثل البعير ، ال يدري فيما عقلوه وال فيما (. وفي األثر اإللهي : كم أعصيك وال تعاقبني ؟ قال الله : يا عبدي ، كم4أرسلوه" )( وأنت ال تدري ؟5أعافيك )

�ا { أي : اصبر على أذاهم وال تبالهم ، فإنك �ن �ن ع�ي� �أ �ك� ب �ن �ك� ف�إ ب � ر� �م �ح�ك �ر� ل وقوله : } و�اص�ب

بمرأى منا وتحت كالءتنا ، والله يعصمك من الناس.�ق�وم� { قال الضحاك : أي إلى الصالة : سبحانك اللهم �ك� ح�ين� ت ب �ح�م�د� ر� �ح� ب ب وقوله : } و�س�

__________( في م : "وال".1)( في أ : "ينسون"2)( في أ : "أشر".3)( من حديث عامر الرام رضي الله عنه.3089( رواه أبو داود في السنن برقم )4)( في م ، أ : "أعاقبك".5)

(7/438)

وبحمدك ، وتبارك اسمك ، وتعالى جدك ، وال إله غيرك.وقد روي مثله عن الربيع بن أنس ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وغيرهما.

(. ورواه1وروى مسلم في صحيحه ، عن عمر أنه كان يقول هذا في ابتداء الصالة ) أحمد وأهل السنن ، عن أبي سعيد وغيره ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان

(.2يقول ذلك )�ق�وم� { أي : من نومك من فراشك. �ك� ح�ين� ت ب �ح�م�د� ر� �ح� ب ب وقال أبو الجوزاء : } و�س�

واختاره ابن جرير : ويتأيد هذا القول بما رواه اإلمام أحمد : ( بن هانئ ، حدثني جنادة بن3حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا األوزاعي ، حدثني ع�م�ير )

319

Page 121: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

أبي أمية ، حدثنا عبادة بن الصامت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من تعار من الليل فقال : ال إله إال الله وحده ال شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على

كل شيء قدير. سبحان الله ، والحمد لله ، وال إله إال الله ، والله أكبر ، وال حول وال قوة إال بالله ، ثم قال : رب اغفر لي - أو قال : ثم دعا - استجيب له ، فإن عزم فتوضأ

، ثم صلى تقبلت صالته".(.4وأخرجه البخاري في صحيحه ، وأهل السنن ، من حديث الوليد بن مسلم ، به )

�ق�وم� { قال : من كل �ك� ح�ين� ت ب �ح�م�د� ر� �ح� ب ب �ج�يح ، عن مجاهد : } و�س� وقال ابن أبي نمجلس.

�ق�وم� { �ك� ح�ين� ت ب �ح�م�د� ر� �ح� ب ب وقال الثوري ، عن أبي إسحاق ، عن أبي األحوص : } و�س�قال : إذا أراد الرجل أن يقوم من مجلسه قال : سبحانك اللهم وبحمدك.

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو النضر إسحاق بن إبراهيم الدمشقي ، حدثنا محمد ابن شعيب ، أخبرني طلحة بن عمرو الحضرمي ، عن عطاء بن أبي رباح ؛ أنه

�ق�وم� { يقول : حين تقوم من كل مجلس �ك� ح�ين� ت ب �ح�م�د� ر� �ح� ب ب حدثه عن قول الله : } و�س�، إن كنت أحسنت ازددت خيرا ، وإن كان غير ذلك كان هذا كفارة له.

ر�ي ، عن أبي وقد قال عبد الرزاق في جامعه : أخبرنا معمر ، عن عبد الكريم الج�ز� عثمان الفقير ؛ أن جبريل علم النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من مجلسه أن

يقول : سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن ال إله إال أنت ، أستغفرك وأتوب إليك. قال(5معمر : وسمعت غيره يقول : هذا القول كفارة المجالس )

وهذا مرسل ، وقد وردت أحاديث مسندة من طرق - يقوي بعضها بعضا - بذلك ، فمن�ل بن ) ه�ي �ج ، عن س� ي ( أبي صالح ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن6ذلك حديث ابن ج�ر�النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :

__________(.399( صحيح مسلم برقم )1) ( وسنن242( وسنن الترمذي برقم )775( وسنن أبي داود برقم )3/50( المسند )2)

(.804( وسنن ابن ماجة برقم )2/132النسائي )( في أ : "عمر".3) (5060( وسنن أبي داود برقم )1154( وصحيح البخاري برقم )5/313( المسند )4)

( وسنن ابن10697( والنسائي في السنن الكبرى برقم )3414وسنن الترمذي برقم )(.3878ماجة برقم )

(.19796( المصنف برقم )5)( في م : "عن".6)

(7/439)

( فيه لغطه فقال قبل أن يقوم من مجلسه : سبحانك1من جلس في مجلس فكثر ) ( له ما كان2اللهم وبحمدك ، أشهد أن ال إله إال أنت ، أستغفرك وأتوب إليك ، إال غفر )

في مجلسه ذلك". رواه الترمذي - وهذا لفظه - والنسائي في اليوم والليلة ، من حديث ابن جريج. وقال

الترمذي : حسن صحيح. وأخرجه الحاكم في مستدركه وقال : إسناد على شرط مسلم

320

Page 122: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

(.3، إال أن البخاري علله )عة ، والدارقطني ، ر� قلت : علله اإلمام أحمد ، والبخاري ، ومسلم ، وأبو حاتم ، وأبو ز�

�ج. على أن أبا داود قد رواه في سننه من ي وغيرهم. ونسبوا الوهم فيه إلى ابن ج�ر� ( ابن جريج إلى أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه4طريق غير )

( ورواه أبو داود - واللفظ له - والنسائي ، والحاكم في المستدرك ،5وسلم بنحوه )ة األسلمي6من طريق الحجاج بن دينار ، عن هاشم ) ز� �ر� ( عن أبي العالية ، عن أبي ب

قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بأخرة إذا أراد أن يقوم من المجلس : "سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن ال إله إال أنت ، أستغفرك وأتوب إليك". فقال

رجل : يا رسول الله ، إنك لتقول قوال ما كنت تقوله فيما مضى ؟! قال : "كفارة لما(.7يكون في المجلس" )

( أعلم. وهكذا رواه النسائي والحاكم ، من8وقد روي مرسال عن أبي العالية ، والله ) حديث الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن رافع بن خ�د�يج ، عن النبي صلى الله عليه

( وروي مرسال أيضا ، والله أعلم. وكذا رواه أبو داود عن عبد الله9وسلم مثله سواء ) بن عمرو ؛ أنه قال : "كلمات ال يتكلم بهن أحد في مجلسه عند قيامه ثالث مرات ، إال

كفر بهن عنه ، وال يقولهن في مجلس خير ومجلس ذكر ، إال ختم له بهن كما يختم بالخاتم على الصحيفة : سبحانك اللهم وبحمدك ، ال إله إال أنت ، أستغفرك وأتوب

�ير10إليك" ) ب ( وأخرجه الحاكم من حديث أم المؤمنين عائشة ، وصححه ، ومن رواية ج� ( ورواه أبو بكر اإلسماعيلي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، كلهم11بن مطعم )

عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد أفردت لذلك جزءا على حدة بذكر طرقه وألفاظه(12وعلله ، وما يتعلق به ، ولله الحمد والمنة )

�ح�ه� { أي : اذكره واعبده بالتالوة والصالة في الليل ، كما قال ب �ل� ف�س� �ي وقوله : } و�م�ن� الل�ك� م�ق�ام�ا م�ح�م�ود�ا { ] اإلسراء : ب �ك� ر� �ع�ث �ب �ن� ي �ة� ل�ك� ع�س�ى أ �اف�ل �ه� ن د� ب �ه�ج� �ل� ف�ت �ي : } و�م�ن� الل

79.] __________

( في : "فأكثر".1)( في م ، أ : "إال غفر الله له".2) (10230( والنسائي في السنن الكبرى برقم )3433( سنن الترمذي برقم )3)

(.1/536والمستدرك )( في أ : "عن".4)(.4858( سنن أبي داود برقم )5)( في أ : "عن أبي هاشم".6) (10259( والنسائي في السنن الكبرى برقم )4859( سنن أبي داود برقم )7)

(.1/537والمستدرك )( في م : "فالله".8)(.1/537( والمستدرك )10260( النسائي في السنن الكبرى برقم )9)(.4857( سنن أبي داود برقم )10)(.1/537( المستدرك )11)( وقد ذكرت أحاديث كفارة المجلس عند تفسير الصافات في خاتمتها.12)

(7/440)

321

Page 123: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

� { قد تقدم في حديث ابن عباس أنهما الركعتان اللتان قبل �ج�وم �ار� الن �د�ب وقوله : } و�إ صالة الفجر ، فإنهما مشروعتان عند إدبار النجوم ، أي : عند جنوحها للغيبوبة. وقد روى

�د�ع�وهما ، وإن طردتكم2( ]في حديث[ )1) ( ابن سيالن ، عن أبي هريرة مرفوعا : "ال ت ( رواه أبو داود. ومن هذا الحديث حكي عن بعض3الخيل". يعني : ركعتي الفجر )

أصحاب اإلمام أحمد القول بوجوبهما ، وهو ضعيف لحديث : "خمس صلوات في اليوم ( وقد ثبت في5( ؟ قال : "ال إال أن تطوع" )4والليلة". قال : هل علي غيرها )

الصحيحين عن عائشة ، رضي الله عنها ، أنها قالت : لم يكن رسول الله صلى الله ( وفي لفظ6عليه وسلم على شيء من النوافل أشد تعاهد�ا منه على ركعتي الفجر )

(7لمسلم : "ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها" )(8آخر تفسير سورة الطور ] والله أعلم[ )

__________( في م ، أ : "ورد".1)( زيادة من م ، أ.2)(.1258( رواه أبو داود في السنن برقم )3)( في أ : "غيرهن".4) ( من حديث11( ومسلم في صحيحه برقم )46( رواه البخاري في صحيحه برقم )5)

طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه.(.724( وصحيح مسلم برقم )1169( صحيح البخاري برقم )6)(.725( صحيح مسلم برقم )7)( زيادة من أ.8)

(7/441)

�ذ�ا ه�و�ى ) � إ �ج�م �م� و�م�ا غ�و�ى )1و�الن �ك ب �ه�و�ى )2( م�ا ض�ل� ص�اح� �ط�ق� ع�ن� ال �ن �ال�3( و�م�ا ي �ن� ه�و� إ ( إ�وح�ى ) ( 4و�ح�ي� ي

تفسير سورة النجموهي مكية.

قال البخاري : حدثنا نصر بن علي ، أخبرني أبو أحمد ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن األسود بن يزيد ، عن عبد الله قال : أول� سورة أنزلت فيها س�ج�دة :

�جم { ، قال : فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسجد من خلفه ، إال رجال } والنا ، وهو أمية بن خ�ل�ف ) �ل كافر� اب فسجد عليه ، فرأيته بعد ذلك ق�ت �ر� رأيته أخذ كف�ا من ت

1.) وقد رواه البخاري أيضا في مواضع ، ومسلم ، وأبو داود ، والنسائي ، من طرق ، عن

(. وقوله في الممتنع : إنه أمية بن خلف في هذه الرواية مشكل ،2أبي إسحاق ، به )فإنه قد جاء من غير هذه الطريق أنه عتبة بن ربيعة.

بسم الله الرحمن الرحيم�ذ�ا ه�و�ى ) � إ �ج�م �م� و�م�ا غ�و�ى )1} و�الن �ك ب �ه�و�ى )2( م�ا ض�ل� ص�اح� �ط�ق� ع�ن� ال �ن �ن� ه�و�3( و�م�ا ي ( إ

322

Page 124: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�وح�ى ) �ال و�ح�ي� ي ( {.4إل�قه ، والمخلوق ال ينبغي له أن �قس�م بما شاء من خ� قال الشعبي وغيره : الخالق ي

يقسم إال بالخالق. رواه ابن أبي حاتم.�ج�يح ، �ذ�ا ه�و�ى { فقال ابن أبي ن � إ �ج�م واختلف المفسرون في معنى قوله تعالى : } و�الن

وي عن ابن عباس ، �ا إذا سقطت مع الفجر. وكذا ر� �ري عن مجاهد : يعني بالنجم : الثوسفيان الثوري. واختاره ابن جرير. وزعم السدي أنها الزهرة.

مي به الشياطين. وهذا القول له اتجاه. �ذ�ا ه�و�ى { إذا ر� � إ �ج�م وقال الضحاك : } و�الن�ذ�ا ه�و�ى { يعني : القرآن إذا نزل. � إ �ج�م وروى األعمش ، عن مجاهد في قوله : } و�الن

�ه� �ن . إ �م�ون� ع�ظ�يم� �ع�ل �و� ت م� ل �ق�س� �ه� ل �ن �. و�إ �ج�وم �م�و�اق�ع� الن م� ب �ق�س� وهذه اآلية كقوله تعالى : } ف�ال أ�م�ين� { �ع�ال ب� ال �نزيل� م�ن� ر� . ت ون� �م�ط�ه�ر� �ال ال ه� إ �م�س� . ال ي �ون� �ن �اب� م�ك �ت . ف�ي ك �ر�يم� آن� ك �ق�ر� ل

[.80 - 75] الواقعة : �م� و�م�ا غ�و�ى { هذا هو المقسم عليه ، وهو الشهادة للرسول ، �ك ب وقوله : } م�ا ض�ل� ص�اح� صلوات الله وسالمه عليه ، بأنه بار راشد تابع للحق ، ليس بضال ، وهو : الجاهل الذي

يسلك على غير طريق__________

(.4863( صحيح البخاري برقم )1) ( وسنن576( وصحيح مسلم برقم )3972 ، 3853 ، 1070( صحيح البخاري برقم )2)

(.2/160( وسنن النسائي )1406أبي داود برقم )

(7/442)

بغير علم ، والغاوي : هو العالم بالحق العادل عنه قصد�ا إلى غيره ، فنزه الله ]سبحانهع�ه عن مشابهة أهل )1وتعالى[ ) ر� ( الضالل كالنصارى وطرائق اليهود ،2( رسوله وش�

( علم الشيء وكتمانه والعمل بخالفه ، بل هو صلوات الله وسالمه عليه ، وما3وعن ) بعثه الله به من الشرع العظيم في غاية االستقامة واالعتدال والسداد ؛ ولهذا قال :

�ال و�ح�ي� �ن� ه�و� إ �ه�و�ى { أي : ما يقول قوال عن هوى وغرض ، } إ �ط�ق� ع�ن� ال �ن } و�م�ا يا من غير زيادة وال �وح�ى { أي : إنما يقول ما أمر به ، يبلغه إلى الناس كامال موف�ر� ي

نقصان ، كما رواه اإلمام أحمد.ة ، عن أبي أمامة ؛ أنه ر� �س� حدثنا يزيد ، حدثنا ح�ر�يز بن عثمان ، عن عبد الرحمن بن م�ي سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "ليدخلن� الجنة بشفاعة رجل ليس بنبي�يعة وم�ض�ر". فقال رجل : يا رسول الله ، أو ما ب مثل� الحيين - أو : مثل أحد الحيين - : ر�

(.4ربيعة من مضر ؟ قال : "إنما أقول ما أقول" )�يد الله بن األخنس ، أخبرنا الوليد بن وقال اإلمام أحمد : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن ع�ب

عبد الله ، عن يوسف بن م�اه�ك ، عن عبد الله بن عمرو قال : كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه ، فنهتني قريش فقالوا : إنك

تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر ، يتكلم في الغضب. فأمسكت� عن الكتاب ، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه

وسلم ، فقال : "اكتب ، فوالذي نفسي بيده ، ما خرج مني إال حق".د�د وأبي بكر بن أبي شيبة ، كالهما عن يحيى بن سعيد الق�ط�ان ، ورواه أبو داود عن م�س�

323

Page 125: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

(.5به ) وقال الحافظ أبو بكر البزار : حدثنا أحمد بن منصور ، حدثنا عبد الله بن صالح ، حدثنا

يرة ، عن النبي الليث ، عن ابن ع�ج�الن ، عن زيد بن أسلم ، عن أبي صالح ، عن أبي ه�ر�ك� صلى الله عليه وسلم قال : "ما أخبرتكم أنه الذي من عند الله ، فهو الذي ال ش�

�رو�ى إال بهذا اإلسناد ) (.6فيه". ثم قال : ال نعلمه ي وقال اإلمام أحمد : حدثنا يونس ، حدثنا ليث ، عن محمد ، عن سعيد بن أبي سعيد ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "ال أقول إال حقا".

(.7قال بعض أصحابه : فإنك تداعبنا يا رسول الله ؟ قال : "إني ال أقول إال حقا" )__________

( زيادة من م.1)( في م : "أصحاب".2)( في م : "وهي".3) ( : "رجال أحمد رجال10/381( وقال الهيثمي في المجمع )5/257( المسند )4)

الصحيح غير عبد الرحمن بن ميسرة وهو ثقة".(.3646( وسنن أبي داود برقم )2/162( المسند )5) ( :1/179( "كشف األستار" وقال الهيثمي في المجمع )203( مسند البزار برقم )6)

"فيه أحمد بن منصور الرمادي وهو ثقة ، وفيه كالم ال يضر وبقية رجاله رجال الصحيح ،وعبد الله بن صالح مختلف فيه".

( من طريق المقبري به1990( ورواه الترمذي في السنن برقم )2/340( المسند )7)وقال : "هذا حديث حسن صحيح".

(7/443)

�ق�و�ى ) د�يد� ال �م�ه� ش� �و�ى )5ع�ل ت ة� ف�اس� �ع�ل�ى )6( ذ�و م�ر� �ف�ق� األ� �األ� �د�ل�ى )7( و�ه�و� ب �ا ف�ت �م� د�ن (8( ث�ى ) �د�ن و� أ

� �ن� أ ي �ان� ق�اب� ق�و�س� و�ح�ى )9ف�ك� �د�ه� م�ا أ �ل�ى ع�ب و�ح�ى إ

� �ى10( ف�أ أ �ف�ؤ�اد� م�ا ر� �ذ�ب� ال ( م�ا كى )11) �ر� �ه� ع�ل�ى م�ا ي ون �م�ار� ف�ت

� ى )12( أ �خ�ر� �ة� أ ل �ز� �ه� ن آ �ق�د� ر� �ه�ى )13( و�ل �ت �م�ن ة� ال د�ر� �د� س� ن (14( ع�و�ى )

� �م�أ �ة� ال ن �د�ه�ا ج� ن ى )15ع� �غ�ش� ة� م�ا ي د�ر� ى الس� �غ�ش� �ذ� ي �ص�ر� و�م�ا ط�غ�ى )16( إ �ب اغ� ال ( م�ا ز�ى )17 �ر� �ب �ك �ه� ال ب �ات� ر� �ي �ى م�ن� آ أ �ق�د� ر� ( 18( ل

�ق�و�ى ) د�يد� ال �م�ه� ش� �و�ى )5} ع�ل ت ة� ف�اس� �األف�ق� األع�ل�ى )6( ذ�و م�ر� �د�ل�ى )7( و�ه�و� ب �ا ف�ت �م� د�ن ( ث�ى )8 �د�ن و� أ

� �ن� أ ي �ان� ق�اب� ق�و�س� و�ح�ى )9( ف�ك� �د�ه� م�ا أ �ل�ى ع�ب و�ح�ى إ

� �ف�ؤ�اد� م�ا10( ف�أ �ذ�ب� ال ( م�ا ك�ى ) أ ى )11ر� �ر� �ه� ع�ل�ى م�ا ي ون �م�ار� ف�ت

� ى )12( أ �خ�ر� �ة� أ آه� نزل �ق�د� ر� �ه�ى )13( و�ل �ت �م�ن ة� ال د�ر� �د� س� ن ( ع�و�ى )14

� �م�أ �ة� ال ن �د�ه�ا ج� ن ى )15( ع� �غ�ش� ة� م�ا ي د�ر� ى الس� �غ�ش� �ذ� ي �ص�ر� و�م�ا ط�غ�ى16( إ �ب اغ� ال ( م�ا ز�ى )17) �ر� �ب �ك �ه� ال ب �ات� ر� �ى م�ن� آي أ �ق�د� ر� ( {.18( ل

ا عن عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم أنه ع�ل�مه الذي جاء يقول تعالى مخبر��ق�و�ل� �ه� ل �ن �ق�و�ى { ، وهو جبريل ، عليه السالم ، كما قال : } إ د�يد� ال به إلى الناس } ش�

�م�ين� { ] التكوير : �م� أ . م�ط�اع� ث �ع�ر�ش� م�ك�ين� �د� ذ�ي ال ن �. ذ�ي ق�و�ة� ع� �ر�يم ول� ك س� [.21 - 19ر�ة� { أي : ذو قوة. قاله مجاهد ، والحسن ، وابن زيد. وقال ابن وقال هاهنا : } ذ�و م�ر�

عباس : ذو منظر حسن.

324

Page 126: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

ل�ق طويل حسن. وقال قتادة : ذو خ� وال منافاة بين القولين ؛ فإنه ، عليه السالم ، ذو منظر حسن ، وقوة شديدة. وقد ورد

( أن النبي صلى الله عليه1في الحديث الصحيح من رواية أبي هريرة وابن عمرو )و�ي�" ) ة س� �ذ�ي مر� (.2وسلم قال : "ال تحل الصدقة لغني¦ ، وال ل

�و�ى { يعني : جبريل ، عليه السالم. قاله مجاهد والحسن وقتادة ، ت وقوله : } ف�اس�والربيع بن أنس.

�األف�ق� األع�ل�ى { يعني : جبريل ، استوى في األفق األعلى. قاله عكرمة وغير } و�ه�و� ب واحد. قال عكرمة : واألفق األعلى : الذي يأتي منه الصبح. وقال مجاهد : هو مطلع

الشمس. وقال قتادة : هو الذي يأتي منه النهار. وكذا قال ابن زيد ، وغيرهم.ع�ة ، حدثنا م�ص�ر�ف بن عمرو اليامي أبو القاسم ، ر� وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو ز�

حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن طلحة بن مصرف ، حدثني أبي ، عن الوليد - هو ابن�ل�ة أظنه ذكره عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله �ه�ت قيس - عن إسحاق بن أبي الك

صلى الله عليه وسلم لم ير جبريل في صورته إال مرتين ، أما واحدة فإنه سأله أن يراه ( قوله : } و�ه�و�3في صورته فسد األفق. وأما الثانية فإنه كان معه حيث صعد ، فذلك )

�األف�ق� األع�ل�ى {. ب وقد قال ابن جرير هاهنا قوال لم أره لغيره ، وال حكاه هو عن أحد ، وحاصله : أنه ذهب�و�ى { أي : هذا الشديد القوى ذو المرة هو ومحمد صلى الله ت إلى أن المعنى : } ف�اس�

�األف�ق� األع�ل�ى { أي : استويا جميعا باألفق ، وذلك ليلة اإلسراء كذا قال عليهما وسلم } ب، ولم يوافقه أحد على ذلك. ثم

__________( في م : "ابن عمرو وأبي هريرة".1) ( والترمذي في1634( حديث عبد الله بن عمرو : رواه أبو داود في السنن برقم )2)

( عن ريحان بن يزيد عنه وحديث أبي هريرة : رواه النسائي في652السنن برقم )( عن سالم بن أبي الجعد عنه.1839( وابن ماجه في السنن برقم )5/99السنن )

( في م : "فكذلك".3)

(7/444)

�ا اب �ر� �ا ت �ن �ذ�ا ك ئ� شرع يوجه ما قال من حيث العربية فقال : وهذا كقوله تعالى : } أ

�ا { ] النمل : �اؤ�ن �ى في } كنا { من غير إظهار67و�آب [ ، فعطف باآلباء على المكن�و�ى. و�ه�و� { قال : وذكر الفراء عن بعض العرب أنه ت "نحن" ، فكذلك قوله : } ف�اس�

أنشده : �قص�ف� ) وع� الم�ت �وي والخر� ت �س� �ص�ل�ب� ع�ود�ه... وال ي �ر� أن� النبع� ي (1ألم ت

وهذا الذي قاله من جهة العربية متجه ، ولكن ال يساعده المعنى على ذلك ؛ فإن هذه الرؤية لجبريل لم تكن ليلة اإلسراء ، بل قبلها ، ورسول� الله صلى الله عليه وسلم في األرض ، فهبط عليه جبريل ، عليه السالم ، وتدلى إليه ، فاقترب منه وهو على الصورة التي خلقه الله عليها ، له ستمائة جناح ، ثم رآه بعد ذلك نزلة أخرى عند سدرة المنتهى

، يعني ليلة اإلسراء ، وكانت هذه الرؤية األولى في أوائل البعثة بعد ما جاءه جبريل ، عليه السالم ، أول مرة ، فأوحى الله إليه صدر سورة "اقرأ" ، ثم فتر الوحي فترة

325

Page 127: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

ذهب النبي صلى الله عليه وسلم فيها مرارا ليتردى من رؤوس الجبال ، فكلما ه�م� بذلك ناداه جبريل من الهواء : "يا محمد ، أنت رسول الله حقا ، وأنا جبريل". فيسكن

�د�ى له جبريل �ب لذلك جأشه ، وتقر عينه ، وكلما طال عليه األمر عاد لمثلها ، حتى ت ورسول الله صلى الله عليه وسلم في األبطح في صورته التي خلقه الله عليها ، له

( وأوحى إليه عن الله ، عز2ستمائة جناح قد سد ع�ظ�م خلقه األفق ، فاقترب منه ) وجل ، ما أمره به ، فعرف عند ذلك عظمة الم�ل�ك الذي جاءه بالرسالة ، وجاللة ق�د�ره ، وعلو� مكانته عند خالقه الذي بعثه إليه. فأما الحديث الذي رواه الحافظ أبو بكر البزار

في مسنده حيث قال : �يب ، حدثنا سعيد بن منصور ، حدثنا الحارث بن عبيد ، عن أبي ب حدثنا سلمة بن ش�

عمران الج�و�ني ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "بيناي �ر� �و�ك �ز بين كتفي ، فقمت إلى شجرة فيها ك أنا قاعد إذ جاء جبريل ، عليه السالم ، فو�ك

د�ت الخافقين م�ت وارتفعت حتى س� الطير ، فقعد في أحدهما وقعدت في اآلخر. ف�س� وأنا أقلب طرفي ، ولو شئت أن أمس السماء لمسست ، فالتفت إلي جبريل كأنه

�ح لي باب� من أبواب السماء3حل�س الط� ) ( ، فعرفت� فضل عل�مه بالله علي. وف�ت ورأيت النور األعظم ، وإذا دون الحجاب رفرفة الدر والياقوت. وأوحى إلي ما شاء الله

أن يوحي".(.4ثم قال البزار : ال يرويه إال الحارث بن عبيد ، وكان رجال مشهورا من أهل البصرة )

�يد هذا هو أبو قدامة اإليادي ، أخرج له مسلم في صحيحه إال أن قلت : الحارث بن ع�ب ابن معين ضع�فه ، وقال : ليس هو بشيء. وقال اإلمام أحمد : مضطرب الحديث. وقال

�ر و�ه�مه فال يجوز �ث أبو حاتم الرازي : كتب حديثه وال يحتج به. وقال ابن حبان : ك االحتجاج به إذا انفرد. فهذا الحديث من غرائب رواياته ، فإن فيه نكارة وغرابة ألفاظ

وسياق�ا عجيبا ، ولعله منام ، والله أعلم. وقال اإلمام أحمد : حدثنا حجاج ، حدثنا شريك ، عن عاصم ، عن أبي وائل ، عن عبد

الله__________

( وهو لجرير بن عطية.27/25( البيت في تفسير الطبري )1)( في م : "وأقرب منه".2)( في م : "الطي".3)(.58( مسند البزار برقم )4)

(7/445)

قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته وله ستمائة جناح ، كلد� األفق ، يسقط من جناحه من التهاويل والدر والياقوت ما الله به جناح منها قد س�

(.2(. انفرد به أحمد )1عليم )�ه ، عن �ب وقال أحمد : حدثنا يحيى بن آدم ، حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن إدريس بن م�ن وهب بن منبه ، عن ابن عباس قال : سأل النبي صلى الله عليه وسلم جبريل أن يراه

في صورته ، فقال : ادع ربك. فدعا ربه ، عز وجل ، فطلع عليه سواد من قبل المشرق ، فجعل يرتفع وينتشر ، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم صع�ق ، فأتاه

326

Page 128: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

د�قه. ه ومسح البزاق عن ش� �ع�ش� ف�ن (. وقد رواه ابن عساكر في ترجمة "عتبة بن أبي لهب" ، من طريق3انفرد به أحمد )

�ار بن األسود محمد بن إسحاق ، عن عثمان بن عروة بن الزبير ، عن أبيه ، عن ه�ب قال : كان أبو لهب وابنه عتبة قد تجهزا إلى الشام ، فتجهزت معهما ، فقال ابنه عتبة : والله ألنطلقن إلى محمد وألوذينه في ربه ، سبحانه ، فانطلق حتى أتى النبي صلى الله

عليه وسلم ، فقال : يا محمد ، هو يكفر بالذي دنى فتدلى ، فكان قاب قوسين أو أدنى. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "اللهم ابعث إليه كلبا من كالبك". ثم انصرف عنه فرجع إلى أبيه فقال : يا بني ، ما قلت له ؟ فذكر له ما قال له ، قال : فما قال لك

؟ قال : قال : "اللهم سلط عليه كلبا من كالبك" قال : يا بني ، والله ما آمن� عليكد�ة ، ونزلنا إلى ص�و�م�عة راهب ، فقال س�

� د�عاءه. فسرنا حتى نزلنا الشراة ، وهي مأد� فيها كما تسرح الراهب : يا معشر العرب ، ما أنزلكم هذه البالد فإنها تسرح األس�

الغنم ؟ فقال لنا أبو لهب : إنكم قد عرفتم كبر سني وحقي ، وإن هذا الرجل قد دعا على ابني دعوة� - والله - ما آمنها عليه ، فاجمعوا متاعكم إلى هذه الصومعة ، وافرشوام� وجوهنا ، فلما لم يجد ما يريد البني عليها ، ثم افرشوا حولها. ففعلنا ، فجاء األسد ف�ش�

مة ف�ف�ضخ رأسه. فقال �ق�ب�ض ، فوثب ، فإذا هو فوق المتاع ، فشم وجهه ثم هزمه ه�ز� ت(.4أبو لهب : قد عرفت أنه ال ينفلت عن دعوة محمد )

�ى { أي : فاقترب جبريل إلى محمد لما هبط عليه �د�ن و� أ� �ن� أ ي �ان� ق�اب� ق�و�س� وقوله : } ف�ك

إلى األرض ، حتى كان بينه وبين محمد صلى الله عليه وسلم قاب قوسين أي :( مجاهد ، وقتادة.5بقدرهما إذا م�د�ا. قاله )

�عد� ما بين وتر القوس إلى كبدها. وقد قيل : إن المراد بذلك ب�ى { قد تقدم أن هذه الصيغة تستعمل في اللغة إلثبات المخبر عنه �د�ن و� أ

� وقوله : } أد� �ش� و� أ

� ة� أ �ح�ج�ار� �ال �ع�د� ذ�ل�ك� ف�ه�ي� ك �م� م�ن� ب �ك �وب �م� ق�س�ت� ق�ل ونفي ما زاد عليه ، كقوله : } ثو�ة� { ] البقرة : [ ، أي : ما هي بألين من الحجارة ، بل هي مثلها أو تزيد عليها74ق�س�

�ة� { ي د� خ�ش� �ش� و� أ� �ه� أ �ة� الل ي �خ�ش� �اس� ك و�ن� الن �خ�ش� في الشدة والقسوة. وكذا قوله : } ي

�ز�يد�ون� { ]الصافات : 77] النساء : و� ي� �ل�ف� أ �ة� أ �ل�ى م�ائ �اه� إ �ن ل س� ر�

� [ ، 147 [ ، وقوله : } و�أ__________

( في أ : "أعلم".1)(.1/395( المسند )2)(.1/322( المسند )3) ( لم أجد ترجمة عتبة بن أبي لهب في تاريخ دمشق المخطوط وال في مختصره البن4)

منظور.( في م : "قال".5)

(7/446)

أي : ليسوا أقل منها بل هم مائة ألف حقيقة ، أو يزيدون عليها. فهذا تحقيق للمخبر بهو�1ال شك وال تردد )

� �ن� أ ي �ان� ق�اب� ق�و�س� ( ، فإن هذا ممتنع هاهنا ، وهكذا هذه اآلية : } ف�ك�ى {. �د�ن أ

وهذا الذي قلناه من أن هذا المقترب الداني الذي صار بينه وبين محمد صلى الله عليه

327

Page 129: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

وسلم ، إنما هو جبريل ، عليه السالم ، هو قول أم المؤمنين عائشة ، وابن مسعود ، وأبي ذر ، وأبي هريرة ، كما سنورد أحاديثهم قريبا إن شاء الله. وروى مسلم في

(. فجعل هذه2صحيحه ، عن ابن عباس أنه قال : "رأى محمد ربه بفؤاده مرتين" ) إحداهما. وجاء في حديث شريك بن أبي نمر ، عن أنس في حديث اإلسراء : "ثم دنا

( كثير من الناس في متن هذه الرواية ، وذكروا3الجبار رب العزة فتدلى" ولهذا تكلم ) أشياء فيها من الغرابة ، فإن صح فهو محمول على وقت آخر وقصة أخرى ، ال أنها

تفسير لهذه اآلية ؛ فإن هذه كانت ورسول الله صلى الله عليه وسلم في األرض ال ليلة�ه�ى { ، فهذه هي �ت �م�ن ة� ال د�ر� �د� س� ن ى. ع� �خ�ر� �ة� أ آه� نزل �ق�د� ر� اإلسراء ؛ ولهذا قال بعده : } و�ل

ليلة اإلسراء واألولى كانت في األرض. وقد قال ابن جرير : حدثنا محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، حدثنا عبد الواحد بن زياد ، حدثنا سليمان الشيباني ، حدثنا زر بن حبيش قال : قال عبد الله بن مسعود في

�ى { ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه �د�ن و� أ� �ن� أ ي �ان� ق�اب� ق�و�س� هذه اآلية : } ف�ك

(.4وسلم : "رأيت جبريل له ستمائة جناح" )و�ة ، عن عائشة قالت : �ه�يعة ، عن أبي األسود ، عن ع�ر� وقال ابن وهب : حدثنا ابن ل

كان أول� شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى في منامه جبريل بأجياد ، ثم إنه خرج ليقضي حاجته فصرخ به جبريل : يا محمد ، يا محمد. فنظر رسول الله صلى

�ا ) ( - ثالثا - ثم رفع بصره فإذا هو ثان إحدى5الله عليه وسلم يمينا وشماال فلم ير شيئ�نه -6رجليه مع ) �سك ( األخرى على أفق السماء فقال : يا محمد ، جبريل ، جبريل� - ي

�ا ، ثم خرج فهرب النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخل في الناس ، فنظر فلم ير شيئ�ا ، ثم خرج فنظر فرآه ، فذلك من الناس ، ثم نظر فرآه ، فدخل في الناس فلم ير شيئ

�م� و�م�ا غ�و�ى ) �ك ب �ذ�ا ه�و�ى. ]م�ا ض�ل� ص�اح� � إ �ج�م ( [ { إلى قوله :7قول الله عز وجل : } و�الن�ى { : �د�ن و� أ

� �ن� أ ي �ان� ق�اب� ق�و�س� �د�ل�ى { يعني جبريل إلى محمد ، } ف�ك �ا ف�ت �م� د�ن } ثويقولون : القاب نصف األصبع. وقال بعضهم : ذراعين كان بينهما.

(. وفي حديث الزهري عن أبي8رواه ابن جرير وابن أبي حاتم ، من حديث ابن وهب )سلمة ، عن جابر شاهد لهذا.

ا عن قوله وروى البخاري عن ط�ل�ق بن غنام ، عن زائدة ، عن الشيباني قال : سألت زر� :

__________( في م ، أ : "وال ترديد".1)(.176( صحيح مسلم برقم )2)( في م : "ولهذا قد تكلم".3)(.27/27( تفسير الطبري )4)( في م : "أحدا".5)( في م ، أ : "على".6)( زيادة من م.7)(.27/27( تفسير الطبري )8)

(7/447)

328

Page 130: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

و�ح�ى { قال : حدثنا عبد الله أن� �د�ه� م�ا أ �ل�ى ع�ب و�ح�ى إ

� �ى. ف�أ �د�ن و� أ� �ن� أ ي �ان� ق�اب� ق�و�س� } ف�ك

(.1محمدا صلى الله عليه وسلم رأى جبريل له ستمائة جناح )�ز�يع البغدادي ، حدثنا إسحاق بن منصور ، حدثنا إسرائيل ، وقال ابن جرير : حدثني ابن ب�ى { أ �ف�ؤ�اد� م�ا ر� �ذ�ب� ال عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن عبد الله : } م�ا ك

( رفرف ، قد مأل ما2قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه حلتا )(.3بين السماء واألرض )

و�ح�ى { معناه : فأوحى جبريل� �د�ه� م�ا أ �ل�ى ع�ب و�ح�ى إ

� فعلى ما ذكرناه يكون قوله : } ف�أ إلى عبد الله محمد ما أوحى. أو : فأوحى الله إلى عبده محمد ما أوحى بواسطة

�ل�ى و�ح�ى إ� جبريل وكال المعنيين صحيح ، وقد ذ�كر عن سعيد بن جبير في قوله : } ف�أ

ك� { �ر� �ا ل�ك� ذ�ك ف�ع�ن و�ح�ى { ، قال : أوحى إليه : "ألم أجدك يتيما" } ، و�ر�� �د�ه� م�ا أ ع�ب

[.4] الشرح : ( إليه أن الجنة محرمة على األنبياء حتى تدخلها ، وعلى4وقال غيره : أوحى ]الله[ )

األمم حتى تدخلها أمتك.ى { قال مسلم : حدثنا أبو �ر� �ه� ع�ل�ى م�ا ي ون �م�ار� ف�ت

� �ى. أ أ �ف�ؤ�اد� م�ا ر� �ذ�ب� ال وقوله : } م�ا ك سعيد األشج ، حدثنا و�كيع ، حدثنا األعمش ، عن زياد بن ح�ص�ين ، عن أبي العالية ، عنى { قال : رآه بفؤاده �خ�ر� �ة� أ آه� نزل �ق�د� ر� �ى { ، } و�ل أ �ف�ؤ�اد� م�ا ر� �ذ�ب� ال ابن عباس : } م�ا ك

(.5مرتين )م�اك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، مثله. وكذا قال أبو صالح والس�دي وكذا رواه س�

( ،7( ، وقد خالفه ابن مسعود وغيره )6وغيرهما : إنه رآه بفؤاده مرتين ]أو مرة[ ) وفي رواية عنه أنه أطلق الرؤية ، وهي محمولة على المقيدة بالفؤاد. ومن روى عنه

بالبصر فقد أغرب ، فإنه ال يصح في ذلك شيء عن الصحابة ، رضي الله عنهم ، وقول� البغوي في تفسيره : وذهب جماعة إلى أنه رآه بعينه ، وهو قول أنس والحسن�

(.8وعكرمة. فيه نظر ، والله أعلم )�هان ) �ب ( بن صفوان ، حدثنا يحيى بن كثير9وقال الترمذي : حدثنا محمد بن عمرو بن ن

ل�م بن جعفر ، عن الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : العنبري ، عن س��ص�ار� { �د�ر�ك� األب �ص�ار� و�ه�و� ي �ه� األب �د�ر�ك رأى محمد ربه. قلت : أليس الله يقول : } ال ت

ه ، وقد رأى ربه مرتين.103]األنعام : �ور� �ج�لى بنوره الذي هو ن [ قال : ويحك! ذاك إذا ت__________

(.4857( صحيح البخاري برقم )1)( في م ، أ : "ليا".2)(.27/29( تفسير الطبري )3)( زيادة من أ.4)(.176( صحيح مسلم برقم )5)( زيادة من م.6)( في م : "ابن عمرو عنه".7)(.7/403( انظر تفسير البغوي )8)( في م : "منهال".9)

(7/448)

329

Page 131: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

(.1ثم قال : حسن غريب ) وقال أيضا : حدثنا ابن أبي عمر ، حدثنا سفيان ، عن مجالد ، عن الشعبي قال : لقي

�ر حتى جاوبته الجبال ، فقال ابن عباس : �ب �ا بعرفة ، فسأله عن شيء فك ابن عباس كعب إنا بنو هاشم فقال كعب : إن الله قسم رؤيته وكالمه بين محمد وموسى ، فكلم

موسى مرتين ورآه محمد مرتين. وقال مسروق : دخلت� على عائشة فقلت : هل رأىو�يد�ا ، ثم قرأت� : محمد ربه ؟ فقالت : لقد تكلمت بشيء ق�ف� له شعري. فقلت : ر�

ى { �ر� �ب �ك �ه� ال ب �ات� ر� �ى م�ن� آي أ �ق�د� ر� } ل�ذه�ب� بك ؟ إنما هو جبريل من أخبرك أن محمدا رأى ربه أو كتم شيئا مما فقالت : أين ي

�نزل� اع�ة� و�ي �م� الس� ل �د�ه� ع� ن �ه� ع� �ن� الل أمر� به ، أو يعلم الخمس التي قال الله تعالى : } إ�ث� { ]لقمان : �غ�ي ( ، ولكنه رأى جبريل ، لم يره في2[ ، فقد أعظم الفرية )34ال

( ، وله ستمائة جناح قد3صورته إال مرتين ، مرة عند سدرة المنتهى ومرة في جياد )(.4سد األفق )

وقال النسائي : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا معاذ بن هشام ، حدثني أبي ، عنل�ة إلبراهيم ، والكالم قتادة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : أتعجبون أن تكون الح�

(.5لموسى ، والرؤية لمحمد ، عليهم السالم ؟! ) وفي صحيح مسلم ، عن أبي ذر قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

�ى أراه". وفي رواية : "رأيت نورا" ) (.6هل رأيت� ربك ؟ فقال : "نور� أن وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد األشج ، حدثنا أبو خالد ، عن موسى بن ع�بيدة� ،

( ربك ؟ قال : "رأيته بفؤادي7عن محمد بن كعب قال : قالوا : يا رسول الله ، رأيت )�ى {. أ �ف�ؤ�اد� م�ا ر� �ذ�ب� ال مرتين" ثم قرأ : } م�ا ك

ان ، عن موسى بن عبيدة ، عن محمد بن ورواه ابن� جرير ، عن ابن ح�م�يد ، عن م�ه�ر� كعب ، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : قلنا : يا رسول الله ، هل�د�ل�ى { ) �ا ف�ت �م� د�ن (.8رأيت ربك ؟ قال : "لم أره بعيني ، ورأيته بفؤادي مرتين" ثم تال } ث

__________(.3279( سنن الترمذي برقم )1)( في م : "أعظم على الله الفرية".2)( في م : "أجنادين".3)(.3278( سنن الترمذي برقم )4)(.11539( النسائي في السنن الكبرى برقم )5)(.178( صحيح مسلم برقم )6)( في أ : "هل رأيت".7)(.27/27( تفسير الطبري )8)

(7/449)

ثم قال ابن أبي حاتم : وحدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، حدثنا محمد بن عبد الله�ى { ، أ �ف�ؤ�اد� م�ا ر� �ذ�ب� ال �اد بن منصور قال : سألت عكرمة : } م�ا ك األنصاري ، أخبرني ع�ب

فقال عكرمة : تريد أن أخبرك أنه قد رآه ؟ قلت : نعم. قال : قد رآه ، ثم قد رآه.قال : فسألت عنه الحسن فقال : رأى جالله وع�ظ�مته ور�داء�ه.

330

Page 132: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

وحدثنا أبي ، حدثنا محمد بن مجاهد ، حدثنا أبو عامر العقدي ، أخبرنا أبو خلدة ، عن�ل رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل رأيت ربك ؟ قال : ئ أبي العالية قال : س�

(.1"رأيت نهرا ، ورأيت وراء النهر حجابا ، ورأيت وراء الحجاب نورا لم أر غير" )وذلك غريب جدا ، فأما الحديث الذي رواه اإلمام أحمد :

حدثنا أسود بن عامر ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن قتادة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس(.2قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "رأيت ربي عز وجل" )

فإنه حديث إسناده على شرط الصحيح ، لكنه مختصر من حديث المنام كما رواهاإلمام أحمد أيضا :

حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا م�ع�م�ر ، عن أيوب ، عن أبي ق�البة عن ابن عباس ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "أتاني ربي الليلة في أحسن صورة - أحسبه يعني في

النوم - فقال : يا محمد ، أتدري فيم يختصم المأل األعلى ؟" قال : "قلت : ال. فوضع�ح�ر�ي - فعلمت ما في السموات د�ها بين ثديي� - أو قال : ن �ر� يده بين كتفي حتى وجدت ب وما في األرض ، ثم قال : يا محمد ، هل تدري فيم يختصم المأل األعلى ؟" قال : "قلت : نعم ، يختصمون في الكفارات والدرجات". قال : "وما الكفارات والدرجات ؟" قال :

( ،3"قلت : المكث في المساجد بعد الصلوات ، والمشي على األقدام إلى الج�م�عات ) وإبالغ الوضوء في المكاره ، من فعل ذلك عاش بخير ومات بخير ، وكان من خطيئته

( وترك4كيوم ولدته أمه. وقال : قل يا محمد إذا صليت : اللهم ، إني أسألك الخيرات ) المنكرات ، وحب� المساكين ، وإذا أردت بعبادك فتنة أن تقبضني إليك غير مفتون".

�ذ�ل� الطعام ، وإفشاء السالم ، والصالة بالليل والناس نيام" ) (.5قال : "والدرجات ب (. وقد رواه ابن جرير من وجه آخر6وقد تقدم في آخر سورة "ص" ، عن معاذ نحوه )

عن ابن عباس ، وفيه سياق آخر وزيادة غريبة فقال : �ار ، حدثني أبي ، عن ي حدثني أحمد بن عيسى التميمي ، حدثني سليمان بن ع�م�ر بن س�

�ي ، عن عمر بن سليمان ) ب ر� ( ، عن عطاء ، عن ابن عباس قال : قال7سعيد بن ز�النبي صلى الله عليه وسلم : "رأيت ربي في

__________( وهو مرسل.7/648( ورواه ابن المنذر كما في الدر المنثور )1)(.1/285( المسند )2)( في هـ ، أ : "الجماعات".3)( في م : "إني أسألك فعل الخيرات".4)(.1/368( المسند )5) من سورة "ص".69( انظر تفسير اآلية : 6)( في أ : "سليم".7)

(7/450)

أحسن صورة فقال لي : يا محمد ، هل تدري فيم يختصم المأل األعلى ؟ فقلت : ال ياد�ها بين ثديي� ، فعلمت ما في السموات واألرض ، �ر� رب. فوضع يده بين كتفي فوجدت ب

( ، وانتظار1فقلت : يا رب ، في الدرجات والكفارات ، ونقل األقدام إلى الج�م�عات ) الصالة بعد الصالة. فقلت : يا رب إنك اتخذت إبراهيم خليال وكلمت� موسى تكليما ،

331

Page 133: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

ك ؟ ألم أفعل بك ؟ ر� وفعلت وفعلت ، فقال : ألم أشرح لك صدرك ؟ ألم أضع عنك و�ز� ألم أفعل ؟ قال : "فأفضى إلي بأشياء لم يؤذن لي أن أحدثكموها" قال : "فذاك قولهو�ح�ى. م�ا

� �د�ه� م�ا أ �ل�ى ع�ب و�ح�ى إ� �ى. ف�أ �د�ن و� أ

� �ن� أ ي �ان� ق�اب� ق�و�س� �د�ل�ى. ف�ك �ا ف�ت �م� د�ن في كتابه : } ث�ى { ، فجعل نور بصري في فؤادي ، فنظرت إليه بفؤادي". إسناده أ �ف�ؤ�اد� م�ا ر� �ذ�ب� ال ك

(.2ضعيف )�ار بن األسود ، رضي الله عنه ؛ أن عتبة بن وقد ذكر الحافظ ابن عساكر بسنده إلى ه�ب

أبي لهب لما خرج في تجارة إلى الشام قال ألهل مكة : اعلموا أني كافر بالذي دنال�ط� الله عليه كلبا من فتدلى. فبلغ قوله رسول� الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : "س�

كالبه". قال هبار : فكنت معهم ، فنزلنا بأرض كثيرة األسد ، قال : فلقد رأيت األسد جاء فجعل يشم رؤوس القوم واحدا واحدا ، حتى تخطى إلى عتبة فاقتطع رأسه من

(.3بينهم ) وذكر ابن إسحاق وغيره في السيرة : أن ذلك كان بأرض الزرقاء ، وقيل : بالسراة ، وأنه خاف ليلتئذ ، وأنهم جعلوه بينهم وناموا من حوله ، فجاء األسد فجعل يزأر ، ثم

تخطاهم إليه فضغم رأسه ، لعنه الله.و�ى { ، هذه هي

� �م�أ �ة� ال ن �د�ه�ا ج� ن �ه�ى ع� �ت �م�ن ة� ال د�ر� �د� س� ن ى ع� �خ�ر� �ة� أ آه� نزل �ق�د� ر� وقوله : } و�ل المرة الثانية التي رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها جبريل على صورته التي خلقه الله عليها ، وكانت ليلة اإلسراء. وقد قدمنا األحاديث الواردة في اإلسراء بطرقها وألفاظها في أول سورة "سبحان" بما أغنى عن إعادته هاهنا ، وتقدم أن ابن عباس ، رضي الله عنهما ، كان يثبت الرؤية ليلة اإلسراء ، ويستشهد بهذه اآلية. وتابعه جماعة من السلف والخلف ، وقد خالفه جماعات من الصحابة ، رضي الله عنهم ، والتابعين

وغيرهم. وقال اإلمام أحمد : حدثنا حسن بن موسى ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن عاصم بن

�د� ن ى ع� �خ�ر� �ة� أ آه� نزل �ق�د� ر� �ي�ش ، عن ابن مسعود في هذه اآلية : } و�ل ب �ة ، عن زر بن ح� �ه�د�ل ب�ه�ى { ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "رأيت جبريل وله �ت �م�ن ة� ال د�ر� س�

(. وهذا إسناد جيد قوي.4ستمائة جناح ، ينتثر من ريشه التهاويل : الدر� والياقوت" ) وقال أحمد أيضا : حدثنا يحيى بن آدم ، حدثنا شريك ، عن جامع بن أبي راشد ، عن

أبي وائل ، __________

( في أ : "الجماعات".1)(.27/28( تفسير الطبري )2) ( ولم يقع لي في ترجمته فيما بين يدي27/63( مختصر تاريخ دمشق البن منظور )3)

من مخطوطات تاريخ دمشق.(.1/460( المسند )4)

(7/451)

عن عبد الله قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته وله ستمائة جناح ، كل جناح منها قد سد األفق : يسقط من جناحه من التهاويل والدر

(. إسناده حسن أيضا.1والياقوت ما الله به عليم" )

332

Page 134: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ة قال : �ه�د�ل �اب ، حدثني حسين ، حدثني عاصم بن ب ب وقال أحمد أيضا : حدثنا زيد بن الح�ق�يق بن سلمة يقول : سمعت ابن مسعود يقول قال : رسول الله صلى الله سمعت ش�

( المنتهى وله ستمائة جناح" سألت عاصما2عليه وسلم : "رأيت جبريل على سدرة ) عن األجنحة فأبى أن يخبرني. قال : فأخبرني بعض أصحابه أن الجناح ما بين المشرق

(. وهذا أيضا إسناد جيد.3والمغرب )�ة ) �ه�د�ل ( ، حدثني4وقال أحمد : حدثنا زيد بن الحباب ، حدثنا حسين ، حدثني عاصم بن ب

( سمعت ابن مسعود يقول : قال رسول الله صلى الله عليه7( قال : )6( شقيق )5) (. إسناده جيد9( " )8وسلم : "أتاني جبريل ، عليه السالم ، في خ�ضر معلق به الدر )

أيضا. وقال اإلمام أحمد : حدثني يحيى عن إسماعيل ، حدثنا عامر قال : أتى مسروق� عائشة

فقال : يا أم المؤمنين ، هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل ؟ قالت : سبحان الله لقد ق�ف� شعري لما قلت ، أين أنت من ثالث من ح�د�ثكهن فقد كذب : من

�د�ر�ك� �ص�ار� و�ه�و� ي �ه� األب �د�ر�ك حدثك أن محمد�ا رأى ربه فقد كذب ، ثم قرأت : } ال ت�ص�ار� { ] األنعام : اء�103األب و� م�ن� و�ر�

� �ا أ ي �ال و�ح� �ه� إ �م�ه� الل �ل �ك �ن� ي ر� أ �ش� �ب �ان� ل [ ، } و�م�ا ك [ ، ومن أخبرك أنه يعلم ما في غد فقد كذب ، ثم قرأت :51ح�ج�اب� { ] الشورى :

� { اآلية ] لقمان : ح�ام �م� م�ا ف�ي األر� �ع�ل �ث� و�ي �غ�ي �نزل� ال اع�ة� و�ي �م� الس� ل �د�ه� ع� ن �ه� ع� �ن� الل } إس�ول�10 [ ، ومن أخبرك أن محمدا قد كتم )34 �ه�ا الر� ي

� �ا أ ( ، فقد كذب ، ثم قرأت : } ي�ك� { ] المائدة : ب �ك� م�ن� ر� �ي �ل �نزل� إ �غ� م�ا أ �ل [ ، ولكنه رأى جبريل في صورته مرتين )67ب

11.) وقال أحمد أيضا : حدثنا محمد بن أبي عدي ، عن داود ، عن الشعبي ، عن مسروق

�ين� { ] التكوير �م�ب �األف�ق� ال آه� ب �ق�د� ر� قال : كنت عند عائشة فقلت : أليس الله يقول : } و�لى { فقالت : أنا أول هذه األمة سأل )23: �خ�ر� �ة� أ آه� نزل �ق�د� ر� ( رسول الله12 [ ، } و�ل

صلى الله عليه وسلم عنها ، فقال : "إنما ذاك جبريل". لم يره في صورته التي خلق عليها إال مرتين ، رآه منهبطا من السماء إلى األرض ، ساد�ا ع�ظ�م� خلقه ما بين السماء

واألرض.(.13أخرجاه في الصحيحين ، من حديث الشعبي ، به )

رواية أبي ذر ، قال اإلمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا همام ، حدثنا قتادة ، عن عبد اللهبن شقيق

__________(.4/158( لم أجده في المسند وذكره الحافظ ابن حجر في أطرف المسند )1)( في م : "السدرة".2)(.1/407( المسند )3)( في أ : "حصين".4)( في م : "قال سمعت".5)( في م : "شقيق بن سلمة".6)( في م ، أ : "يقول".7)( في م : "الدر به".8)(.1/407( المسند )9)( في أ : "كتم شيئا من الوحي".10)(.6/49( المسند )11)( في أ : "سألت".12)

333

Page 135: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

(177( وصحيح مسلم برقم )4855( وصحيح البخاري برقم )6/241( المسند )13)بنحوه.

(7/452)

قال : قلت ألبي ذر : لو رأيت� رسول الله صلى الله عليه وسلم لسألته. قال : وما كنت تسأله ؟ قال : كنت أسأله : هل رأى ربه ، عز وجل ؟ فقال : إني قد سألته فقال : "قد

(.1رأيته ، نورا أنى أراه" ) هكذا وقع في رواية اإلمام أحمد ، وقد أخرجه مسلم من طريقين بلفظين فقال : حدثنا�يع ، عن يزيد بن إبراهيم ، عن قتادة ، عن عبد الله بن أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا و�ك شقيق ، عن أبي ذر قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل رأيت ربك ؟

فقال : "نور أنى أراه". وقال : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا معاذ بن هشام ، حدثنا أبي ، عن قتادة ، عن عبد

الله بن شقيق قال : قلت ألبي ذر : لو رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لسألته. فقال : عن أي شيء كنت تسأله ؟ قال : قلت : كنت أسأله : هل رأيت ربك ؟ قال أبو

(.2ذر : قد سألت فقال : "رأيت نورا" )ئل عن هذا الحديث فقال : ما زلت� وقد حكى الخالل في "علله" أن اإلمام أحمد س�

(.3منكرا له ، وما أدري ما وجهه )�م ، ي وقد قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عمرو بن عون الواسطي ، أخبرنا ه�ش� عن منصور ، عن الحكم ، عن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أبي ذر قال : رآه بقلبه ، ولم

يره بعينه.ق�يق وبين أبي ذر ، وأما ابن يمة أن يدعي انقطاعه بين عبد الله بن ش� وحاول ابن خ�ز�

الجوزي فتأوله على أن أبا ذر لعله سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل اإلسراء ، فأجابه بما أجابه به ، ولو سأله بعد اإلسراء ألجابه باإلثبات. وهذا ضعيف جدا ، فإن

عائشة أم المؤمنين ، رضي الله عنها ، قد سألت عن ذلك بعد اإلسراء ، ولم يثبت لها الرؤية. ومن قال : إنه خاطبها على قدر عقلها ، أو حاول تخطئتها فيما ذهبت إليه -

( - ، فإنه هو المخطئ ، والله أعلم.4كابن خ�زيمة في كتاب التوحيد ) ( ، عن منصور ، عن الحكم ،5وقال النسائي : حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا هشام )

عن يزيد بن شريك ، عن أبي ذر قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ربه بقلبه(.6، ولم يره ببصره )

ه�ر ، عن عبد وقد ثبت في صحيح مسلم ، عن أبي بكر بن أبي شيبة ، عن علي بن م�س� الملك بن أبي سليمان ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، أنه

ى { ، قال : رأى جبريل ) �خ�ر� �ة� أ آه� نزل �ق�د� ر� (.8( ، عليه السالم )7قال في قوله : } و�لى { قال : رأى رسول الله صلى الله عليه �خ�ر� �ة� أ آه� نزل �ق�د� ر� وقال مجاهد في قوله : } و�ل

وسلم جبريل في صورته مرتين ، وكذا قال قتادة والربيع بن أنس ، وغيرهم.__________

(.5/147( المسند )1)(.178( صحيح مسلم برقم )2) ( ووجه اإلنكار ال محل له في المتن ، فإن له شواهد وهو دليل على نفي الرؤية في3)

334

Page 136: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

الدنيا.(.225( )ص206 ، 205( التوحيد البن خزيمة )ص4)( في م ، أ : "هشيم".5)(.11536( النسائي في السنن الكبرى برقم )6)( في أ : "رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل".7)(.175( صحيح مسلم برقم )8)

(7/453)

ى { : قد تقدم في أحاديث اإلسراء أنه �غ�ش� ة� م�ا ي د�ر� ى الس� �غ�ش� �ذ� ي وقوله تعالى : } إغشيتها المالئكة مثل الغ�ربان ، وغشيها نور الرب ، وغشيها ألوان ما أدري ما هي.

( طلحة ، عن1وقال اإلمام أحمد : حدثنا مالك بن م�غ�و�ل ، حدثنا الزبير بن عدي ، عن ) مرة ، عن عبد الله - هو ابن مسعود - قال : لما أسري برسول الله صلى الله عليه

( ، إليها ينتهي ما2وسلم انتهي به إلى سدرة المنتهى ، وهي في السماء السابعة )�ذ� يعرج به من األرض فيقبض منها ، وإليها ينتهي ما يهبط من فوقها فيقبض منها ، } إى { قال : فراش من ذهب ، قال : وأعطي رسول الله صلى �غ�ش� ة� م�ا ي د�ر� ى الس� �غ�ش� ي

الله عليه وسلم ثالثا : أعطي الصلوات الخمس ، وأعطي خواتيم سورة البقرة ، وغ�فر�ا من أمته الم�قحمات. انفرد به مسلم ) (.3لمن ال يشرك بالله شيئ

وقال أبو جعفر الرازي ، عن الربيع ، عن أبي العالية ، عن أبي هريرة أو غيره - شك أبو جعفر - قال : لما أسري برسول الله انتهى إلى السدرة ، فقيل له : هذه السدرة

( فغشيها نور الخالق ، وغشيتها المالئكة مثل الغربان حين يقعن على4]قال[ : )الشجر ، قال : فكلمه عند ذلك ، فقال له : سل.

ى { قال : كان5وقال ) �غ�ش� ة� م�ا ي د�ر� ى الس� �غ�ش� �ذ� ي �ج�يح ، عن مجاهد : } إ ( ابن أبي نأغصان السدرة لؤلؤا وياقوتا وزبرجدا ، فرآها محمد ، ورأى ربه بقلبه.

وقال ابن زيد : قيل : يا رسول الله ، أي� شيء رأيت يغشى تلك السدرة ؟ قال :اش� من ذهب ، ورأيت على كل ورقة من ورقها م�ل�كا قائما يسبح الله "رأيت� يغشاها ف�ر�

(.6، عز وجل" )�ص�ر� و�م�ا ط�غ�ى { قال ابن عباس : ما ذهب يمينا وال شماال } و�م�ا �ب اغ� ال وقوله : } م�ا ز�

ط�غ�ى { ما جاوز ما أمر به. وهذه صفة عظيمة في الثبات والطاعة ، فإنه ما فعل إال ما أمر به ، وال سأل فوق ما

أعطي. وما أحسن ما قال الناظم : �اه�ا... آه لت ه� ما ق�د ر� أى غ�ير� �و... ر� �ة� الم�أو�ى و�م�ا ف�و�ق�ها ، و�ل ن �ى ج� رأ

�ا { ] طه : �ن �ات �ك� م�ن� آي �ر�ي �ن ى { ، كقوله : } ل �ر� �ب �ك �ه� ال ب �ات� ر� �ى م�ن� آي أ �ق�د� ر� [23وقوله : } ل ( أي : الدالة على قدرتنا وعظمتنا. وبهاتين اآليتين استدل من ذهب من أهل السنة7)

ى { ، ولو كان �ر� �ب �ك �ه� ال ب �ات� ر� �ى م�ن� آي أ �ق�د� ر� أن الرؤية تلك الليلة لم تقع ؛ ألنه قال : } ل رأى ربه ألخبر بذلك ولقال ذلك للناس ، وقد تقدم تقرير ذلك في سورة "سبحان" وقد

قال اإلمام أحمد : حدثنا أبو النضر ، حدثنا محمد بن طلحة ، عن الوليد بن قيس ، عن إسحاق بن أبي

�لة ) �ه�ت (8الك

335

Page 137: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

__________( في أ : "بن".1)( في م : "السادسة".2)(.173( وصحيح مسلم برقم )1/422( المسند )3)( زيادة من أ.4)( في م : "فقال".5)( وهذا من مراسيل عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وهو ضعيف.6)( في م : "لنريه".7)( في م ، أ : "الكهبلة".8)

(7/454)

ى ) �ع�ز� ت� و�ال �م� الال� �ت �ي أ �ف�ر� ى )19أ �خ�ر� �ة� األ� �ث �ال �اة� الث �ى )20( و�م�ن �ث �ن �ه� األ� �ر� و�ل �م� الذ�ك �ك �ل �ل�ك�21( أ ( تى ) م�ة� ض�يز� �ذ�ا ق�س� �ه�ا م�ن�22إ �ه� ب ل� الل �ز� �ن �م� م�ا أ �اؤ�ك �ب �م� و�آ �ت �ن �م�وه�ا أ �ت م�ي م�اء� س� س�

� �ال� أ �ن� ه�ي� إ ( إ�ه�د�ى ) �ه�م� ال ب اء�ه�م� م�ن� ر� �ق�د� ج� �ف�س� و�ل �ن �ه�و�ى األ� �ال� الظ�ن� و�م�ا ت �ع�ون� إ �ب �ت �ن� ي ل�ط�ان� إ �م�23س� ( أ

�ى ) �م�ن ان� م�ا ت �س� �ن �إل� �ول�ى )24ل ة� و�األ� �خ�ر� �ه� اآل� �ل �ي25( ف�ل �غ�ن م�او�ات� ال� ت �م� م�ن� م�ل�ك� ف�ي الس� ( و�كض�ى ) �ر� اء� و�ي �ش� �م�ن� ي �ه� ل �ذ�ن� الل �أ �ن� ي �ع�د� أ �ال� م�ن� ب �ا إ �ئ ي �ه�م� ش� ف�اع�ت ( 26ش�

قال محمد : أظنه عن ابن مسعود - أنه قال : إن محمدا لم ير جبريل في صورته إال�ريه نفسه في صورته ، فأراه صورته فسد األفق. وأما مرتين ، أما مرة فإنه سأله أن ي

�ان� �د�ل�ى. ف�ك �ا ف�ت �م� د�ن �األف�ق� األع�ل�ى. ث األخرى فإنه ص�عد معه حين صعد به. وقوله : } و�ه�و� بو�ح�ى { قال : فلما أحس� )

� �د�ه� م�ا أ �ل�ى ع�ب و�ح�ى إ� �ى. ف�أ �د�ن و� أ

� �ن� أ ي ( جبريل ربه ،1ق�اب� ق�و�س��ه�ى. �ت �م�ن ة� ال د�ر� �د� س� ن ى. ع� �خ�ر� �ة� أ آه� نزل �ق�د� ر� عز وجل ، عاد في صورته وسجد. فقوله : } و�ل�ى م�ن� أ �ق�د� ر� �ص�ر� و�م�ا ط�غ�ى. ل �ب اغ� ال ى. م�ا ز� �غ�ش� ة� م�ا ي د�ر� ى الس� �غ�ش� �ذ� ي و�ى. إ

� �م�أ �ة� ال ن �د�ه�ا ج� ن ع�ل�ق� جبريل عليه السالم. ى { قال : خ� �ر� �ب �ك �ه� ال ب �ات� ر� آي

(.2هكذا رواه اإلمام أحمد ، وهو غريب )ى ) �ع�ز� �م� الالت� و�ال �ت �ي أ �ف�ر� ى )19} أ �ة� األخ�ر� �ث �ال �اة� الث �ى )20( و�م�ن �ث �ه� األن �ر� و�ل �م� الذ�ك �ك �ل (21( أ

ى ) م�ة� ض�يز� �ذ�ا ق�س� �ل�ك� إ �ه�ا22ت �ه� ب �نزل� الل �م� م�ا أ �اؤ�ك �م� و�آب �ت �ن �م�وه�ا أ �ت م�ي م�اء� س� س�� �ال أ �ن� ه�ي� إ ( إ

�ه�د�ى ) �ه�م� ال ب اء�ه�م� م�ن� ر� �ق�د� ج� �ف�س� و�ل �ه�و�ى األن �ال الظ�ن� و�م�ا ت �ع�ون� إ �ب �ت �ن� ي ل�ط�ان� إ (23م�ن� س��ى ) �م�ن ان� م�ا ت �س� �إلن �م� ل ة� و�األول�ى )24أ �ه� اآلخ�ر� �ل م�و�ات� ال25( ف�ل �م� م�ن� م�ل�ك� ف�ي الس� ( و�ك

ض�ى ) �ر� اء� و�ي �ش� �م�ن� ي �ه� ل �ذ�ن� الل �أ �ن� ي �ع�د� أ �ال م�ن� ب �ا إ �ئ ي �ه�م� ش� ف�اع�ت �ي ش� �غ�ن ( {26تعا للمشركين في عبادتهم األصنام واألنداد واألوثان ، واتخاذهم لها يقول تعالى م�ق�ر�

( السالم :3البيوت مضاهاة للكعبة التي بناها خليل الرحمن ، عليه ]الصالة و[ )�م� الالت� { ؟ وكانت "الالت" ) �ت �ي أ �ف�ر� ( صخرة� بيضاء منقوشة ، وعليها بيت بالطائف4} أ

د�نة ، وحوله فناء معظ�م عند أهل الطائف ، وهم ثقيف ومن تابعها ، له أستار وس�يفتخرون بها على من عداهم من أحياء العرب بعد قريش.

( ، فقالوا : الالت ،5قال ابن جرير : وكانوا قد اشتقوا اسمها من اسم الله ]تعالى[ ) يعنون مؤنثة منه ، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا. وحكي عن ابن عباس ، ومجاهد ،

�ل�ت� " بتشديد التاء ، وفسروه بأنه كان رجال ي والربيع بن أنس : أنهم قرؤوا "الالت�

336

Page 138: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

للحجيج في الجاهلية السويق ، فلما مات عكفوا على قبره فعبدوه. وقال البخاري : حدثنا مسلم - هو ابن إبراهيم - حدثنا أبو األشهب ، حدثنا أبو الجوزاء

ويق ، سويق6عن ابن عباس ) ى { قال : كان الالت رجال يلت الس� �ع�ز� ( : } الالت� و�ال(.7الحاج )

ى من العزيز. قال ابن جرير : وكذا الع�ز� وكانت شجرة عليها بناء وأستار بنخلة ، وهي بين مكة والطائف ، كانت قريش

يعظمونها ، كما__________

( في أ : "أخبر".1)(.1/407( المسند )2)( زيادة من م.3)( في م : "العزى".4)( زيادة من م.5)( في م : "عن ابن عباس عن".6)(.4859( صحيح البخاري برقم )7)

(7/455)

ى لكم فقال رسول الله صلى الله عليه قال أبو سفيان يوم أحد : لنا العزى وال عز�(.1وسلم : "قولوا : الله موالنا ، وال مولى لكم" )

وروى البخاري من حديث الزهري ، عن ح�م�يد بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من حلف فقال في حلفه : والالت والعزى ،

ك ، فليتصدق" ) (.2فليقل : ال إله إال الله. ومن قال لصاحبه : تعال أق�امر� ( ذلك ، كما كانت ألسنتهم قد اعتادته في3وهذا محمول على من سبق لسانه في )

�ار وعبد الحميد بن محمد قاال �ك زمن الجاهلية ، كما قال النسائي : أخبرنا أحمد بن بل�د ، حدثنا يونس ، عن أبيه ، حدثني مصعب بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه حدثنا م�خ�

قال : حلفت بالالت والعزى ، فقال لي أصحابي : بئس ما قلت! قلت هجرا! فأتيت رسول صلى الله عليه سلم ، فذكرت ذلك له ، فقال : "قل : ال إله إال الله وحده ال

شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير. وانفث عن شمالك ثالثا ،(.4وتعو�ذ بالله من الشيطان الرجيم ، ثم ال تعد" )

ل�ل ) ( - عند ق�د�يد ، بين مكة والمدينة - وكانت خزاعة5وأما "مناة" فكانت بالم�ش��هل�ون منها للحج إلى الكعبة. وروى البخاري واألوس والخزرج في جاهليتها يعظمونها ، وي

(. وقد كانت بجزيرة العرب وغيرها طواغيت أخر تعظمها العرب6عن عائشة نحوه ) كتعظيم الكعبة غير هذه الثالثة التي نص عليها في كتابه العزيز ، وإنما أفرد هذه بالذكر

ألنها أشهر من غيرها. قال ابن إسحاق في السيرة : وقد كانت العرب اتخذت مع الكعبة طواغيت ، وهي

( للكعبة8( سدنة وحجاب ، وتهدي لها كما يهدى )7بيوت تعظمها كتعظيم الكعبة ، بها )�ها بها ، وتنحر عندها ، وهي تعرف فضل الكعبة عليها ؛ ألنها كانت ، وتطوف بها كط�و�ف�ات

ى قد عرفت أنها بيت إبراهيم ، عليه السالم ، ومسجده. فكانت لقريش وبني كنانة الع�ز�

337

Page 139: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

(.10( بني شيبان من سليم حلفاء بني هاشم )9بنخلة ، وكانت سدنتها وحجابها ) قلت : بعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد فهدمها ، وجعل يقول

:�ك... �ك... إني رأيت الله ق�د� أه�ان ان �ح� ب �ك ال س� ان �ف�ر� يا ع�ز� ، ك

�ع ، عن �ل ، حدثنا الوليد بن ج�م�ي وقال النسائي : أخبرنا علي بن المنذر ، أخبرنا ابن ف�ض�ي�ل� قال : لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة بعث خالد بن الوليد أبي الط�ف�ي

م�رات ، فقطع إلى نخلة ، وكانت بها العزى ، فأتاها خالد وكانت على ثالث س�م�رات ، وهدم البيت الذي كان عليها. ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم الس�

__________.11( تقدم تخريج الحديث عند تفسير سورة "محمد" اآلية : 1)(.4860( صحيح البخاري برقم )2)( في م : "إلى".3)(.7/8( سنن النسائي )4)( في أ : "بالمنال".5)(.4861( صحيح البخاري برقم )6)( في م : "لها".7)( في م : "تهدي".8)( في م : "وحجبتها".9)(.1/83( السيرة النبوية البن هشام )10)

(7/456)

د�نة - وهم �ا". فرجع خالد ، فلما أبصرته الس� فأخبره فقال : "ارجع فإنك لم تصنع شيئ�ل وهم يقولون : "يا عزى ، يا عزى". فأتاها خالد فإذا امرأة ي بتها - أمعنوا في الح� ح�ج�

( التراب على رأسها ، فغمسها بالسيف حتى قتلها ، ثم1عريانة ناشرة شعرها تحفن )(.2رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فقال : "تلك العزى" )

�ب ) د�نتها وحجابها بنى م�ع�ت (.3قال ابن إسحاق : وكانت الالت لثقيف بالطائف ، وكان س� قلت : وقد بعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم المغيرة بن شعبة وأبا سفيان

صخر بن حرب ، فهدماها وجعال مكانها مسجد الطائف. قال ابن إسحاق : وكانت مناة لألوس والخزرج ومن دان بدينهم من أهل يثرب على

ل�ل بقديد ، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ]إليها[ ساحل البحر من ناحية الم�ش�( أبا سفيان صخر بن حرب ، فهدمها. ويقال : علي بن أبي طالب.4)

ل�صة ) يلة ، ومن كان ببالدهم من العرب5قال : وكانت ذو الخ� �ج� ( لد�وس وخ�ثعم وب�الة. �ب �ت ب

قلت : وكان يقال لها : الكعبة اليمانية ، وللكعبة التي بمكة الكعبة الشامية.فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم جرير بن عبد الله البجلي فهدمه.

لمى وأجا.7( لطيئ ولمن يليها بجبلي طيئ من )6قال : وكانت ف�ل�س ) ( س� قال ابن هشام : فحدثني بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثس�وب والمخ�ذ�م ، ف�نف�له إليه علي بن أبي طالب فهدمه ، واصطفى منه سيفين : الر�

338

Page 140: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

(.8أياهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهما سيفا علي ) قال ابن إسحاق : وكان لحمير وأهل اليمن بيت بصنعاء يقال له : ريام. وذكر أنه كان

به كلب أسود ، وأن الحبرين اللذين ذهبا مع تبع استخرجاه وقتاله ، وهدما البيت.ض�اء" بيتا لبني ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن قال ابن إسحاق : وكانت "ر�تميم ، ولها يقول المستوغر بن ربيعة بن كعب بن سعد حين هدمها في اإلسالم :

�ق�اع أسح�م�ا... ا ب �ها ق�ف�ر� �ت ك �ر� د�ة�... ف�ت ض�اء ش� د�د�ت� ع�ل�ى ر� ولقد ش�( سنة ، وهو القائل : 9قال ابن هشام : إنه عاش ثالثمائة وثالثين )

�ا... �ين �ين� م�ئ ن ت� من� ع�د�د الس� �ه�ا... و�ع�م�ر� �اة� و�ط�ول �م�ت� م�ن� الحي ئ �ق�د س� و�ل�ان لي... وازددت ) �ت �ع�د�ها مائ �ة� ح�د�تها ب �ا...10مائ �ين ن هور س� ( م�ن� ع�د�د الش�

�ا... �ح�د�ون �يلة� ت �م�ر� و�ل �وم� ي �ا... ي �ن �م�ا ق�د� ف�ات �ق�ي إال ك ه�ل� م�ا ب__________

( في م : "تحثو".1)(.11567( النسائي في السنن الكبرى رقم )2)( في م : "مغيت".3)( زيادة من أ.4)( في أ : "الحليفة".5)( في م : "فيس".6)( في م ، أ : "بين".7)(.1/87( السيرة النبوية البن هشام )8)( في أ : "وستون".9)( في م ، أ : "وعمرت".10)

(7/457)

�داد وله يقول ن �س� �ات لبكر وتغلب ابني وائل ، وإياد ب �ع�ب قال ابن إسحاق : وكان ذو الكأعشى بن قيس بن ثعلبة :

�د�اد ) ن �ات من س� �ع�ب ... والبيت ذو الك �ارق� دير و�ب �ق والس� ن و�ر� �ن� الخ� �ي (1بى { ؟.2ولهذا قال ]تعالى[ ) �ة� األخ�ر� �ث �ال �اة� الث ى. و�م�ن �ع�ز� �م� الالت� و�ال �ت �ي أ �ف�ر� ( : } أ

�ى { ؟ أي : أتجعلون له ولدا ، وتجعلون ولده أنثى ، �ث �ه� األن �ر� و�ل �م� الذ�ك �ك �ل ثم قال : } أ وتختارون ألنفسكم الذكور ، فلو اقتسمتم أنتم ومخلوق مثلكم هذه القسمة لكانت

ى { أي : جورا باطلة ، فكيف تقاسمون ربكم هذه القسمة التي لو كانت م�ة� ض�يز� } ق�س�بين مخلوقين كانت جورا وسفها.

ثم قال منكرا عليهم فيما ابتدعوه وأحدثوه من الكذب واالفتراء والكفر ، من عبادة�م� { أي : من تلقاء �اؤ�ك �م� و�آب �ت �ن �م�وه�ا أ �ت م�ي م�اء� س� س�

� �ال أ �ن� ه�ي� إ األصنام وتسميتها آلهة : } إ�ال الظ�ن� و�م�ا �ع�ون� إ �ب �ت �ن� ي ل�ط�ان� { أي : من حجة ، } إ �ه�ا م�ن� س� �ه� ب �نزل� الل أنفسكم } م�ا أ

�ف�س� { أي : ليس لهم مستند إال حسن ظنهم بآبائهم الذين سلكوا هذا �ه�و�ى األن ت المسلك الباطل قبلهم ، وإال حظ نفوسهم في رياستهم وتعظيم آبائهم األقدمين ،�ه�د�ى { أي : ولقد أرسل الله إليهم الرسل بالحق المنير �ه�م� ال ب اء�ه�م� م�ن� ر� �ق�د� ج� } و�ل

والحجة القاطعة ، ومع هذا ما اتبعوا ما جاؤوهم به ، وال انقادوا له.

339

Page 141: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�س� �ي �ى { أي : ليس كل من تمنى خيرا حصل له ، } ل �م�ن ان� م�ا ت �س� �إلن �م� ل ثم قال : } أ�اب� { ] النساء : �ت �ك �ه�ل� ال �ي� أ م�ان

� �م� و�ال أ �ك �ي م�ان� �أ [ ، ما كل من زعم أنه مهتد يكون123ب

( شيئا يحصل له.3كما قال ، وال كل من ود ) ( بن أبي سلمة ، عن4قال اإلمام أحمد : حدثنا إسحاق ، حدثنا أبو ع�و�انة ، عن عمر )

أبيه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا تمنى أحدكم(.5فلينظر ما يتمنى ، فإنه ال يدري ما يكتب له من أمنيته". تفرد به أحمد )

ة� و�األول�ى { أي : إنما األمر كله لله ، مالك الدنيا واآلخرة ، �ه� اآلخ�ر� �ل وقوله : } ف�لوالمتصرف في الدنيا واآلخرة ، فهو الذي ما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن.

�ه� �ذ�ن� الل �أ �ن� ي �ع�د� أ �ال م�ن� ب �ا إ �ئ ي �ه�م� ش� ف�اع�ت �ي ش� �غ�ن م�و�ات� ال ت �م� م�ن� م�ل�ك� ف�ي الس� وقوله : } و�ك�ه� { ]البقرة : �ذ�ن �إ �ال ب �د�ه� إ ن ف�ع� ع� �ش� �ذ�ي ي ض�ى { ، كقوله : } م�ن� ذ�ا ال �ر� اء� و�ي �ش� �م�ن� ي [ ،255ل

�ه� { ]سبأ : �ذ�ن� ل �م�ن� أ �ال ل �د�ه� إ ن ف�اع�ة� ع� �ف�ع� الش� �ن [ ، فإذا كان هذا في حق المالئكة23} و�ال ت المقربين ، فكيف ترجون أيها الجاهلون شفاعة هذه األصنام واألنداد عند الله ، وهو لم

يشرع عبادتها وال أذن فيها ، بل قد نهى عنها على ألسنة جميع رسله ، وأنزل بالنهيعن ذلك جميع كتبه ؟.

__________(.88 ، 1/87( انظر السيرة النبوية البن هشام )1)( زيادة من م.2)( في م : "رد".3)( في أ : "عمرو".4)( : "رجاله رجال الصحيح".10/151( وقال الهيثمي في المجمع )1/357( المسند )5)

(7/458)

�ى ) �ث �ن �ة� األ� م�ي �س� �ة� ت �ك ئ �م�ال� م�ون� ال �س� �ي ة� ل �خ�ر� �اآل� �ون� ب �ؤ�م�ن �ذ�ين� ال� ي �ن� ال ل�م�27إ �ه� م�ن� ع� �ه�م� ب ( و�م�ا ل�ا ) �ئ ي �ح�ق� ش� �ي م�ن� ال �غ�ن �ن� الظ�ن� ال� ي �ال� الظ�ن� و�إ �ع�ون� إ �ب �ت �ن� ي �و�ل�ى ع�ن�28إ �ع�ر�ض� ع�ن� م�ن� ت ( ف�أ

�ا ) �ي �اة� الد�ن ي �ح� �ال� ال �ر�د� إ �م� ي �ا و�ل �ر�ن �م�ن� ض�ل�29ذ�ك �م� ب �ع�ل �ك� ه�و� أ ب �ن� ر� � إ �م �ع�ل �غ�ه�م� م�ن� ال �ل ( ذ�ل�ك� م�ب�د�ى ) �م�ن� اه�ت �م� ب �ع�ل �ه� و�ه�و� أ �يل ب �ج�ز�ي�30ع�ن� س� �ي ر�ض� ل

� م�او�ات� و�م�ا ف�ي األ� �ه� م�ا ف�ي الس� �ل ( و�ل�ى ) ن �ح�س� �ال �وا ب ن �ح�س� �ذ�ين� أ �ج�ز�ي� ال �وا و�ي �م�ا ع�م�ل اء�وا ب س�

� �ذ�ين� أ �م�31ال �ث �ر� اإل� �ائ �ب �ون� ك �ب �ن ت �ج� �ذ�ين� ي ( ال�م� �ت �ن �ذ� أ ر�ض� و�إ

� �م� م�ن� األ� �ك أ �ش� �ن �ذ� أ �م� إ �ك �م� ب �ع�ل ة� ه�و� أ �م�غ�ف�ر� ع� ال �ك� و�اس� ب �ن� ر� �م�م� إ �ال� الل �ف�و�اح�ش� إ و�ال�ق�ى ) �م�ن� ات �م� ب �ع�ل �م� ه�و� أ ك �ف�س� �ن �وا أ ك �ز� �م� ف�ال� ت �ك م�ه�ات

� �ط�ون� أ �ة� ف�ي ب ن ج�� ( 32أ

�ى ) �ث �ة� األن م�ي �س� �ة� ت �ك �م�الئ م�ون� ال �س� �ي ة� ل �اآلخ�ر� �ون� ب �ؤ�م�ن �ذ�ين� ال ي �ن� ال �ه� م�ن�27} إ �ه�م� ب ( و�م�ا ل�ا ) �ئ ي �ح�ق� ش� �ي م�ن� ال �غ�ن �ن� الظ�ن� ال ي �ال الظ�ن� و�إ �ع�ون� إ �ب �ت �ن� ي � إ �م ل �و�ل�ى28ع� �ع�ر�ض� ع�ن� م�ن� ت ( ف�أ

�ا ) �ي �اة� الد�ن ي �ح� �ال ال �ر�د� إ �م� ي �ا و�ل �ر�ن �م�ن�29ع�ن� ذ�ك �م� ب �ع�ل �ك� ه�و� أ ب �ن� ر� � إ �م �ع�ل �غ�ه�م� م�ن� ال �ل ( ذ�ل�ك� م�ب�د�ى ) �م�ن� اه�ت �م� ب �ع�ل �ه� و�ه�و� أ �يل ب ( {30ض�ل� ع�ن� س�

يقول تعالى منكرا على المشركين في تسميتهم المالئكة تسمية األنثى ، وجعلهم لها�ق�ه�م� ل ه�د�وا خ� �ش� �ا أ �اث �ن ح�م�ن� إ �اد� الر� ب �ذ�ين� ه�م� ع� �ة� ال �ك �م�الئ �وا ال ع�ل أنها بنات الله ، كما قال : } و�ج�

�ل�ون� { ]الزخرف : أ �س� �ه�م� و�ي ه�اد�ت �ب� ش� �ت �ك ت �ه� م�ن� ع�ل�م {19س� �ه�م� ب [ ؛ ولهذا قال : } و�م�ا ل أي : ليس لهم علم صحيح يصدق ما قالوه ، بل هو كذب وزور وافتراء ، وكفر شنيع. }

340

Page 142: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ا { أي : ال يجدي شيئا ، وال يقوم �ئ ي �ح�ق� ش� �ي م�ن� ال �غ�ن �ن� الظ�ن� ال ي �ال الظ�ن� و�إ �ع�ون� إ �ب �ت �ن� ي إ أبدا مقام الحق. وقد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

(.1"إياكم والظن ، فإن الظن أكذب الحديث" )�ا { أي : أعر�ض� عن الذي أعر�ض� عن الحق �ر�ن �و�ل�ى ع�ن� ذ�ك �ع�ر�ض� ع�ن� م�ن� ت وقوله : } ف�أ

واهجره.�ا { أي : وإنما ) �ي �اة� الد�ن ي �ح� �ال ال �ر�د� إ �م� ي ( همه ومبلغ علمه الدنيا ،3( أكثر )2وقوله : } و�ل

� { أي : طلب4فذاك هو غاية ما ال خير فيه. ولذلك ) �ع�ل�م �غ�ه�م� م�ن� ال �ل ( قال : } ذ�ل�ك� م�بالدنيا والسعي لها هو غاية ما وصلوا إليه.

( قالت : قال5وقد روى اإلمام أحمد عن أم المؤمنين عائشة ]رضي الله عنها[ ) رسول الله صلى الله عليه وسلم : "الدنيا دار من ال دار له ، ومال من ال مال له ، ولها

�ا ، وال6يجمع من ال عقل له" ) ( وفي الدعاء المأثور : "اللهم ال تجعل الدنيا أكبر ه�م�ن�غ� علمنا". �ل م�ب

�د�ى { أي : هو �م�ن� اه�ت �م� ب �ع�ل �ه� و�ه�و� أ �يل ب �م�ن� ض�ل� ع�ن� س� �م� ب �ع�ل �ك� ه�و� أ ب �ن� ر� وقوله : } إ الخالق لجميع المخلوقات ، والعالم بمصالح عباده ، وهو الذي يهدي من يشاء ، ويضل

من يشاء ، وذلك كله عن قدرته وعلمه وحكمته ، وهو العادل الذي ال يجور أبد�ا ، ال فيشرعه وال في ق�د�ره.

�ذ�ين� �ج�ز�ي� ال �وا و�ي �م�ا ع�م�ل اء�وا ب س�� �ذ�ين� أ �ج�ز�ي� ال �ي م�و�ات� و�م�ا ف�ي األر�ض� ل �ه� م�ا ف�ي الس� �ل } و�ل

�ى ) ن �ح�س� �ال �وا ب ن �ح�س� ع�31أ �ك� و�اس� ب �ن� ر� �م�م� إ �ال الل �ف�و�اح�ش� إ � و�ال �م �ر� اإلث �ائ �ب �ون� ك �ب �ن ت �ج� �ذ�ين� ي ( ال�وا ك �ز� �م� ف�ال ت �ك م�ه�ات

� �ط�ون� أ �ة� ف�ي ب ن ج�� �م� أ �ت �ن �ذ� أ �م� م�ن� األر�ض� و�إ �ك أ �ش� �ن �ذ� أ �م� إ �ك �م� ب �ع�ل ة� ه�و� أ �م�غ�ف�ر� ال

�ق�ى ) �م�ن� ات �م� ب �ع�ل �م� ه�و� أ ك �ف�س� �ن ( {32أ__________

( من حديث أبي هريرة2563( وصحيح مسلم برقم )5143( صحيح البخاري برقم )1)رضي الله عنه.

( في م : "وإنا".2)( في أ : "أكبر".3)( في م ، أ : "ولهذا".4)( زيادة من م.5)(.6/71( المسند )6)

(7/459)

يخبر تعالى أنه مالك السموات واألرض ، وأنه الغني عما سواه ، الحاكم في خلقه�وا ن �ح�س� �ذ�ين� أ �ج�ز�ي� ال �وا و�ي �م�ا ع�م�ل اء�وا ب س�

� �ذ�ين� أ �ج�ز�ي� ال �ي بالعدل ، وخلق الخلق بالحق ، } ل�ى { أي : يجازي كال بعمله ، إن خيرا فخير ، وإن شرا فشر. ن �ح�س� �ال ب

ثم فسر المحسنين بأنهم الذين يجتنبون كبائر اإلثم والفواحش ، أي : ال يتعاطون المحرمات والكبائر ، وإن وقع منهم بعض الصغائر فإنه يغفر لهم ويستر عليهم ، كما

�م� �ك ل �د�خ� �م� و�ن �ك �ات �ئ ي �م� س� �ك �ف�ر� ع�ن �ك �ه� ن �ه�و�ن� ع�ن �ن �ر� م�ا ت �ائ �ب �وا ك �ب �ن ت �ج� �ن� ت قال في اآلية األخرى : } إ�ر�يم�ا { ]النساء : �ال31م�د�خ�ال ك �ف�و�اح�ش� إ � و�ال �م �ر� اإلث �ائ �ب �ون� ك �ب �ن ت �ج� �ذ�ين� ي [. وقال هاهنا : } ال

�م�م� {. وهذا استثناء منقطع ؛ ألن اللمم من صغائر الذنوب ومحقرات األعمال. الل

341

Page 143: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن1قال اإلمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا م�ع�م�ر )�ا أشبه باللم�م مما قال أبو هريرة عن النبي صلى الله ابن عباس قال : ما رأيت شيئ عليه وسلم ، قال : "إن الله تعالى كتب على ابن آدم حظه من الزنا ، أدرك ذلك ال�ه�ي ، والفرج ت �ش� �ى وت �من �ا العين النظر ، وزنا اللسان النطق ، والنفس ت محالة ، ف�ز�ن

�ذ�به". �ك �صد�ق ذلك أو ي ي(.2أخرجاه في الصحيحين ، من حديث عبد الرزاق ، به )

( ثور حدثنا م�ع�م�ر ، عن3وقال ابن جرير : حدثنا محمد بن عبد األعلى ، أخبرنا ابن ) األعمش ، عن أبي الض�ح�ى ؛ أن ابن مسعود قال : "زنا العينين النظر ، وزنا الشفتين�ذ�به ، �ك �صد�ق ذلك الفرج أو ي التقبيل ، وزنا اليدين البطش ، وزنا الرجلين المشي ، وي

�م�م" ) (. وكذا قال مسروق ، والشعبي.4فإن تقدم بفرجه كان زانيا ، وإال فهو الل وقال عبد الرحمن بن نافع - الذي يقال له : ابن لبابة الطائفي - قال : سألت أبا هريرة�م�م� { قال : الق�بلة ، والغمزة ، والنظرة ، والمباشرة ، فإذا مس �ال الل عن قول الله : } إ

الختان� الختان� فقد وجب الغسل ، وهو الزنا.�م�م� { إال ما سلف. وكذا قال زيد �ال الل وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : } إ

بن أسلم. وقال ابن جرير : حدثنا ابن المثنى ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن منصور ،

�د�عه ، �م�م� { قال : الذي يلم بالذنب ثم ي �ال الل عن مجاهد أنه قال : في هذه اآلية : } إقال الشاعر :

�م�ا?!... �ل �د ل�ك� م�ا أ �غ�ف�ر الله�م� تغفر ج�م�ا... و�أي� ع�ب إن� ت__________

( في م : "معمر بن أرطأة" وزيادة "ابن أرطأة" خطأ. انظر : تعليق أحمد شاكر1)(.7705على المسند على المسند حديث رقم )

(.2657( وصحيح مسلم برقم )6612( وصحيح البخاري برقم )2/276( المسند )2)( في أ : "أبو".3)(.27/39( تفسير الطبري )4)

(7/460)

وقال ابن جرير : حدثنا ابن حميد ، حدثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، في قول�م�م� { قال : الرجل يلم بالذنب ثم ينزع عنه ، قال : وكان أهل الجاهلية �ال الل الله : } إ

يطوفون بالبيت وهم يقولون : إن تغفر اللهم تغفر جما... وأي عبد لك ما ألما?!...

(.1وقد رواه ابن جرير وغيره مرفوعا ) قال ابن جرير : حدثني سليمان بن عبد الجبار ، حدثنا أبو عاصم ، حدثنا زكريا بن

� �م �ر� اإلث �ائ �ب �ون� ك �ب �ن ت �ج� �ذ�ين� ي إسحاق ، عن عمرو بن دينار ، عن عطاء ، عن ابن عباس : } ال�م�م� { قال : هو الرجل يلم بالفاحشة ثم يتوب وقال : قال رسول الله �ال الل �ف�و�اح�ش� إ و�ال

صلى الله عليه وسلم : إن تغفر اللهم تغفر جما... وأي عبد لك ما ألما?!...

( عثمان البصري ، عن أبي عاصم2وهكذا رواه الترمذي ، عن أحمد بن عثمان أبي )

342

Page 144: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

النبيل. ثم قال : هذا حديث حسن صحيح غريب ، ال نعرفه إال من حديث زكريا بن�روى متصال إال من هذا الوجه. وساقه ابن أبي حاتم إسحاق. وكذا قال البزار : ال نعلمه ي

والبغوي من حديث أبي عاصم النبيل ، وإنما ذكره البغوي في تفسير سورة "تنزيل"(.3وفي صحته مرفوعا نظر )

�ع ، حدثنا يونس ي ر� �ز�يع ، حدثنا يزيد بن ز� ثم قال ابن جرير : حدثنا محمد بن عبد الله بن ب�ف�و�اح�ش� � و�ال �م �ر� اإلث �ائ �ب �ون� ك �ب �ن ت �ج� �ذ�ين� ي ، عن الحسن ، عن أبي هريرة - أراه رفعه - : } ال�م�م� { قال : "اللمة من الزنا ثم يتوب وال يعود ، واللمة من السرقة ثم يتوب وال �ال الل إ

(.5( اإللمام" )4يعود ، واللمة من شرب الخمر ثم يتوب وال يعود" ، قال : "ذلك ) وحدثنا ابن بشار ، حدثنا ابن أبي ع�دي� ، عن عوف ، عن الحسن في قول الله :

�م�م� { قال : اللمم من الزنا أو السرقة أو �ال الل �ف�و�اح�ش� إ � و�ال �م �ر� اإلث �ائ �ب �ون� ك �ب �ن ت �ج� �ذ�ين� ي } الشرب الخمر ، ثم ال يعود.

�ذ�ين� جاء ، عن الحسن في قول الله : } ال �ة� ، عن أبي ر� �ي وحدثني يعقوب ، حدثنا ابن ع�ل�م�م� { قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله �ال الل �ف�و�اح�ش� إ � و�ال �م �ر� اإلث �ائ �ب �ون� ك �ب �ن ت �ج� ي

عليه وسلم يقولون : هو الرجل يصيب اللمة من الزنا ، واللمة من شرب الخمر ،فيجتنبها ويتوب منها.

�م�م� { يلم بها في الحين.6وقال ابن جرير ) �ال الل ( ، عن عطاء ، عن ابن عباس : } إقلت : الزنا ؟ قال : الزنا ثم يتوب.

�ة ، عن عمرو ، عن عطاء ، عن �ن �ي �ب ، حدثنا ابن ع�ي ي �ر� وقال ابن جرير أيضا : حدثنا أبو كابن

__________(.27/39( تفسير الطبري )1)( في م : "أي".2)(.7/128( وتفسير البغوي )3284( سنن الترمذي برقم )3)( في م : "فتلك" وفي أ : "فعلك".4)(.27/39( تفسير الطبري )5)( في أ : "جريج".6)

(7/461)

ة�. �م�م� { الذي يلم المر� عباس قال : } الل�م�م� { فقلت : هو الرجل يصيب الذنب وقال السدي : قال أبو صالح : سئلت عن } اللثم يتوب. وأخبرت بذلك ابن عباس فقال : لقد أعانك عليها م�ل�ك كريم. حكاه البغوي.

وروى ابن جرير من طريق المثنى بن الصباح - وهو ضعيف - عن عمرو بن شعيب ؛ أن�م�م� { : ما دون الشرك. عبد الله بن عمرو قال : } الل

�م�م� { �ال الل وقال سفيان الثوري ، عن جابر الج�عفي ، عن عطاء ، عن ابن الزبير : } إ ( وعذاب اآلخرة. وكذا رواه شعبة ، عن الحكم ، عن1قال : ما بين الحدين : حد الدنيا )

ابن عباس ، مثله سواء.�م�م� { كل شيء بين ) �ال الل ( الحدين : حد2وقال الع�و�ف�ي� ، عن ابن عباس في قوله : } إ

( اللمم ، وهو دون كل موجب ، فأما4( وحد اآلخرة ، تكفره الصلوات ، وهو )3الدنيا )

343

Page 145: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

حد الدنيا فكل حد فرض الله عقوبته في الدنيا ، وأما حد اآلخرة فكل شيء ختمه اللهبالنار ، وأخ�ر عقوبته إلى اآلخرة. وكذا قال عكرمة ، وقتادة ، والضحاك.

ع �س� ع�ت كل شيء ، ومغفرته ت ة� { أي : رحمته و�س� �م�غ�ف�ر� ع� ال �ك� و�اس� ب �ن� ر� وقوله : } إه�م� ال �ف�س� �ن ف�وا ع�ل�ى أ ر� س�

� �ذ�ين� أ �اد�ي� ال ب �ا ع� الذنوب كلها لمن تاب منها ، كقوله : } ق�ل� يح�يم� { ]الزمر : �غ�ف�ور� الر� �ه� ه�و� ال �ن �وب� ج�م�يع�ا إ �غ�ف�ر� الذ�ن �ه� ي �ن� الل �ه� إ ح�م�ة� الل �ط�وا م�ن� ر� �ق�ن ت

53.]�م� م�ن� األر�ض { أي : هو بصير بكم ، عليم بأحوالكم �ك أ �ش� �ن �ذ� أ �م� إ �ك �م� ب �ع�ل وقوله : } ه�و� أ

( عنكم وتقع منكم ، حين أنشأ أباكم آدم من األرض ،5وأفعالكم وأقوالكم التي تصدر ) واستخرج ذريته من صلبه أمثال الذ�ر ، ثم قسمهم فريقين : فريقا للجنة وفريقا للسعير

�ل به6) �و�ك �م� { قد كتب الملك الذي ي �ك م�ه�ات� �ط�ون� أ �ة� ف�ي ب ن ج�

� �م� أ �ت �ن �ذ� أ (. وكذا قوله : } و�إل�ه وعمله ، وشقي أم سعيد. رزق�ه وأج�

قال مكحول : كنا أجنة في بطون أمهاتنا ، فسقط منا من سقط ، وكنا فيمن بقي ، ثم�ف�ع�ة� ، فهلك منا من هلك. وكنا كنا مراضع فهلك منا من هلك. وكنا فيمن بقي ثم صرنا ي

�ا فهلك منا من هلك. وكنا فيمن بقي ثم صرنا شيوخا - ال أبا فيمن بقي ثم صرنا شباب( رواه ابن أبي حاتم عنه.7لك - فماذا بعد هذا ننتظر ؟ )

�ع�ل�م� �م� { أي : تمدحوها وتشكروها وتمنوا بأعمالكم ، } ه�و� أ ك �ف�س� �ن �وا أ ك �ز� وقوله : } ف�ال تاء� و�ال �ش� �ي م�ن� ي ك �ز� �ه� ي �ل� الل ه�م� ب �ف�س� �ن �ون� أ ك �ز� �ذ�ين� ي �ل�ى ال �ر� إ �م� ت �ل �ق�ى { ، كما قال : } أ �م�ن� ات ب

�يال { ]النساء : �م�ون� ف�ت �ظ�ل [.49ي وقال مسلم في صحيحه : حدثنا ع�م�رو الناقد ، حدثنا هاشم بن القاسم ، حدثنا الليث ،

عن يزيد__________

( في م ، أ : "الزنا".1)( في م : "من".2)( في أ : "الزنا".3)( في م : "فهو".4)( في م ، أ : "ستصدر".5)( في أ : "فريقا في الجنة وفريقا في السعير".6)( في م ، أ : "ينتظر".7)

(7/462)

�و�ل�ى ) �ذ�ي ت �ت� ال �ي أ �ف�ر� �د�ى )33أ �ك �يال� و�أ �ع�ط�ى ق�ل ى )34( و�أ �ر� �ب� ف�ه�و� ي �غ�ي �م� ال ل �د�ه� ع� ن ع�� (35( أ

�م�ا ف�ي ص�ح�ف� م�وس�ى ) ب� �أ �ب �ن �م� ي �م� ل �ذ�ي و�ف�ى )36أ اه�يم� ال �ر� �ب ر�37( و�إ ة� و�ز� �ز�ر� و�از�ر� �ال� ت ( أ

ى ) �خ�ر� ع�ى )38أ �ال� م�ا س� ان� إ �س� �ن �إل� �س� ل �ي �ن� ل ى )39( و�أ �ر� و�ف� ي �ه� س� ع�ي �ن� س� اه�40( و�أ �ج�ز� �م� ي ( ثو�ف�ى )

� اء� األ� �ج�ز� ( 41ال

ة� ، فقالت لي �ر� بن أبي حبيب ، عن محمد بن عمرو بن عطاء قال : سميت ابنتي ب زينب بنت أبي سلمة : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن هذا االسم ،

ة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ال تزكوا أنفسكم ، إن الله �ر� وسميت ب

344

Page 146: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

(.1أعلم بأهل البر منكم". فقالوا : بم نسميها ؟ قال : "سموها زينب" ) وقد ثبت أيضا في الحديث الذي رواه اإلمام أحمد حيث قال : حدثنا عفان ، حدثنا

ج�ل� ة ، عن أبيه قال : مدح ر� �ر� وهيب ، حدثنا خالد الح�ذ�اء ، عن عبد الرحمن بن أبي بك رجال عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

ا - إذا كان أحدكم مادحا صاحبه ال محالة فليقل : �ق� صاحبك - مرار� "ويلك! قطعت ع�ن أحسب فالنا - والله حسيبه ، وال أزكي على الله أحدا - أحسبه كذا وكذا ، إن كان يعلم

(.2ذلك" )�د�ر ، عن شعبة ، عن خالد الحذاء ، به. وكذا رواه البخاري ، ومسلم ، ثم رواه عن غ�ن

(.3وأبو داود ، وابن ماجه ، من طرق ، عن خالد الحذاء ، به )�يع ، وعبد الرحمن قاال حدثنا سفيان ، عن منصور ، عن وقال اإلمام أحمد : حدثنا و�ك إبراهيم ، عن همام بن الحارث قال : جاء رجل إلى عثمان فأثنى عليه في وجهه ،

قال : فجعل المقداد بن األسود يحثو في وجهه التراب ويقول : أمرنا رسول الله صلىالله عليه وسلم إذا لقينا المداحين أن نحثو في وجوههم التراب.

(.4ورواه مسلم وأبو داود من حديث الثوري ، عن منصور ، به )�و�ل�ى ) �ذ�ي ت �ت� ال �ي أ �ف�ر� �د�ى )33} أ �ك �يال و�أ �ع�ط�ى ق�ل ى )34( و�أ �ر� �ب� ف�ه�و� ي �غ�ي �م� ال ل �د�ه� ع� ن ع�

� (35( أ�م�ا ف�ي ص�ح�ف� م�وس�ى ) ب

� �أ �ب �ن �م� ي �م� ل �ذ�ي و�ف�ى )36أ اه�يم� ال �ر� �ب ر�37( و�إ ة� و�ز� �ز�ر� و�از�ر� ال ت� ( أ

ى ) �خ�ر� ع�ى )38أ �ال م�ا س� ان� إ �س� �إلن �س� ل �ي �ن� ل ى )39( و�أ �ر� و�ف� ي �ه� س� ع�ي �ن� س� اه�40( و�أ �ج�ز� �م� ي ( ثاء� األو�ف�ى ) �ج�ز� ( {.41ال

�و�ل�ى { �ذ�ب� و�ت �ك�ن� ك يقول تعالى ذ�ام�ا لمن تولى عن طاعة الله : } ف�ال ص�د�ق� و�ال ص�ل�ى. و�ل�د�ى { قال ابن عباس : أطاع قليال ثم قطعه.32 ، 31]القيامة : �ك �يال و�أ �ع�ط�ى ق�ل [ ، } و�أ

وكذا قال مجاهد ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة ، وقتادة ، وغير واحد. قال عكرمة وسعيدا ، فيجدون في أثناء الحفر صخرة تمنعهم من تمام : كمثل القوم إذا كانوا يحفرون بئر�

العمل ، فيقولون : "أكدينا" ، ويتركون العمل.ى { أي : أعند هذا الذي قد أمسك يده خشية �ر� �ب� ف�ه�و� ي �غ�ي �م� ال ل �د�ه� ع� ن ع�

� وقوله : } أاإلنفاق ، وقطع

__________(.2142( صحيح مسلم برقم )1)(.5/45( المسند )2) (3000( وصحيح مسلم برقم )2662( وصحيح البخاري برقم )5/41( المسند )3)

(.3744( وسنن ابن ماجه برقم )4805وسنن أبي داود برقم )(.4804( وسنن أبي داود برقم )3002( صحيح مسلم برقم )4)

(7/463)

معروفه ، أعنده علم الغيب أنه سينفد ما في يده ، حتى قد أمسك عن معروفه ، فهو يرى ذلك عيانا ؟! أي : ليس األمر كذلك ، وإنما أمسك عن الصدقة والمعروف والبر

�خ�ش� من ذي العرش والصلة بخال وشحا وهلعا ؛ ولهذا جاء في الحديث : "أنفق بالال وال تاز�ق�ين�1إقالال" ) �ر� الر� ي �ف�ه� و�ه�و� خ� ل �خ� ي�ء� ف�ه�و� ي �م� م�ن� ش� �ف�ق�ت �ن ( ، وقد قال الله تعالى : } و�م�ا أ

[.39{ ]سبأ :

345

Page 147: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ذ�ي و�ف�ى { قال سعيد بن جبير ، اه�يم� ال �ر� �ب �م�ا ف�ي ص�ح�ف� م�وس�ى. و�إ ب� �أ �ب �ن �م� ي �م� ل وقوله : } أ

والثوري أي بل�غ جميع ما أمر به.�ير : } و�ف�ى { ما أمر به. ب وقال ابن عباس : } و�ف�ى { لله بالبالغ. وقال سعيد بن ج�

وقال قتادة : } و�ف�ى { طاعة الله ، وأدى رسالته الى خلقه. وهذا القول هو اختيار ابن�م�ات� �ل �ك �ه� ب ب اه�يم� ر� �ر� �ب �ل�ى إ �ت �ذ� اب جرير ، وهو يشمل الذي قبله ، ويشهد له قوله تعالى : } و�إ

�م�ام�ا { ]البقرة : �اس� إ �لن �ي ج�اع�ل�ك� ل �ن �م�ه�ن� ق�ال� إ ت� [ فقام بجميع األوامر ، وترك124ف�أ

جميع النواهي ، وبلغ الرسالة على التمام والكمال ، فاستحق بهذا أن يكون للناسن�� �ك� أ �ي �ل �ا إ �ن ي و�ح�

� �م� أ �دى به في جميع أحواله وأفعاله وأقواله ، قال الله تعالى : } ث �قت إماما ي�ين� { ]النحل : ر�ك �م�ش� �ان� م�ن� ال �يف�ا و�م�ا ك ن اه�يم� ح� �ر� �ب �ة� إ �ع� م�ل �ب [.123ات

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن عوف الح�م�صي ، حدثنا آدم بن أبي أياس العسقالني ، حدثنا حماد بن سلمة ، حدثنا جعفر بن الزبير ، عن القاسم ، عن أبي

�ذ�ي و�ف�ى { اه�يم� ال �ر� �ب أمامة قال : تال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه اآلية : } و�إ قال : "أتدري ما وفى ؟" قلت : الله ورسوله أعلم. قال : "وفى عمل يومه بأربع

ركعات من أول النهار".(.2ورواه ابن جرير من حديث جعفر بن الزبير ، وهو ضعيف )

ه�ر ، حدثنا م�ناني ، حدثنا أبو م�س� وقال الترمذي في جامعه : حدثنا أبو جعفر الس��ف�ير ،3إسماعيل بن عياش ، عن بحير بن سعد ) ( ، عن خالد بن م�ع�دان ، عن جبير بن ن

عن أبي الدرداء وأبي ذر ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله ، عز وجل ،(.4أنه قال : "ابن آدم اركع لي أربع ركعات من أول النهار ، أكفك آخره" )

قال ابن أبي حاتم رحمه الله : حدثنا أبي ، حدثنا الربيع بن سليمان ، حدثنا أسد بن�ان بن قائد ، عن سهل بن معاذ بن أنس ، عن أبيه ، ب �ه�يع�ة ، حدثنا ز� موسى ، حدثنا ابن ل

عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "أال أخبركم لم سمى الله إبراهيمخليله الذي وفى ؟ إنه كان يقول كلما أصبح وأمسى :

__________ ( جاء من حديث ابي هريرة وبالل وابن مسعود. أما حديث أبي هريرة : فرواه أبو1)

( من طريقين عن1/341( والطبراني في المعجم الكبير )2/280نعيم في الحلية )محمد بن سيرين عنه به.

( من طريق أبي إسحاق1/359وأما حديث بالل : فرواه الطبراني في المعجم الكبير )عن مسروق عنه به.

( من طريق10/191وأما حديث ابن مسعود : فرواه الطبراني في المعجم الكبير )يحيى بن وثاب عن مسروق عنه به.

(.27/43( تفسير الطبري )2)( في م ، أ : "يحيى بن سعيد".3)( وقال : "هذا حديث حسن غريب".475( سنن الترمذي برقم )4)

(7/463)

�ح�ون { ]الروم : �ص�ب ون� و�ح�ين� ت �م�س� �ه� ح�ين� ت �ح�ان� الل ب [ حتى ختم اآلية. ورواه ابن17} ف�س�د�ين بن سعد ، عن ) �ب ، عن ر�ش� ي �ر� �ان ، به )1جرير عن أبي ك ب (.2( ز�

346

Page 148: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

ة� �ز�ر� و�از�ر� ال ت� ثم شرع تعالى يبين ما كان أوحاه في صحف إبراهيم وموسى فقال : } أ

ى { أي : كل نفس ظلمت نفسها بكفر أو شيء من الذنوب فإنما عليها وزرها �خ�ر� ر� أ و�ز��و� ي�ء� و�ل �ه� ش� �ح�م�ل� م�ن �ه�ا ال ي �ل�ى ح�م�ل �ة� إ �ق�ل �د�ع� م�ث �ن� ت ، ال يحمله عنها أحد ، كما قال : } و�إ

�ى { ]فاطر : ب �ان� ذ�ا ق�ر� ع�ى { أي : كما ال يحمل18ك �ال م�ا س� ان� إ �س� �إلن �س� ل �ي �ن� ل [ ، } و�أ عليه وزر غيره ، كذلك ال يحصل من األجر إال ما كسب هو لنفسه. ومن وهذه اآلية

الكريمة استنبط الشافعي ، رحمه الله ، ومن اتبعه أن القراءة ال يصل إهداء ثوابها إلى الموتى ؛ ألنه ليس من عملهم وال كسبهم ؛ ولهذا لم يندب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته وال حثهم عليه ، وال أرشدهم إليه بنص وال إيماء ، ولم ينقل ذلك عن

أحد من الصحابة ، رضي الله عنهم ، ولو كان خيرا لسبقونا إليه ، وباب القربات يقتصر فيه على النصوص ، وال يتصرف فيه بأنواع األقيسة واآلراء ، فأما الدعاء والصدقة فذاك

مجمع على وصولهما ، ومنصوص من الشارع عليهما. وأما الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إذا مات اإلنسان انقطع عمله إال من ثالث : من ولد صالح

( ، فهذه الثالثة في الحقيقة3يدعو له ، أو صدقة جارية من بعده ، أو علم ينتفع به" ) هي من سعيه وكده وعمله ، كما جاء في الحديث : "إن أطيب ما أكل الرجل من

(. والصدقة الجارية كالوقف ونحوه هي من آثار عمله4كسبه ، وإن ولده من كسبه" )ه�م { ) �ار� �ب� م�ا ق�د�م�وا و�آث �ت �ك �ى و�ن �م�و�ت �ي ال ي �ح� �ح�ن� ن �ا ن �ن ( اآلية5ووقفه ، وقد قال تعالى : } إ

[. والعلم الذي نشره في الناس فاقتدى به الناس بعده هو أيضا من سعيه12]يس : وعمله ، وثبت في الصحيح : "من دعا إلى هدى كان له من األجر مثل أجور من اتبعه ،

من غير أن ينقص من أجورهم شيئا".ى { أي : يوم القيامة ، كما قال تعالى : } و�ق�ل� اع�م�ل�وا �ر� و�ف� ي �ه� س� ع�ي �ن� س� وقوله : } و�أ�م� �ك �ئ �ب �ن ه�اد�ة� ف�ي �ب� و�الش� �غ�ي � ال �م �ل�ى ع�ال د�ون� إ �ر� ت �ون� و�س� �م�ؤ�م�ن �ه� و�ال ول س� �م� و�ر� �ك �ه� ع�م�ل ى الل �ر� ي ف�س�

�ع�م�ل�ون { ]التوبة : �م� ت �ت �ن �م�ا ك [ أي : فيخبركم به ، ويجزيكم عليه أتم الجزاء ، إن105باء� األو�ف�ى { أي : �ج�ز� اه� ال �ج�ز� �م� ي خيرا فخير ، وإن شرا فشر. وهكذا قال هاهنا : } ث

األوفر.__________

( في م : "بن".1) ( من كال20/192( ورواه الطبراني في المعجم الكبير )27/43( تفسير الطبري )2)

( : "فيه ضعفاء وثقوا".10/117الطريقين وقال الهيثمي في المجمع )قلت في األولى : ابن لهيعة وهو ضعيف.

وفي الثانية : رشدين بن سعد وهو ضعيف.وفيهما : زيان بن فائد وهو ضعيف.

(.1631( صحيح مسلم برقم )3) ( والترمذي في3528( وأبو داود في السنن برقم )6/31( رواه أحمد في المسند )4)

( من حديث عائشة رضي الله7/240( والنسائي في السنن )1358السنن برقم )عنها/ وقال الترمذي : "هذا حديث حسن صحيح".

( في م : )وآثارهم وكل شيء أحصيناه(.5)

(7/465)

347

Page 149: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ه�ى ) �ت �م�ن �ك� ال ب �ل�ى ر� ن� إ� �ك�ى )42و�أ �ب �ض�ح�ك� و�أ �ه� ه�و� أ ن

� �ا )43( و�أ ي �ح� م�ات� و�أ� �ه� ه�و� أ ن

� ( 44( و�أ

�ه�ى ) �ت �م�ن �ك� ال ب �ل�ى ر� ن� إ� �ك�ى )42} و�أ �ب �ض�ح�ك� و�أ �ه� ه�و� أ ن

� �ا )43( و�أ ي �ح� م�ات� و�أ� �ه� ه�و� أ ن

� ( {44( و�أ

(7/466)

�ى ) �ث �ن �ر� و�األ� �ن� الذ�ك ي و�ج� ل�ق� الز� �ه� خ� ن� �ى )45و�أ �م�ن �ذ�ا ت �ط�ف�ة� إ �ة�46( م�ن� ن أ �ش� �ه� الن �ي �ن� ع�ل ( و�أ

ى ) �خ�ر� �ى )47األ� �ق�ن �ى و�أ �غ�ن �ه� ه�و� أ ن� ى )48( و�أ ع�ر� ب� الش� �ه� ه�و� ر� ن

� �ه�ل�ك� ع�اد�ا49( و�أ �ه� أ ن� ( و�أ

�ول�ى ) �ق�ى )50األ� �ب �م�ود� ف�م�ا أ �ط�غ�ى )51( و�ث �م� و�أ �ظ�ل �وا ه�م� أ �ان �ه�م� ك �ن �ل� إ �وح� م�ن� ق�ب ( و�ق�و�م� ن�ه�و�ى )52 �ة� أ �ف�ك �م�ؤ�ت ى )53( و�ال اه�ا م�ا غ�ش� ى )54( ف�غ�ش� �م�ار� �ت �ك� ت ب ء� ر� �ال� ي� آ

� �أ ( 55( ف�ب

�ى ) �ث �ر� و�األن �ن� الذ�ك ي و�ج� ل�ق� الز� �ه� خ� ن� �ى )45} و�أ �م�ن �ذ�ا ت �ط�ف�ة� إ �ة�46( م�ن� ن أ �ش� �ه� الن �ي �ن� ع�ل ( و�أ

ى ) �ى )47األخ�ر� �ق�ن �ى و�أ �غ�ن �ه� ه�و� أ ن� ى )48( و�أ ع�ر� ب� الش� �ه� ه�و� ر� ن

� �ه�ل�ك� ع�اد�ا49( و�أ �ه� أ ن� ( و�أ

�ق�ى )50األول�ى ) �ب �م�ود� ف�م�ا أ �ط�غ�ى )51( و�ث �م� و�أ �ظ�ل �وا ه�م� أ �ان �ه�م� ك �ن �ل� إ �وح� م�ن� ق�ب ( و�ق�و�م� ن�ه�و�ى )52 �ة� أ �ف�ك �م�ؤ�ت ى )53( و�ال اه�ا م�ا غ�ش� ى )54( ف�غ�ش� �م�ار� �ت �ك� ت ب ي� آالء� ر�

� �أ ( {55( ف�ب�ه�ى { أي : المعاد يوم القيامة.1يقول تعالى ]مخبرا[ ) �ت �م�ن �ك� ال ب �ل�ى ر� ن� إ

� ( } و�أعيد ، حدثنا مسلم بن خالد ، عن عبد و�يد بن س� قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا س� الرحمن بن سابط ، عن عمرو بن ميمون األو�دي� قال : قام فينا معاذ بن جبل فقال : يا

بني أود ، إني رسول الله إليكم ، تعلمون أن المعاد إلى الله ، إلى الجنة أو إلى النار. وذكر البغوي من رواية أبي جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن

�ه�ى { ، �ت �م�ن �ك� ال ب �ل�ى ر� ن� إ� أبي بن كعب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : } و�أ

(.2قال : ال فكرة� في الرب )�روا في الخلق وال تفكروا وي عن أبي هريرة مرفوعا : "تفك قال البغوي : وهذا مثل ما ر�

�رة".3في الخالق ، فإنه ال تحيط ) ( به الف�ك ( ، وإنما الذي في الصحيح : "يأتي الشيطان4كذا أورده ، وليس بمحفوظ بهذا اللفظ )

أحدكم فيقول : من خلق كذا ؟ من خلق كذا ؟ حتى يقول : من خلق ربك ؟ فإذا بلغ�ه" ) �ت �ن �ي (.5أحدكم ذلك فليستعذ بالله و�ل

( في6وفي الحديث اآلخر الذي في السنن : "تفكروا في مخلوقات الله ، وال تفكروا )يرة ثالثمائة سنة" أو ذات الله ، فإن الله خلق ملكا ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه م�س�

(.7كما قال )�ك�ى { أي : خلق في عباده الضحك ، والبكاء وسببهما �ب �ض�ح�ك� و�أ �ه� ه�و� أ ن

� وقوله : } و�أوهما مختلفان.

�اة { ]الملك : ي �ح� �م�و�ت� و�ال ل�ق� ال �ذ�ي خ� �ا { ، كقوله : } ال ي �ح� م�ات� و�أ� �ه� ه�و� أ ن

� �ه�2} و�أ ن� [ ، } و�أ

�ن� ي و�ج� ل�ق� الز� خ�__________

( زيادة من أ.1)(.7/417( معالم التنزيل للبغوي )2)( في م : "يحيط".3) ( ورواه ابن عساكر في المجلس التاسع والثالثون7/417( معالم التنزيل للبغوي )4)

348

Page 150: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( من طريق محمد بن4/395( كما في السلسلة الصحيحة )50/1ومائة من األمالي ) سلمة البلخي عن بشر بن الوليد عن عبد العزيز بن أبي سلمة عن الزهري عن أبي

سلمة عن أبي هريرة به ، وفيه بشر بن الوليد وهو ضعيف.(.134( وصحيح مسلم برقم )3276( صحيح البخاري برقم )5)( في أ : "وال تتفكروا".6) (4727( لم أجده بهذا اللفظ ، وقد روى أبو داود القطعة الثانية في سننه برقم )7)

من حديث جابر رضي الله عنه ، مرفوعا بلفظ : "أذن لي أن أحدث عن ملك من مالئكة الله من حملة العرش ، وإن ما بين شحمه أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة

عام". والقطعة األولى : رويت من حديث أبي ذر مرفوعا : "تفكروا في خلق الله ، وال

تتفكروا في الله فتهلكوا".(.4أخرجه أبو الشيخ في العظمة برقم )

(7/466)

�م� �ل د�ى. أ ك� س� �ر� �ت ن� ي� ان� أ �س� �ح�س�ب� اإلن �ي �ى { ، كقوله : } أ �م�ن �ذ�ا ت �ط�ف�ة� إ �ى. م�ن� ن �ث �ر� و�األن الذ�ك

�ر� �ن� الذ�ك ي و�ج� �ه� الز� و�ى. ف�ج�ع�ل� م�ن ل�ق� ف�س� �ق�ة� ف�خ� �ان� ع�ل �م� ك �ى. ث �م�ن �ي¦ ي �ط�ف�ة� م�ن� م�ن �ك� ن ي�ى { ]القيامة : �م�و�ت �ي� ال ي �ح� �ن� ي �ق�اد�ر� ع�ل�ى أ �س� ذ�ل�ك� ب �ي �ل �ى. أ �ث (.1[. )40 - 36و�األن

ى { أي : كما خلق البداءة هو قادر على اإلعادة ، �ة� األخ�ر� أ �ش� �ه� الن �ي �ن� ع�ل وقوله : } و�أ�ى { أي : م�ل�ك عباده المال ، �ق�ن �ى و�أ �غ�ن �ه� ه�و� أ ن

� وهي النشأة اآلخرة يوم القيامة. } و�أ�ة مقيما عندهم ، ال يحتاجون إلى بيعه ، فهذا تمام النعمة عليهم. وعلى �ي وجعله لهم ق�ن

هذا يدور كالم كثير من المفسرين ، منهم أبو صالح ، وابن جرير ، وغيرهما. وعن�ى { : أخدم. وكذا قال قتادة. �ق�ن �ى { : م�و�ل ، } و�أ �غ�ن مجاهد : } أ

ض�ى. �ى { : ر� �ق�ن �ى { : أعطى ، } و�أ �غ�ن وقال ابن عباس ومجاهد أيضا : } أوقيل : معناه : أغنى نفسه وأفقر الخالئق إليه ، قاله الحضرمي بن الحق.

�ى { : أفقر من شاء منهم ، قاله ابن زيد. �ق�ن �ى { من شاء من خلقه و } و�أ �غ�ن وقيل : } أ( وهما بعيدان من حيث اللفظ.2حكاهما ابن جرير )

ى { قال ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، وابن زيد ، ع�ر� ب� الش� �ه� ه�و� ر� ن� وقوله : } و�أ

م الجوزاء" كانت طائفة من العرب ز� وغيرهم : هو هذا النجم الوقاد الذي يقال له : "م�ر�يعبدونه.

�ه�ل�ك� ع�اد�ا األول�ى { وهم : قوم هود. ويقال لهم : عاد بن إرم بن سام بن نوح ، �ه� أ ن� } و�أ

�ه�ا ف�ي �ل ل�ق� م�ث �خ� �م� ي �ي ل �ت �ع�م�اد�. ال م� ذ�ات� ال �ر� �ع�اد�. إ �ك� ب ب �ف� ف�ع�ل� ر� �ي �ر� ك �م� ت �ل كما قال تعالى : } أ�الد� { ]الفجر : �ب [ ، فكانوا من أشد الناس وأقواهم وأعتاهم على الله وعلى8 - 6ال

� �ام �ي �ة� أ �ي �م�ان �ال� و�ث �ي �ع� ل ب �ه�م� س� �ي ه�ا ع�ل خ�ر� �ة�. س� �ي ص�ر� ع�ات �ر�يح� ص�ر� رسوله ، فأهلكهم الله } بوم�ا { ]الحاقة : [.7 ، 6ح�س�

�وح� م�ن� �ق�ى { ، أي : دمرهم فلم يبق منهم أحدا ، } و�ق�و�م� ن �ب �م�ود� ف�م�ا أ وقوله : } و�ث�ط�غ�ى { أي : أشد تمردا من �م� و�أ �ظ�ل �وا ه�م� أ �ان �ه�م� ك �ن �ل { أي : من قبل هؤالء ، } إ ق�ب

�بها عليهم فجعل عاليها �ه�و�ى { يعني : مدائن لوط ، ق�ل �ة� أ �ف�ك �م�ؤ�ت الذين من بعدهم ، } و�الى { اه�ا م�ا غ�ش� سافلها ، وأمطر عليهم حجارة من سجيل منضود ؛ ولهذا قال : } ف�غ�ش�

349

Page 151: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ذ�ر�ين { �م�ن اء� م�ط�ر� ال ا ف�س� �ه�م� م�ط�ر� �ي �ا ع�ل ن م�ط�ر�� يعني : من الحجارة التي أرسلها عليهم } و�أ

[.173]الشعراء : قال قتادة : كان في مدائن لوط أربعة آالف ألف إنسان ، فانضرم عليهم الوادي شيئا

( ابن أبي حاتم ، عن أبيه ، عن محمد4(. رواه )3من نار ونفط وق�ط�ران كفم األتون )بن وهب بن عطية ، عن الوليد بن مسلم ، عن خليد ، عنه به. وهو غريب جدا.

__________( في م : "تمنى".1)(.27/44( تفسير الطبري )2)( في أ : "كتم األنوف".3)( في م : "ورواه".4)

(7/467)

�ول�ى ) �ذ�ر� األ� �ذ�ير� م�ن� الن �ز�ف�ة� )56ه�ذ�ا ن ز�ف�ت� اآل�� ف�ة� )57( أ �اش� �ه� ك �ه�ا م�ن� د�ون� الل �س� ل �ي (58( ل

�ون� ) ب �ع�ج� �ح�د�يث� ت �ف�م�ن� ه�ذ�ا ال �ون� )59أ �ك �ب �ون� و�ال� ت �ض�ح�ك ام�د�ون� )60( و�ت �م� س� �ت �ن (61( و�أ�د�وا ) �ه� و�اع�ب �ل ج�د�وا ل ( 62ف�اس�

ى { أي : ففي أي نعم الله عليك أيها اإلنسان تمتري ؟ قاله �م�ار� �ت �ك� ت ب ي� آالء� ر�� �أ } ف�بقتادة.

ى { يا محمد. واألول أولى ، وهو اختيار ابن �م�ار� �ت �ك� ت ب ي� آالء� ر�� �أ يج : } ف�ب وقال ابن ج�ر�

جرير.�ذ�ر� األول�ى ) �ذ�ير� م�ن� الن ز�ف�ت� اآلز�ف�ة� )56} ه�ذ�ا ن

� ف�ة� )57( أ �اش� �ه� ك �ه�ا م�ن� د�ون� الل �س� ل �ي ( ل�ون� )58 ب �ع�ج� �ح�د�يث� ت �ف�م�ن� ه�ذ�ا ال �ون� )59( أ �ك �ب �ون� و�ال ت �ض�ح�ك ام�د�ون� )60( و�ت �م� س� �ت �ن (61( و�أ

�د�وا ) �ه� و�اع�ب �ل ج�د�وا ل ( {62ف�اس��ذ�ر� األول�ى { أي : من �ذ�ير� { يعني : محمدا صلى الله عليه وسلم } م�ن� الن } ه�ذ�ا نس�ل { �د�ع�ا م�ن� الر� �ت� ب �ن جنسهم ، أرسل كما أرسلوا ، كما قال تعالى : } ق�ل� م�ا ك

[.9]األحقاف : ف�ة� �اش� �ه� ك �ه�ا م�ن� د�ون� الل �س� ل �ي ز�ف�ت� اآلز�ف�ة { أي : اقتربت القريبة ، وهي القيامة ، } ل

� } أ{ أي : ال يدفعها إذ�ا من دون الله أحد ، وال يطلع على علمها سواه.

ثم قال تعالى منكرا على المشركين في استماعهم القرآن وإعراضهم عنه وتلهيهم : }�ون� ) ب �ع�ج� �ون� )1ت �ض�ح�ك ( { منه استهزاء وسخرية ، } و�ال2( { من أن يكون صحيحا ، } و�ت

�ون� �ك �ب �ألذ�ق�ان� ي ون� ل �خ�ر� �ون� { أي : كما يفعل الموقنون به ، كما أخبر عنهم : } و�ي �ك �ب توع�ا { ]اإلسراء : �ز�يد�ه�م� خ�ش� [.109و�ي

ام�د�ون� { قال سفيان الثوري ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : الغناء �م� س� �ت �ن وقوله : } و�أم�د لنا : غ�ن� ) ( لنا. وكذا قال عكرمة.3، هي يمانية ، اس�

ام�د�ون� { : معرضون. وكذا قال مجاهد ، وعكرمة. وفي رواية عن ابن عباس : } س� وقال الحسن : غافلون. وهو رواية عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. وفي رواية

عن ابن عباس : تستكبرون. وبه يقول السدي. ثم قال آمرا لعباده بالسجود له والعبادة المتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم

350

Page 152: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�د�وا { ) �ه� و�اع�ب �ل ج�د�وا ل ( أي : فاخضعوا له وأخلصوا ووحدوا.4والتوحيد واإلخالص : } ف�اس� قال البخاري : حدثنا أبو م�ع�م�ر ، حدثنا عبد الوارث ، حدثنا أيوب ، عن عكرمة ، عن ابن

عباس قال : سجد النبي صلى الله عليه وسلم بالنجم ، وسجد معه المسلمون(.5والمشركون والجن واإلنس. انفرد به دون مسلم )

وقال اإلمام أحمد : حدثنا إبراهيم بن خالد ، حدثنا رباح ، عن م�ع�م�ر ، عن ابن طاوس ، عن عكرمة بن خالد ، عن جعفر بن المطلب بن أبي و�د�اعة ، عن أبيه قال : قرأ رسولج�د من عنده ، فرفعت� رأسي الله صلى الله عليه وسلم بمكة سورة النجم ، فسجد وس�

وأبيت� أن أسجد ، ولم يكن أسلم يومئذ المطلب ، __________

( في م : "يعجبون".1)( في م : "يضحكون".2)( في م ، أ : "تغني".3)( في م : "فليسجدوا" وهو خطأ.4)(.4862( صحيح البخاري برقم )5)

(7/468)

( إال سجد معه.1فكان بعد ذلك ال يسمع أحد�ا يقرؤها ) وقد رواه النسائي في الصالة ، عن عبد الملك بن عبد الحميد ، عن أحمد بن حنبل ، به

(2.)ز�ف�ت�

� �ذ�ر� األول�ى. أ �ذ�ير� م�ن� الن ذكر حديث له مناسبة بما تقدم من قوله تعالى : } ه�ذ�ا ن اآلز�ف�ة { ، فإن النذير هو : الحذر لما يعاين من الشر ، الذي يخشى وقوعه فيمن

د�يد { ]سبأ : �د�ي� ع�ذ�اب� ش� �ن� ي �ي �م� ب �ك �ذ�ير� ل �ال ن �ن� ه�و� إ [. وفي46أنذرهم ، كما قال : } إ الحديث : "أنا النذير الع�ريان" أي : الذي أعجله شدة ما عاين من الشر عن أن يلبس

�ا ، بل بادر إلى إنذار قومه قبل ذلك ، فجاءهم ع�ريانا مسرعا مناسب لقوله : عليه شيئز�ف�ت� اآلز�ف�ة { أي : اقتربت القريبة ، يعني : يوم القيامة كما قال في أول السورة

� } أاع�ة� { ]القمر : �ت� الس� ب �ر� [ ، قال اإلمام أحمد : 1التي بعدها : } اق�ت

حدثنا أنس بن عياض ، حدثني أبو حازم - ال أعلم إال عن سهل بن سعد - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إياكم ومحقرات الذنوب ، فإنما مثل محقرات

تهم ، �ز� ب الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن واد ، فجاء ذا بعود ، وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خ� وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها تهلكه". وقال أبو حازم : قال رسول اللهة : ال أعلم إال عن سهل بن سعد - قال : "مثلي صلى الله عليه وسلم - قال أبو ض�م�ر� مثل الساعة كهاتين" وفرق بين أصبعيه الوسطى والتي تلي اإلبهام ، ثم قال : "مثلي

ومثل الساعة كمثل ف�رس�ي ر�ه�ان" ، ثم قال : "مثلي ومثل الساعة كمثل رجل بعثه قومه طليعة ، فلما خشي أن يسبق أالح بثوبه : أتيتم أتيتم". ثم يقول رسول الله صلى

(. وله شواهد من وجوه أخر من صحاح وح�سان. ولله3الله عليه وسلم : "أنا ذلك" )الحمد والمنة ، وبه الثقة والعصمة.

( سورة النجم ولله الحمد والمنة4آخر ]تفسير[ )__________

351

Page 153: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( في م ، أ : "يقرأ بها".1)(.2/160( وسنن النسائي )6/399( المسند )2)(.5/331( المسند )3)( زيادة من م ، أ.4)

(7/469)

�ق�م�ر� ) ق� ال �ش� اع�ة� و�ان �ت� الس� ب �ر� �م�ر¥ )1اق�ت ت ح�ر� م�س� �وا س� �ق�ول �ع�ر�ض�وا و�ي �ة� ي �ي و�ا آ �ر� �ن� ي (2( و�إ�ق�ر¥ ) ت م�ر� م�س�

� �ل� أ �ه�و�اء�ه�م� و�ك �ع�وا أ �ب �وا و�ات �ذ�ب د�ج�ر� )3و�ك �اء� م�ا ف�يه� م�ز� �ب �ن اء�ه�م� م�ن� األ� �ق�د� ج� (4( و�ل�ذ�ر� ) �غ�ن� الن �غ�ة� ف�م�ا ت �ال �م�ة� ب ( 5ح�ك

(1تفسير سورة القمر )وهي مكية.

( : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ2قد تقدم في حديث أبي واقد ) بقاف ، واقتربت الساعة ، في األضحى والف�ط�ر ، وكان يقرأ بهما في المحافل الكبار ،

الشتمالهما على ذكر الوعد والوعيد وبدء الخلق وإعادته ، والتوحيد وإثبات النبوات ،وغير ذلك من المقاصد العظيمة.

بسم الله الرحمن الرحيم�ق�م�ر� ) ق� ال �ش� اع�ة� و�ان �ت� الس� ب �ر� �م�ر¥ )1} اق�ت ت ح�ر� م�س� �وا س� �ق�ول �ع�ر�ض�وا و�ي �ة� ي و�ا آي �ر� �ن� ي (2( و�إ

�ق�ر¥ ) ت م�ر� م�س�� �ل� أ �ه�و�اء�ه�م� و�ك �ع�وا أ �ب �وا و�ات �ذ�ب د�ج�ر� )3و�ك �اء� م�ا ف�يه� م�ز� �ب اء�ه�م� م�ن� األن �ق�د� ج� (4( و�ل

�ذ�ر� ) �غ�ن� الن �غ�ة� ف�م�ا ت �ال �م�ة� ب ( {5ح�ك�ه� م�ر� الل

� �ى أ �ت يخبر تعالى عن اقتراب الساعة وفراغ الدنيا وانقضائها. كما قال تعالى : } أ�ه� [ { ] النحل : ان �ح� ب ل�وه� ]س� �ع�ج� ت �س� �ه�م� و�ه�م�3 [ ، )1ف�ال ت اب �اس� ح�س� �لن ب� ل �ر� ( وقال : } اق�ت

�ة� م�ع�ر�ض�ون� { ] األنبياء : [ وقد وردت األحاديث بذلك ، قال الحافظ أبو بكر1ف�ي غ�ف�لالبزار :

حدثنا محمد بن المثنى وعمرو بن علي قاال حدثنا خلف بن موسى ، حدثني أبي ، عن قتادة ، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خ�ط�ب� أصحابه ذات يوم ، وقد

( يسير ، فقال : "والذي نفسي بيده4كادت الشمس أن تغرب فلم يبق منها إال ش�ف¥ ) ما بقي من الدنيا فيما مضى منها إال كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه ، وما نرى

(.5من الشمس إال يسيرا" ) قلت : هذا حديث مداره على خلف بن موسى بن خلف الع�م�ي� ، عن أبيه. وقد ذكره

�ان في الثقات ، وقال : ربما أخطأ. ب ابن ح��ن ، حدثنا �ي حديث آخر يعضد الذي قبله ويفسره ، قال اإلمام أحمد : حدثنا الفضل بن د�ك�ل ، عن مجاهد ، عن ابن عمر قال : كنا جلوسا عند النبي �ه�ي شريك ، حدثنا سلمة بن ك�ق�عان بعد العصر ، فقال : "ما أعماركم في صلى الله عليه وسلم والشمس على ق�ع�ي

(.6أعمار من مضى إال كما بقي من النهار فيما مضى" )__________

( في أ : "اقتربت".1)( انظر أول تفسير سورة : "ق".2)

352

Page 154: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( زيادة من أ.3)( في أ : "شيء".4) ( حدثنا ابن بشار ومحمد بن المثنى عن خلف بن1/11( رواه الطبري في تاريخه )5)

موسى به. ( : "رواه البزار من طريق خلف بن موسى عن أبيه10/311قال الهيثمي في المجمع )

وقد وثقا".(.2/115( المسند )6)

(7/470)

وقال اإلمام أحمد : حدثنا حسين ، حدثنا محمد بن م�ط�ر�ف ، عن أبي حازم ، عن سهل�ع�ثت� والساعة ) (1بن سعد قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "ب

هكذا". وأشار بإصبعيه : السبابة والوسطى.(.2أخرجاه من حديث أبي حازم سلمة بن دينار )

�يد ، حدثنا األعمش ، عن أبي خالد ، عن وهب وقال اإلمام أحمد : حدثنا محمد بن ع�بو�ائي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "بعثت أنا والساعة كهذه من الس�

(.4( " وجمع األعمش بين السبابة والوسطى )3هذه إن كادت لتسبقها ) (5وقال اإلمام أحمد : حدثنا أبو المغيرة ، حدثنا األوزاعي ، حدثنا إسماعيل بن عبيد )

الله ، قال : قدم أنس بن مالك على الوليد بن عبد الملك فسأله : ماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر به الساعة ؟ فقال : سمعت رسول الله صلى

الله عليه وسلم يقول : "أنتم والساعة كهاتين". (. وشاهد ذلك أيضا في الصحيح في أسماء رسول الله6تفرد به أحمد ، رحمه الله )

ر� الناس على قدميه. �ح�ش� صلى الله عليه وسلم : أنه الحاشر الذي ي�ه�ز� بن أسد ، حدثنا سليمان بن المغيرة ، حدثنا حميد بن وقال اإلمام أحمد : حدثنا بو�ان - قال بهز : وقال قبل هذه هالل ، عن خالد بن عمير قال : خطب عتبة بن غ�ز� المرة - خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فحمد الله وأثنى عليه ، ثم

�ابة كصبابة � وولت حذاء ، ولم يبق منها إال ص�ب م قال : "أما بعد ، فإن الدنيا قد آذنت بص�ر� اإلناء يتصابها صاحبها ، وإنكم منتقلون منها إلى دار ال زوال لها ، فانتقلوا بخير ما

�لق�ى من شفير جهنم فيهوي فيها سبعين عاما ) بحضرتكم ، فإنه قد ذكر لنا أن الحجر ياع�ي7 ا ، والله لتملؤنه ، أفعجبتم! والله لقد ذكر لنا أن ما بين م�ص�ر� ( ما يدرك لها قعر�

الجنة مسيرة أربعين عاما ، وليأتين عليه يوم وهو كظيظ الزحام" وذكر تمام الحديث ،(.8انفرد به مسلم )

�ة� ، أخبرنا عطاء بن السائب ، �ي وقال أبو جعفر بن جرير : حدثني يعقوب ، حدثني ابن ع�لخ ، فجاءت ) س� ل�مي قال : نزلنا المدائن فكنا منها على ف�ر� (9عن أبي عبد الرحمن الس�

�ت� ب �ر� الجمعة ، فحضر أبي وحضرت معه فخطبنا حذيفة فقال : أال إن الله يقول : } اق�ت�ق�م�ر� { ، أال وإن الساعة قد اقتربت ، أال وإن القمر قد انشق ، أال وإن ق� ال �ش� اع�ة� و�ان الس�

الدنيا قد آذنت بفراق ، أال وإن اليوم المضمار ، وغدا السباق ، فقلت ألبي : أيستبقالناس غدا ؟ فقال : يا بني إنك لجاهل ، إنما هو السباق باألعمال.

__________

353

Page 155: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( في م : "بعثت أنا والساعة".1)(.2950( وصحيح مسلم برقم )6503( وصحيح البخاري برقم )5/388( المسند )2)( في م ، أ : "لتسبقني".3)(.4/309( المسند )4)( في أ : "عبد".5)(.3/223( المسند )6)( في م : "خريفا".7)(.2967( وصحيح مسلم برقم )4/174( المسند )8)( في أ : "حانت".9)

(7/471)

ثم جاءت الجمعة األخرى فحضرنا فخطب حذيفة ، فقال : أال إن الله ، عز وجل يقول :�ق�م�ر� { ، أال وإن الدنيا قد آذنت بفراق ، أال وإن اليوم ق� ال �ش� اع�ة� و�ان �ت� الس� ب �ر� } اق�ت

(.1المضمار وغدا السباق ، أال وإن الغاية النار ، والسابق من سبق إلى الجنة )�ق�م�ر� { : قد كان هذا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ق� ال �ش� وقوله : } و�ان

كما ثبت ذلك في األحاديث المتواترة باألسانيد الصحيحة. وقد ثبت في الصحيح عن ابن مسعود أنه قال : "خمس قد مضين : الروم ، والدخان ، واللزام ، والبطشة ، والقمر"

(. وهذا أمر متفق عليه بين العلماء أي انشقاق القمر قد وقع في زمان النبي صلى2)الله عليه وسلم وأنه كان إحدى المعجزات الباهرات.

ذكر األحاديث الواردة في ذلك : رواية أنس بن مالك :

قال اإلمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا م�ع�م�ر ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك قال : سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم آية ، فانشق القمر بمكة مرتين ،

�ق�م�ر� {. ق� ال �ش� اع�ة� و�ان �ت� الس� ب �ر� فقال : } اق�ت(.3ورواه مسلم ، عن محمد بن رافع ، عن عبد الرزاق )

وقال البخاري : حدثني عبد الله بن عبد الوهاب ، حدثنا بشر بن المفضل ، حدثنا سعيدوبة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ؛ أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى بن أبي ع�ر�

اء بينهما ) ق�ين ، حتى رأوا ح�ر� (.4الله عليه وسلم أن يريهم آية ، فأراهم القمر ش� (. ورواه5وأخرجاه أيضا من حديث يونس بن محمد المؤد�ب ، عن شيبان ، عن قتادة )

مسلم أيضا من حديث أبي داود الطيالسي ، ويحيى القطان ، وغيرهما ، عن شعبة ،(.6عن قتادة ، به )

رواية جبير بن مطعم رضي الله عنه : قال اإلمام أحمد : حدثنا محمد بن كثير ، حدثنا سليمان بن كثير ، عن حصين بن عبد

الرحمن ، عن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه ، قال : انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصار فرقتين : فرقة على هذا الجبل ، وفرقة على هذا الجبل ، فقالوا : سحرنا محمد. فقالوا : إن كان سحرنا فإنه ال يستطيع أن يسحر

الناس كلهم. تفرد به اإلمام أحمد من هذا الوجه ، وأسنده البيهقي في "الدالئل" من طريق محمد

354

Page 156: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

بن كثير ، __________

(.27/51( تفسير الطبري )1)(.4767( صحيح البخاري برقم )2)(.2802( وصحيح مسلم برقم )3/165( المسند )3)(.3868( صحيح البخاري برقم )4)(.2802( وصحيح مسلم برقم )4867( صحيح البخاري برقم )5) ( من طريق4868( ورواه البخاري في صحيحه برقم )2802( صحيح مسلم برقم )6)

يحيى عن شعبة به.

(7/472)

(. وهكذا رواه ابن2( )1عن أخيه سليمان بن كثير ، عن حصين بن عبد الرحمن ، ]به[ ) (. ورواه البيهقي أيضا4( من حديث محمد بن فضيل وغيره ، عن حصين ، به )3جرير )

�م ، كالهما عن ح�ص�ين عن جبير بن محمد بن جبير ي من طريق إبراهيم بن ط�ه�م�ان وه�ش�(.5بن مطعم ، عن أبيه ، عن جده فذكره )

(6رواية عبد الله بن عباس ]رضي الله عنهما[ )اك بن مالك ، عن قال البخاري : حدثنا يحيى بن بكير ، حدثنا بكر ، عن جعفر ، عن ع�ر�عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس قال : انشق القمر في زمان رسول )

(.8( الله صلى الله عليه وسلم )7 ورواه البخاري أيضا ومسلم ، من حديث بكر بن مضر ، عن جعفر بن ربيعة ، عن

اك ]بن مالك[ ) (.10( ، به مثله )9ع�ر� وقال ابن جرير : حدثنا ابن مثنى ، حدثنا عبد األعلى ، حدثنا داود بن أبي هند ، عن علي

�ة� و�ا آي �ر� �ن� ي . و�إ �ق�م�ر� ق� ال �ش� اع�ة� و�ان �ت� الس� ب �ر� بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : } اق�ت�م�ر¥ { قال : قد مضى ذلك ، كان قبل الهجرة ، انشق القمر ت ح�ر� م�س� �وا س� �ق�ول �ع�ر�ض�وا و�ي ي

حتى رأوا شقيه.وروى الع�و�في ، عن ابن عباس نحو هذا.

وقال الطبراني : حدثنا أحمد بن عمرو البزار ، حدثنا محمد بن يحيى الق�ط�ع�ي ، حدثنا محمد بن بكر ، حدثنا ابن جريج ، عن عمرو بن دينار ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قالح�ر القمر. فنزلت �س�ف� القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : س� : ك

�ق�م�ر� { إلى قوله : } مستمر {. ق� ال �ش� اع�ة� و�ان �ت� الس� ب �ر� : } اق�ترواية عبد الله بن عمر :

قال الحافظ أبو بكر البيهقي : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قاال حدثنا أبو العباس األصم ، حدثنا العباس بن محمد الد�وري ، حدثنا وهب بن جرير ، عن شعبة ، عن األعمش ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عمر في قوله تعالى :�ق�م�ر� { قال : وقد كان ذلك على عهد رسول الله صلى الله ق� ال �ش� اع�ة� و�ان �ت� الس� ب �ر� } اق�ت�ق�ة من دون الجبل ، وفلقة من خلف الجبل ، فقال النبي �ين : ف�ل �ق�ت عليه وسلم انشق ف�ل

صلى الله عليه وسلم : "اللهم اشهد".__________

355

Page 157: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( زيادة من م.1)(.2/268( ودالئل النبوة للبيهقي )4/81( المسند )2)( في أ : "جبير".3)(.27/51( تفسير الطبري )4)(.2/268( دالئل النبوة )5)( زيادة من م.6)( في م ، أ : "النبي".7)(.4866( صحيح البخاري برقم )8)( زيادة من أ.9)(.2803( وصحيح مسلم برقم )3638( صحيح البخاري برقم )10)

(7/473)

وهكذا رواه مسلم ، والترمذي ، من طرق عن شعبة ، عن األعمش ، عن مجاهد ، به ) (. قال مسلم كرواية مجاهد عن أبي معمر عن ابن مسعود. وقال الترمذي : حسن1

صحيح.رواية عبد الله ابن مسعود :

يح ، عن مجاهد ، عن أبي م�ع�م�ر ، عن �ج� قال اإلمام أحمد : حدثنا سفيان ، عن ابن أبي ن ابن مسعود قال : انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شقين حتى

نظروا إليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "اشهدوا". (. وأخرجاه من حديث2وهكذا رواه البخاري ومسلم ، من حديث سفيان بن عيينة ، به )

ة ، عن ابن مسعود ، به ) �ر� ب خ� (.3األعمش ، عن إبراهيم ، عن أبي معمر عبد الله بن س� وقال ابن جرير : حدثني عيسى بن عثمان بن عيسى الرملي ، حدثنا عمي يحيى بن عيسى ، عن األعمش ، عن إبراهيم ، عن رجل ، عن عبد الله ، قال : كنا مع رسول

الله صلى الله عليه وسلم بمنى فانشق القمر ، فأخذت فرقة خلف الجبل ، فقال(.4رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اشهدوا ، اشهدوا" )

(.5قال البخاري : وقال أبو الضحى ، عن مسروق ، عن عبد الله : بمكة ) وقال أبو داود الطيالسي : حدثنا أبو عوانة ، عن المغيرة ، عن أبي الض�ح�ى ، عن

مسروق ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت قريش : هذا سحر ابن أبي كبشة. قال : فقالوا : انظروا ما يأتيكمف�ار فقالوا : ف�ار ، فإن محمد�ا ال يستطيع أن يسحر الناس كلهم. قال : فجاء الس� به الس�

(.6ذلك ) وقال البيهقي : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، حدثنا

�م ، حدثنا مغيرة ، عن ي العباس بن محمد الد�و�ري ، حدثنا سعيد بن سليمان ، حدثنا ه�ش� أبى الضحى ، عن مسروق ، عن عبد الله ، قال : انشق القمر بمكة حتى صار

ة ، انظروا �ش� �ب فرقتين ، فقال كفار قريش أهل مكة : هذا سحر سحركم به ابن أبي كح�ر� السفار ، فإن كانوا رأوا ما رأيتم فقد صدق ، وإن كانوا لم يروا مثل ما رأيتم فهو س�

سحركم به. قال : فسئل السفار ، قال : وقدموا من كل وجهة ، فقالوا : رأيناه.�ت�7رواه ابن جرير من حديث المغيرة ، به ) ب �ر� (. وزاد : فأنزل الله عز وجل : } اق�ت

356

Page 158: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ق�م�ر� {. ثم قال ابن جرير : ق� ال �ش� اع�ة� و�ان الس�__________

( وسنن الترمذي برقم2801( وصحيح مسلم برقم )2/267( دالئل النبوة للبيهقي )1)(3288.)(.2800( وصحيح مسلم برقم )4865( وصحيح البخاري برقم )1/377( المسند )2)(.2800( وصحيح مسلم برقم )4864( صحيح البخاري برقم )3)(.27/50( تفسير الطبري )4)(.295( صحيح البخاري برقم )5)(.295( مسند الطيالسي برقم )6)(.27/50( وتفسير الطبري )2/266( دالئل النبوة للبيهقي )7)

(7/474)

�ة ، أخبرنا أيوب ، عن محمد - هو ابن سيرين �ي حدثني يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا ابن ع�ل(.1- قال : نبئت أن ابن مسعود ، رضي الله عنه ، كان يقول : لقد انشق القمر )

وقال ابن جرير أيضا : حدثني محمد بن عمارة ، حدثنا عمرو بن حماد ، حدثنا أسباط ،ج عن سماك ، عن إبراهيم ، عن األسود ، عن عبد الله قال : لقد رأيت الجبل من ف�ر�

القمر حين انشق.م�اك ، عن إبراهيم ، عن األسود ، ورواه اإلمام أحمد عن م�ؤ�م�ل ، عن إسرائيل ، عن س�

عن عبد الله ، قال : انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى(.2رأيت الجبل من بين فرجتي القمر )

وقال ليث عن مجاهد : انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصار فرقتين ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألبي بكر : "اشهد يا أبا بكر". فقال

ح�ر القمر حتى انشق ) (.3المشركون : س��ة� { أي : دليال وحجة وبرهانا } يعرضوا { أي : ال ينقادون له ، بل و�ا آي �ر� �ن� ي وقوله : } و�إ�م�ر¥ { أي : ويقولون : هذا ت ح�ر� م�س� �وا س� �ق�ول يعرضون عنه ويتركونه وراء ظهورهم ، } و�ي

الذي شاهدناه من الحجج ، سحر� سحرنا به.�م�ر¥ { أي : ذاهب. قاله مجاهد ، وقتادة ، وغيرهما ، أي : باطل مضمحل ، ت ومعنى } م�س�

ال دوام له.�ه�و�اء�ه�م� { أي : كذبوا بالحق إذ جاءهم ، واتبعوا ما أمرتهم به آراؤهم �ع�وا أ �ب �وا و�ات �ذ�ب } و�ك

وأهواؤهم من جهلهم وسخافة عقلهم.�ق�ر¥ { قال ) ت م�ر� م�س�

� �ل� أ ( قتادة : معناه : أن الخير واقع بأهل الخير ،4وقوله : } و�كوالشر واقع بأهل الشر.

�ق�ر¥ { أي : يوم القيامة. ت م�ر� م�س�� �ل� أ وقال ابن جريج : مستقر بأهله. وقال مجاهد : } و�ك

�ق�ر¥ { أي : واقع. ت وقال السدي : } م�س��اء� { أي : من األخبار عن قصص األمم المكذبين �ب اء�ه�م� م�ن� األن �ق�د� ج� وقوله : } و�ل

بالرسل ، وما حل بهم من العقاب والنكال والعذاب ، مما يتلى عليهم في هذا القرآن ،د�ج�ر� { أي : ما فيه واعظ لهم عن الشرك والتمادي على التكذيب. } م�ا ف�يه� م�ز�

�غ�ة� { أي : في هدايته تعالى لمن هداه وإضالله لمن أضله ، } ف�م�ا �ال �م�ة� ب وقوله : } ح�ك

357

Page 159: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ذ�ر� { يعني ) �غ�ن� الن ( : أي شيء تغني النذر عمن كتب الله عليه الشقاوة ، وختم على5ت�ح�ج�ة� �ه� ال �ل قلبه ؟ فمن الذي يهديه من بعد الله ؟ وهذه اآلية كقوله تعالى : } ق�ل� ف�ل

�ج�م�ع�ين� { ] األنعام : �م� أ �ه�د�اك اء� ل �و� ش� �غ�ة� ف�ل �ال �ب �ي )149ال �غ�ن [ ، وكذا قوله تعالى : } و�م�ا ت�ون� { ] يونس : 6 �ؤ�م�ن � ال ي �ذ�ر� ع�ن� ق�و�م �ات� و�الن [.101( اآلي

__________(.27/51( تفسير الطبري )1)(.1/413( المسند )2)(.27/51( تفسير الطبري )3)( في م : "قاله".4)( في م ، أ : "بمعنى".5)( في م ، أ : "فما تغني".6)

(7/475)

�ر� ) �ك ي�ء� ن �ل�ى ش� �د�ع� الد�اع� إ �و�م� ي �ه�م� ي �و�ل� ع�ن ( 6ف�ت

�ر� ) �ك ي�ء� ن �ل�ى ش� �د�ع�و الد�اع�ي إ �و�م� ي �ه�م� ي �و�ل� ع�ن ( {6} ف�ت

(7/476)

ر� ) �ش� �ت اد� م�ن �ه�م� ج�ر� ن� �أ �ج�د�اث� ك ج�ون� م�ن� األ� �خ�ر� ه�م� ي �ص�ار� �ب ع�ا أ �ق�ول�7خ�ش� �ل�ى الد�اع� ي ( م�ه�ط�ع�ين� إ

ر� ) �و�م� ع�س� ون� ه�ذ�ا ي �اف�ر� �ك د�ج�ر�8ال �ون� و�از� ن �وا م�ج� �ا و�ق�ال �د�ن �وا ع�ب �ذ�ب �وح� ف�ك �ه�م� ق�و�م� ن �ل �ت� ق�ب �ذ�ب ( ك�ص�ر� )9) �ت �ي م�غ�ل�وب� ف�ان �ن �ه� أ ب �ه�م�ر� )10( ف�د�ع�ا ر� �م�اء� م�ن م�اء� ب �و�اب� الس� ب

� �ا أ ن �ح� �ا11( ف�ف�ت ن ( و�ف�ج�ر�م�ر� ق�د� ق�د�ر� )

� �م�اء� ع�ل�ى أ �ق�ى ال �ت �ا ف�ال �ون ر�ض� ع�ي� ر� )12األ� �و�اح� و�د�س� ل

� �اه� ع�ل�ى ذ�ات� أ �ن (13( و�ح�م�ل�ف�ر� ) �ان� ك �م�ن� ك اء� ل �ا ج�ز� �ن �ن ع�ي

� �أ �ج�ر�ي ب �ر� )14ت �ة� ف�ه�ل� م�ن� م�د�ك �ي �اه�ا آ �ن ك �ر� �ق�د� ت �ف�15( و�ل �ي ( ف�ك�ذ�ر� ) �ي و�ن �ان� ع�ذ�اب �ر� )16ك �ر� ف�ه�ل� م�ن� م�د�ك �لذ�ك �ن� ل آ �ق�ر� �ا ال ن ر� �س� �ق�د� ي ( 17( و�ل

ر� ) �ش� �ت اد� م�ن �ه�م� ج�ر� ن� �أ ج�ون� م�ن� األج�د�اث� ك �خ�ر� ه�م� ي �ص�ار� �ب ع�ا أ �ل�ى الد�اع�ي7} خ�ش� ( م�ه�ط�ع�ين� إ

ر� ) �و�م� ع�س� ون� ه�ذ�ا ي �اف�ر� �ك �ق�ول� ال ( {.8ي يقول تعالى : فتول يا محمد عن هؤالء الذين إذا رأوا آية يعرضون ويقولون : هذا سحر

�ر� { أي : إلى �ك ي�ء� ن �ل�ى ش� �د�ع�و الد�اع�ي إ �و�م� ي مستمر ، أعرض عنهم وانتظرهم ، } ي شيء منكر فظيع ، وهو موقف الحساب وما فيه من البالء ، بل والزالزل واألهوال ،ج�ون� م�ن� األج�د�اث� { وهي : القبور ، �خ�ر� ه�م� { أي : ذليلة أبصارهم } ي �ص�ار� �ب ع�ا أ } خش�

ر� { أي : كأنهم في انتشارهم وسرعة سيرهم إلى موقف الحساب �ش� �ت اد� م�ن �ه�م� ج�ر� ن� �أ } ك

ر� { في اآلفاق ؛ ولهذا قال : } م�ه�ط�ع�ين� { أي : مسرعين } �ش� �ت اد� م�ن إجابة للداعي } ج�ر�ر� { أي : يوم �و�م� ع�س� ون� ه�ذ�ا ي �اف�ر� �ك �ق�ول� ال �ل�ى الد�اع�ي { ، ال يخالفون وال يتأخرون ، } ي إ

ير� { �س� �ر� ي �اف�ر�ين� غ�ي �ك . ع�ل�ى ال ير� �و�م� ع�س� �ذ� ي �و�م�ئ �وس ق�م�ط�ر�ير } ف�ذ�ل�ك� ي شديد الهول ع�ب [.10 ، 9] المدثر :

358

Page 160: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

د�ج�ر� ) �ون� و�از� ن �وا م�ج� �ا و�ق�ال �د�ن �وا ع�ب �ذ�ب �وح� ف�ك �ه�م� ق�و�م� ن �ل �ت� ق�ب �ذ�ب �ي م�غ�ل�وب�9} ك �ن �ه� أ ب ( ف�د�ع�ا ر��ص�ر� ) �ت �ه�م�ر� )10ف�ان �م�اء� م�ن م�اء� ب �و�اب� الس� ب

� �ا أ ن �ح� �م�اء�11( ف�ف�ت �ق�ى ال �ت �ا ف�ال �ون �ا األر�ض� ع�ي ن ( و�ف�ج�ر�م�ر� ق�د� ق�د�ر� )

� ر� )12ع�ل�ى أ �و�اح� و�د�س� ل� �اه� ع�ل�ى ذ�ات� أ �ن �م�ن�13( و�ح�م�ل اء� ل �ا ج�ز� �ن �ن ع�ي

� �أ �ج�ر�ي ب ( ت�ف�ر� ) �ان� ك �ر� )14ك �ة� ف�ه�ل� م�ن� م�د�ك �اه�ا آي �ن ك �ر� �ق�د� ت �ذ�ر� )15( و�ل �ي و�ن �ان� ع�ذ�اب �ف� ك �ي (16( ف�ك

�ر� ) �ر� ف�ه�ل� م�ن� م�د�ك �لذ�ك آن� ل �ق�ر� �ا ال ن ر� �س� �ق�د� ي ( {.17و�ل�ا { أي : صرحوا �د�ن �وا ع�ب �ذ�ب �وح� ف�ك �ت� { قبل قومك يا محمد } ق�و�م� ن �ذ�ب يقول تعالى : } كد�ج�ر� { د�ج�ر� { قال مجاهد : } و�از� �ون� و�از� ن �وا م�ج� له بالتكذيب واتهموه بالجنون ، } و�ق�ال

�ه� �ت �ن �م� ت �ن� ل �ئ د�ج�ر� { أي : انتهروه وزجروه وأوعدوه : } ل أي : استطير جنونا. وقيل : } و�از�ج�وم�ين� { ] الشعراء : �م�ر� �ن� م�ن� ال �ون �ك �ت �وح� ل �ا ن [. قاله ابن زيد ، وهذا متوجه حسن.116ي

�ص�ر� �ت �ص�ر� { أي : إني ضعيف عن هؤالء وعن مقاومتهم } ف�ان �ت �ي م�غ�ل�وب� ف�ان �ن �ه� أ ب } ف�د�ع�ا ر��ه�م�ر� {. قال السدي : هو �م�اء� م�ن م�اء� ب �و�اب� الس� ب

� �ا أ ن �ح� { أنت لدينك. قال الله تعالى : } ف�ف�ت�ا { أي : نبعت جميع� أرجاء األرض ، حتى التنانير التي هي �ون �ا األر�ض� ع�ي ن الكثير } و�ف�ج�ر�

م�ر�� �م�اء� { أي : من السماء ومن األرض } ع�ل�ى أ �ق�ى ال �ت محال النيران نبعت عيونا ، } ف�ال

ق�د� ق�د�ر� { أي : أمر مقدر.�ه�م�ر� { كثير ، لم تمطر �م�اء� م�ن م�اء� ب �و�اب� الس� ب

� �ا أ ن �ح� �ج ، عن ابن عباس : } ف�ف�ت ي قال ابن ج�ر� السماء قبل ذلك اليوم وال بعده ، وال من السحاب ؛ فتحت أبواب السماء بالماء من

غير سحاب ذلك اليوم ، فالتقى الماءان على أمر قد قدر.�و�اء سأل عليا عن المجرة فقال : هي شرج السماء ، وروى ابن أبي حاتم أن ابن الك

ومنها فتحت

(7/476)

السماء بماء منهمر.ر� { : قال ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، والقرظي ، �و�اح� و�د�س� ل

� �اه� ع�ل�ى ذ�ات� أ �ن } و�ح�م�ل وقتادة ، وابن زيد : هي المسامير ، واختاره ابن جرير ، قال : وواحدها دسار ، ويقال :

�ك. ب د�سير ، كما يقال : حبيك وحباك ، والجمع ح� وقال مجاهد : الدسر : أضالع السفينة. وقال عكرمة والحسن : هو صدرها الذي يضرب

به الموج.وقال الضحاك : الدسر : طرفها وأصلها.

وقال الع�و�في عن ابن عباس : هو كلكلها.�م�ن� اء� ل �ا { أي : بأمرنا بمرأى منا وتحت حفظنا وكالءتنا } ج�ز� �ن �ن ع�ي

� �أ �ج�ر�ي ب وقوله : } تا لنوح ، عليه السالم. �ف�ر� { أي جزاء لهم على كفرهم بالله وانتصار� �ان� ك ك

�ة� { قال قتادة : أبقى الله سفينة نوح حتى أدركها أول هذه �اه�ا آي �ن ك �ر� �ق�د� ت وقوله : } و�ل�ا �ن �ا ح�م�ل �ن �ه�م� أ �ة� ل األمة. والظاهر أن المراد من ذلك جنس السفن ، كقوله تعالى : } و�آي

�ون� { ] يس : �ب ك �ر� �ه� م�ا ي �ل �ه�م� م�ن� م�ث �ا ل �ق�ن ل . و�خ� ح�ون� �م�ش� �ف�ل�ك� ال �ه�م� ف�ي ال �ت ي [.42 ، 41ذ�ر��ة� { ي �ذ�ن� و�اع� �ه�ا أ �ع�ي ة� و�ت �ر� �ذ�ك �م� ت �ك �ه�ا ل �ج�ع�ل �ن �ة�. ل ار�ي �ج� �م� ف�ي ال �اك �ن �م�اء� ح�م�ل �م�ا ط�غ�ى ال �ا ل �ن وقال } إ

�ر� { أي : فهل من يتذكر12 ، 11] الحاقة : [ ؛ ولهذا قال ها هنا : } ف�ه�ل� م�ن� م�د�كويتعظ ؟

قال اإلمام أحمد : حدثنا حجاج ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن األسود ، عن

359

Page 161: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ر� { فقال ابن مسعود ، قال : أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم } ف�ه�ل� م�ن� م�د�ك رجل : يا أبا عبد الرحمن ، م�د�كر أو م�ذ�كر ؟ قال : أقرأني رسول الله صلى الله عليه

�ر� { ) (1وسلم : } م�د�ك وهكذا رواه البخاري : حدثنا يحيى ، حدثنا وكيع ، عن إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن

( بن يزيد ، عن عبد الله قال : قرأت على النبي صلى الله عليه وسلم :2األسود )�ر� { ) �ر� { فقال النبي صلى الله عليه وسلم : } ف�ه�ل� م�ن� م�د�ك (3} ف�ه�ل� م�ن� م�ذ�ك

وروى البخاري أيضا من حديث شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن األسود ، عن عبد الله ،�ر� { ) (.4قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ : } ف�ه�ل� م�ن� م�د�ك

�ر ، عن أبي إسحاق ؛ أنه سمع رجال يسأل األسود : ه�ي �ع�يم ، حدثنا ز� وقال : حدثنا أبو ن�ر� {. �ر� { أو } م�ذ�ك�ر { ؟ قال : سمعت عبد الله يقرأ : } ف�ه�ل� م�ن� م�د�ك } ف�ه�ل� م�ن� م�د�ك

�ر� { داال. وقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرؤها : } ف�ه�ل� م�ن� م�د�ك__________

(.1/395( المسند )1)( في م : "عن أبي األسود".2)(.4874( صحيح البخاري برقم )3)(.4869( صحيح البخاري برقم )4)

(7/477)

�ذ�ر� ) �ي و�ن �ان� ع�ذ�اب �ف� ك �ي �ت� ع�اد� ف�ك �ذ�ب �ح�س�18ك � ن �و�م ا ف�ي ي ص�ر� �ه�م� ر�يح�ا ص�ر� �ي �ا ع�ل �ن ل س� ر�� �ا أ �ن ( إ

�م�ر¦ ) ت �ق�ع�ر� )19م�س� �خ�ل� م�ن �ع�ج�از� ن �ه�م� أ ن� �أ �اس� ك �ز�ع� الن �ن �ذ�ر� )20( ت �ي و�ن �ان� ع�ذ�اب �ف� ك �ي (21( ف�ك

�ر� ) �ر� ف�ه�ل� م�ن� م�د�ك �لذ�ك �ن� ل آ �ق�ر� �ا ال ن ر� �س� �ق�د� ي ( 22و�ل

(.1وقد أخرج مسلم هذا الحديث وأهل السنن إال ابن ماجه ، من حديث أبي إسحاق )�ذ�ر� { أي : كيف كان عذابي لمن كفر بي وكذب رسلي �ي و�ن �ان� ع�ذ�اب �ف� ك �ي وقوله : } ف�ك

�ذ�ري ، وكيف انتصرت لهم ، وأخذت لهم بالثأر. ولم يتعظ بما جاءت به ن�ر� { أي : سهلنا لفظه ، ويسرنا معناه لمن أراده ، ليتذكر �لذ�ك آن� ل �ق�ر� �ا ال ن ر� �س� �ق�د� ي } و�ل

�ر� ) �ذ�ك �ت �ي �ه� و�ل �ات وا آي �ر� �د�ب �ي ك� ل �ار� �ك� م�ب �ي �ل �اه� إ �ن �نزل �اب� أ �ت �اب� { ]2الناس. كما قال : } ك �ب �و األل �ول ( أ�ه� ق�و�م�ا29ص : �ذ�ر� ب �ن �ق�ين� و�ت �م�ت �ه� ال ر� ب �ش� �ب �ت �ك� ل ان �ل�س� �اه� ب ن ر� �س� �م�ا ي �ن [ ، وقال تعالى : } ف�إ

�د�ا { ] مريم : [.97ل�ا قراءته. �ر� { يعني : ه�و�ن �لذ�ك آن� ل �ق�ر� �ا ال ن ر� �س� �ق�د� ي قال مجاهد : } و�ل

وقال السدي : يسرنا تالوته على األلسن. وقال الضحاك عن ابن عباس : لوال أن الله يسره على لسان اآلدميين ، ما استطاع

أحد من الخلق أن يتكلم بكالم الله ، عز وجل.�قد�م عن النبي صلى الله قلت : ومن تيسيره ، تعالى ، على الناس تالوة القرآن ما ت

عليه وسلم أنه قال : "إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف". وأوردنا الحديث بطرقهوألفاظه بما أغنى عن إعادته هاهنا ، ولله الحمد والمنة.

ر الله حفظه �س� �ر� { أي : فهل من متذكر بهذا القرآن الذي قد ي وقوله : } ف�ه�ل� م�ن� م�د�كومعناه ؟

360

Page 162: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

وقال محمد بن كعب القرظي : فهل من منزجر عن المعاصي ؟ة ) ( ، عن ابن3وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا الحسن بن رافع ، حدثنا ض�م�ر�

�ر� { هل من طالب و�ذ�ب ، عن م�ط�ر - هو الوراق - في قوله تعالى : } ف�ه�ل� م�ن� م�د�ك ش��ع�ان عليه ؟ علم ف�ي

(6( رواه ابن جرير )5( مطر الوراق و]كذا[ )4وكذا علقه البخاري بصيغة الجزم ، عن )، وروي عن قتادة مثله.

�ذ�ر� ) �ي و�ن �ان� ع�ذ�اب �ف� ك �ي �ت� ع�اد� ف�ك �ذ�ب �و�م�18} ك ا ف�ي ي ص�ر� �ه�م� ر�يح�ا ص�ر� �ي �ا ع�ل �ن ل س� ر�� �ا أ �ن ( إ

�م�ر¦ ) ت �ح�س� م�س� �ق�ع�ر� )19ن �خ�ل� م�ن �ع�ج�از� ن �ه�م� أ ن� �أ �اس� ك �نزع� الن �ذ�ر�20( ت �ي و�ن �ان� ع�ذ�اب �ف� ك �ي ( ف�ك

�ر� )21) �ر� ف�ه�ل� م�ن� م�د�ك �لذ�ك آن� ل �ق�ر� �ا ال ن ر� �س� �ق�د� ي ( {.22( و�ل يقول تعالى مخبرا عن عاد قوم هود : إنهم كذبوا رسولهم أيضا ، كما صنع قوم نوح ،

وأنه تعالى__________

( وسنن أبي داود برقم )823( وصحيح مسلم برقم )4871( صحيح البخاري برقم )1)(.2/150( وسنن النسائي )2937( وسنن الترمذي برقم )3994

( في م : "ليذكر".2)( في أ : "حمزة".3)( في أ : "على".4)( زيادة من م.5)(.27/57( تفسير الطبري )6)

(7/478)

�ذ�ر� ) �الن �م�ود� ب �ت� ث �ذ�ب ع�ر� )23ك ل� و�س� �ف�ي ض�ال� �ذ�ا ل �ا إ �ن �ع�ه� إ �ب �ت د�ا ن �ا و�اح� ا م�ن ر� �ش� �ب �وا أ (24( ف�ق�الر� ) �ش� �ذ�اب� أ �ل� ه�و� ك �ا ب �ن �ن �ي �ه� م�ن� ب �ي �ر� ع�ل �ق�ي� الذ�ك �ؤ�ل ر� )25أ �ش� �ذ�اب� األ� �ك �م�ون� غ�د�ا م�ن� ال �ع�ل ي ( س�

�ر� )26 �ه�م� و�اص�ط�ب �ق�ب ت �ه�م� ف�ار� �ة� ل �ن �اق�ة� ف�ت �و الن ل س� �ا م�ر� �ن ( 27( إ

�ح�س� { أي : � ن �و�م ا { ، وهي الباردة الشديدة البرد ، } ف�ي ي ص�ر� �ه�م� ر�يح�ا ص�ر� �ي أرسل } ع�ل�م�ر¦ { عليهم نحسه ودماره ؛ ألنه يوم ت د�ي. } م�س� عليهم. قاله الضحاك ، وقتادة ، والس�

اتصل فيه عذابهم الدنيوي باألخروي.�ق�ع�ر� { وذلك أن الريح كانت تأتي أحدهم �خ�ل� م�ن �ع�ج�از� ن �ه�م� أ ن

� �أ �اس� ك �نزع� الن وقوله : } ت فترفعه حتى تغيبه عن األبصار ، ثم تنكسه على أم رأسه ، فيسقط إلى األرض ، فتثلغ�ي �ان� ع�ذ�اب �ف� ك �ي �ق�ع�ر�. ف�ك �خ�ل� م�ن �ع�ج�از� ن �ه�م� أ ن

� �أ رأسه فيبقى جثة بال رأس ؛ ولهذا قال : } ك�ر� {. �ر� ف�ه�ل� م�ن� م�د�ك �لذ�ك آن� ل �ق�ر� �ا ال ن ر� �س� �ق�د� ي �ذ�ر�. و�ل و�ن

�ذ�ر� ) �الن �م�ود� ب �ت� ث �ذ�ب ع�ر� )23} ك �ف�ي ض�الل� و�س� �ذ�ا ل �ا إ �ن �ع�ه� إ �ب �ت د�ا ن �ا و�اح� ا م�ن ر� �ش� �ب �وا أ (24( ف�ق�الر� ) �ش� �ذ�اب� أ �ل� ه�و� ك �ا ب �ن �ن �ي �ه� م�ن� ب �ي �ر� ع�ل �ق�ي� الذ�ك �ؤ�ل ر� )25أ �ذ�اب� األش� �ك �م�ون� غ�د�ا م�ن� ال �ع�ل ي ( س�

�ر� )26 �ه�م� و�اص�ط�ب �ق�ب ت �ه�م� ف�ار� �ة� ل �ن �اق�ة� ف�ت �و الن ل س� �ا م�ر� �ن ( {.27( إ

(7/479)

361

Page 163: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ض�ر� ) ت ب� م�ح� ر� �ل� ش� �ه�م� ك �ن �ي م�ة� ب �م�اء� ق�س� �ن� ال �ه�م� أ �ئ �ب �ع�اط�ى ف�ع�ق�ر� )28و�ن �ه�م� ف�ت ب �اد�و�ا ص�اح� ( ف�ن�ذ�ر� )29 �ي و�ن �ان� ع�ذ�اب �ف� ك �ي يم�30( ف�ك �ه�ش� �وا ك �ان �ح�ة� و�اح�د�ة� ف�ك �ه�م� ص�ي �ي �ا ع�ل �ن ل س� ر�

� �ا أ �ن ( إ�ظ�ر� ) ت �م�ح� �ر� )31ال �ر� ف�ه�ل� م�ن� م�د�ك �لذ�ك �ن� ل آ �ق�ر� �ا ال ن ر� �س� �ق�د� ي ( 32( و�ل

�ض�ر� ) ت ب� م�ح� ر� �ل� ش� �ه�م� ك �ن �ي م�ة� ب �م�اء� ق�س� �ن� ال �ه�م� أ �ئ �ب �ع�اط�ى ف�ع�ق�ر� )28} و�ن �ه�م� ف�ت ب �اد�و�ا ص�اح� ( ف�ن�ذ�ر� )29 �ي و�ن �ان� ع�ذ�اب �ف� ك �ي يم�30( ف�ك �ه�ش� �وا ك �ان �ح�ة� و�اح�د�ة� ف�ك �ه�م� ص�ي �ي �ا ع�ل �ن ل س� ر�

� �ا أ �ن ( إ�ظ�ر� ) ت �م�ح� �ر� )31ال �ر� ف�ه�ل� م�ن� م�د�ك �لذ�ك آن� ل �ق�ر� �ا ال ن ر� �س� �ق�د� ي ( {.32( و�ل

�ذ�ا �ا إ �ن �ع�ه� إ �ب �ت د�ا ن �ا و�اح� ا م�ن ر� �ش� �ب �وا أ وهذا إخبار عن ثمود أنهم كذبوا رسولهم صالحا ، } ف�ق�ال�نا قيادنا لواحد منا! �ل ع�ر� { ، يقولون : لقد خبنا وخسرنا إن سلمنا ك �ف�ي ض�الل� و�س� ل

�ل� ه�و� ثم تعجبوا من إلقاء الوحي عليه خاصة من دونهم ، ثم رموه بالكذب فقالوا : } ب

�م�ون� غ�د�ا م�ن� �ع�ل ي ر� { أي : متجاوز في حد الكذب. قال الله تعالى : } س� �ش� �ذ�اب� أ كر� { وهذا تهديد لهم شديد ووعيد أكيد. �ذ�اب� األش� �ك ال

�ه�م� { أي : اختبارا لهم ؛ أخرج الله لهم ناقة �ة� ل �ن �اق�ة� ف�ت �و الن ل س� �ا م�ر� �ن ثم قال تعالى : } إ عظيمة ع�شراء من صخرة صم�اء طبق ما سألوا ، لتكون حجة الله عليهم في تصديق

صالح ، عليه السالم ، فيما جاءهم به.�ر� { أي : انتظر ما يؤول إليه �ه�م� و�اص�ط�ب �ق�ب ت ثم قال آمرا لعبده ورسوله صالح : } ف�ار��ن� �ه�م� أ �ئ �ب أمرهم ، واصبر عليهم ، فإن العاقبة لك والنصر لك في الدنيا واآلخرة ، } و�نب� ر� �ه�ا ش� �اق�ة� ل �ه�م� { أي : يوم لهم ويوم للناقة ؛ كقوله : } ق�ال� ه�ذ�ه� ن �ن �ي م�ة� ب �م�اء� ق�س� ال

� { ]الشعراء : � م�ع�ل�وم �و�م ب� ي ر� �م� ش� �ك [.155و�ل�ض�ر� { قال مجاهد : إذا غابت حضروا الماء ، وإذا جاءت ت ب� م�ح� ر� �ل� ش� وقوله : } ك

حضروا اللبن.�ع�اط�ى ف�ع�ق�ر� { قال المفسرون : هو عاقر الناقة ، �ه�م� ف�ت ب �اد�و�ا ص�اح� ثم قال تعالى : } ف�ن

ق�اه�ا { ] الشمس : �ش� �ع�ث� أ �ب �ذ� ان واسمه ق�د�ار بن سالف ، وكان أشقى قومه. كقوله : } إ�ع�اط�ى { أي : ف�ج�سر )12 (1 [. } ف�ت

�ذ�ر� { أي : فعاقبتهم ، فكيف كان عقابي ) �ي و�ن �ان� ع�ذ�اب �ف� ك �ي . ف�ك (3( ]لهم[ )2} ف�ع�ق�ر�على كفرهم بي

__________( في م : "حسر".1)( في م : "عذابي".2)( زيادة من م ، أ.3)

(7/479)

�ذ�ر� ) �الن �ت� ق�و�م� ل�وط� ب �ذ�ب ح�ر� )33ك �س� �اه�م� ب �ن ي �ج� �ل� ل�وط� ن �ال� آ �ا إ �ه�م� ح�اص�ب �ي �ا ع�ل �ن ل س� ر�� �ا أ �ن (34( إ

�ر� ) ك �ج�ز�ي م�ن� ش� �ذ�ل�ك� ن �ا ك �د�ن ن �ع�م�ة� م�ن� ع� �ذ�ر� )35ن �الن و�ا ب �م�ار� �ا ف�ت �ن ت �ط�ش� ه�م� ب �ذ�ر� ن� �ق�د� أ (36( و�ل

�ذ�ر� ) �ي و�ن �ه�م� ف�ذ�وق�وا ع�ذ�اب �ن ع�ي� �ا أ ن �ف�ه� ف�ط�م�س� او�د�وه� ع�ن� ض�ي �ق�د� ر� ة�37و�ل �ر� �ك �ح�ه�م� ب �ق�د� ص�ب ( و�ل

�ق�ر¥ ) ت �ذ�ر� )38ع�ذ�اب� م�س� �ي و�ن �ر�39( ف�ذ�وق�وا ع�ذ�اب �ر� ف�ه�ل� م�ن� م�د�ك �لذ�ك �ن� ل آ �ق�ر� �ا ال ن ر� �س� �ق�د� ي ( و�ل(40 )

362

Page 164: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ظ�ر� { أي : ت �م�ح� � ال يم �ه�ش� �وا ك �ان �ح�ة� و�اح�د�ة� ف�ك �ه�م� ص�ي �ي �ا ع�ل �ن ل س� ر�� �ا أ �ن وتكذيبهم رسولي ؟ } إ�يس الزرع1فبادوا عن آخرهم لم تبق ) �ب ( منهم باقية ، وخ�م�دوا وه�م�دوا كما يهمد ي

والنبات. قاله غير واحد من المفسرين. والمحتظر - قال السدي - : هو المرعىبالصحراء حين يبيس وتحرق ونسفته الريح.

�يس الشوك ، �ب ا على اإلبل والمواشي من ي وقال ابن زيد : كانت العرب يجعلون ح�ظ�ار��ظ�ر� {. ت �م�ح� � ال يم �ه�ش� فهو المراد من قوله : } ك

�ظ�ر� { : هو التراب المتناثر من الحائط. وهذا ت �م�ح� � ال يم �ه�ش� �ير : } ك ب وقال سعيد بن ج�قول غريب ، واألول أقوى ، والله أعلم.

�ذ�ر� ) �الن �ت� ق�و�م� ل�وط� ب �ذ�ب ح�ر� )33} ك �س� �اه�م� ب �ن ي �ج� �ال آل� ل�وط� ن �ا إ �ه�م� ح�اص�ب �ي �ا ع�ل �ن ل س� ر�� �ا أ �ن (34( إ

�ر� ) ك �ج�ز�ي م�ن� ش� �ذ�ل�ك� ن �ا ك �د�ن ن �ع�م�ة� م�ن� ع� �ذ�ر� )35ن �الن و�ا ب �م�ار� �ا ف�ت �ن ت �ط�ش� ه�م� ب �ذ�ر� ن� �ق�د� أ (36( و�ل

�ذ�ر� ) �ي و�ن �ه�م� ف�ذ�وق�وا ع�ذ�اب �ن ع�ي� �ا أ ن �ف�ه� ف�ط�م�س� او�د�وه� ع�ن� ض�ي �ق�د� ر� ة�37و�ل �ر� �ك �ح�ه�م� ب �ق�د� ص�ب ( و�ل

�ق�ر¥ ) ت �ذ�ر� )38ع�ذ�اب� م�س� �ي و�ن �ر�39( ف�ذ�وق�وا ع�ذ�اب �ر� ف�ه�ل� م�ن� م�د�ك �لذ�ك آن� ل �ق�ر� �ا ال ن ر� �س� �ق�د� ي ( و�ل(40.} )

يقول تعالى مخبرا عن قوم لوط كيف كذبوا رسولهم وخالفوه ، وارتكبوا المكروه من إتيان الذكور ، وهي الفاحشة التي لم يسبقهم بها أحد من العالمين ؛ ولهذا أهلكهم الله

�هلكه أمة� من األمم ، فإنه تعالى أمر جبريل ، عليه السالم ، فحمل مدائنهم هالكا لم ي�ان السماء ، ثم قلبها عليهم وأرسلها ، وأتبعت بحجارة من سجيل حتى وصل بها إلى ع�ن�ال آل� ل�وط� �ا { وهي : الحجارة ، } إ �ه�م� ح�اص�ب �ي �ا ع�ل �ن ل س� ر�

� �ا أ �ن منضود ؛ ولهذا قال هاهنا. } إح�ر� { أي : خرجوا من آخر الليل فنجوا مما أصاب قومهم ، ولم يؤمن بلوط �س� �اه�م� ب �ن ي �ج� ن من قومه أحد وال رجل واحد حتى وال امرأته ، أصابها ما أصاب قومها ، وخرج نبي الله

�ذ�ل�ك� ه سوء ؛ ولهذا قال تعالى : } ك لوط وبنات له من بين أظهرهم سالما لم يمس�س��ا { أي : ولقد كان قبل حلول العذاب بهم قد �ن ت �ط�ش� ه�م� ب �ذ�ر� ن

� �ق�د� أ . و�ل �ر� ك �ج�ز�ي م�ن� ش� ن أنذرهم بأس الله وعذابه ، فما التفتوا إلى ذلك ، وال أصغوا إليه ، بل شكوا فيه وتماروا

د� عليه المالئكة : جبريل ، وميكائيل ، �ف�ه� { وذلك ليلة ور� او�د�وه� ع�ن� ض�ي �ق�د� ر� به ، } و�ل�ة� من الله بهم ، فأضافهم لوط ]عليه وإسرافيل في صورة شباب م�رد ح�سان محن

( وبعثت امرأته العجوز السوء� إلى قومها ، فأعلمتهم بأضياف لوط ، فأقبلوا2السالم[ )ع�ون� إليه من كل مكان ، فأغلق لوط دونهم الباب ، فجعلوا يحاولون كسر الباب ، �ه�ر� ي

وذلك عشية ، ولوط ، عليه السالم ، يدافعهم ويمانعهم دون أضيافه ، ويقول لهم :�ين� { ] الحجر : ل �م� ف�اع� �ت �ن �ن� ك �ي { يعني : نساءهم ، } إ �ات �ن �ق�د�71} ه�ؤ�الء� ب �وا ل [} ق�ال

�ر�يد� { �م� م�ا ن �ع�ل �ت �ك� ل �ن ب� ، } و�إ �ك� م�ن� ح�ق¦ { أي : ليس لنا فيهن أر� �ات �ن �ا ف�ي ب �ن ع�ل�م�ت� م�ا ل [ فلما اشتد الحال وأبوا إال الدخول ، خرج عليهم جبريل ، عليه السالم ،79] هود :

فضرب أعينهم بطرف جناحه ، فانطمست أعينهم. يقال : إنها غارت من وجوههم.__________

( في م ، أ : "يبق".1)( زيادة من أ.2)

(7/480)

363

Page 165: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ذ�ر� ) ع�و�ن� الن �ل� ف�ر� اء� آ �ق�د� ج� �د�ر� )41و�ل �خ�ذ� ع�ز�يز� م�ق�ت �اه�م� أ �خ�ذ�ن �ه�ا ف�أ �ل �ا ك �ن �ات ي� �آ �وا ب �ذ�ب (42( ك

�ر� ) ب اء�ة� ف�ي الز� �ر� �م� ب �ك �م� ل �م� أ �ك �ئ �ول �ر� م�ن� أ ي �م� خ� ك �ف�ار� �ك �ص�ر� )43أ �ت �ح�ن� ج�م�يع� م�ن �ون� ن �ق�ول �م� ي ( أ�ر� )44 �و�ل�ون� الد�ب �ج�م�ع� و�ي م� ال �ه�ز� ي م�ر� )45( س�

� �د�ه�ى و�أ اع�ة� أ اع�ة� م�و�ع�د�ه�م� و�الس� �ل� الس� ( 46( ب

وقيل : إنه لم تبق لهم عيون بالكلية ، فرجعوا على أدبارهم يتحسسون بالحيطان ،ويتوعدون لوطا ، عليه السالم ، إلى الصباح.

�ق�ر¥ { أي : ال محيد لهم عنه ، وال ت ة� ع�ذ�اب� م�س� �ر� �ك �ح�ه�م� ب �ق�د� ص�ب قال الله تعالى : } و�ل�ر� {. �ر� ف�ه�ل� م�ن� م�د�ك �لذ�ك آن� ل �ق�ر� �ا ال ن ر� �س� �ق�د� ي �ذ�ر�. و�ل �ي و�ن انفكاك لهم منه ، } ف�ذ�وق�وا ع�ذ�اب

�ذ�ر� ) ع�و�ن� الن اء� آل� ف�ر� �ق�د� ج� �د�ر� )41} و�ل �خ�ذ� ع�ز�يز� م�ق�ت �اه�م� أ �خ�ذ�ن �ه�ا ف�أ �ل �ا ك �ن �ات �آي �وا ب �ذ�ب (42( ك�ر� ) ب اء�ة� ف�ي الز� �ر� �م� ب �ك �م� ل �م� أ �ك �ئ �ول �ر� م�ن� أ ي �م� خ� ك �ف�ار� �ك �ص�ر� )43أ �ت �ح�ن� ج�م�يع� م�ن �ون� ن �ق�ول �م� ي ( أ

�ر� )44 �و�ل�ون� الد�ب �ج�م�ع� و�ي م� ال �ه�ز� ي م�ر� )45( س�� �د�ه�ى و�أ اع�ة� أ اع�ة� م�و�ع�د�ه�م� و�الس� �ل� الس� ( ب

46.} ) يقول تعالى مخبرا عن فرعون وقومه إنهم جاءهم رسول الله موسى وأخوه هارون بالبشارة إن آمنوا ، والنذارة إن كفروا ، وأيدهما بمعجزات عظيمة وآيات متعددة ،

�بق منهم1فكذبوا بها كلها ، فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر ، أي : فأبادهم الله ولم ) ( يا. �ا وال أثر� ا وال عين مخبر�

�م� { �ك �ئ �ول �ر� م�ن� أ ي �م� { أي : أيها المشركون من كفار قريش } خ� ك �ف�ار� �ك ثم قال : } أ يعني : من الذين تقدم ذكرهم ممن أهلكوا بسبب تكذيبهم الرسل ، وكفرهم بالكتب :

�ر� { أي : أم معكم ) ب اء�ة� ف�ي الز� �ر� �م� ب �ك �م� ل ( من الله براءة أال2أأنتم خير أم أولئك ؟ } أينالكم عذاب وال نكال ؟.

�ص�ر� { أي : يعتقدون أنهم مناصرون ) �ت �ح�ن� ج�م�يع� م�ن �ون� ن �ق�ول �م� ي ثم قال مخبرا عنهم : } أ ( بعضهم بعضا ، وأن جمعهم يغني عنهم من أرادهم بسوء ، قال الله تعالى :3

�ر� { أي : سيتفرق شملهم ويغلبون. �و�ل�ون� الد�ب �ج�م�ع� و�ي م� ال �ه�ز� ي } س� قال البخاري : حدثنا إسحاق ، حدثنا خالد ، عن خالد - وقال أيضا : حدثنا محمد ، حدثنا

( عفان بن مسلم ، عن و�هيب ، عن خالد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ؛ أن النبي4) صلى الله عليه وسلم قال - وهو في قبة له يوم بدر - : "أنشدك عهدك ووعدك ، اللهم

�عبد بعد اليوم ) ( أبدا". فأخذ أبو بكر ، رضي الله عنه ، بيده وقال :5إن شئت لم ت حسبك يا رسول الله! ألححت على ربك. فخرج وهو يثب في الدرع وهو يقول :

م�ر� {.� �د�ه�ى و�أ اع�ة� أ اع�ة� م�و�ع�د�ه�م� و�الس� �ل� الس� . ب �ر� �و�ل�ون� الد�ب �ج�م�ع� و�ي م� ال �ه�ز� ي } س�

( الحذاء6وكذا رواه البخاري والنسائي في غير موضع ، من حديث خالد - وهو م�ه�ران )(.7- به )

اني ، حدثنا حماد عن أيوب ، عن هر� وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو الربيع الز��ر� { ]قال[ ) �و�ل�ون� الد�ب �ج�م�ع� و�ي م� ال �ه�ز� ي ( قال عمر : أي�8عكرمة ، قال : لما نزلت } س�

جم�ع يهزم ؟ أي� ج�م�ع__________

( في م : "فلم".1)( في م : "معهم".2)( في م ، أ : "يتناصرون".3)( في م : "بن".4)( في م : "بعد اليوم في األرض".5)( في م ، أ : "وهو ابن مهران".6)

364

Page 166: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( والنسائي في السنن4877 ، 4875 ، 3953 ، 2915( صحيح البخاري برقم )7)(.11557الكبرى برقم )

( زيادة من أ.8)

(7/481)

ع�ر� ) ل� و�س� �م�ج�ر�م�ين� ف�ي ض�ال� �ن� ال �ار� ع�ل�ى و�ج�وه�ه�م� ذ�وق�وا م�س�47إ �ون� ف�ي الن ب ح� �س� �و�م� ي ( يق�ر� ) �ق�د�ر� )48س� �اه� ب �ق�ن ل ي�ء� خ� �ل� ش� �ا ك �ن ( 49( إ

يغلب ؟ قال عمر : فلما كان يوم بدر رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يثب في�ر� { فعرفت تأويلها يومئذ ) �و�ل�ون� الد�ب �ج�م�ع� و�ي م� ال �ه�ز� ي (.1الدرع ، وهو يقول : } س�

يج وقال البخاري : حدثنا إبراهيم بن موسى ، حدثنا هشام بن يوسف ؛ أن ابن ج�ر� أخبرهم : أخبرني يوسف بن ماه�ك� قال : إني عند عائشة أم المؤمنين ، قالت : نزلاع�ة� م�و�ع�د�ه�م� �ل� الس� على محمد صلى الله عليه وسلم بمكة - وإني لجارية ألعب - } ب

م�ر� { هكذا رواه ها هنا مختصرا )� �د�ه�ى و�أ اع�ة� أ (. ورواه في فضائل القرآن مطوال2و�الس�

( ، ولم يخرجه مسلم.3)ع�ر� ) �م�ج�ر�م�ين� ف�ي ض�الل� و�س� �ن� ال �ار� ع�ل�ى و�ج�وه�ه�م� ذ�وق�وا47} إ �ون� ف�ي الن ب ح� �س� �و�م� ي ( ي

ق�ر� ) �ق�د�ر� )48م�س� س� �اه� ب �ق�ن ل ي�ء� خ� �ل� ش� �ا ك �ن ( {.49( إ__________

( من طريق معمر عن أيوب به.2/209( رواه عبد الرزاق في تفسيره )1)(.4876( صحيح البخاري برقم )2)(.4993( صحيح البخاري برقم )3)

(7/482)

�ص�ر� ) �ب �ال �م�ح� ب �ل �ال� و�اح�د�ة� ك �ا إ ن م�ر�� �ر� )50و�م�ا أ �م� ف�ه�ل� م�ن� م�د�ك �اع�ك ي �ش� �ا أ �ن �ك �ه�ل �ق�د� أ �ل�51( و�ل ( و�ك

�ر� ) ب ي�ء� ف�ع�ل�وه� ف�ي الز� �ط�ر� )52ش� ت �ير� م�س� �ب �ل� ص�غ�ير� و�ك �ات�53( و�ك ن �ق�ين� ف�ي ج� �م�ت �ن� ال ( إ�ه�ر� ) �د�ر� )54و�ن �يك� م�ق�ت �د� م�ل ن ( 55( ف�ي م�ق�ع�د� ص�د�ق� ع�

�ص�ر� ) �ب �ال �م�ح� ب �ل �ال و�اح�د�ة� ك �ا إ ن م�ر�� �ر� )50} و�م�ا أ �م� ف�ه�ل� م�ن� م�د�ك �اع�ك ي �ش� �ا أ �ن �ك �ه�ل �ق�د� أ (51( و�ل

�ر� ) ب ي�ء� ف�ع�ل�وه� ف�ي الز� �ل� ش� �ط�ر� )52و�ك ت �ير� م�س� �ب �ل� ص�غ�ير� و�ك �ات�53( و�ك ن �ق�ين� ف�ي ج� �م�ت �ن� ال ( إ�ه�ر� ) �د�ر� )54و�ن �يك� م�ق�ت �د� م�ل ن ( {55( ف�ي م�ق�ع�د� ص�د�ق� ع�

ع�ر مما هم فيه من1يخبرنا ) ( تعالى عن المجرمين أنهم في ضالل عن الحق ، وس� الشكوك واالضطراب في اآلراء ، وهذا يشمل كل من اتصف بذلك من كافر ومبتدع

من سائر الفرق.ع�ر وشك �ار� ع�ل�ى و�ج�وه�ه�م� { أي : كما كانوا في س� �ون� ف�ي الن ب ح� �س� �و�م� ي ثم قال : } ي

حبوا فيها على وجوههم ، ال يدرون أين وتردد أورثهم ذلك النار ، وكما كانوا ضالال س�ق�ر� {. يذهبون ، ويقال لهم تقريعا وتوبيخا : } ذ�وق�وا م�س� س�

365

Page 167: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

ا { �ق�د�ير� ه� ت ي�ء� ف�ق�د�ر� �ل� ش� ل�ق� ك �ق�د�ر� { ، كقوله : } و�خ� �اه� ب �ق�ن ل ي�ء� خ� �ل� ش� �ا ك �ن وقوله : } إ�ذ�ي ق�د�ر�2] الفرقان : و�ى. و�ال ل�ق� ف�س� �ذ�ي خ� �ك� األع�ل�ى. ال ب م� ر� �ح� اس� ب [ وكقوله : } س�

[ أي : قدر قدرا ، وهدى الخالئق إليه ؛ ولهذا يستدل بهذه3 - 1ف�ه�د�ى { ] األعلى : اآلية الكريمة أئمة� السنة على إثبات ق�د�ر الله السابق لخلقه ، وهو علمه األشياء قبل

( شاكلها من اآليات ، وما ورد في2كونها وكتابته لها قبل برئها ، ورد�وا بهذه اآلية وبما )قة الق�درية الذين نبغوا ) ( في أواخر عصر3معناها من األحاديث الثابتات على الفر�

الصحابة. وقد تكلمنا على هذا المقام مفصال وما ورد فيه من األحاديث في شرح "كتاب اإليمان" من "صحيح البخاري" رحمه الله ، ولنذكر هاهنا األحاديث المتعلقة بهذه اآلية

الكريمة : �يع ، حدثنا سفيان الثوري ، عن زياد بن إسماعيل السهمي ، عن قال أحمد : حدثنا و�كة قال : جاء مشركو قريش إلى النبي صلى ير� محمد بن عباد بن جعفر ، عن أبي ه�ر�

�ار� ع�ل�ى و�ج�وه�ه�م� �ون� ف�ي الن ب ح� �س� �و�م� ي الله عليه وسلم يخاصمونه في القدر ، فنزلت : } ي�ق�د�ر� {. �اه� ب �ق�ن ل ي�ء� خ� �ل� ش� �ا ك �ن . إ ق�ر� ذ�وق�وا م�س� س�

__________( في م : "يخبر".1)( في م : "وما".2)( في أ : "سعوا".3)

(7/482)

وهكذا رواه مسلم والترمذي وابن ماجه ، من حديث وكيع ، عن سفيان الثوري ، به )1.)

ل�د ، حدثنا يونس بن الحارث ، وقال البزار : حدثنا عمرو بن على ، حدثنا الضحاك بن م�خ��م�ج�ر�م�ين� �ن� ال عن عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده قال : ما نزلت هذه اآليات : } إي�ء� �ل� ش� �ا ك �ن . إ ق�ر� �ار� ع�ل�ى و�ج�وه�ه�م� ذ�وق�وا م�س� س� �ون� ف�ي الن ب ح� �س� �و�م� ي ع�ر�. ي ف�ي ض�الل� و�س�

�ق�د�ر� { ، إال في أهل القدر ) �اه� ب �ق�ن ل (.2خ�ة بن3وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا سهل ) ( بن صالح األنطاكي ، حدثني ق�ر�

حبيب ، عن كنانة حدثنا جرير بن حازم ، عن سعيد بن عمرو بن ج�ع�د�ة� ، عن ابنارة ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تال هذه اآلية : } ذ�وق�وا م�س� ر� ز�

�ق�د�ر� { ، قال : "نزلت في أناس من أمتي يكونون في آخر �اه� ب �ق�ن ل ي�ء� خ� �ل� ش� �ا ك �ن . إ ق�ر� س�(.4الزمان يكذبون بقدر الله" )

�ج ، ي ري ، عن عبد الملك بن ج�ر� وان بن شجاع الجز� وحدثنا الحسن بن عرفة ، حدثنا م�ر��نزع من زمزم ، وقد ابتل�ت أسافل �اح ، قال : أتيت ابن عباس وهو ي ب عن عطاء بن أبي ر�

�ل�م في القدر. فقال : أو ]قد[ ) �ك ( فعلوها ؟ قلت : نعم. قال :5ثيابه ، فقلت له : قد ت�ق�د�ر� { ، �اه� ب �ق�ن ل ي�ء� خ� �ل� ش� �ا ك �ن . إ ق�ر� فوالله ما نزلت هذه اآلية إال فيهم : } ذ�وق�وا م�س� س�

�ص�ل�وا على موتاهم ، إن رأيت أحدا أولئك شرار هذه األمة ، فال تعودوا مرضاهم وال تمنهم فقأت عينيه بأصبعي� هاتين.

وقد رواه اإلمام أحمد من وجه آخر ، وفيه مرفوع ، فقال : �يد المكي ، عن حدثنا أبو المغيرة ، حدثنا األوزاعي ، عن بعض إخوته ، عن محمد بن ع�ب

366

Page 168: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ذ�ب بالقدر فقال : دلوني عليه �ك عبد الله بن عباس ، قال : قيل له : إن رجال قدم علينا ي - وهو أعمى - قالوا : وما تصنع به يا أبا عباس قال : والذي نفسي بيده لئن استمكنت

( سمعت6منه ألعض�ن� أنفه حتى أقطعه ، ولئن وقعت رقبته في يدي ألدقنها ؛ فإني )�ط�ف�ن� بالخزرج ، رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "كأني بنساء بني ف�ه�ر ي

تصطفق ألياتهن مشركات ، هذا أول شرك هذه األمة ، والذي نفسي بيده لينتهين بهم سوء رأيهم حتى يخرجوا الله من أن يكون ق�د�ر خيرا ، كما أخرجوه من أن يكون قدر

(.7شرا" ) ثم رواه أحمد عن أبي المغيرة ، عن األوزاعي ، عن العالء بن الحجاج ، عن محمد بن

(. لم يخرجوه.8عبيد ، فذكر مثله )__________

(3290( وسنن الترمذي برقم )2656( وصحيح مسلم برقم )2/444( المسند )1)(.83وسنن ابن ماجة برقم )

( "كشف األستار" ، وقال الهيثمي في المجمع )2265( مسند البزار برقم )2) ( : "فيه يونس بن الحارث ، وثقه ابن معين وابن حيان وفيه ضعف ، وبقية7/117

رجاله ثقات".( في أ : "سهيل".3) ( من طريق قرة بن حبيب عن جرير بن5/276( رواه الطبراني في المعجم الكبير )4)

حازم - وأظن أن كنانة ساقط منه - عن سعيد بن عمرو به.( زيادة من م.5)( في أ : "قال".6)(.1/330( المسند )7)(.1/330( المسند )8)

(7/483)

وقال اإلمام أحمد : حدثنا عبد الله بن يزيد ، حدثنا سعيد بن أبي أيوب ، حدثني أبو ( ، فكتب إليه عبد1صخر ، عن نافع قال : كان البن عمر صديق من أهل الشام يكاتبه )

الله بن عمر : إنه بلغني أنك تكلمت في شيء من القدر ، فإياك أن تكتب إلي� ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "سيكون في أمتي أقوام يكذبون

بالقدر".(.2رواه أبو داود ، عن أحمد بن حنبل ، به )

ة ، عن عبد الله وقال أحمد : حدثنا أنس بن عياض ، حدثنا عمر بن عبد الله مولى غ�ف�ر� بن عمر ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "لكل أمة مجوس ، ومجوس(.3أمتي الذين يقولون : ال قدر. إن مرضوا فال تعودوهم ، وإن ماتوا فال تشهدوهم" )

لم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة من هذا الوجه.د�ين ، عن أبي صخر ح�م�يد بن زياد ، عن نافع ، عن وقال أحمد : حدثنا قتيبة ، حدثنا ر�ش�

ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "سيكون في هذهاألمة مسخ ، أال وذاك في المكذبين بالقدر والزنديقية".

(. وقال الترمذي4ورواه الترمذي وابن ماجه ، من حديث أبي صخر حميد بن زياد ، به )

367

Page 169: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

: حسن صحيح غريب. وقال أحمد : حدثنا إسحاق بن الطباع ، أخبرني مالك ، عن زياد بن سعد ، عن عمرو بن مسلم ، عن طاوس اليماني قال : سمعت ابن عمر قال : قال رسول الله صلى

الله عليه وسلم : "كل شيء بقدرن حتى العجز والكيس".(.6( )5ورواه مسلم منفردا به ، من حديث مالك )

وفي الحديث الصحيح : "استعن بالله وال تعجز ، فإن أصابك أمر فقل : ق�د�ر� الله وما(.7شاء فعل ، وال تقل : لو أني فعلت لكان كذا ، فإن لو تفتح عمل الشيطان" )

وفي حديث ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : "واعلم أن األمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء ، لم يكتبه الله لك ، لم ينفعوك ، ولو اجتمعوا

على أن يضروك بشيء ، لم يكتبه الله عليك ، لم يضروك. جف�ت األقالم وطويت(.8الصحف" )

__________( في م : "فكاتبه".1)(.4613( وسنن أبي داود برقم )2/90( المسند )2)(.2/86( المسند )3)(.4061( وسنن ابن ماجه برقم )2152( وسنن الترمذي برقم )2/108( المسند )4)( في م : "ورواه مسلم من حديث مالك منفردا به".5)(.2655( وصحيح مسلم برقم )2/110( المسند )6)( من حديث أبي هريرة ، رضي الله عنه.2664( رواه مسلم في صحيحه برقم )7)(.1/293( رواه اإلمام أحمد في مسنده )8)

(7/484)

و�ار ، حدثنا الليث ) ( ، عن معاوية ، عن أيوب1وقال اإلمام أحمد : حدثنا الحسن بن س� بن زياد ، حدثني عبادة بن الوليد بن عبادة ، حدثني أبي قال : دخلت على عبادة وهو

مريض أتخايل فيه الموت ، فقلت : يا أبتاه ، أوصني واجتهد لي. فقال : أجلسوني. فلما أجلسوه قال : يا بني ، إنك لما تطعم طعم اإليمان ، ولم تبلغ حق حقيقة العلم

بالله ، حتى تؤمن بالقدر خيره وشره. قلت : يا أبتاه ، وكيف لي أن أعلم ما خير القدر وشره ؟ قال : تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك ، وما أصابك لم يكن ليخطئك. يا

بني ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إن أول ما خلق الله القلم. ثم قال له : اكتب. فجرى في تلك الساعة بما هو كائن إلى يوم القيامة" يا بني ،

(.2إن مت� ولست� على ذلك دخلت النار )�ل�خ�ي ، عن أبي داود الطيالسي ، عن عبد الواحد ورواه الترمذي عن يحيى بن موسى الب

بن سليم ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن الوليد بن عبادة ، عن أبيه ، به. وقال : حسن(.3صحيح غريب )

اش ، عن رجل ، عن علي بن أبي �ع�ي بن خ�ر� وقال سفيان الثوري ، عن منصور ، عن ر�ب طالب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ال يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع :

يشهد أن ال إله إال الله ، وأني رسول الله ، بعثني بالحق ، ويؤمن بالموت ، ويؤمنبالبعث بعد الموت ، ويؤمن بالقدر خيره وشره".

368

Page 170: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ل ، عن شعبة ، عن منصور ، به ) م�ي (.4وكذا رواه الترمذي من حديث النضر بن ش� ( منصور ، عن ربعي ، عن5ورواه من حديث أبي داود الطيالسي ، عن شعبة ، عن )

علي ، فذكره وقال : "هذا عندي أصح". وكذا رواه ابن ماجه من حديث شريك ، عن(.6منصور ، عن ربعي ، عن علي ، به )

( هانئ7وقد ثبت في صحيح مسلم من رواية عبد الله بن وهب وغيره ، عن أبي )�لي ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول ب الخوالني ، عن أبي عبد الرحمن الح�

الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله كتب مقادير الخالئق قبل أن يخلق السموات�م�اء� { ]هود : ه� ع�ل�ى ال ش� �ان� ع�ر� [.7واألرض بخمسين ألف سنة" زاد ابن وهب : } و�ك

(.8ورواه الترمذي وقال : حسن صحيح غريب )�ص�ر� {. وهو إخبار عن نفوذ مشيئته في خلقه �ب �ال �م�ح� ب �ل �ال و�اح�د�ة� ك �ا إ ن م�ر�

� وقوله : } و�م�ا أكما أخبر

__________( في م : "ليث".1)(.5/317( المسند )2)(.3319( سنن الترمذي برقم )3) ( عن وكيع والحاكم1/133( ورواه أحمد في مسنده )2145( سنن الترمذي برقم )4)

( عن أبي حذيفة ، كالهما عن سفيان الثوري به.1/33في مستدركه ) ( فقال : "حديث شريك وورقاء3/196وقد رجح هذه الرواية الدارقطني في العلل )

وجرير وعمرو بن أبي قيس عن منصور عن ربعي عن علي. وخالفهم سفيان الثوري وزائدة أبو األحوص وسليمان التيمي فرووه : عن منصور عن ربعي عن رجل من بني

راشد عن علي وهو الصواب".( في م : "بن".5)(.81( وسنن ابن ماجه برقم )2145( سنن الترمذي برقم )6)( في أ : "أم".7)(.2156( وسنن الترمذي برقم )2653( صحيح مسلم برقم )8)

(7/485)

�ال و�اح�د�ة� { أي : إنما نأمر بالشيء مرة واحدة ، �ا إ ن م�ر�� بنفوذ قدره فيهم ، فقال : } و�م�ا أ

( ، ال1ال نحتاج إلى تأكيد بثانية ، فيكون ذلك الذي نأمر به حاصال موجودا كلمح البصر )يتأخر طرفة عين ، وما أحسن ما قال بعض الشعراء :

�ن� ، ق�و�لة� ) �ما... يق�ول� له� : ك �ن ا ف�إ اد� الله أم�ر� ...2إذ�ا ما أر� �ون� �ك ( ف�ي�م� { يعني : أمثالكم وسلفكم من األمم السابقة المكذبين �اع�ك ي �ش� �ا أ �ن �ك �ه�ل �ق�د� أ وقوله : } و�ل�ر� { أي : فهل من متعظ بما أخزى الله أولئك ، وقدر لهم من بالرسل ، } ف�ه�ل� م�ن� م�د�ك

�ل� { �اع�ه�م� م�ن� ق�ب ي ش�� �أ �م�ا ف�ع�ل� ب �ه�ون� ك ت �ش� �ن� م�ا ي �ي �ه�م� و�ب �ن �ي العذاب ، كما قال : } و�ح�يل� ب

[.54] سبأ : �ر� { أي : مكتوب عليهم في الكتب التي بأيدي ب ي�ء� ف�ع�ل�وه� ف�ي الز� �ل� ش� وقوله : } و�ك�ط�ر� { أي : ت �ير� { أي : من أعمالهم } م�س� �ب �ل� ص�غ�ير� و�ك المالئكة عليهم السالم ، } و�ك

مجموع عليهم ، ومسطر في صحائفهم ، ال يغادر صغيرة وال كبيرة إال أحصاها.

369

Page 171: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

وقد قال اإلمام أحمد : حدثنا أبو عامر ، حدثنا سعيد بن مسلم بن بانك : سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير ، حدثني عوف بن الحارث - وهو ابن أخي عائشة ألمها - عن

عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول : "يا عائشة ، إياك وم�ح�ق�راتالذنوب ، فإن لها من الله طالبا".

(4(. وثقه )3ورواه النسائي وابن ماجه ، من طريق سعيد بن مسلم بن بانك المدني )أحمد ، وابن معين ، وأبو حاتم ، وغيرهم.

( ، ثم5وقد رواه الحافظ ابن عساكر في ترجمة سعيد بن مسلم هذا من وجه آخر ) قال سعيد : فحدثت بهذا الحديث عامر بن هشام فقال لي : ويحك يا سعيد بن مسلم!

لقد حدثني سليمان بن المغيرة أنه عمل ذنبا فاستصغره ، فأتاه آت في منامه فقالله : يا سليمان :

�ح�ق�رن� م�ن� الذنوب� ص�غ�يرا... إن الص�غير غد�ا يعود ) ( كبيرا...6ال تإن الصغير ولو تقادم عهده... عند اإلله م�س�ط�ر� تسطيرا...( تشميرا...7فازجر هواك عن البطالة ال تكن... صعب القياد وشمرن )

�ه�م التفكيرا... ل� إن الم�ح�ب� إذا أحب إلهه�... طار الفؤاد وأ

�ك� هاديا ونصيرا ) ب �ر� �ف�ى ب �ة... ف�ك �ي �ن (8فاسأل هدايتك اإلله ب__________

( في م : "كلمح البصر".1)( في أ : "في الوجود".2)(.4243( وسنن ابن ماجه برقم )6/151( المسند )3)( في أ : "الذي وثقه".4) "المخطوط"( من طريق أبي عامر العقدي والقعنبي ،7/353( تاريخ دمشق )5)

كالهما عن سعيد بن مسلم به.( في أ : "يكون".6)( في م : "وشمر".7) "القسم المخطوط"(.7/353( تاريخ دمشق )8)

(7/486)

�ه�ر� { أي : بعكس ما األشقياء فيه من الضالل �ات� و�ن ن �ق�ين� ف�ي ج� �م�ت �ن� ال وقوله : } إعر والسحب في النار على وجوههم ، مع التوبيخ والتقريع والتهديد. والس�

وقوله : } ف�ي م�ق�ع�د� ص�د�ق� { أي : في دار كرامة الله ورضوانه وفضله ، وامتنانه وجوده�د�ر� { أي : عند الملك العظيم الخالق لألشياء كلها ومقدرها ، �يك� م�ق�ت �د� م�ل ن وإحسانه ، } ع�

وهو مقتدر على ما يشاء مما يطلبون ويريدون ؛ وقد قال اإلمام أحمد : ( -1حدثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، عن عمرو بن أوس ، عن عبد الله بن عمرو )

�غ� به النبي صلى الله عليه وسلم - قال : "المقسطون عند الله يوم القيامة على �بل ي منابر من نور ، عن يمين الرحمن ، وكلتا يديه يمين : الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم

وما ولوا".(.2انفرد بإخراجه مسلم والنسائي ، من حديث سفيان بن عيينة ، بإسناده مثله )

آخر تفسير سورة "اقتربت" ، ولله الحمد والمنة وبه التوفيق والعصمة

370

Page 172: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

__________( في م : "عبد الله بن أبي عمرو" وهو خطأ.1)(.8/221( وسنن النسائي )1827( صحيح مسلم برقم )2)

(7/487)

تفسير سورة الرحمنوهي مكية.

قال اإلمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا حماد ، عن عاصم ، عن ز�ر¦ ، أن رجال قال البن مسعود : كيف تعرف هذا الحرف : "ماء غير ياسن أو آسن" ؟ فقال : كل القرآن قد قرأت. قال : إني ألقرأ المفصل ؛ أجمع في ركعة واحدة. فقال : أهذ�ا كهذ� الشعر ، ال

أبا لك ؟ قد علمت قرائن النبي صلى الله عليه وسلم التي كان يقرن قرينتين قرينتين(.1من أول المفصل ، وكان أول مفصل ابن مسعود : } الرحمن { )

وقال أبو عيسى الترمذي : حدثنا عبد الرحمن بن واقد أبو مسلم ، حدثنا الوليد بن�د�ر ، عن جابر قال : خرج رسول الله �ك مسلم ، عن زهير بن محمد ، عن محمد بن الم�ن صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقرأ عليهم سورة "الرحمن" من أولها إلى آخرها ،

فسكتوا فقال : "لقد قرأتها على الجن ليلة الجن ، فكانوا أحسن مردودا منكم ، كنت�ان� { ، قالوا : ال بشيء من نعمك - ربنا - �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�

� �أ كلما أتيت على قوله : } ف�ب(.2نكذب ، فلك الحمد" )

ثم قال : هذا حديث غريب ، ال نعرفه إال من حديث الوليد بن مسلم ، عن زهير بن ( رواية أهل الشام عن3محمد. ثم حكي عن اإلمام أحمد أنه كان ال يعرفه ، ينكر )

زهير بن محمد هذا. ورواه الحافظ أبو بكر البزار ، عن عمرو بن مالك ، عن الوليد بن مسلم. وعن عبد الله بن أحمد بن شبوية ، عن هشام بن عمار ، كالهما عن الوليد بن مسلم ، به. ثم قال : ال

(.4نعرفه يروى إال من هذا الوجه ) وقال أبو جعفر بن جرير : حدثنا محمد بن عباد بن موسى ، وعمرو بن مالك البصري

قاال حدثنا يحيى بن سليم ، عن إسماعيل بن أمية ، عن نافع ، عن ابن عمر ؛ أن رسول�ت عنده - فقال : "ما لي الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة "الرحمن" - أو : ق�ر�ئ

أسمع الجن أحسن جوابا لربها منكم ؟" قالوا : وما ذاك يا رسول الله ؟ قال : "ما أتيت�ان� { إال قالت الجن : ال بشيء من نعمة ) �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�

� �أ (5على قول الله : } ف�بربنا نكذب".

(. ثم قال : ال نعلمه يروى عن النبي6ورواه الحافظ البزار عن عمرو بن مالك ، به )صلى الله عليه وسلم إال من هذا الوجه بهذا اإلسناد.

__________(.1/412( المسند )1)(.3291( سنن الترمذي برقم )2)( في م ، أ : "يستنكر".3) ( من طريق هشام بن عمار وعبد الرحمن2/473( ورواه الحاكم في المستدرك )4)

بن واقد ، كالهما عن الوليد بن مسلم به.

371

Page 173: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( في م ، أ : "نعم".5) ( "كشف األستار" وشيخه عمرو بن مالك الراسبي ضعفه2269( مسند البزار )6)

الجمهور ، وبقية رجاله ثقات.

(7/488)

ح�م�ن� ) �ن� )1الر� آ �ق�ر� �م� ال ان� )2( ع�ل �س� �ن ل�ق� اإل� �ان� )3( خ� �ي �ب �م�ه� ال �ق�م�ر�4( ع�ل م�س� و�ال ( الش��ان� ) ب �ح�س� ج�د�ان� )5ب �س� ج�ر� ي �ج�م� و�الش� ان� )6( و�الن �م�يز� ف�ع�ه�ا و�و�ض�ع� ال م�اء� ر� �ط�غ�و�ا7( و�الس� �ال� ت ( أ

ان� ) �م�يز� ان� )8ف�ي ال �م�يز� وا ال ر� �خ�س� �ق�س�ط� و�ال� ت �ال ن� ب �و�ز� �ق�يم�وا ال �9( و�أ �ام �ن �أل� ر�ض� و�ض�ع�ه�ا ل� ( و�األ�

(10( � �م�ام �ك �خ�ل� ذ�ات� األ� �ه�ة� و�الن �ح�ان� )11( ف�يه�ا ف�اك ي �ع�ص�ف� و�الر� �ح�ب� ذ�و ال ي�12( و�ال� �أ ( ف�ب

�ان� ) �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ء� ر� �ال� ( 13آ

بسم الله الرحمن الرحيمح�م�ن� ) آن� )1} الر� �ق�ر� �م� ال ان� )2( ع�ل �س� ل�ق� اإلن �ان� )3( خ� �ي �ب �م�ه� ال �ق�م�ر�4( ع�ل م�س� و�ال ( الش�

�ان� ) ب �ح�س� ج�د�ان� )5ب �س� ج�ر� ي �ج�م� و�الش� ان� )6( و�الن �م�يز� ف�ع�ه�ا و�و�ض�ع� ال م�اء� ر� �ط�غ�و�ا7( و�الس� �ال ت ( أان� ) �م�يز� ان� )8ف�ي ال �م�يز� وا ال ر� �خ�س� �ق�س�ط� و�ال ت �ال ن� ب �و�ز� �ق�يم�وا ال �9( و�أ �ام �ألن ( و�األر�ض� و�ض�ع�ه�ا ل

(10( � �م�ام �خ�ل� ذ�ات� األك �ه�ة� و�الن �ح�ان� )11( ف�يه�ا ف�اك ي �ع�ص�ف� و�الر� �ح�ب� ذ�و ال ي�12( و�ال� �أ ( ف�ب

�ان� ) �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ( {13آالء� ر� يخبر تعالى عن فضله ورحمته بخلقه : أنه أنزل على عباده القرآن ويسر حفظه وفهمه

�ان� { قال �ي �ب �م�ه� ال . ع�ل ان� �س� ل�ق� اإلن . خ� آن� �ق�ر� �م� ال . ع�ل ح�م�ن� على من رحمه ، فقال : } الر� (. وقال الضحاك ، وقتادة ، وغيرهما : يعني الخير والشر.1الحسن : يعني : النطق )

وقول الحسن ها هنا أحسن وأقوى ؛ ألن السياق في تعليمه تعالى القرآن ، وهو أداء تالوته ، وإنما يكون ذلك بتيسير النطق على الخلق وتسهيل خروج الحروف من

مواضعها من الحلق واللسان والشفتين ، على اختالف مخارجها وأنواعها.�ن ال يختلف �ان� { أي : يجريان متعاقبين بحساب م�ق�ن ب �ح�س� �ق�م�ر� ب م�س� و�ال وقوله : } الش��ل¥ ف�ي �ه�ار� و�ك �ق� الن اب �ل� س� �ي �ق�م�ر� و�ال الل �د�ر�ك� ال ن� ت

� �ه�ا أ �غ�ي ل �ب �ن م�س� ي وال يضطرب ، } ال الش��ح�ون� { ] يس : ب �س� �ا40ف�ل�ك� ي �ن ك �ل� س� �ي �اح� و�ج�ع�ل� الل [ ، وقال تعالى : } ف�ال�ق� اإلص�ب

� { ] األنعام : �يم �ع�ل �ع�ز�يز� ال �ق�د�ير� ال �ا ذ�ل�ك� ت �ان ب �ق�م�ر� ح�س� م�س� و�ال [.96و�الش� وعن عكرمة أنه قال : لو جعل الله نور جميع أبصار اإلنس والجن والدواب والطير في

عيني عبد ، ثم كشف حجابا واحدا من سبعين حجابا دون الشمس ، لما استطاع أن ينظر إليها. ونور الشمس جزء من سبعين جزء�ا من نور الكرسي ، ونور الكرسي جزء من سبعين جزء�ا من نور العرش ، ونور العرش جزء من سبعين جزء�ا من نور الستر.

فانظر ماذا أعطى الله عبده من النور في عينيه وقت النظر إلى وجه ربه الكريم عيانا.رواه ابن أبي حاتم.

ج�د�ان� { قال ابن جرير : اختلف المفسرون في معنى �س� ج�ر� ي �ج�م� و�الش� وقوله : } و�الن قوله : } والنجم { بعد إجماعهم على أن الشجر ما قام على ساق ، فروى علي بن

أبي طلحة ، عن ابن عباس قال : النجم ما انبسط على وجه األرض - يعني من النبات.

وكذا قال سعيد بن جبير ، والسدي ، وسفيان الثوري. وقد اختاره ابن جرير رحمه الله. وقال مجاهد : النجم الذي في السماء. وكذا قال الحسن وقتادة. وهذا القول هو

372

Page 174: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

م�و�ات� و�م�ن� �ه� م�ن� ف�ي الس� ج�د� ل �س� �ه� ي ن� الل� �ر� أ �م� ت �ل األظهر والله أعلم ؛ لقوله تعالى : } أ

�اس� { �ير� م�ن� الن �ث ج�ر� و�الد�و�اب� و�ك �ال� و�الش� ب �ج� �ج�وم� و�ال �ق�م�ر� و�الن م�س� و�ال ف�ي األر�ض� و�الش� [.18اآلية ] الحج : __________

( في أ : "المنطق".1)

(7/489)

�ا �ن ل س� ر�� �ق�د� أ ان� { يعني : العدل ، كما قال : } ل �م�يز� ف�ع�ه�ا و�و�ض�ع� ال م�اء� ر� وقوله : } و�الس�

�ق�س�ط� { ] الحديد : �ال �اس� ب �ق�وم� الن �ي ان� ل �م�يز� �اب� و�ال �ت �ك �ا م�ع�ه�م� ال �ن �نزل �ات� و�أ �ن �ي �ب �ال �ا ب �ن ل س� ر�ان� { أي : خلق السموات واألرض25 �م�يز� �ط�غ�و�ا ف�ي ال �ال ت [ ، وهكذا قال هاهنا : } أ

ن�1بالحق والعدل ، لتكون ) �و�ز� �ق�يم�وا ال ( األشياء كلها بالحق والعدل ؛ ولهذا قال : } و�أان� { أي : ال تبخسوا الوزن ، بل ز�نوا بالحق والقسط ، كما �م�يز� وا ال ر� �خ�س� �ق�س�ط� و�ال ت �ال ب

� { ] الشعراء : 2قال ]تعالى[ ) �ق�يم ت �م�س� �ق�س�ط�اس� ال �ال �وا ب [.182( } و�ز�ن� { أي : كما رفع السماء وضع األرض ومهدها ، وأرساها �ام �ألن وقوله : } و�األر�ض� و�ض�ع�ه�ا ل

بالجبال الراسيات الشامخات ، لتستقر لما على وجهها من األنام ، وهم : الخالئق المختلفة أنواعهم وأشكالهم وألوانهم وألسنتهم ، في سائر أقطارها وأرجائها. قال ابن

عباس ومجاهد وقتادة وابن زيد : األنام : الخلق.} � �م�ام �خ�ل� ذ�ات� األك �ه�ة� { أي : مختلفة األلوان والطعوم والروائح ، } و�الن } ف�يه�ا ف�اك

�ج عن ابن عباس : ي أفرده بالذكر لشرفه ونفعه ، رطبا ويابسا. واألكمام - قال ابن ج�ر� هي أوعية الطلع. وهكذا قال غير واحد من المفسرين ، وهو الذي يطلع فيه القنو ثم

�ع�ه واستواؤه. �ن ينشق عن العنقود ، فيكون بسرا ثم رطبا ، ثم ينضج ويتناهى ي�ر� عن عمرو بن علي الصيرفي : حدثنا أبو قتيبة ، حدثنا يونس3قال ابن أبي حاتم ) ( ذ�ك

بن الحارث الطائفي ، عن الشعبي قال : كتب قيصر إلى عمر بن الخطاب : أخبرك أن رسلي أتتني من قبلك ، فزعمت أن قبلكم شجرة ليست بخليقة لشيء من الخير ،

(4تخرج مثل آذان الحمير ، ثم تشقق مثل اللؤلؤ ، ثم تخضر فتكون مثل الزمرد )�ك�ل �ع وتنضج فتكون كأطيب فالوذج أ �ن �ي األخضر ، ثم تحمر فتكون كالياقوت األحمر ، ثم ت

، ثم تيبس فتكون عصمة للمقيم وزاد�ا للمسافر ، فإن تكن رسلي صدقتني فال أرى ( من عمر أمير5هذه الشجرة إال من شجر الجنة. فكتب إليه عمر بن الخطاب )

( ، هذه الشجرة عندنا ،6المؤمنين إلى قيصر ملك الروم ، إن رسلك قد صدقوك ) وهي الشجرة التي أنبتها الله على مريم حين نفست بعيسى ابنها ، فاتق الله وال تتخذ

�م� اب� ث �ر� �ق�ه� م�ن� ت ل �ل� آد�م� خ� �م�ث �ه� ك �د� الل ن �ل� ع�يس�ى ع� عيسى إلها من دون الله ، فإن } م�ث�ر�ين� { ] آل عمران : �م�م�ت �ن� م�ن� ال �ك �ك� ف�ال ت ب �ح�ق� م�ن� ر� . ال �ون� �ك �ن� ف�ي �ه� ك [ )60 ، 59ق�ال� ل

7.)وقيل : األكمام رفاتها ، وهو : الليف الذي على عنق النخلة. وهو قول الحسن وقتادة.

�ح�ب� ذ�و �ح�ان� { قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : } و�ال ي �ع�ص�ف� و�الر� �ح�ب� ذ�و ال } و�ال�ع�ص�ف� { يعني : التبن. ال

__________( في م : "ليكون".1)

373

Page 175: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( زيادة من أ.2)( في أ : "ابن جرير".3)( في م : "كالرمد".4)( في م : "عمر بن عبد الله".5)( في م ، أ : "صدقتك".6)( في م : "تكونن".7)

(7/490)

�ع�ص�ف� { ورق الزرع األخضر الذي قطع رؤوسه ، وقال الع�و�في ، عن ابن عباس : } الفهو يسمى العصف إذا يبس. وكذا قال قتادة ، والضحاك ، وأبو مالك : عصفه : تبنه.

وقال ابن عباس ، ومجاهد ، وغير واحد : } والريحان { يعني : الورق.وقال الحسن : هو ريحانكم هذا.

( الزرع.1وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : } والريحان { خضر ) ومعنى هذا - والله أعلم - أن الحب كالقمح والشعير ونحوهما له في حال نباته عصف ،

وهو : ما على السنبلة ، وريحان ، وهو : الورق الملتف على ساقها. وقيل : العصف : الورق أول ما ينبت الزرع بقال. والريحان : الورق ، يعني : إذا أدجن

وانعقد فيه الحب. كما قال زيد بن عمرو بن نفيل في قصيدته المشهورة.�ز� رابيا?... �ه�ت �ح� منه البقل� ي �ص�ب �رى... ف�ي �ت� الح�ب� في الث �ب �ن و�ق�وال له : من ي

�ان� واعيا ) �م�ن� ك ؤوسه?... ف�في ذاك آيات� ل �ه في ر� ب �ه ح� �خ�رج� من (2و�ي�ان� { أي : فبأي اآلالء ) �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�

� �أ ( - يا معشر الثقلين ، من3وقوله : } ف�ب�ع�م� اإلنس والجن - تكذبان ؟ قاله مجاهد ، وغير واحد. ويدل عليه السياق بعده ، أي : الن

( ، فنحن نقول4ظاهرة عليكم وأنتم مغمورون بها ، ال تستطيعون إنكارها وال جحودها ) كما قالت الجن المؤمنون : "اللهم ، وال بشيء من آالئك ربنا نكذ�ب ، فلك الحمد".

�ها يا رب". أي : ال نكذب بشيء منها. وكان ابن عباس يقول : "ال بأي قال اإلمام أحمد : حدثنا يحيى بن إسحاق ، حدثنا ابن لهيعة ، عن أبي األسود ، عن

و�ة ، عن أسماء بنت أبي بكر قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ع�ر� (5يقرأ ، وهو يصلي نحو الركن قبل أن يصدع بما يؤمر ، والمشركون يستمعون )

�ان� { ) �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�� �أ (.6} ف�ب

__________( في أ : "خضرة".1)(.1/228( انظر األبيات في السيرة النبوية البن هشام )2)( في م : "آالء".3)( في م : "جحدها".4)( في م : "يسمعون".5)(.6/349( المسند )6)

(7/491)

374

Page 176: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ف�خ�ار� ) �ال ان� م�ن� ص�ل�ص�ال� ك �س� �ن ل�ق� اإل� �ار� )14خ� �ج�ان� م�ن� م�ار�ج� م�ن� ن ل�ق� ال ء�15( و�خ� �ال� ي� آ� �أ ( ف�ب

�ان� ) �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ( 16ر�

ار� ) �ف�خ� �ال ان� م�ن� ص�ل�ص�ال� ك �س� ل�ق� اإلن �ار� )14} خ� �ج�ان� م�ن� م�ار�ج� م�ن� ن ل�ق� ال ي�15( و�خ�� �أ ( ف�ب

�ان� ) �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ( {16آالء� ر�

(7/492)

�ن� ) �ي �م�غ�ر�ب ب� ال �ن� و�ر� ر�ق�ي �م�ش� ب� ال �ان� )17ر� �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ء� ر� �ال� ي� آ� �أ �ان�18( ف�ب �ق�ي �ت �ل �ن� ي ي �ح�ر� �ب ج� ال ( م�ر�

�ان� )19) �غ�ي �ب خ� ال� ي ز� �ر� �ه�م�ا ب �ن �ي �ان� )20( ب �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ء� ر� �ال� ي� آ� �أ �ؤ�21( ف�ب �ؤ�ل �ه�م�ا الل ج� م�ن �خ�ر� ( ي

ج�ان� ) �م�ر� �ان� )22و�ال �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ء� ر� �ال� ي� آ� �أ � )23( ف�ب م �ع�ال� �األ� �ح�ر� ك �ب �ت� ف�ي ال آ �ش� �م�ن �ج�و�ار� ال �ه� ال ( و�ل

�ان� )24 �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ء� ر� �ال� ي� آ� �أ ( 25( ف�ب

�ن� ) �ي �م�غ�ر�ب ب� ال �ن� و�ر� ر�ق�ي �م�ش� ب� ال �ان� )17} ر� �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�� �أ �ن�18( ف�ب ي �ح�ر� �ب ج� ال ( م�ر�

�ان� ) �ق�ي �ت �ل �ان� )19ي �غ�ي �ب خ� ال ي ز� �ر� �ه�م�ا ب �ن �ي �ان� )20( ب �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�� �أ �ه�م�ا21( ف�ب ج� م�ن �خ�ر� ( ي

ج�ان� ) �م�ر� �ؤ� و�ال �ؤ�ل �ان� )22الل �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�� �أ �ح�ر�23( ف�ب �ب آت� ف�ي ال �ش� �م�ن �ج�و�ار�ي ال �ه� ال ( و�ل

( � �األع�الم �ان� )24ك �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�� �أ ( {.25( ف�ب

( الجان من مارج من نار ،1يذكر تعالى خلقه اإلنسان من صلصال كالفخار ، وخلقه ) وهو : طرف لهبها. قاله الضحاك ، عن ابن عباس. وبه يقول عكرمة ، ومجاهد ،

والحسن ، وابن زيد.�ار� { من لهب النار ، من أحسنها. وقال الع�و�في ، عن ابن عباس : } م�ن� م�ار�ج� م�ن� ن�ار� { من خالص النار. وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : } م�ن� م�ار�ج� م�ن� ن

وكذا قال عكرمة ، ومجاهد ، والضحاك وغيرهم. وقال اإلمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "خلقت المالئكة من نور ،

وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم".(.2ورواه مسلم ، عن محمد بن رافع ، وعبد بن حميد ، كالهما عن عبد الرزاق ، به )

�ان� { تقدم تفسيره. �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�� �أ وقوله : } ف�ب

�ن� { يعني : مشرقي الصيف والشتاء ، ومغربي الصيف �ي �م�غ�ر�ب ب� ال �ن� و�ر� ر�ق�ي �م�ش� ب� ال } ر��م�غ�ار�ب� { ] المعارج : ار�ق� و�ال �م�ش� ب� ال �ر� م� ب �ق�س� والشتاء. وقال في اآلية األخرى : } ف�ال أ

[ ، وذلك باختالف مطالع الشمس وتنقلها في كل يوم ، وبروزها منه إلى الناس.40�يال { �خ�ذ�ه� و�ك �ال ه�و� ف�ات �ه� إ �ل �م�غ�ر�ب� ال إ ر�ق� و�ال �م�ش� ب� ال وقال في اآلية األخرى : } ر�

[. وهذا المراد منه جنس المشارق والمغارب ، ولما كان في اختالف9] المزمل : �م�ا �ك ب ي� آالء� ر�

� �أ هذه المشارق والمغارب ، مصالح للخلق من الجن واإلنس قال : } ف�ب�ان� { ؟. �ذ�ب �ك ت

�ان� { قال ابن عباس : أي أرسلهما. �ق�ي �ت �ل �ن� ي ي �ح�ر� �ب ج� ال وقوله : } م�ر� وقوله : } يلتقيان { قال ابن زيد : أي : منعهما أن يلتقيا ، بما جعل بينهما من البرزخ

الحاجز الفاصل بينهما. والمراد بقوله : } البحرين { الملح والحلو ، فالحلو هذه األنهار السارحة بين الناس.

375

Page 177: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

ج� �ذ�ي م�ر� وقد قدمنا الكالم على ذلك في سورة "الفرقان" عند قوله تعالى : } و�ه�و� الا { ا م�ح�ج�ور� ا و�ح�ج�ر� خ� ز� �ر� �ه�م�ا ب �ن �ي �ج�اج� و�ج�ع�ل� ب �ح� أ ات� و�ه�ذ�ا م�ل �ن� ه�ذ�ا ع�ذ�ب� ف�ر� ي �ح�ر� �ب ال

[. وقد اختار ابن جرير هاهنا أن المراد بالبحرين : بحر السماء وبحر53] الفرقان : ى. �ز� األرض ، وهو مروي عن مجاهد ، وسعيد بن جبير ، وعطية وابن أب

(. وهذا4( بحر األرض )3قال ابن جرير : ألن اللؤلؤ يتولد من ماء السماء ، وأصداف ) ( ما ذهب إليه ، فإنه ال يساعده اللفظ ؛ فإنه5وإن كان هكذا ليس المراد ]بذلك[ )

�ان� { أي : وجعل بينهما برزخا ، وهو : الحاجز من �غ�ي �ب خ� ال ي ز� �ر� �ه�م�ا ب �ن �ي تعالى قد قال : } باألرض ، لئال يبغي هذا على هذا ، وهذا على

__________( في أ : "خلق".1)(.2996( وصحيح مسلم برقم )6/168( المسند )2)( في م : "واختالف".3)(.27/75( تفسير الطبري )4)( زيادة من م ، أ.5)

(7/492)

هذا ، فيفسد كل واحد منهما اآلخر ، ويزيله عن صفته التي هي مقصودة منه. وما بينالسماء واألرض ال يسمى برزخا وحجرا محجورا.

ج�ان� { أي : من مجموعهما ، فإذا وجد ذلك ألحدهما �م�ر� �ؤ� و�ال �ؤ�ل �ه�م�ا الل ج� م�ن �خ�ر� وقوله : } ي�م� {1) �ك س�ل� م�ن �م� ر� �ك �ت �أ �م� ي �ل �س� أ �ج�ن� و�اإلن ر� ال �ا م�ع�ش� ( كفى ، كما قال تعالى : } ي

[ والرسل إنما كانوا في اإلنس خاصة دون الجن ، وقد صح هذا130] األنعام : اإلطالق. واللؤلؤ معروف ، وأما المرجان فقيل : هو صغار اللؤلؤ. قاله مجاهد ،

وقتادة ، وأبو رزين ، والضحاك. وروي عن علي. وقيل : كباره وجيده. حكاه ابن جرير عن بعض السلف. ورواه ابن أبي حاتم عن الربيع

( أنس ، وحكاه عن السدي ، عمن حدثه ، عن ابن عباس. وروي مثله عن علي ،2بن )ومجاهد أيضا ، ومرة الهمداني.

وقيل : هو نوع من الجواهر أحمر اللون. قال السدي ، عن أبي مالك ، عن مسروق ،ذ ) �س� ( بالفارسية.3عن عبد الله قال : المرجان : الخرز األحمر. قال السدي وهو الب

�ه�ا { ] فاطر : ون �س� �ب �ل �ة� ت �ي ل �خ�ر�ج�ون� ح� ت �س� �ا و�ت �ح�م�ا ط�ر�ي �ل�ون� ل �ك �أ �ل¦ ت [12وأما قوله : } و�م�ن� ك، فاللحم من كل من األجاج والعذب ، والحلية ، إنما هي من الملح دون العذب.

قال ابن عباس : ما سقطت قط قطرة من السماء في البحر ، فوقعت في صدفة إال صار منها لؤلؤة. وكذا قال عكرمة ، وزاد : فإذا لم تقع في صدفة نبتت بها عنبرة.

وروي من غير وجه عن ابن عباس نحوه. وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن سنان ، حدثنا عبد الرحمن بن م�ه�د�ي� ، حدثنا

سفيان ، عن األعمش ، عن عبد الله بن عبد الله ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : إذا أمطرت السماء ، فتحت األصداف في البحر أفواهها ، فما وقع فيها - يعني :

من قطر - فهو اللؤلؤ. ( صحيح ، ولما كان اتخاذ هذه الحلية نعمة على أهل األرض ، امتن بها عليهم4إسناده )

376

Page 178: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ان� {.5فقال ) �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�� �أ ( : } ف�ب

آت� { يعني : السفن التي تجري في البحر ، قال مجاهد : �ش� �م�ن �ج�و�ار� ال �ه� ال وقوله : } و�ل ما رفع قلعه من السفن فهي منشأة ، وما لم يرفع قلعه فليس بمنشأة ، وقال قتادة :

} المنشآت { يعني المخلوقات. وقال غيره : المنشآت - بكسر الشين - يعني :البادئات.

} كاألعالم { أي : كالجبال في كبرها ، وما فيها من المتاجر والمكاسب المنقولة من ( جلب ما يحتاجون6قطر إلى قطر ، وإقليم إلى إقليم ، مما فيه من صالح للناس في )

�ان� {.7إليه من سائر أنواع البضائع ؛ ولهذا قال ]تعالى[ ) �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�� �أ ( } ف�ب

__________( في أ : "أحدهما".1)( في أ : "عن".2)( في م ، أ : "الكسد".3)( في م : "إسناد".4)( في م : "وقال".5)( في م : "من".6)( زيادة من أ.7)

(7/493)

�ه�ا ف�ان� ) �ي �ل� م�ن� ع�ل � )26ك ام �ر� �ك ل� و�اإل� �ج�ال� �ك� ذ�و ال ب �ق�ى و�ج�ه� ر� �ب �م�ا27( و�ي �ك ب ء� ر� �ال� ي� آ� �أ ( ف�ب

�ان� ) �ذ�ب �ك ن� )28ت� أ � ه�و� ف�ي ش� �و�م �ل� ي ر�ض� ك

� م�او�ات� و�األ� �ه� م�ن� ف�ي الس� ل� أ �س� ء�29( ي �ال� ي� آ

� �أ ( ف�ب�ان� ) �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ( 30ر�

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا حماد بن سلمة ، حدثنا العرار بن سويد ، عن عميرة بن سعد قال : كنت مع علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه ، على شاطئ الفرات إذ أقبلت سفينة مرفوع شراعها ، فبسط على يديه ثم

� {. والذي �األع�الم �ح�ر� ك �ب آت� ف�ي ال �ش� �م�ن �ج�و�ار�ي ال �ه� ال قال : يقول الله عز وجل : } و�ل( بحوره ما قتلت� عثمان ، وال ماألت على قتله.1أنشأها تجري في ]بحر من[ )

�ه�ا ف�ان� ) �ي �ل� م�ن� ع�ل � )26} ك ام �ر� �ج�الل� و�اإلك �ك� ذ�و ال ب �ق�ى و�ج�ه� ر� �ب �م�ا27( و�ي �ك ب ي� آالء� ر�� �أ ( ف�ب

�ان� ) �ذ�ب �ك ن� )28ت� أ � ه�و� ف�ي ش� �و�م �ل� ي م�و�ات� و�األر�ض� ك �ه� م�ن� ف�ي الس� ل

� أ �س� ي� آالء�29( ي� �أ ( ف�ب

�ان� ) �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ( {30ر� يخبر تعالى أن جميع أهل األرض سيذهبون ويموتون أجمعون ، وكذلك أهل السموات ،

إال من شاء الله ، وال يبقى أحد سوى وجهه الكريم ؛ فإن الرب - تعالى وتقدس - اليموت ، بل هو الحي الذي ال يموت أبدا.

(.2قال قتادة : أنبأ بما خلق ، ثم أنبأ أن ذلك كله كان ) وفي الدعاء المأثور : يا حي ، يا قيوم ، يا بديع السموات واألرض ، يا ذا الجالل

( ، أصلح لنا شأننا كله ، وال تكلنا إلى3واإلكرام ، ال إله إال أنت ، برحمتك نستغيث )أنفسنا طرفة عين ، وال إلى أحد من خلقك.

�ق�ى و�ج�ه� �ب �ه�ا ف�ان� { ، فال تسكت حتى تقرأ : } و�ي �ي �ل� م�ن� ع�ل وقال الشعبي : إذا قرأت } ك

377

Page 179: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

.} � ام �ر� �ج�الل� و�اإلك �ك� ذ�و ال ب ر��ال و�ج�ه�ه� { ] القصص : ي�ء� ه�ال�ك� إ �ل� ش� [ ، وقد نعت88وهذه اآلية كقوله تعالى : } ك

� { أي : هو أهل أن ام �ر� �ج�الل� و�اإلك تعالى وجهه الكريم في هذه اآلية الكريمة بأنه } ذ�و ال�ه�م� ب �د�ع�ون� ر� �ذ�ين� ي �ف�س�ك� م�ع� ال �ر� ن يجل فال يعصى ، وأن يطاع فال يخالف ، كقوله : } و�اص�ب

�ر�يد�ون� و�ج�ه�ه� { ] الكهف : ي� ي �ع�ش� �غ�د�اة� و�ال �ال [ ، وكقوله إخبارا عن المتصدقين :28ب�ه� { ] اإلنسان : �و�ج�ه� الل �م� ل �ط�ع�م�ك �م�ا ن �ن [9} إ

� { ذو العظمة والكبرياء. ام �ر� �ج�الل� و�اإلك قال ابن عباس : } ذ�و ال ولما أخبر عن تساوي أهل األرض كلهم في الوفاة ، وأنهم سيصيرون إلى الدار

�ان� �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�� �أ اآلخرة ، فيحكم فيهم ذو الجالل واإلكرام بحكمه العدل قال : } ف�ب

.}ن� { وهذا إخبار عن

� أ � ه�و� ف�ي ش� �و�م �ل� ي م�و�ات� و�األر�ض� ك �ه� م�ن� ف�ي الس� ل� أ �س� وقوله : } ي

غناه عما سواه وافتقار الخالئق إليه في جميع اآلنات ، وأنهم يسألونه بلسان حالهموقالهم ، وأنه كل يوم هو في شأن.

__________( زيادة من أ.1)( في م : "فان".2)( في م : "استغيث".3)

(7/494)

ن� { ، قال : من� أ � ه�و� ف�ي ش� �و�م �ل� ي قال األعمش ، عن مجاهد ، عن عبيد بن عمير : } كشأنه أن يجيب داعيا ، أو يعطي سائال أو يفك عانيا ، أو يشفي سقيما.

وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد قال : كل يوم هو يجيب داعيا ، ويكشف كربا ، ويجيبمضطرا ويغفر ذنبا.

وقال قتادة : ال يستغني عنه أهل السموات واألرض ، يحيي حيا ، ويميت ميتا ، ويربيصغيرا ، ويفك أسيرا ، وهو منتهى حاجات الصالحين وصريخهم ، ومنتهى شكواهم.

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو اليمان الح�م�صي� ، حدثنا حرير بن عثمان ،�د بن جبلة - هو الفزاري - قال : إن ربكم كل يوم هو في شأن ، فيعتق رقابا ، و�ي عن س�

ويعطي رغابا ، ويقحم عقابا.ي ، حدثني إبراهيم بن محمد وقال ابن جرير : حدثني عبد الله بن محمد بن عمرو الغ�ز�

ك�سكي ) ( ، حدثنا الحارث بن عبدة بن1بن يوسف الفريابي ، حدثني عمرو بن بكر الس� رباح الغساني ، عن أبيه ، عن منيب بن عبد الله بن منيب األزدي ، عن أبيه قال : تال

ن� { ، فقلنا : يا� أ � ه�و� ف�ي ش� �و�م �ل� ي رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه اآلية : } ك

رسول الله ، وما ذاك الشأن ؟ قال : "أن يغفر ذنبا ، ويفرج كربا ، ويرفع قوما ، ويضع(.3( " )2آخرين )

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا هشام بن عمار ، وسليمان بن أحمد الواسطي�يح الثقفي أبو روح الدمشقي - والسياق لهشام - قال :4قاال حدثنا الوزير ) ( بن ص�ب

�ب�س ، يحدث عن أم الدرداء عن أبي الدرداء ، عن ل سمعت يونس بن ميسرة بن ح�ن� { قال :

� أ � ه�و� ف�ي ش� �و�م �ل� ي النبي صلى الله عليه وسلم قال : "قال الله عز وجل : } ك

378

Page 180: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

(.6( " )5"من شأنه أن يغفر ذنبا ، ويفرج كربا ، ويرفع قوما ، ويضع آخرين ) وقد رواه ابن عساكر من طرق متعددة ، عن هشام بن عمار ، به. ثم ساقه من حديث

�يح قال : ودلنا عليه الوليد بن مسلم ، أبي همام الوليد بن شجاع ، عن الوزير بن ص�بف ، عن الشعبي ، عن أم الدرداء ، عن أبي الدرداء ، عن النبي صلى الله عن م�طر�

(.7عليه وسلم فذكره. قال : والصحيح األول. يعني إسناده األول ) ( علقه البخاري بصيغة الجزم ، فجعله من كالم أبي8قلت : وقد روي موقوفا ، كما )

( ، فالله أعلم.9الدرداء )__________

( في م : "الشكسي".1)( في أ : "قوما".2) (3401( ورواه الطبراني في المعجم األوسط برقم )27/79( تفسير الطبري )3)

( "كشف األستار" من طريق عمرو2266"مجمع البحرين" والبزار في مسنده برقم )بن بكر السكسكي - وهو متروك - عن الحارث بن عبدة به.

( في م : "أبو رزين".4)( في أ : قوما".5)( من طريق هشام بن عمار به.202( رواه ابن ماجه برقم )6)

( : "هذا إسناد حسن لتقاصر الوزير عن درجة الحفظ1/88قال البوصيري في الزوائد )واإلتقان".

( "القسم المخطوط"(.17/771( تاريخ دمشق )7)( في م ، أ : "وقد".8)( "فتح" ، ورواه البيهقي في شعب اإليمان موصوال برقم )8/620( صحيح البخاري )9)

( من طريق إسماعيل بن عبد الله عن أم الدرداء عن أبي الدرداء موقوفا.1102

(7/495)

ن� ) �ق�ال� �ه�ا الث ي� �م� أ �ك غ� ل �ف�ر� ن �ان� )31س� �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ء� ر� �ال� ي� آ

� �أ �ن�32( ف�ب �س� إ �ن �ج�ن� و�اإل� ر� ال �ا م�ع�ش� ( يل�ط�ان� ) �س� �ال� ب �ف�ذ�ون� إ �ن �ف�ذ�وا ال� ت ر�ض� ف�ان

� م�او�ات� و�األ� �ق�ط�ار� الس� �ف�ذ�وا م�ن� أ �ن �ن� ت �م� أ �ط�ع�ت ت (33اس��ان� ) �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ء� ر� �ال� ي� آ

� �أ ان� )34ف�ب �ص�ر� �ت �ن �ح�اس� ف�ال� ت �ار� و�ن و�اظ� م�ن� ن �م�ا ش� �ك �ي س�ل� ع�ل �ر� (35( ي�ان� ) �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ء� ر� �ال� ي� آ

� �أ ( 36ف�ب

وقال البزار : حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا محمد بن الحارث ، حدثنا محمد بن عبد�ل� الرحمن بن البيلماني ، عن أبيه عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : } ك

ن� { ، قال : "يغفر ذنبا ، ويكشف كربا" )� أ � ه�و� ف�ي ش� �و�م (.1ي

�ب ، حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن أبي حمزة ي �ر� ثم قال ابن جرير : وحدثنا أبو ك�ر ، عن ابن عباس ، أن الله خلق لوحا محفوظا من درة �ي ب �م�الي ، عن سعيد بن ج� الث

بيضاء ، دف�تاه ياقوتة حمراء ، قلمه نور ، وكتابه نور ، عرضه ما بين السماء واألرض ، ينظر فيه كل يوم ثلثمائة وستين نظرة ، يخلق في كل نظرة ، ويحيي ويميت ، ويعز

(.2ويذل ، ويفعل ما يشاء )�ق�الن� ) �ه�ا الث ي

� �م� أ �ك غ� ل �ف�ر� ن �ان� )31} س� �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�� �أ �س�32( ف�ب �ج�ن� و�اإلن ر� ال �ا م�ع�ش� ( ي

379

Page 181: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

ل�ط�ان� ) �س� �ال ب �ف�ذ�ون� إ �ن �ف�ذ�وا ال ت م�و�ات� و�األر�ض� ف�ان �ق�ط�ار� الس� �ف�ذ�وا م�ن� أ �ن �ن� ت �م� أ �ط�ع�ت ت �ن� اس� إ�ان� )33 �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�

� �أ ان� )34( ف�ب �ص�ر� �ت �ن �ح�اس� ف�ال ت �ار� و�ن و�اظ� م�ن� ن �م�ا ش� �ك �ي س�ل� ع�ل �ر� ( ي�ان� )35 �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�

� �أ ( {.36( ف�ب�ق�الن� { ، قال �ه�ا الث ي

� �م� أ �ك غ� ل �ف�ر� ن قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس في قوله : } س� : وعيد من الله للعباد ، وليس بالله شغل وهو فارغ. وكذا قال الضحاك : هذا وعيد.

�م� { أي : �ك غ� ل �ف�ر� ن وقال قتادة : قد دنا من الله فراغ لخلقه. وقال ابن جريج : } س�سنقضي لكم.

( ، ال يشغله شيء عن شيء ، وهو معروف في كالم3وقال البخاري : سنحاسبكم )تك )4العرب ، يقال ) ( ".5( ألتفرغن لك" وما به شغل ، يقول : "آلخذنك على غ�ر�

�ق�الن� { الثقالن : اإلنس والجن ، كما جاء في الصحيح : "يسمعها كل �ه�ا الث ي� وقوله : } أ

شيء إال الثقلين" وفي رواية : "إال الجن واإلنس". وفي حديث الصور : "الثقالن اإلنس�ان� {. �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�

� �أ والجن" } ف�بم�و�ات� �ق�ط�ار� الس� �ف�ذ�وا م�ن� أ �ن �ن� ت �م� أ �ط�ع�ت ت �ن� اس� �س� إ �ج�ن� و�اإلن ر� ال �ا م�ع�ش� ثم قال : } ي

ل�ط�ان� { أي : ال تستطيعون هربا من أمر الله وقدره ، �س� �ال ب �ف�ذ�ون� إ �ن �ف�ذ�وا ال ت و�األر�ض� ف�ان بل هو محيط بكم ، ال تقدرون على التخلص من حكمه ، وال النفوذ عن حكمه فيكم ،

أينما ذهبتم أحيط بكم ، وهذا في مقام المحشر ، المالئكة محدقة بالخالئق ، سبعل�ط�ان� { أي : إال بأمر الله ، �س� �ال ب صفوف من كل جانب ، فال يقدر أحد على الذهاب } إ

�ق�ر� { ] القيامة : ت �م�س� �ذ� ال �و�م�ئ �ك� ي ب �ل�ى ر� . إ ر� �ال ال و�ز� . ك �م�ف�ر� �ن� ال �ي �ذ� أ �و�م�ئ ان� ي �س� �ق�ول� اإلن 10} ي�ه�م�12- �ة� م�ا ل ه�ق�ه�م� ذ�ل �ر� �ه�ا و�ت �ل �م�ث �ة� ب �ئ ي اء� س� �ات� ج�ز� �ئ ي �وا الس� ب �س� �ذ�ين� ك [. وقال تعالى : } و�ال

�ار� ص�ح�اب� الن� �ك� أ �ئ �ول �م�ا أ �ل� م�ظ�ل �ي �ت� و�ج�وه�ه�م� ق�ط�ع�ا م�ن� الل ي �غ�ش� �م�ا أ ن

� �أ � ك �ه� م�ن� ع�اص�م م�ن� الل�د�ون� { ] يونس : ال [27ه�م� ف�يه�ا خ�

__________( "كشف األستار". قال ابن حجر : "البيلماني ضعيف".2268( مسند البزار برقم )1)(.27/79( تفسير الطبري )2)( في م : "سيحاسبكم".3)( في أ : "يقول".4)( في م : "غرة".5)

(7/496)

ان� {. �ص�ر� �ت �ن �ح�اس� ف�ال ت �ار� و�ن و�اظ� م�ن� ن �م�ا ش� �ك �ي س�ل� ع�ل �ر� ؛ ولهذا قال : } يقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : الشواظ : هو لهب النار.

وقال سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : الشواظ : الدخان.( األخضر المنقطع. وقال أبو صالح الشواظ هو اللهيب )1وقال مجاهد : هو : اللهيب )

�ار� { سيل من نار.2 و�اظ� م�ن� ن ( الذي فوق النار ودون الدخان. وقال الضحاك : } ش��ح�اس� { دخان �ح�اس� { قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : } و�ن وقوله : } و�ن

النار. وروي مثله عن أبي صالح ، وسعيد بن جبير ، وأبي سنان. (3قال ابن جرير : والعرب تسمي الدخان نحاسا - بضم النون وكسرها - والقراء )

�ض�وء�4مجمعة على الضم ، ومن النحاس بمعنى الدخان قول نابغة جعدة ) �ض�يء� ك ( ي

380

Page 182: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ح�اسا �ج�ع�ل الله� فيه ن �يـ... ـط لم ي ل سراج الس�(.5يعني : دخانا ، هكذا قال )

�ر ، عن الضحاك ؛ أن نافع بن األزرق سأل ابن �ب وقد روى الطبراني من طريق ج�وي عباس عن الشواظ فقال : هو اللهب الذي ال دخان معه. فسأله شاهدا على ذلك من

اللغة ، فأنشده قول أمية بن أبي الصلت في حسان : �غلة� تدب� ) �ي... م�غ�ل ان ع�ن �اظ�...6أال من م�بلغ� ح�س� ( إلى ع�ك

�د�ى ) �ا... ل �ا كان ق�ين �وك� ف�ين �ات ف�س�ال في الح�ف�اظ...7أليس أب ( القين�شد� ) �ا يظل ي �ي �م�ان واظ...8ي �ه�ب� الش� �ا ل ا... وينفخ دائب �ير� ( ك

قال : صدقت ، فما النحاس ؟ قال : هو الدخان الذي ال لهب له. قال : فهل تعرفه(9العرب ؟ قال : نعم ، أما سمعت نابغة بني ذبيان يقول )

�ح�اسا ) �ج�ع�ل الله� فيه ن �م� ي ليط... ل �ض�وء س�راج الس� �ض�يء� ك (10ي ( فيصب على رؤوسهم. وكذا قال قتادة.11وقال مجاهد : النحاس : الص�ف�ر ، يذاب )

وقال__________

( في م ، أ : "اللهب".1)( في م ، أ : "اللهب".2)( في م : "القراءة".3) ( في م ، أ "نابغة بني جعدة" وفي تفسير الطبري : "نابغة بني ذبيان" ولم أجده في4)

،245 ، 2/244ديوانه ، والبيت في مجاز القرآن ألبي عبيدة منسوبا للنابغة الجهدي والبيت أيضا في ديوان الجعدي واللسان ، مادة "نحس" مستفادا من هامش ط.

الشعب.(.27/81( تفسير الطبري )5)( في م : "يدب".6)( في م : "إلى".7)( في م : "يشب".8)( كذا ، وقد سبق تخريج البيت ونسبته إلى الجعدي.9)( وفيه جويبر وهو متروك لم يلق ابن عباس.10/305( المعجم الكبير )10)( في م : "المذاب".11)

(7/497)

�الد�ه�ان� ) د�ة� ك �ت� و�ر� �ان م�اء� ف�ك ق�ت� الس� �ش� �ذ�ا ان �ان� )37ف�إ �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ء� ر� �ال� ي� آ� �أ �ذ� ال�38( ف�ب �و�م�ئ ( ف�ي

�س� و�ال� ج�ان¥ ) �ن �ه� إ �ب �ل� ع�ن� ذ�ن أ �س� �ان� )39ي �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ء� ر� �ال� ي� آ� �أ ( 40( ف�ب

الضحاك : } ونحاس { سيل من نحاس. والمعنى على كل قول : لو ذهبتم هاربين يوم القيامة لردتكم المالئكة والزبانية بإرسال

.1اللهب من النار والنحاس المذاب عليكم لترجعوا ) ان� �ص�ر� �ت �ن ( ؛ ولهذا قال : } ف�ال ت�ان� { �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�

� �أ ف�ب�الد�ه�ان� ) د�ة� ك �ت� و�ر� �ان م�اء� ف�ك ق�ت� الس� �ش� �ذ�ا ان �ان� )37} ف�إ �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�

� �أ �ذ�38( ف�ب �و�م�ئ ( ف�ي

381

Page 183: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�س� و�ال ج�ان¥ ) �ن �ه� إ �ب �ل� ع�ن� ذ�ن أ �س� �ان� )39ال ي �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�� �أ ( {40( ف�ب

__________( في م : "لرجعوا".1)

(7/498)

( � �ق�د�ام �و�اص�ي و�األ� �الن ذ� ب �ؤ�خ� يم�اه�م� ف�ي �س� �م�ج�ر�م�ون� ب ف� ال �ع�ر� �ان� )41ي �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ء� ر� �ال� ي� آ� �أ ( ف�ب

�م�ج�ر�م�ون� )42 �ه�ا ال �ذ�ب� ب �ك �ي ي �ت �م� ال ن� )43( ه�ذ�ه� ج�ه�ن� � آ �ن� ح�م�يم �ي �ه�ا و�ب �ن �ي �ط�وف�ون� ب (44( ي

�ان� ) �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ء� ر� �ال� ي� آ� �أ ( 45ف�ب

( � �و�اص�ي و�األق�د�ام �الن ذ� ب �ؤ�خ� يم�اه�م� ف�ي �س� �م�ج�ر�م�ون� ب ف� ال �ع�ر� �ان� )41} ي �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�� �أ ( ف�ب

�م�ج�ر�م�ون� )42 �ه�ا ال �ذ�ب� ب �ك �ي ي �ت �م� ال � آن� )43( ه�ذ�ه� ج�ه�ن �ن� ح�م�يم �ي �ه�ا و�ب �ن �ي �ط�وف�ون� ب (44( ي�ان� ) �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�

� �أ ( {.45ف�بم�اء� { يوم القيامة ، كما دلت عليه هذه اآلية مع1يقول ]تعالى[ ) ق�ت� الس� �ش� �ذ�ا ان ( : } ف�إ

�ة� �ذ� و�اه�ي �و�م�ئ م�اء� ف�ه�ي� ي ق�ت� الس� �ش� ما شاكلها من اآليات الواردة في معناها ، كقوله : } و�ان�نزيال {16{ ] الحاقة : �ة� ت �ك �م�الئ � و�نزل� ال �غ�م�ام �ال م�اء� ب ق�ق� الس� �ش� �و�م� ت [ ، وقوله : } و�ي�ه�ا و�ح�ق�ت� { ] االنشقاق :25] الفرقان : ب �ر� �ت� ل �ذ�ن . و�أ ق�ت� �ش� م�اء� ان �ذ�ا الس� [ ، وقوله : } إ

1 ، 2.] دي والفضة في السبك ، �الد�ه�ان� { أي : تذوب كما يذوب الد�ر� د�ة� ك �ت� و�ر� �ان وقوله : } ف�ك

وتتلون كما تتلون األصباغ التي يدهن بها ، فتارة حمراء وصفراء وزرقاء وخضراء ،وذلك من شدة األمر وهول يوم القيامة العظيم. وقد قال اإلمام أحمد :

حدثنا أحمد بن عبد الملك ، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الصهباء ، حدثنا نافع أبو غالب الباهلي ، حدثنا أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يبعث

�ط�ش عليهم" ) (.2الناس يوم القيامة والسماء تقال الجوهري : الطش : المطر الضعيف.

�الد�ه�ان� { ، قال : هو األديم األحمر. د�ة� ك وقال الضحاك ، عن ابن عباس في قوله : } و�ر��الد�ه�ان� { : د�ة� ك �ت� و�ر� �ان �نة ، عن قابوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس : } ف�ك �د�ي وقال أبو كذ�ون �ر� كالفرس الورد. وقال العوفي ، عن ابن عباس : تغير لونها. وقال أبو صالح : كالب

الورد ، ثم كانت بعد كالدهان.�غ�وي وغيره : أن الفرس الورد تكون في الربيع صفراء ، وفي الشتاء حمراء ، وحكى الب

�ر� لونها. فإذا اشتد البرد اغ�ب وقال الحسن البصري : تكون ألوانا. وقال السدي. تكون كلون البغلة الوردة ، وتكون

�الد�ه�ان { : كألوان الدهان. وقال عطاء كالمهل كدردي الزيت. وقال مجاهد : } كد في الصفرة. وقال قتادة : هي اليوم خضراء ، ويومئذ الخراساني : كلون د�ه�ن الو�ر�

لونها إلى الحمرة يوم ذي ألوان. وقال أبو الجوزاء : __________

( زيادة من م.1)(.3/226( المسند )2)

382

Page 184: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

(7/498)

( بن جريج : تصير السماء كالدهن الذائب ، وذلك1في صفاء الدهن. وقال ]أبو صالح[ )�صيبها حر جهنم. حين ي

�و�م� ال �س� و�ال ج�ان¥ { ، وهذه كقوله : } ه�ذ�ا ي �ن �ه� إ �ب �ل� ع�ن� ذ�ن أ �س� �ذ� ال ي �و�م�ئ وقوله : } ف�يون� { ] المرسالت : �ذ�ر� �ع�ت �ه�م� ف�ي �ؤ�ذ�ن� ل . و�ال ي �ط�ق�ون� �ن �م�36 ، 35ي [ ، فهذا في حال ، وث

�ه�م� �ن ل� أ �س� �ن �ك� ل ب حال يسأل الخالئق فيها عن جميع أعمالهم ، قال الله تعالى : } ف�و�ر�

�ع�م�ل�ون� { ] الحجر : �وا ي �ان . ع�م�ا ك �ج�م�ع�ين� �ذ� ال93 ، 92أ �و�م�ئ [ ؛ ولهذه قال قتادة : } ف�ي�س� و�ال ج�ان¥ { ، قال : قد كانت مسألة ، ثم ختم على أفواه القوم ، �ن �ه� إ �ب �ل� ع�ن� ذ�ن أ �س� ي

وتكلمت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون. قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ال يسألهم : هل عملتم كذا وكذا ؟ ألنه أعلم

بذلك منهم ، ولكن يقول : لم عملتم كذا وكذا ؟ فهو قول ثان.ف�ون بسيماهم. �ع�ر� وقال مجاهد في هذه اآلية : ال يسأل المالئكة عن المجرم ، ي

( ثالث. وكأن هذا بعد ما يؤمر بهم إلى النار ، فذلك الوقت ال يسألون عن2وهذا قول )�م�ج�ر�م�ون�3ذنوبهم ، بل يقادون إليها ) ف� ال �ع�ر� ( ويلقون فيها ، كما قال تعالى : } ي

يم�اه�م� { أي : بعالمات تظهر عليهم. �س� بوقال الحسن وقتادة : يعرفونهم باسوداد الوجوه وزرقة العيون.

قلت : وهذا كما يعرف المؤمنون بالغرة والتحجيل من آثار الوضوء.� { أي : تجمع الزبانية ناصيته مع قدميه ، ويلقونه �و�اص�ي و�األق�د�ام �الن ذ� ب �ؤ�خ� وقوله : } ف�ي

في النار كذلك. ( ، فيكسر كما يكسر الحطب4وقال األعمش عن ابن عباس : يؤخذ بناصيته وقدمه )

في التنور.( في سلسلة من وراء ظهره.5وقال الضحاك : يجمع بين ناصيته وقدميه )

�فتل ظهره. وقال السدي : يجمع بين ناصية الكافر وقدميه ، فتربط ناصيته بقدمه ، وي وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع ، حدثنا معاوية بن سالم ،

عن أخيه زيد بن سالم أنه سمع أبا سالم - يعني جده - أخبرني عبد الرحمن ، حدثني رجل من كندة قال : أتيت عائشة فدخلت عليها ، وبيني وبينها حجاب ، فقلت : حدثك

رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يأتي عليه ساعة ال يملك ألحد فيها شفاعة ؟ع�ار واحد ، قال : "نعم حين يوضع قالت : نعم ، لقد سألته عن هذا وأنا وهو في ش�

الصراط ، وال أملك ألحد فيها شفاعة ، حتى أعلم أين يسلك بي ؟ ويوم تبيض وجوه وتسود وجوه ، حتى أنظر ماذا يفعل بي - أو قال : يوحى - وعند الجسر حين يستحد

ويستحر" فقالت : وما يستحد وما يستحر ؟ قال : "يستحد حتى يكون مثل شفرةالسيف ، ويستحر حتى يكون

__________( زيادة من أ.1)( في م : "جواب".2)( في م : "إلى النار".3)( في أ : "قدميه".4)( في أ : "قدمه".5)

383

Page 185: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

(7/499)

�ان� ) �ت ن �ه� ج� ب �م�ن� خ�اف� م�ق�ام� ر� �ان� )46و�ل �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ء� ر� �ال� ي� آ� �أ �ان� )47( ف�ب �ف�ن �ا أ ي�48( ذ�و�ات

� �أ ( ف�ب�ان� ) �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ء� ر� �ال� �ان� )49آ �ج�ر�ي �ان� ت �ن �ان� )50( ف�يه�م�ا ع�ي �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ء� ر� �ال� ي� آ

� �أ ( ف�يه�م�ا51( ف�بو�ج�ان� ) �ه�ة� ز� �ل� ف�اك �ان� )52م�ن� ك �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ء� ر� �ال� ي� آ

� �أ ( 53( ف�ب

مثل الجمرة ، فأما المؤمن فيجيزه ال يضره ، وأما المنافق فيتعلق حتى إذا بلغ أوسطه خر من قدمه فيهوي بيده إلى قدميه ، فتضربه الزبانية بخطاف في ناصيته وقدمه ،

( فيها مقدار خمسين عاما". قلت : ما ثقل الرجل ؟1فتقذفه في جهنم ، فيهوي ) قالت : ثقل عشر خلفات سمان ، فيومئذ يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي

واألقدام.م� ،2هذا حديث غريب ]جدا[ ) �س� ( ، وفيه ألفاظ منكر رفعها ، وفي اإلسناد من لم ي

( ، والله أعلم.3ومثله ال يحتج به )�م�ج�ر�م�ون� { أي : هذه النار التي كنتم تكذبون �ه�ا ال �ذ�ب� ب �ك �ي ي �ت �م� ال ه�ن وقوله : } ه�ذ�ه� ج�

�ا ، يقال لهم ذلك تقريعا وتوبيخا وتصغيرا بوجودها ها هي حاضرة تشاهدونها عيانوتحقيرا.

� آن� { أي : تارة يعذبون في الجحيم ، وتارة يسقون �ن� ح�م�يم �ي �ه�ا و�ب �ن �ي �ط�وف�ون� ب وقوله : } ي من الحميم ، وهو الشراب الذي هو كالنحاس المذاب ، يقطع األمعاء واألحشاء ، وهذه�ار� �م� ف�ي الن � ث �ح�م�يم . ف�ي ال �ون� ب ح� �س� �اق�ه�م� و�الس�الس�ل� ي �ع�ن �ذ� األغ�الل� ف�ي أ كقوله تعالى : } إ

ون� { ] غافر : ج�ر� �س� [.72 ، 71يوقوله : } آن { أي : حار وقد بلغ الغاية في الحرارة ، ال يستطاع من شدة ذلك.

�يه ، واشتد � آن� { قد انتهى غل �ن� ح�م�يم �ي �ه�ا و�ب �ن �ي �ط�وف�ون� ب قال ابن عباس في قوله : } يه. وكذا قال مجاهد ، وسعيد بن جبير ، والضحاك ، والحسن ، والثوري ، والسدي. حر�

�ى طبخه منذ خلق الله السموات واألرض. وقال محمد بن كعب وقال قتادة : قد أنك� بناصيته في ذلك الحميم ، حتى يذوب ) ( اللحم ويبقى4القرظي : يؤخذ العبد فيحر�

�ار� �م� ف�ي الن � ث �ح�م�يم العظم والعينان في الرأس. وهي كالتي يقول الله تعالى : } ف�ي ال� آن� { ون� {. والحميم اآلن : يعني الحار. وعن القرظي رواية أخرى : } ح�م�يم ج�ر� �س� ي

أي : حاضر. وهو قول ابن زيد أيضا ، والحاضر ، ال ينافي ما روي عن القرظي أوال أنه�ة� { ] الغاشية : �ي �ن� آن ق�ى م�ن� ع�ي �س� [ أي حارة شديدة الحر ال5الحار ، كقوله تعالى : } ت

�اه� { ] األحزاب : �ن �اظ�ر�ين� إ �ر� ن [ يعني : استواءه ونضجه.53تستطاع. وكقوله : } غ�ي� آن� { أي : حميم حار جدا. ولما كان معاقبة العصاة ) ( المجرمين5فقوله : } ح�م�يم

وتنعيم المتقين من فضله ورحمته وعدله ولطفه بخلقه ، وكان إنذاره لهم عذابه وبأسه مما يزجرهم عما هم فيه من الشرك والمعاصي وغير ذلك ، قال ممتنا بذلك على بريته

�ان� {. �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�� �أ : } ف�ب

�ان� ) �ت ن �ه� ج� ب �م�ن� خ�اف� م�ق�ام� ر� �ان� )46} و�ل �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�� �أ �ان� )47( ف�ب �ف�ن �ا أ (48( ذ�و�ات

�ان� ) �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�� �أ �ان� )49ف�ب �ج�ر�ي �ان� ت �ن �ان� )50( ف�يه�م�ا ع�ي �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�

� �أ (51( ف�بو�ج�ان� ) �ه�ة� ز� �ل� ف�اك �ان� )52ف�يه�م�ا م�ن� ك �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�

� �أ ( {.53( ف�ب__________

( في م : "فهوى".1)

384

Page 186: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( زيادة من م.2) ( عن رجل من كنده7/704( رواه عبد الرزاق في المصنف كما في الدر المنثور )3)

بنحوه.( في م : "حتى تذوب".4)( في أ : "العاصين".5)

(7/500)

�ه� ب �م�ن� خ�اف� م�ق�ام� ر� و�ذب ، وعطاء الخراساني : نزلت هذه اآلية : } و�ل قال ابن ش��ان� { في أبي بكر الصديق. �ت ن ج�

�ة ، عن أبي بكر بن �قي وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن مصفى ، حدثنا ب�ان� { : نزلت في �ت ن �ه� ج� ب �م�ن� خ�اف� م�ق�ام� ر� أبي مريم ، عن عطية بن قيس في قوله : } و�ل الذي قال : أحرقوني بالنار ، لعلي أضل الله ، قال : تاب يوما وليلة بعد أن تكلم بهذا ،

فقبل الله منه وأدخله الجنة. والصحيح أن هذه اآلية عامة كما قاله ابن عباس وغيره ، يقول تعالى : ولمن خاف

�ه�و�ى { �ف�س� ع�ن� ال �ه�ى الن مقامه بين يدي الله ، عز وجل ، يوم القيامة ، } و�ن [ ، ولم يطغ ، وال آثر الدنيا ، وعلم أن اآلخرة خير وأبقى ، فأدى40] النازعات :

فرائض الله ، واجتنب محارمه ، فله يوم القيامة عند ربه جنتان ، كما قال البخاري ،رحمه الله.

حدثنا عبد الله بن أبي األسود ، حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد الع�م�ي ، حدثنا أبو ع�م�ران الج�و�ني ، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس ، عن أبيه ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "جنتان من فضة ، آنيتهما وما فيهما ، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما ، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم عز وجل إال رداء� الكبرياء على

وجهه في جنة عدن".(.1وأخرجه بقية الجماعة إال أبا داود ، من حديث عبد العزيز ، به )

وقال حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أبي بكر بن أبي موسى ، عن أبيه - قال حماد :�ان� { ، وفي �ت ن �ه� ج� ب �م�ن� خ�اف� م�ق�ام� ر� وال أعلمه إال قد رفعه - في قوله تعالى : } و�ل

�ان� { ]قال [ : ) �ت ن �ه�م�ا ج� ( جنتان من ذهب للمقربين ، وجنتان من2قوله : } و�م�ن� د�ونور�ق ألصحاب اليمين.

( ، حدثنا ابن أبي مريم ،3وقال ابن جرير : حدثنا زكريا بن يحيى بن أبان المصري )ار ، أخبرني أبو �س� م�ل�ة ، عن عطاء بن ي أخبرنا محمد بن جعفر ، عن محمد بن أبي ح�ر�

�م�ن� خ�اف� م�ق�ام� الدرداء ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ يوما هذه اآلية : } و�ل�ان� { ، �ت ن �ه� ج� ب �م�ن� خ�اف� م�ق�ام� ر� �ان� { ، فقلت : وإن زنى أو سرق ؟ فقال : } و�ل �ت ن �ه� ج� ب ر��ان� {. فقلت : وإن �ت ن �ه� ج� ب �م�ن� خ�اف� م�ق�ام� ر� فقلت : وإن زنى وإن سرق ؟ فقال : } و�ل

زنى وإن سرق يا رسول الله ؟ فقال : "وإن رغم أنف أبي الدرداء".م�ل�ة ، به ) ( ورواه النسائي أيضا عن مؤم�ل4ورواه النسائي من حديث محمد بن أبي ح�ر�

يري ، عن موسى ، عن محمد بن سعد بن أبي5) ( بن هشام ، عن إسماعيل ، عن الج�ر� (. وقد روي موقوف�ا على أبي الدرداء. وروي عنه أنه6وقاص ، عن أبي الدرداء ، به )

ن� قال : إن من خاف مقام ربه لم يز�

385

Page 187: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

__________( وسنن الترمذي برقم )180( وصحيح مسلم برقم )4878( صحيح البخاري برقم )1)

(.186( وسنن ابن ماجه برقم )7765( والنسائي في السنن الكبرى برقم )2528( زيادة من أ.2)( في م : "المقري".3)( "ط. المعارف" ، والنسائي في السنن الكبرى برقم )5/490( تفسير الطبري )4)

11560.)( في أ : "موسى".5)(.11561( النسائي في السنن الكبرى برقم )6)

(7/501)

ولم يسرق. وهذه اآلية عامة في اإلنس والجن ، فهي من أدل دليل على أن الجن يدخلون الجنة إذا

�م�ن� خ�اف� آمنوا واتقوا ؛ ولهذا امتن الله تعالى على الثقلين بهذا الجزاء فقال : } و�ل�ان� {. �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�

� �أ . ف�ب �ان� �ت ن �ه� ج� ب م�ق�ام� ر�ة حسنة ، تحمل من �ض�ر� �ان� { أي : أغصان ن �ف�ن �ا أ ثم نعت هاتين الجنتين فقال : } ذ�و�ات

�ان� {. هكذا ) �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�� �أ ( قال عطاء الخراساني1كل ثمرة نضيجة فائقة ، } ف�ب

وجماعة : إن األفنان أغصان الشج�ر يمس بعض�ها بعضا. وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عمرو بن علي ، حدثنا مسلم بن قتيبة ، حدثنا�ان� { ، يقول : ظ�ل األغصان �ف�ن �ا أ عبد الله بن النعمان ، سمعت عكرمة يقول : } ذ�و�ات

على الحيطان ، ألم تسمع قول الشاعر حيث يقول : �ن الغ�ص�ون ح�م�اما... �د�ع�و على ف�ن وق�ك� من ه�ديل ح�م�ام�ة�... ت ما هاج� ش�

خ�ين صادف طاويا... ذا مخلبين من الصقور ق�طاما ) �د�ع�و أبا ف�ر� (2ت (3وحكى البغوي ، عن مجاهد ، وعكرمة ، والضحاك ، والكلبي : أنه الغصن المستقيم )

(.4]طواال[ ) قال : وحدثنا أبو سعيد األشج ، حدثنا عبد السالم بن حرب ، حدثنا عطاء بن السائب ،

�ان� { : ذواتا ألوان. �ف�ن �ا أ عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : } ذ�و�ات ( روي عن سعيد بن جبير ، والحسن ، والسدي ، وخ�ص�يف ، والنضر بن5قال : و ]قد[ )

�ان مثل ذلك. ومعنى هذا القول أن فيهما فنونا من المالذ ،6عربي ) ن ( ، وأبي س�واختاره ابن جرير.

�ان� { �ف�ن �ا أ وقال عطاء : كل غصن يجمع فنونا من الفاكهة ، وقال الربيع بن أنس : } ذ�و�ات: واسعتا الفناء.

�ان� { �ف�ن �ا أ وكل هذه األقوال صحيحة ، وال منافاة بينها ، والله أعلم. وقال قتادة : } ذ�و�ات( ومزيتها على ما سواها.7ينبئ بسعتها وفضلها )

وقال محمد بن إسحاق ، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، عن ( قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم - وذكر سدرة المنتهى -8أسماء )

�ن �ن منها الراكب مائة سنة - أو قال : يستظل في ظل الف�ن فقال : "يسير في ظل الف�نمنها مائة راكب - فيها فراش الذهب ، كأن ثمرها الق�الل".

386

Page 188: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

__________( في أ : "وكذا".1) ( رواه عبد بن حميد وابن المنذر وأبو بكر بن حيان في الفنون وابن األنباري في2)

(.7/709الوقف واالبتداء كما في الدر المنثور )( في م : "الغصن المنيف طوال".3)( زيادة من أ.4)( زيادة من م.5)( في أ : "عدي".6)( في م : "بفضلها وسعتها".7)( في م : "أسماء بنت يزيد" ، وفي ا : "أسماء بنت أبي بكر".8)

(7/502)

�ن� د�ان� ) �ي �ت ن �ج� �ى ال ن ق� و�ج� �ر� �ب ت �س� �ه�ا م�ن� إ �ن �ط�ائ �ين� ع�ل�ى ف�ر�ش� ب �ئ �ك �م�ا54م�ت �ك ب ء� ر� �ال� ي� آ� �أ ( ف�ب

�ان� ) �ذ�ب �ك �ه�م� و�ال� ج�ان¥ )55ت �ل �س� ق�ب �ن �ه�ن� إ �ط�م�ث �م� ي ف� ل ات� الط�ر� ء�56( ف�يه�ن� ق�اص�ر� �ال� ي� آ� �أ ( ف�ب

�ان� ) �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ج�ان� )57ر� �م�ر� �اق�وت� و�ال �ي �ه�ن� ال ن� �أ �ان� )58( ك �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ء� ر� �ال� ي� آ

� �أ ( ه�ل�59( ف�بان� ) �ح�س� �ال� اإل� ان� إ �ح�س� اء� اإل� �ان� )60ج�ز� �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ء� ر� �ال� ي� آ

� �أ ( 61( ف�ب

(.2( بكير ، به )1رواه الترمذي من حديث يونس بن )�ان� { أي : تسرحان لسقي تلك األشجار واألغصان فتثمر من جميع �ج�ر�ي �ان� ت �ن } ف�يه�م�ا ع�ي

�ان� { قال الحسن البصري : إحداهما يقال لها : �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�� �أ األلوان ، } ف�ب

"تسنيم" ، واألخرى "السلسبيل".وقال عطية : إحداهما من ماء غير آسن ، واألخرى من خمر لذة للشاربين.

و�ج�ان� { أي : من جميع أنواع الثمار مما �ه�ة� ز� �ل� ف�اك ولهذا قال بعد هذا : } ف�يه�م�ا م�ن� ك يعلمون وخير مما يعلمون ، ومما ال عين رأت ، وال أذن سمعت ، وال خطر على قلب

�ان� {. �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�� �أ بشر ، } ف�ب

قال إبراهيم بن الحكم بن أبان ، عن أبيه ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : ما في الدنيا(.3ثمرة حلوة وال مرة إال وهي في الجنة حتى الحنظلة )

�ا �ون وقال ابن عباس : ليس في الدنيا مما في اآلخرة إال األسماء ، يعني : أن بين ذلك بعظيما ، وفرق�ا بينا في التفاضل.

�ن� د�ان� ) �ي �ت ن �ج� �ى ال ن ق� و�ج� �ر� �ب ت �س� �ه�ا م�ن� إ �ن �ط�ائ �ين� ع�ل�ى ف�ر�ش� ب �ئ �ك �م�ا54} م�ت �ك ب ي� آالء� ر�� �أ ( ف�ب

�ان� ) �ذ�ب �ك �ه�م� و�ال ج�ان¥ )55ت �ل �س� ق�ب �ن �ه�ن� إ �ط�م�ث �م� ي ف� ل ات� الط�ر� ي� آالء�56( ف�يه�ن� ق�اص�ر�� �أ ( ف�ب

�ان� ) �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ج�ان� )57ر� �م�ر� �اق�وت� و�ال �ي �ه�ن� ال ن� �أ �ان� )58( ك �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�

� �أ ( ه�ل�59( ف�بان� ) �ال اإلح�س� ان� إ اء� اإلح�س� �ان� )60ج�ز� �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�

� �أ ( {.61( ف�ب�ين� { يعني : أهل الجنة. والمراد باالتكاء هاهنا : االضطجاع. �ئ �ك يقول تعالى : } م�ت

ق� { وهو : ما غلظ �ر� �ب ت �س� �ه�ا م�ن� إ �ن �ط�ائ �ع. } ع�ل�ى ف�ر�ش� ب �رب ويقال : الجلوس على صفة التمن الديباج. قاله عكرمة ، والضحاك وقتادة.

ي ) ( بالذهب. فنبه على شرف الظهارة4وقال أبو ع�م�ران الج�و�ني : هو الديباج المغ�ر�بشرف البطانة. وهذا من التنبيه باألدنى على األعلى.

387

Page 189: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ر�يم ) �رة بن ي �ي ( ، عن عبد الله بن مسعود قال : هذه البطائن5قال أبو إسحاق ، عن ه�بفكيف لو رأيتم الظواهر ؟

وقال مالك بن دينار : بطائنها من إستبرق ، وظواهرها من نور.__________

( في م ، أ : "عن".1)( وقال الترمذي : "هذا حديث حسن غريب".2541( سنن الترمذي برقم )2)( في م : "الحنظل".3)( في م ، أ : "المعمول".4)( في أ : "سرية".5)

(7/503)

وقال سفيان الثوري - أو شريك - : بطائنها من إستبرق وظواهرها من نور جامد.( : بطائنها من إستبرق ، وظواهرها من الرحمة.1وقال القاسم بن محمد )

و�ذ�ب ، عن أبي عبد الله الشامي : ذكر الله البطائن ولم يذكر الظواهر ، وقال ابن ش� وعلى الظواهر المحابس ، وال يعلم ما تحت المحابس إال الله. ذكر ذلك كله اإلمام ابن

أبي حاتم.�ن� د�ان� { أي : ثمرها قريب إليهم ، متى شاءوا تناولوه على أي صفة �ي �ت ن �ج� �ى ال ن } و�ج�

�ة� { ] الحاقة : �ي �ه�ا23كانوا ، كما قال : } ق�ط�وف�ه�ا د�ان �ه�م� ظ�الل �ي �ة� ع�ل �ي [ ، وقال : } و�د�ان�يال { ] اإلنسان : �ذ�ل �ل�ت� ق�ط�وف�ه�ا ت [ أي : ال تمنع ممن تناولها ، بل تنحط إليه من14و�ذ�ل

�ان� {. �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�� �أ أغصانها ، } ف�ب

ات� ولما ذكر الفرش وعظمتها قال بعد ذلك : } ف�يه�ن� { أي : في الفرش } ق�اص�ر�ف� { أي غضيضات عن غير أزواجهن ، فال يرين شيئا أحسن في الجنة من الط�ر�

أزواجهن. قاله ابن عباس ، وقتادة ، وعطاء الخراساني ، وابن زيد. وقد ورد أن الواحدة منهن تقول لبعلها : والله ما أرى في الجنة شيئا أحسن منك ، وال

في الجنة شيئ أحب إلي منك ، فالحمد لله الذي جعلك لي وجعلني لك.�ه�م� و�ال ج�ان¥ { أي : بل هن أبكار عرب أتراب ، لم يطأهن أحد �ل �س� ق�ب �ن �ه�ن� إ �ط�م�ث �م� ي } ل

قبل أزواجهن من اإلنس والجن. وهذه أيضا من األدلة على دخول مؤمني الجن الجنة.ة� بن حبيب : هل يدخل الجن الجنة ؟ قال : نعم ، قال أرطاة بن المنذر : سئل ض�م�ر�

�ه�م� و�ال �ل �س� ق�ب �ن �ه�ن� إ �ط�م�ث �م� ي وينكحون ، للجن جنيات ، ولإلنس إنسيات. وذلك قوله : } ل�ان� {. �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�

� �أ . ف�ب ج�ان¥ج�ان� { ، قال مجاهد ، والحسن ، �م�ر� �اق�وت� و�ال �ي �ه�ن� ال ن

� �أ ثم قال ينعتهن للخطاب : } ك ( ، وابن زيد ، وغيرهم : في صفاء الياقوت وبياض المرجان ، فجعلوا2]والسدي[ )

المرجان هاهنا اللؤلؤ.�د ، عن �يدة بن ح�م�ي وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن حاتم ، حدثنا ع�ب

( ، عن عبد الله بن مسعود ، عن3عطاء بن السائب ، عن عمرو بن ميمون األودي )�رى بياض ساقها النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إن المرأة من نساء أهل الجنة لي

( ، حتى يرى مخها ، وذلك أن الله تعالى يقول :4من وراء سبعين حلة من الحرير )ج�ان� { ، فأما الياقوت فإنه ح�ج�ر� لو أدخلت فيه سلكا ثم �م�ر� �اق�وت� و�ال �ي �ه�ن� ال ن

� �أ } ك

388

Page 190: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

استصفيته لرأيته من ورائه".�د�ة بن حميد وأبي األحوص ، عن عطاء بن السائب ، �ي وهكذا رواه الترمذي من حديث ع�ب

(.6(. ورواه موقوفا ، ثم قال : وهو أصح )5به )__________

( في م : "مخيمر".1)( زيادة من م.2)( في أ : "األزدي".3)( في م : "حرير".4)(.2533( سنن الترمذي برقم )5)(.2534( سنن الترمذي برقم )6)

(7/504)

وقال اإلمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا حماد بن سلمة ، أخبرنا يونس ، عن محمد بنير�ين ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "للرجل من أهل س�

�رى مخ ساقها من وراء الجنة زوجتان من الحور العين ، على كل واحدة سبعون حلة ، يالثياب".

(. وقد رواه مسلم من حديث إسماعيل بن1تفرد به اإلمام أحمد من هذا الوجه )�ة ، عن أيوب ، عن محمد بن سيرين قال : إما تفاخروا وإما تذكروا ، الرجال أكثر �ي ع�ل

في الجنة أم النساء ؟ فقال أبو هريرة : أو لم يقل أبو القاسم صلى الله عليه وسلم : "إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، والتي تليها على أض�و�أ كوكبى مخ سوقهما من وراء اللحم ، �ر� ي في السماء ، لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان ، ي د�ر�

(.2وما في الجنة أعزب" )ع�ة ، عن أبي ر� �ه وأبي ز� �ب ج� في الصحيحين ، من حديث ه�م�ام بن م�ن وهذا الحديث م�خ�ر�

(.3هريرة رضي الله عنه ) وقال اإلمام أحمد : حدثنا أبو النضر ، حدثنا محمد بن طلحة ، عن حميد عن أنس ؛ أن�غ�د�و�ة� في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "ل

�ق�اب� قوس أحدكم - أو موضع قيده ) ( - يعني : سوطه - من الجنة خير4وما فيها ، و�ل من الدنيا وما فيها ، ولو اطلعت امرأة من نساء أهل الجنة إلى األرض لمألت ما بينهما

�ص�يفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها". ريحا ، ولطاب ما بينهما ، ولن(.5ورواه البخاري من حديث أبي إسحاق ، عن حميد ، عن أنس بنحوه )

ان� { أي : ما لمن أحسن في الدنيا العمل ) �ال اإلح�س� ان� إ اء� اإلح�س� (6وقوله : } ه�ل� ج�ز��اد�ة� { �ى و�ز�ي ن �ح�س� �وا ال ن �ح�س� �ذ�ين� أ �ل إال اإلحسان إليه في الدار اآلخرة. كما قال تعالى : } ل

[.26] يونس : ريح�ي ، حدثنا أبو إسحاق الثعلبي ، أخبرني ابن وقال البغوي : أخبرنا أبو سعيد الش�

ام ، حدثنا الحجاج بن �ه�ر� ف�نج�و�يه ، حدثنا ابن شيبة ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن بر بن الحسين ، عن الزبير بن ع�د�ي� ، عن أنس بن مالك �ش� �ب ، حدثنا ب �ت يوسف الم�ك

ان� { ، �ال اإلح�س� ان� إ اء� اإلح�س� قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : } ه�ل� ج�ز� قال : "هل تدرون ما قال ربكم ؟" قالوا : الله ورسوله أعلم. قال : "يقول هل جزاء ما

389

Page 191: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

(.7أنعمت عليه بالتوحيد إال الجنة" )�ر� نعم عظيمة ال يقاومها عمل ، بل مجرد تفضل وامتنان ، قال ولما كان في الذي ذ�ك

�ان� {. �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�� �أ بعد ذلك كله : } ف�ب

__________(.2/345( المسند )1)(.2834( صحيح مسلم برقم )2)(.2834( وصحيح مسلم برقم )3245( صحيح البخاري برقم )3)( في م : "قده" وفي أ : "قدمه".4)(.2796( وصحيح البخاري برقم )3/141( المسند )5)( في م : "العمل في الدنيا".6) ( وفيه بشر األصبهاني يروي عن الزبير بن عدي عن7/456( معالم التنزيل للبغوي )7)

أنس بنسخة موضوعة.

(7/505)

�ان� ) �ت ن �ه�م�ا ج� �ان� )62و�م�ن� د�ون �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ء� ر� �ال� ي� آ� �أ �ان� )63( ف�ب �م�ا64( م�د�ه�ام�ت �ك ب ء� ر� �ال� ي� آ

� �أ ( ف�ب�ان� ) �ذ�ب �ك �ان� )65ت ت �ض�اخ� �ان� ن �ن �ان� )66( ف�يه�م�ا ع�ي �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ء� ر� �ال� ي� آ

� �أ ( 67( ف�ب

�ان� { ، ما رواه الترمذي �ت ن �ه� ج� ب �م�ن� خ�اف� م�ق�ام� ر� ومما يتعلق بقوله تعالى : } و�ل والبغوي ، من حديث أبي النضر هاشم بن القاسم ، عن أبي عقيل الثقفي ، عن أبي

�ر ابن فيروز ) �ي �ك هاوي ، عن ب نان الر� ( ، عن أبي هريرة ، قال : قال1فروة يزيد بن س� رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من خاف أدلج ، ومن أدلج بلغ المنزل ، أال إن

سلعة الله غالية ، أال إن سلعة الله الجنة".(.2ثم قال الترمذي : غريب ، ال نعرفه إال من حديث أبي النضر )

وروى البغوي من حديث علي بن ح�ج�ر ، عن إسماعيل بن جعفر ، عن محمد بن أبيار ، عن أبي الدرداء ؛ أنه �س� م�ل�ة - مولى حويطب بن عبد العزى - عن عطاء بن ي ح�ر��م�ن� خ�اف� سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص على المنبر وهو يقول : } و�ل

�ان� { ، قلت : وإن زنى وإن سرق يا رسول الله ؟ فقال رسول الله صلى �ت ن �ه� ج� ب م�ق�ام� ر��ان� {. فقلت الثانية : وإن زنى وإن سرق �ت ن �ه� ج� ب �م�ن� خ�اف� م�ق�ام� ر� الله عليه وسلم : } و�ل

�ه�3يا رسول الله ؟ فقال ]رسول الله صلى الله عليه وسلم[ ) ب �م�ن� خ�اف� م�ق�ام� ر� ( } و�ل�ان� {. فقلت الثالثة : وإن زنى وإن سرق يا رسول الله ؟ فقال : "وإن ، رغم أنف �ت ن ج�

(.4أبي الدرداء" )�ان� ) �ت ن �ه�م�ا ج� �ان� )62} و�م�ن� د�ون �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�

� �أ �ان� )63( ف�ب ي� آالء�64( م�د�ه�ام�ت� �أ ( ف�ب

�ان� ) �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب �ان� )65ر� ت �ض�اخ� �ان� ن �ن �ان� )66( ف�يه�م�ا ع�ي �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�� �أ ( {.67( ف�ب

__________( في أ : "فيروز الديلمي".1)(.7/451( وتفسير البغوي )2450( سنن الترمذي برقم )2)( زيادة من م ، أ.3)(.7/452( معالم التنزيل للبغوي )4)

390

Page 192: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

(7/506)

م�ان� ) �خ�ل� و�ر� �ه�ة� و�ن �ان� )68ف�يه�م�ا ف�اك �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ء� ر� �ال� ي� آ� �أ ان� )69( ف�ب ات� ح�س� �ر� ي ( ف�يه�ن� خ�

�ان� )70 �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ء� ر� �ال� ي� آ� �أ � )71( ف�ب �ام ي �خ� ات� ف�ي ال �م�ا72( ح�ور� م�ق�ص�ور� �ك ب ء� ر� �ال� ي� آ

� �أ ( ف�ب�ان� ) �ذ�ب �ك �ه�م� و�ال� ج�ان¥ )73ت �ل �س� ق�ب �ن �ه�ن� إ �ط�م�ث �م� ي �ان� )74( ل �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ء� ر� �ال� ي� آ

� �أ (75( ف�بان� ) �ق�ر�ي¦ ح�س� ف� خ�ض�ر� و�ع�ب ف�ر� �ين� ع�ل�ى ر� �ئ �ك �ان� )76م�ت �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ء� ر� �ال� ي� آ

� �أ ك�77( ف�ب �ار� �ب ( ت( � ام �ر� �ك ل� و�اإل� �ج�ال� �ك� ذ�ي ال ب م� ر� ( 78اس�

م�ان� ) �خ�ل� و�ر� �ه�ة� و�ن �ان� )68} ف�يه�م�ا ف�اك �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�� �أ ان� )69( ف�ب ات� ح�س� �ر� ي ( ف�يه�ن� خ�

�ان� )70 �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�� �أ � )71( ف�ب �ام ي �خ� ات� ف�ي ال �م�ا72( ح�ور� م�ق�ص�ور� �ك ب ي� آالء� ر�

� �أ ( ف�ب�ان� ) �ذ�ب �ك �ه�م� و�ال ج�ان¥ )73ت �ل �س� ق�ب �ن �ه�ن� إ �ط�م�ث �م� ي �ان� )74( ل �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�

� �أ (75( ف�بان� ) �ق�ر�ي¦ ح�س� ف� خ�ض�ر� و�ع�ب ف�ر� �ين� ع�ل�ى ر� �ئ �ك �ان� )76م�ت �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�

� �أ ك�77( ف�ب �ار� �ب ( ت( � ام �ر� �ج�الل� و�اإلك �ك� ذ�ي ال ب م� ر� ( {.78اس�

هاتان الجنتان دون اللتين قبلهما في المرتبة والفضيلة والمنزلة بنص القرآن ، قال الله�ان� {. �ت ن �ه�م�ا ج� تعالى : } و�م�ن� د�ون

وقد تقدم في الحديث : "جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما ، وجنتان من فضة آنيتهما( ألصحاب اليمين".2( للمقربين ، واألخريان )1وما فيهما ، فاألوليان )

__________( في م : "فاألولتان".1)( في م : "واألخيرتان".2)

(7/506)

وقال أبو موسى : جنتان من ذهب للمقربين ، وجنتان من فضة ألصحاب اليمين.�ان� { من دونهما في الدرج. وقال ابن زيد : من �ت ن �ه�م�ا ج� وقال ابن عباس : } و�م�ن� د�ون

دونهما في الفضل. والدليل على شرف األوليين على األخريين وجوه : أحدها : أنه نعت األولين قبل هاتين ،

�ان� {. وهذا ظاهر في شرف �ت ن �ه�م�ا ج� والتقديم يدل على االعتناء ثم قال : } و�م�ن� د�ون( وعلوه على الثاني.1التقدم )

�ان� { : وهي األغصان أو الفنون في المالذ ، وقال هاهنا : �ف�ن �ا أ وقال هناك : } ذ�و�ات�ان { أي سوداوان من شدة الري. } م�د�ه�ام�ت

�ان { قد اسودتا من الخضرة ، من شدة الري من قال ابن عباس في قوله : } م�د�ه�ام�تالماء.

�ل ، حدثنا عطاء بن السائب وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد األشج ، حدثنا ابن ف�ض�يوي عن �ان { : قال : خضراوان. ور� ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : } م�د�ه�ام�ت

و�ف�ى ، وعكرمة ، وسعيد� أبي أيوب األنصاري ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن أبي أ

�ير ، ومجاهد - في إحدى الروايات - وعطاء ، وعطية الع�و�في ، والحسن البصري ، ب بن ج�ويحيى بن رافع ، وسفيان الثوري ، نحو ذلك.

391

Page 193: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ان { : ممتلئتان من الخضرة. وقال قتادة : خضراوان وقال محمد بن كعب : } م�د�ه�ام�ت من الري ناعمتان. وال شك في نضارة األغصان على األشجار المشبكة بعضها في

�ان { ، وقال علي ت �ض�اخ� �ان� { ، وقال هاهنا : } ن �ج�ر�ي �ان� ت �ن بعض. وقال هناك : } ف�يه�م�ا ع�يبن أبي طلحة ، عن ابن عباس : أي فياضتان. والجري أقوى من النضخ.

�ان { أي ممتلئتان ال تنقطعان. ت �ض�اخ� وقال الضحاك : } ن�خ�ل� �ه�ة� و�ن و�ج�ان� { ، وقال هاهنا : } ف�يه�م�ا ف�اك �ه�ة� ز� �ل� ف�اك وقال هناك : } ف�يه�م�ا م�ن� ك

م�ان� { ، وال شك أن األولى أعم وأكثر في األفراد والتنويع على فاكهة ، وهي نكرة و�ر�م�ان� { من باب عطف الخاص �خ�ل� و�ر� في سياق اإلثبات ال تعم ؛ ولهذا فسر قوله : } و�ن

على العام ، كما قرره البخاري وغيره ، وإنما أفرد النخل والرمان بالذكر لشرفهما علىغيرهما.

قال عبد بن حميد : حدثنا يحيى بن عبد الحميد ، حدثنا حصين بن عمر ، حدثنا مخارق ، عن طارق بن شهاب ، عن عمر بن الخطاب قال : جاء أناس من اليهود إلى رسول

( الجنة فاكهة ؟ قال : "نعم ، فيها2الله صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا محمد ، أفي ) فاكهة ونخل ورمان". قالوا : أفيأكلون كما يأكلون في الدنيا ؟ قال : "نعم وأضعاف". قالوا : فيقضون الحوائج ؟ قال : "ال ولكنهم يعرقون ويرشحون ، فيذهب الله ما في

(.3بطونهم من أذى" )__________

( في أ : "التقديم".1)( في م : "في".2)( وفيه حصين بن عمر وهو متروك.35( المنتخب برقم )3)

(7/507)

�ن ، حدثنا سفيان ، عن حماد ، عن �ي وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي حدثنا الف�ض�ل بن د�ك�ير ، عن ابن عباس قال : نخل الجنة سعفها كسوة ألهل الجنة ، منها ب سعيد بن ج�

�ها ذهب أحمر ، وجذوعها زمرد أخضر ، وثمرها أحلى ب �ر� �لهم ، وك ل م�ق�ط�ع�اتهم ، ومنها ح�من العسل ، وألين من الزبد ، وليس له عجم.

وحدثنا أبي : حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا حماد - هو ابن سلمة - عن أبي هارون ، عن أبي سعيد الخدري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "نظرت

�ب" ) مانة من رمانها كمثل البعير الم�ق�ت (.1إلى الجنة فإذا الر�ان� { قيل : المراد خيرات كثيرة حسنة في الجنة ، قاله ات� ح�س� �ر� ي ثم قال : } ف�يه�ن� خ�

ل�ق الحسنة الوجه ، قتادة. وقيل : خيرات جمع خيرة ، وهي المرأة الصالحة الحسنة الخ� (. وفي الحديث اآلخر الذي سنورده في2قاله الجمهور. وروي مرفوعا عن أم سلمة )

( : أن الحور العين يغنين : نحن الخيرات الحسان ، خلقنا ألزواج3سورة "الواقعة" )�م�ا �ك ب ي� آالء� ر�

� �أ . ف�ب ان� �رات" ، بالتشديد } ح�س� ي كرام. ولهذا قرأ بعضهم : "فيهن خ��ان� {. �ذ�ب �ك ت

ف� { ، ات� الط�ر� � { ، وهناك قال : } ف�يه�ن� ق�اص�ر� �ام ي �خ� ات� ف�ي ال ثم قال : } ح�ور� م�ق�ص�ور� وال شك أن التي قد ق�ص�ر�ت طرفها بنفسها أفضل ممن ق�صرت ، وإن كان الجميع

مخدرات.

392

Page 194: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

قال ابن أبي حاتم : حدثنا عمرو بن عبد الله األودي ، حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عنة ، عن أبي عبيدة ، عن مسروق ، عن عبد الله قال : إن جابر ، عن القاسم بن أبي بز�

يرة خيمة ، ولكل خيمة أربعة أبواب ، يدخل عليها ) ( كل4لكل مسلم خ�يرة ، ولكل خ�احات وال ط�م�احات ، وال بخرات وال يوم تحفة وكرامة وهدية لم تكن قبل ذلك ، ال م�ر�

ذفرات ، حور عين ، كأنهن بيض مكنون.� { ، قال البخاري : �ام ي �خ� وقوله : } ف�ي ال

حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد ، حدثنا أبو عمران الجوني ، عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس ، عن أبيه ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

( ميال في كل زاوية منها5: "إن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة ، عرضها ستون )�رون اآلخرين ، يطوف عليهم المؤمنون". أهل� ما ي

(. وقال : "ثالثون ميال". وأخرجه مسلم من6ورواه أيضا من حديث أبي عمران ، به ) حديث أبي عمران ، به. ولفظه : "إن للمؤمن في الجنة لخيمة� من لؤلؤة واحدة مجوفة

، طولها ستون ميال__________

( وابن عساكر في تاريخ6/2787( رواه الثعلبي في تفسيره كما في تخريج اإلحياء )1)( من طريق أبي هارون العبدي به.5/462دمشق كما في تهذيبه )

وأبو هارون العبدي اسمه عمارة بن جوين كذبه بعض األئمة. ( مطوال وفيه سليمان بن أبي كريمة23/367( رواه الطبراني في المعجم الكبير )2)

وهو ضعيف. من نفس السورة.38 - 35( عند تفسير اآليات 3)( في م : "عليهم".4)( في أ : "سبعون".5)(.3243( ، )4879( صحيح البخاري برقم )6)

(7/508)

(.2( يطوف عليهم المؤمن ، فال يرى بعضهم بعضا" )1للمؤمن فيها أهل )اق ، أخبرنا معمر ، وقال ابن أبي حاتم : حدثنا الحسن بن أبي الربيع ، حدثنا عبد الرز��د الع�ص�ري ، عن أبي الدرداء قال : الخيمة لؤلؤة واحدة ، فيها �ي ل عن قتادة ، أخبرني خ�

سبعون بابا من در. وحدثنا أبي حدثنا عيسى بن أبي فاطمة ، حدثنا جرير ، عن هشام ، عن محمد بن

� { ، وقال : ]في[ ) �ام ي �خ� ات� ف�ي ال (3المثنى ، عن ابن عباس في قوله : } ح�ور� م�ق�ص�ور� خيام اللؤلؤ ، وفي الجنة خيمة واحدة من لؤلؤة ، أربع فراسخ في أربعة فراسخ ، عليها

أربعة آالف مصراع من الذهب.مح حدثه ، عن أبي الهيثم ، عن اجا أبا الس� وقال عبد الله بن وهب : أخبرنا عمرو أن د�ر�

أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : "أدنى أهل الجنة منزلة الذي له ثمانون ألف خادم ، واثنتان وسبعون زوجة ، وتنصب له قبة من لؤلؤ وزبرجد وياقوت ،

كما بين الجابية وصنعاء".(.4ورواه الترمذي من حديث عمرو بن الحارث ، به )

393

Page 195: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ه�م� و�ال ج�ان¥ { : ]قد[ ) �ل �س� ق�ب �ن �ه�ن� إ �ط�م�ث �م� ي ( تقدم مثله سواء ، إال أنه زاد5وقوله : } ل�ان� {. �ذ�ب �ك �م�ا ت �ك ب ي� آالء� ر�

� �أ . ف�ب ج�ان� �م�ر� �اق�وت� و�ال �ي �ه�ن� ال ن� �أ في وصف األوائل بقوله : } ك

ان� { : قال علي بن أبي طلحة ، عن �ق�ر�ي¦ ح�س� ف� خ�ض�ر� و�ع�ب ف�ر� �ين� ع�ل�ى ر� �ئ �ك وقوله : } م�ت ابن عباس : الرفرف : المحابس. وكذا قال مجاهد ، وعكرمة ، والحسن ، وقتادة ،

( الرفرف على السرير ،6والضحاك ، وغيرهما : هي المحابس. وقال العالء بن بدر )كهيئة المحابس المتدلي.

ف� خ�ض�ر� { يعني : الوسائد. وهو قول ف�ر� �ين� ع�ل�ى ر� �ئ �ك وقال عاصم الجحدري : } م�تالحسن البصري في رواية عنه.

وقال أبو داود الطيالسي ، عن شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير في قوله :ف� خ�ض�ر� { قال : الرفرف : رياض الجنة. ف�ر� �ين� ع�ل�ى ر� �ئ �ك } م�ت

ان� { : قال ابن عباس ، وقتادة ، والضحاك ، والسدي : �ق�ر�ي¦ ح�س� وقوله : } و�ع�بالعبقري : الزرابي. وقال سعيد بن جبير : هي عتاق الزرابي ، يعني : جيادها.

وقال مجاهد : العبقري : الديباج.ان� { فقال : هي بسط أهل الجنة - �ق�ر�ي¦ ح�س� وسئل الحسن البصري عن قوله : } و�ع�ب

ال أبا لكم - __________

( في م : "أهلون".1)(.2838( صحيح مسلم برقم )2)( زيادة من م.3) ( وقال : "هذا حديث غريب ال نعرفه إال من حديث2562( سنن الترمذي برقم )4)

رشدين". ولم يتفرد به رشدين بل تابعه ابن وهب كما هنا ، وفي إسناده دراج يرويعن أبي الهيثم مناكير.

( زيادة من م ، أ.5)( في م : "زيد".6)

(7/509)

( رواية : أنها المرافق. وقال زيد بن أسلم :1فاطلبوها. وعن الحسن ]البصري[ ) العبقري : أحمر وأصفر وأخضر. وسئل العالء بن زيد عن العبقري ، فقال : البسط

ة ) ر� ( يعقوب بن مجاهد : العبقري : من ثياب أهل2أسفل من ذلك. وقال أبو ح�ز� الجنة ، ال يعرفه أحد. وقال أبو العالية : العبقري : الطنافس المخ�م�لة ، إلى الرقة ما

هي. وقال القتيبي : كل ثوب م�و�شى عند العرب عبقري. وقال أبو عبيدة : هو منسوب ( من الرجال3إلى أرض يعمل بها الوشي. وقال الخليل بن أحمد : كل شيء يسر )

وغير ذلك يسمى عند العرب عبقريا. ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في عمر :(.4"فلم أر عبقريا يفري فريه" )

وعلى كل تقدير فصفة مرافق أهل الجنتين األوليين أرفع وأعلى من هذه الصفة ؛ فإنهق� { ، فنعت بطائن فرشهم �ر� �ب ت �س� �ه�ا م�ن� إ �ن �ط�ائ �ين� ع�ل�ى ف�ر�ش� ب �ئ �ك قد قال هناك : } م�ت

( ، اكتفاء� بما مدح به البطائن بطريق األولى واألحرى. وتمام5وسكت عن ظهائرها )ان� { فوصف �ال اإلح�س� ان� إ اء� اإلح�س� الخاتمة أنه قال بعد الصفات المتقدمة : } ه�ل� ج�ز�

394

Page 196: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

أهلها باإلحسان وهو أعلى المراتب والنهايات ، كما في حديث جبريل لما سأل عن اإلسالم ، ثم اإليمان. فهذه وجوه عديدة في تفضيل الجنتين األوليين على هاتين

( ، ونسأل الله الكريم الوهاب أن يجعلنا من أهل األوليين.6األخيريين )� { أي : هو أهل أن يجل فال يعصى ، ام �ر� �ج�الل� و�اإلك �ك� ذ�ي ال ب م� ر� ك� اس� �ار� �ب ثم قال : } ت

وأن يكرم فيعبد ، ويشكر فال يكفر ، وأن يذكر فال ينسى.� { ذي العظمة والكبرياء. ام �ر� �ج�الل� و�اإلك وقال ابن عباس : } ذ�ي ال

وقال اإلمام أحمد : حدثنا موسى بن داود ، حدثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، عن ( بن هانئ ، عن أبي العذراء ، عن أبي الدرداء ، قال : قال رسول الله صلى7عمير )

(.8الله عليه وسلم : "أج�د�وا الله يغفر لكم" ) وفي الحديث اآلخر : "إن من إجالل الله إكرام ذي الشيبة المسلم ، وذي السلطان ،

(.10( غير الغالي فيه وال الجافي عنه" )9وحامل القرآن ) ( ، حدثنا مؤمل بن إسماعيل ،11وقال الحافظ أبو يعلى : حدثنا أبو يوسف الجيزي )

حدثنا حماد ، حدثنا حميد الطويل ، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :"ألظ�وا بيا ذا الجالل واإلكرام".

وكذا رواه الترمذي ، عن محمود بن غيالن ، عن مؤمل بن إسماعيل ، عن حماد بن(.12سلمة ، به )__________

( زيادة من م ، أ.1)( في أ : "حزيرة".2)( في م ، أ : "نفيس".3) ( من حديث عبد الله بن2393( وصحيح مسلم برقم )3682( صحيح البخاري برقم )4)

عمر رضي الله عنهما.( في م : "ظهارتها".5)( في م : "األخيرتين".6)( في أ : "عمر".7) ( : "وفي إسناده أبو العذراء1/31( وقال الهيثمي في المجمع )5/199( المسند )8)

وهو مجهول".( في م : "الذكر".9) (8/163( والبيهقي في السنن الكبرى )4843( رواه أبو داود في السنن برقم )10)

من حديث أبي موسى األشعري رضي الله عنه.( في األصل وبقية النسخ : "الحربي" والتصويب من أبي يعلى.11)(.3522( وسنن الترمذي برقم )6/445( مسند أبي يعلى )12)

وقال ابن طاهر : "وقد تابع المؤمل فيه روح بن عبادة وروح حافظ ثقة". ( من طريق3/396أخرجه ابن مردويه في تفسيره كما في تخريج الكشاف للزيلعي )

روح بن عبادة عن حماد بن سلمة عن+

(7/510)

395

Page 197: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

ثم قال : غلط المؤمل فيه ، وهو غريب وليس بمحفوظ ، وإنما يروى هذا عن حماد بنسلمة ، عن حميد ، عن الحسن ، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال اإلمام أحمد : حدثنا إبراهيم بن إسحاق ، حدثنا عبد الله بن المبارك ، عن يحيى بن حسان المقدسي ، عن ربيعة بن عامر قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه

وسلم يقول : "ألظوا بذي الجالل واإلكرام".(.1ورواه النسائي من حديث عبد الله بن المبارك ، به )

(.2وقال الجوهري : ألظ فالن بفالن : إذا لزمه ) وقول ابن مسعود : "ألظوا بيا ذا الجالل واإلكرام" أي : الزموا. ويقال : اإللظاظ هو

اإللحاح. قلت : وكالهما قريب من اآلخر - والله أعلم - وهو المداومة واللزوم واإللحاح. وفي

صحيح مسلم والسنن األربعة من حديث عبد الله بن الحارث ، عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم ال يقعد - يعني : بعد الصالة - إال قدر ما

(.3يقول : "اللهم أنت السالم ومنك السالم ، تباركت ذا الجالل واإلكرام" )(4آخر تفسير سورة الرحمن ، ولله الحمد ]والمنة[ )

__________(.11563( والنسائي في السنن الكبرى برقم )4/177( المسند )1)(.7/459( لسان العرب )2)( وسنن الترمذي برقم )1512( وسنن أبي داود برقم )592( صحيح مسلم برقم )3)

(.924( وسنن ابن ماجه برقم )3/69( وسنن النسائي )298( زيادة من م ، أ.4)

(7/511)

تفسير سورة الواقعةوهي مكية.

�ر�م�ة ، عن ابن عباس قال : قال أبو بكر : يا رسول الله ، قد قال أبو إسحاق عن ع�ك�بتني هود ، والواقعة ، والمرسالت ، وع�م� يتساءلون ، وإذا الشمس شبت� ؟ قال : "شي

كورت".(1رواه الترمذي وقال : حسن غريب )

وقال الحافظ ابن عساكر في ترجمة عبد الله بن مسعود بسنده إلى عمرو بن الربيعي بن يحيى الشيباني ، عن أبي شجاع ، عن أبي ظبية ر� بن طارق المصري : حدثنا الس�

قال : مرض عبد الله مرضه الذي توفي فيه ، فعاده عثمان بن عفان فقال : ما تشتكي ؟ قال : ذنوبي. قال : فما تشتهي ؟ قال : رحمة ربي. قال أال آمر لك بطبيب ؟ قال : الطبيب أمرضني. قال : أال آمر لك بعطاء ؟ قال : ال حاجة لي فيه. قال : يكون لبناتك

من بعدك ؟ قال : أتخشى على بناتي الفقر ؟ إني أمرت بناتي يقرأن كل ليلة سورة الواقعة ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "من قرأ سورة الواقعة

(.2كل ليلة ، لم تصبه فاقة أبدا". ) ثم قال ابن عساكر : كذا قال والصواب : عن "شجاع" ، كما رواه عبد الله بن وهب

ي بن يحيى أن شجاعا ح�د�ثه ، عن ر� ي. وقال عبد الله بن وهب : أخبرني الس� ر� عن الس�

396

Page 198: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ة ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم �ي أبي ظ�بيقول : "من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا". فكان أبو ظبية ال يدعها )

3.)ي بن ر� �يب ، عن الس� وكذا رواه أبو يعلى ، عن إسحاق بن إبراهيم ، عن محمد بن م�ن

�ة ، عن ابن مسعود ، به. ثم رواه عن إسحاق بن أبي �ي يحيى ، عن شجاع ، عن أبي ظ�بي بن يحيى ، عن أبي ظبية ، عن ابن ر� �يب العدني ، عن الس� إسرائيل ، عن محمد بن م�ن

مسعود ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من قرأ سورة الواقعة في كل (. قال : وقد أمرت بناتي أن4ليلة ، لم تصبه فاقة أبدا". لم يذكر في سنده "شجاعا" )

يقرأنها كل ليلة. وقد رواه ابن عساكر أيضا من حديث حجاج بن نصير وعثمان بن اليمان ، عن السري بن يحيى ، عن شجاع ، عن أبي فاطمة قال : مرض عبد الله ، فأتاه عثمان بن عفان

يعوده ، فذكر الحديث__________

(.3297( سنن الترمذي برقم )1) ( "مصورة معهد المخطوطات" ورواه ابن عبد البر في294( تاريخ دمشق )ق 2)

( من طريق حبشي بن عمرو بن الربيع ، عن أبيه عمرو بن الربيع5/269التمهيد )المصري به.

( من طريق خالد عن عبد الله بن1/112( ورواه ابن الجوزي في العلل المتناهية )3)وهب به.

(.674( ورواه عن أبي يعلى أبو بكر بن السني في عمل اليوم والليلة برقم )4)

(7/512)

�و�اق�ع�ة� ) �ذ�ا و�ق�ع�ت� ال �ة� )1إ �اذ�ب �ه�ا ك �و�ق�ع�ت �س� ل �ي اف�ع�ة� )2( ل ا )3( خ�اف�ض�ة� ر� ج� ر�ض� ر�� ج�ت� األ� �ذ�ا ر� ( إ

ا )4 �س� �ال� ب ب �ج� �س�ت� ال �ا )5( و�ب �ث �ب �اء� م�ن �ت� ه�ب �ان �ة� )6( ف�ك ث �ال� ا ث و�اج� �ز� �م� أ �ت �ن ص�ح�اب�7( و�ك� ( ف�أ

�ة� ) �م�ن �م�ي ص�ح�اب� ال� �ة� م�ا أ �م�ن �م�ي م�ة� )8ال

� أ �م�ش� ص�ح�اب� ال� م�ة� م�ا أ

� أ �م�ش� ص�ح�اب� ال� �ق�ون�9( و�أ اب ( و�الس�

�ق�ون� ) اب �ون� )10الس� ب �م�ق�ر� �ك� ال �ئ �ول � )11( أ �ع�يم �ات� الن ن ( 12( ف�ي ج�

(.1بطوله. قال عثمان بن اليمان : كان أبو فاطمة هذا مولى لعلي بن أبي طالب ) ( أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا إسرائيل ، ويحيى بن آدم ، حدثنا2وقال ]اإلمام[ )

ة يقول : كان رسول الله صلى م�ر� م�اك بن حرب ؛ أنه سمع جابر بن س� إسرائيل ، عن س� الله عليه وسلم يصلي الصلوات كنحو من صالتكم التي تصلون اليوم ، ولكنه كان

يخفف. كانت صالته أخف من صالتكم ، وكان يقرأ في الفجر "الواقعة" ونحوها من(.3السور )

بسم الله الرحمن الرحيم�و�اق�ع�ة� ) �ذ�ا و�ق�ع�ت� ال �ة� )1} إ �اذ�ب �ه�ا ك �و�ق�ع�ت �س� ل �ي اف�ع�ة� )2( ل ج�ت� األر�ض�3( خ�اف�ض�ة� ر� �ذ�ا ر� ( إ

ا ) ج� ا )4ر� �س� �ال� ب ب �ج� �س�ت� ال �ا )5( و�ب �ث �ب �اء� م�ن �ت� ه�ب �ان �ة� )6( ف�ك �الث ا ث و�اج� �ز� �م� أ �ت �ن ص�ح�اب�7( و�ك� ( ف�أ

�ة� ) �م�ن �م�ي ص�ح�اب� ال� �ة� م�ا أ �م�ن �م�ي م�ة� )8ال

� أ �م�ش� ص�ح�اب� ال� م�ة� م�ا أ

� أ �م�ش� ص�ح�اب� ال� �ق�ون�9( و�أ اب ( و�الس�

�ق�ون� ) اب �ون� )10الس� ب �م�ق�ر� �ك� ال �ئ �ول � )11( أ �ع�يم �ات� الن ن ( {.12( ف�ي ج�

397

Page 199: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

الواقعة : من أسماء يوم القيامة ، سميت بذلك لتحقق كونها ووجودها ، كما قال :�و�اق�ع�ة� { ]الحاقة : �ذ� و�ق�ع�ت� ال �و�م�ئ [15} ف�ي

�ة� { أي : ليس لوقوعها إذا أراد الله كونها صارف يصرفها ، �اذ�ب �ه�ا ك �و�ق�ع�ت �س� ل �ي وقوله : } ل�ه� م�ن� د� ل �و�م� ال م�ر� �ي� ي �ت �أ �ن� ي �ل� أ �م� م�ن� ق�ب �ك ب �ر� �وا ل يب �ج� ت وال دافع يدفعها ، كما قال : } اس�

�ه� { ]الشورى : �ه� د�اف�ع� {47الل �س� ل �ي �اف�رين� ل �ك �ل . ل �ع�ذ�اب� و�اق�ع� �ل� ب ائ �ل� س� أ [ ، وقال : } س��و�م�2 ، 1]المعارج : �م�ل�ك� ي �ه� ال �ح�ق� و�ل �ه� ال �ون� ق�و�ل �ك �ن� ف�ي �ق�ول� ك �و�م� ي [ ، وقال تعالى : } و�ي

�ير� { ]األنعام : ب �خ� �ح�ك�يم� ال ه�اد�ة� و�ه�و� ال �ب� و�الش� �غ�ي �م� ال �ف�خ� ف�ي الص�ور� ع�ال �ن [.73ي�ة { - كما قال محمد بن كعب - : ال بد أن تكون. وقال قتادة : ليس فيها �اذ�ب ومعنى } ك

مثنوية وال__________

( "مصورة معهد المخطوطات" وكذا رواه حجاج بن المنهال294( تاريخ دمشق )ق 1) عن السري بن يحيى فقال : عن أبي فاطمة : أخرجه البيهقي في شعب اإليمان برقم

( وقد أعمل الزيلعي رحمه الله هذا الحديث بأربع علل تالجح بعدها ضعفه :2498) األولى : االنقطاع كما ذكره الدارقطني وابن أبي حاتم في علله نقال عن أبيه. الثانية :

نكارة متنه قاله اإلمام أحمد. الثالثة : ضعف رواته : السري بن يحيى وشجاع كما ذكره ابن الجوزي. الرابعة : االضطراب فمنهم من يقول : أبو طيبة بالطاء المهملة ومنهم

من يقول : أبو ظبية بالظاء المعجمة. ومنهم من يقول : أبو فاطمة ومنهم من يقول : شجاع ومنهم من يقول : أبو شجاع وقد اجتمع على ضعفه : اإلمام أحمد وأبو حاتم

وابنه والدار قطني والبيهقي وابن الجوزي تلويحا وتصريحا والله أعلم.( زيادة من م.2)(.5/104( المسند )3)

(7/513)

ارتداد وال رجعة.قال ابن جرير : والكاذبة : مصدر كالعاقبة والعافية.

اف�ع�ة� { أي : تحفض ) ( أقواما إلى أسفل سافلين إلى الجحيم ،1وقوله : } خ�اف�ض�ة� ر��ين ، إلى النعيم المقيم ، وإن اء. وترفع آخرين إلى أعلى علي وإن كانوا في الدنيا أعز�

كانوا في الدنيا وضعاء. وهكذا قال الحسن وقتادة ، وغيرهما. وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا يزيد بن عبد الرحمن بن مصعب المعنى ، حدثنا�ر�م�ة ، عن ابن عباس : م�اك ، عن ع�ك حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي ، عن أبيه ، عن س�

ا وترفع آخرين. اف�ع�ة� { تخفض أناس� } خ�اف�ض�ة� ر� ( العتكي ، عن عثمان بن سراقة ، ابن خالة عمر بن الخطاب :2وقال عبيد الله )

اف�ع�ة� { ]قال ) ( [ : الساعة خفضت أعداء الله إلى النار ، ورفعت أولياء3} خ�اف�ض�ة� ر�الله إلى الجنة.

وقال محمد بن كعب : تخفض رجاال كانوا في الدنيا مرتفعين ، وترفع رجاال كانوا فيالدنيا مخفوضين.

د�ي� : خفضت المتكبرين ، ورفعت المتواضعين. وقال الس�اف�ع�ة� { أسمعت القريب والبعيد. وقال وقال الع�و�ف�ي� ، عن ابن عباس : } خ�اف�ض�ة� ر�

398

Page 200: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

عكرمة : خفضت فأسمعت األدنى ، ورفعت فأسمعت األقصى. وكذا قال الضحاك ،وقتادة.

ا { أي : حركت تحريكا فاهتزت واضطربت بطولها ج� ج�ت� األر�ض� ر� �ذ�ا ر� وقوله : } إج�ت� �ذ�ا ر� وعرضها. ولهذا قال ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، وغير واحد في قوله : } إ

ا { أي : زلزلت زلزاال ]شديدا[ ) ج� (.4األر�ض� ر�وقال الربيع بن أنس : ترج بما فيها كرج الغربال بما فيه.

�ه�ا { ]الزلزلة : ال �ز� �ز�ل�ت� األر�ض� ز�ل ل �ذ�ا ز� �ا1وهذه كقوله تعالى : } إ [ ، وقال تعالى : } يي�ء� ع�ظ�يم� { ]الحج : اع�ة� ش� �ة� الس� ل �ز� ل �ن� ز� �م� إ �ك ب �ق�وا ر� �اس� ات �ه�ا الن ي

� [.1أ�ا ) �ت� ف�ت �ت ا { أي : ف�ت �س� �ال� ب ب �ج� �س�ت� ال (. قاله ابن عباس ، ومجاهد ،5وقوله : } و�ب

�ر�م�ة ، وقتادة ، وغيرهم. وع�ك�ا م�ه�يال { ]المزمل :6وقال ابن زيد : صارت الجبال كما قال ]الله[ ) �يب �ث ( تعالى : } ك

14.]�ا { ، قال أبو إسحاق ، عن الحارث ، عن علي ، رضي الله �ث �ب �اء� م�ن �ت� ه�ب �ان وقوله : } ف�ك

�ا { �ث �ب �اء� م�ن عنه : } ه�ب__________

( في م : "تخفض".1)( في أ : "عبد الله".2)( زيادة من م.3)( زيادة من م.4)( في م : "تفتيتا".5)( زيادة من أ.6)

(7/514)

كره�ج الغبار يسطع ثم يذهب ، فال يبقى منه شيء.�ا { : الهباء الذي يطير من �ث �ب �اء� م�ن �ت� ه�ب �ان وقال الع�و�ف�ي� عن ابن عباس في قوله : } ف�ك

( يطير منه الشرر ، فإذا وقع لم يكن شيئا.1النار ، إذا اضطرمت )�ا { كيبيس �ث �ب �اء� م�ن وقال عكرمة : المنبث : الذي ذرته الريح وبثته. وقال قتادة : } ه�ب

( الرياح.2الشجر الذي تذروه ) وهذه اآلية كأخواتها الدالة على زوال الجبال عن أماكنها يوم القيامة ، وذهابها وتسييرها

ونسفها - أي قلعها - وصيرورتها كالعهن المنفوش.�ة� { أي : ينقسم الناس يوم القيامة إلى ثالثة أصناف : قوم �الث ا ث و�اج� �ز� �م� أ �ت �ن وقوله : } و�ك

عن يمين العرش ، وهم الذين خرجوا من شق آدم األيمن ، ويؤتون كتبهم بأيمانهم ،د�ي� : وهم جمهور أهل الجنة. وآخرون عن يسار ويؤخذ بهم ذات اليمين. قال الس�

العرش ، وهم الذين خرجوا من شق آدم األيسر ، ويؤتون كتبهم بشمائلهم ، ويؤخذ بهم ذات الشمال ، وهم عامة أهل النار - عياذ�ا بالله من صنيعهم - وطائفة سابقون بين

يديه وهم أخص وأحظى وأقرب من أصحاب اليمين الذين هم سادتهم ، فيهم الرسل واألنبياء والصديقون والشهداء ، وهم أقل عددا من أصحاب اليمين ؛ ولهذا قال :م�ة�.

� أ �م�ش� ص�ح�اب� ال� م�ة� م�ا أ

� أ �م�ش� ص�ح�اب� ال� �ة�. و�أ �م�ن �م�ي ص�ح�اب� ال

� �ة� م�ا أ �م�ن �م�ي ص�ح�اب� ال� } ف�أ

399

Page 201: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ق�ون� { وهكذا قسمهم إلى هذه األنواع الثالثة في آخر السورة وقت اب �ق�ون� الس� اب و�الس��ا م�ن� �ن �ذ�ين� اص�ط�ف�ي �اب� ال �ت �ك �ا ال �ن ث و�ر�

� �م� أ احتضارهم ، وهكذا ذكرهم في قوله تعالى : } ث�ه� { اآلية �ذ�ن� الل �إ ات� ب �ر� ي �خ� �ال �ق� ب اب �ه�م� س� �ص�د� و�م�ن �ه�م� م�ق�ت ه� و�م�ن �ف�س� �ن �م� ل �ه�م� ظ�ال �ا ف�م�ن �اد�ن ب ع�

[ ، وذلك على أحد القولين في الظالم لنفسه كما تقدم بيانه.32]فاطر : قال سفيان الثوري ، عن جابر الجعفي ، عن مجاهد ، عن ابن عباس في قوله :

�ذ�ين� �اب� ال �ت �ك �ا ال �ن ث و�ر�� �م� أ �ة� { قال : هي التي في سورة المالئكة : } ث �الث ا ث و�اج� �ز� �م� أ �ت �ن } و�ك

ات� {. �ر� ي �خ� �ال �ق� ب اب �ه�م� س� �ص�د� و�م�ن �ه�م� م�ق�ت ه� و�م�ن �ف�س� �ن �م� ل �ه�م� ظ�ال �ا ف�م�ن �اد�ن ب �ا م�ن� ع� �ن اص�ط�ف�ي�ج عن ابن عباس : هذه األزواج الثالثة هم المذكورون في آخر السورة ي وقال ابن ج�ر�

وفي سورة المالئكة.�ة� { قال : أصنافا �الث ا ث و�اج� �ز� �م� أ �ت �ن وقال يزيد الرقاشي : سألت ابن عباس عن قوله : } و�ك

ثالثة.�ة� { ]قال[ )3وقال ) �الث ا ث و�اج� �ز� �م� أ �ت �ن ( : يعني : فرقا ثالثة. وقال ميمون4( مجاهد : } و�ك

�يد الله ) ( العتكي ، عن عثمان بن سراقة ابن خالة5بن م�ه�ران : أفواجا ثالثة. وقال ع�ب�ة� { اثنان في الجنة ، وواحد في النار. �الث ا ث و�اج� �ز� �م� أ �ت �ن عمر بن الخطاب : } و�ك

__________( في م : "اضطربت".1)( في م : "تذراه".2)( في أ : "عن".3)( زيادة من م.4)( في أ : "عبد الله".5)

(7/515)

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن الصباح ، حدثنا الوليد بن أبي ثور ،م�اك ، عن النعمان بن بشير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عن س�

و�ج�ت� { ]التكوير : �ف�وس� ز� �ذ�ا الن [ قال : الضرباء ، كل رجل من قوم كانوا يعملون7} و�إص�ح�اب�

� �ة� م�ا أ �م�ن �م�ي ص�ح�اب� ال� �ة�. ف�أ �الث ا ث و�اج� �ز� �م� أ �ت �ن عمله ، وذلك بأن الله يقول : } و�ك

�ق�ون� { قال : هم اب �ق�ون� الس� اب م�ة�. و�الس�� أ �م�ش� ص�ح�اب� ال

� م�ة� م�ا أ� أ �م�ش� ص�ح�اب� ال

� �ة�. و�أ �م�ن �م�ي ال(.1الضرباء )

وقال اإلمام أحمد : حدثنا محمد بن عبد الله المثنى ، حدثنا البراء الغنوي ، حدثنا ( هذه اآلية : }2الحسن ، عن معاذ بن جبل ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تال )

�م�ين� { ) �ي ص�ح�اب� ال� م�ال� { )3و�أ ص�ح�اب� الش�

� ( فقبض بيده قبضتين فقال : "هذه4( ، } و�أ(.7( وال أبالي" )6( وال أبالي ، وهذه للنار )5للجنة )

�ه�يع�ة ، حدثنا خالد بن أبي عمران ، عن وقال أحمد أيضا : حدثنا حسن ، حدثنا ابن ل القاسم بن محمد ، عن عائشة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : "أتدرون من السابقون إلى ظل يوم القيامة ؟" قالوا : الله ورسوله أعلم. قال :

"الذين إذا أعطوا الحق قبلوه ، وإذا سئلوه بذلوه ، وحكموا للناس كحكمهم ألنفسهم" )8.)

�ق�ون� { : هم اب �ق�ون� الس� اب ة� يعقوب بن مجاهد : } و�الس� ز� وقال محمد بن كعب وأبو ح�ر�

400

Page 202: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ج�يح ، عن مجاهد د�ي� : هم أهل عليين. وقال ابن أبي ن األنبياء ، عليهم السالم. وقال الس��ق�ون� { ، قال : يوشع بن نون ، سبق إلى اب �ق�ون� الس� اب ، عن ابن عباس : } و�الس�

موسى ، ومؤمن آل "يس" ، سبق إلى عيسى ، وعلي بن أبي طالب ، سبق إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه ابن أبي حاتم ، عن محمد بن هارون الفالس ،

�ب بن الضحاك المدائني ، عن ع�ي عن عبد الله بن إسماعيل المدائني البزاز ، عن ش��ج�يح به. �ة ، عن ابن أبي ن �ن �ي سفيان بن ع�ي

ان ، عن خارجة ، عن9وقال ابن أبي حاتم : وذكر محمد ) ( بن أبي حماد ، حدثنا م�ه�ر��ق�ون� { الذين صلوا للقبلتين. اب �ق�ون� الس� اب يرين : } و�الس� ة ، عن ابن س� ق�ر�

( من حديث خارجة ، به.10ورواه ابن جرير )�ق�ون� { أي : من كل أمة. اب �ق�ون� الس� اب وقال الحسن وقتادة : } و�الس�

. �ق�ون� اب �ق�ون� الس� اب وقال األوزاعي ، عن عثمان بن أبي سودة أنه قرأ هذه اآلية : } و�الس�ا في سبيل الله. ا إلى المسجد ، وأولهم خروج� �ون� { ثم قال : أولهم رواح� ب �م�ق�ر� �ك� ال �ئ �ول أ

__________ من سورة التكوير.7( سيأتي تخريج الحديث عند اآلية : 1)( في أ : "قرأ".2)( في م ، أ : "وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين".3)( في م ، أ : "وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال".4)( في م ، أ : "هذه في الجنة".5)( في م ، أ : "وهذه في النار".6)( والحسن لم يسمع من معاذ.5/239( المسند )7)(.6/67( المسند )8)( في أ : "وذكر عن محمد".9)( في أ : "ورواه ابن أبي حاتم وابن جرير".10)

(7/516)

�ين� ) و�ل� �ة� م�ن� األ� �ل �خ�ر�ين� )13ث �يل� م�ن� اآل� �ة� )14( و�ق�ل ر� م�و�ض�ون ر� �ه�ا15( ع�ل�ى س� �ي �ين� ع�ل �ئ �ك ( م�ت�ين� ) �ل �ق�اب ( 16م�ت

وهذه األقوال كلها صحيحة ، فإن المراد بالسابقين هم المبادرون إلى فعل الخيراتم�و�ات� ض�ه�ا الس� �ة� ع�ر� ن �م� و�ج� �ك ب ة� م�ن� ر� �ل�ى م�غ�ف�ر� ار�ع�وا إ كما أمروا ، كما قال تعالى : } و�س�

ض�ه�ا133و�األر�ض� { ]آل عمران : �ة� ع�ر� ن �م� و�ج� �ك ب ة� م�ن� ر� �ل�ى م�غ�ف�ر� �ق�وا إ اب [ ، وقال : } س�م�اء� و�األر�ض� { ]الحديد : �ع�ر�ض� الس� [ ، فمن سابق إلى هذه الدنيا وسبق إلى22ك

الخير ، كان في اآلخرة من السابقين إلى الكرامة ، فإن الجزاء من جنس العمل ، وكما.} � �ع�يم �ات� الن ن . ف�ي ج� �ون� ب �م�ق�ر� �ك� ال �ئ �ول تدين تدان ؛ ولهذا قال تعالى : } أ

( الرازي ، حدثنا1وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا يحيى بن زكريا القزاز ) خارجة بن م�صع�ب ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن عبد الله بن عمرو

قال : قالت المالئكة : يا رب ، جعلت لبني آدم الدنيا فهم يأكلون ويشربون ويتزوجون ، فاجعل لنا اآلخرة. فقال : ال أفعل. فراجعوا ثالثا ، فقال : ال أجعل من خلقت بيدي كمن

401

Page 203: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

. ف�ي �ون� ب �م�ق�ر� �ك� ال �ئ �ول . أ �ق�ون� اب �ق�ون� الس� اب قلت له : كن ، فكان. ثم قرأ عبد الله : } و�الس�.} � �ع�يم �ات� الن ن ج�

( بن سعيد الدارمي في كتابه : "الرد على الجهمية"2وقد روى هذا األثر اإلمام عثمان ) ، ولفظه : فقال الله عز وجل : "لن أجعل صالح ذرية من خلقت بيدي ، كمن قلت له :

(.3كن فكان" )�ين� ) �ة� م�ن� األو�ل �ل �يل� م�ن� اآلخ�ر�ين� )13} ث �ة� )14( و�ق�ل ر� م�و�ض�ون ر� �ين�15( ع�ل�ى س� �ئ �ك ( م�ت

�ين� ) �ل �ق�اب �ه�ا م�ت �ي ( {.16ع�ل__________

( في أ : "الفزاري".1)( في أ : "عمر".2) ( للمؤلف1/55( وقد رواه عثمان بن سعيد الدارمي فرفعه كما في البداية والنهاية )3)

وقال : "وهو أصح" وله شاهد من حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب رواه ابن( وقال : "هذا حديث ال يصح".1/48الجوزي في العلل المتناهية )

(7/517)

�د�ون� ) ل �د�ان� م�خ� �ه�م� و�ل �ي �ط�وف� ع�ل س� م�ن� م�ع�ين� )17ي� �أ �ار�يق� و�ك �ب �و�اب� و�أ ك

� �أ �ص�د�ع�ون�18( ب ( ال� ي�ز�ف�ون� ) �ن �ه�ا و�ال� ي ون� )19ع�ن �ر� ي �خ� �ت �ه�ة� م�م�ا ي �ه�ون� )20( و�ف�اك ت �ش� �ر� م�م�ا ي � ط�ي �ح�م ( و�ح�ور�21( و�ل

�ون� )22ع�ين� ) �ن �م�ك �ؤ� ال �ؤ�ل �ال� الل م�ث� �أ �ع�م�ل�ون� )23( ك �وا ي �ان �م�ا ك اء� ب م�ع�ون� ف�يه�ا24( ج�ز� �س� ( ال� ي

�يم�ا ) �ث �أ �غ�و�ا و�ال� ت م�ا )25ل ال� م�ا س� ال� �ال� ق�يال� س� ( 26( إ

�د�ون� ) ل �د�ان� م�خ� �ه�م� و�ل �ي �ط�وف� ع�ل س� م�ن� م�ع�ين� )17} ي� �أ �ار�يق� و�ك �ب �و�اب� و�أ ك

� �أ ( ال18( ب�نزف�ون� ) �ه�ا و�ال ي �ص�د�ع�ون� ع�ن ون� )19ي �ر� ي �خ� �ت �ه�ة� م�م�ا ي �ه�ون� )20( و�ف�اك ت �ش� �ر� م�م�ا ي � ط�ي �ح�م ( و�ل

�ون� )22( و�ح�ور� ع�ين� )21 �ن �م�ك �ؤ� ال �ؤ�ل �ال� الل م�ث� �أ �ع�م�ل�ون� )23( ك �وا ي �ان �م�ا ك اء� ب ( ال24( ج�ز�

�يم�ا ) �ث �أ �غ�و�ا و�ال ت م�ع�ون� ف�يه�ا ل �س� الم�ا )25ي الم�ا س� �ال ق�يال س� ( {.26( إ�يل� . و�ق�ل �ين� �ة� { أي : جماعة } م�ن� األو�ل �ل ا عن هؤالء السابقين أنهم } ث يقول تعالى مخبر�

�ين� { ، و } اآلخ�ر�ين� {. فقيل : م�ن� اآلخ�ر�ين� {. وقد اختلفوا في المراد بقوله : } األو�ل المراد باألولين : األمم الماضية ، واآلخرين : هذه األمة. هذا رواية عن مجاهد ،

والحسن البصري ، رواها عنهما ابن أبي حاتم. وهو اختيار ابن جرير ، واستأنس بقوله (. ولم يحك غيره وال1صلى الله عليه وسلم : "نحن اآلخرون السابقون يوم القيامة" )

عزاه إلى أحد.__________

( لم أجد الحديث في تفسير الطبري والحديث أخرجه البخاري في صحيحه برقم )1)( من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.885( ومسلم في صحيحه برقم )896

(7/517)

402

Page 204: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

ومما يستأنس به لهذا القول ، ما رواه اإلمام أبو محمد بن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا محمد بن عيسى بن الطباع ، حدثنا شريك ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن�يل� م�ن� اآلخ�ر�ين� { شق ذلك على . و�ق�ل �ين� �ة� م�ن� األو�ل �ل أبي هريرة ، قال : لما نزلت : } ث�ة� م�ن� اآلخ�ر�ين� { �ل . وث �ين� �ة� م�ن� األو�ل �ل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فنزلت : } ث

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إني ألرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة ، ثلث أهلالجنة ، بل أنتم نصف أهل الجنة - أو : شطر أهل الجنة - وتقاسمونهم النصف الثاني".

ورواه اإلمام أحمد ، عن أسود بن عامر ، عن شريك ، عن محمد ، بياع المالء ، عن أبيه (. وقد روي من حديث جابر نحو هذا ، ورواه الحافظ ابن1، عن أبي هريرة ، فذكره )

عساكر من طريق هشام بن عمار : حدثنا عبد ربه بن صالح ، عن عروة بن رويم ، عن�ذ� و�ق�ع�ت� �و�م�ئ جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : لما نزلت : } ف�ي

�يل� م�ن� اآلخ�ر�ين� { ، قال عمر : يا رسول . و�ق�ل �ين� �ة� م�ن� األو�ل �ل �و�اق�ع�ة� { ، ذكر فيها } ث ال�ة� م�ن� �ل الله ، ثلة من األولين وقليل منا ؟ قال : فأمسك آخر السورة سنة ، ثم نزل : } ث�ة� م�ن� اآلخ�ر�ين� { ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا عمر ، تعال �ل . و�ث �ين� األو�ل�ة� م�ن� اآلخ�ر�ين� { ، أال وإن من آدم إلي� �ل . و�ث �ين� �ة� م�ن� األو�ل �ل فاسمع ما قد أنزل الله : } ث

ثلة ، وأمتي ثلة ، ولن نستكمل ثلتنا حتى نستعين بالسودان من رعاة اإلبل ، ممن شهدأن ال إله إال الله وحده ال شريك له".

( ، إسنادا ومتنا ، ولكن في إسناده نظر.2هكذا أورده في ترجمة "عروة بن رويم" ) وقد وردت طرق كثيرة متعددة بقوله صلى الله عليه وسلم : "إني ألرجو أن تكونوا ربع

( ، وهو مفرد في "صفة الجنة" ولله الحمد والمنة. وهذا3أهل الجنة" الحديث بتمامه ) الذي اختاره ابن جرير هاهنا ، فيه نظر ، بل هو قول ضعيف ؛ ألن هذه األمة هي خير

األمم بنص القرآن ، فيبعد أن يكون المقربون في غيرها أكثر منها ، اللهم إال أن يقابل مجموع األمم بهذه األمة. والظاهر أن المقربين من هؤالء أكثر من سائر األمم ، والله�ة� �ل أعلم. فالقول الثاني في هذا المقام ، هو الراجح ، وهو أن يكون المراد بقوله : } ث�يل� م�ن� اآلخ�ر�ين� { أي : من هذه األمة. �ين� { أي : من صدر هذه األمة ، } و�ق�ل م�ن� األو�ل قال ابن أبي حاتم : حدثنا الحسن بن محمد بن الصباح ، حدثنا عفان ، حدثنا عبد الله

.4بن بكر ) �ق�ون� اب �ق�ون� الس� اب ( المزني ، سمعت الحسن : أتى على هذه اآلية : } و�الس��ون� { فقال : أما السابقون ، فقد مضوا ، ولكن اللهم اجعلنا من أهل ب �م�ق�ر� �ك� ال �ئ �ول أ

اليمين.ي� بن يحيى قال : قرأ الحسن : ر� ثم قال : حدثنا أبي ، حدثنا أبو الوليد ، حدثنا الس�

�ين� { ثلة ممن �ة� م�ن� األو�ل �ل �. ث �ع�يم �ات� الن ن . ف�ي ج� �ون� ب �م�ق�ر� �ك� ال �ئ �ول . أ �ق�ون� اب �ق�ون� الس� اب } و�الس�مضى من هذه األمة.

__________(.2/391( المسند )1)( "مصورة معهد المخطوطات".279/ق11( تاريخ دمشق البن عساكر )2) ( وحديث3168( منها حديث عمران بن حصين ، أخرجه الترمذي في السنن برقم )3)

(.1/420عبد الله بن مسعود ، أخرجه أحمد في المسند )( في أ : "بكير" وفي م : "أبي بكر".4)

(7/518)

403

Page 205: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ق�ري ، حدثنا أبو هالل ، عن محمد بن وحدثنا أبي ، حدثنا عبد العزيز بن المغيرة الم�ن�يل� م�ن� اآلخ�ر�ين� { قال : كانوا . و�ق�ل �ين� �ة� م�ن� األو�ل �ل سيرين ، أنه قال في هذه اآلية : } ث

يقولون ، أو يرجون ، أن يكونوا كلهم من هذه األمة. فهذا قول الحسن وابن سيرين أنالجميع من هذه األمة. وال شك أن أول كل أمة خير من آخرها ، فيحتمل أن يعم األمر )

( جميع األمم كل أمة بحسبها ؛ ولهذا ثبت في الصحاح وغيرها ، من غير وجه ، أن1 رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "خير القرون قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم

( الحديث بتمامه.2الذين يلونهم" ) فأما الحديث الذي رواه اإلمام أحمد : حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا زياد أبو عمر ، عن الحسن ، عن عمار بن ياسر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "مثل

( ، فهذا الحديث ، بعد الحكم بصحة3أمتي مثل المطر ، ال يدرى أوله خير أم آخره" ) إسناده ، محمول على أن الدين كما هو محتاج إلى أول األمة في إبالغه إلى من بعدهم

، كذلك هو محتاج إلى القائمين به في أواخرها ، وتثبيت الناس على السنة وروايتها ( إلى المطر األول وإلى4وإظهارها ، والفضل للمتقدم. وكذلك الزرع الذي يحتاج )

المطر الثاني ، ولكن العمدة الكبرى على األول ، واحتياج الزرع إليه آكد ، فإنه لواله ما نبت في األرض ، وال تعلق أساسه فيها ؛ ولهذا قال ، عليه السالم : "ال تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ، ال يضرهم من خذلهم ، وال من خالفهم ، إلى قيام الساعة". وفي لفظ : "حتى يأتي أمر الله وهم كذلك". والغرض أن هذه األمة أشرف من سائر األمم ، والمقربون فيها أكثر من غيرها وأعلى منزلة ؛ لشرف دينها وعظم نبيها. ولهذا ثبت بالتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخبر أن في هذه األمة سبعين (5ألفا يدخلون الجنة بغير حساب. وفي لفظ : "مع كل ألف سبعون ألفا". وفي آخر )

مع كل واحد سبعون ألفا". ( الطبراني ،7( بن مرثد )6وقد قال الحافظ أبو القاسم الطبراني : حدثنا هشام )

حدثنا محمد - هو ابن إسماعيل بن عياش - حدثني أبي ، حدثني ض�م�ض�م - يعني ابنع�ة - عن شريح - هو ابن عبيد - عن أبي مالك ، قال : قال رسول الله صلى الله ر� ز�

عليه وسلم : "أما والذي نفسي بيده ، ليبعثن منكم يوم القيامة مثل الليل األسود زمرة جميعها يحيطون األرض ، تقول المالئكة لما جاء مع محمد صلى الله عليه وسلم أكثر

(.8مما جاء مع األنبياء ، عليهم السالم" )�يل� م�ن� اآلخ�ر�ين� { [ ) . و�ق�ل �ين� �ة� م�ن� األو�ل �ل (9وحسن أن يذكر هاهنا ]عند قوله : } ث

الحديث الذي رواه الحافظ أبو بكر البيهقي في "دالئل النبوة" حيث قال : أخبرنا أبو ( بن محمد بن10نصر بن قتادة ، أخبرنا أبو عمرو بن مطر ، حدثنا جعفر - ]هو[ )

المستفاض الفريابي - حدثني أبو وهب الوليد بن عبد__________

( في م : "األمة".1) ( من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله3651( رواه البخاري في صحيحه برقم )2)

عنه.(.4/319( المسند )3)( في م : "هو محتاج".4)( في أ : "آخره".5)( في أ : "هاشم".6)( في هـ وبقية النسخ : "يزيد" والتصويب من المعجم الكبير.7) ( وفي إسناده محمد بن إسماعيل بن عياش وهو ضعيف لم3/297( المعجم الكبير )8)

404

Page 206: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

يسمع من أبيه.( زيادة من أ.9)( زيادة من أ.10)

(7/519)

اني ، حدثنا سليمان بن عطاء القرشي الحراني1الملك بن عبيد الله ) ح الحر� ر� ( بن م�س�م�ل2، عن مسلمة ) �ع�ي ، عن ابن ز� ج�عة بن ر�ب ( بن عبد الله الجهني ، عن عمه أبي م�ش�

الجهني ، رضي الله عنه ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح قال ، وهو ثان رجله : "سبحان الله وبحمده. أستغفر الله ، إن الله كان توابا" سبعين مرة ، ثم يقول : "سبعين بسبعمائة ، ال خير لمن كانت ذنوبه في يوم واحد أكثر من سبعمائة". ثم يقول ذلك مرتين ، ثم يستقبل الناس بوجهه ، وكان يعجبه الرؤيا ، ثم

يقول : "هل رأى أحد منكم شيئا ؟" قال ابن زمل : فقلت : أنا يا رسول الله. فقال : "خير تلقاه ، وشر توقاه ، وخير لنا ، وشر على أعدائنا ، والحمد لله رب العالمين.

اقصص رؤياك". فقلت : رأيت جميع الناس على طريق رحب سهل ال حب ، والناس على الجادة منطلقين ، فبينما هم كذلك ، إذ أشفى ذلك الطريق على مرج لم تر عيني

( األولى3مثله ، يرف رفيفا يقطر ماؤه ، فيه من أنواع الكأل قال : وكأني بالرعلة )�روا ، ثم أكبوا رواحلهم في الطريق ، فلم يظلموه يمينا وال حين أشفوا على المرج كب

شماال. قال : فكأني أنظر إليهم منطلقين. ثم جاءت الرعلة الثانية وهم أكثر منهم�روا ، ثم أكبوا رواحلهم في الطريق ، فمنهم أضعافا ، فلما أشفوا على المرج كب

المرتع ، ومنهم اآلخذ الضغث. ومضوا على ذلك. قال : ثم قدم عظم الناس ، فلما أشفوا على المرج كبروا وقالوا : )هذا خير المنزل(. كأني أنظر إليهم يميلون يمينا

وشماال فلما رأيت ذلك ، لزمت الطريق حتى آتي أقصى المرج ، فإذا أنا بك يا رسول الله على منبر فيه سبع درجات وأنت في أعالها درجة ، وإذا عن يمينك رجل آدم شثل

( كثير4أقنى ، إذا هو تكلم يسمو فيفرع الرجال طوال وإذا عن يسارك رجل ربعة باذ ) خيالن الوجه ، كأنما حمم شعره بالماء ، إذا هو تكلم أصغيتم إكراما له. وإذا أمام ذلك

رجل شيخ أشبه الناس بك خلقا ووجها ، كلكم تؤمونه تريدونه ، وإذا أمام ذلك ناقة عجفاء شارف ، وإذا أنت يا رسول الله كأنك تبعثها. قال : فامتقع لون رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة ثم سري عنه ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أم�ا ما

( عليه من الهدى وأنتم5رأيت من الطريق السهل الرحب الال حب ، فذاك ما حملتم ) ( مضيت أنا وأصحابي لم نتعلق منها بشيء ،6عليه. وأما المرج الذي رأيت ، فالدنيا )

( الرعلة الثانية من بعدنا وهم أكثر7ولم تتعلق منا ، ولم نردها ولم تردنا. ثم جاءت ) ( على ذلك. ثم جاء عظم8منا أضعافا ، فمنهم المرتع ، ومنهم اآلخذ الضغث ، ونجوا )

الناس ، فمالوا في المرج يمينا وشماال فإنا لله وإنا إليه راجعون. وأما أنت ، فمضيت على طريقة صالحة ، فلن تزال عليها حتى تلقاني. وأما المنبر الذي رأيت فيه سبع

درجات وأنا في أعالها درجة ، فالدنيا سبعة آالف سنة ، أنا في آخرها ألفا. وأما الرجل الذي رأيت على يميني اآلدم الشثل ، فذلك موسى ، عليه السالم ، إذا تكلم ، يعلو

الرجال بفضل كالم الله إياه. والذي رأيت عن يساري الباز الربعة الكثير خيالن الوجه ، كأنما حمم شعره بالماء ، فذلك عيسى ابن مريم ، نكرمه إلكرام الله إياه. وأما الشيخ

405

Page 207: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

الذي رأيت أشبه الناس بي خلقا ووجها فذاك أبونا إبراهيم ، كلنا نؤمه ونقتدي به. وأما الناقة التي رأيت ورأيتني أبعثها ، فهي الساعة ، علينا تقوم ، ال نبي بعدي ، وال أمة بعد أمتي". قال : فما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رؤيا بعد هذا إال أن يجيء

(.9الرجل ، فيحدثه بها متبرعا )�ة� { قال ابن عباس : أي مرمولة بالذهب ، يعني : ر� م�و�ض�ون ر� وقوله : } ع�ل�ى س�

�ر ، وزيد بن أسلم ، وقتادة ، �ي ب �ر�م�ة ، وسعيد بن ج� منسوجة به. وكذا قال مجاهد ، وع�كوالضحاك ، وغيره.

د�ي� : مرمولة بالذهب واللؤلؤ. وقال عكرمة : مشبكة بالدر والياقوت. وقال وقال الس� ابن جرير : ومنه سمي وضين الناقة الذي تحت بطنها ، وهو فعيل بمعنى مفعول ؛ ألنه

مضفور ، وكذلك السرر في الجنة مضفورة بالذهب والآللئ.�ين� { أي : وجوه بعضهم إلى بعض ، ليس أحد وراء أحد. �ل �ق�اب �ه�ا م�ت �ي �ين� ع�ل �ئ �ك وقال : } م�ت

�د�ون� { أي : مخلدون على صفة واحدة ، ال يكبرون عنها وال ل �د�ان� م�خ� �ه�م� و�ل �ي �ط�وف� ع�ل } يس� م�ن� م�ع�ين� { ، أما األكواب فهي :

� �أ �ار�يق� و�ك �ب �و�اب� و�أ ك� �أ يشيبون وال يتغيرون ، } ب

الكيزان التي ال خراطيم لها وال آذان. واألباريق : التي جمعت الوصفين. والكؤوس : الهنابات ، والجميع من خمر من عين جارية م�ع�ين ، ليس من أوعية تنقطع وتفرغ ، بل

من عيون سارحة.�نزف�ون� { أي : ال تصدع رؤوسهم وال تنزف عقولهم ، بل �ه�ا و�ال ي �ص�د�ع�ون� ع�ن وقوله : } ال ي

هي ثابتة مع الشدة المطربة واللذة الحاصلة. وروى الضحاك ، عن ابن عباس ، أنه قال : في الخمر أربع خصال : السكر ، والصداع ،

والقيء ، والبول. فذكر الله خمر الجنة ونزهها عن هذه الخصال.�ص�د�ع�ون� د�ي� : } ال ي �ر ، وعطية ، وقتادة ، والس� �ي ب �ر�م�ة ، وسعيد بن ج� وقال مجاهد ، وع�ك

�ه�ا { يقول : ليس لهم فيها صداع رأس. ع�ن�نزف�ون� { أي : ال تذهب بعقولهم. وقالوا في قوله : } و�ال ي

�ه�ون� { أي : ويطوفون عليهم بما ت �ش� �ر� م�م�ا ي � ط�ي �ح�م . و�ل ون� �ر� ي �خ� �ت �ه�ة� م�م�ا ي وقوله : } و�ف�اكيتخيرون من الثمار.

وهذه اآلية دليل على جواز أكل الفاكهة على صفة التخير لها ، ويدل على ذلك حديث�راش بن ذؤيب" الذي رواه الحافظ أبو يعلى الموصلي ، رحمه الله ، في مسنده : "ع�كي ، حدثنا العالء بن الفضل بن عبد الملك بن أبي سوية ، س� �ر� حدثنا العباس بن الوليد الن

�راش بن ذؤيب ، قال : بعثني بنو مرة في �راش ، عن أبيه ع�ك حدثنا عبيد الله بن ع�ك صدقات أموالهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقدمت المدينة فإذا هو

جالس بين المهاجرين واألنصار ، وقدمت عليه بإبل كأنها عروق األرطى ، قال : "منالرجل ؟"

__________( في م ، أ : "عبد الله".1)( في م ، أ : "مسلم".2)( في أ : "وكانوا بالرعلة".3)( في م : "بار".4)( في أ : "حملتكم".5)( في م ، أ : "فالدنيا ونضارة عيشها".6)( في م : "ثم كانت".7)( في م : "ثم نجوا".8)

406

Page 208: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( وفي إسناده سليمان بن عطاء بن قيس ، قال ابن حبان في7/36( دالئل النبوة )9) ( : "شيخ يروي عن مسلمة ابن عبد الله الجهني عن عمه أبي1/329المجروحين )

مشجعة بن ربعي بأشياء موضوعة ال تشبه حديث الثقات فلست أدري التخليط فيهامنه أو من مسلمة بن عبد الله".

(7/520)

�راش بن ذؤيب. قال : "ارفع في النسب" ، فانتسبت له إلى "مرة بن عبيد" ، قلت : ع�ك وهذه صدقة "مرة بن عبيد". فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال : هذه إبل قومي ، هذه صدقات قومي. ثم أمر بها أن توسم بميسم إبل الصدقة وتضم إليها. ثم أخذ بيدي فانطلقنا إلى منزل أم سلمة ، فقال : "هل من طعام ؟" فأتينا بحفنة كثيرة الثريد والوذر ، فجعل يأكل منها ، فأقبلت أخبط بيدي في جوانبها ، فقبض رسول الله

�راش ، كل من صلى الله عليه وسلم بيده اليسرى على يدي اليمنى ، فقال : "يا ع�ك موضع واحد ، فإنه طعام واحد". ثم أتينا بطبق فيه تمر ، أو رطب - شك عبيد الله

رطبا كان أو تمرا - فجعلت آكل من بين يدي ، وجالت يد رسول الله صلى الله عليه�راش ، كل من حيث شئت فإنه غير لون واحد". ثم وسلم في الطبق ، وقال : "يا ع�ك

�ل�ل� كفيه وجهه �ب أتينا بماء ، فغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ومسح ب�راش ، هذا الوضوء مما غيرت النار". وذراعيه ورأسه ثالثا ، ثم قال : "يا ع�ك

وهكذا رواه الترمذي مطوال وابن ماجه جميع�ا ، عن محمد بن بشار ، عن أبي الهزيل(. وقال الترمذي : غريب ال نعرفه إال من حديثه.1العالء بن الفضل ، به )

وقال اإلمام أحمد : حدثنا بهز بن أسد وعفان - وقال الحافظ أبو يعلى : حدثنا شيبان - قالوا : حدثنا سليمان بن المغيرة ، حدثنا ثابت ، قال : قال أنس : كان رسول الله

صلى الله عليه وسلم تعجبه الرؤيا ، فربما رأى الرجل الرؤيا فسأل عنه إذا لم يكن يعرفه ، فإذا أثني عليه معروف ، كان أعجب لرؤياه إليه. فأتته امرأة فقالت : يا رسول�ة انتحبت لها الله ، رأيت كأني أتيت فأخرجت من المدينة ، فأدخلت الجنة فسمعت و�جب

م�ت� اثني عشر رجال كان الجنة ، فنظرت فإذا فالن ابن فالن ، وفالن ابن فالن ، فس� النبي صلى الله عليه وسلم قد بعث سرية قبل ذلك ، فجيء بهم عليهم ثياب طلس

تشخب أوداجهم ، فقيل : اذهبوا بهم إلى نهر البيدخ - أو : البيذخ - قال : فغمسوا فيه ،�سر ، فأكلوا من فخرجوا ووجوههم كالقمر ليلة البدر ، فأتوا بصحفة من ذهب فيها ب

�سره ما شاؤوا ، فما يقلبونها من وجه إال أكلوا من الفاكهة ما أرادوا ، وأكلت معهم. ب (4( كذا وكذا ، وأصيب )3( من أمرنا )2فجاء البشير من تلك السرية ، فقال : كان )

فالن وفالن. حتى عد اثني عشر رجال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم المرأةفقال : "قصي رؤياك" فقصتها ، وجعلت تقول : فجيء بفالن وفالن كما قال.

(.5هذا لفظ أبي يعلى ، قال الحافظ الضياء : وهذا على شرط مسلم ) وقال الحافظ أبو القاسم الطبراني : حدثنا معاذ بن المثنى ، حدثنا علي بن المديني ،

حدثنا ريحان بن سعيد ، عن عباد بن منصور ، عن أيوب ، عن أبي ق�البة ، عن أبيأسماء ، عن ثوبان ، قال : قال

__________ ( وعبيد الله بن3274( وسنن ابن ماجة برقم )1848( سنن الترمذي برقم )1)

407

Page 209: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

عكراش تكلم فيه ، وتكلم في حديثه هذا.قال البخاري : "ال يثبت حديثه" ونقل العقيلي عنه أنه قال : "في إسناده نظر".

( في م ، أ : "فقال : ما كان".2)( في م ، أ : "رؤيا".3)( في م ، أ : "فأصيب".4) ( وقال6/44( )3289( ومسند أبي يعلى برقم )3/135( المسند لإلمام أحمد )5)

( : "رجاله رجال الصحيح".7/175الهيثمي في المجمع )

(7/522)

رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الرجل إذا نزع ثمرة في الجنة ، عادت مكانها(.1أخرى" )

�ه�ون� { ، قال اإلمام أحمد : ت �ش� �ر� م�م�ا ي � ط�ي �ح�م وقوله : } و�ل حدثنا سيار بن حاتم ، حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي ، حدثنا ثابت ، عن أنس ، قال :

( في2قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن طير الجنة كأمثال البخت ، يرعى ) (3شجر الجنة". فقال أبو بكر : يا رسول الله ، إن هذه لطير ناعمة فقال : "أكلتها )

أنعم منها - قالها ثالثا - وإني ألرجو أن تكون ممن يأكل منها". تفرد به أحمد من هذا(.4الوجه )

وروى الحافظ أبو عبد الله المقدسي في كتابه "صفة الجنة" من حديث إسماعيل بن�وطي ، عن عبد الجبار بن عاصم ، عن عبد الله ي �ي� ، عن أحمد بن علي الخ� علي الخ�ط�بع�ة ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : ذكرت عند النبي صلى الله عليه ر� بن زياد ، عن ز�

وسلم طوبى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يا أبا بكر ، هل بلغك ما طوبى ؟" قال : الله ورسوله أعلم. قال : "طوبى شجرة في الجنة ، ما يعلم طولها إال

الله ، يسير الراكب تحت غصن من أغصانها سبعين خريفا ، ورقها الحلل ، يقع عليها الطير كأمثال البخت". فقال أبو بكر : يا رسول الله ، إن هناك لطيرا ناعما ؟ قال :

(.5"أنعم منه من يأكله ، وأنت منهم إن شاء الله" )�ه�ون� { : ذكر لنا أن أبا بكر قال : يا رسول ت �ش� �ر� م�م�ا ي � ط�ي �ح�م وقال قتادة في قوله : } و�ل

(6الله ، إني أرى طيرها ناعمة كما أهلها ناعمون. قال : "من يأكلها - والله يا أبا بكر ) ( يا أبا بكر"7- أنعم منها ، وإنها ألمثال البخت ، وإني ألحتسب على الله أن تأكل منها )

(8.) وقال أبو بكر بن أبي الدنيا : حدثني مجاهد بن موسى ، حدثنا م�ع�ن� بن عيسى ، حدثني

ابن أخي ابن شهاب ، عن أبيه ، عن أنس بن مالك ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الكوثر فقال : "نهر أعطانيه ربي ، عز وجل ، في الجنة ، أشد بياضا من اللبن ، وأحلى من العسل ، فيه طيور أعناقها يعني كأعناق الجزر". فقال عمر :

إنها لناعمة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "آكلها أنعم منها".�ي ، عن محمد بن عبد الله بن9وكذا رواه الترمذي عن عبد ) �ب ( بن حميد ، عن الق�ع�ن

(.10مسلم بن شهاب ، عن أبيه ، عن أنس ، وقال : حسن )�اف�سي ، حدثنا أبو معاوية ، وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا علي بن محمد الط�ن

( بن الوليد الو�ص�افي ، عن عطية الع�و�ف�ي� ، عن أبي سعيد الخدري ،11عن عبيد الله )

408

Page 210: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : __________

( وفي إسناده عباد متكلم فيه.2/102( المعجم الكبير )1)( في م : "ترعى".2)( في م ، أ : "أكلها".3)(.3/221( المسند )4)(.4/649( ورواه ابن مردويه في تفسيره كما في الدر المنثور )5)( في م : "يا أبا بكر والله".6)( في م : "أن آكل منها".7) ( وهذا مرسل وقد روى من طريق الحسن مرسال أيضا أخرجه ابن أبي شيبة في8)

(.12/13المصنف )( في م : "عبيد" وهو خطأ.9)( وقال فيه : "حسن غريب".2542( سنن الترمذي برقم )10)( في أ : "عبد الله".11)

(7/523)

"إن في الجنة لطيرا فيه سبعون ألف ريشة ، فيقع على صحفة الرجل من أهل الجنة فينتفض ، فيخرج من كل ريشة - يعني : لونا - أبيض من اللبن ، وألين من الزبد ،

(.2( ثم يطير" )1وأعذب من الشهد ، ليس منها لون يشبه صاحبه )هذا حديث غريب جدا ، والو�ص�افي وشيخه ضعيفان. ثم قال ابن أبي حاتم :

حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن صالح - كاتب الليث - حدثني الليث ، حدثنا خالد بن يزيد ، عن سعيد بن أبي هالل ، عن أبي حازم عن عطاء ، عن كعب ، قال : إن طائر الجنة

( من أنهار الجنة ،4( مما خلق من ثمرات الجنة ، ويشرب )3أمثال البخت ، يأكل ) فيصطففن له ، فإذا اشتهى منها شيئا أتاه حتى يقع بين يديه ، فيأكل من خارجه وداخله

ثم يطير لم ينقص منه شيء. صحيح إلى كعب. وقال الحسن بن عرفة : حدثنا خلف بن خليفة ، عن حميد األعرج ، عن عبد الله بن

الحارث ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :(.5"إنك لتنظر إلى الطير في الجنة فتشتهيه فيخر بين يديك مشويا" )

�ون� { قرأ بعضهم بالرفع ، وتقديره : ولهم �ن �م�ك �ؤ� ال �ؤ�ل �ال� الل م�ث� �أ . ك وقوله : } و�ح�ور� ع�ين�

فيها حور عين. وقراءة الجر تحتمل معنيين ، أحدهما : أن يكون اإلعراب على االتباع. ال س� م�ن� م�ع�ين�

� �أ �ار�يق� و�ك �ب �و�اب� و�أ ك� �أ . ب �د�ون� ل �د�ان� م�خ� �ه�م� و�ل �ي �ط�وف� ع�ل بما قبله ؛ لقوله : } ي

. و�ح�ور� ع�ين� { �ه�ون� ت �ش� �ر� م�م�ا ي � ط�ي �ح�م . و�ل ون� �ر� ي �خ� �ت �ه�ة� م�م�ا ي . و�ف�اك �نزف�ون� �ه�ا و�ال ي �ص�د�ع�ون� ع�ن ي�م� { ]المائدة : �ك ل ج� ر�

� �م� و�أ ك ء�وس� �ر� ح�وا ب �م�ا ق�ال� } و�ام�س� �اب�6، ك �ي �ه�م� ث �ي [ ، وكما قال : } ع�الق� { ]اإلنسان : �ر� �ب ت �س� �د�س� خ�ض�ر� و�إ ن [. واالحتمال الثاني : أن يكون مما يطوف به21س�

الولدان المخلدون عليهم الحور العين ، ولكن يكون ذلك في القصور ، ال بين بعضهمبعضا ، بل في الخيام يطوف عليهم الخدام بالحور العين ، والله أعلم.

�ون� { أي : كأنهن اللؤلؤ الرطب في بياضه وصفائه ، كما �ن �م�ك �ؤ� ال �ؤ�ل �ال� الل م�ث� �أ وقوله : } ك

�ون� { ]الصافات : �ن �ض� م�ك �ي �ه�ن� ب ن� �أ [ وقد تقدم في49تقدم في "سورة الصافات" } ك

409

Page 211: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ع�م�ل�ون� { أي : هذا الذي �وا ي �ان �م�ا ك اء� ب سورة "الرحمن" وصفهن أيضا ؛ ولهذا قال : } ج�ز�اتحفناهم به مجازاة لهم على ما أحسنوا من العمل.

�ال ق�يال س�الم�ا س�الم�ا { أي : ال يسمعون في �يم�ا. إ �ث �أ �غ�و�ا و�ال ت م�ع�ون� ف�يه�ا ل �س� ثم قال : } ال ي ( خاليا عن المعنى ، أو مشتمال على معنى حقير أو6الجنة كالم�ا الغيا ، أي : غثا )

�ة� { ]الغاشية : ي م�ع� ف�يه�ا الغ� �س� [11ضعيف ، كما قال : } ال ت__________

( في أ : "اآلخر".1)( حدثنا أبو معاوية به.119( ورواه هناد في الزهد برقم )2)( في م : "يأكلن".3)( في م : "يشربن".4)( وحميد األعرج منكر الحديث.22( جزء الحسن بن عرفة برقم )5)( في م : "عبثا".6)

(7/524)

�م�ين� ) �ي ص�ح�اب� ال� �م�ين� م�ا أ �ي ص�ح�اب� ال

� د�ر� م�خ�ض�ود� )27و�أ �ض�ود� )28( ف�ي س� �ح� م�ن (29( و�ط�ل�وب� )30و�ظ�ل¦ م�م�د�ود� ) ك ة� )31( و�م�اء� م�س� �ير� �ث �ه�ة� ك �وع�ة� )32( و�ف�اك ( ال� م�ق�ط�وع�ة� و�ال� م�م�ن

ف�وع�ة� )33 اء� )34( و�ف�ر�ش� م�ر� �ش� �ن �اه�ن� إ �ن أ �ش� �ن �ا أ �ن ا )35( إ �ار� �ك �ب �اه�ن� أ �ن ع�ل �ا36( ف�ج� اب �ر� ت� �ا أ ب ( ع�ر�

�م�ين� )37) �ي ص�ح�اب� ال� �ين� )38( أل� و�ل

� �ة� م�ن� األ� �ل �خ�ر�ين� )39( ث �ة� م�ن� اآل� �ل ( 40( و�ث

�يم�ا { أي : وال كالم�ا فيه قبح ) �ث �أ �ال ق�يال س�الم�ا س�الم�ا { أي1أي : كلمة الغية } و�ال ت ( ، } إ�ه�م� ف�يه�ا س�الم� { ]إبراهيم : �ت ي �ح� : إال التسليم منهم بعضهم على بعض ، كما قال : } ت

[ وكالمهم أيض�ا سالم من اللغو واإلثم.23�م�ين� ) �ي ص�ح�اب� ال

� �م�ين� م�ا أ �ي ص�ح�اب� ال� د�ر� م�خ�ض�ود� )27} و�أ �ض�ود� )28( ف�ي س� �ح� م�ن (29( و�ط�ل

�وب� )30و�ظ�ل¦ م�م�د�ود� ) ك ة� )31( و�م�اء� م�س� �ير� �ث �ه�ة� ك �وع�ة� )32( و�ف�اك ( ال م�ق�ط�وع�ة� و�ال م�م�نف�وع�ة� )33 اء� )34( و�ف�ر�ش� م�ر� �ش� �ن �اه�ن� إ �ن أ �ش� �ن �ا أ �ن ا )35( إ �ار� �ك �ب �اه�ن� أ �ن ع�ل �ا36( ف�ج� اب �ر� ت

� �ا أ ب ( ع�ر��م�ين� )37) �ي �ين� )38( ألص�ح�اب� ال �ة� م�ن� األو�ل �ل �ة� م�ن� اآلخ�ر�ين� )39( ث �ل ( {.40( و�ث

لما ذكر تعالى مآل السابقين - وهم المقربون - عطف عليهم بذكر أصحاب اليمين -ان : أصحاب اليمين منزلة دون المقربين ، وهم األبرار - كما قال ميمون بن م�ه�ر�

�م�ين� { أي : أي شيء أصحاب اليمين ؟ وما �ي ص�ح�اب� ال� �م�ين� م�ا أ �ي ص�ح�اب� ال

� فقال : } و�أد�ر� م�خ�ض�ود� {. قال ابن2حالهم ؟ وكيف مآلهم ) ( ؟ ثم فسر ذلك فقال : } ف�ي س�

ير ، �س� ه�ير ، والس�فر بن ن امة بن ز� �ر�م�ة ، ومجاهد ، وأبو األحوص ، وقس� عباس ، وع�كة ، وغيرهم : هو الذي ال ز� د�ي� ، وأبو ح�ر� والحسن ، وقتادة ، وعبد الله بن كثير ، والس�

�ر�م�ة ، ومجاهد ، وكذا شوك فيه. وعن ابن عباس : هو الم�و�ق�ر بالثمر. وهو رواية عن ع�ك�ح�د�ث أنه الم�وق�ر الذي ال شوك فيه. قال قتادة أيضا : كنا ن

والظاهر أن المراد هذا وهذا فإن سدر الدنيا كثير الشوك قليل الثمر ، وفي اآلخرة على عكس من هذا ال شوك فيه ، وفيه الثمر الكثير الذي قد أثقل أصله ، كما قال

الحافظ أبو بكر بن سلمان النج�اد. ( ، حدثنا عبد الله بن4( بن محمد هو البغوي ، حدثني حمزة بن عباس )3حدثنا محمد )

410

Page 212: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

عثمان ، حدثنا عبد الله بن المبارك ، أخبرنا صفوان بن عمرو ، عن سليم بن عامر ، قال : كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون : إن الله لينفعنا باألعراب ومسائلهم ؛ قال : أقبل أعرابي يوم�ا فقال : يا رسول الله ، ذكر الله في الجنة شجرةدر ، تؤذي صاحبها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وما هي ؟". قال : الس�

�ا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أليس الله يقول : �ا موذي فإن له شوكد�ر� م�خ�ض�ود� { ، خ�ض�د الله شوكه ، فجعل مكان كل شوكة ثمرة ، فإنها لتنبت } ف�ي س�

�ق الثمرة� منها عن اثنين ) �ف�ت ا ت �ا من طعام ، ما فيها لون يشبه اآلخر"5ثمر� ( وسبعين لون(6.)

طريق أخرى : قال أبو بكر بن أبي داود : حدثنا محمد بن المصفى ، حدثنا محمد بن�بة المبارك ، حدثنا يحيى بن حمزة ، حدثني ثور بن يزيد ، حدثني حبيب بن عبيد ، عن ع�ت

بن عبد السلمي__________

( في م : "قبيحا".1)( في أ : "وكيف حالهم".2)( في أ : "وحدثنا عبد الله".3)( في م ، أ : "بن العباس".4)( في أ : "عن مائتي".5) ( من طريق الربيع ، عن بشر بن بكر عن2/476( ورواه الحاكم في المستدرك )6)

صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر عن أبي أمامة قال : كان أصحاب رسول اللهفذكر مثله ، وقال الحاكم : "صحيح اإلسناد ولم يخرجاه".

(7/525)

ا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاء أعرابي فقال : يا رسول قال : كنت جالس��ا منها ؟ يعني : الطلح ، الله ، أسمعك تذكر في الجنة شجرة ال أعلم شجرة أكثر شوك

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله يجعل مكان كل شوكة منها ثمرة�ا من الطعام ، ال يشبه لون آخر" ) (.1مثل خ�ص�و�ة التيس الملبود ، فيها سبعون لون

�ض�ود� { : الطلح : شجر عظام يكون بأرض الحجاز ، من شجر �ح� م�ن وقوله : } و�ط�ل( : 2العض�اه ، واحدته طلحة ، وهو شجر كثير الشوك ، وأنشد ابن جرير لبعض الحداة )

�اال... �رين� الط�لح� والجب ه�ا د�ليلها وقاال... غد�ا ت ر� �ش� با ؛ ألنهم كانوا يعجبون �ض�ود� { أي : متراكم الثمر ، يذكر بذلك قريش� وقال مجاهد : } م�ن

من و�ج� ، وظالله من طلح وسدر.�ض�ود� { : مصفوف. قال ابن عباس : يشبه طلح الدنيا ، ولكن له د�ي : } م�ن وقال الس�

ثمر أحلى من العسل.قال الجوهري : والطلح لغة في الطلع.

قلت : وقد روى ابن أبي حاتم من حديث الحسن بن سعد ، عن شيخ من همدان قال :�ض�ود� { قال : طلع منضود ، فعلى هذا �ح� م�ن �ا يقول : هذا الحرف في } و�ط�ل سمعت علي

يكون هذا من صفة السدر ، فكأنه وصفه بأنه مخضود وهو الذي ال شوك له ، وأنطلعه منضود ، وهو كثرة ثمره ، والله أعلم.

411

Page 213: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد األشج ، حدثنا أبو معاوية ، عن إدريس ، عن جعفر�ض�ود� { قال : الموز. قال : �ح� م�ن بن إياس ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد : } و�ط�ل

�ر�م�ة ، وقسامة بن زهير ، وقتادة ، وروي عن ابن عباس ، وأبي هريرة ، والحسن ، وع�كة ، مثل ذلك ، وبه قال مجاهد وابن زيد - وزاد فقال : أهل اليمن يسمون ر� وأبي ح�ز�

(.3الموز الطلح. ولم يحك ابن جرير غير هذا القول ) وقوله : } و�ظ�ل¦ م�م�د�ود� { : قال البخاري : حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا سفيان ، عن�غ� به النبي صلى الله عليه وسلم - قال : أبي الزناد ، عن األعرج ، عن أبي هريرة - يبل

"إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام ال يقطعها ، اقرؤوا إن شئتم : }و�ظ�ل¦ م�م�د�ود� {.

(.4ورواه مسلم من حديث األعرج ، به )�يح ، عن هالل بن علي ، عن عبد الرحمن بن يج ، حدثنا ف�ل ر� وقال اإلمام أحمد : حدثنا س�

أبي ع�م�رة ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن فيالجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة سنة ، اقرؤوا إن شئتم : } و�ظ�ل¦ م�م�د�ود� {.

__________ (492( ورواه الطبراني في مسند الشاميين برقم )69( البعث البن أبي داود برقم )1)

( عن أبي زرعة عن أبي مسهر عن يحيى بن حمزة6/103وعنه أبو نعيم في الحلية )( : "رجاله رجال الصحيح".10/414به ، وقال الهيثمي في المجمع )

(.27/104( تفسير الطبري )2)(.27/104( تفسير الطبري )3)(.2826( وصحيح مسلم برقم )4881( صحيح البخاري برقم )4)

(7/526)

�ان ) ن �يح به )1وكذا رواه البخاري ، عن محمد بن س� ( ، وكذا رواه عبد الرزاق2( ، عن ف�ل (. وكذا رواه حماد بن سلمة ، عن محمد بن3، عن م�ع�م�ر ، عن ه�م�ام ، عن أبي هريرة )

�ر�ي� ، عن أبيه ، عن أبي4زياد ، عن أبي هريرة ) ( ، والليث بن سعد ، عن سعيد الم�ق�بيرة ]به[ )5هريرة ) (.6( ، وعوف ، عن ابن سيرين ، عن أبي ه�ر�

وقال اإلمام أحمد : حدثنا محمد بن جعفر وحجاج قاال حدثنا شعبة ، سمعت أبا الضحاكيرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "إن في الجنة يحدث عن أبي ه�ر�

(.7شجرة يسير الراكب في ظلها سبعين ، أو مائة سنة ، هي شجرة الخلد" ) وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أحمد بن سنان ، حدثنا يزيد بن هارون ، عن محمد بن عمرو

، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله قال : "في الجنة شجرة يسيرالراكب في ظلها مائة عام ما يقطعها ، واقرؤوا إن شئتم : } و�ظ�ل¦ م�م�د�ود� {.

�ب ، عن عبدة وعبد8إسناده جيد ، ولم يخرجوه ) ي �ر� (. وهكذا رواه ابن جرير ، عن أبي ك الرحيم ، عن محمد بن عمرو ، به. وقد رواه الترمذي ، من حديث عبد الرحيم بن

(.9سليمان ، به )ان ، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن وقال ابن جرير : حدثنا ابن حميد ، حدثنا م�ه�ر�

زياد - مولى بني مخزوم - عن أبي هريرة قال : إن في الجنة لشجرة يسير الراكب في�ا فقال : صدق ، ظلها مائة سنة ، اقرؤوا إن شئتم : } و�ظ�ل¦ م�م�د�ود� {. فبلغ ذلك كعب

412

Page 214: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

والذي أنزل التوراة على موسى والفرقان على محمد ، لو أن رجال ركب ح�ق�ة أوم�ا ، إن الله غرسها10ج�ذ�عة ، ثم دار حول ) ( تلك الشجرة ما بلغها حتى يسقط ه�ر�

بيده ونفخ فيها من روحه ، وإن أفنانها لمن وراء سور الجنة ، وما في الجنة نهر إال وهو(.11يخرج من أصل تلك الشجرة )

�ه�ال الضرير ، حدثنا يزيد بن وقال الحافظ أبو يعلى الموصلي : حدثنا محمد بن م�نيع ، عن سعد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه ر� ز� وسلم في قول الله عز وجل : } و�ظ�ل¦ م�م�د�ود� { ، قال : "في الجنة شجرة يسير

الراكب في ظلها مائة عام ال يقطعها".يع ) ر� ( ، وهكذا رواه12وكذا رواه البخاري ، عن روح بن عبد المؤمن ، عن يزيد بن ز�

أبو داود__________

( في هـ : "محمد بن شيبان" والمثبت من م ، أ ، وصحيح البخاري.1)(.3252( وصحيح البخاري برقم )2/482( المسند )2)(.20877( المصنف لعبد الرزاق برقم )3)(.2/469( رواه أحمد في المسند )4)(.2826( رواه مسلم في صحيحه برقم )5)( زيادة من م.6)(.2/445( المسند )7) ( من طريق عبد الرحمن بن عثمان عن4335( رواه ابن ماجة في السنن برقم )8)

محمد بن عمرو به مثله.(.3292( وسنن الترمذي برقم )27/105( تفسير الطبري )9)( في م : "بأعلى" وفي أ : "بأصل".10)(.27/105( تفسير الطبري )11)(.3251( صحيح البخاري برقم )12)

(7/527)

الطيالسي ، عن عمران بن د�او�ر القطان ، عن قتادة به. وكذا رواه م�ع�م�ر ، وأبو هالل ، عن قتادة ، به. وقد أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد وسهل بن سعد ، عن

رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد(.1الم�ض�م�ر السريع مائة عام ما يقطعها" )

فهذا حديث ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل متواتر مقطوع بصحته عندأئمة الحديث النقاد ، لتعدد طرقه ، وقوة أسانيده ، وثقة رجاله.

�ب� ، حدثنا أبو بكر ، حدثنا أبو ح�ص�ين ي �ر� وقد قال اإلمام أبو جعفر بن جرير : حدثنا أبو ك قال : كنا على باب في موضع ، ومعنا أبو صالح وشقيق - يعني : الضبي - فحدث أبو

ة قال : إن في الجنة شجرة� يسير الراكب في ظلها �ر� ي صالح قال : حدثني أبو ه�ر��ذ�ب أبا هريرة ؟ قال : ما أكذ�ب أبا هريرة ، ولكني سبعين عام�ا. قال أبو صالح : أتك

(.2أكذ�بك أنت. فشق ذلك على القراء يومئذ ) قلت : فقد أبطل من يكذب بهذا الحديث ، مع ثبوته وصحته ورفعه إلى رسول الله

413

Page 215: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

صلى الله عليه وسلم.از ، عن ات الق�ز� وقال الترمذي : حدثنا أبو سعيد األشج ، حدثنا زياد بن الحسن بن الف�ر�

أبيه ، عن جده ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه(.3وسلم : "ما في الجنة شجرة إال ساقها من ذهب". ثم قال : حسن غريب )

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا الحسن بن أبي الربيع ، حدثنا أبو عامر الع�ق�دي ، عن زمعة�ر�م�ة ، عن ابن عباس قال : الظل الممدود بن صالح ، عن سلمة بن وهرام ، عن ع�ك

شجرة في الجنة على ساق ظلها ، قدر ما يسير الراكب في نواحيها مائة عام. قال : فيخرج إليها أهل الجنة ؛ أهل الغرف وغيرهم ، فيتحدثون في ظلها. قال : فيشتهي

ا من الجنة فتحرك تلك الشجرة بكل لهو في بعضهم ويذكر لهو الدنيا ، فيرسل الله ريح�الدنيا.

هذا أثر غريب وإسناده جيد ق�وي� حسن. ( يمان ، حدثنا سفيان ، حدثنا4وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد األشج ، حدثنا ابن )

أبو إسحاق ، عن عمرو بن ميمون في قوله : } و�ظ�ل¦ م�م�د�ود� { قال : سبعون ألف�د�ار ، عن ابن مهدي ، عن سفيان ، مثله. ثم قال ابن �ن سنة. وكذا رواه ابن جرير ، عن ب

جرير : ان ، عن سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون : حدثنا ابن حميد ، حدثنا م�ه�ر�

} و�ظ�ل¦ م�م�د�ود� { قال : خمسمائة ألف سنة. وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أبو الوليد الطيالسي ، حدثنا حصين بن نافع ،

عن الحسن في قوله الله تعالى : } و�ظ�ل¦ م�م�د�ود� { قال : في الجنة شجرة يسيرالراكب في ظلها مائة سنة ال يقطعها.

__________(.2828 ، 2827( وصحيح مسلم برقم )6553 ، 6552( صحيح البخاري برقم )1)(.27/106( تفسير الطبري )2)(.2525( سنن الترمذي برقم )3)( في أ : "حدثنا أبو".4)

(7/528)

وقال عوف عن الحسن : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن في(.1الجنة لشجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام ال يقطعها". رواه ابن جرير )

�ستظ�ل� به. رواه ج�ر ال يحمل ، ي �ر�م�ة ، عن ابن عباس : في الجنة ش� وقال شبيب عن ع�كابن أبي حاتم.

ة� في قوله : } و�ظ�ل¦ م�م�د�ود� { ال ينقطع ، ليس ز� د�ي� ، وأبو ح�ر� وقال الضحاك ، والس�فيها شمس وال حر ، مثل قبل طلوع الفجر.

ج ، كما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس. وقال ابن مسعود : الجنة س�ج�س��يال { ]النساء : �ه�م� ظ�ال ظ�ل ل �د�خ� �ه�ا57وقد تقدمت اآليات كقوله : } و�ن �ل ك

� [ ، وقوله : } أ�ه�ا { ]الرعد : �م� و�ظ�ل �ون� { ]المرسالت : 35د�ائ [ إلى غير41[ ، وقوله : } ف�ي ظ�الل� و�ع�ي

ذلك من اآليات.�وب� { قال الثوري : ]يعني[ ) ك ( يجري في غير أخدود.2وقوله : } و�م�اء� م�س�

414

Page 216: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ر� آس�ن� { اآلية3وقد تقدم الكالم عند ) �ه�ار� م�ن� م�اء� غ�ي ن� ( تفسير قوله تعالى : } ف�يه�ا أ

[ ، بما أغنى عن إعادته هاهنا.15]محمد : �وع�ة� { أي : وعندهم من الفواكه الكثيرة ة�. ال م�ق�ط�وع�ة� و�ال م�م�ن �ير� �ث �ه�ة� ك وقوله : } و�ف�اك

المتنوعة في األلوان ما ال عين رأت ، وال أذن سمعت ، وال خطر على قلب بشر ،�ه�ا { اب �ش� �ه� م�ت �وا ب ت

� �ل� و�أ �ا م�ن� ق�ب ز�ق�ن �ذ�ي ر� �وا ه�ذ�ا ال ق�ا ق�ال ة� ر�ز� �م�ر� �ه�ا م�ن� ث ز�ق�وا م�ن �م�ا ر� �ل } ك [ أي : يشبه الشكل� الشكل� ، ولكن الطعم غير� الطعم. وفي الصحيحين25]البقرة :

(.4في ذكر سدرة المنتهى قال : "فإذا ورقها كآذان الفيلة ونبقها مثل قالل� هجر" ) وفيهما أيض�ا من حديث مالك ، عن زيد ، عن عطاء بن يسار ، عن ابن عباس قال :

ف�ت الشمس ، فصلى رسول� الله صلى الله عليه وسلم والناس معه ، فذكر خ�س��ا في مقامك هذا ، ثم رأيناك الصالة. وفيه : قالوا : يا رسول الله ، رأيناك تناولت شيئ

(. قال : "إني رأيت الجنة ، فتناولت منها عنقود�ا ، ولو أخذته ألكلتم منه ما5تكعكعت )(.6بقيت الدنيا" )

�مة ، حدثنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا عبيد الله ، �ث ي وقال الحافظ أبو يعلى : حدثنا أبو خ� ( عقيل ، عن جابر قال : بينا نحن في صالة الظهر ، إذ تقدم رسول الله7حدثنا ابن )

�ا ليأخذه ثم تأخر ، فلما قضى الصالة صلى الله عليه وسلم فتقدمنا معه ، ثم تناول شيئقال له أبي� بن كعب : يا رسول الله ، صنعت� اليوم�

__________(.27/105( تفسير الطبري )1)( زيادة من م ، أ.2)( في م ، أ : "على".3) ( من حديث أنس رضي162( وصحيح مسلم برقم )3207( صحيح البخاري برقم )4)

الله عنه.( في أ : "تكفكفت".5)(.907( وصحيح مسلم برقم )1052( صحيح البخاري برقم )6)( في م ، أ : "حدثنا أبو".7)

(7/529)

ة ه�ر� �ا ما كنت تصنعه ؟ قال : "إنه ع�ر�ض�ت� عل�ي� الجنة ، وما فيها من الز� في الصالة شيئة ، فتناولت منها ق�ط�ف�ا من عنب آلتيكم به ، فح�يل� بيني وبينه ، ولو أتيتكم به �ض�ر� والن

(.1ألكل منه من بين السماء واألرض ال ينقصونه" )(.2وروى مسلم ، من حديث أبي الزبير ، عن جابر ، نحوه )

وقال اإلمام أحمد : حدثنا علي بن بحر ، حدثنا هشام بن يوسف ، أخبرنا م�ع�م�ر ، عن�الي : أنه سمع عتبة بن عبد السلمي يقول : �ك يحيى بن أبي كثير ، عن عامر بن زيد الب جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فسأله عن الحوض وذكر الجنة ،

( األعرابي : فيها فاكهة ؟ قال : "نعم ، وفيها شجرة تدعى طوبى" فذكر3ثم قال )�ا ال أدري ما هو ، قال : أي شجر أرضنا تشبه ؟ قال : "ليست تشبه شيئا من شجر شيئ

أرضك". فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "أتيت� الشام ؟" قال : ال. قال : "تشبهوزة ، تنبت على ساق واحد ، وينفرش أعالها". قال : ما عظم شجرة بالشام تدعى الج�

415

Page 217: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

أصلها ؟ قال : "لو ارتحلت ج�ذع�ة من إبل أهلك ما أحاطت بأصلها حتى تنكسر ترقوتهاا". قال : فيها عنب ؟ قال : "نعم". قال : فما عظم العنقود ؟ قال : "مسيرة شهر هرم�ا من غنمه �ة ؟ قال : "هل ذبح أبوك تيس� ب للغراب األبقع ، وال يفتر". قال : فما عظ�م الح�ا ؟" قال : نعم. قال : "فسلخ إهابه فأعطاه أمك ، فقال : اتخذي لنا منه دلو�ا قط عظيم� ؟" قال : نعم. قال األعرابي : فإن تلك الحبة لتشبعني وأهل بيتي ؟ قال : "نعم وعام�ة

(.4عشيرتك" )�وع�ة� { أي : ال تنقطع شتاء وال صيف�ا ، بل أكلها دائم وقوله : } ال م�ق�ط�وع�ة� و�ال م�م�ن

مستمر أبد�ا ، مهما طلبوا وجدوا ، ال يمتنع عليهم بقدرة الله شيء.�عد�. وقد تقدم في الحديث : "إذا قال قتادة : ال يمنعهم من تناولها عود� وال شوك� وال ب

تناول الرجل الثمرة عادت مكانها أخرى".ف�وع�ة� { أي : عالية وطيئة ناعمة. وقوله : } و�ف�ر�ش� م�ر�

د��ين بن سعد ، عن �ب ، حدثنا ر�ش� ي �ر� قال النسائي وأبو عيسى الترمذي : حدثنا أبو كاج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عمرو بن الحارث ، عن د�ر�

ف�وع�ة� { قال : "ارتفاعها كما بين السماء واألرض ، عليه وسلم في قوله : } و�ف�ر�ش� م�ر�(.5ومسيرة ما بينهما خمسمائة عام" )

ثم قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب ال نعرفه ، إال من حديث رشدين بن سعد. قال : وقال بعض أهل العلم : معنى هذا الحديث : ارتفاع الفرش في الدرجات ، وبعد

ما بين الدرجتين كما بين السماء واألرض.__________

من سورة الرعد.35( تقدم تخريج الحديث عند تفسير اآلية : 1)( تقدم الحديث في الموضع السابق.2)( في م : "فقال".3)(.4/184( المسند )4) ( ووقع فيه : "هذا حديث غريب ال نعرفه" ليس فيه :2540( سنن الترمذي برقم )5)

"حسن" وكذا وقع في تحفة األشراف.

(7/530)

هكذا قال : إنه ال يعرف هذا إال من رواية رشدين بن سعد ، وهو المصري ، وهو�ب ، عن رشدين ) ي �ر� (. ثم رواه هو1ضعيف. وهكذا رواه أبو جعفر بن جرير ، عن أبي ك

وابن أبي حاتم ، كالهما عن يونس بن عبد األعلى ، عن ابن وهب ، عن عمرو بن�ع�يم بن حماد ، عن ابن وهب. الحارث ، فذكره. وكذا رواه ابن أبي حاتم أيض�ا عن ن

وأخرجه الضياء في صفة الجنة من حديث حرملة عن ابن وهب ، به مثله. ورواه اإلمام�ه�يع�ة ، حدثنا دراج ، فذكره ) (.2أحمد عن حسن بن موسى ، عن ابن ل

�بر ، عن أبي و�ي وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد األشج ، حدثنا أبو معاوية ، عن ج�ف�وع�ة� { قال : ارتفاع فراش سهل - يعني : كثير بن زياد - عن الحسن : : } و�ف�ر�ش� م�ر�

الرجل من أهل الجنة مسيرة ثمانين سنة.�م�ين� { جرى �ي �ا. ألص�ح�اب� ال اب �ر� ت

� �ا أ ب ا. ع�ر� �ار� �ك �ب �اه�ن� أ �ن ع�ل اء�. ف�ج� �ش� �ن �اه�ن� إ �ن أ �ش� �ن �ا أ �ن وقوله : } إ الضمير على غير مذكور. لكن لما دل السياق ، وهو ذكر الفرش على النساء الالتي

416

Page 218: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ذ� عن فيها ، اكتفى بذلك عن ذكرهن ، وعاد الضمير عليهن ، كما في قوله : } إ يضاج��ى ت �ي ح� ب �ر� ر� �ر� ع�ن� ذ�ك ي �خ� �ت� ح�ب� ال �ب ب �ح� �ي أ �ن �اد�. ف�ق�ال� إ ي �ج� �ات� ال �ع�ش�ي� الص�اف�ن �ال �ه� ب �ي ع�ر�ض� ع�ل

�ح�ج�اب� { ]ص : �ال ت� ب �و�ار� [ يعني : الشمس ، على المشهور من قول32 ، 31تالمفسرين.

اء� { أضمرهن ولم يذكرهن قبل ذلك. وقال �ش� �ن �اه�ن� إ �ن أ �ش� �ن �ا أ �ن قال األخفش في قوله : } إ�ون� { ]الواقعة : �ن �م�ك �ؤ� ال �ؤ�ل �ال� الل م�ث

� �أ . ك ،22أبو عبيدة : ذكرن في قوله : } و�ح�ور� ع�ين�23.]

�ن� عجائز ) �اه�ن� { أي : أعدناهن في النشأة اآلخرة بعدما ك �ن أ �ش� �ن �ا أ �ن م�ص�ا ،3فقوله : } إ ( ر��ا ، أي : متحببات إلى أزواجهن ب ا ع�ر� �يوبة ع�د�ن أبكار� �ا ، أي : بعد الث ا عرب صرن أبكار�

بالحالوة والظرافة والمالحة.�جات. �ا { أي : غ�ن ب وقال بعضهم : } ع�ر�

�ذ�ي ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس بن مالك قال : قال ب �يدة الر� قال موسى بن ع�ب�ن� في اء� { قال : "نساء عجائز ك �ش� �ن �اه�ن� إ �ن أ �ش� �ن �ا أ �ن رسول الله صلى الله عليه وسلم : } إ

م�ص�ا". رواه الترمذي ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم. ثم قال الترمذي : ا ر� الدنيا ع�م�ش�(.5( )4غريب ، وموسى ويزيد ضعيفا )

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا محمد بن عوف الحمصي ، حدثنا آدم - يعني : ابن أبية ، عن سلمة بن يزيد قال : سمعت� إياس - حدثنا شيبان ، عن جابر ، عن يزيد بن م�ر�

اء� { يعني : �ش� �ن �اه�ن� إ �ن أ �ش� �ن �ا أ �ن رسول� الله صلى الله عليه وسلم يقول في قوله : } إ�ن� في الدنيا" ) (.6"الثيب واألبكار الالتي ك

__________(.27/106( تفسير الطبري )1)(.3/75( المسند )2)( في أ : "ماكن عجاف".3)( في أ : "ضعيفان".4)(.27/107( وتفسير الطبري )3296( سنن الترمذي برقم )5) (389( وأبو نعيم في صفة الجنة برقم )7/40( ورواه الطبراني في المعجم الكبير )6)

من طريق شيبان به ، وجابر بن يزيد ضعيف.

(7/531)

وقال عبد بن ح�م�يد : حدثنا مصعب بن المقدام ، حدثنا المبارك بن فضالة ، عن الحسن قال : أتت عجوز فقالت : يا رسول الله ادع الله أن يدخلني الجنة. فقال : "يا أم فالن ،

إن الجنة ال تدخلها عجوز". قال : ف�و�ل�ت تبكي ، قال : "أخبروها أنها ال تدخلها وهيا { �ار� �ك �ب �اه�ن� أ �ن ع�ل اء�. ف�ج� �ش� �ن �اه�ن� إ �ن أ �ش� �ن �ا أ �ن عجوز ، إن الله تعالى يقول : } إ

(.1وهكذا رواه الترمذي في الشمائل عن عبد بن حميد ) وقال أبو القاسم الطبراني : حدثنا بكر بن سهل الدمياطي ، حدثنا عمرو بن هاشم البيروتي ، حدثنا سليمان بن أبي كريمة ، عن هشام بن حسان ، عن الحسن ، عن أمه ، عن أم سلمة قالت : قلت : يا رسول الله ، أخبرني عن قول الله : } و�ح�ور�

ف�ر الحوراء22ع�ين� { ]الواقعة : [ ، قال : "حور : بيض ، عين : ضخام العيون ، ش�

417

Page 219: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ون� { ]الواقعة : �ن �م�ك �ؤ� ال �ؤ�ل �ال� الل م�ث� �أ بمنزلة جناح النسر". قلت : أخبرني عن قوله : } ك

ه األيدي".2[ ، )23 �م�س� ( قال : "صفاؤهن صفاء� الدر الذي في األصداف ، الذي لم تان� { ]الرحمن : ات� ح�س� �ر� ي �رات�70قلت : أخبرني عن قوله : } ف�يه�ن� خ� ي [. قال : "خ�

�ون� { ]الصافات �ن �ض� م�ك �ي �ه�ن� ب ن� �أ األخالق ، ح�سان الوجوه". قلت : أخبرني عن قوله : } ك

[ ، قال : "رقتهن كرقة الجلد الذي رأيت في داخل البيضة مما يلي القشر ، وهو :49: �ا {. قال : "هن اللواتي اب �ر� ت

� �ا أ ب قئ�". قلت : يا رسول الله ، أخبرني عن قوله : } ع�ر� الغ�ر��ا ب مط�ا ، خلقهن الله بعد الكبر ، فجعلهن عذارى ع�ر� م�ص�ا ش� قبضن في دار الدنيا عجائز ر�

�ا على ميالد واحد". قلت : يا رسول الله ، نساء الدنيا أفضل متعشقات محببات ، أتراب أم الحور العين ؟ قال : "بل نساء الدنيا أفضل من الحور العين ، كفضل الظ�هارة على البطانة". قلت : يا رسول الله ، وبم ذاك ؟ قال : "بصالتهن وصيامهن وعبادتهن الله ،

عز وجل ، ألبس الله وجوههن النور ، وأجسادهن الحرير ، بيض األلوان ، خضر الثياب ،ه�ن� الد�ر� ، وأمشاطهن الذهب ، يقلن : نحن الخالدات فال نموت صفر الحلي ، م�ج�ام�ر�

أبد�ا ، ونحن الناعمات فال نبأس أبد�ا ، ونحن المقيمات فال نظعن أبد�ا ، أال ونحن�ا له وكان لنا". قلت : يا رسول الله ، المرأة �ن الراضيات فال نسخط أبد�ا ، طوبى لمن ك منا تتزوج زوجين والثالثة واألربعة ، ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها ، من يكون

�ر فتختار أحسنهم خلق�ا ، فتقول : يا رب ، إن هذا ي �خ� زوجها ؟ قال : "يا أم سلمة ، إنها ت ( ذهب حسن الخلق بخير الدنيا3كان أحسن خلق�ا معي فزوجنيه ، يا أم سلمة )

(.4واآلخرة" ) ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يشفع5وفي حديث الصور الطويل المشهور )

للمؤمنين كلهم في دخول الجنة فيقول الله : قد شفعتك وأذنت لهم في دخولها. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "والذي بعثني بالحق ، ما أنتم في الدنيا

بأعرف بأزواجكم ومساكنكم من أهل الجنة بأزواجهم ومساكنهم ، __________

(.230( الشمائل المحمدية للترمذي برقم )1)( في أ : "كأنهن" وهو خطأ.2)( في أ : "يا أم سليم".3) ( : "فيه إسماعيل بن7/119( وقال الهيثمي في المجمع )23/368( المعجم الكبير )4)

أبي كريمة ضعفه أبو حاتم وابن عدي". من سورة األنعام.73( حديث الصور مضى عند تفسير اآلية : 5)

(7/532)

فيدخل الرجل منهم على ثنتين وسبعين زوجة ، سبعين مما ينشئ الله ، وثنتين من ولد ( آدم لهما فضل على من أنشأ الله ، بعبادتهما الله في الدنيا ، يدخل على األولى1)

�ل�ل باللؤلؤ ، عليه سبعون زوج�ا منهما في غرفة من ياقوتة ، على سرير من ذهب م�ك�د�س وإستبرق وإنه ليضع يده بين كتفيها ، ثم ينظر إلى يده من صدرها من وراء ن من س�

ثيابها وجلدها ولحمها ، وإنه لينظر إلى مخ ساقها كما ينظر أحدكم إلى السلك في قصبة الياقوت ، كبده لها مرآة - يعني : وكبدها له مرآة - فبينما هو عندها ال يملها وال�لها إال أنه ال ه ، وال تشتكي ق�ب �ر� تمله ، وال يأتيها من مرة إال وجدها عذراء ، ما يفتر ذ�ك

418

Page 220: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ة ، فبينما هو كذلك إذ نودي : إنا قد عرفنا أنك ال تمل وال تمل ، إال أن لك مني وال م�نيا غيرها ، فيخرج ، فيأتيهن واحدة واحدة ) ( ، كلما جاء واحدة قالت : والله ما2أزواج�

في الجنة شيء أحسن منك ، وما في الجنة شيء أحب إلي� منك".اج ، عن ابن ح�ج�يرة ) ( ،3وقال عبد الله بن وهب : أخبرني عمرو بن الحارث ، عن د�ر�

�طأ في الجنة ؟ �ن عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال له : أا" ) ج�عت� م�طه�رة بكر� (.4قال : "نعم ، والذي نفسي بيده د�ح�م�ا دحم�ا ، فإذا قام عنها ر�

وقال الطبراني : حدثنا إبراهيم بن جابر الفقيه البغدادي ، حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيق الواسطي ، حدثنا معلى بن عبد الرحمن الواسطي ، حدثنا شريك ، عن عاصم

األحول ، عن أبي المتوكل ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلما" ) (. وقال أبو داود الطيالسي : حدثنا5: "إن أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم ع�دن أبكار�

ع�م�ران ، عن قتادة ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا في النساء". قلت : يا رسول الله ، ويطيق ذلك ؟ قال

: "يعطى قوة مائة".(.6ورواه الترمذي من حديث أبي داود وقال : صحيح غريب )

وروى أبو القاسم الطبراني من حديث حسين بن علي الجعفي ، عن زائدة ، عن هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة قال : قيل : يا رسول الله ، هل(.7نصل إلى نسائنا في الجنة ؟ قال : "إن الرجل ليصل في اليوم إلى مائة عذراء" )

قال الحافظ أبو عبد الله المقدسي : هذا الحديث عندي على شرط الصحيح ، واللهأعلم.

�ا { قال سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : يعني متحببات إلى أزواجهن ، ب وقوله : } ع�ر�ألم تر إلى الناقة الضبعة ، هي كذلك.

ب : العواشق ألزواجهن ، وأزواجهن لهن وقال الضحاك ، عن ابن عباس : الع�ر�جس ، ومجاهد ، وعكرمة ، وأبو العالية ، ويحيى بن عاشقون. وكذا قال عبد الله بن س�ر�

أبي كثير ، وعطية ، __________

( في م : "من ابن".1)( في م : "واحدة بعد واحدة".2)( في أ : "عن ابن حجرة".3) ( "موارد" وأبو نعيم في صفة الجنة برقم2633( رواه ابن حبان في صحيحه برقم )4)( من طريق ابن وهب به ، ودراج متكلم فيه.393)( وفيه معلى بن عبد الرحمن وهو كذاب.1/91( المعجم الصغير )5)(.2536( وسنن الترمذي برقم )2012( مسند الطيالسي برقم )6)(.13 ، 2/12( المعجم الصغير )7)

(7/533)

والحسن ، وقتادة ، والضحاك ، وغيرهم.�ا { قال : هي ب �ر�م�ة قال : سئل ابن عباس عن قوله : } ع�ر� وقال ثور بن زيد ، عن ع�ك

�ق�ة� لزوجها. المل

419

Page 221: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�جة. م�اك ، عن عكرمة : هي الغ�ن وقال شعبة ، عن س�كلة. وقال األجلح بن عبد الله ، عن عكرمة : هي الش�

�ا { قال : الشكلة1وقال صالح ) ب �د�ة في قوله : } ع�ر� ي �ر� �ان ، عن عبد الله بن ب ي ( بن ح�( بلغة أهل المدينة.2بلغة أهل مكة ، والغنجة )

�عل. �ب وقال تميم بن حذلم : هي حسن التب : حسنات الكالم. وقال زيد بن أسلم ، وابنه عبد الرحمن : الع�ر�

وقال ابن أبي حاتم : ذكر عن سهل بن عثمان العسكري : حدثنا أبو علي ، عن جعفر�ا { ب بن محمد ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : } ع�ر�

قال : "كالمهن عربي".�ا { قال الضحاك ، عن ابن عباس يعني : في سن واحدة ، ثالث وثالثين اب �ر� ت

� وقوله : } أسنة.

وقال مجاهد : األتراب : المستويات. وفي رواية عنه : األمثال. وقال عطية : األقران.�ا { أي : في األخالق المتواخيات بينهن ، ليس بينهن تباغض وال اب �ر� ت

� وقال السدي : } أ( ضرائر متعاديات.3تحاسد ، يعني : ال كما كن ضرائر ]في الدنيا[ )

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد األشج ، حدثنا أبو أسامة ، عن عبد الله بن�ا { قاال المستويات األسنان ، يأتلفن جميع�ا ، اب �ر� ت

� �ا أ ب الكهف ، عن الحسن ومحمد : } ع�ر�ويلعبن جميع�ا.

وقد روى أبو عيسى الترمذي ، عن أحمد بن منيع ، عن أبي معاوية ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن النعمان بن سعد ، عن علي ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله�ا لم تسمع صلى الله عليه وسلم : "إن في الجنة لمجتمع�ا للحور العين ، يرفعن أصوات

�يد ، ونحن الناعمات فال نبأس ، ونحن4الخالئق بمثلها ، يقلن ) ( نحن الخالدات فال نب�ا له". ثم قال : هذا حديث غريب ) �ن (.5الراضيات فال نسخط ، طوبى لمن كان لنا وك

�مة ، حدثنا إسماعيل بن عمر ، حدثنا ابن أبي6وقال الحافظ أبو ) �ث ي ( يعلى : حدثنا أبو خ� ذئب ، عن فالن بن عبد الله بن رافع ، عن بعض ولد أنس بن مالك ، عن أنس أن

( في الجنة ، يقلن7رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن الحور العين ليغنين )�ئنا ألزواج كرام" ) ب �رات ح�سان ، خ� ي (.8نحن خ�

__________( في أ : "أبو صالح".1)( في م : "والمفتوجة".2)( زيادة من م.3)( في م ، أ : "قال : قلن".4)(.2564( سنن لبترمذي برقم )5)( في هـ : "ابن" والصواب ما أثبتناه من م ، أ.6)( في م : "ليتغنين".7) ( وعزاه ألبي يعلى ، ونقل4/402( ذكره الحافظ بن حجر في المطالب العالية )8)

المحقق قول البصيري : "ورواه أبو يعلى وفيه راو لم يسم". ورواه ابن أبي الدنيا في ( : حدثنا أبو خيثمة ، حدثنا إسماعيل بن عمر ، حدثنا ابن أبي254صفة الجنة برقم )

ذئب عن ابن عبد الله بن رافع عن بعض ولد أنس بن مالك ، عن أنس بن مالك به.

(7/534)

420

Page 222: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

قلت : إسماعيل بن ع�م�ر هذا هو أبو المنذر الواسطي أحد الثقات األثبات. وقد روى�ك ، عن �م ، عن ابن أبي ف�د�ي ي هذا الحديث اإلمام عبد الرحيم بن إبراهيم الملقب بد�ح�

ابن أبي ذئب ، عن عون بن الخطاب بن عبد الله بن رافع ، عن ابن� ألنس ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الحور العين يغنين في الجنة : نحن

(.1الجوار الحسان ، خلقنا ألزواج كرام" )�م�ين� { أي : خلقنا ألصحاب اليمين ، أو : ادخرن ألصحاب �ي وقوله : } ألص�ح�اب� ال

اء�. �ش� �ن �اه�ن� إ �ن أ �ش� �ن �ا أ �ن اليمين ، أو : زوجن ألصحاب اليمين. واألظهر أنه متعلق بقوله : } إ�م�ين� { فتقديره : أنشأناهن ألصحاب اليمين. �ي �ا. ألص�ح�اب� ال اب �ر� ت

� �ا أ ب ا. ع�ر� �ار� �ك �ب �اه�ن� أ �ن ف�ج�ع�ل(.2وهذا توجيه ابن جرير )

و�ي عن أبي سليمان الد�اراني - رحمه الله - قال : صليت� ليلة ، ثم جلست أدعو ، ر� وكان البرد� شديد�ا ، فجعلت أدعو بيد واحدة ، فأخذتني عيني فنمت ، فرأيت حوراء لم

�غذ�ى لك في النعيم من ير مثلها وهي تقول : يا أبا سليمان ، أتدعو بيد واحدة وأنا أخمسمائة سنة!

�م�ين� { متعلق�ا بما قبله ، وهو قوله : �ي قلت : ويحتمل أن يكون قوله : } ألص�ح�اب� ال�م�ين� { أي : في أسنانهم. كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري �ي �ا ألص�ح�اب� ال اب �ر� ت

� } أيرة ، ع�ة ، عن أبي ه�ر� ر� ومسلم ، من حديث جرير ، عن ع�م�ارة بن القعقاع ، عن أبي ز� قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أول زمرة يدخلون الجنة على صورةي� في السماء إضاءة ، ال القمر ليلة البدر ، والذين يلونهم على ضوء أشد كوكب د�ر�

يبولون وال يتغوطون ، وال يتفلون وال يتمخطون ، أمشاطهم الذهب ورشحهم المسك�و�ة ، وأزواجهم الحور العين ، أخالقهم على خ�ل�ق رجل واحد ، على صورة ومجامرهم األل

(.3أبيهم آدم ، ستون ذراع�ا في السماء" ) وقال اإلمام أحمد : حدثنا يزيد بن هارون وعفان قاال حدثنا حماد بن سلمة - وروى

الطبراني ، واللفظ له ، من حديث حماد بن سلمة - عن علي بن زيد بن ج�د�ع�ان ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

لين ، أبناء ثالثين أو ثالث وثالثين ، �ح� "يدخل أهل� الجنة� الجنة� ج�ردا م�رد�ا بيض�ا ج�عاد�ا م�كل�ق آدم ستون ذراع�ا في عرض سبعة أذرع" ) (.4وهم على خ�

وروى الترمذي من حديث أبي داود الطيالسي ، عن عمران القطان ، عن قتادة ، عن�ل ، أن رسول الله صلى ب �م ، عن م�ع�اذ بن ج� ه�ر بن ح�و�شب ، عن عبد الرحمن بن غ�ن ش�

الله عليه وسلم قال : "يدخل أهل� الجنة� الجنة� ج�رد�ا م�رد�ا مكحلين أبناء ثالثين ، أو ثالث(5وثالثين سنة". ثم قال : حسن غريب )

__________ ( من طريق دحيم به ، ورواه البيهقي432( ورواه أبو نعيم في صفة الجنة برقم )1)

( من طريق ابن عبد الحكم ، وابن أبي داود في البعث برقم )420في البعث برقم ) ( عن كثير بن عبيد كالهما عن ابن أبي فديك به نحوه ، ورواه الطبراني في األوسط75

( "مجمع البحرين" من طريق الحسن بن داود عن ابن أبي فديك عن ابن4887برقم ) أبي ذئب ، عن عون بن الخطاب عن أنس به نحوه. قال المنذري في الترغيب

( : "رواه ابن أبي الدنيا والطبراني وإسناده مقارب ، ورواه البيهقي4/226والترهيب )عن ابن ألنس لم يسمه عن أنس" وأشار البخاري إلى اختالف فيه في التاريخ الكبير )

7/16.)

421

Page 223: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

(.27/109( تفسير الطبري )2)(.2834( وصحيح مسلم برقم )3327( صحيح البخاري برقم )3)( "مجمع البحرين".4894( والمعجم األوسط برقم )2/295( المسند )4)(.2545( سنن الترمذي برقم )5)

(7/535)

ا أبا السمح ح�د�ثه عن أبي الهيثم ، اج� وقال ابن وهب : أخبرنا عمرو بن الحارث أن� د�ر� عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من مات من أهل الجنةدون بني ثالث وثالثين في الجنة ، ال يزيدون عليها أبد�ا ، وكذلك �ر� من صغير أو كبير ، ي

أهل النار".�د بن نصر ، عن ابن المبارك ، عن رشدين بن سعد ، عن عمرو و�ي ورواه الترمذي عن س�

(1بن الحارث ، به ) وقال أبو بكر بن أبي الدنيا : حدثنا القاسم بن هاشم ، حدثنا صفوان بن صالح ، حدثنا رو�اد بن الجراح العسقالني ، حدثنا األوزاعي ، عن هارون بن رئاب ، عن أنس قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "يدخل أهل� الجنة� الجنة� على طول آدم ستينن يوسف ، وعلى ميالد عيسى ثالث وثالثين سنة ، وعلى ذراع�ا بذراع الملك! على ح�س�

ل�ون" ) �ح� د� م�ك د� م�ر� (.2لسان محمد ، ج�ر� وقال أبو بكر بن أبي داود : حدثنا محمود بن خالد وعباس بن الوليد قاال حدثنا عمر عن

األوزاعي ، عن هارون بن رئاب ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله�بعث ) ( أهل الجنة على صورة آدم في ميالد ثالث� وثالثين ، ج�رد�ا م�رد�ا3عليه وسلم : "ي

مكحلين ، ثم يذهب بهم إلى شجرة في الجنة فيكسون منها ، ال تبلى ثيابهم ، وال يفنى(.4شبابهم" )

�ة� م�ن� اآلخ�ر�ين� { أي : جماعة من األولين وجماعة من �ل . و�ث �ين� �ة� م�ن� األو�ل �ل وقوله : } ثاآلخرين.

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا المنذر بن شاذان ، حدثنا محمد بن بكار ، حدثنا سعيد بن�شير ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن عمران بن ح�ص�ين ، عن عبد الله بن مسعود - ب

قال : وكان بعضهم يأخذ عن بعض - قال : أكرينا ذات ليلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم غدونا عليه ، فقال : "ع�رضت علي� األنبياء وأتباعها بأممها ، فيمر علي

النبي ، والنبي في العصابة ، والنبي في الثالثة ، والنبي ليس معه أحد - وتال قتادة هذهيد� { ]هود : ش� ج�ل� ر� �م� ر� �ك �س� م�ن �ي �ل [ - قال : حتى مر� علي� موسى بن78اآلية : } أ

عمران في كبكبة من بني إسرائيل". قال : "قلت� : ربي من هذا ؟ قال : هذا أخوك ( من بني إسرائيل". قال : "قلت : رب فأين أمتي ؟5موسى بن عمران ومن معه )

(. قال : "فإذا وجوه الرجال". قال : "قال :6قال : انظر عن يمينك في الظراب ) أرضيت ؟" قال : قلت : "قد رضيت ، رب". قال : انظر إلى األفق عن يسارك فإذا وجوه الرجال. قال : أرضيت ؟ قلت : "رضيت ، رب". قال : فإن مع هؤالء سبعين

�اشة بن م�ح�ص�ن من بني أسد - قال ألفا ، يدخلون الجنة بغير حساب". قال : وأنشأ ع�ك�ا - قال : يا نبي الله ، ادع الله أن يجعلني منهم. قال : فقال : "اللهم �د�ري سعيد : وكان ب

( رجل آخر ، قال : يا نبي الله ، ادع الله7اجعله منهم". قال : أنشأ )

422

Page 224: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

__________ ( ورواه من طريق ابن وهب وأبو نعيم في صفة الجنة2562( سنن الترمذي برقم )1)

(.259برقم )(.215( صفة الجنة البن أبي الدنيا برقم )2)( في أ : "يدخل".3) ( وانظر كالم المحقق الفاضل في سماع هارون بن64( البعث البن أبي داود برقم )4)

رئاب عن أنس.( في م : "ومن تبعه".5)( في م ، أ : "الضراب".6)( في م : "ثم أنشأ".7)

(7/536)

م�ال� ) ص�ح�اب� الش�� م�ال� م�ا أ ص�ح�اب� الش�

� � )41و�أ � و�ح�م�يم م�وم � )42( ف�ي س� �ح�م�وم ( و�ظ�ل¦ م�ن� ي43( � �ر�يم �ار�د� و�ال� ك ف�ين� )44( ال� ب �ر� �ل� ذ�ل�ك� م�ت �وا ق�ب �ان �ه�م� ك �ن ون� ع�ل�ى45( إ �ص�ر� �وا ي �ان ( و�ك

( � �ع�ظ�يم �ث� ال ن �ح� �ون� )46ال �ع�وث �م�ب �ا ل �ن �ئ �ا و�ع�ظ�ام�ا أ اب �ر� �ا ت �ن �ا و�ك �ن �ذ�ا م�ت �ئ �ون� أ �ق�ول �وا ي �ان (47( و�كو�ل�ون� )

� �ا األ� �اؤ�ن �ب و�آ� �خ�ر�ين� )48أ �ين� و�اآل� و�ل

� �ن� األ� � م�ع�ل�وم�49( ق�ل� إ �و�م �ل�ى م�يق�ات� ي �م�ج�م�وع�ون� إ ( ل(50 )

أن يجعلني منهم. فقال : "سبقك بها عكاشة" قال : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "فإن استطعتم - فداكم أبي وأمي - أن تكونوا من أصحاب السبعين فافعلوا

( ، وإال فكونوا من أصحاب األفق ، فإني قد2( من أصحاب الظراب )1وإال فكونوا )بوا حوله" ) ا قد تأش� ا كثير� (. ثم قال : "إني ألرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة".3رأيت ناس�

فكبرنا ، ثم قال : "إني ألرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة". قال : فكبرنا ، قال : "إني ألرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة". قال : فكبرنا. ثم تال رسول الله صلى الله عليه

�ة� م�ن� اآلخ�ر�ين� { قال : فقلنا بيننا : من هؤالء �ل . و�ث �ين� �ة� م�ن� األو�ل �ل وسلم هذه اآلية : } ث السبعون ألفا ؟ فقلنا : هم الذين ولدوا في اإلسالم ، ولم يشركوا. قال : فبلغه ذلكفقال : "بل هم الذين ال يكتوون وال يسترقون وال يتطيرون ، وعلى ربهم يتوكلون".

(. وهذا الحديث له4وكذا رواه ابن جرير من طريقين آخرين عن قتادة ، به نحوه )طرق كثيرة من غير هذا الوجه في الصحاح وغيرها.

ان ، حدثنا سفيان ، عن أبان بن أبي وقال ابن جرير : حدثنا ابن حميد ، حدثنا م�ه�ر��ة� م�ن� اآلخ�ر�ين� { �ل . و�ث �ين� �ة� م�ن� األو�ل �ل �ر ، عن ابن عباس : } ث �ي ب عياش ، عن سعيد بن ج�

(.5قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ه�م�ا جميع�ا من أمتي" )م�ال� ) ص�ح�اب� الش�

� م�ال� م�ا أ ص�ح�اب� الش�� � )41} و�أ � و�ح�م�يم م�وم ( و�ظ�ل¦ م�ن�42( ف�ي س�

( � �ح�م�وم � )43ي �ر�يم �ار�د� و�ال ك ف�ين� )44( ال ب �ر� �ل� ذ�ل�ك� م�ت �وا ق�ب �ان �ه�م� ك �ن ون�45( إ �ص�ر� �وا ي �ان ( و�ك( � �ع�ظ�يم �ث� ال ن �ح� �ون� )46ع�ل�ى ال �ع�وث �م�ب �ا ل �ن �ئ �ا و�ع�ظ�ام�ا أ اب �ر� �ا ت �ن �ا و�ك �ن �ذ�ا م�ت �ئ �ون� أ �ق�ول �وا ي �ان (47( و�ك

�ا األو�ل�ون� ) �اؤ�ن و�آب� �ين� و�اآلخ�ر�ين� )48أ �ن� األو�ل � م�ع�ل�وم�49( ق�ل� إ �و�م �ل�ى م�يق�ات� ي �م�ج�م�وع�ون� إ ( ل(50.} )

__________

423

Page 225: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

( في م : "وال تكونوا".1)( في أ : "الضراب".2)( في م : "حوالهم".3)(.27/109( تفسير الطبري )4) ( من طريق محمد1/387( ورواه ابن عدي في الكامل )27/110( تفسير الطبري )5)

بن كثير ، عن سفيان الثوري عن أبان بن أبي عياش به ، وقال ابن عدي : "أبان بنأبي عياش له روايات غير ما ذكرت وعامة ما يرويه ال يتابع عليه".

(7/537)

�ون� ) �ذ�ب �م�ك �ون� ال �ه�ا الض�ال ي� �م� أ �ك �ن �م� إ � )51ث ق�وم ج�ر� م�ن� ز� �ل�ون� م�ن� ش� �ك �ه�ا52( آل� �ون� م�ن �ئ ( ف�م�ال�ط�ون� ) �ب � )53ال �ح�م�يم �ه� م�ن� ال �ي �ون� ع�ل ار�ب � )54( ف�ش� �ه�يم ب� ال ر� �ون� ش� ار�ب �ه�م�55( ف�ش� ل �ز� ( ه�ذ�ا ن

�و�م� الد�ين� ) ( 56ي

�ون� ) �ذ�ب �م�ك �ون� ال �ه�ا الض�ال ي� �م� أ �ك �ن �م� إ � )51} ث ق�وم ج�ر� م�ن� ز� �ل�ون� م�ن� ش� �ه�ا52( آلك �ون� م�ن �ئ ( ف�م�ال

�ط�ون� ) �ب � )53ال �ح�م�يم �ه� م�ن� ال �ي �ون� ع�ل ار�ب � )54( ف�ش� �ه�يم ب� ال ر� �ون� ش� ار�ب �ه�م�55( ف�ش� ( ه�ذ�ا نزل�و�م� الد�ين� ) ( {.56ي

( ذكر تعالى حال أصحاب اليمين ، عطف عليهم بذكر أصحاب الشمال ، فقال :1لما )م�ال� { أي : أي شيء هم فيه أصحاب الشمال ؟ ثم ص�ح�اب� الش�

� م�ال� م�ا أ ص�ح�اب� الش�� } و�أ

� { وهو : الماء الحار. � { وهو : الهواء الحار } و�ح�م�يم م�وم ر ذلك فقال : } ف�ي س� ف�س��ر�م�ة ، وأبو � { قال ابن عباس : ظل الدخان. وكذا قال مجاهد ، وع�ك �ح�م�وم } و�ظ�ل¦ م�ن� ي

�ه� �م� ب �ت �ن �ل�ى م�ا ك �ق�وا إ �ط�ل د�ي� ، وغيرهم. وهذه كقوله تعالى : } ان صالح ، وقتادة ، والس�م�ي �ر� �ه�ا ت �ن . إ �ه�ب� �ي م�ن� الل �غ�ن �يل� و�ال ي . ال ظ�ل ع�ب� �الث� ش� �ل�ى ظ�ل¦ ذ�ي ث �ق�وا إ �ط�ل . ان �ون� �ذ�ب �ك ت

�ين� { ]المرسالت : �ذ�ب �م�ك �ل �ذ� ل �و�م�ئ �ل� ي . و�ي �ة� ص�ف�ر� �ه� ج�م�ال ن� �أ �ق�ص�ر�. ك �ال ر� ك ر� �ش� [ ، 34 ، 29ب

__________( في م : "ولما".1)

(7/537)

� { أي : �ر�يم �ار�د� و�ال ك � { وهو الدخان األسود } ال ب �ح�م�وم ولهذا قال هاهنا : } و�ظ�ل¦ م�ن� ي� { أي : وال �ر�يم ن المنظر ، كما قال الحسن وقتادة : } و�ال ك ليس طيب الهبوب وال ح�س�

كريم المنظر. وقال الضحاك : كل شراب ليس بعذب فليس بكريم. وقال ابن جرير : العرب تتبع هذه اللفظة في النفي ، فيقولون : "هذا الطعام ليس بطيب وال كريم ، هذا اللحم ليس بسمين وال كريم ، وهذه الدار ليست بنظيفة وال

كريمة".ف�ين� { أي : �ر� �ل� ذ�ل�ك� م�ت �وا ق�ب �ان �ه�م� ك �ن ثم ذكر تعالى استحقاقهم لذلك ، فقال تعالى : } إ كانوا في الدار الدنيا منعمين مقبلين على لذات أنفسهم ، ال يلوون على ما جاءتهم به

الرسل.

424

Page 226: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

� { وهو الكفر �ع�ظ�يم �ث� ال ن �ح� �ص�م�مون وال ينوون توبة } ع�ل�ى ال ون� { أي : ي �ص�ر� �وا ي �ان } و�ك�ا من دون الله. بالله ، وجعل األوثان واألنداد أرباب

�ر�م�ة ، والضحاك ، � { الشرك. وكذا قال مجاهد ، وع�ك �ع�ظ�يم �ث� ال ن �ح� قال ابن عباس : } الد�ي� ، وغيرهم. وقتادة ، والس�

وقال الشعبي : هو اليمين الغموس.�ا األو�ل�ون� { ؟ يعني : �اؤ�ن و�آب

� . أ �ون� �ع�وث �م�ب �ا ل �ن �ئ �ا و�ع�ظ�ام�ا أ اب �ر� �ا ت �ن �ا و�ك �ن �ذ�ا م�ت �ئ �ون� أ �ق�ول �وا ي �ان } و�ك�ين� �ن� األو�ل أنهم يقولون ذلك مكذبين به مستبعدين لوقوعه ، قال الله تعالى : } ق�ل� إ

� { أي : أخبرهم يا محمد أن األولين � م�ع�ل�وم �و�م �ل�ى م�يق�ات� ي �م�ج�م�وع�ون� إ . ل و�اآلخ�ر�ين�صات القيامة ، ال نغادر منهم أحد�ا ، كما قال : واآلخرين من بني آدم سيجمعون إلى ع�ر��ت� ال �أ �و�م� ي �ال ألج�ل� م�ع�د�ود�. ي ه� إ �ؤ�خ�ر� ه�ود�. و�م�ا ن �و�م� م�ش� �اس� و�ذ�ل�ك� ي �ه� الن �و�م� م�ج�م�وع� ل } ذ�ل�ك� ي

ع�يد� { ]هود : ق�ي¥ و�س� �ه�م� ش� �ه� ف�م�ن �ذ�ن �إ �ال ب �ف�س� إ �م� ن �ل �ك [. ولهذا قال هاهنا :105 - 103ت� { أي : هو موقت بوقت م�ح�د�د ، ال يتقدم وال يتأخر � م�ع�ل�وم �و�م �ل�ى م�يق�ات� ي �م�ج�م�وع�ون� إ } ل

، وال يزيد وال ينقص.�ط�ون� { �ب �ه�ا ال �ون� م�ن �ئ �. ف�م�ال ق�وم ج�ر� م�ن� ز� �ل�ون� م�ن� ش� . آلك �ون� �ذ�ب �م�ك �ون� ال �ه�ا الض�ال ي

� �م� أ �ك �ن �م� إ } ثج�رون حتى يأكلوا من شجر الزقوم ، حتى يملؤوا منها �س� : وذلك أنهم يقبضون وي

� { وهي اإلبل العطاش ، �ه�يم ب� ال ر� �ون� ش� ار�ب �. ف�ش� �ح�م�يم �ه� م�ن� ال �ي �ون� ع�ل ار�ب بطونهم ، } ف�ش�واحدها أهيم ، واألنثى هيماء ، ويقال : هائم وهائمة.

�ر ، وعكرمة : اله�يم : اإلبل العطاش الظماء. �ي ب قال ابن عباس ، ومجاهد ، وسعيد بن ج�و�ى. �ر� �مص الماء م�ص�ا وال ت �ر�م�ة أنه قال : الهيم : اإلبل المراض ، ت وعن ع�ك

و�ى أبد�ا حتى تموت ، فكذلك أهل جهنم ال �ر� وقال السدي : الهيم : داء يأخذ اإلبل فال تيروون من الحميم أبد�ا.

(7/538)

�ص�د�ق�ون� ) �و�ال� ت �م� ف�ل �اك �ق�ن ل �ح�ن� خ� �ون� )57ن �م�ن �م� م�ا ت �ت �ي أ �ف�ر� �ح�ن�58( أ �م� ن �ه� أ �ق�ون ل �خ� �م� ت �ت �ن �أ ( أ�ق�ون� ) ال �خ� �وق�ين� )59ال ب �م�س� �ح�ن� ب �م�و�ت� و�م�ا ن �م� ال �ك �ن �ي �ا ب ن �ح�ن� ق�د�ر� �د�ل�60( ن �ب �ن� ن ( ع�ل�ى أ

�م�ون� ) �ع�ل �م� ف�ي م�ا ال� ت �ك ئ �ش� �ن �م� و�ن �ك �ال م�ث� ون� )61أ �ر� �ذ�ك �و�ال� ت �ول�ى ف�ل �ة� األ� أ �ش� �م� الن �م�ت �ق�د� ع�ل (62( و�ل

�ة واحدة من غير أن ب� الهيم ع�ب ر� وعن خالد بن معدان : أنه كان يكره أن يشرب ش��ا. يتنفس ثالث

�و�م� الد�ين� { أي : هذا الذي وصفنا هو ضيافتهم عند ربهم �ه�م� ي ثم قال تعالى : } ه�ذ�ا نزل�ت� �ان �ح�ات� ك �وا الص�ال �وا و�ع�م�ل �ذ�ين� آم�ن �ن� ال يوم حسابهم ، كما قال في حق المؤمنين : } إ

د�و�س� نزال { ]الكهف : �ف�ر� �ات� ال ن �ه�م� ج� [ أي : ضيافة وكرامة.107ل�ص�د�ق�ون� ) �و�ال ت �م� ف�ل �اك �ق�ن ل �ح�ن� خ� �ون� )57} ن �م�ن �م� م�ا ت �ت �ي أ �ف�ر� �ح�ن�58( أ �م� ن �ه� أ �ق�ون ل �خ� �م� ت �ت �ن �أ ( أ

�ق�ون� ) ال �خ� �وق�ين� )59ال ب �م�س� �ح�ن� ب �م�و�ت� و�م�ا ن �م� ال �ك �ن �ي �ا ب ن �ح�ن� ق�د�ر� �د�ل�60( ن �ب �ن� ن ( ع�ل�ى أ�م�ون� ) �ع�ل �م� ف�ي م�ا ال ت �ك ئ �ش� �ن �م� و�ن �ك �ال م�ث

� ون� )61أ �ر� �ذ�ك �و�ال ت �ة� األول�ى ف�ل أ �ش� �م� الن �م�ت �ق�د� ع�ل (62( و�ل.}

ا للمعاد ) ( ، ورد�ا على المكذبين به من أهل الزيغ واإللحاد ، من1يقول تعالى م�قرر��ون� { ]الصافات : �ع�وث �م�ب �ا ل �ن �ئ �ا و�ع�ظ�ام�ا أ اب �ر� �ا ت �ن �ا و�ك �ن �ذ�ا م�ت �ئ [ ، وقولهم16الذين قالوا : } أ

425

Page 227: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�م� { أي : نحن �اك �ق�ن ل �ح�ن� خ� ذلك صدر منهم على وجه التكذيب واالستبعاد ، فقال : } نا ، أفليس الذي قدر على البداءة بقادر على �ا مذكور� ابتدأنا خلقكم بعد أن لم تكونوا شيئ

�ص�د�ق�ون� { أي : فهال تصدقون �و�ال ت اإلعادة بطريق األولى واألحرى ؛ فلهذا قال : } ف�ل�ح�ن� �م� ن �ه� أ �ق�ون ل �خ� �م� ت �ت �ن �أ . أ �ون� �م�ن �م� م�ا ت �ت �ي أ �ف�ر� بالبعث! ثم قال مستدال عليهم بقوله : } أ�ق�ون� { أي : أنتم تقرونه في األرحام وتخلقونه فيها ، أم الله الخالق لذلك ؟ ال �خ� ال

�م�و�ت� { أي : صرفناه بينكم. �م� ال �ك �ن �ي �ا ب ن �ح�ن� ق�د�ر� ثم قال : } نوقال الضحاك : ساوى فيه بين أهل السماء واألرض.

�وق�ين� { أي : وما نحن بعاجزين. ب �م�س� �ح�ن� ب } و�م�ا ن�م�ون� �ع�ل �م� ف�ي م�ا ال ت �ك ئ �ش� �ن �م� { أي : نغير خلقكم يوم القيامة ، } و�ن �ك �ال م�ث

� �د�ل� أ �ب �ن� ن } ع�ل�ى أ{ أي : من الصفات واألحوال.

ون� { أي : قد علمتم أن الله أنشأكم �ر� �ذ�ك �و�ال ت �ة� األول�ى ف�ل أ �ش� �م� الن �م�ت �ق�د� ع�ل ثم قال : } و�لا ، فخلقكم وجعل لكم السمع واألبصار واألفئدة ، فهال �ا مذكور� بعد أن لم تكونوا شيئ�داءة - قادر على النشأة تتذكرون وتعرفون أن الذي قدر على هذه النشأة - وهي الب

�م� ل�ق� ث �خ� � ال �د�أ �ب �ذ�ي ي األخرى ، وهي اإلعادة بطريق األولى واألحرى ، وكما قال : } و�ه�و� ال�ه� { ]الروم : �ي �ه�و�ن� ع�ل �ع�يد�ه� و�ه�و� أ �ل�27ي �اه� م�ن� ق�ب �ق�ن ل �ا خ� �ن ان� أ �س� �ر� اإلن �ذ�ك و�ال ي

� [ ، وقال : } أ�ا { ]مريم : �ئ ي �ك� ش� �م� ي �ذ�ا ه�و�67و�ل �ط�ف�ة� ف�إ �اه� م�ن� ن �ق�ن ل �ا خ� �ن ان� أ �س� �ر� اإلن �م� ي و�ل

� [ ، وقال : } أ�يه�ا ي �ح� . ق�ل� ي م�يم� �ع�ظ�ام� و�ه�ي� ر� �ي ال ي �ح� �ق�ه� ق�ال� م�ن� ي ل �س�ي� خ� �ال و�ن �ا م�ث �ن ب� ل . و�ض�ر� �ين� خ�ص�يم� م�ب

�يم� { ]يس : ل�ق� ع�ل �ل� خ� �ك ة� و�ه�و� ب و�ل� م�ر�� �ه�ا أ أ �ش� �ن �ذ�ي أ [ ، وقال تعالى :79 - 77ال

ل�ق� �ق�ة� ف�خ� �ان� ع�ل �م� ك �ى. ث �م�ن �ي¦ ي �ط�ف�ة� م�ن� م�ن �ك� ن �م� ي �ل د�ى. أ ك� س� �ر� �ت ن� ي� ان� أ �س� �ح�س�ب� اإلن �ي } أ

�ى { ؟ �م�و�ت �ي� ال ي �ح� �ن� ي �ق�اد�ر� ع�ل�ى أ �س� ذ�ل�ك� ب �ي �ل �ى. أ �ث �ر� و�األن �ن� الذ�ك ي و�ج� �ه� الز� و�ى. ف�ج�ع�ل� م�ن ف�س�[.40 - 36]القيامة :

__________( في أ : "للعباد".1)

(7/539)

�ون� ) ث �ح�ر� �م� م�ا ت �ت �ي أ �ف�ر� ار�ع�ون� )63أ �ح�ن� الز� �م� ن �ه� أ ع�ون ر� �ز� �م� ت �ت �ن �أ �اه� ح�ط�ام�ا64( أ �ن ع�ل �ج� اء� ل �ش� �و� ن ( ل�ه�ون� ) �ف�ك �م� ت �ت م�ون� )65ف�ظ�ل �م�غ�ر� �ا ل �ن وم�ون� )66( إ �ح�ن� م�ح�ر� �ل� ن �ذ�ي67( ب �م�اء� ال �م� ال �ت �ي أ �ف�ر� ( أ

�ون� ) ب ر� �ش� �ز�ل�ون� )68ت �م�ن �ح�ن� ال �م� ن ن� أ �م�ز� �م�وه� م�ن� ال �ت ل �ز� ن� �م� أ �ت �ن �أ �ج�اج�ا69( أ �اه� أ �ن ع�ل اء� ج� �ش� �و� ن ( ل

ون� ) �ر� ك �ش� �و�ال� ت ون� )70ف�ل �ور� �ي ت �ت �ار� ال �م� الن �ت �ي أ �ف�ر� �ح�ن�71( أ �م� ن �ه�ا أ ت ج�ر� �م� ش� �ت أ �ش� �ن �م� أ �ت �ن �أ ( أ�ون� ) ئ �ش� �م�ن �م�ق�و�ين� )72ال �ل �اع�ا ل ة� و�م�ت �ر� �ذ�ك �اه�ا ت �ن ع�ل �ح�ن� ج� � )73( ن �ع�ظ�يم �ك� ال ب � ر� م �اس� �ح� ب ب ( ف�س�

74 )

�ون� ) ث �ح�ر� �م� م�ا ت �ت �ي أ �ف�ر� ار�ع�ون� )63} أ �ح�ن� الز� �م� ن �ه� أ ع�ون ر� �ز� �م� ت �ت �ن �أ �اه�64( أ �ن ع�ل �ج� اء� ل �ش� �و� ن ( ل�ه�ون� ) �ف�ك �م� ت �ت م�ون� )65ح�ط�ام�ا ف�ظ�ل �م�غ�ر� �ا ل �ن وم�ون� )66( إ �ح�ن� م�ح�ر� �ل� ن �م�اء�67( ب �م� ال �ت �ي أ �ف�ر� ( أ

�ون� ) ب ر� �ش� �ذ�ي ت �م�نزل�ون� )68ال �ح�ن� ال �م� ن ن� أ �م�ز� �م�وه� م�ن� ال �ت �نزل �م� أ �ت �ن �أ �اه�69( أ �ن ع�ل اء� ج� �ش� �و� ن ( لون� ) �ر� ك �ش� �و�ال ت ا ف�ل �ج�اج� ون� )70أ �ور� �ي ت �ت �ار� ال �م� الن �ت �ي أ �ف�ر� �ح�ن�71( أ �م� ن �ه�ا أ ت ج�ر� �م� ش� �ت أ �ش� �ن �م� أ �ت �ن �أ ( أ

�ون� ) ئ �ش� �م�ن �م�ق�و�ين� )72ال �ل �اع�ا ل ة� و�م�ت �ر� �ذ�ك �اه�ا ت �ن ع�ل �ح�ن� ج� � )73( ن �ع�ظ�يم �ك� ال ب � ر� م �اس� �ح� ب ب ( ف�س�74} )

426

Page 228: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�م� �ت �ن �أ �ون� { ؟ وهو شق األرض وإثارتها والبذر فيها ، } أ ث �ح�ر� �م� م�ا ت �ت �ي أ �ف�ر� يقول : }. أه �ق�ر� ار�ع�ون� { أي : بل نحن الذين ن �ح�ن� الز� �م� ن �ه� { أي : تنبتونه في األرض } أ ع�ون ر� �ز� ت

قراره وننبته في األرض. قال ابن جرير : وقد حدثني أحمد بن الوليد القرشي ، حدثنا مسلم بن أبي مسلم

مي ، حدثنا مخلد بن الحسين ، عن هشام ، عن محمد ، عن أبي هريرة قال : قال الج�ر�" قال أبو رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ال تقولن : زرعت� ، ولكن قل : حرثت�

�ح�ن� �م� ن �ه� أ ع�ون ر� �ز� �م� ت �ت �ن �أ . أ �ون� ث �ح�ر� �م� م�ا ت �ت �ي أ �ف�ر� هريرة : ألم تسمع إلى قوله : } أار�ع�ون� {. الز�

(.1ورواه البزار ، عن محمد بن عبد الرحيم ، عن مسلم ، الجميع به ) وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا حماد ، عن عطاء ،

عن أبي عبد الرحمن : ال تقولوا : زرعنا ولكن قولوا : حرثنا.ار�ع�ون� { وأمثالها �ح�ن� الز� �م� ن �ه� أ ع�ون ر� �ز� �م� ت �ت �ن �أ وروي عن ح�ج�ر المد�ر�ي� أنه كان إذا قرأ : } أ

يقول : بل أنت يا رب.�اه� ح�ط�ام�ا { أي : نحن أنبتناه بلطفنا ورحمتنا ، وأبقيناه لكم �ن �ج�ع�ل اء� ل �ش� �و� ن وقوله : } ل

رحمة بكم ، ولو نشاء لجعلناه حطام�ا ، أي : أليبسناه قبل استوائه واستحصاده ،وم�ون� { أي : �ح�ن� م�ح�ر� �ل� ن . ب م�ون� �م�غ�ر� �ا ل �ن �ه�ون� {. ثم فسر ذلك بقوله : } إ �ف�ك �م� ت �ت } ف�ظ�ل�ا �ن �م تفكهون في المقالة ، تنوعون كالمكم ، فتقولون تارة : } إ �ت لو جعلناه حطاما لظ�ل

�ق�ون. �م�ل م�ون� { أي : ل �م�غ�ر� ل وقال مجاهد ، وعكرمة : إنا لمولع بنا ، وقال قتادة : معذبون. وتاره تقولون : بل نحن

محرومون.فون ، قاله م�ون� { ملقون للشر ، أي : بل نحن م�ح�ار� �م�غ�ر� �ا ل �ن وقال مجاهد أيضا : } إ

قتادة ، أي : ال يثبت لنا مال ، وال ينتج لنا ربح.__________

( والبيهقي1135( ورواه ابن حبان في صحيحه برقم )27/114( تفسير الطبري )1) ( من طريق مسلم بن أبي مسلم الجرمي عن مخلد بن6/138في السنن الكبرى )

( وأشار البيهقي إلى ضعفه8/23الحسين به نحوه وضعفه السيوطي في الدر المنثور )فقال بعد أن ذكره من قول مجاهد : "وقد روى فيه حديث مرفوع غير قوي".

(7/540)

وم�ون� { أي : مجدودون ، يعني : ال حظ لنا. �ح�ن� م�ح�ر� �ل� ن وقال مجاهد : } ب�ه�ون� { : تعجبون. وقال مجاهد أيض�ا : �ف�ك �م� ت �ت قال ابن عباس ، ومجاهد : } ف�ظ�ل

�ه�ون� { تفجعون وتحزنون على ما فاتكم من زرعكم. �ف�ك �م� ت �ت } ف�ظ�ل وهذا يرجع إلى األول ، وهو التعجب من السبب الذي من أجله أصيبوا في مالهم. وهذا

(.1اختيار ابن جرير )�ه�ون� { تالومون. وقال الحسن ، وقتادة ، والسدي : �ف�ك �م� ت �ت وقال عكرمة : } ف�ظ�ل�ه�ون� { تندمون. ومعناه إما على ما أنفقتم ، أو على ما أسلفتم من �ف�ك �م� ت �ت } ف�ظ�ل

الذنوب. ( : تفكه من األضداد ، تقول العرب : تفكهت بمعنى تنعمت ، وتفكهت2قال الكسائي )

427

Page 229: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

بمعنى حزنت.ن� { يعني : �م�ز� �م�وه� م�ن� ال �ت �نزل �م� أ �ت �ن �أ . أ �ون� ب ر� �ش� �ذ�ي ت �م�اء� ال �م� ال �ت �ي أ �ف�ر� ثم قال تعالى : } أ

�م�نزل�ون� { يقول : بل نحن �ح�ن� ال �م� ن السحاب. قاله ابن عباس ، ومجاهد وغير واحد. }. أالمنزلون.

�و�ال ا ال يصلح لشرب وال زرع ، } ف�ل عاق�ا م�ر� �ج�اج�ا { أي : ز� �اه� أ �ن اء� ج�ع�ل �ش� �و� ن } ل�ا زالال! ون� { أي : فهال تشكرون نعمة الله عليكم في إنزاله المطر عليكم عذب �ر� ك �ش� ت

�خ�يل� �ون� و�الن �ت ي ع� و�الز� ر� �ه� الز� �م� ب �ك �ت� ل �ب �ن . ي يم�ون� �س� ج�ر� ف�يه� ت �ه� ش� اب� و�م�ن ر� �ه� ش� �م� م�ن �ك } لون� { ]النحل : �ر� �ف�ك �ت � ي �ق�و�م �ة� ل �ن� ف�ي ذ�ل�ك� آلي ات� إ �م�ر� �ل� الث �اب� و�م�ن� ك [.11 ، 10و�األع�ن

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا عثمان بن سعيد بن مرة ، حدثنا ف�ض�يل بن مرزوق ، عن جابر ، عن أبي جعفر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه إذا شرب

ا بذنوبنا" �ا برحمته ، ولم يجعله ملح�ا أجاج� �ا فرات الماء قال : "الحمد لله الذي سقانا عذب(3.)

ون� { أي : تقدحون من الزناد وتستخرجونها ) �ور� �ي ت �ت �ار� ال �م� الن �ت �ي أ �ف�ر� ( من4ثم قال : } أأصلها.

�ون� { أي : بل نحن الذين جعلناها مودعة في ئ �ش� �م�ن �ح�ن� ال �م� ن �ه�ا أ ت ج�ر� �م� ش� �ت أ �ش� �ن �م� أ �ت �ن �أ } أ موضعها ، وللعرب شجرتان : إحداهما : المرخ ، واألخرى : الع�ف�ار ، إذا أخذ منهما

غصنان أخضران فح�ك أحدهما باآلخر ، تناثر من بينهما شرر النار.�ر النار� الكبرى. �ذ�ك ة� { قال مجاهد ، وقتادة : أي ت �ر� �ذ�ك �اه�ا ت �ن ع�ل �ح�ن� ج� وقوله : } ن

قال قتادة : ذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "يا قوم ، ناركم هذه التي توقدون جزء من سبعين جزء�ا من نار جهنم". قالوا : يا رسول الله إن كانت لكافية!

قال : "قد ض�ربت بالماء ضربتين - أو : مرتين - حتى يستنفع بها بنو آدم ويدنوا منها" )5.)

__________(.27/115( تفسير الطبري )1)( في أ : "قال السدي".2)( إلى أبي نعيم في الحلية.7/111( وهذا مرسل وعزاه الهندي في كنز العمال )3)( في م : "وتستخرجون".4)(.27/117( رواه الطبري في تفسيره )5)

(7/541)

وهذا الذي أرسله قتادة رواه اإلمام أحمد في مسنده ، فقال : ناد ، عن األعرج ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه حدثنا سفيان ، عن أبي الز�

وسلم : "إن ناركم هذه جزء من سبعين جزء�ا من نار جهنم ، وضربت بالبحر مرتين ،(.1ولوال ذلك ما جعل الله فيها منفعة ألحد" )

وقال اإلمام مالك ، عن أبي الزناد ، عن األعرج ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "نار بني آدم التي يوقدون جزء من سبعين جزء�ا من نار جهنم".فقالوا : يا رسول الله إن كانت لكافية فقال : "إنها فضلت عليها بتسعة وستين جزء�ا".

( ، ورواه مسلم ،2رواه البخاري من حديث مالك ، ومسلم ، من حديث أبي الزناد )

428

Page 230: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

(. وفي لفظ :3من حديث عبد الرزاق ، عن م�ع�م�ر ، عن همام ، عن أبي هريرة ، به )"والذي نفسي بيده ، لقد ف�ض�ل�ت عليها بتسعة وستين جزء�ا كلهن مثل حرها".

وقال أبو القاسم الطبراني : حدثنا أحمد بن عمرو الخالل ، حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ، حدثنا م�ع�ن بن عيسى القزاز ، عن مالك ، عن عمه أبي السهيل ، عن أبيه ،

عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أتدرون ما مثل ناركم(.5( ناركم هذه بسبعين ضعف�ا" )4هذه من نار جهنم ؟ لهي أشد سواد�ا من ]دخان[ )

( مصعب عن مالك ، ولم يرفعه ، وهو عندي6قال الضياء المقدسي : وقد رواه ابن )على شرط الصحيح.

�م�ق�و�ين� { قال ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، والضحاك ، والنضر �ل �اع�ا ل وقوله : } و�م�ت�م�ق�و�ين� { المسافرين ، واختاره ابن جرير ، وقال : ومنه قولهم : �ل بن عربي : معنى } ل

"أقوت الدار إذا رحل أهلها".وقال غيره : القي� والق�و�اء : القفر الخالي البعيد من العمران.

وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : المقوي هنا الجائع.�م�ق�و�ين� { للحاضر والمسافر ، لكل �ل �اع�ا ل وقال ليث ابن أبي سليم ، عن مجاهد : } و�م�ت

طعام ال يصلحه إال النار. وكذا روى سفيان ، عن جابر الجعفي ، عن مجاهد.�م�ق�و�ين� { المستمتعين ، الناس أجمعين. �ل يح ، عن مجاهد قوله : } ل �ج� وقال ابن أبي ن

وكذا ذكر عن عكرمة.__________

(.2/244( المسند )1)(.2843( وصحيح مسلم برقم )3265( صحيح البخاري برقم )2)(.2843( صحيح مسلم برقم )3)( زيادة من المعجم األوسط للطبراني.4)( "مجمع البحرين".4843( المعجم األوسط برقم )5)( في م ، أ : "وقد رواه أبو".6)

(7/542)

( � �ج�وم �م�و�اق�ع� الن م� ب �ق�س� �م�ون� ع�ظ�يم� )75ف�ال� أ �ع�ل �و� ت م� ل �ق�س� �ه� ل �ن ( 76( و�إ

( محتاجون1وهذا التفسير أعم من غيره ، فإن الحاضر والبادي من غني وفقير الكل ) للطبخ واالصطالء واإلضاءة وغير ذلك من المنافع. ثم من لطف الله تعالى أن أودعها

في األحجار ، وخالص الحديد بحيث يتمكن المسافر من حمل ذلك في متاعه وبين ثيابه ، فإذا احتاج إلى ذلك في منزله أخرج زنده وأورى ، وأوقد ناره فأطبخ بها واصطلى ، واشتوى واستأنس بها ، وانتفع بها سائر االنتفاعات. فلهذا أفرد المسافرون وإن كان

ذلك عام�ا في حق الناس كلهم. وقد يستدل له بما رواه اإلمام أحمد وأبو داود منامي ، عن رجل من المهاجرين من رع�بي الش� يد الش� �ان بن ز� ب حديث أبي خ�د�اش ح�

ن ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "المسلمون شركاء في ثالثة : النار ق�ر�(.2والكأل والماء" )

وروى ابن ماجه بإسناد جيد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم

429

Page 231: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ع�ن� : الماء والكأل والنار" ) �م�ن (.3: "ثالث� ال ي (. ولكن في4وله من حديث ابن عباس مرفوع�ا مثل هذا وزيادة : "وثمنه حرام" )اش بن ح�و�شب" وهو ضعيف ، والله أعلم. إسناده "عبد الله بن خ�ر�

� { أي : الذي بقدرته خلق هذه األشياء المختلفة �ع�ظ�يم �ك� ال ب � ر� م �اس� �ح� ب ب وقوله : } ف�س�ا كالبحار المغرقة. ا أجاج� المتضادة الماء العذب الزالل البارد ، ولو شاء لجعله ملح�

وخلق النار المحرقة ، وجعل ذلك مصلحة للعباد ، وجعل هذه منفعة لهم في معاشا لهم في المعاد. دنياهم ، وزاجر�

( � �ج�وم �م�و�اق�ع� الن م� ب �ق�س� �م�ون� ع�ظ�يم� )75} ف�ال أ �ع�ل �و� ت م� ل �ق�س� �ه� ل �ن ( {.76( و�إ__________

( في م ، أ : "الجميع".1)(.3477( وسنن أبي داود برقم )5/364( المسند )2)(.2472( سنن ابن ماجه برقم )3)(.2472( سنن ابن ماجه برقم )4)

(7/543)

�ر�يم� ) ن� ك� آ �ق�ر� �ه� ل �ن �ون� )77إ �ن �اب� م�ك �ت ون� )78( ف�ي ك �م�ط�ه�ر� �ال� ال ه� إ �م�س� �ز�يل� م�ن�79( ال� ي �ن ( ت

�م�ين� ) �ع�ال ب� ال �ون� )80ر� �م� م�د�ه�ن �ت �ن �ح�د�يث� أ �ه�ذ�ا ال ف�ب� �ون� )81( أ �ذ�ب �ك �م� ت �ك �ن �م� أ ق�ك �ج�ع�ل�ون� ر�ز� ( و�ت

82 )

�ر�يم� ) آن� ك �ق�ر� �ه� ل �ن �ون� )77} إ �ن �اب� م�ك �ت ون� )78( ف�ي ك �م�ط�ه�ر� �ال ال ه� إ �م�س� �نزيل� م�ن�79( ال ي ( ت�م�ين� ) �ع�ال ب� ال �ون� )80ر� �م� م�د�ه�ن �ت �ن �ح�د�يث� أ �ه�ذ�ا ال ف�ب

� �ون� )81( أ �ذ�ب �ك �م� ت �ك �ن �م� أ ق�ك �ج�ع�ل�ون� ر�ز� ( و�ت82.} )

قال ج�و�يبر ، عن الضحاك : إن الله ال يقسم بشيء من خلقه ، ولكنه استفتاح يستفتحبه كالمه.

وهذا القول ضعيف. والذي عليه الجمهور أنه قسم من الله عز وجل ، يقسم بما شاء من خلقه ، وهو دليل على عظمته. ثم قال بعض المفسرين : "ال" هاهنا زائدة ،

�ر. ويكون جوابه : �ي ب وتقديره : أقسم بمواقع النجوم. ورواه ابن جرير ، عن سعيد بن ج��ر�يم� {. آن� ك �ق�ر� �ه� ل �ن } إ

وقال آخرون : ليست "ال" زائدة ال معنى لها ، بل يؤتى بها في أول القسم إذا كانا به على منفي ، كقول عائشة رضي الله عنها : "ال والله ما مست يد رسول مقسم�

الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط" وهكذا هاهنا تقدير الكالم : "ال أقسم بمواقعالنجوم ليس األمر كما زعمتم في القرآن أنه سحر أو كهانة ، بل هو قرآن كريم".

(7/543)

م� { فليس األمر كما �ق�س� وقال ابن جرير : وقال بعض أهل العربية : معنى قوله : } ف�ال أتقولون ، ثم استأنف القسم بعد فقيل : أقسم.

430

Page 232: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ر ، عن سعيد بن �ي ب � { ، فقال حكيم بن ج� �ج�وم �م�و�اق�ع� الن واختلفوا في معنى قوله : } ب�ر ، عن ابن عباس يعني : نجوم القرآن ؛ فإنه نزل جملة ليلة القدر من السماء �ي ب ج�

ق�ا ) ( في السنين بعد. ثم قرأ ابن عباس هذه1العليا إلى السماء الدنيا ، ثم نزل م�ف�ر�اآلية.

وقال الضحاك عن ابن عباس : نزل القرآن جملة من عند الله من اللوح المحفوظ إلىفرة على جبريل عشرين ليلة ، ف�رة الكرام الكاتبين في السماء الدنيا ، فنج�م�ته الس� الس�م� �ق�س� ونجمه جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم عشرين سنة ، فهو قوله : } ف�ال أ

� { نجوم القرآن. �ج�وم �م�و�اق�ع� الن بة. ر� د�ي� ، وأبو ح�ز� �ر�م�ة ، ومجاهد ، والس� وكذا قال ع�ك

� { في السماء ، ويقال : مطالعها ومشارقها. وكذا �ج�وم �م�و�اق�ع� الن وقال مجاهد أيض�ا : } ب قال الحسن ، وقتادة ، وهو اختيار ابن جرير. وعن قتادة : مواقعها : منازلها. وعن

�م�و�اق�ع� م� ب �ق�س� ا : أن المراد بذلك انتثارها يوم القيامة. وقال الضحاك : } ف�ال أ الحسن أيض�� { يعني بذلك : األنواء التي كان أهل الجاهلية إذا م�ط�روا ، قالوا : مطرنا بنوء �ج�وم الن

كذا وكذا.�م�ون� ع�ظ�يم� { أي : وإن هذا القسم الذي أقسمت به لقسم �ع�ل �و� ت م� ل �ق�س� �ه� ل �ن وقوله : } و�إ

�ر�يم� { أي :2عظيم ، لو تعلمون ) آن� ك �ق�ر� �ه� ل �ن ( عظمته لعظمتم المقسم به عليه ، } إ�ون� { أي : معظ�م �ن �اب� م�ك �ت إن هذا القرآن الذي نزل على محمد لكتاب عظيم. } ف�ي ك

في كتاب معظم محفوظ موقر. ( ، أخبرنا شريك ، عن حكيم - هو ابن3قال ابن جرير : حدثني إسماعيل بن موسى )

ون� { قال : الكتاب �م�ط�ه�ر� �ال ال ه� إ �م�س� �ر ، عن ابن عباس : } ال ي �ي ب جبير - عن سعيد بن ج�الذي في السماء.

ون� { ) �م�ط�ه�ر� �ال ال ه� [ إ �م�س� ( يعني : المالئكة.4وقال الع�و�ف�ي� ، عن ابن عباس : } ] ال ي�ر ، والضحاك ، وأبو الشعثاء جابر �ي ب �ر�م�ة ، وسعيد بن ج� وكذا قال أنس ، ومجاهد ، وع�ك

د�ي� ، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، وغيرهم. �ه�يك ، والس� بن زيد ، وأبو ن وقال ابن جرير : حدثنا ابن عبد األعلى ، حدثنا ابن ثور ، حدثنا معمر ، عن قتادة : } ال

ون� { قال : ال يمسه عند الله إال المطهرون ، فأما في الدنيا فإنه �م�ط�ه�ر� �ال ال ه� إ �م�س� ي يمسه المجوسي النجس ، والمنافق الرجس. وقال : وهي في قراءة ابن مسعود :

ون� {. �م�ط�ه�ر� �ال ال ه� إ �م�س� } م�ا يون� { ليس أنتم أصحاب الذنوب. �م�ط�ه�ر� �ال ال ه� إ �م�س� وقال أبو العالية : } ال ي

ع�مت كفار قريش أن هذا القرآن تنزلت به الشياطين ، فأخبر الله وقال ابن زيد : ز��ه�م� �غ�ي ل �ب �ن . و�م�ا ي �اط�ين� ي �ه� الش� �نزل�ت� ب تعالى أنه ال يمسه إال المطهرون كما قال : } و�م�ا ت

ول�ون� { ]الشعراء : �م�ع�ز� م�ع� ل �ه�م� ع�ن� الس� �ن . إ �ط�يع�ون� ت �س� [.212 - 210و�م�ا ي__________

( في أ : "متفرقا".1)( في أ : "لو علمتم".2)( في م ، أ : "موسى ابن إسماعيل".3)( زيادة من م.4)

(7/544)

431

Page 233: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

وهذا القول قول جيد ، وهو ال يخرج عن األقوال التي قبله.وقال الفراء : ال يجد طعمه ونفعه إال من آمن به.

ون� { أي : من الجنابة والحدث. قالوا : ولفظ اآلية �م�ط�ه�ر� �ال ال ه� إ �م�س� وقال آخرون : } ال ي خبر ومعناها الطلب ، قالوا : والمراد بالقرآن هاهنا المصحف ، كما روى مسلم ، عن

ابن عمر : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو (. واحتجوا في ذلك بما رواه اإلمام مالك في موطئه ، عن1، مخافة أن يناله العدو )

عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن ح�زم : أن في الكتاب الذي كتبه رسول (. وروى أبو2الله صلى الله عليه وسلم لعمرو بن حزم : أال يمس القرآن إال طاهر )

داود في المراسيل ، من حديث الزهري قال : قرأت في صحيفة عند أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "وال يمس

(.3القرآن إال طاهر" ) ( األخذ به. وقد أسنده4وهذه و�ج�ادة� جيدة. قد قرأها الزهري وغيره ، ومثل هذا ينبغي )

الدارقطني عن عمرو بن حزم ، وعبد الله بن عمر ، وعثمان بن أبي العاص ، وفي( ، والله أعلم.5إسناد كل منها نظر )

�م�ين� { أي : هذا القرآن منزل من ]الله[ ) �ع�ال ب� ال �نزيل� م�ن� ر� ( رب6وقوله : } تعر ، بل هو الحق الذي ال العالمين ، وليس هو كما يقولون : إنه سحر ، أو كهانة ، أو ش�

ية فيه ، وليس وراءه حق نافع. م�ر��ون� { قال الع�و�ف�ي� ، عن ابن عباس : أي مكذبون �م� م�د�ه�ن �ت �ن �ح�د�يث� أ �ه�ذ�ا ال ف�ب

� وقوله : } أد�ي�. ة ، والس� ر� غير مصدقين. وكذا قال الضحاك ، وأبو ح�ز�

�ون� { أي : تريدون أن تمالئوهم فيه وتركنوا إليهم. وقال مجاهد : } م�د�ه�ن�ون� { قال بعضهم : يعني : وتجعلون رزقكم بمعنى �ذ�ب �ك �م� ت �ك �ن �م� أ ق�ك ع�ل�ون� ر�ز� �ج� } و�ت

شكركم أنكم تكذبون ، أي : تكذبون بدل الشكر. ( أنكم تكذبون"7وقد روي عن علي ، وابن عباس أنهما قرآها : "وتجعلون شكركم )

كما سيأتي.نوءة� : ما رزق فالن وقال ابن جرير : وقد ذكر عن الهيثم بن عدي : أن من لغة أزد ش�

بمعنى : ما شكر فالن.وقال اإلمام أحمد : حدثنا حسين بن محمد ، حدثنا إسرائيل ، عن عبد األعلى ، عن أبي

__________(.2990( وهو أيضا في صحيح البخاري برقم )1869( صحيح مسلم برقم )1)(.1/199( الموطأ )2)(.257( المراسيل برقم )3)( في أ : "ال ينبغي".4)(.122 ، 1/12( سنن الدار قطني )5)( زيادة من أ.6)( في أ : "بشكركم".7)

(7/545)

432

Page 234: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

عبد الرحمن ، عن علي ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه�ون� { ، تقولون : مطرنا �ذ�ب �ك �م� ت �ك �ن �م� { ، يقول : "شكركم } أ ق�ك ع�ل�ون� ر�ز� �ج� وسلم : } و�ت

�وء كذا وكذا ، بنجم كذا وكذا" ) �ن (.1ب ( بن إبراهيم النهدي - وابن جرير ،2وهكذا رواه ابن أبي حاتم ، عن أبيه ، عن م�خ�و�ل )

عن محمد بن المثنى ، عن عبيد الله بن موسى ، وعن يعقوب بن إبراهيم ، عن يحيى�ر ، ثالثتهم عن إسرائيل ، به مرفوع�ا ) �ي �ك (. وكذا رواه الترمذي ، عن أحمد بن3بن أبي ب

�يع ، عن حسين بن محمد - وهو المروزي - به. وقال : "حسن غريب". وقد رواه م�ن(.4سفيان ، عن عبد األعلى ، ولم يرفعه )

وقال ابن جرير : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن أبي�ر ، عن ابن عباس قال : ما م�ط�ر� قوم قط إال أصبح بعضهم �ي ب بشر ، عن سعيد بن ج�

�ا بنوء كذا وكذا. وقرأ ابن عباس : "وتجعلون شكركم أنكم ن ا يقولون : م�ط�ر� كافر�تكذبون".

وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس.ان ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن �س� وقال مالك في الموطأ ، عن صالح بن كي

�ي أنه قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مسعود ، عن زيد بن خالد الج�ه�ن صالة الصبح بالحديبية في أثر سماء كانت من الليل ، فلما انصرف أقبل على الناس

فقال : "هل تدرون ماذا قال ربكم ؟" قالوا : الله ورسوله أعلم. "قال : أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ، فأما من قال : مطرنا بفضل الله ورحمته ، فذلك مؤمن بي

كافر بالكواكب. وأما من قال : مطرنا بنوء كذا وكذا. فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب".(.5أخرجاه في الصحيحين ، وأبو داود ، والنسائي ، كلهم من حديث مالك ، به )

و�اد ، حدثنا عبد الله بن وقال مسلم : حدثنا محمد بن سلمة المرادي ، وع�م�رو بن س� وهب ، عن عمرو بن الحارث ؛ أن أبا يونس ح�د�ثه ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله

صلى الله عليه وسلم أنه قال : "ما أنزل الله من السماء من بركة إال أصبح فريق منالناس بها كافرين ، ينزل الغيث ، فيقولون : بكوكب كذا وكذا".

د به مسلم من هذا الوجه ) �ف�ر� (.6ت وقال ابن جرير : حدثني يونس ، أخبرنا سفيان ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله�مسيهم بها فيصبح بها قوم كافرين �ح� القوم� بالنعمة أو ي �ص�ب �ي عليه وسلم قال : "إن الله ل

يقولون : م�ط�رنا بنوء كذا وكذا".__________

(.1/108( المسند )1)( في أ : "عن محمد".2)(.27/119( تفسير الطبري )3)(.3295( سنن الترمذي برقم )4) ( وسنن71( وصحيح مسلم برقم )846( وصحيح البخاري برقم )1/192( الموطأ )5)

(.3/164( وسنن النسائي )3906أبي داود برقم )(.72( صحيح مسلم برقم )6)

(7/546)

433

Page 235: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

�ق�وم� ) ل �ح� �غ�ت� ال �ل �ذ�ا ب �و�ال� إ ون� )83ف�ل �ظ�ر� �ن �ذ� ت �ئ ين �م� ح� �ت �ن �ك�ن� ال�84( و�أ �م� و�ل �ك �ه� م�ن �ي �ل ب� إ �ق�ر� �ح�ن� أ ( و�نون� ) �ص�ر� �ب �ين� )85ت �ر� م�د�ين �م� غ�ي �ت �ن �ن� ك �و�ال� إ �م� ص�اد�ق�ين� )86( ف�ل �ت �ن �ن� ك �ه�ا إ ج�ع�ون �ر� ( 87( ت

قال محمد - هو ابن إبراهيم - : فذكرت هذا الحديث لسعيد بن المسيب ، فقال : ونحنيرة ، وقد أخبرني من شهد عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه ، قد سمعنا من أبي ه�ر�

وهو يستسقي ، فلما استسقى التفت إلى العباس فقال : يا عباس ، يا عم رسول الله ، كم بقى من نوء الثريا ؟ فقال : العلماء يزعمون أنها تعترض في األفق بعد

(.1سقوطها سبع�ا. قال : فما مضت سابعة حتى م�ط�روا ) وهذا م�حمول على السؤال عن الوقت الذي أجرى الله فيه العادة بإنزال المطر ، ال أن

ذلك النوء يؤثر بنفسه في نزول المطر ؛ فإن هذا هو المنهي عن اعتقاده. وقد تقدم�ه�ا { ح�م�ة� ف�ال م�م�س�ك� ل �اس� م�ن� ر� �لن �ه� ل �ح� الل �ف�ت شيء من هذه األحاديث عند قوله : } م�ا ي

[.2]فاطر : وقال ابن جرير : حدثني يونس ، أخبرنا سفيان ، عن إسماعيل بن أمية - أحسبه أو غيره - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجال - ومطروا - يقول : م�ط�رنا

انين األسد. فقال : "كذبت! بل هو رزق الله" ) (.2ببعض ع�ش� ثم قال ابن جرير : حدثني أبو صالح الصراري ، حدثنا أبو جابر محمد بن عبد الملك

( ، حدثنا جعفر بن الزبير ، عن القاسم ، عن أبي أمامة ، عن النبي صلى الله3األزدي ) (. ثم قال : "4عليه وسلم قال : "ما م�ط�ر قوم من ليلة إال أصبح قوم بها كافرين" )

�ون� { ، يقول قائل : م�ط�رنا بنجم كذا وكذا" ) �ذ�ب �ك �م� ت �ك �ن �م� أ ق�ك ع�ل�ون� ر�ز� �ج� (.5} و�ت وفي حديث عن أبي سعيد مرفوع�ا : "لو ق�ح�ط� الناس سبع سنين ثم مطروا لقالوا :

(.6مطرنا بنوء الم�ج�د�ح" )�ون� { قال : قولهم في األنواء : م�ط�رنا بنوء �ذ�ب �ك �م� ت �ك �ن �م� أ ق�ك �ج�ع�ل�ون� ر�ز� وقال مجاهد : } و�ت كذا ، وبنوء كذا ، يقول : قولوا : هو من عند الله ، وهو رزقه. وهكذا قال الضحاك وغير

واحد. وقال قتادة : أما الحسن فكان يقول : بئس ما أخذ قوم ألنفسهم ، لم يرزقوا من كتاب

الله إال التكذيب. فمعنى قول الحسن هذا : وتجعلون حظكم من كتاب الله أنكم�م� �ك �ن �م� أ ق�ك �ج�ع�ل�ون� ر�ز� . و�ت �ون� �م� م�د�ه�ن �ت �ن �ح�د�يث� أ �ه�ذ�ا ال ف�ب

� تكذبون به ؛ ولهذا قال قبله : } أ�ون� { �ذ�ب �ك ت

�ق�وم� ) ل �ح� �غ�ت� ال �ل �ذ�ا ب �و�ال إ ون� )83} ف�ل �ظ�ر� �ن �ذ� ت �ئ ين �م� ح� �ت �ن �ك�ن�84( و�أ �م� و�ل �ك �ه� م�ن �ي �ل ب� إ �ق�ر� �ح�ن� أ ( و�نون� ) �ص�ر� �ب �ين� )85ال ت �ر� م�د�ين �م� غ�ي �ت �ن �ن� ك �و�ال إ �م� ص�اد�ق�ين� )86( ف�ل �ت �ن �ن� ك �ه�ا إ ج�ع�ون �ر� ( {.87( ت

�ق�وم� { أي : الحلق ، وذلك حين ل �ح� �غ�ت� { أي : الروح } ال �ل �ذ�ا ب �و�ال إ يقول تعالى : } ف�لاالحتضار

__________(.27/120( تفسير الطبري )1)(.27/120( تفسير الطبري )2)( في أ : "األودي".3)( في أ : "كافرون" وهو خطأ.4)(.27/120( تفسير الطبري )5) ( "موارد"606( وابن حبان في صحيحه برقم )3/7( رواه اإلمام أحمد في مسنده )6)

من طريق عمرو بن دينار عن عتاب بن حنين عن أبي سعيد بلفظ : "لو أمسك الله

434

Page 236: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

القطر عن الناس سبع سنين ثم أرسله ألصبحت طائفة بها كافرين يقولون : مطرنابنوء المجدح".

(7/547)

�ين� ) ب �م�ق�ر� �ان� م�ن� ال �ن� ك م�ا إ� � )88ف�أ �ع�يم �ة� ن ن �ح�ان� و�ج� ي و�ح� و�ر� �ان� م�ن�89( ف�ر� �ن� ك م�ا إ

� ( و�أ�م�ين� ) �ي ص�ح�اب� ال

� �م�ين� )90أ �ي ص�ح�اب� ال� م� ل�ك� م�ن� أ ال� �ين�91( ف�س� �ذ�ب �م�ك �ان� م�ن� ال �ن� ك م�ا إ

� ( و�أ�ين� ) � )92الض�ال ل� م�ن� ح�م�يم �ز� � )93( ف�ن �ة� ج�ح�يم �ي �ص�ل �ق�ين� )94( و�ت �ي �ه�و� ح�ق� ال �ن� ه�ذ�ا ل (95( إ

( � �ع�ظ�يم �ك� ال ب � ر� م �اس� �ح� ب ب ( 96ف�س�

اق� �ف�ت� الس� �ت اق�. و�ال �ف�ر� �ه� ال ن� . و�ظ�ن� أ اق� اق�ي�. و�ق�يل� م�ن� ر� �ر� �غ�ت� الت �ل �ذ�ا ب �ال إ كما قال : } ك

اق� { ]القيامة : �م�س� �ذ� ال �و�م�ئ �ك� ي ب �ل�ى ر� . إ اق� �الس� �م�30 ، 26ب �ت �ن [ ؛ ولهذا قال هاهنا : } و�أ�كابده من سكرات الموت. ون� { أي : إلى المحتضر وما ي �ظ�ر� �ن �ذ� ت �ئ ين ح�

ون� { أي : ولكن ال ترونهم. �ص�ر� �ب �ك�ن� ال ت �م� { أي : بمالئكتنا } و�ل �ك �ه� م�ن �ي �ل ب� إ �ق�ر� �ح�ن� أ } و�ن�ذ�ا ج�اء� �ى إ ت �م� ح�ف�ظ�ة� ح� �ك �ي س�ل� ع�ل �ر� �اد�ه� و�ي ب �ق�اه�ر� ف�و�ق� ع� كما قال في اآلية األخرى : } و�ه�و� ال

�ه� ال ل� �ح�ق� أ �ه� م�و�اله�م� ال �ل�ى الل د�وا إ �م� ر� . ث ط�ون� �ف�ر� �ا و�ه�م� ال ي �ن ل س� �ه� ر� �و�ف�ت �م�و�ت� ت �م� ال �ح�د�ك أ

�ين� { ]األنعام : ب �ح�اس� ع� ال ر� س�� �م� و�ه�و� أ �ح�ك [.62 ، 61ال

�رجع�ون هذه النفس �ه�ا { : معناه : فهال ت ج�ع�ون �ر� �ين� ت �ر� م�د�ين �م� غ�ي �ت �ن �ن� ك �و�ال إ وقوله : } ف�ل( ، ومقرها في الجسد إن كنتم غير مدينين.1التي قد بلغت الحلقوم إلى مكانها األول )

�ر�م�ة ، والحسن ، وقتادة ، وي عن مجاهد ، وع�ك قال ابن عباس : يعني محاسبين. ور�ة ، مثله. ر� د�ي� ، وأبي ح�ز� والضحاك ، والس�

�ين� { غير مصدقين �ر� م�د�ين �م� غ�ي �ت �ن �ن� ك �و�ال إ �ص�ر�ي : } ف�ل �ر ، والحسن الب �ي ب وقال سعيد بن ج��دانون وتبعثون وتجزون ، فردوا هذه النفس. أنكم ت

�ين� { غير موقنين. �ر� م�د�ين وعن مجاهد : } غ�يوقال ميمون بن م�ه�ران : غير معذبين مقهورين.

�ين� ) ب �م�ق�ر� �ان� م�ن� ال �ن� ك م�ا إ� � )88} ف�أ �ع�يم �ة� ن ن �ح�ان� و�ج� ي و�ح� و�ر� �ان� م�ن�89( ف�ر� �ن� ك م�ا إ

� ( و�أ�م�ين� ) �ي ص�ح�اب� ال

� �م�ين� )90أ �ي ص�ح�اب� ال� الم� ل�ك� م�ن� أ �ين�91( ف�س� �ذ�ب �م�ك �ان� م�ن� ال �ن� ك م�ا إ

� ( و�أ�ين� ) � )92الض�ال � )93( ف�نزل� م�ن� ح�م�يم �ة� ج�ح�يم �ي �ص�ل �ق�ين� )94( و�ت �ي �ه�و� ح�ق� ال �ن� ه�ذ�ا ل (95( إ

( � �ع�ظ�يم �ك� ال ب � ر� م �اس� �ح� ب ب ( {.96ف�س� ( ،2هذه األحوال الثالثة هي أحوال الناس عند احتضارهم : إما أن يكون من المقربين ) أو يكون ممن دونهم من أصحاب اليمين. وإما أن يكون من المكذبين الضالين عن

�ان� { أي : المحتضر ، } م�ن� �ن� ك م�ا إ� الهدى ، الجاهلين بأمر الله ؛ ولهذا قال تعالى : } ف�أ

�ين� { ، وهم الذين فعلوا الواجبات والمستحبات ، وتركوا المحرمات والمكروهات ب �م�ق�ر� ال� { أي : فلهم روح وريحان ، وتبشرهم �ع�يم �ة� ن ن �ح�ان� و�ج� ي و�ح� و�ر� وبعض المباحات ، } ف�ر�

المالئكة بذلك عند الموت ، كما تقدم في حديث البراء : أن مالئكة الرحمة تقول : "أيتها الروح الطيبة في الجسد الطيب كنت تعمرينه ، اخرجي إلى روح وريحان ، ورب

غير غضبان".و�ح� { يقول : راحة وريحان ، يقول :3قال علي بن طلحة ) ( ، عن ابن عباس : } ف�ر�

مستراحة.

435

Page 237: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

__________( في م : "األولى".1)( في أ : "المقربين العلية".2)( في م ، أ : "علي بن أبي طلحة".3)

(7/548)

وكذا قال مجاهد : إن الروح : االستراحة.�ر ، والسدي : الروح : الفرح. �ي ب ة : الراحة من الدنيا. وقال سعيد بن ج� ر� وقال أبو ح�ز�

�ح�ان� { : جنة ورخاء. وقال قتادة : فروح ورحمة ) ي و�ح� و�ر� (. وقال1وعن مجاهد : } ف�ر��ح�ان� { : ورزق. ي ابن عباس ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير : } و�ر�

�ا حصل له جميع� ذلك من وكل هذه األقوال متقاربة صحيحة ، فإن من مات مقرب.} � �ع�يم �ة� ن ن الرحمة والراحة واالستراحة ، والفرح والسرور والرزق الحسن ، } و�ج��ى بغصن من ريحان الجنة ، �ؤ�ت وقال أبو العالية : ال يفارق أحد من المقربين حتى ي

فيقبض روحه فيه. وقال محمد بن كعب : ال يموت أحد� من الناس حتى يعلم : أمن أهل الجنة هو أم ]من[

( أهل النار ؟2)�ذ�ين� �ه� ال �ت� الل �ب �ث وقد قدمنا أحاديث االحتضار عند قوله تعالى في سورة إبراهيم : } ي

ة� [ { ]إبراهيم : �ا و�ف�ي اآلخ�ر� �ي �اة� الد�ن ي �ح� �ت� ]ف�ي ال �اب �ق�و�ل� الث �ال �وا ب ( ، ولو كتبت3[ ، )27آم�ن�ا! ومن جملتها حديث تميم الداري ، عن النبي صلى الله عليه وسلم هاهنا لكان حسن

( فأتني به ، فإنه قد جربته4يقول : "يقول الله لملك الموت : انطلق إلى فالن ) بالسراء والضراء فوجدته حيث أحب ، ائتني به فألريحنه. قال : فينطلق إليه ملك

�ائر �وط من الجنة ، ومعهم ض�ب ن الموت ومعه خمسمائة من المالئكة ، معهم أكفان وح��ا ، لكل لون منها ريح سوى ريح الريحان ، أصل الريحانة واحد وفي رأسها عشرون لون

صاحبه ، ومعهم الحرير األبيض فيه المسك".( ، وقد وردت أحاديث تتعلق بهذه اآلية : قال )5وذكر تمام الحديث بطوله كما تقدم )

( اإلمام أحمد : 6�د�يل بن ميسرة ) ( ، عن عبد الله بن7حدثنا يونس بن محمد ، حدثنا هارون ، عن ب

و�ح� ق�يق ، عن عائشة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ : } ف�ر� ش��ح�ان� { برفع الراء. ي و�ر�

وكذا رواه أبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، من حديث هارون - وهو ابن موسى األعور( ، وقال الترمذي : ال نعرفه إال من حديثه.8- به )

و�ح� { بفتح وهذه القراءة هي قراءة يعقوب وحده ، وخالفه الباقون فقرؤوا : } ف�ر�الراء.

__________( في أ : "فروح وريحان".1)( زيادة من أ.2)( زيادة من م.3)( في م ، أ : "إلى وليي".4)

436

Page 238: Tafsir ibnu katsir muhaqqoq 005b

http://portaldakwah.blogspot.com

.27( انظر : تفسير سورة إبراهيم اآلية : 5)( في م : "فقال".6)( في أ : "بن قيس".7) (2938( وسنن الترمذي برقم )3991( وسنن أبي داود برقم )6/64( المسند )8)

(.11566وسنن النسائي الكبرى برقم )

(7/549)

�ه�يع�ة ، حدثنا أبو األسود محمد بن عبد وقال اإلمام أحمد : حدثنا حسن ، حدثنا ابن لة بنت معاذ تحدث عن أم هانئ : أنها سألت رسول الله الرحمن بن نوفل : أنه سمع در� صلى الله عليه وسلم : أنتزاور إذا متنا ويرى بعضنا بعض�ا ؟ فقال رسول الله صلى الله

�سم� ) ا يعلق بالشجر ، حتى إذا كان يوم القيامة دخلت 1عليه وسلم : "تكون الن ( طير�(2كل نفس في جسدها" ) .

هذا الحديث فيه بشارة لكل مؤمن ، ومعنى "يعلق" : يأكل ، ويشهد له بالصحة أيض�ا مارواه اإلمام أحمد ، عن اإلمام محمد بن إدريس الشافعي ، عن اإلمام مالك بن أنس ، عن الزهري ، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، عن أبيه ، عن رسول الله صلى الله�س�مة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى عليه وسلم قال : "إنما ن

(. وهذا إسناد عظيم ، ومتن قويم3جسده يوم يبعثه" ) .وفي الصحيح : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن أرواح الشهداء في

( حيث شاءت ، ثم تأوي إلى قناديل معلقة 4حواصل طير خضر تسرح في الجنة )( الحديث5بالعرش" ) .

وقال اإلمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا همام ، حدثنا عطاء بن السائب قال : كان أول ( أبيض الرأس واللحية على 6يوم عرفت فيه عبد الرحمن بن أبي ليلى : رأيت شيخ�ا )

حمار ، وهو يتبع جنازة ، فسمعته يقول : حدثني فالن بن فالن ، سمع رسول الله صلىالله عليه وسلم يقول : "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره �بكيكم ؟" فقالوا : إنا نكره الموت. الله لقاءه". قال : فأكب القوم يبكون فقال : "ما ي�ة� ن �ح�ان� و�ج� ي و�ح� و�ر� . ف�ر� �ين� ب �م�ق�ر� �ان� م�ن� ال �ن� ك م�ا إ

� قال : "ليس ذاك ، ولكنه إذا ح�ض�ر } ف�أم�ا

� ر بذلك أحب لقاء الله عز وجل ، والله ، عز وجل ، للقائه أحب } و�أ �ش� � { ، فإذا ب �ع�يم ن( } ]� �ة� ج�ح�يم �ي �ص�ل � ] و�ت . ف�نزل� م�ن� ح�م�يم �ين� �ين� الض�ال �ذ�ب �م�ك �ان� م�ن� ال �ن� ك ر بذلك 7إ �ش� ( فإذا ب

.كره لقاء الله ، والله للقاءه أكره( ، وفي الصحيح عن عائشة - رضي الله عنها - شاهد لمعناه 8هكذا رواه اإلمام أحمد )

(9) .

437